تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2095 - الكتب تسلّي وتثقف وتهذب. والكتب الجيدة تجذبنا لقرائتها صفحة ً تلو الأخرى حتى النهاية . ما هي ذكرياتك عن الكتب ؟ ما هي مشاعرك اتجاه الكتب ؟
غالبا ً ما تكون اوقات التغيير في القيادة أوقاتا ً حساسة ، لا تغفل عما يحدث هنا لأنها فرصة موسى الأخيرة للتحدث بكلام الله

سفر التثنية 31 : 1 – 13 ( ترجمة الاخبار السارة )
1. وتابع موسى كلامه إلى جميع بني إسرائيل
2. فقال لهم: ((أنا اليوم ابن مئة وعشرين سنة، لا أقدر بعد على الرواح والمجيء. والرب قال لي: لن تعبر هذا الأردن.
3. فالرب إلهكم يعبر أمامكم، وهو يزيل تلك الأمم من أمامكم فترثونها. ويشوع هو يقودكم في عبوركم كما قال الرب.
4. ويفعل الرب بتلك الأمم كما فعل بسيحون وعوج، ملكي الأموريين، فدمر أرضهما.
5. فمتى أسلمهم الرب إلى أيديكم تفعلون بهم حسب جميع الوصايا التي أمرتكم بها.
6. تشجعوا وتقووا ولا تخافوا منهم ولا ترهبوهم لأن الرب إلهكم سائر معكم، لا يهملكم ولا يترككم)).
7. ثم دعا موسى يشوع وقال له أمام عيون جميع بني إسرائيل: ((تشجع وكن قويا، فأنت تدخل مع هؤلاء الشعب إلى الأرض التي أقسم الرب لآبائكم أن يعطيها لهم، وأنت تملكهم إياها.
8. والرب سائر أمامك، وهو يكون معك، ولا يهملك ولا يتركك، فلا تخف ولا ترهب)).
9. وكتب موسى هذه الشريعة وأعطاها لكهنة بني لاوي ، حاملي تابوت عهد الرب، وسائر شيوخ بني إسرائيل،
10. وقال لهم: ((في نهاية السبع السنين، في ميعاد سنة الإعفاء من الديون، في عيد المظال
11. حينما يأتي جميع بني إسرائيل ليروا وجه الرب إلههم في الموضع الذي يختاره، تقرأ هذه الشريعة على مسامعهم جميعا.
12. إجمعوا الشعب، رجالا ونساء وأطفالا، والغريب الذي في مدنكم، ليسمعوا ويتعلموا ويتقوا الرب إلهكم، ويحرصوا على العمل بجميع كلام تلك الشريعة
13. وليسمع بنوهم الذين لم يعلموا ويتعلموا مخافة الرب إلهكم كل الأيام التي تحيونها في الأرض التي أنتم تعبرون الأردن إليها لتمتلكوها)).

سفر التثنية 32 : 45 – 47
45. ولما فرغ من مخاطبة جميع بني إسرائيل بهذا الكلام كله ،
46. قال لهم: ((إحفظوا في قلوبكم كلام الشريعة الذي أعدته عليكم اليوم لتوصوا به بنيكم، حتى يحرصوا أن يعملوا بجميع أحكامها
47. فما هو كلام فارغ لديكم، بل هو حياة لكم، وبه تطول أيامكم في الأرض التي أنتم تعبرون الأردن إليها لتمتلكوها.

أمر موسى الشعب بقراءة شريعة الله على مسامع الجميع كي يتمكنوا جميعا ً بما فيهم الأطفال من سماعها كما ورد في تثنية 31 : 10- 13 . كانت الامة بأكملها تجتمع مرة ً واحدة ً كل سبع سنوات ٍ للاستماع الى أحد الكهنة وهو يقرأ الشريعة على مسامعهم . لم تكن هناك مؤلفات ٌ أو كتب ٌ مقدسة منتشرة ٌ بين الناس آنذاك ، لذلك كان الناس يعتمدون على الكلام المنقول شفهيا ً وعلى الذاكرة القوية . لهذا فقد كان الحفظ ُ جزءا ً هاما ً ٌ من العبادة لأنه اذا كان الجميع يعرفون الشريعة فلن يكون الجهل مبررا ً لخرقها .
لكي نتمم قصد الله ومشيئته ُ في حياتنا ينبغي ان تكون كلمة الله ومعانيها محفورة ً في قلوبنا وعقولنا . اذا لم تكن ممن يرغبون في قيادة العائلة باكملها في بعض التأملات يمكنك الاكتفاء بقراءة بضع آيات ٍ من الكتاب المقدس على مسامع أبنائك . هنالك العديد من الترجمات العربية للكتاب المقدس والتي تناسب جميع الاعمار والمستويات ، وينبغي ان يكون تعليم الابناء ِ والمؤمنين الجدد أحد أهم اولوياتك .

اقرأ سفر التثنية الاصحاحات 31 – 34
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2096 - حاول ان ترجع بذاكرتك الى يومك الاول في العمل على غرار جميع الناس . من المرجح انك شعرت بالحماسة اتجاه جميع التحديات التي تنتظرك واتجاه الوجوه والاسماء الجديدة التي ينبغي عليك تذكرها واتجاه المسؤوليات والاجرائات والآمال الكبيرة . يبدأ سفر يشوع بتوقع عمل ٍ جديد ٍ ليشوع الذي اصبح القائد الجديد للعبرانيين . فحال استلامه ِ لمنصبه الجديد كان يتعين عليه ان يتعامل مع موقف ٍ صعب ٍ الا وهو دعوة سبط جاد وسبط رأوبين ونصف سبط منسى ان يحفظوا عهدهم الذي قطعوه لموسى . كما كان يتعين عليه ان يطيع اوامر الله وان يقوم بمهمة ٍ صعبة. لكنه كان مستعدا ً لفعل ما يأمره الله به بصفته قائدا ً للأمة .

سفر يشوع 1 : 10 – 18 ( ترجمة الاخبار السارة )
10. فقال يشوع لقادة الشعب: ((تجولوا وسط المحلة وقولوا للشعب:
11. أعدوا لكم زادا لأنكم بعد ثلاثة أيام تعبرون الأردن لتدخلوا الأرض التي يعطيكم الرب إلهكم وتمتلكوها)).
12. ثم قال يشوع لبني رأوبين وبني جاد ونصف عشيرة منسى:
13. ((أذكروا ما قال لكم موسى عبد الرب: إن الرب إلهكم أعطاكم هذه الأرض لتقيموا بها.
14. نساؤكم وأطفالكم ومواشيكم يقيمون هنا بالأرض التي أعطاكم موسى شرق الأردن، لكن على كل قوي شديد البأس منكم أن يعبر أمام إخوته بني إسرائيل ليساعدوهم في القتال
15. إلى أن يريح الرب إخوتكم ويمتلكوا هم أيضا الأرض التي أعطاها لهم الرب إلههم، ثم ترجعون إلى أرضكم التي أعطاها لكم موسى عبد الرب عبر الأردن شرقا وترثونها)).
16. فقالوا ليشوع: ((كل ما أمرتنا به نفعله، وحيثما وجهتنا نتجه.
17. في جميع ما أطعنا به موسى نطيعك، والرب إلهك يكون معك، كما كان مع موسى.
18. كل من يخالف أمرك ولا يسمع كلامك في جميع ما تأمر به يقتل ، أما أنت فتشدد وتشجع)).

