تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
564 - الارض خصبة ، متسعة ، والمياه قريبة ، كافية ، وبكل عناية ٍ زرع الكرّام التينة . رعاها وسط الكرم ِ ووفر لها كل ما تحتاجه اليه لتنمو ، الارض والماء والجو . امتدت جذور شجرة التين ، انتشرت ، تشعبت في الارض ، وجدت لها مأكلا ً . ذهبت الجذور تخترق الطين اللدن وتعيش على ما تأخذه من الكرم . مرت السنوات وطال الوقت وامتدت الايام والتينة تتغذى وتنمو . في كل صباح يأتي الكرّام يبحث في اغصان التينة وبين اوراقها عن ثمر ، انتظر وانتظر ، مد حبال الصبر ، زاد من عنايته ِ بالشجرة ، لكن بلا ثمر . جاء صاحب الكرم يزور كرمه ، وجد شجرة التين منتصبة ً وسط المكان ، فروعها طويلة ، اوراقها خضراء ، جذعها طويل ٌ قوي ، لكن ثلاث سنوات ٍ ولا تثمر . سأل الكرّام عن الشجرة : لماذا لا تعطي ثمرا ً ؟ لم يكن لدى الكرّام جواب .
- قال : " اِقْطَعْهَا " لماذا ابقيت عليها كل هذا الوقت ؟ هي لاتبشر بخير او ثمر ." لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ" لماذا تأخذ غذاء اشجار الكرم المحملة بالثمار ؟ لماذا ؟ اقطعها . وفّر ما تتناوله من غذاء وما تستهلكه من ماء ومكان وعمل .
نظر الكرّام الى الشجرة ، حام حولها . اهتز قلبه حبا ً وعطفا ً عليها . نعم هي لا تثمر ، مرّت السنوات ، السنة تلو الاخرى وهي لا تثمر ، مصيرها القطع . لكن احشائه ُ أنّت داخله ، لعله قصّر ، لعلها تحتاج الى بعض الجهد ، بعض العرق . صبرُ صاحب الكرم نفذ ، لكن صبره هو لم ينفذ . ما يزال لها وقت ٌ عنده . طلب من صاحب الكرم وقت آخر ، سنة ً أخرى ، " ً اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا ". سنة واحدة يشمّر فيها عن ساعده ، وينحني ، ينقب حولها ويضع زبلا ً . وضعت ُ من قبل ، نقبّت ُ من قبل ، انتظرت بدل من السنة ثلاث سنوات ولم تثمر . سنة ٌ أخرى ، سنة ٌ جديدة ، فرصة ٌ جديدة . مد َّ في عمرها سنة ، فإن لم تأتي بثمر اقطعها ، اصنع بها ما تشاء بعد ان تدعني افعل ما اشاء . يا لصبر هذا الكرّام ، يا لاصراره ، يا لحبه ، ويا لإهتمامه بانقاذ الشجرة . ويا لصبر الله معنا ، يا لصبر الرب علينا ، يرانا بلا ثمر ، بلا فائدة . نستحق القطع والقلع ، نبطّل الارض ، نشغل مكانا ً في الحياة بلا نتيجة . ويصدر الحكم بالموت ، ويتدخل كرّامنا الاعظم ويعطي مهلة ً جديدة ، سنة ً جديدة ، فرصة ً جديدة ، ويعمل معنا ويتعب ويعرق ويكافح وينتظر ان نُثمر ، أن ننتج ، والا ...
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
565 - نعلم ان في اليوم اربعة وعشرون ساعة والساعة ستون دقيقة ، هذه حقيقة . لكننا في حياتنا نلتقي بايام ٍ طويلة ، أو تبدولنا طويلة لا نهاية لها ونمر ايضا بساعات طويلة او تبدو لنا طويلة . والمسيح معلق على خشبة الصليب بعد ايام قاسية من العذاب والمعاناة . الحياة تنساب من جسده ، الالم اعظم من احتمال انسان . يرفع المسيح عيناه الى السماء ، يُحصي الوقت ويراقب الزمن ، وهو يمر ببطء ٍ شديد ، ويخفض بصره الى اسفل حيث تقف امه العذراء مريم غارقة ٌ في دموعها تنتظر . اليوم طويل اسود لا تبدو له نهاية ، الساعات تجمدت ، كل شيء ثقيل ٌ جدا ً . وفي اوقات الالم كما في ساعات الانتظار نرفع قلوبنا نطلب عون الله ، نصلي . أذن الله مرهفة ٌ تسمع صرخاتنا ونحن نتألم وابتهالاتنا ونحن ننتظر . قد يتحرك الله بسرعة ، وقد يتأنى ، وقد ينتظر ، لكنه حتما يتجاوب ويستجيب . استجابته تأخذ أشكالا ً مختلفة . وقت ان كان التلاميذ في قلب العاصفة ، وقت ان هاج البحر واشتدت لطمات الريح وزمجر الرعد وعلت الامواج ، رآهم الرب وسمع استغاثتهم واستجاب لكن بعد ان خارت قواهم من الجذف . وقت ان خطف الموت لعازر من بين ذراعي شقيقتيه مرثا ومريم . بعد ان حملوا جسده الميت ولفوه وحملوه ودفنوه في القبر وتركوه اربعة ايام . اربعة ايام ٍ كاملة من اليأس والحزن حتى انتن ، استجاب وجاء واقامه . في قمة معاناته والمه ،الشوكة تطعن جسد بولس الرسول وتدميه ، صرخ بولس عدة مرات وسمع الله واستجاب واعطاه ُ نعمة ً لاحتمال الشوكة . مهما طالت ايام الألم ، مهما امتدت لحظات الانتظار ، يستجيب ، لا بد ان يستجيب ، بسرعة ، بعد فترة قصيرة كانت أو طويلة ، حسب انتظاراتنا او عكسها ، لكنه يستجيب ، في وقته ِ ، يستجيب ، في وقته يسرع به "انا الرب في وقته اسرع به " ( اشعياء 60 : 22 ) .
