تأملات روحية يومية

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

السبت 18 ايلول


«أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟» (لوقا 17:17)



أحد الإختبارات الثمينة لنا في الحياة هي مصادفة الجحود، لأنه عندها يمكننا المشاركة ولو بدرجة قليلة عن إحزان قلب الله. عندما نعطي بكرم ولا نستلم الكثير كاعتراف بعملنا، يزداد تقديرنا لذاك الذي أعطى ابنه الحبيب لعالم ناكر للجميل. عندما نسكب أنفسنا دون كلل لأجل الآخرين، ننضم إلى شركة ذاك الذي أخذ مكانة العبد لأجل جنس جاحد.

يُعد عدم تقديم الشكر واحداً من ميزات الإنسان الساقط. يذكّرنا بولس بقوله أنه عندما عرف العالم الوثني الله، لم يمجّدوه أو يشكروه كإله (رومية 21:1). اكتشف أحد المرسلين إلى البرازيل قبيلتين ليس عندهما كلمة «شكراً.» حين يقدّم لهم معروفاً يقولون، «هذا ما أردته بالضبط» أو «هذا مفيد لي.» ومرسل آخر يعمل في شمال أفريقيا، وجد أن هؤلاء الذين يخدم وسطهم لا يعبّرون عن شكرهم لأنهم كانوا يقدمّون له فرصة ليكسب أجراً من الله. ينبغي على المرسل أن يكون شاكراً، هكذا أحسّوا، لأنه يكتسب نعمة بسبب ممارسة اللطف نحوهم.

إنكار الجميل مشترك لكل المجتمعات. أحد البرامج الإذاعية كان يجد الوظائف للعاطلين عن العمل ونجح في تشغيل 2500 شخص. وأفاد المشرف على البرنامج أن عشرة فقط قدّموا له الشكر.

إحدى المعلّمات المكرسّات سكبت حياتها في خمسين صف من الطلاب. وعندما بلغت سن الثمانين تسلّمت رسالة من أحد طلاّبها السابقين يخبرها كم يقدّر مساعدتها له. لقد عملت في التدريس مدّة أربعين سنة وكانت هذه رسالة التقدير الوحيدة التي استلمتها.

لقد قلت أنه يحسن بنا اختبار انكار الجميل لأنه يعطينا انعكاساً ولو بسيطاً عما اختبر الرب كل الوقت. وسبب آخر لأهمية الإختبار أنه يطبع فينا أهمية روح الشكر. نأخذ بركاته كأمر مسلّم به. وكثيراً ما نفشل في التعبير عن تقديرنا لبعضنا البعض لأجل حسن الضيافة، لأجل الإرشاد، لأجل السفر، لأجل التدبير ولأجل عدد لا يحصى من أعمال الرأفة. نقبل على قبول هذه الحسنات وكأننا نستحقّها.

دراسة حادثة العشرة برص يجب أن تذكّرنا دائماً أن الأسباب الداعية للشكر كثيرة لكن القلوب الشاكرة قليلة. هل نحن من بين هذه الأقلية؟
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاحد 19 أيلول


«لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ.» (رومية 6:5)



لم يأت المسيح ليدعو الأبرار ولا ليموت لأجل الصالحين. لم يكن ذهابه إلى الصليب لأجل المستقيمين، المحترمين أو المهذّبين. مات لأجل الأشرار.

طبعاً نظرة الله هي أن كل البشرية أشرار. وُلدنا جميعاً بالخطية وتَشكَّلنا بالإثم. ومثل غنم ضللنا وسار كل منا في طريقه. نحن في نظر الله الطاهر فاسدو الأخلاق، نجسون ومتمرّدون. أفضل جهودنا لعمل الصلاح تشبه خرقاً ممزّقة.