كان عمل يشوع الجديد يتضمن قيادة اكثر من مليوني شخص الى ارض ٍ جديدة وغريبة والاستيلاء عليها . فيا له من تحد ٍ كبير ٍ حتى بالنسبة لرجل عظيم ٍ كيشوع .
يعتبر كل عمل ٍ جديد ٍ تحديا ً لصاحبه ِ . بدون الله قد يبدو الأمر مخيفا ً لكن مع الله قد يكون مغامرة ً رائعة . وكما كان الله مع يشوع فهو معنا نحن ُ ايضا ً اثناء مواجهتنا للتحديات الجديدة . قد لا يتعين عليك ان تهزم أمما ً لكنك تواجه في كل يوم ٍ مواقف عصيبة واناسا يصعب التعامل معهم وتجارب قاسية ورغم ذلك فقد وعد الله ان لا يتركك وان لا يهملك َ . اطلب من الله ان يوجه طرقك وعندها سوف تتمكن من التغلب على الكثير من صعوبات الحياة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2097 - هل تخاف من الذين يقاومون الله ؟ الذين يحيكون مؤامرات للمؤمنين ؟ لا تخف لأن الله يسيطر على كل شيء . صلى النبي داود وهو يلاحط تدبيرات الاشرار قائلا ً :
" اسْتُرْنِي مِنْ مُؤَامَرَةِ الأَشْرَارِ، مِنْ جُمْهُورِ فَاعِلِي الإِثْمِ " (سفر المزامير 64: 2 )
وداود يعبّر بهذه الصلاة عن مخاوف الكثيرين الذين يدبّر لهم المحيطون بهم او الذين يعملون معهم المؤامرات بغرض الاساءة اليهم والخلاص منهم .
هل تلاحظ ان المؤامرات تُدبّر دائما ً للشخص الناجح ، للأمين في عمله ِ ، لخادم الرب المكرّس ، للطالب المجتهد الذي يرفض الغش ؟ فغير الناجحين لا يطيقون ان يروا الناجحين . فاذا كنت محاطا ً بالمتآمرين الذين يريدون الخلاص منك فتعزى لان هذا اكبر دليل ٍ على نجاحك وتفوقك وفشلهم .
لقد لاحظت في كلمة الله ان المؤامرات التي تُدبّر لاولاد الله تنتهي برفعة ٍ وبركات ٍ ونجاح ٍ لهم . دع المتآمرين يحيكون المؤامرات وثق بالله . تذكّر يوسف في مصر ، وأن للمؤامرات حدودا ً يضعها الله الذي في يديه كل شيء .
. قال كاتب المزامير :
" لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ ، وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ ؟ قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ ، وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ " ( مزمور 2 : 1 ، 2 )
الامم ارتجّت ، اهتزت معاييرها الاخلاقية والادبية وقادها هذا الاهتزاز الى التفكير في الباطل ، وتصل المؤامرة الى القمة فيقول الرؤساء عن الآب وعن الابن :
" «لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا " ( مزمور 2 : 3 )
إن القيود الالهية تكبح جماح الخطاة وتُعلن عن بشاعة آثامهم وحياتهم المتدهورة الى عمق الخطايا ، ولكن لن تنجح مؤامرة الرؤساء ، لماذا ؟ لأن " اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. " ( مزمور 2 : 4 ) فيقضي الله تماما ً على المؤامرات . لا خوف اذن من المؤامرات ، لا خوف من النمو السرطاني للضلالات ، لا خوف من التآمر ضد المسيح ، فالنصرة النهائية هي لتدبيرات الله التي دبّرها في مشوراته الازلية .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2098 - سار الشعب مدة ً طويلة ً في الصحراء . كانت الصحراء جافة ً خشنة ً صفراء . الأرجل تغوص في الرمال ، تغوص حتى تختفي الاقدام ونزعها من الرمال مشقة . الايدي تتمرجح بجوار الاجساد في هزال ، تكاد تسقط من الأكتاف كأفرع ٍ هزيلة ٍ جافة . الصحراء ممتدة ، البرية واسعة ، الارض منبسطة والرمال ناعمة . الشمس ُ ساطعة دائمة ، الحرارة تشوي الاجسام ، اللون الاصفر يعمي . الوف ٌ من البشر يسيرون ، عجوز ٌ يجر قدميه ، طفل ٌ يصرخ يمسك ثياب امه . الرجال غارقون في العرق والهم ، الشباب يتذمرون ويذرفون غيظهم . تراهم لكثرتهم بدوا كجيش ٍ من النمل يدب وسط محيط ٍ متسع ٍ اصفر لا نهاية له . وفي المقدمة يقود موسى الموكب التعب ، يستند الى عصاه في شموخ ٍ واهن . وصرخ طفل ٌ يطلب ماء ً يُطفئ النار في جوفه . ركعت الام ترفع الى فمه الاناء . انكفأ الاناء كله ولم تسقط قطرة َ ماء ، طلبت من جارتها فلم تنل شيئا ً . زاد صراخ الطفل وتتابعت الصرخات تطلب الماء وسرعان ما نفذ الماء . استمرت المسيرة وتجلد الشباب و تحرك الرجال وحملت النساء اطفالهن . انتشرت الهمسات وسرت التساؤلات وجحظت العيون ، اين الماء ؟ الصحراء صحراء ، البرية خالية ، السماء صافية ، لا ظل لسحابة ٍ شاردة . زادت حرارة الشمس ، اكتوت الاقدام ، سال العرق ، جفت الأمعاء . ارتفع الهم ، تصاعدت الزفرات ، تحركت الالسنة الجافة في الافواه المتذمرة . امتزج صراخ الاطفال بندب النساء ، بشكوى الرجال ، بضجر الشباب . أحس موسى بالعناء والشقاء والعطش خلفه . توقف واستند الى عصاه . رفع موسى وجهه الى الله يطلبه ُ ويستنجد . رأى الله معاناة الشعب وآلامه ُ . ارسل الله بصره الى الصحراء الجافة والقفر العاقر والرمال القاتلة . وامر الله موسى أن يحفر الارض ويرفع الرمال ويشق القفر . وتحول الشعب كله الى أيد ٍ تحفر . كل الأيدي شاركت في حفر الأرض . الشباب يحفر في عزم واالرجال يحفرون في اصرار ، والنساء يحفرن في رجاء . وارتمى الاطفال يلهون ويحفرون ، وتذكر عجوز ٌ مراحم الرب فعلا صوتهُ بالغناء . علا صوت العجوز فوق صوت المعاول يعدد بركات الرب وأمانته مع شعبه . وسرت العدوى فارتفعت الاصوات وصدح الترنيم وتعالت االنغمات . ورنموا : اصعدي ايتها البئر ، اصعدي ايتها البئر . وظهر الماء وتدفقت ينابيعه وعلت وجرت ، وتفجرت في القفر ينابيع ماء . امتلئت البئر وفاضت ، ارتوى الشعب كله وشرب ماء الرب . في القفر هناك ماء ، وسط الصحراء آبار . ارفع وجهك لله ، اطلب منه الارتواء ، يعطيك ويشبعك ويرطّب حياتك . سترنم وتهلل وتسبّح وتشكر .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
لا يوجد غيره ُ قدير ، ولا يوجد سواه ُ يقدر أن يخلّصك الى التمام ويمنحك الحياة الابدية . مع المسيح لا خوف ولا ضعف ولا شك ولا قلق ، ففيه الأمان والضمان والطمأنينة لأنه القدير . فهل تعرفت الى هذا القدير ؟
530370_453390011386209_1140773703_n.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2099 - ليس بالضرورة ان تكون في سن الشيخوخة كي تنسى شيئا ً هاما ً ، فالنسيان يحدث للناس جميعا ً في كل حين ، ولا بد ان هذا قد حدث معك ، أليس كذلك ، أم انك نسيت ذلك ؟ لقد اصيب العبرانيون بداء النسيان في هذا الوقت من تاريخهم . من هو الاله الذي كنا نعبده ؟ لم اعد اذكر لماذا احمل كتاب الشريعة هذا بين يدي ، أو ما شابه ذلك .

يشوع 24 : 14 – 24
14. ((فخافوا الرب واعبدوه بكمال وإخلاص ، وانزعوا الآلهة التي عبدها آباؤكم في نهر الفرات وفي مصر واعبدوا الرب.
15. وإن كان يسوؤكم أن تعبدوه فاختاروا لكم اليوم من تعبدون ، إما الآلهة التي عبدها آباؤكم عبر الفرات أو آلهة الأموريين الذين أنتم مقيمون بأرضهم . أما أنا وأهل بيتي فنعبد الرب)).
16. فأجابه الشعب: ((حاشا لنا أن نترك الرب ونعبد آلهة غريبة
17. لأن الرب إلهنا هو الذي أخرجنا نحن وآباءنا من مصر، أرض العبودية وصنع أمام عيوننا تلك المعجزات العظيمة وحفظنا في جميع الطرق التي سلكناها، وبين جميع الشعوب الذين عبرنا أرضهم.
18. وطرد من أمامنا جميع الشعوب وكذلك الأموريين الساكنين في الأرض قبلنا، فنحن أيضا نعبد الرب لأنه إلهنا)).
19. فقال يشوع للشعب: ((لا تقدرون أن تعبدوا الرب لأنه إله قدوس، إله غيور، لا يصبر على ذنوبكم وخطاياكم.
20. فأنتم إذا تركتموه وعبدتم آلهة غريبة يرتد عنكم ويسيء إليكم ويفنيكم بعدما كان بارككم)).
21. فقال الشعب ليشوع: ((كلا، بل الرب وحده نعبد)).
22. فأجابهم يشوع: ((أنتم شهود على أنفسكم أنكم اخترتم الرب لتعبدوه)). فقالوا: ((نحن شهود)).
23. فقال لهم يشوع: ((فالآن انزعوا الآلهة الغريبة فيما بينكم ووجهوا قلوبكم إلى الرب إله إسرائيل)).
24. فأجابه الشعب: ((الرب إلهنا نعبد ولصوته نسمع)).


كان العهد القائم بين الله والعبرانيين هو ان يعبدوا الرب وحده ويطيعوه . كانت الغاية هي ان يكونوا امة ً مقدسة ً تؤثر في بقية الامم الأخرى وتجلبهم لعبادة الله الحي الحقيقي ، وكان الاستيلاء على ارض كنعان هي احدى وسائل تحقيق تلك الغاية ، لكن العبرانيين انشغلوا بالارض وتحول نظرهم عن الرب الاله .
قد نصرف اوقاتا ً طويلة ً جدا ً على الوسائل او الطرق فننسى الغاية النهائية ، ألا وهي تمجيد الله . وقد تقع الكنائس في هذا الخطأ هي الأخرى ، فعلى سبيل المثال : قد تصرف الرعية كل طاقتها في اقامة مرافق جديدة لتصبح بعد ذلك مكتفية ً بذاتها أو تخشى من استخدام الآخرين لهذه المرافق .
ما هي غايتك في عملك ، في بيتك ؟ اجعل تصرفاتك هناك جزء ًً من تتميم مقاصد الله النهائية . تذكّر ما دعاك الله للقيام به ولا تنسى وعودك له .