A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
566 - منذ وجود الانسان في بطن امه ِ ، وهو ما يزال جنينا ً لم يرى النور الخارجي بعد ، والله يحصي أيامه ويعرف سني حياته ، ويتابع تطوره ُ ونموه ُ ، ويراه ُ يسعى لتحقيق غرض وجوده . الله لم يخلقنا ليلهو بنا . الله لم يخلقنا ليستعرض قوته . الله لم يخلقنا عبثا ً . الله يخلقنا حسب خطة ٍ وغرض ٍ وقصد ٍ لنا لأَنَّنَا مخلوقين لاعمال صالحة سبق الله فاعدها لنا . وبعد ان نخرج من الارحام ، بعد ان نخطو على الارض اطفالا ً ثم شبابا ً ثم شيوخا ً .يسير الله معنا ، يعرف كل شيء ٍ عنا ، ويتابع تنفيذنا خطته لخلقنا وهدفه من وجودنا . له توقيت ٌ لاحداث حياتنا منذ مولدنا حتى مماتنا ، كل شيء ٍ محسوب ٌ ومعدٌّ بدقة . أهداف ٌ وضعها الله لنصل اليها ، نتحرك ونتقدم اليها وبعد ان نحققها تنتهي حياتنا . لن يكون هناك داع ٍ لأيام ٍ وسنين اضافية ، حياتنا مقاسة على قدر الاحتياج لنا . لا يموت انسان قبل موعده . هناك توقيت ٌ دقيق ٌ لمولدنا ، لحياتنا ، ثم لموتنا . حزقيا الملك كان رجلا ً صالحا ً ، عمل المستقيم في عيني الله . أزال المرتفعات وكسر الاوثان ، حتى حية النحاس التي عملها موسى سحقها . سحقها حين رأى الشعب يعبدها . التصق بالرب وحفظ وصاياه وكان الرب معه . سارت كل الامور حسب خطة الله وهدفه في حياة حزقيا الملك الصالح . ومرض حزقيا للموت ، وارسل الله نبيه ُ إشعيا بن آموص الى الملك يقول له : انه سيموت . حزن حزقيا على نفسه ، لم يرد ان يموت ، اراد ان يمتد به العمر وتطول سني حياته . بكى واستعطف الرب وطلب شفاء ً من مرضه ِ . واستجاب الرب وقال له : " هأَنَذَا أَشْفِيكَ." واعطاه ُ علامة ، ارجع الله الظل عشر درجات للخلف ، اوقف حركة الوقت واعاده للخلف . لا نعرف ماذا حدث تماما ً وأي تفسير ٍ علمي لما حدث ، لكن حياة حزقيا الملك امتدت . تراجع الوقت ، تراجع الموت . شُفي حزقيا ، قام من فراشه وقد اضاف الله الى عمره خمس عشرة سنة . هل غيّر الله خطته ؟ أم كانت هذه السنوات الاضافية في خطة الله لحزقيا منذ مولده ؟ اراد حزقيا من الله عمرا ً جديدا ً وعاش خمس عشرة سنة اكثر لكنها كانت اتعس سنين حياته . السنين المضافة كانت اسوأ جدا ً من سني حياة حزقيا الأولى . ما يعده الله لنا من حياة أفضل حياة لأنها من صنع الله وتخطيطه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
567 - في الصباح الباكر عند الفجر وانت تستقبل الشمس ونهار ٌ طويل ٌ أمامك ، تشعر انك غني ، بين يديك يوم ٌ كامل طويل ، طوله اربع وعشرون ساعة . وتبدأ تتحرك بهدوء ، فالوقت ممدود ٌ أمامك ، لا داعي للعجلة ، تؤجل الاعمال الشاقة . تبدأ تعمل ما تتلذذ بعمله ، تعمل ما تحب ، لا ما يجب ان تعمل ... لا بأس النهار طويل . وصلت الدعوة للعذارى العشر للاحتفاء بالعريس ، صحن َ فرحات في انفعال . بدأن يلبسن ملابس افرح المزركشة ويتحلين باثمن ما لديهن من حُلي ويحملن مصابيحهن . خمس ٌ منهن َّ حكيمات ، بدأن باعداد المصابيح ، نظفنها وملأنها زيتا ً وحملن َ زيتا ً أضافيا ً . بعد ان اكملن َ هذه المهمة بدأن في التزين والتجمّل للقاء العريس بما يليق به . والخمس الأخريات لم تكن َّ على نفس الدرجة من الحكمة . وقفن َ أمان المرايا ، تأملن َ جمالهن ، أخذن َ يضعن َ المساحيق ويصففن الشعر ويلبسن َ الحُلي . وطال الوقت بهن َّ ، وفجأة حان الموعد وحلّت ساعة الرحيل فخطفن مصابيحهن َّ على عجل . أبطأ العريس ، لم يأتي في موعده ، حلّ بهن َّ التعب فاستلقين ونمن َ ، نعسن َ . وفي منتصف الليل صاح صائح ٌ وتعالى الصراخ : هوذا العريس مقبل فأخرجن للقائه ، قامت العذارى واصلحن مصابيحهن ليلتقين مع العريس خارجا ً في الظلام . وجدت العذارى الجاهلات الزيت غير كاف ٍ لتبقى المصابيح موقدة تنير طريقهن ، بينما مصابيح الحكيمات مضيئة ٌٌ وقد ملئنها بالزيت . طلبت الجاهلات من الحكيمات زيتا ً لمصابيحهن . لم يكن هناك ما يكفي للجميع ، خرجت الجاهلات على عجل ٍ الى الباعة يبحثن َ عن زيت . وفي غيابهن جاء العريس ، والمستعدات اللائي بيدهن مصابيح مضيئة دخلن ، ثم أُغلق الباب ، أٌغلق على من لم يعرفن كيف ينظّمن اوقاتهن باولويات ٍ صائبة . أضعن الوقت في أمور ٍ أقل اهمية ٍ من أن يملأن مصابيحهن زيتا ً ، الزيت أهم من الزينة .
هل تنظر الى يومك الوليد الجديد فتعمل اعمالك حسب الأهم فالمهم فالأقل أهمية . الله يقدم لك الساعات الثمينة لتحسن انفاقها حسب اولويات ٍٍ حكيمة ٍ واعية ، حتى لا ينفلت الوقت منك . وحين تبدأ عمل الاشياء الهامة تجد اليوم قد انتهى . ويأتي العريس وهو دائما ً يأتي في وقت ٍ لا نتوقعه ، يأتي فجأة بعد الغروب وعملك لم يتم بعد سيأتي السيد في ساعة لا تظنون ، يأتي ويحاسبنا .
" لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ." ( متى 24 : 44 )

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
568 - كان المسيح يعلّم في احد البيوت ، تزاحم الناس حوله حتى امتلئت كل حجرات البيت . زاد عدد الناس فالتفوا حول البيت من النوافذ والباب ، احاطوا بالبيت كله . سمع اربعة رجال ان المسيح بالبيت ، ارادوه ان يشفي صديقهم المفلوج المسجّى في فراشه . ماذا يفعلون ؟ لو تأخروا لترك المسيح البيت والمدينة ، لو افلت الوقت لبقي صديقهم مفلوجا ً . في الحال هداهم تفكيرهم ، وبسرعة ٍ نفذوا خطتهم ، تقدموا للوقت واقتحموا الزحام . دفعوا الناس بايديهم يمنة ويسرة لكن الاجساد كانت متراصة كحجارة ٍ ملتصقة ٍ ببعضها . هرولوا دون يأس ٍ أو تأخير وصعدوا الى السطح . ثقبوا السطح ورفعوا الأجرّة ، ودلّوه من السقف . وكل واحد ممسك بحبل مربوط في طرف من اطراف الفراش الاربعة . امام المسيح رقد الرجل على فراشه . نظر يسوع الى المفلوج ورفع وجهه الى اصحابه . رأى وجوها ً فيها عزم واصرار ، فيها ايمان ورجاء ، فيها حب ٌ وصداقة ٌ للمفلوج . قال للمفلوج : " مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ " ( متى 9 : 2 ) حرره ُ من خطاياه ، ثم قال له : " قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ " قام المفلوج حالا ً وحمل سريره على كتفه وخرج ليلتقي باصحابه الفرحين بشفائه . فرحة الاصدقاء الاربعة لم تكن اقل من فرحة المفلوج بالشفاء ، جاءوا به للمسيح فشفاه . ما اجمل ان تأتي بأحد ٍ للمسيح ليختبر نعمته ويخلص بدمه ويصبح ابنا ً لله . راع ٍ ضاع خروفه ترك التسع والتسعين الآخرين وخرج لأجل الضال وحين وجده وضعه على منكبيه فرحا ً وأتى الى بيته والى حضيرته والى اصدقائه وقال لهم " افْرَحُوا مَعِي ، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ .... هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ " . امرأة ٌ لها عشرة دراهم ثمينة اضاعت درهما ً منها ، درهما ً واحدا ً من عشرة . اوقدت سراجا ً وكنست البيت كله ، كل زاوية ٍ وركن ٍ باصرار حتى وجدته ، ولما وجدت الدرهم المفقود دعت الصديقات والجارات وقالت لهن : " افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ . هكَذَا ..... يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ." الملائكة يفرحون بتوبة خاطئ . اعظم فرحة للانسان ان يجد الطريق الى المسيح ويرث ملكوت السماوات . واعظم فرحة ٍ ايضا ً هي أن يأتي الانسان بآخر تحت أقدام المسيح الشافي الغافر . السماء تفرح بعودة الخاطئ والملائكة تهلل ، الله يسعد به .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
569 - عندما حان الوقت ليبدأ يسوع خدمته أراد ان يدعو تلاميذا ً ليشاركوه " وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ : سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ . " كانا صيادين ، كانا يبحثان عن سمك في مياه البحر . وقف المسيح على الشاطئ وراقبهما قليلا ً وهما يلقيان الشبكة على امل ان تمتلأ بالسمك .و قبل ان يجذبا الشبكة قال لهما : " هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ " ناس لا سمك . دعاهما ليصطادا ناسا ً ، يلقيان بالشبكة في المحيط الواسع للبشر . لا شك انهما لم يفهما . لم يفهما كيف يكونان صيادي ناس ، ماذا يفعلان بالناس ؟ وهل يصلحان لصيد البشر ؟ ما الذي لفت نظر المسيح اليهما ؟ ماذا فيهما ليدعوهما ؟ رأى المسيح داخلهما ، رأى قلبيهما . وهما ، ما الذي جعلهما يقبلان دعوته للوقت دون تردد " فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ " دعوة غريبة لعمل عجيب من شخص ٍ غريب عجيب جعلهما يسرعان بالاستجابة للنداء . شخص ٌ لا يقاوم ودعوة ٌ لا تُرفض ، بلا معرفة ، بلا فهم ، بلا تجربة تبعاه في الحال . لو كان المسيح فسّر لبطرس معنى ان يكون صياد ناس ، هل كان سيقبل المهمة الجديدة ؟ هل كان سيدرك انه خلال اقل من اربع سنوات سيحصل على صيد ٍ عظيم لثلاثة آلاف نفس . ثلاثة آلاف نفس في شبكة واحدة . هل لو اخبره يسوع بذلك حينئذ ٍ كان يقتنع ؟ واستمر المسيح وتلميذاه في السير " فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ : يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ كانا في السفينة ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ. " للوقت ايضا ً دون تأجيل أو تأن ٍ أو حساب ٍ أو تسويف ، للوقت تركا السفينة والشباك والأب واصبحا صيادي ناس . هكذا يكون اتباع المسيح ، للوقت ، في الحال ، ترك كل شيء واتباعه . اتّباع المسيح يكون بترك كل شيء . من يمسك بالمحراث لا ينظر الى الوراء ، الى ما سيترك بل ينظر الى الامام ، الى ما يعمل . هل تقبل دعوة الله لك لتكون صياد ناس ؟ هو يدعوك هل تسمعه ؟ هل تقبل العمل في الحصاد ؟ الحقول قد ابيضت للحصاد ، هو يدعوك لتتبعه . اتبعه الآن ، للوقت واترك كل شيء فما ينتظرك اعظم من كل شيء .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
570 - كان يسوع يسير في طريقه وحوله جموع ٌ كثيرة تزاحمه ، حتى كان سيره حثيثا ً . اخترق الزحام شاب ٌ طويل ، وسيم ، في ملابس ثمينة ، الا ان وجهه ُ كان خائفا ً ، قلقا ً . دفع الناس بيديه وجعل لنفسه ِ طريقا ً الى المسيح . جاء راكضا ً وجثا أمام يسوع . لم يرى المسيح فيه الا الخوف والقلق . تحول اليه ليسمعه ُ
- قال : " أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ "
- قال له يسوع : " لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا ؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. "
لم ينكر المسيح بل وجه تفكيره الى الحق .