تكمن المشكلة في أن معظم الناس ليسوا على استعداد للاعتراف أنهم أشرار. يقارنون أنفسهم بالعناصر الإجرامية في المجتمع، ويتخيّلون أنهم مناسبون للسماء. يشبهون سيدة طبقة راقية التي تتباهى بنفسها باندماجها الإجتماعي والتبرّع للأعمال الحسنة. عندما شهد لها أحد المؤمنين قالت أنها لا تشعر بالحاجة للخلاص، إذ أن أعمالها الحسنة كانت كافية. ذكّرته أنها كانت عضوة في الكنيسة وأنها تنحدر من عائلة مسيحية. تناول المؤمن قطعة ورق وكتب عليها «شرّيرة» بأحرف كبيرة، ثم توجّه إليها وسأل، «هل تسمحين لي أن أعلّق قصاصة الورق هذه على قميصك؟» وعندما قرأت ما كتب عليها احتجّت قائلة، «طبعاً لا أسمح. لن أسمح لأحد أن يدعوني شرّيرة.» فشرح لها أنها برفضها الإعتراف بكونها خاطئة، ضالة وحالتها التي بلا رجاء تكون قد قطعت أملها في نعمة الخلاص التي بعمل المسيح. اذا كانت لا تعترف أنها شرّيرة، فلّم يكن موت المسيح لأجلها. إن لم تكن ضالّة فلا يمكنها الخلاص. إن كانت بصحة جيدة فلا حاجة بها للطبيب العظيم.

أقيمت في أحد الأيام حفلة خاصة في مدرّج مدني كبير. كان الحفل للأولاد المكفوفين، المشلولين أو المعاقين. جاء الأطفال على كراسي المقعدين، أو يتكئون على عكازاتهم أو يمسكون أيدي مرشديهم. بينما كان الإحتفال جارياً وجد أحد الحرّاس صبياً صغيراً جالساً على سلّم الدخول يبكي.

«لماذا تبكي؟» سأل الصبي برفق «لأنهم لا يسمحون لي بالدخول» «لماذا لا يسمحون لك بالدخول؟»
ابتدأ الصبي بالبكاء الشديد، «لأنني سليم الجسم»

هكذا هي الحال في احتفال الإنجيل. إن كنت سليماً فلا يمكنك الدخول. لكي تحصل على الإذن بالدخول ينبغي أن تثبت أنك خاطيء. يجب أن تعترف أنك شرّير. مات المسيح لأجل الأشرار. وكما قال روبرت مونجر، «الكنيسة هي المؤسّسة الوحيدة في العالم حيث شروط الإنتساب تتطلّب عدم استحقاق المرشّح.»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الاثنين 20 أيلول



«غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إِلَى الْمُتَّضِعِينَ» (رومية 16:12)


هنالك ميل طبيعي للرغبة في معاشرة الطبقة العالية. تكمن في قلب كل إنسان رغبة شديدة لمرافقة أصحاب المراتب العالية، الأغنياء والطبقة الأرستقراطية. ولذلك كانت وصية بولس في رومية 16:12 لتمحو هذا الميل الطبيعي. وكأنه يقول: لا تكونوا متكبرّين بل مستعدّين لمعاشرة مَن هم في طبقة وضيعة. لا توجد طبقة منبوذين في الكنيسة. يجب على المؤمنين أن يحيوا مترفّعين عن التمييز الطبقي.

القصة التالية عن فريد إليوت تمثّل هذا القول. كان في صباح أحد الأيام يقود تأملاً على طاولة الفطور عندما سمع صوت جلبة في ساحة الدار. عرف أن جامعي النفايات قد وصلوا. فوضع الكتاب المقدس على الطاولة، توجّه إلى النافذة، فتحها، وحياً عمّال النظافة بتحيّة جميلة ثم عاد إلى المائدة ليستمر في التأملات الكتابية. فكانت تحيّة عمّال النظافة بالنسبة له مقدّسة بقدر قراءة كتابه المقدس.