اقرأ سفر يشوع الاصحاحات 20 – 24
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2100 - تمر الايام والسنين والعصور ودورة الحياة وروتينها كما هي ، فلا جديد تحت الشمس ولا من حقيقة ٍ نراها كحتمية الموت . يتعب الانسان ويشقى خلف مكتسبات الحياة ، فاذا بخسائرها وويلاتها تسود ، وفي النهاية يرى الانسان واذا بكل تعبه ِ الذي تعبه تحت الشمس يؤول الى تلك الحتمية نفسها : الموت ثم سداد ثمن خطاياه . اذن في عالم ٍ كل ما فيه باطل ٌ وفان ٍ ، ويمكنك ان تتطلع من حولك وان ترى ماذا اقصد ، في عالم ٍ كل ما فيه باطل ٌ وفان ٍ تحتاج الى يد ٍ تمتد من خارج محدودية هذا العالم وفنائه فتمسك بيدك وتمنحك حياة جديدة تدوم وتبقى وتستمر فوق هموم اليوم وقلق الغد . ... هكذا لم يأتي يسوع ليقدم دينا ً جديدا ً بل ليصنع القلب الجديد والانسان الجديد . أتى ليكون تلك اليد الوحيدة الممتدة من خارج محدودية عالمنا وفنائه ، يد الله المحب . وبعد أن سُمّرت يده على صليب ٍأُعد اصلا ً لي ولك ليدفع ثمن خطيتي وخطيتك ، قام دائسا على حتمية الموت ليُمسك بيدك ويقودك بمحبته ِ في حياة ٍ جديدة تبقى الى الابد .
الخيار لك ، فماذا تختار ؟
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2101 - هناك الكثير من المواقف التي تضطرنا للانتظار ، أليس كذلك ؟ فنحن ننتظر في عيادة الطبيب وعند الاشارات الضوئية وفي البيت ، كما اننا ننتظر حضور من يصحبنا معه أو مجيء عطلة نهاية الاسبوع . وهكذا قد يكون الانتظار محبطا ً في بعض الاحيان . يشتمل هذا المقطع من الكتاب المقدس على قصة ٍ مؤثرة ٍ عن الانتظار . كان ينبغي على يوتام ان يفعل ذلك . اسأل نفسك ما اذا كان يستمتع بذلك أم لا ؟ حيث ان تجربته ُ هذه تُشبه تجاربنا جميعا ً بطريقة ٍ أو بأخرى

سفر القضاة 9 : 1 – 57
1. وذهب أبـيمالك بن يربعل إلى أخواله في شكيم، وقال لهم ولجميع قبـيلة أبـي أمه:
2. ((قولوا على مسامع جميع أهل شكيم: أيهما خير لكم، أن يتسلط عليكم سبعون رجلا، أي جميع بني يربعل، أم رجل واحد؟ واذكروا أني أنا من لحمكم ودمكم)).
3. فنقل أخواله إلى أهل شكيم هذا الكلام، فمالت قلوبهم نحو أبـيمالك لأنهم قالوا إنه قريبنا.
4. وأعطوه سبعين من الفضة من بـيت بعل بريت، فاستأجر بها رجالا بطالين أشقياء.
5. وجاء إلى بـيت أبـيه في عفرة وقتل إخوته بني يربعل، وهم سبعون رجلا على صخرة واحدة. وبقي يوتام أصغر بني يربعل حيا لأنه اختبأ.
6. واجتمع أهل شكيم وبـيت ملو ومضوا إلى أبـيمالك وأقاموه عليهم ملكا عند شجرة البلوط الـتي في شكيم.
7. فلما علم يوتام بذلك ذهب إلى جبل جرزيم ووقف على قمته. رفع صوته وقال لهم: ((إسمعوا لي يا أهل شكيم فيسمع الله لكم.
8. ذهبت الأشجار مرة لتمسح عليها ملكا، فقالت لشجرة الزيتون: كوني علينا ملكة.
9. فقالت الزيتونة: أأترك زيتي الـذي من أجله تكرمني الآلهة والناس وأذهب لأستعلي على الشجر؟
10. فقالت الأشجار للتينة: تعالي أنت وكوني علينا ملكة.
11. فقالت التينة: أأترك حلاوتي وثمرتي الطيبة وأذهب لأستعلي على الشجر؟
12. فقالت الأشجار للكرمة: تعالي أنت وكوني علينا ملكة.
13. فقالت الكرمة: أأترك خمري الـذي يفرح الآلهة والناس وأذهب لأستعلي على الشجر؟
14. فقالت الأشجار كلها للعوسجة: تعالي أنت وكوني علينا ملكة.
15. فقالت العوسجة: إن كنت حقا تمسحينني ملكة عليك، فتعالي، وفي ظلي استظلي، وإلا فلتخرج نار من العوسجة وتحرق أرز لبنان.
16. ((والآن هل عملتم بالحق والاستقامة، فملكتم عليكم أبـيمالك؟ هل صنعتم خيرا إلى يربعل وبيته وكافأتموه على ما صنعت يداه؟
17. أبـي قاتل عنكم وخاطر بنفسه وأنقذكم من أيدي المديانيين، أما أنتم اليوم
18. فهاجمتم بـيت أبـي وذبحتم بنيه السبعين على صخرة واحدة، وملكتم أبـيمالك ابن أمته على أهل شكيم لأنه قريبكم،
19. فإن كنتم عملتم بالحق والاستقامة مع يربعل ومع بيته في هذا اليوم فاهنأوا بأبـيمالك وليهنأ هو أيضا بكم،
20. وإلا فلتخرج نار من أبـيمالك وتأكل أهل شكيم وبيت ملو، ولتخرج نار من أهل شكيم وبيت ملو وتأكل أبـيمالك)).
21. وفر يوتام هاربا إلى بـير، فأقام هناك خوفا من أبـيمالك أخيه.
22. وملك أبـيمالك على بني إسرائيل ثلاث سنين.
23. وألقى الله بروح العداء بـين أبـيمالك وأهل شكيم، فغدر أهل شكيم بأبـيمالك
24. ليرتد الظلم الـذي وقع على بني يربعل السبعين ويكون دمهم على أبـيمالك أخيهم الـذي قتلهم وعلى أهل شكيم الـذين شجعوه على قتلهم.
25. فأقام أهل شكيم كمينا على رؤوس الجبال، فكانوا يسلبون كل من مر بهم في الطريق. وعلم أبـيمالك بذلك.
26. وجاء جعل بن عابد مع إخوته إلى شكيم، فوثق به أهلها،
27. وخرجواإلى البرية وقطفوا كرومهم وعصروا واحتفلوا ودخلوا بيوت آلهتهم وأكلوا وشربوا ولعنوا أبـيمالك.
28. فقال جعل بن عابد: ((من هو أبـيمالك؟ ولماذا نخدمه نحن في شكيم: أما هو ابن يربعل ووكيله زبول؟ فلماذا نخدمه؟ اخدموا رجال حمور أبـي شكيم.
29. ليت هذا الشعب في يدي، فأعزل أبـيمالك وأقول له: أعد جيشك واخرج للقتال!))
30. وسمع زبول والي المدينة بكلام جعل بن عابد، فاشتد غضبه
31. وأرسل في السر إلى أبـيمالك يقول له: ((جعل بن عابد وإخوته جاؤوا شكيم، وهم يثيرون عليك المدينة.
32. فقم أنت والـذين معك ليلا واكمنوا في البرية،
33. وباكرا في الصباح عند طلوع الشمس اهجم على المدينة، فيخرج هو وأصحابه إليك فتفعل بهم ما تقدر عليه)).
34. فقام أبـيمالك والـذين معه ليلا وكمنوا حول شكيم في أربع فرق.
35. فخرج جعل بن عابد وأقام عند مدخل المدينة، فوثب أبـيمالك والـذين معه من المكمن.
36. ورآهم جعل فقال لزبول: ((أرى كثيرين ينزلون من رؤوس الجبال)). فقال له زبول: ((أنت ترى ظل الجبال فتحسبه رجالا)).
37. فعاد جعل وقال: ((ها قوم نازلون من أعالي الجبال وفرقة مقبلة من جهة بلوطة العرافين)).
38. فقال له زبول: ((أين الآن كلامك؟ أما كنت تقول: من هو أبـيمالك حتـى نخدمه؟ هذا هو الشعب الـذي ازدريته، فاخرج الآن إليه وقاتله)).
39. فخرج جعل قائدا أهل شكيم وحارب أبـيمالك.
40. فهزمه أبـيمالك، فهرب من أمامه وسقط جرحى كثيرون قبل أن بلغوا مدخل المدينة.
41. وأقام أبـيمالك في أرومة، أما زبول فطرد جعل وإخوته من شكيم.
42. وفي الغد خرج الشعب إلى البرية، فعلم أبـيمالك بذلك.
43. فأخذ رجاله وقسمهم ثلاث فرق وكمن لهم في البرية. وحين رأى الشعب خارجين من المدينة، انقض عليهم.
44. وتقدم أبـيمالك والفرقة الـتي معه وتمركزوا عند باب المدينة، وأما الفرقتان الأخريان فهجمتا على الـذين في البرية وقضتا عليهم.
45. وحارب أبـيمالك المدينة ذلك اليوم كله واحتلها، وقتل الـذين فيها، وهدمها وزرعها ملحا.
46. فسمع بالأمر أهل مجدل شكيم، فدخلوا جميعا حصن بيت إيل بريت.
47. وعلم أبـيمالك بوجودهم هناك،
48. فصعد إلى جبل صلمون، هو والـذين معه، وأخذ فأسا بيده وقطع غصنا من الشجر وحمله على كتفه وقال للذين معه: "تفعلون سريعا كما أفعل".
49. فقطع كل واحد منهم غصنا وتبعوا أبـيمالك وألقوا الأغصان حول الحصن وأحرقوه بالنار، فمات أيضا جميع أهل مجدل شكيم وكانوا نحو ألف رجل وامرأة.
50. ثم توجه أبـيمالك إلى مدينة تاباص وحاصرها واحتلها.
51. وكان في وسط المدينة برج محصن، فهرب إليه جميع الرجال والنساء، ومنهم زعماء المدينة، وأغلقوا وراءهم الأبواب وصعدوا إلى سطح البرج.
52. فزحف أبـيمالك على البرج، فحاصره وتقدم إلى مدخله ليحرقه بالنار،
53. فألقت امرأة حجرا كبـيرا على رأسه فشدخت جمجمته.
54. فدعا في الحال حامل سلاحه، وكان شابا، وأمره: ((إستل سيفك واقتلني لئلا يقال إن امرأة قتلته)). فطعنه الشاب بالسيف فمات.
55. فلما رأى رجال بني إسرائيل أن أبـيمالك مات، عاد كل واحد منهم إلى بيته.
56. ورد الله على أبـيمالك الشر الـذي صنع بأبـيه حين قتل إخوته السبعين.
57. وكذلك رد الله الشر الـذي صنعه أهل شكيم على رؤوسهم، وتمت عليهم لعنة يوتام بن يربعل.