- سأل الشاب : " مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ ؟ "
- ماذا تعمل ؟ " أنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا " الوصايا عندك ومعلنة ٌ للجميع ، الوصايا : " لاَ تَزْنِ . لاَ تَقْتُلْ . لاَ تَسْرِقْ . لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلُبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ . "
- لم يفارق الخوف والقلق وجه الفتى بل زاد وهو يقول :
: " هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي " .
اعجبت اجابته المسيح ، اعجبه الشاب ، تحرك قلب المسيح نحوه واحبه ، فمال اليه وقال : " يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِد ٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ " .
ماذا ؟ اغتم الشاب ، غطى الحزن وجهه ، زاد على قلقه وخوفه ، تجمد في مكانه ، تراجع ، انشق الزحام خلفه ، دار حول نفسه ومضى حزينا ً . كان ذا اموال ٍ كثيرة . عرف يسوع مشكلته . عرف انه يمتلك اموال كثيرة .
- قال : " مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ " تحير التلاميذ واندهشوا مع انهم لم يكونوا اصحاب اموال ٍ ، لكن كيف ؟
- قال المسيح : " مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ . مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ ( متكل على ماله ) إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ " .
- فمن يستطيع ان يدخل " فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ ؟ "
- اجاب يسوع : " عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ ، وَلكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ ، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ . "
الغني يستطيع ان يخلص . مشكلة الشاب لم تكن امواله ، كان يعبد ماله ، كان يعتمد على ماله ، اراد ان يدخل حاملا ً ماله .
لكل منا وثن ٌ أو أوثان ، صنم ٌ أو أصنام ، نتمسك بها ونريد أن ندخل بها ملكوت الله . لا مكان للاوثان والأصنام في ملكوت الله ولا مكان لعبيد الاوثان والاصنام هناك . لم يخلق الله المال صنما ً ، نحن ننحته ُ ونجعله ُ صنما ً . المال عطية ٌ من عطايا الله لنسيطر عليه لا ليسيطر علينا ويستعبدنا .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
لكل منا وثن ٌ أو أوثان ، صنم ٌ أو أصنام ، نتمسك بها ونريد أن ندخل بها ملكوت الله . لا مكان للاوثان والأصنام في ملكوت الله ولا مكان لعبيد الاوثان والاصنام هناك . لم يخلق الله المال صنما ً ، نحن ننحته ُ ونجعله ُ صنما ً . المال عطية ٌ من عطايا الله لنسيطر عليه لا ليسيطر علينا ويستعبدنا .
كلام صح قوى
+ ميرسى استاذنا
ربنا يعوض تعب خدمتك
آمين
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
571 - تعب الزارع في حقله ، شق بطن الارض بمحراثه ، قلبها ونقاها من الاحجار . استوت الارض امامه سوداء بلا شوائب تحد من خصوبتها الغنية . بذر حنطته في طول الارض وعرضها . رقدت البذور بين احضان الارض . رواها بسخاء ٍ واشبعها ماء ً رائقا ً عذبا ً وترك الحنطة تعمل بجذورها وتنمو ، الا ان العدو جاء في ظلام الليل والناس نيام وزرع زوانا ً في وسط الحنطة . بعد حين طلع النبات واشرأبت رؤوس الحنطة وامتدت اوراقها وسيقانها ، الا ان فروعا ً أخرى زاحمتها ، سيقان ملتوية واوراق ٌ غادرة علت بجوارها . رأى الفعلة ذلك وفزعوا ، الزوان منتشر ٌ ومتغلغل ٌ وسط عيدان الحنطة . جروا الى صاحب الارض يقولون : " يَا سَيِّدُ ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ ؟ "
- قال نعم .
قالوا : " فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ ؟. "
- قال : " إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا "
- قالوا : أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ ؟ "
- قال : " لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. "
- فماذا نفعل ؟
- قال : " دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني " الحنطة لمخازني والزوان للحرق .
