تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
593 - هل تسير اليوم خفيفا ً لا يثقلك شيء ؟ لا حمل على كتفك ولا هم في قلبك ؟ هل قلبك صاف ٍ وضميرك مستريح ، أم هناك ما يشوب صفاء قلبك ويثقل ضميرك ؟ القلب المهموم والضمير المثقل يفسد اليوم . اليوم امامك طويل لا تجعله عبئا ً عليك . اطرد من قلبك الهموم وارم ِ من ضميرك الأثقال . الله يحبك ويغفر كل ذنوبك . الذي يحب يغفر ، استفد من محبته ودعه يغفر لك . ألق ِ عليه هم قلبك وثقل ضميرك . اعترف بما يكدر صفو يومك وهو يحررك مما يعوق فرحتك . يقول يوحنا الرسول : " إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ." ( 1 يوحنا 1 : 9 ) لا تنتظر اسرع الآن وألقِ بخطاياك تحت قدميه . لا تحمل احمالك أكثر ، يكفي ما مر من اليوم ، هيا انزل حملك . وانت تسير في طريقك ارفع قلبك له . لا تحتاج الى طقوس ومراسم واجراءات . ارفع قلبك بايمان ٍ بقوله ، اعترف بما يثقل ضميرك ، بكل شيء . كما تتنفس ، كما تزفر الهواء الفاسد من داخل رئتيك ، اخرج الشوائب الضارة التي بقلبك ، اعترف بها ، ازفرها ، هيا ... كل ما تذكره من ذنوب وخطايا اذكرها ، ازفرها ، لا تبق ِ شيئا ً ، أي شيء مهما بدا ثقيلا ً ، لا يثقل شيء على الله ، كل شيء مستطاع ٌ لديه ، وهو وعد بأن يغفر الكل ، كل الذنوب اخرجها ، تنفس ، زفير ، ثم استنشق روح الله القدوس ، املأ قلبك بالروح القدس ، تنفس بشهيق . اطلب منه بالايمان أن يملئك بالروح القدس . الله يريدنا ، يدعونا ، يأمرنا أن نمتلأ بالروح القدس : " امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ " . وانت في طريقك تنفس بعمق ، تنفس روحيا ً . ازفر الفاسد ، الخطايا ، اعترف بها جميعها واستنشق الروح القدس ، امتلأ به . وسر خفيفا ً بلا اثقال محمولا ً على ذراعي الله بالروح القدس .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
594 - هل تدرك ان آلام الصليب لم تكن جسدية فقط وانما كانت آلام ٌ نفسية ايضا ً . قاسى الرب يسوع آلاما ً نفسية ومعنوية تفوق آلامه ُ الجسدية . كان متروكا ً من الجميع ، ويذكر في المزمور 38 : 11 " أحبائي وأصحابي يقفون تجاه ضربتي ، وأقاربي وقفوا بعيدا " أما في انجيل مرقس 14 : 50 ذُكر ما يلي : " فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا." كذلك خانه التلميذ يهوذا الاسخريوطي ، وايضا ً انكره بطرس ، ليس امام قائد في الجيش أو حتى جندي بل أمام جارية . لقد انكره ثلاث مرات ولعن وحلف انه لا يعرف يسوع ، وربما نحن نلوم بطرس ولكننا بتصرفاتنا واقوالنا ننكر الرب يسوع كل يوم . وكذلك هرب التلاميذ فمزقته آلام الوحدة ، فهو متروك من قِبل الجميع . وأيضا ً استهزؤا به سواء الشعب أم رجال الدين اليهود أو الجنود ، وكذلك جدفوا عليه وعيروه ، حتى اللصين ايضا ً عيروه ( متى 27 ) . صُلب يسوع على صليب العار ، فالصليب كان رمز ُ عار ٍ ولعنة ٍ وتم ما مكتوب عنه : " الْعَارُ قَدْ كَسَرَ قَلْبِي فَمَرِضْتُ. انْتَظَرْتُ رِقَّةً فَلَمْ تَكُنْ ، وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَجِدْ. وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا ، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاُ. "( مزمور 69 : 20 ، 21 ) كذلك تحمل لعنة الخطية لكي يكون لنا لا للعنات بل البركات ، وتم قول الكتاب : " مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ . " ( غلاطية 3 : 13 ) . فكم كان قاسيا ً على القدوس البار الذي لم يعرف خطية ، لذلك قال للآب في البستان : " إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ " ( لوقا 22 : 42 ) لقد تجرّع كأس غضب الله ولعنة الخطية .

A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
595 -
* الثمر وحياتك
إن بقيت حياتك باستمرار لا تحمل الثمر, فإن الله سوف يتدخل لينقيك لتحمل الثمر «كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ»
يوحنا 15: 2

* الراحة
لا راحة للانسان الذي لم يجد راحته في الرب.

* العدو اللدود
، ان الخطية عدو لدود فلا تصادقها. انها نار ملتهبة فلا تضعها في حضنك. انها سم قاتل فلا تتناولها.