كانت صفات ابيمالك مناقضة ٌ للصفات التي يريدها الله في القاضي ، ومع ذلك فقد انتظر الله ثلاث سنوات قبل ان ينقلب عليه ِ ويتمم المثل الذي ضربه يوتام كما ورد في سفر القضاة 9 : 22 – 24
ربما بدت تلك السنوات الثلاث ثلاثة دهور ٍ بالنسبة ليوتام . ومن المؤكد انه كان يتسائل متعجبا ً عن سبب عدم معاقبة الله لابيمالك فورا ً على طرقه ِ الشريرة . لسنا وحدنا فقط الذين نتعجب من سبب انتشار الشر ، فالكثيرون تعجبوا وتسائلوا مثلنا تماما ً ، لكن الله يعد بأنه سيتعامل مع الخطية ولكن في الوقت الذي يحدده هو وليس نحن ُ . وفي الحقيقة من الجيد ان الله لا يعاقب على الفور لاننا نحن ايضا ً نستحق عقاب الله لنا على خطايانا ، فالله بمقتضى رحمته ِ يصفح عنا ولا يعاقبنا على الفور وذلك لكي يمنحنا الفرصة لترك خطايانا والرجوع اليه تائبين .
عليك ان تُدرك بأن الثقة في عدالة الله تعني انتظار توقيته ِ هو . قد يتوجب عليك ان تنتظر طويلا ً الى أن يعاقب الله الاشرار ، لكن تأكد تماما ً أن الله سيقضي على كل شر في الوقت الذي يعيّنه ُ هو .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2102 - من المعلوم لدينا جميعا ً إن الناس يملكون صفات ٍ عديدة ً ومهارات ٍ مختلفة . ومع ان هذه الصفات والمهارات يمكن ان تكون مفيدة ً لنا وللآخرين في اوقات ٍ كثيرة ، فإنها قد توقعنا في المتاعب ايضا ً . فحياتنا تزخر بالضجيج والانشغال ، على الرغم من ذلك فإن كلمة الله تدعونا الى ان نكون هادئين . فنقرأ في رسالة الرسول بولس الاولى الى اهل تسالونيكي 4 : 10 ، 11
" وَإِنَّمَا أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَزْدَادُوا أَكْثَرَ، وَأَنْ تَحْرِصُوا عَلَى أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ "
فنحن نعيش في عالم ٍ أقل ما يُقال فيه أنه صاخب ٌ ، فهناك اشخاص ٌ يعيشون حياة ً مترفة ً أو مريحة ً الى حد ٍ ما لكن قلوبهم تزخر بضجيج الاحباط وعدم الرضا . فالضجيج يأتي من مصادر كثيرة . وفي بعض الاوقات قد نشغل وقتنا ً بأي شيء ٍ عن سابق قصد ٍ وتصميم ٍ لكي نملأ الفراغ الذي نشعر به في قلوبنا ، لكن الكتاب المقدس يقول في سفر صفنيا 3 : 17
" الرَّبُّ إِلهُكِ......... يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ " ووفقا ً لاحدى الترجمات الاجنبية فإن الله يمنحنا سكينة ً في محبته . فإن كان الله يسكن فينا بروحه ِ فلا بد لسكينته ان تنعكس علينا . بعبارة ٍ أخرى فإنه يعطينا هدوء ً وسكينة ً وطمأنينة ً وسلاما ً ، فهو في وسط كنيسته ِ الاله القادر أن يخلّصنا ويدافع عنا ويحمينا ويعطينا حياة النصرة . ونقرا في انجيل يوحنا 3 : 16 ان الله بين محبته لنا من خلال تضحيته بابنه الوحيد يسوع المسيح
" لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. "
وفي الحقيقة ان الانسان لن ينعم بالسلام الا من خلال ايمانه ِ بيسوع المسيح . لهذا فاننا نقرأ في سفر الجامعة 4 : 6
" حُفْنَةُ رَاحَةٍ خَيْرٌ مِنْ حُفْنَتَيْ تَعَبٍ وَقَبْضِ الرِّيحِ. "
والراحة الحقيقية هي تلك التي يقدمها لنا الرب يسوع الذي دعانا في انجيل متى 11 : 28- 30
28 تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.
29 اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي ، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.
30 لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».
اذن لماذا ينبغي لنا ان نهدأ وان نستكين ؟ نقرأ في المزمور 46 : 10
" استكينوا واعلموا أني أنا الله " ( ترجمة الحياة ) فكيف سنتمكن من سماع صوت الله إن كنا منهمكين في اشغال الحياة وصخبها ؟ قال احدهم : لا تضيّع اية فرصة ٍ في ابقاء فمك مغلقا ً . ويا له من تحد ٍ لنا ، لذلك ما احوجنا الى تعلم الدروس واخذ العبر من ابطال الايمان في الكتاب المقدس ، فناظم المزمور 62 : 1 ، 2 يقول
" إِنَّمَا للهِ انْتَظَرَتْ نَفْسِي . مِنْ قِبَلِهِ خَلاَصِي . إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي "
من السهل علينا ان نفتح افواهنا وأن نتكلم وأن نتذمر وأن نجادل وأن نصرخ . لكن عندما نسكن في محضر الله فاننا نفسح المجال له للعمل في حياتنا ولملء قلوبنا بسلامه ِ العجيب . فنحن نقرأ في سفر اشعياء 32 : 17 ( ترجمة الحياة )
" فيكون ثمر البر سلاما، وفعل البر سكينة وطمأنينة إلى الأبد،"
ويا له من وعد ٍ رائع ٍ لحياتنا . اذن اذا كنت تحب ان تعيش حياة ً ممتلئة ً بالسلام والسكينة والطمأنينة فاننا نشجعك على التوقف ليوم ٍ كامل ٍ عن الشكوى والتذمر والجدل واغتياب الآخرين ، وعوضا ً عن ذلك حاول ان تهدأ وأن تستكين . إن وجدت صعوبة في القيام بذلك اسأل الله أن يعطيك بعض الهدوء والسكينة في قلبك . فإن هدأت قليلا ًستسمع صوت الله بوضوح أكثر من أي وقت ٍ مضى .
وختاما ً نتضرع اليك ا ابانا السماوي أن تملا قلب كل انسان بالهدوء والسكينة ، كما اننا نرجوك ان تساعدنا على التخلص من كل ضوضاء في حياتنا ليوم ٍ كامل لكي نتمكن من سماع صوتك العذب ، وساعدنا أن نجد السلام والرضا لا من خلال اعمالنا وجهودنا بل من خلال اتكالنا عليك . نسألك هذا يا رب اكراما ً لاسم يسوع المسيح . آمين



 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2103 - حينما تقع في مشكلة ٍ ما قد يكون من الصعب عليك ان ترى ما ينبغي عليك فعله بالتحديد ، لكن بعد مرور بعض الوقت وتطلعك الى الوراء يمكنك عندها ان ترى الامور بوضوح ٍ كامل ، وكما نقول باللهجة الدارجة تُصبح رؤيتك لما جرى ستة على ستة . يمتلك سفر راعوث خاصية ً فريدة ً في اظهار تأثير ماضينا على حاضرنا . فكيف كان باستطاعة نعمي وفي غمرة حزنها لفقدان زوجها وابنيها أن ترى ان مستقبلها يحمل لها خيرا ً مضاعفا ً اكثر عشرة مرات ٍ عما مضى . في الحقيقة لم تكن لترى ذلك لو لم تضع ثقتها في الله ، وهذا درس ٌ هام ٌ ينبغي علينا تعلمه
بالنسبة للبعض يبدو سفر راعوث مجرد قصة ٍ جميلة ٍ عن امرأة ٍ محظوظة ، لكن هذا السفر القصير يدون لنا مولد رجل ٍ يُدعى عوبيد ، وقد كانت ولادته وبعض الاحداث الأخرى المدونة في سفر راعوث جزءا ً من اعداد الله لميلاد الملك داود والرب يسوع . لم يكن بمقدور راعوث ان تعرف تصرفاتها ستؤدي الى مثل هذا الحدث المستقبلي المجيد . كذلك فنحن لا نعرف كيف يمكن لحياتنا أن تؤثر في الآخرين بعد سنوات ٍ من اليوم . عش أمينا ً للرب عالما ً أن تأثير حياتك سيمتد لما بعد فترة حياتك على الارض ، وكن واثقا ً بأن مكافآت الرب ستفوق أية َ تضحيات ٍ تقوم بها .