خادم آخر عمل حرفياً بما نص عليه هذا العدد هو جاك ويرتزن الذي عقد معسكراً كتابياً كل صيف على شاطيء إحدى البحيرات في نيويورك. في أحد مؤتمرات الكبار حضر مشترك يعاني من إعاقة جسدية شديدة. لا يستطيع السيطرة على عضلات فمه فلم يكن قادراً على ابتلاع كل طعامه. رجع الكثير منه وسقط على صحيفة غطى بها صدره وحضنه. لم يكن المنظر مساعداً على الأكل الهني ولذلك اعتاد أن يجلس وحيداً على مائدة الطعام.

وكان جاك ويرتزن وبسبب ضغوط العمل يصل متأخراً إلى قاعة الطعام. وحالماً كان يظهر على المدخل كان الضيوف يلوّحون له يومئون له بالجلوس على موائدهم. لكنه لم يفعل ذلك أبداً. فكان يتوجّه دائماً إلى المائدة التي يجلس عليها ضيف وحيد. لقد انقاد إلى المتّضعين.

شاهد أحدهم قائداً للجيش وكان مسيحياً يتكلّم إلى امرأة مسنّة وفقيرة. احتج عليه زملاء له قائلين، «ينبغي أن تأخذ رتبتك بعين الإعتبار.» فأجابهم القائد، «ماذا لو اعتبر مخلّصناً رتبته»؟

يذكّرنا روبرت بيرنز في إحدى قصائده أنه بالرغم من اتضاع مركزه في العالم فإن الإنسان إنسان في كل الأحوال. يقول أن كل إنسان ذو فكر مستقل يستطيع أن يضحك من عرض مهرّج في ملابس حريرية.
عندما نتذكّر أن مخلّصنا تنازل إلينا في أوضع حالاتنا، فمن غير المعقول أن نمتنع نحن من ذاك العمل مع الآخرين.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأمل راااااااااااااااائع
ربنا يعوضك يا أمى
إذكرينى فى صلواتكم.

ميرسى لمشاركاتك ابنى الحبيب
صلوات العدرا والقديسين تكون معاك
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الثلاثاء 21 أيلول



«وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورهُ أَيْضاً.» (تيموثاوس الثانية 8:4)


«الذين يحبوّن ظهوره» لقد فكّرت بهذا القول لسنين طويلة معتقداً أنه يشير إلى المؤمنين الذين يملكون شعوراً وعاطفة لطيفة عن مجيء الرب. سوف يكاَفأون بإكليل البر لأن قلوبهم كانت تشع بالدفء عندما كانوا يفكّرون بالاختطاف.

فمحبة ظهوره تعني أن نحيا في طهارة أخلاقية. لأن يوحنا يذكّرنا، «وَكُلُّ مَنْ عِنْدهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ» (يوحنا الأولى 3:3).

معنى هذا أن نبقى متحرّرين من أمور هذه الحياة. ينبغي أن نوجّه اهتمامنا بما فوق ولا بما على الأرض (كولوسي 2:3).

يعني أن نخدم شعب الله، نعطيهم «الطعام في حينه» (متى 45:24). سيعطي الرب بركة خاصة لمن يجدهم يعملون ذلك عند مجيئه.

وباختصار، تعني ألاّ نعمل أي شيء لا نريده يجدنا نعمله حين ظهوره. لا نرتاد أي مكان لا يسبّب لنا العار عند مجيئه. لا نقول شيئاً يكون منفراً في محضره.

لو تعرف أن يسوع آت بعد أسبوع، كيف تقضي أيام الانتظار؟ هل تترك عملك وتصعد إلى قمة جبل وتقضي الوقت في قراءة كلمته والصلاة؟ وهل يعني لك هذا أن تصبح «مسيحياً بوظيفة كاملة 100%،» كارزاً ومعلّماً نهاراً وليلاً؟

إن كنّا نسير اليوم حقا مع الرب ونحيا في مركز إرادته، فيعني لنا أن نستمر فيما نحن عليه كعادتنا. لكن إن كنا نعيش لأنفسنا، عندها يتطلّب الأمر منّا تغييراً ثورياً.