* روائع معاملات الله معنا
من روائع معاملات الله معنا أن نتحقق من ان عظمة معجزة تدخُّله لعرقلة مساعينا لبلوغ أمر لا يريده لنا, لا تقل عن عظمة معجزة تدخله لإنجاح سعي آخر قد استحسنته أفكاره الصالحة من نحونا.


* انظر ماذا صنعت الخطية
ان خطيتي وخطيتك سمّرت المسيح على الصليب. وان لم نتب عنها ونهجرها فستسمِّرنا نحن في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت .


* شاكرين في كل شيء
الشكر يعني من جملة ما يعني : غياب التذمر. غياب الهم . غياب العبوس .

* الصلاة المقتدرة
« مَنْ أراد أن يدخل سهمه في كبد السماء ، عليه أن يطلقه من قوس منحنٍ تماما الإنحناء ». وكذلك فالقلب المنحنى المنكسر، والشعور بالضعف والحاجة، يغمران الصلوات المؤثرة الصادقة التي تصل إلى أذن الله.



* الصلاة هي الإذن الأرضي للتدخل السماوي

 

COPTIC_KNIGHT

مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
إنضم
6 يونيو 2007
المشاركات
1,614
مستوى التفاعل
44
النقاط
0
الإقامة
COPTIC_LAND
رغم اننا مؤمنين لكن تجد دوما اننا اكثر من يمر بأمور غريبة ومثيرة للعجب
لعازر رغم ان الرب يحبة ولكنة انتظر طويلا وجاء بعد ان مات ورغم كل التوقعات البشرية ان الامر انتهي لكن الامر لم يكن هكذا واقامة الرب


شعب بني اسرائيل عبيد اام ملك جبار قوي وهو فرعون مصر وظنوا ان الله صامت ولا يفعل شي لكنة تدخل بطرق تعجبوا جدا منها ولم تخطر علي بالهم...وحين حاصرهم فرعون كانت ابتسامة الثقة مرسومة علي شفتية وكان الخوف مرسوم بأقسي معانية علي وجوة شعب الله لكن بعد دقائق تغير كل شي وانتصر الشعب وغرق فرعون وجيشة

تلاميذ المسيح كانت السفينة ستغرق وهو نائم وهذا كان أمر غريب ومحير لكن بالوقت المناسب انقذ الموقف تماما واوق الريح...