( اقرأ سفر راعوث من الاصحاح الاول الى الاصحاح الرابع العدد 22 )
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2104 - صورة للواقع الذي نعيشه
شابة ٌ في مقتبل العمر تنحني وتشرب من مياه النبع الجارية . بعد اسبوع ٍ واحد تقع ميتة ً بلا حراك . التاريخ هو سنة 2300 م . أما السموم التي تناولتها هذه الفتاة فهي نفايات ٌ مشعة مدفونة ٌ في الارض خلفها المهندسون النوويون في العصر الذري ، والآن جاء الوقت ُ ووجدت النفايات طريقها الى مياه النهر فلوثتها وحولتها الى سموم ٍ جارية . هل يصعب عليك ان تتخيل مستقبلا ً من هذا النوع ؟ أم تظن ان الحال سيكون اصعب على الجيل القادم ؟ هذا طبعا ً إن كان هناك جيل ٌ قادم . هل دفن النفايات المشعة عمل ٌ اخلاقي ٌ أدبي يقوم به علماء عصرنا ؟ تسألني : وما هي البدائل ؟ البديل الأول : هو أن تُترك النفايات على السطح فتعّرض حياة الكثيرين الى الموت . هذه جريمة ٌ لا تُغتفر . البديل الثاني : هو أن تُرسل هذه النفايات المشعة محمّلة ً على مركبة ٍ فضائية الى الشمس ، لكن هذه الفكرة ايضا ً تحمل المخاطر ، ماذا لو انفجرت المركبة في انطلاقها ؟ ستنتشر آثار المواد\ المشعة المميتة مئات الكيلومترات المربعة ، لذلك صار الاتفاق أن تُدفن في باطن الأرض .
تُرى هل يمكن تشبيه هذه النفايات بالعادات والمواقف السيئة التي نخبّئها في نفوسنا من الداخل ؟ فنحن ايضا ً لا نستطيع اطلاقها الى الخارج لانها ستؤذي الآخرين وتجرحهم ، ولا نستطيع كذلك ان نتركها تظهر على سطح حياتنا ظاهرة ً للعيان والا كنا موضع انتقاد ، فماذا نفعل ؟ نلجأ الى نفس الحل : ندفنها في أعماق ضمائرنا حتى لا يراها احد . الضغينة ، الحسد ، حب الانتقام وغيرها من المواقف البطالة تجد طريقها الى باطن حياتنا ، ولكن كما هو في حالة الفتاة ، ألن يأتي يوم ٌ تظهر فيه هذه المواقف على حقيقتها ؟ على انها ستؤذينا نحن ُ أكثر من أي إنسان ٍ آخر .
تسالني هنا ايضا ً ما هي البدائل ؟ أجيبك بصراحة ، يوجد بديل ٌ واحد أعرفه لا أكثر : التجأ الى الله بمواقفي السلبية واكشفها له ، أعترف له بها ، ثم اطلب اليه على اساس موت المسيح الفدائي فوق الصليب لا ان يغفرها لي فقط بل ان ينزعها من حياتي . هذا هو البديل ، بل هذا هو الحل .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2105 - من المحبط ان تتحدث الى شخص ٍ يتظاهر بانه يصغي اليك ، فقد ترغب في الصراخ اليه قائلا ً : اني اتحدث معك وانت لا تصغي الي . عانى العبرانيون من هذه المشكلة لسنوات ٍ عديدة ، فقد كان الله يتحث اليهم لكنهم لم يكونوا يصغون اليه . لقد انقضت بضعة عقود ٍ منذ ان تكلم آخر نبي من انبياء الله للشعب . ،وها قد جاء صموئيل ليفتح قنوات الاتصال مع الله من جديد

1 صموئيل 3 : 1 – 14 ( ترجمة الاخبار السارة )
1. أما صموئيل الصبي ، فكان يخدم الرب بإشراف عالي. وكانت كلمة الرب نادرة والرؤى قليلة في ذلك الزمان.
2. وفي إحدى الليالي كان عالي الكاهن نائما في غرفته وابتدأت عيناه تضعفان فلم يقدر أن يبصر.
3. ومصباح بيت الله لم ينطفئ بعد، وصموئيل نائما في الهيكل حيث تابوت العهد.
4. فدعا الرب صموئيل، فأجاب: ((ها أنا يا سيدي)).
5. وأسرع إلى عالي وقال له: ((دعوتني، فها أنا)). فقال له: ((ما دعوتك. إرجع ونم)). فرجع صموئيل ونام.
6. فعاد الرب ودعا صموئيل ثانية، فقام وأسرع إلى عالي وقال له: ((دعوتني، فها أنا)). فقال له: ((ما دعوتك يا ابني. إرجع ونم)).
7. ولم يكن صموئيل عرف الرب ولا كلامه انكشف له بعد.
8. فعاد الرب ودعا صموئيل ثالثة، فقام صموئيل وأسرع إلى عالي وقال له: ((دعوتني، فها أنا)). ففهم عالي أن الرب يدعو الصبي،
9. فقال له: ((إذهب ونم، وإن دعاك صوت فقل: تكلم يا رب لأن عبدك سامع)). فذهب صموئيل إلى فراشه ونام.
10. فجاء الرب واقترب من صموئيل ودعاه كالمرات السابقة: ((صموئيل، صموئيل)). فأجاب صموئيل: ((تكلم يا رب لأن عبدك سامع)).
11. فقال له الرب: ((سأعمل في إسرائيل عملا يذهل كل من سمع به
12. في ذلك اليوم أنفذ بنسل عالي كل وعيدي من أوله إلى آخره.
13. فأنا أنذرته بأني سأقضي على نسله إلى الأبد، لأنه علم أن بنيه أثموا، ولم يردعهم.
14. ولذلك أقسمت أن لا ذبيحة ولا تقدمة تكفران عن إثم عالي ونسله إلى الأبد)).


لقد تكلم الله مباشرة ً وبصوت ٍ مسموع مع موسى ويشوع ، لكن كلمته صارت نادرة ً اثناء فترة حكم القضاة التي امتدت 300 سنة ، ففي هذه الفترة لم يكن هنالك انبياء ٌ يوصلون رسائل الله الى الشعب . وعوضا ً عن يستمع الشعب الى الله لجأ الى مصادر اخرى للحكمة ، لكن حينما تكلم الله مع صموئيل تجاوب الصبي صموئيل معه على الفور قائلا : " تكلم يا رب لأن عبدك سامع "
لا يستخدم الله صوتا ً بشريا ً على الدوام لكنه يتحدث بوضوح ٍ دوما ً من خلال كلمته . ولكي نتلقى رسائله ينبغي علينا ان نكون مستعدين دوما ً للاصغاء والعمل بما يأمرنا به ، وهكذا فإن الاصغاء والتجاوب هما عنصران هامان للغاية في تعاملنا مع الله .
هل سمعت صوت الله مؤخرا ً ؟ انه يتحدث اليك . كن مستعدا ً مثل صموئيل لان تقول له : هاءَنَذا ، حينما يعطيك رسالة .
اقرأ سفر صمويل الاول من الاصحاح الاول الى الاصحاح الثالث
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2106 - قد لا تبدو اصنام اليوم شبيهة ً بالاصنام الوثنية القديمة المصنوعة من الخشب او الحجر لكنها لا تقل عنها خطورة ً على حياتنا . فالشيء الذي يحتل المكانة الاولى في حياة المرء هو في حقيقة الأمر الهه ُ. فقد يكون المال او النجاح او الاشياء المادية او الكبرياء او اي شيء ٍ آخر صنما ً في حياتنا اذا احتل مكان الله في قلوبنا . الرب وحده هو المستحق لخدمتنا وعبادتنا لذلك لا ينبغي علينا ان نسمح لأي شيء ٍ آخر ان يشغل مكان الله في حياتنا .
ما الاصنام التي تتنافس للسيطرة على حياتك ؟ وما الذي ينبغي عليك فعله لابقاء الله اولا ً في حياتك ؟
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2107 - هناك اشخاص يحبون شرب الشاي الذي يأتي على شكل اوراق مجففة . وكما نعلم جميعا ً لا يمكننا أن نستمتع بمذاق الشاي ونكهته المتميزة الا بعد نقع اوراق الشاي في ماء ٍ ساخن . ولعل هذا يذكّرنا بحياتنا نحن البشر ، فقد خلقنا الله واعطى كل منا شخصية ً مميزة . كما ان لكل منا جوانب قوة ٍ وجوانب ضعف ٍ في شخصيته ِ وحياته ِ ، لكننا في اغلب الاوقات لا ندرك جوانب القوة والضعف في حياتنا الا بعد نقعنا في الماء الساخن ، اي الا بعد ان نمر بأزمة ٍ أو ظرف ٍ عصيب . فاذا تخيلت نفسك كورقة الشاي التي لا تعطي مذاقا ً طيبا ً ونكهة ً متميزة ً الا بعد نقعها في الماء الساخن ، فسوف تدرك انه لا مبرر لانهيارك تحت وطأة الظروف الصعبة ، فقد تكون هذه الظروف القاسية هي انسب الاوقات لاخراج افضل ما لديك ولمباركة الآخرين من حولك . هذا هو تماما ما حدث مع احدى النساء الفاضلات في الكتاب المقدس وتدعى اليصابات . فنحن نقرأ في انجيل لوقا 1 : 6 ، 7 أن اليصابات وزوجها :
" 6 و كانا كلاهما بارين امام الله سالكين في جميع وصايا الرب و احكامه بلا لوم
7 و لم يكن لهما ولد اذ كانت اليصابات عاقرا و كانا كلاهما متقدمين في ايامهما "