هذا ما يفعله الشيطان ، عدو ٌ يأتي في الظلمة ويزرع زوانا ً وسط الحنطة . بذور الزوان صغيرة دقيقة لكنها تنمو وتمتد وتهدد الحنطة وتهاجمها . في الحقل الجيد ، وسط الكنيسة ، وسط المؤمنين ، بين الجماعة المختارة يزرع زوانه القاتل القبيح ، يشوه الحقل ، يعتدي على الزرع الجيد . نبه المسيح الى ذلك منذ الفي عام وما يزال التحذير قائما ً واضحا ً ، احذروا التعاليم السامة ، ابتعدوا عن الفخاخ المنصوبة ، تنبهوا للخطر ، الزوان بيننا ، وسطنا ، ينمو معنا ، يعيش على غذائنا ، يتنفس هوائنا . تمتد أذرعه الى عقولنا وافكارنا ، يهدد سلام اجتماعاتنا وكنائسنا . يعتدي على اولادنا وبناتنا ، يجرفهم ، يدفعهم ، يغرر بهم ويخدعهم . في مراحل النمو الاولى لم نلاحظ فرقا ً بين الحنطة والزوان ، الا ان الحصاد يكشف بينهما ، وتمتد اليد لتجمع الحنطة لمخازن الله وتلقي بالزوان الى جهنم النار حيث البكاء وصرير الاسنان . ليفتح الرب عينيك فترى الزوان حولك وتدافع عن نفسك ، وليساعدك الله ان تحمي نفسك واهلك واصدقائك من هجماته ، ولتنمو في نعمة معرفة الرب يسوع المسيح دائما ً .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
572 - في سفر حزقيال النبي يرسم الوحي لكل واحد منا صورة ً هامة متميزة . يقول الوحي المقدس : " يَا ابْنَ آدَمَ ، قَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيبًا لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ . فَاسْمَعِ الْكَلِمَةَ مِنْ فَمِي وَأَنْذِرْهُمْ مِنْ قِبَلِي." ( حزقيال 3 : 17 ) رقيب ٌ صاح ٍ ، متيقظ ٌ يحذّر . وبعد مئات السنين جاء بولس الرسول وبنفس الوحي يرسم نفس الصورة ، يكتب الى اهل كولوسي : " الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ . الَّذِي نُنَادِي بِهِ مُنْذِرِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ " ( كولوسي 1 : 27 ، 28 ) ويعود يكلم قسوس أفسس : " اسْهَرُوا، مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَارًا ، لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ." ( اعمال الرسل 20 : 31 ) الله يريدنا رقباء ومنذرين ومحذرين ، الله يريدنا عيونا ً تراقب واصواتا ً تحذر وتنذر . عمل ٌ كبير ، مسؤولية ٌ عظمى ، مسؤولية الساهر على الاسوار يحرس وينذر . اذا حل بالمدينة خطر رآه مبكرا ًوادركه قبل ان يستفحل ، ثم يصرخ محذرا ً منذرا ً . مهما كانت قوة الجيوش وقدرة الاسلحة ، تحتاج الى من يسهر ويراقب وينذر . المنارة الصغيرة القائمة في وسط المياه تحذّر السفن من الصخور وتنقذها . الضوء الاحمر مهما كان خافتا ً يحذر القطار والسيارة والعابرين من الموت . الرقيب الساهر يعلو صوته ، يحذر من يرفضون المسيح من غضب الله المُعلَن " تُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي.( يقول الرب ) إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ مَوْتًا تَمُوتُ. فَإِنْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لِتُحَذِّرَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ ، فَذلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. وَإِنْ حَذَّرْتَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ لِيَرْجعَ عَنْهُ، وَلَمْ يَرْجعْ عَنْ طَرِيقِهِ، فَهُوَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ خَلَّصْتَ نَفْسَكَ." ( حزقيال 33 : 7 – 9 ) واجب ٌ على كل مؤمن أن يراقب وأن يحذر . هو واجب ٌ انساني ٌ أيضا ً . كيف ترى غريقا ً يستغيث ولا تستجيب لاستغاثته ؟ هل تستطيع ان تصد اذنيك عن صرخات هالك ٍ يستنجد بك ؟ الله في علاه سمع صراخ شعبه واستغاثتهم واسرع لنجدتهم . وموسى عبده ، حين ارسل الله لينقذ الشعب من الهلاك ، اطاع وذهب . حولنا ألوف ٌ وملايين تنجرف نحو الهلاك ، يهبطون بسرعة ٍ الى الهاوية . كثيرون منهم لا يعلمون الى اين هم ذاهبون ، يحتاجون الى الانذار . الانذار والتحذير واجب كل من عرف المسيح وقبله وتبعه ونال الخلاص . صوت صراخك مطلوب /، اصرخ اليهم ، حذرهم وانذرهم وارشدهم . اعلو بصوتك ، لا تنذر مهددا ً . افرش امامهم بساط رحمة الله ليسمعوا ويلتفتوا ويروا مصيرهم التعس ورجائهم المبارك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
573 - ونحن نسير طريق حياتنا تمر بنا الايام والسنون ونحن نعبر الزمن الى الابدية . نلتقي باحداث ٍ وتحل بنا ظروف وتصادفنا مواقف تقاطع سيرنا وتغير حياتنا . نحن عرضة في كل وقت من عمرنا ان نتوقف امام حدث يؤثر فينا ويبدّل مسيرتنا . هل واجهت ذلك ؟ لا بد انك قد واجهته فحياة الانسان بها علامات ٌ كثيرة على الطريق . منععطفات وتغيرات بدّلت حياتنا ، غيرت مصائرنا وطورت اهدافنا ووجهاتنا . في كل يوم بل في كل ساعة أو ثانية تحدث حادثة ٌ تؤدي الى قرار ٍ هام حيوي . في يوم ٍ من تلك الايام ، في الصباح الباكر خرج شاول الطرسوسي في طريقه ِ الى دمشق . كان الجو صحوا ً والسماء صافية والشمس حامية . حوله حرس ٌ وجند ٌ وبيده رسائل . رسائل تعطيه الحق أن يقبض على المسيحيين ويسوقهم الى اورشليم ، الى التعذيب والقتل . بغتة ً ابرق حوله نور ٌ من السماء أشد من نور الشمس ، لطمه واسقطه على الارض ، وصوت غاضب ٌ قوي يقول :
- " شَاوُلُ ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي ؟ "
- أضطهدك ؟ " مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ ؟ "
- " أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ " صعب ٌ عليك يا شاول ، صعب ٌ عليك يا شاول " صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ . "
- ماذا ، " مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ ؟ "
- قم " قُمْ وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ . "
واطاع ودخل وعرف ماذا يفعل ، وتغيرت حياة شاول ( بولس ) واصبح رسول الأمم .