لا تقلق ولا تظن الظنون بالله هو حكيم وهو غير مطالب ان يفهمنا خطتة لاننا لن نستوعبها قط
تخيل ان تشرح نظرية النسبية المعقدة لدودة القز!
!!
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
شكرا COPTIC_KNIGHT لاضافتك الى الموضوع
الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
596 - هل تشعر بوجود الله معك ؟ الله موجود طبعا ً ، كل الناس تعرف ذلك ، لكن هل هو موجود معك اليوم ؟ وهل تشعر بمحبة الله لك ؟ الله يحبك طبعا ً ، لكن هل تشعر بمحبته الخاصة لك ؟ هل تحب الله ، هل تحبه فعلا ً لا تقل طبعا ً بسرعة ، فكر قليلا ً ، هل تحبه فعلا ً ، هل تريده معك اليوم ؟ هل محبته تلذ لك ؟ هل تشتهي أن تجلس معه ؟ تسير معه ، تصاحبه ؟ حين نحب نحب ان نكون مع من نحب . يقول سليمان الحكيم في نشيد الانشاد " تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ " من يحب الله يشتهي ان يجلس تحت ظله . يتمتع برفقته وصحبته ، يحب ان يذهب الى بيته ، يجلس معه . ويقول داود النبي : " وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ : أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي ، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ." ( مزمور 27 : 4 ) لو انك تحب الله فعلا ً فانت تحب ان تسكن معه وتنظر اليه وتتفرس في بيته . هذا هو الحب لله فعلا ً . مريم اخت لعازر اختارت ان تجلس تحت قدمي المسيح ، " النَّصِيبَ الصَّالِحَ " كما قال المسيح . جلست تسمع كلماته وتستقبل تعليمه . ومعنى ان تكون معه لا بالجسد بل بالروح والقلب والعقل . ليس ان نترك اعمالنا وبيوتنا واهلنا ونتفرغ للاقامة في بيته ، بل نكون معه في اعمالنا وبيوتنا ووسط اهلنا بأن نحيا معه بالروح والقلب والعقل . الله روح والشركة مع الله تكون بالروح . لا يتعامل معنا بشكل ٍ حسي منظور ، يتعامل ويحل في ارواحنا وقلوبنا وعقولنا . ما دمنا نحبه فنحن نشتاق له ، ونسعد بالاتصال به ، بالروح والقلب والعقل . وانت تسير وسط الزحام ، اطلب الله تجده . وانت تعمل غارقا ً في المسؤوليات ، اسعى اليه يأتي اليك ، يصاحب روحك ويدخل قلبك ويملأ عقلك ، يحيا فيك وتحيا فيه . يُظهر حبه لك وتُظهر محبتك له . عِش اليوم في رفقته ، استظل بوجوده معك ، وانعم به اليوم كله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
597 - بدأت رسالة المسيح بولادته من عذراء . عاش بيننا صانعا ً معجزات وباعثا ً الأمل في قلوب اليائسين . وعند دخوله الى اورشليم فرش الجميع ثيابهم اكراما ً لدخوله هاتفين : هوشعنا هوشعنا لابن داود . لكن الخيانة هي طبع البشرية وهذا الهتاف الذين كان بالامس اوشعنا اصبح بعد اسبوع واحد ، اصلبه ، اصلبه . وبالفعل صُلب البار . صُلب المسيح الذي أحب وسامح وشفى وبارك . صُلب المسيح ومات . ظن الجميع ان هذه هي نهاية من عاش محبا ً ، لكن يا للخبر السار للمريمات والتلاميذ ولنا ، المسيح قام من الاموات . قام المسيح ولم يقدر الموت عليه . قام المسيح ناقضا ً أوجاع الموت ، كاسرا ً شوكة الموت ، فاتحا ً الطريق لكل من يريد الدخول الى السماء . قام المسيح وأقامنا معه وادخلنا معه الى السماوات . قام المسيح .. حقا ً قام .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
598 - وانت تسير لا بد انك تعرف الى اين انت ذاهب . منذ تركت بيتك وانت تعرف وجهتك وقصدك .لا نبدأ السير الا اذا كنا نعرف الى اين نحن سائرون . الا في حالة التنزه والتسكع والسير الى أي اتجاه . حتى لو كان كذلك ، لو الاتجاه غير محدد تماما ً ، نعرف القصد من السير . لا يسير احد لمجرد السير ، لا بد من غاية ، هدف ، مكان الوصول . تعس ٌ ذلك الذي لا يعرف الى اين يقوده الطريق . يتعب دون أن يصل ، يحتويه الطريق بلا نهاية له . اليوم فكرت وعرفت واعددت نفسك للوجهة التي انت سائر ٌ اليها ، والهدف الذي تريد ان تحققه ، فتتقدم بثقة وعزم نحو مقصدك ، بلا تردد ، بلا خوف ، بلا ضياع وقت . في الحياة كثيرون يسيرون في الطريق دون معرفة نهايته ، يسيرون بلا مرشد ، بلا دليل ، بلا قائد . يدبون في الحياة مشوشين تائهين ضالين فيتوه منهم الطريق أو يتوهون في الطريق . لا يعرفون الى اين هم ذاهبون . كان احد الفلاسفة يجلس في حديقة وحيدا ً تعيسا ً مكتئبا ً . جائه الحارس وسأله : من أنت ، وماذا تفعل هنا ؟ وكان رده : ليتني كنت اعرف . لم يكن يعرف مثل اغلب ابناء هذا الجيل الذي يسوده التشاؤم والانقسام والكراهية والفوضى والضلال واللايقين . المسيحي الحقيقي يعرف من هو وماذا يفعل هنا والى اين يذهب . يعرف الطريق ، الطريق قريب ٌ منه . الطريق فيه ، يحيا فيه . المسيح هو الطريق . قال : " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." ( يوحنا 14 : 6 ) والمسيح يحيا فيه . قال بولس الرسول : " مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ." ( غلاطية 2 : 20 ) به نعرف الطريق . يقول المسيح : " وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ " فلا تردد ، لا حيرة ، لا ضلال للمسيحي . المسيح هو النور ، قال : " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ." والمسيحي يسير في النور . يقول المسيح : " مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ . " من يتبع خطوات المسيح يطأ طريقا ً صلبا ً معبدا ً واضح المعالم . يقود الى الحياة الابدية ، نهاية المسير ، خاتمة الطريق مع المسيح الذي قال :
" خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي . وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً " .
" حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " .
فنحن نسير وهو معنا وفينا .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