اذن فقد كانت اليصابات متقدمة ً في العمر وعاقرا ً ، لكن هل هذا يعني انها كانت عديمة النفع ؟ بالتأكيد لا ، فقد استخدمها الله بالرغم من شيخوختها لتقوم بدور بارز ٍ في قصة ميلاد الرب يسوع المسيح . لكن ما الذي دفع الله الى اختيارها ؟ يخبرنا الكتاب المقدس ان ملاكا ً ظهر لزكريا واخبره ُ ان زوجته اليصابات ستلد ابنا ً وانه ينبغي ان يسميه يوحنا . وقد يبدو هذا مستحيلا ً ، أليس كذلك ؟ فقد كانا كلاهما متقدمين في السن ، لكن الملاك تابع قائلا ًعن الصبي الذي سيولد " و يكون لك فرح و ابتهاج و كثيرون سيفرحون بولادته لانه يكون عظيما امام الرب و خمرا و مسكرا لا يشرب و من بطن امه يمتلئ من الروح القدس ..... لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا " ( لوقا 1 : 14 ، 15 ، 17 ) ويا لها من كلمات ٍ رائعة ٍ ومشجعة ٍ حقا ً . ماذا سيكون رد فعلك اذا ظهر لك ملاك ؟ وماذا لو قال لك ان الله افرز ابنك الذي ستلده زوجتك للقيام بعمل ٍ ما ؟ هل ستصدق ذلك الخبر ؟ ماذا عن اليصابات ، وكيف كان رد فعلها عندما سمعت هذا الخبر الذي لا يُصدّق ؟ نقرأ في انجيل لوقا 1 : 24 " و بعد تلك الايام حبلت اليصابات امرأته و اخفت نفسها خمسة اشهر قائلة " وهذا يعني انها لم تتباهى امام الناس ولم تتفاخر بأن الصبي الذي تحمله في احشائها سيكون عظيما ً أمام الرب ، بل انها قالت بتواضع ٍ تام : " هكذا قد فعل بي الرب في الايام التي فيها نظر الي لينزع عاري بين الناس " وبذلك كانت تقر بسيادة الله على حياتها ، وهذا يرينا ان ايمان اليصابات أُختبر تحت الماء الساخن فنجحت في الاختبار بتميز . لكن ماذا عنك َ او عنك ِ ؟ هل تجتاز او تجتازين ظروفا ً صعبة في حياتك هذه الايام ؟ وهل تظن ان حياتك صارت جافة ومتغضنة ً كأوراق الشاي الجافة ؟ او هل تشعر بانك صرت عجوزا ً وعديم النفع بسبب عمرك أو بسبب ضعفك البدني ؟ وهل تعتقد ان حياتك ليست مثمرة ؟ وانه لا حاجة لأن تبقى على قيد الحياة بعد الآن ؟ إن كنت َ او كنت ِ كذلك فتأمل في شخصية اليصابات وحياتها ، فقد كانت عجوزا ً وعاقرا ً في آن ٍ واحد ، ومع ذلك فقد آمنت بالله ، وبسبب ايمانها فقد اعطاها الله معنى ً ومغزى ً في هذه الحياة . وأود ان اسألك ايضا ً : هل صليت مؤخرا ً لأجل لشخص ٍ ما او مشكلة ما في حياتك ؟ وهل شعرت بعد تلك الصلاة ان ايمانك لم يكن كافيا ً وان الله لن يستجيب لطلبتك ؟ أذن ربما ينبغي لك ان تستمع الى ما قاله الرب يسوع عن الايمان في انجيل متى 17 : 20
" لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل و لا يكون شيء غير ممكن لديكم "
لذلك لا تنظر الى الايمان الذي ليس لديك بل انظر الى الايمان الذي لديك حتى لو كان صغيرا ً مثل حبة الخردل ، فالله يريد ان يباركك وان يستخدمك لتكون بركة ً للآخرين .
وفي الختام نشكرك يا ابانا السماوي لأن كل خير ٍ وعطية ٍ صالحة ٍ تأتينا من يدك أنت . نسألك يا رب ان تعطينا نعمة الايمان لكي لا نعيش في خوف ٍ وعار ٍوعدم تصديق . كما نسألك ان تعطي كل من يقرأ هذا التأمل ايمانا قادرا ً على تحريك الجبال وان تجعله او تجعلها رجلا ً أو امرأة ً حسب قلبك باسم ابنك الحبيب يسوع المسيح ، آمين .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2108 - يُظهر لنا هذا المقطع من الكتاب المقدس داود وهو ما يزال يسعى للنجاة من بطش الملك شاول . ومن الواضح ان داود كان يمتلك اسبابا ً منطقية ً أكثر منا جميعا ً لايجاد الاخطاء في حكومته ، لكن طريقته في التعامل مع الموقف تصلح كنموذج ٍ حي ٍ لنا جميعا ً

1 صموئيل 26
1. وجاء رجال من زيف إلى شاول في جبعة وقالوا له: ((ها داود مختبئ في تل حخيلة عند طرف البرية)).
2. فقام شاول، ومعه ثلاثة آلاف رجل من خيرة بني إسرائيل، ونزل إلى برية زيف للبحث عنه.
3. وعسكر شاول في تل حخيلة بجانب الطريق عند طرف البرية. وكان داود مقيما في البرية فلما سمع أن شاول تبعه إليها
4. أرسل جواسيس وتيقن أنه هناك.
5. فأسرع إلى حيث عسكر شاول ورأى الموضع الذي كان شاول وأبنير بن نير، قائد جيشه. وكان شاول نائما في المعسكر، والجنود حوله.
6. فسأل داود أخيمالك الحثي وأبيشاي ابن صروية، أخا يوآب: ((من ينزل معي إلى شاول في المعسكر؟)) فقال له أبيشاي: ((أنا أنزل معك)).
7. فجاء داود وأبيشاي إلى المعسكر ليلا، فوجدا شاول نائما داخله، ورمحه مغروز في الأرض عند رأسه، وأبنير والجنود نيام حوله.
8. فقال أبيشاي لداود: ((أسلم الله اليوم عدوك إلى يدك، فدعني أطعنه برمحه وأسمره إلى الأرض طعنة واحدة لا غير)).
9. فقال له داود: ((لا تقتله. فمن الذي يرفع يده على الملك، الذي مسحه الرب، ويكون بريئا؟))
10. وقال داود: ((حي هو الرب، لا أحد يضربه غير الرب، إما أن يحين يومه فيموت، وإما أن ينزل إلى حرب فيهلك.
11. حرام علي من الرب أن أرفع يدي على من مسحه الرب. والآن فلنأخذ الرمح الذي عند رأسه وكوز الماء وننصرف)).
12. وأخذ داود الرمح وكوزالماء وانصرفا، من غير أن ينظر أو يعلم أو ينتبه إليهما أحد، وكانوا جميعهم نياما لأن نعاسا من الرب وقع عليهم.
13. ثم عبر داود إلى الجانب الآخر من الوادي ووقف بعيدا على قمة الجبل ، والمسافة بينهم وسيعة ،
14. وصاح بالجنود وبأبنير بن نير قائلا: ((ألا تجيب يا أبنير؟)) فأجاب أبنير: ((ومن يناديني؟))
15. فقال له داود: ((أما أنت برجل ومن مثلك في إسرائيل ؟ فكيف لا تحسن القيام بواجبك.
16. حي هو الرب إنكم جميعا تستحقون الموت ، لأنكم لم تحرسوا سيدكم الذي مسحه الرب. فانظر الآن أين رمح الملك وكوز الماء اللذان كانا عند رأسه)).
17. فعرف شاول صوت داود فقال له: ((أصوتك هذا يا ابني داود ؟)) فقال له داود: ((هو صوتي يا سيدي الملك)).
18. ثم سأله: ((ما بالك تطاردني يا سيدي أنا عبدك؟ ما الذي فعلت ؟ وأي شر فعلته يداي ؟
19. فاسمع الآن يا سيدي الملك كلامي : إن كان الرب أثارك علي ، فرائحة محرقة أقدمها له تكفر لي ، وإن كان بنو البشر فهم ملعونون أمام الرب ، لأنهم طردوني اليوم من أرض الرب قائلين اذهب إلى حيث تعبد آلهة أخرى .
20. والآن لا تدع دمي يسقط على الأرض بعيدا عن وجه الرب ، فلماذا يخرج ملك إسرائيل ليطلب برغوثا مثلي ، كما يطلب الصياد الحجل في الجبال)) .
21. فقال شاول: ((أخطأت ، فارجع يا ابني داود، فأنا لن أسيء إليك ثانية. فحياتي كانت عزيزة في عينيك اليوم ، وأنا تصرفت بحماقة وضللت ضلالا كبيرا)).
22. فأجابه داود: ((هذا رمح الملك فليعبر أحد الجنود ويأخذه.
23. وليكافئ الرب كل واحد بحسب استقامته وأمانته، فالرب أسلمك اليوم إلى يدي وما شئت أن أرفع يدي عليك لأن الرب مسحك ملكا.
24. فكما كانت حياتك اليوم عزيزة في عيني ، فلتكن حياتي عزيزة في عيني الرب وينقذني من كل ضيق)).
25. فقال له شاول: ((مبارك أنت يا ابني داود، ستقوم بأعمال عظيمة وتنجح)). ثم مضى داود في طريقه، ورجع شاول إلى بيته.