لا يكفي أن تحمل أفكاراً لطيفة عن عودة المخلّص. إكليل البر محجوز لمن يحبّه كفاية ليسمح للحق أن يشكّل حياته. لا يكفي أن تتمسّك بالحق عن مجيئه، ينبغي أن يمسك الحق بك.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاربعاء 22 أيلول


«يَقُولُ آمِينَ.» (كورنثوس الأولى 16:14)


كلمة آمين مهمّة جداً للتعبير عن الموافقة القلبيّة لمِا يقال. كثير من الكنائس يرددونها كثيراً في خدمتهم.

تتردّد الكلمة 68 مرّة في الكتاب المقدس. ويبدو من كورنثوس الأولى 15:14، 61 أنها كانت تُستعمل في اجتماعات الكنيسة الأولى. لذلك نتأكّد من أن استعمال الآمين كتابياً لا شك فيه.

ليس هكذا الأمر فقط، إنها وصية. سموّ طبيعة الحق الذي نتعامل معه تتطلّب التعبير العقلي والتقدير المتحمّس. يبدو وكأنهّ جحود عند سماع حق كهذا ولا نبدي اي إجابة صوتية.

الأمر دائماً مشجّعاً للمتكلّم عندما يقول مستمعوه «آمين» عندما يذكر في رسالته نقطة فعّالة. وهذا يقول له أن المستمعين متابعين له ويشاركونه في حيويّته العاطفية والروحية.

وهذا جيّد لكل من يقول آمين. يُبقيه مشتركاً كسامع يقظ. يحفظه من أن يصبح غير مبال بينما ينبغي أن يكون منذهلاً.

يمكن أن يكون جيداً للحاضرين من خارج الكنيسة. هذا يشعرهم أن المؤمنين أناس متحمّسون، يتمتّعون بإيمانهم، يؤمنون بما يؤمنون. يستعملون آمين للتعبير عن الحياة والحماس. غيابها يعبّر عن البَلادة ومظهر الموت.

آمين هي إحدى ثلاث كلمات كتابية تُمارَس عالمياً. تستعمل نفس الكلمة في معظم اللغات. يمكنك أن تذهب حيثما شئت وتقول، «ماران آثا! هللويا! آمين!» ويفهم الناس ما تقول، «الرب آت! للرب التسبيح! ليكن كذلك»!

طبعاً ينبغي استعمال كلمة «آمين» بتمييز. لن يكون مناسباً أن تُستعمل للتعبير الحماسي عن سوء الطالع، أو مأساة أو حزن.

من المؤسف أن بعض الكنائس المسيحية توقّفت عن استعمال الآمين بسبب إساءة استعمالها في اجتماعات تغلّب عليها العواطف المتطرفة. ومثل كل ما هو صالح، يمكن استغلالها أو المبالغة باستعمالها. لكن ينبغي ألاّ نُحرم من هذه الممارسة الكتابية لأن البعض قد استعملها دون تمييز. آمين؟
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 23 أيلول


«فِي مَجْلِسِهِمَا لا تَدْخُلُ نَفْسِي» (تكوين 6:49)

ذُكرت هذه الكلمات ضمن بركة يعقوب لأبنائه. عندما تذكّر القسوة التي أظهرها ولداه شمعون ولاوي نحو رجال شكيم قال، «في مجلسهما (سرّهما) لا تدخل نفسي.»

اريد أن استعير هذه الكلمات واستعملها في معنى أوسع. هنالك أسرار مرتبطة بالخطية التي من المفضّل أن لا نعرفها أبداً.

تأتي الخطية بأجمل وجه لها وتقول لنا أننا لا يمكن أن نحصل على السعادة إلى أن ندخل أسرارها. تعرض علينا الإثارة، اللذّة الجسدية، المبالغة العاطفية والغواية من المجهول.