هل تسير طريقا ً خطأ ؟ هل تعيش حياتك بعيدا ً عن مشيئة الله لك ؟ هل يمر بك الوقت وتمتد بك السنون وانت تتخبط في ظلام دامس ؟ المسيح يقول لك :
" أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ. " ( يوحنا 12 : 46 ) . هو يلاقيك على الطريق ، يعترض طريقك الخطأ ، يناديك ، يدعوك ، ينير لك . هل تميز الصوت ، هل ترى النور ، أم الضجيج حولك يجعلك لا تسمع ؟ هل تسمع ؟ هل تميز النور ؟ هل ترى نوره أم الاضواء الكثيرة تخطف بصرك ؟ هل ترى ؟ لا بد ان تسمع ولا بد ان ترى ، هذا وقتك ، هذه فرصتك ، حدد مصيرك . اسمع وطع ، استجب لصوته واتبع نوره ، أطع المسيح حالا ً ، الآن . الوقت ُ غال ٍ وثمين ، الفرصة نادرة ومتاحة ، الطريق ظاهر ٌ ومعروف " لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ." لا طريق الى الآب الا به ، ادخل فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل . توقف ، اسمع ، طع " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ " ( يوحنا 1 : 12 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
574 - على مدى التاريخ يعد الله الانسان وعودا ً بعضها محدد بوقت ٍ وزمن وبعضها بلا حدود . وينفذ الله وعوده في وقتها . حين يحين وقت اتمام الوعد يحقق الله وعده . وعد الله ابراهيم ان يجعله امة عظيمة وان يجعل نسله مثل نجوم السماء في الكثرة . ولم يكن لابراهيم في ذلك الوقت ارض ٌ يقيم فيها ولا ابن ٌ يأتي منه نسل ، لكن ابراهيم آمن بالرب وصدّق وعوده ُ وعاش ينتظر تنفيذ الله لاقواله . وحان الوقت وجاء لابراهيم وسارة ابن ٌ في شيخوختهما واصبح أمة ً عظيمة . ووعد الله يعقوب ان يكون اسمه اسرائيل وان يخرج من صلبه ملوك ٌ وأمم . تنقل يعقوب في الارض وعاش سنينا ً مشردا ً حتى حل الوقت ونفذ الله وعده . ووعد الله موسى ان يكون معه حتى يخرج شعبه من عبودية فرعون في مصر . تم ذلك بعد وقت ٍ طويل ، عاند فيه فرعون الرب وقاوم موسى وهارون . وهكذا على مدى العصور والاوقات وعد الله عبيده وحقق وعوده في حينها . لكن هناك وعود ٌ يعد الله رجاله بها ليست محددة بوقت أو زمن . يقول الله " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " هذا وعد ٌ لجميع الناس . متى يتحقق هذا الوعد ؟ كل يوم ، هذه وعود لكل انسان لكل يوم . هذا وعد ٌ شخصي خاص ، لي ولك ولكل من يسمعه ويصدقه وينتظره . قد يأتي اليك الله وانت تقرأ كلمته ويشير الى وعده لك في كتابه . وقد يأتي اليك عن طريق أخ ٍ أو اخت ٍ في حديث ٍ عابر لكنه مقصود ومحدد لك ، وقد يأتي اليك في رسالة عامة من على منبر أو عبر الأثير أو في كتاب ٍ تقرأه أو رؤيا ، تسمع صوته وتميز كلماته ويصلك وعده : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " وعد ٌ عظيم من اله عظيم لك وانت تواجه عدوا ً غاشما ً يعتدي عليك ظلما ً . وبينما انت تصارع في انسحاق وانكسار ولا احد يمد يده لك ، يعلو صوته : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " وانت مسجى على فراش المرض ، ضعيف ٌ مجروح ، مزقت جسدك مشارط الجراح ، بينما انت صريع الالم ونظرات ٌ عاجزة من الاحباء حولك ، يقول لك : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " . حين يفرغ الجيب ، حين ينفذ الزيت ، حين يطردك الفقر من البيت ، وانت لا تجد مأوى ، وحين تئن الأمعاء جوعا ً ، وتقبض يدك الهواء ، تسمع الوعد : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " فيتحول الضعف الى قوة ، وتُمطر السماء منا ً وسلوى . هذا الوعد لك الآن وكل وقت " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
شكراااااا ABOTARBO لتقييمك الموضوع
الرب يبارك حياتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
575 - فيما تفكر هذا الصباح ؟ في هموم اليوم ، في مشاكل الحياة ؟ طبعا ً كلنا نحمل هموما ً ويواجه مشاكل . الحياة شقاء ، تعب ، الم ، ضيق . المسيح نفسه قال لنا : " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ " لكن الله يحبك لأن الله ذاته محبة . والضيق والتعب والألم لا تنفي كلها محبة الله ، تؤكدها ، تُظهرها ، تبينها وتعبّر عنها . لن نرى النور الا من خلال الظلام ، لن نعرف الفرح إن لم نختبر الحزن . لم يعدنا الله أن يعصمنا من المشاكل لكنه وعدنا ان يحملها معنا . لم يقل الله إن الألم لن يمسنا لكنه وعد أن يقوينا على احتماله . وضع في عيوننا دموعا ً لكنه يمسح كل دمعة ٍ من عيوننا . يسمح أن تحوط بنا عواصف صاخبة لكنه يأتي وسط العاصفة ماشيا ً على الماء . الله يشاركنا حياتنا ، يعيش معنا ، يحيا فينا . أخذ صورة جسدنا وجال في الارض وعاش الحياة ، ويعرف معنى الهموم والمشاكل والحزن ، اختبر الحزن والتجربة . ويشاركنا احزاننا وتجاربنا ويعين المجربين " لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ." . أمام قبر لعازر اختلطت دموع المسيح بدموع مريم ومرثا ، شاركهما الحزن . رأى الجموع على الجبل كغنم لا راعي لها فتحنن عليهم ، شاركهم حيرتهم . يفرح افراحنا ، يتألم آلامنا ويواجه المشاكل معنا ، لأنه يحبنا . لا يحبنا عن بعد بل عن قرب ، يحبنا فيشاركنا حياتنا ، حياتنا بحلوها ومرها . ويدعونا ويشجعنا وينادي علينا : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ . " وفي نفس الوقت يدعونا ويشجعنا وينادي علينا : " اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ " . الله يحبك فيشاركك حياتك . واليوم لا تحمل همومك ومشاكلك وحدك ، دعه يشاركك في حملها فهو يحبك . نعم ، الله يحبك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