اظهر داود احتراما ً لشاول رغم ان شاول كان يسعى لقتله ِ . ورغم ان شاول كان يخطئ ويتمرد على الله الا ان داود كان ما يزال يحترم منصبه ُ الذي منحه الله إياه . لقد عرف داود انه سيكون الملك في يوم ٍ ما ، كما انه عرف بانه ليس من الصواب ان يقضي على الرجل الذي اجلسه الله على العرش . من ناحية ٍ أخرى إن قام باغتيال شاول فانه يضع سابقة ً لمعارضيه كي يخلعوه عن العرش في يوم ٍ ما . تعلّمنا رسالة رومية الاصحاح 13 : 1 – 7 ان الله هو الذي يضع الحكومات والمسؤولين ، ورغم اننا لا نعرف سبب ذلك الا انه ينبغي علينا ان نحترم مناصب ومهام أولئك الذين منحهم الله سلطانا ً .
ما الذي يمكنك فعله ُ لتكون مواطنا ً أفضل ؟

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2109 - قيل ان عازف الكمان الذائع الصيت فريتز كرايسلر كسب ثروة ً طائلة بمؤلفاته وحفلاته الموسيقية التي كان يقيمها بمختلف بلاد العالم . وكان يأتي ليشاهد ذلك الفنان المشهور آلاف ٌ من الجماهير حبا ً لموسيقاه العذبة التي كانت تجذب الجمهور وتجعله ينسى كل شيء ولا يهتم في تلك الساعات الا في الموسيقى التي يصدرها صوت الكمان الذي يعزف عليه ذلك الفنان . الا انه بالرغم مما كسب من مال ٍ كثير فقد كان يُعطي بسخاء ٍ معظم ما يكسبه من المال لمساعدة الكثيرين ، حتى انه لما عثر مرة على كمان ٍ فاتن خلال احدى سفراته ِ تبين له انه غير قادر ٍ على شرائه . واذ جمع فيما بعد المبلغ الكافي لدفع سعر الكمان الغالي رجع الى البائع آملا ً ان يتاح له اقتناء تلك الآلة الرائعة ولكن امله خاب لما ابلغه البائع ان شخصا ً من هواة جمع التحف الغالية قد اشترى الكمان ، فسأله عن عنوان ذلك الشخص ، فبحث عنه ووجده ُ . وفي الحال ذهب اليه كرايسلر والتقى به ، وبعدما ان حياه طلب منه ان يشتري الكمان وبالسعر الذي يطلبه ، الا ان الرجل قال له : إن الكمان صار أعز ما عندي ولا يمكن لي ان اتخلى عنه ولو دفعت لي كل ما تملك . إن هذا الكمان قد اصبح جزءا ً هاما ً من حياتي . واذ هم ّ كرايسلر بمغادرة القصر خائبا ً خطرت له فكرة ، فالتفت الى الرجل مرة ً اخرى وسأله ُ : هل تسمح لي ان أعزف على الكمان قبل أن يُحكم عليه بالصمت الدائم ويفقد انغامه ُ العذبة الى الابد ؟ فاذن له الرجل ، واذا بالعازف الماهر يملأ الغرفة بموسيقى ساحرة تخلب الالباب . وامضى حوالي نصف ساعة ٍ من العزف المتواصل على الكمان وهو مغمض العينين لشدة تأثره ِ بصوت ذلك الكمان . إذ ذاك جاشت عواطف مالك الكمان فقال بتأثر ٍ باد ٍ : لا يحق لي ان احتفظ به لنفسي ، انه لك . خذه الى العالم ودع الناس يسمعونه ُ . كم انا اناني ، لم ادرك ماذا كان عندي وكيف كنت سأحرم الناس من هذه الانغام العذبة . فاعطى الرجل الكمان لكرايسلر ورفض ان يأخذ ثمنه ُ ، إذ قدمه هدية ً منه لكل محبي الموسيقى .
في كثير ٍ من الاحيان نملك في ايدينا امورا ً كثيرة مهمة ولا ندرك وجودها في حياتنا ، فقد منحنا الله الخلاص بشخص ابنه ِ يسوع المسيح ويطلب منا ان نقبل هذا الخلاص ، ولكن بجهالتنا نرفض خلاصه ُ الثمين . هل تُقبل اليه اليوم وتقبل خلاصه ُ الذي صنعه من أجلك ؟
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2110 - اقرأ كتاب الله ما اسماه ، فهو المقدس والمليح ضياه
فهو الضياء ُ إذ طريقك مظلم ُ ، فاقرأه ُ يلمع في الظلام سناه
وهو العزاء اذا ألم َّ بك ، وهو الأنيس المؤنس ترضاه
وهو الطعام لروحك إن جاعت او تاقت الى القوت ِ فما احلاه
وبه اذا عطش الفؤاد مياهه ُ ، وبه اذا مرض العليل دواه
سيف الجهاد في الحياة مظفرا ً ما مثله ُ سيف ٌ وليس سواه
وبه كنوز الحكمة الأبدية ، فابحث وفتش عنها ما اغلاه
واملأ جيوبك بالجواهر انه فاق الودائع في البنوك غناه
الجوهر فيها هو الفادي الذي يهب الحياة لمؤمن ٍ بفداه
قد مات عنك ومن أجل فدائه ُ يُعطي لتطهير القلوب دماه
فاقرأ كتاب الله طوباك اذا فتشت فيه ِ لتفهم معناه
صرت اذن كالدوحة ِ مغروسة ً تُؤتي الثمار تُحيطها الامواه
فجذورها ريانة ٌ وثمارها مملوءة ٌ بالخير ما أوفاه
ثبّت حياتك في الكتاب ِ فأنه ماء ٌ يرويك وما أحلاه
واشبع بربك فاديا ً ومخلّصا ً بل والنصيب َ تظلّك جناحاه
ما الخبز كاف ٍ للحياة ِ ، وانما خبز الحياة ٍ وقوتها نعماه
فادرسه ُ في شوق ٍ وفي صبر ٍ اذن ، إن السعادة في غنى مرعاه
وافرح بربك فهو حبيبك ، وهو النصيب الصالح الله
ما غيره ُ حب ٌ يروي قلبك ، ضمأت قلوب ٌ تلجأ لسواه
فاملأ به قلبا ً يريد محبة ً صادقة ً دائمة ً تملاه
واحذر الها ً غيره يغويك َ إذ ما دائم ٌ في حبه ِ إلا ه
وعليك بالسفر المقدس ِ انه لكتاب حب ٍ دائم ٍ تقراه


نعم انه الكتاب المقدس كتابنا الذي طالما درسنا به وبحثنا في ثناياه الكثيرة ووجدناه أغلى و اعمق واحلى كتاب ٍ في كل الوجود . انه السيف في القتال ، والخوذة ُ وقت التجارب والصعاب ، والمطرقة ُ التي تحطم صخر القلوب ، والنار التي تحرق كل القش والعث في كل افكارنا ، وهو السراج وقت حلول الظلام ، وهو نور ٌ يضيء لنا عتمة الدروب ، بل هو الدليل للمسافر في طرقات هذه الحياة . فهل لك حجة ٌٌ تبقيك بعيدا ً عنه وعن قرائته ؟ ادعوك اليوم ان تفتح كتابك المقدس وتلهج به الآن وفي كل يوم .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2111 - نادرا ً ما تبدو التجارب قبيحة ً او خطرة ً كما هي في واقع الامر . فكر في الامر من وجهة نظر السمكة التي تقترب من الصنارة او من وجهة نظر الفأر الذي يقترب من المصيدة . فالسمكة تنقض على الدودة والفأر ينقض على قطعة الجبن التي تبدو عديمة الضرر الى ان يحدث ما لم يكن في الحسبان بالنسبة لهما . والناس يفعلون الشيء نفسه ُ عادة ً