599 - هل طريقك الذي سلكته اليوم هو الذي سلكته بالامس ؟ وقبل امس ، وقبل قبل امس ؟ وقبل قبل قبل امس ، نفسه ؟ هل شعرت بالرتابة ، الروتينية ، الملل ؟ نفس الشارع ، نفس المعالم ، نفس الطريق ، نفس الافراد الذين تقابلهم كل صباح ؟ بائع الجرائد ، السائق ، العابرون ؟ وقد تكون تبادلت معهم نفس التحية ، نفس الكلمات ، نفس العبارات ، بلا انفعال ، كلمات مجاملة جوفاء لا تعني شيئا ً . خطواتك على الطريق هي هي ، نفس الخطوات ، نفس السرعة ، نفس الرتابة ، كدقات الساعة ، كزفير الآلة ، متتابعة منتظمة لا تتغير ، ضربات على الرأس ، طرقات على الاعصاب ، خانقة تكتم الانفاس . الانسان يحتاج الى التغيير والا يفقد حماسه وتفتر عزيمته . الرتابة والروتين والتوالي الحاد يقود الى الاكتآب والجنون ، لذلك خلق الله الطبيعة تتغير ، الفصول تتابع مختلفة ، صيف ، خريف ، شتاء ، ربيع . والنبات يعكس تغير الفصول . والحيوان يغير جلده ويبدل سلوكه . والانسان مشحون بالعواطف المتغيرة وله في كل وقت ٍ حالة مختلفة عما كان عليه . ويسعى دائما ً الى التغيير الى الافضل . والله لا يتعامل معنا برتابة او روتين أو تتابع آلي جامد . الله الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا يتطور يطور حياتنا ، نُصبح فيه خليقة جديدة . يقول بولس الرسول : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." ( 2 كورنثوس 5 : 17 ) . الكل ، القلب جديد . يقول الله : " أَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ " ( حزقيال 11 : 19 ) والروح جديد " وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا " والقوة جديدة " وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً " ( اشعياء 40 : 31 ) في كل يوم يجدد الله محبته لنا ، في كل يوم يجدد الله عهوده معنا ، في كل يوم يجدد الله علاقته معنا ، في كل يوم يجدد الله عنايته بنا فنعيش معه حياة ً جديدة متجددة ، ونخطو معه خطوات ثابته واثقة ، بلا كآبة أو ملل ، ولا تعب او كلل .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
600 - هل تسير مغمض العينين ؟ لا تستطيع السير وانت مغمض العينين . لا تصل الى هدفك لن ترى هدفك ، ولن ترى الطريق ، الطريق الذي يقود الى هدفك . وتعثر ، تصدم بحجر أو تقع في حفرة . أوتسقط وقد تُجرح وقد تنكسر . لا يسير عاقل صحيح النظر مغمض العينين . خلق الله العيون لترى وتُبصر وتنظر وتتمتع بما حولها . العيون ليست لمعرفة الطريق فقط ، العيون للتمتع ، للتلذذ ، لاكتشاف الجمال حولها . ونحن نسير لا نخفض عيوننا فترى ما بين اقدامنا فقط ، بل نرفعها الى الشمس الى السماء ، الى الافق الجميل . ونتلفت حولنا لنشبع بما يحيط بنا من خليقة رائعة . الطريق لا يجب ان يحصرنا فيه ، فلا نضع على عيوننا غمامة كما نفعل مع الدواب ، بل نفتح عيوننا على اتساعها لتحتوي ما حولنا ونحن على الطريق . الله لا يريدنا ونحن في دروب الحياة وطرقها أن نركز وننحصر في الطريق ونراقب ونحذر ونتمعن في سلوكنا حتى لا نخطئ ، ونسير بحرص في خوف الله وطاعته حتى لا نضل فنصل الى نهاية الطريق الحياة الابدية في السماء في سلام . الله يريدنا ان نتمتع في الحياة ونحن نسلك فيها ونعبرها . الله خلق العالم وجعله حسنا ً جدا ً . خلقه لنا لنتمتع به ونتلذذ به . لم يخلقنا لنخشاه ونخافه ونسعى لارضائه وطاعته فقط . بل خلقنا لنحبه ولنحيا معه ولنتمتع ونتلذذ به . لأن الله يحبنا ويحيا معنا ويتمتع ويتلذذ بنا ، فهو يقول : " لَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ." ونحن نتلذذ به . يقول داود النبي : " تَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ." ( مزمور 37 : 4 ) نتلذذ بشركته ، نتلذذ بكلامه ، نتلذذ بشريعته ونتلذذ بنعمه ، نتلذذ ببركاته ، نتلذذ بالعالم الذي خلقه لنا . الله خلق العالم ومنح كل شيء لنتمتع به . يقول بولس الرسول : " اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ." ( 1 تيموثاوس 6 : 17 ) في وقار وتقوى وقداسة ، فنعيش حياتنا متمتعين بكل ما حولنا من بركات الله ، ونسير على الارض بتقوى ً وبِر وايمان ٍ ومحبة وصبر ٍ على رجاء الحياة الابدية ، مفتوحي العيون ، مفتوحي القلوب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
601 - هذا اليوم وكل يوم من عمل الله . منذ خلق الله العالم والايام تتوالى ، الصباح يلي المساء ، والمساء يلي الصباح ، وهكذا دون توقف " قَالَ اللهُ : «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ..... وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً . وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا. " وما تزال الايام تتجدد ، مساء وصباح ، يوم جديد ، هكذا خلق الله الايام ، والصباح والمساء بكلمة . نعم ، بكلمة خلق الله العالم كله والانسان ، خلق كل الخليقة بكلمة . خلق العالم ، قال : ليكن ، وكان . وخلقنا ، قال : ليكن ، وكنا . ثم خلقنا في المسيح خليقة جديدة . كتب بولس الرسول : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ : الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." ( 2 كورنثوس 5 : 17 ) . خلق الله العالم كله في ستة ايام ، وخلق آدم في اليوم السادس . تمت الخليقة في ستة ايام ، وتم خلق الانسان في لحظة من الزمان . هذه كانت الخليقة القديمة لنا ، تمت في لحظة . أما الخليقة الجديدة فقد احتاجت الى ثلاث وثلاثين سنة ، السنوات التي عاشها المسيح على الارض . المسيح الذي هو صورة الله غير المنظور حل بيننا على الارض " آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ ." عاش وجال وعلّم وصنع المعجزات " وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." فمات مصلوبا ً بيد اليهود ، ثم قام ، قام غالبا ً الموت وخرج من القبر في اليوم الثالث وصعد الى السماء . واحتاج ذلك الى ثلاث وثلاثين سنة . ثلاث وثلاثين سنة لنُخلق خليقة جديدة . فإن كنا نؤمن بالمسيح ونتحد به لنا حياة جديدة ونصبح خليقة ً جديدة " لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ." فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن اننا ايضا سنحيا معه ، حياة ً جديدة معه ، خليقة ً جديدة فيه . الذي " يُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ " حياة ٌ ابدية ، ويحيا المسيح فيه " مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ " في المسيح فقط تكون خليقة جديدة ، ولكي تحصل على هذه الخليقة الجديدة لا تحتاج الى ثلاث وثلاثين سنة ، فهذه أتمها المسيح واكملها . ما عليك الا أن تؤمن به وتسلمه حياتك فتُصبح خليقة جديدة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
602 - الإله الراّئع ..
ألا يمكن لذاك الإله الرّائع والممسك بصولجان الكون , الذي استخدم القرعة, والريح , والحوت, واليقطينة, والدّودة, في قضية يونان , ألا يمكنه أن يستخدم معك : الهاتف المشغول, السيّارة المعطّلة في الطريق, إعتراض الآخرين , الفيروس الذي يصيب حاسوبك, والهَمْس الرّقيق ...ليقول لك أشياء وأشياء ؟