576 - اليوم جميل وحسن ومشرق والغد سيكون اكثر جمالا ً وحسنا ً واشراقا ً . هكذا يعدنا الله بغد ٍ اكثر اشراقا ً . يريدنا ان نعلم ان الايام في يده . وهو يهتم بنا ، اهتم بنا بالامس ويهتم بنا اليوم وسيهتم بنا غدا ً . قال المسيح : " فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ " ولفت نظرنا الى ان لا نقلق ولا نخاف من المستقبل ، قال : " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ . أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَام ِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ ؟ " ويوجه انظارنا الى طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن ، لا تخشى الغد فتختزن الغذاء المتاح اليوم في مخازن ، لأن اله الامس هو اله اليوم ، هو اله الغد . هذا الاله الدائم ، الباقي ، الموجود يقوت المخلوقات ويهتم بها ، والانسان افضل جميع المخلوقات واقربها الى قلب الله والى عناية الله . ولو اهتم الانسان ، لو سقط في بالوعة القلق ، ماذا يفيده قلقه ؟ ماذا يجني من ورائه ؟ ماذا يستطيع ؟ هل اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا ً واحدة ؟ هو عاجز ٌ لا يقدر على ذلك ، ما العائد عليه من قلقه ؟ مرض ٌ وسقام ، توتر وأرق ، كفر ٌ بالله وقدرته . الله سبحانه وحده القادر ان يضمن طعامنا وشرابنا ولباسنا . الزهرة في الحقل ما اجمل اوراقها ، لا تتعب ولا تغزل لكن سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ لم يكن يرتدي او يلبس كواحدة ٍ منها . والمستقبل ليس في متناول ايدينا ، في طي المجهول ، لا سلطان لنا عليه ، لا قدرة لنا اتجاهه ، المستقبل ليس مهمتنا ، الله وحده يعلمه وهو وحده القادر عليه ، الله يهتم به ، فلا نهتم للغد . الله يعلم ، الله يقدر ، الله يهتم . الله يعلم احتياجات الغد ، يعلم كل ما نحتاج اليه . ويوصينا ان نطلب اولا ملكوت الله وبره وهذه الاحتياجات كلها تزاد لنا ، فإن طلبنا ملكوت الله وبره اولا ً ولم نهتم باحتياجات الغد من طعام ٍ وشراب ٍ ولباس ، فالله سوف يوفر لنا ذلك كله ويضمن لنا غدا ً اكثر اشراقا ً . لا بد فالغد ملكه ، وليس لنا الا ان نطلبه وننتظر ، ننتظر غدا ً اكثر اشراقا ً ، بإذن الله .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
577 - في وسط العالم بكل ما به من شدائد وزلازل وهزات وقلاقل . والكل خائف يجري فزعا ً في كل الاتجاهات لا يجد مهربا ً او ملجأ ً . في خضم العاصفة والامواج تلطم السفينة وتتلاعب بنا ، في قلب الاعصار والريح تقتلع البيوت والاشجار والابراج ، في وسط ذلك كله يعلو صوت الوحي في مزمور 46 : 5 " اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ." العاصفة قد لا تهدأ والامواج قد لا تتوقف . الاعصار قد لا يهمد والريح قد لا يسكت ، لكن الله يكون في الوسط فلا تتزعزع ولا تحدث العاصفة ضررا ً ولا يحقق الاعصار غرضا ً ، ونبقى صامدين اقوياء ، غير مفزوعين او خائفين لأن العاصفة لن تغلبنا والاعصار لن يحطمنا . ما دام الله القادر على كل شيء ، الاقوى من كل قوة في وسطها . نحن لا نشك ان بالعالم ضيق ٌ ، ذلك اعلمنا به المسيح " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ " فلن نفاجأ بالضيق ولن نتزعزع ، لأن المسيح اعلن لنا ايضا ً انه قد غلب العالم ، لذلك ففي خضم العاصفة وفي قلب الاعصار نكون في سلام ، سلام برغم العاصفة ، وبرغم الاعصار . سلام لا بسبب ما بحولنا لأن ما حولنا يزعج ، سلام بسبب من معنا لأن من معنا يريح " وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل " ويغلب كل خطر ويطرد كل رعب فلا نتزعزع لأن الله في وسطنا ، ولا تتزعزع المدينة التي يكون الله في وسطها ولا النفس التي يكون الرب في وسطها . فإن صمدنا وسط العاصفة نغلب ، وإن غلبنا لنا اكليل النصرة لأن الله يكافئ من يغلب . يعدنا الله بذلك . والضيقات والعذاب لا تقاس بالمكافأة . وفي سفر الرؤيا 3 : 12 ) صورة من تلك المكافأة " مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي ، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ " .يقول داود النبي " اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا.لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا " ففي هذا اليوم وفي كل يوم نعرف ان الله وسط العالم . وهذا الصباح وفي كل صباح نعلم ونثق انه يعيننا ويسندنا . وسط كل خطوب الحياة وتجاربها وعواصفها واعاصيرها فلا تتزعزع ، ولن نتزعزع .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
578 - في هذا الصباح وانت تستقبل يوما ً جديدا ً ، تستقبل يوما ً مليئا ً بالاحداث ، مملوء ً بالحياة ، اربع وعشرون ساعة كاملة ، مساحة واسعة تتحرك فيها ، ستلاقي فيها الكثير ، الحياة نبض ٌ مستمر ، نهر ٌ يجري علينا أن نعبره ، مياه ٌ تتدفق نجتازها . والله يقول ، الرب الهنا خالقنا يقول : " لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي . إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ ، مُخَلِّصُكَ. " ( اشعياء 43 : 1- 3 ) . ذات مساء الزم المسيح تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويعبروا البحيرة وبقي هو على الجبل يصلي ، وبينما هم في السفينة وسط الظلام ، وسط البحر ، هاج البحر ، صخب ، ازبد ، علت امواجه وارتفعت ، هاجمتهم الريح ، ولعبت الامواج بالسفينة ، وتعذبوا ، عانوا ، قاسوا ، خافوا ، ومرت الساعات ببطء ٍ مميت واقتربوا من اليأس . مر الهزيع الأول بعناء ، والهزيع الثاني بشقاء ، وجاء الهزيع الثالث