2صموئيل 11 : 2 – 15 ( ترجمة الاخبار السارة )
2. وعند المساء قام داود عن سريره وتمشى على سطح القصر، فرأى على السطح امرأة تستحم وكانت جميلة جدا.
3. فسأل عنها، فقيل له: ((هذه بتشابع بنت أليعام، زوجة أوريا الحثي)).
4. فأرسل إليها رسلا عادوا بها وكانت اغتسلت وتطهرت، فدخل عليها ونام معها، ثم رجعت إلى بيتها.
5. وحين أحست أنها حبلى أعلمته بذلك.
6. فأرسل داود إلى يوآب يقول: ((أرسل إلي أوريا الحثي)) فأرسله.
7. فلما جاء سأله داود عن سلامة يوآب والجيش وعن الحرب،
8. ثم قال له: ((إنزل إلى بيتك واغسل رجليك واسترح)). فخرج أوريا من القصر وتبعته هدية من عند داود.
9. فنام على باب القصر مع الحرس ولم ينزل إلى بيته.
10. فلما قيل لداود: ((أوريا لم ينزل إلى بيته))، دعاه وقال له: ((أما جئت من السفر؟ فما بالك لا تنزل إلى بيتك؟))
11. فأجابه أوريا: ((تابوت العهد ورجال إسرائيل ويهوذا مقيمون في الخيام، ويوآب وقادة سيدي الملك في البرية، فكيف أدخل بيتي وآكل وأشرب وأنام مع زوجتي؟ لا وحياتك، لا أفعل هذا)).
12. فقال له داود: ((أقم هنا اليوم، وغدا أصرفك)). فبقي أوريا ذلك اليوم في أورشليم،
13. وفي اليوم التالي دعاه داود، فأكل معه وشرب حتى سكر. ثم خرج مساء، فنام حيث ينام الحرس، ولم ينزل إلى بيته.
14. فلما طلع الصباح كتب داود إلى يوآب مكتوبا وأرسله بيد أوريا،
15. يقول فيه: ((وجهوا أوريا إلى حيث يكون القتال شديدا، وارجعوا من ورائه فيضربه العدو ويموت)).

حينما نظر داود من فوق سطح قصره ِ رأى امرأة ً جميلة ً تستحم ، لكنه لم يتمكن من رؤية الموقف الخطير الذي يمكنه ان يدمر ما تبقى من حياته ِ . كان ينبغي عليه ان يغادر السطح وأن يهرب من التجربة لكنه راح يستمتع بها . ونتيجة ً لذلك فقد استسلم للتجربة واقترف خطية الزنا والقتل ايضا ً .
للهروب من التجربة :
اولا : اطلب من الله ان يساعدك على الابتعاد عن الاشخاص والاماكن والمواقف التي قد تُضعفك
ثانيا ً : احفظ بعض آيات الكتاب المقدس التي تقاوم ضعفك المحدد .
ثالثا ً : ابحث عن مؤمن ٍ آخر تستطيع مشاركته في صراعاتك ، واطلب مساعدة هذا الشخص حينما تتعرض للتجربة .
حينما تتعرض للتجربة اهرب منها الى مكان ٍ او نشاط ٍ آمن . لا تبقى هناك مقلبا ً الاحتمالات بل قاوم التجربة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2112 - كثيرون حين يحققون انجازا ً أو يصنعون خيرا ً يهتمون بأن يرى الناس ما عملوه . يريدون ان يحصلوا على مدح الناس واعجابهم بما انجزوه وحققوه ووصلوا اليه . يريدون ان يرى الناس كل ما فعلوه من خير فيمجدون عملهم ويثنون عليهم . تشنّف آذانهم اصوات الابواق تعزف امامهم وتصفيق الجماهير والتهليل لهم . يسعدون بالاضواء مسلطة ً عليهم والموسيقى تعزف تحية ً لهم والطبول تقرع اعلانا ً لهم . اذا أدوا اصغر الاعمال اظهروها للناس انجازا ً عظيما ً واعجازا ً صعبا ً كبيرا ً . وينالون الثناء والفخر ويحصلون على المقابل والمكافئة اضعافا ً مضاعفة . بينما كثيرون ممن يؤدون جلائل الاعمال واعظمها يعملون في صمت ٍ وسكون . مكافئتهم واجرهم ما أدوه من عمل ، وهدفهم صناعة المجد لا الحصول عليه . الحيوانات المرجانية تعمل تحت الماء في اجتهاد ٍ تبني جزر المرجان دون ان يراها أحد . وتقوم الجزر وتمتد وتنمو . تنمو بها النباتات وتتفتح الازهار ويعيش عليها الانسان . قال المسيح : " اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ ، وَإِلاَّ فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ..... فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ ، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. «وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً....... «وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. " (متى 6 ) العمل الجاد في الخفاء بامانة ٍ واتضاع يعلو شامخا ً ويبقى ظاهرا ً واضحا ً . وعمل الخير في الخفاء بصدق ٍ واخلاص يكافأ علانية ً من الله الذي يعرف الخفاء . المجد الحقيقي لا تسعى اليه للتظاهر والتفاخر بل هو الذي يسعى اليك . المكافأة الحقة لا تأتي من تصفيق الناس بل من تقدير الله . لا تفرح من هتاف الهاتفين وتصفيق المصفقين . افرح بانجاز عملك في سكون وعملك الخير في الخفاء . الله الذي يعرف ويرى يطوبك ويكافئك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
2113 - عندما تقول لانسان ٍ ساصلي من اجلك فانك تعني : انني سأثق بأن الرب سيؤمن لك كل احنياجاتك الروحية والزمنية وسيشفي كل امراضك وجميع أسقامك . ولكن الصلاة من اجل الآخرين يكون لها معنى ً أعظم حين نقرنها بمد يد المساعدة لهم . جاء في مقالة ٍ في احدى المجلات المسيحية عن مرسل يُدعى باتريك هاريس ، اصيب ابنه ديفيد بخلل ٍ في دماغه . حينما كان ديفيد صغيرا ً ارادت العائلة ان تمضي فصل الصيف في اجازة ٍ بعيدا ً عن المنزل ، فجائت احدى النساء يوما ً وطلبت ان تأخذ ديفيد لتمضية كل تلك الفترة عندها ، حيث كانت تلك المرأة تصلي لديفيد كل يوم لاجل شفائه من الاعاقة التي يعاني منها ، وكانت هذه بالنسبة لها فرصة ً مناسبة حتى تمضي وقتا ً طويلا ً للصلاة من اجله وهو بالقرب منها لكي تشعر به اكثر وتقدر بقدر ٍ ما أن تخدمه وتخدم عائلته ُ أيضا ً ، فقد كان كل قصدها ايضا ً ان تريح ابويه .
قال لها باتريك : ان هذا فعلا ً ما كنا نحتاجه لأن الرحلة شاقة ٌ ولا يمكن لديفيد ان يمشي كل تلك المسافات . شكرا ً لك ِ ، فنحن نعلم حبك الشديد لابننا وهذا الامر الذي يجعلنا مطمئنين ونحن نترك ديفيد بالقرب منك ِ ولانه هو ايضا ً يحبك ِ جدا ً.
وكان عند سفر العائلة ان بدأت تلك المرأة بالصلاة الشديدة واللجاجة امام الرب من اجل شفاء هذا الشاب . وكانت بالايمان ترى ديفيد شخصا ً عاديا ً كأي انسان ٍ آخر ، حيث كانت تصلي امام الله وتقول : يا رب ديفيد بين يديك انت ، فلا احد يستطيع ان يفعل شيئا ً والعلم قد عجز ولكن انت وحدك تقدر ان تشفيه ، وهذا ما اصليه ان يُشفى ديفيد ، وعندما تعود عائلته تراه ُ قد شُفي تماما ً.
كان هذا الوعد الذي وضعته امام الرب . وفي كل يوم تقضي وقتا ً طويلا ً بالصلاة من اجل هذا الشاب المسكين . وفي اليوم المحدد لرجوع العائلة كانت المفاجأة التي أبكت الجميع ، إذ شهدوا ديفيد يستقبل عائلته ُ في المطار ويقلهم الى البيت . وعندما سأل الاهل كيف حدث هذا الأمر ، اخبرتهم عن الوعد الذي وضعته امام الرب لاجل ديفيد ، وهذا الذي ترونه اليوم هو نتيجة صلاة سنين . فلم يقدر الكل الا أن يجثوا على ركبهم ساجدين وشاكرين الله الذي ارجع ديفيد كما كان من قبل ، وها هو الى الآن يلعب ويلهو شاكرا ً الله الذي فعل في حياته ِ معجزة ً حقيقية .
انها صلاة الايمان التي تحرّك يد الله ليتدخل في ظروف حياتنا العصيبة ويلمس موضع الداء ويشفي امراضنا ويبرأ اسقامنا
 
أعلى