A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
603 - تحدثنا عن محبة الله لنا وعن محبتنا لله . كل الناس تهتم بذلك ، اما حبا ً في الله أو خوفا ً منه أو ارضاء ً له ، كذلك الرجل الناموسي الذي جاء الى المسيح وسأله : " يَا مُعَلِّمُ ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ." ( متى 22 : 36 ، 37 ) وأكد المسيح أهمية ذلك فقال : " هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى." أهم وصية ، أول وصية وأعظم وصية . الله في حياتنا ، الأهم ، الأول ، الأعظم . ومحبة الله أهم وأول واعظم الوصايا . وتأمر الوصية بحب الله من كل القلب ومن كل النفس ومن كل الفكر . من القلب كله والنفس كلها والفكر كله . لأنه هو الله الواحد الذي نعبده بلا شريك ٍ له . هذا لا يعني أن نحبه هو ونكره الآخرين . المحبوب من البشر لا يقبل ان يشاركه احد قلب حبيبه . الله يريدك ان تحبه من كل القلب لكن يريدك ان تحب قريبك أيضا ً . في نفس اجابته للرجل الناموسي عن الوصية العظمى اضاف : " وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ." الوصية الثانية التي لها نفس مكانتها وأهميتها .
" بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ " محبة الله ومحبة القريب هما كل العبادة ، تحب الله من كل القلب وتحب القريب كالنفس . لا يمكن ان تحب الله وتكره القريب ، القريب هو الأخ في الانسانية ، الأخ في البشرية ، والله أحب الانسان وأحب البشر حتى بذل ابنه الوحيد لهم ، وبمحبة الله اصبح الانسان ابنا ً لله ، فكيف نحب الله ونكره ابنه ؟ لا يرضى الله ان نحبه ونكره ابنائه ، لا يقبل محبة ً ناقصة . المحبة الكاملة هي محبة الله ومحبة ابنه ( القريب ) واوصى المسيح العالم وصية جديدة ، قال : " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ." ( يوحنا 15 : 12 ) لا كالنفس فقط بل كما احبنا المسيح ، حتى الصليب ، حتى الجلجثة ، حتى الموت . وانت تستقبل اليوم فكر في هذه المحبة ، محبة الله من كل القلب ومن كل النفس ، ومن كل الفكر ، ومحبة القريب كالنفس .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
604 - ستواجه اليوم اختيارات كثيرة ، في كل ساعة ، في كل لحظة ، طول اليوم يُطلب أن تختار . كل انسان يعيش صراع الاختيار ، واهمية اي انسان ومكانته في قدرته على الاختيار . الاختيارات الناجحة تؤدي الى النجاح ، الى انسان ناجح ، والاختيارات الفاشلة تؤدي الى الفشل ، الى انسان فاشل . ولسنا نتمتع دائما ً بحرية الاختيار ، حولنا دخلاء يفرضون علينا مشيئتهم ، التقاليد ، العُرف ، اختيارات وحريات الغير تحد من حريتنا وتدفعنا مع تياراتها ، فإن لم نقاوم اختلت اختياراتنا وبعدت عن الصواب . البعض يختار لنفسه الغنى ، الحصول على المال بكل الوسائل ، يتصورون السعادة في المال فيحبون المال ويندفعون نحوه " مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" ( 1 تيموثاوس 6 : 10 ) ويوصي الكتاب المقدس : " لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ ." ( عبرانيين 13 : 5 ) وانت تسعى اليوم هل سيكون اختيارك المال ؟ الحصول على المال ؟ المال ليس شرا ً في ذاته ، محبة المال هي مكرهة الله ، الاختيار الأول خطأ ، المال سيد قاتل والخضوع له عبودية قاتلة . جعله اولوية الحياة يقود الى الطمع والخديعة والكذب والحقد والظلم والقتل . يقول بولس الرسول انه يقود الى السقوط في التجارب والشهوات الغبية المضرة والعطب والهلاك " وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ." ويوصي قائلا ً : " التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ." ( 1 تيموثاوس 6 : 6 ) يرى العالم في المال دواما ً وامانا ً للمستقبل فيسعون اليه بكل الوسائل وكل السبل . لكن الكتاب المقدس يقول : " كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ ، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " الله وحده الضمان والأمان والمستقبل ، الله موجود دائما ًُ ويقول " اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ " الله غني ٌّ دائما ً في غناه غنانا ، فيه كفايتنا . الطمأنينة والضمان والامان لا تنبع من الاشياء التي نمتلكها بل تنبع من الله الذي يمتلكنا ، فلا تجري اليوم في اختياراتك نحو المال بل نحوه هو ، الله . يقول : " اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ." ( متى 6 : 33 ) .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