وطواهم ، ثم الهزيع الرابع والاخير ، ورأوا شبحا ً على الماء يخطو فوق الامواج ، يعبر البحر . زاد خوفهم من الشبح اكثر من خوفهم من العاصفة . ارتعبوا منه ، حسبوه القضاء ، جاء يحصد حياتهم ، خافوا وصرخوا " فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ " المسيح القادم في الهزيع الرابع الذي جاء ماشيا ً على البحر متخطيا ً الموج عابرا ً العاصفة ، كلمهم وقال : " تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا " اوقفت الدهشة صراخهم ، وشلت البهجة حركاتهم . بعيون زائغة وكلمات مرتعشة قال بطرس : " يَا سَيِّدُ ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ " ، وبنظرات ثاقبة وكلمات باترة قال له المسيح : " تَعَالَ " وقفز بطرس من السفينة الى الماء ولم تغمره المياه ، لم تغص قدماه ولم ينفتح البحر ليبتلعه ، حمله الماء . ومشى بطرس على الماء وسار وخطا نحو يسوع وفي خوفه كاد يغرق وصرخ : " يَا رَبُّ ، نَجِّنِي ، فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ " . في وسط الامواج ، العاصفة ، الشدائد ، يقول لك المسيح : لا تخف انا هو ، اذا اجتزت في المياه لا تغمرك ، انا معك . اذا مشيت على الماء يدي تمسكك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
579 - كيف صباحك اليوم ؟ هل الجو اليوم مشرق ، الشمس استيقظت وعلت في السماء ؟ هل الجو اليوم معتم ، الشمس غائبة متوارية خلف السحاب ؟ هل تشعر بالدفء والنشاط والرغبة في الخروج والانطلاق ؟ هل تشعر بالبرد والخمول والرغبة في البقاء والانزواء ؟ هل قلبك مملوء بالتفاؤل وتوقع النجاح والبهجة ؟ هل قلبك يخفق بالخوف والتشاؤم وانتظار الفشل والالم . لو كان الجو مشرقا ً بالشمس فانت محظوظ بنعمة الله ، ولو كان الجو معتما ً والشمس غائبة فانت محفوظ في عناية الله . لوحولك دفء ونشاط وانطلاق فتمتع بما لك ، ولو حولك برد و خمول وانزواء فارفع قلبك لله . لو امامك امل وتفاؤل ونجاح وبهجة ، تنعم بها ، ولو امامك خوف ٌ وتشاؤم وفشل والم فالقي بها على الله . الله سبحانه بيده الشروق والغروب . الله سبحانه بيده الدفء والبرد . الله سبحانه يوزع بالحق النجاح والفشل . هو سبحانه الاله القادر الذي يسيطر ويحكم . هو سبحانه الاب الحنون الذي يحب ويرحم . يقول الله في الكتاب المقدس في سفر النبي حزقيال 34 : 24 - 31 " أَنَا الرَّبُّ أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا .... وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ ....... وَأُنْزِلُ عَلَيْهِمِ الْمَطَرَ فِي وَقْتِهِ فَتَكُونُ أَمْطَارَ بَرَكَةٍ ...... أَنَا إِلهُكُمْ ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ " كل هذه وعود الرب لك اليوم ، فكيف صباحك اذا ً اليوم ، مشرق أم معتم ؟ دافئ أم بارد ؟ نجاح أم فشل ؟ لا يهم ، أيا ً كان ، هو صباح الله ، هذا الصباح هو من الله . حين يتأخر المطر عن النزول تجف الارض وتتشقق ، يتلوى جوفها ويحترق ، يعوي ويتألم ويصرخ ويتمزق ، ثم ينزل المطر ، ينهمر ، يسيل ، يملأ الشقوق . ينزل المطر في وقته من الله سبحانه أمطار بركة . بركات كثيرة تتظافر حلقاتها في ظفيرة من رحمته . الاشراق بركة والاعتام ايضا ً بركة . الدفء بركة والبرد ايضا ً بركة . النجاح بركة والفشل ايضا ً بركة . ظفيرة ٌ كبيرة من بركات الله ، ظفرتها اصابعه واحكمتها نعمته . سلم لله صباحك ، هذا الصباح . سلم لله يومك ، هذا اليوم . فانعم ببركاته هذا الصباح ، كل صباح ، وانعم بمحبته هذا اليوم ، كل اليوم .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
580 - يوفر لك الله يوما ً جديدا ً ، ويعطيك صباحا ً آخر . تستقبله بقوة ونشاط وحركة وعمل ، وتتوقع ان تحقق فيه نجاحا ً أو تتردى في فشل . ويستقبله غيرك ، بعض اخوتك من البشر ، في فراش مرض أو عجز ٍ عن الحركة . تذهب الى عملك لتحصل على رزقك ورزق اولادك ، ولا يذهب البعض الى أي عمل ، البطالة تجعلهم بلا عمل . يجري الخير بين اصابعك والمال يملأ جيوبك ، واصابع آخرين جافة ، خاوية وتقبض الهواء . وينظر المريض والضعيف في فراشه ويرى الصحيح القوي واقفا ً على رجليه . ويتطلع العاطل والفقير في عجزه ، ويراقب العامل الغني يرتع في الخير . ويشعر الذي له الى الذي ليس له في حسد ٍ أو حقد وينعي حظه أو يبكي شؤمه أو يناجي ربه في عتاب ، في عدم فهم ٍ و ادراك يصرخ لله القدير : لماذا ؟ في حسرة والم يتسائل : اعطيتنا نفس اليوم لكنك لم تعطنا نفس الحال ؟ في داخله فراغ ، يشتاق ان يمتلأ بالبركات والنِعَم كأخيه . يسعى ويشقى ، يتألم ، يتحسّر ، يحسد ، يحقد . وسط ظلام الحيرة وغمامة الشك ومرارة الحسرة ، تبرق الكلمات المنيرة ، كلمات بولس الرسول . يكتب الى اهل فيلبي في الاصحاح 7 : 11 - 13" قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ . فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ . أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي . " قال بولس الرسول هذه الكلمات وهو مقيد ٌ محروم ٌ من الحرية ، في اعماق السجن الروماني المظلم مكبل ٌ بالقيود ، محجوز ٌ خلف القضبان . في وسط المعاناة كتب كلمات رجاء وامل وتفاؤل واكتفاء . القناعة والاكتفاء والرضا كنز ٌ لا يفنى ، ينبع من الداخل ، يستمر ، لا يتوقف . لا نحصل عليه بالجهد والكفاح وانفاق الاموال لنشتريه بل بالايمان بالله ، بالقوة في المسيح مجانا ً . هبة ٌ خالصة منه . لنتعلم اليوم ان نكون مكتفين بما نحن فيه ولنخطو الطريق هذا الصباح شاكرين ، مبتهجين ، سعداء ، مسبحين ببركات الله ونعمه .
 
أعلى