605 - هل تسير في طريقك اليوم فرحا ً ؟ قد لا يكون حولك ما يدعو الى الفرح ، قد يكون الجو مظلما ً والسماء معتمة والطريق مليء بالعقبات والحفر . قد يكون قلبك قلقا ً وعقلك مشغولا ً وجسدك سقيما ً متألما ً ، وهذا يطرد الفرح ويجلب الحزن ، لكن بولس الرسول يقول : " افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا." ( فيلبي 4 : 4 ) يقول ذلك وهو في اعماق السجن وارجله في المقطرة . وفي منتصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله ، يسبحانه بفرح ، فرح وسط السجن المظلم وفي منتصف الليل . ويريد منا بولس الرسول ان نفرح كل حين . الفرح الذي يدعونا اليه ليس بهجة او سعادة أو هناء . البهجة والسعادة والهناء وقتية موقوتة بما يحدثها ويسببها ، تنتهي بانتهاء مسبباتها ، أما الفرح فلا ينتج من شيء . الفرح ينبع من الداخل ، من شخص ، من الرب ، " افرحوا في الرب " وفرح الرب لا يعتمد الا على الرب ، والرب ثابت باق ٍ لا يتغير ، لا ينقص ، لا ينتهي ، فالفرح في الرب لا ينقص ولا ينتهي . ينبوع الفرح ينبع من الرب ، ونبع الرب لا ينضب . ولينبع الفرح من قلبك لا بد ان يكون الرب ، النبع ذاته في قلبك . حين يمتلئ القلب بالرب ، يمتلئ القلب بفرح الرب ويفيض على حياتك وعلى الحياة حولك ، فتسير طريقك ، كل طريقك فرحا ً ، فرحا ً برغم الغيوم ، برغم الظلام . فرحا ً برغم العقبات ، برغم الحفر ، فرحا ً برغم المرض والانشغال والمتاعب . في المسيح يثبت فرحنا به ويكتمل فرحنا به . يعدنا المسيح باننا حين نراه يبقى فرحنا الى الابد . قال : " ولكني سأراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع احد فرحكم منكم. " ( يوحنا 16 : 22 ) وفي انتظار رؤيته نؤمن به ونفرح . يقول بطرس الرسول : " وان كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد " ( 1 بطرس 1 : 8 ) .
" افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا " .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
606 - اليوم ستلتقي بأناس كثيرين ، بعضهم حسب موعد معهم ينتظرون مجيئك أو تنتظر مجيئهم ، وبعضهم بدون موعد مسبق لكن لقائك بهم بدون ترتيب سابق . كل يوم نلتقي بالكثيرين من الزملاء والاصدقاء والعملاء . البعض نشتاق للقائهم والبعض لا نسعد بلقائهم . ونحن في طريق حياتنا نعبر الحياة ، لا نستقر ونبقى فيها مهما طالت سنوات حياتنا فلا بد لها من نهاية ، نهاية للحياة . وكل انسان على موعد محدد ومسبق معروف لله لنهاية الحياة . لا نعرف الموعد لكن نتوقعه وننتظره . وفي نهاية الحياة نلتقي مع الله لقاء ً محتّما ً لا شك فيه . سيأتي يوم الأخير لا يوم بعده ، آخر يوم ثم يكون اللقاء . والسؤال هل تشتاق وتنتظر ذلك اللقاء ؟ أم تخشاه وتخافه ؟ إن كان ذلك اللقاء لك لقاء المحبة ، لقاء ابن بأب تشتاق اليه ، أما إن كان ذلك اللقاء لك ، لقاء حساب ، لقاء دينونة ، تخشاه وتخافه . إن كنت قد التقيت بالله هنا في العالم واحببته وتبعته ، يكون اللقاء هناك بعد نهاية الحياة لقاء ً تنتظره وتعرفه ، ليس غريبا ً عليك . أما إن كنت لم تلتقي بالله هنا بل عشت بعيدا ً منفصلا ً رافضا ً اياه ، سيأتي اللقاء هناك ، لقاء ٌ لا مهرب منه ، لقاء ٌ لا تعرف كيف ستواجهه . هنا فرصة لقاء والتقاء مع المسيح ، لقاء محبة ورحمة ومغفرة . هنا النداء : " اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ." ( اشعياء 45 : 22 ) أما هناك ، هناك الحساب ، أعط ِ حساب وكالتك . هناك تحديد المصير الأبدي ، حياة ٌ أبدية أو عذاب أبدي . هناك موعدان هامان للقاء مع الله ، إما هنا نلتقي بمحبة الله ونعمة الله ورحمة الله ، وإما هناك نلتقي بعدالة الله وحساب الله وحكم الله . أسرع بلقائه اليوم . تُب واقبله ربا ً وسيدا ً ومخلّصا ً . يقول المسيح : " تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ " ( متى 4 : 17 ) لا تنتظر لقائه هناك فستواجهه الها ً قاضيا ً ديانا ً .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
607 - هل تسير وحدك في الطريق أم في صحبة صديق أو أصدقاء ؟ صحبة الأصدقاء جميلة خصوصا ً إن كانوا أوفياء . قال القدماء إن المستحيلات ثلاثة : الغول والعنقاء والخل الوفي . صدقوا عن الغول والعنقاء ، لا يوجدا الا في خيال الرواة . والخل الوفي نادر ٌ لكنه موجود . يقول سليمان الحكيم : " اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ ." ( أمثال 18 : 24 ) هناك أصدقاء أوفياء وخلان أوفياء أقرب من الأهل . وصحبة الاصدقاء رائعة تُشبع النفس . المسيح صديق ٌ صدوق ، لا يفارق اصدقائه ولا يتركهم . يوجد دائما ً حين يحتاجون اليه . قال : " هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ . " ( متى 28 : 20 ) لا يُهمل ولا يترك ، يحب حتى النهاية ، يسير الطريق كله معنا ، مهما وعُر الطريق أو ضاق هو معنا . يقول داود النبي : " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا ، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي." ( مزمور 23 : 4 ) ويصحبنا حتى الأبدية ، أصدقائه سينظرون وجهه واسمه على جباههم ، وهو يدعوك دائما ً لصحبته وصداقته . يقول المسيح : " إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي ، وَيُحِبُّهُ أَبِي ، وَإِلَيْهِ نَأْتِي ، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً." ( يوحنا 14 : 23 ) إن أردت صداقة المسيح ادعوه للدخول الى قلبك وحياتك فهو يقف على بابك ، إن سمعته وفتحت الباب يدخل اليك ويتعشى معك وأنت معه . هذه صداقة قوية ، صداقة خبز ٍ وملح ٍ كما نقول ، مشاركة ٌ وعشاء معا ً . لا تسر طريقك وحدك ، دعه يسير معك ، صديق ٌ لا يتركك . مهما ضاق الطريق يسير بجوارك ، مهما امتلأ بالاشواك يطأها أمامك ، في الليل والنهار ، في الصباح والمساء . لا يهملك ، لا يتركك . مُد يدك له ، أمسك بيده وهو يقودك . ضع كفك في قبضته فيحميك ويحفظك وسر الطريق هنا والأبدية هناك في صحبة صديقك الوفي فيسهل الطريق ويحلو ويقصر ويصبح مغامرة ً رائعة . ابدأ بطلبه من كل قلبك فهو لا يرفض طلب من يطلبه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
608 - هل تشعر بسعادة وانت ذاهب الى عملك وزملائك ؟ أم تشعر بتخوف وقلق ؟ لعل عملك شاق ٌ أو بينك وبين أحد خصومة ؟ نعم هذا يدعو الى القلق والتخوف ، والخوف والقلق يعكر صفو القلب ويطرد السعادة . الخصام في القلب مرارة تكدر اليوم . بادر بالمصالحة واقتل الخصام ، حتى لو كان هو سبب الخصام . الخصام يتم بين طرفين ، الشجار يحدث بين فريقين . ولينتهي الخصام يبادر طرف بحله ، ويوصينا المسيح أن نغفر ونصفح ونصلي لمن يسيء الينا . قال : " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ . بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ . أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " ( متى 5 : 44 ) . المساء اليه هو الذي يبادر بالمصالحة ، هكذا يوصينا الرب . جاء الرسول بطرس الى المسيح يوما ً وسأله وقال : " يَا رَبُّ ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ : «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ . " أي الى ما لا نهاية ، لا نحصي ولا نعد مرات الصفح ، بل نصفح دائما ً . الله نفسه حين أخطأ اليه آدم وعصى أمره ُ وكسر وصيته ، بادر الله نفسه بالمصالحة فارسل ابنه يسوع المسيح كفارة عن خطايا آدم وذريته من بعده . يقول بولس الرسول : " إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. " ( 2 كورنثوس 5 : 19 ) .
وانت هل اخطأ اليك أخوك خطية أعظم من خطيتك الى الله ؟ فإن كان الله صالحك ، ألا تصالح أخاك ؟ مهما كانت قسوة اسائته وعدد مرات خطأه ، اذهب وصالحه . الصلح سلاما ً وراحة ً لك قبل أن يحقق السلام مع اخيك . الحقد والكراهية والخصام تُدمي القلب وتحزن النفس وتجعل حياتك تعسة وطريقك وعرا ً وقلبك منكسرا ً . اذهب الى عملك وابحث عن زميلك واصنع معه سلاما ً . صالحه ، اغفر له . سامحه ، اصفح عنه وصافحه ، لأن الله يغفر لنا ذنوبنا اذا غفرنا نحن للمذنبين الينا ، فيكون يومك بلا خصام ولا قلق .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
609 - هل ترى عظمة الله حولك ؟ الله عظيم وعظمته تُرى في كل ما حولنا . عظيم في الشمس التي تتربع وسط السماء فوقك ، عظيم ٌ في حركة الأفلاك ودورانها المستمر في كبد السماء ، عظيم ٌ في تراكم الغيوم وهطول الأمطار وهبوب الرياح ، عظيم ٌ في صوت الرعد ولمعان البرق وسقوط الجليد . كل ذلك من صنع يد الله ، صنع ذلك بعظمة قوته . وحين نرى الزهور تتفتح والثمار تملأ الأغصان ونسمع تغريد الطيور وهديل الحمام وغناء الكروان ، وخرير الماء في الجداول عبر الصخور وانهماره في الشلال ، نرى جمال وروعة خليقة الله ، صنعها بعظمة نعمته ، ونفكر كيف احب الله العظيم العالم الخاطئ الأثيم وبذل ابنه الوحيد الحبيب وقدمه على الصليب فداء ً ورجاء لكل من يؤمن به ويقبله فيمحو خطاياه ويهبه الحياة الأبدية . نرى الله يحقق عدالته ورحمته ونرى عظمته في محبته . أترى عظمة الله في ذلك كله ؟ ارفع قلبك في خشوع ٍ أمام عظمة الله ، وقدم شكرا ً خاصا ً لأن الله موجود معك اليوم . الله العظيم يحبك ويهتم بك . الله العظيم يقود خطواتك هذا الصباح . ارفع صوتك بالتهليل والتسبيح له . صلي ورنّم هذا الصباح وقل له :
يا رب ما أعظمك ، يا رب ما أعظمك
نفسي تغني يا مخلصي ، ما أعظمك ، ما أعظمك
يا سيدي لما أرى نجومك وكل ما يدور في الأفلاك ،
أسمع صوت الرعد في غيومك وكلها قد صنعت يداك ،
نفسي تغني يا مخلصي ، ما أعظمك ، ما أعظمك
نفسي تغني يا مخلصي ، ما أعظمك ، ما أعظمك .


 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
610 - هل أنت مؤمن ؟ قد تتعجل بالرد وتقول : طبعا ً أنا مؤمن ٌ بالله الواحد ، وقد تبادر بتعداد مجالات ايمانك بالكتب السماوية والانبياء والرسل . هذا عظيم ورائع ولازم لكل عبيد الله . هذا معرفة بالله واعتراف به وهو حسن . الايمان كما يقول الكتاب المقدس :
" هُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى " الثقة والتصديق لما نتمناه ونرجوه
" وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." التأكيد واليقين باشياء خافية لم تحدث بعد .
حين ترفع صلاة وطلبة لله بالايمان ، أنت لا تؤمن فقط انه : انشاء الله سوف يجيب طلبتك ، بل تؤمن انه قادر ٌ على كل شيء وانه قد استجاب طلبتك قبل ان تصلك طلبتك ، قبل ان يتحقق ما رجوته منه . هذا هو الايمان الذي يعلّي الله ويمجّده ، ويضع الله في مكانته اللائقة بجلاله . الله قادر وهو يريد وقد تمم وحقق رجائك . كل ما علينا بعد ان نطلب شيئا ً من الله أن ننتظر ونراقب بثقة ٍ استجابة الطلبة . يقول داود النبي : " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي " مزمور 37 : 5 ) ماذا ترى من طريقك الآن وانت تعبره ؟ ما تحت قدميك أو اقصى ما يمكن ان يصل اليه نظرك ، لكنك لا ترى الخفي البعيد عنك ، لا ترى نهايته . الله يرى ويعرف ويعين ويقود ويحفظ ويُجري ، سلمه الطريق كله وهو الذي يحقق وينفذ ويصل بك بسلام ِ الى آخره . الايمان الحقيقي هو ان تشكر الله على الاستجابة قبل ان تتلقى الاجابة فعلا ً . هذا هو الايمان الايجابي الذي يثق في الله وفي قدرته وفي استجابته . جائه الرجل الذي كانت يده يابسة ، جافة ، ميتة ، لا تتحرك . قال له يسوع : " مُدَّ يَدَكَ " لم يتردد ، لم يشك ، لم يقل كيف أمد يدا ً يابسة ً مشلولة " فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى." هذا هو الايمان . سر طريقك بايمان ، سلمه طريقك وهو يُجري .

 
أعلى