كثير من الناس وخاصة أولئك الذين عاشوا حياة محميّة، يتأثّرون بنداءات كهذه. يشعرون أنه قد فاتتهم المسرّات الحقيقية. ويعتبرون أنفسهم محرومين. ويعتقدون أنهم لن يتمتّعوا ما لم يتذوّقوا من العالم.

لكن المشكلة هي أن الخطية لا تأتي لوحدها. ترافقها أخطار ونتائج دائمة. عندما نختبر أية خطية للمرّة الأولى، نقع في فيض من الألم والندم.

الإستسلام للتجربة يقلّل من مقدرتنا على مقاومة الخطية. فبعد أن نقترف خطية ما، يسهل اقترافها في المرّة التالية. وسريعاً نصبح خبراء في الخطية بل ونصبح عبيداً للخطية مقيّدين بسلاسل العادة.

في اللحظة التي بها نستسلم للتجربة، تنفتح أعيُننا على الإحساس بالذنب وما لم نحسّ به مُسبقاً. مسّرة كسر ناموس الخطية يُتبع بإحساس رهيب بالعري الأخلاقي. صحيح أنه يمكن الإعتراف بالخطية والمغفرة، لكن تبقى على مدى الحياة الخجل من التقاء الشركاء السابقين في التعدّي. هنالك وخز الذاكرة كل ما نزور مكان ارتكاب الحماقة. هنالك مناسبات لا نرغب بها، عندما تلمع أمامنا الحادثة خلال أقدس لحظاتنا-عندها تنبض أجسادنا وتئن شفاهنا.

إن اختبار مغفرة الله لهذه الخطايا مُمتع، لكن الأفضل أن لا تدخل إلى أسرارها من البداية. ما يبدو كسر جذّاب يتّضح أنه كابوس. تتحوُل المسرّة إلى رعب، ولحظة هوى إلى ندم طول الحياة
في ساعة التجربة، ينبغي أن يكون ردّنا، «يا نفسي، لا تدخلي في مجلسها (سره).»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الجمعه 24 أيلول

«بَارَكَنِي الرَّبُّ بِسَبَبِكَ» (تكوين 27:30)


تعلّم لابان بالتجربة أن الرب باركه إكراماً ليعقوب. تعلّم درساً قيّماً. التجربة أعظم معلّم.

أتعجّب من الطريقة التي تساعدنا فيها التجربة لفهم آيات من الكتاب المقدس. ممكن أن نعرف الآيات عقلياً، لكن عندما نمر في اختبار جديد، تصبح الآيات فعّالة. تبدو كأنها لافتة منيرة. يغمرنا تقدير جديد لها.

قالت زوجة مارتن لوثر أنها لم تكن قد فهمت معاني بعض آيات المزامير لو لم يدخلها الرب في ضيقات.

عندما كان دانيال سميث وزوجته مرسلين في الصين، حفرت عصابة من اللصوص ثقباً في أحد جدران بيتهما في إحدى الليالي. وبينما كانا يغطاّن في النوم، أفرغ اللصوص الأدراج والخزائن. فلو لم ينَم المرسَلان نوماً عميقاً لكانا قد قُتلا. وفيما بعد، قال السيد سميث يصف الحادث، لم أفهم أبداً حبقوق 3: 18،17 حتى ذلك الصباح. «فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَاماً. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلَهِ خَلاَصِي.» ومعناه أنك لا تستطيع أن تدخل إلى فرح حبقوق في الكارثة ما لم تجرّب نوع الخسارة التي يصفها.

عندما كانت السيدة كوري تن بوم في معسكر التركيز، وقفت أمام القضاء. «على القاضي أن يقوم بعمله وفي يوم من الأيام أراني أوراقاً كانت تعني ليس فقط حكم بالموت علي ولكن أيضا بالموت على كل عائلتي وأصدقائي.»

هل يُمكِنك تفسير هذه الأوراق؟، سألني. لا، لا أستطيع، كان اعترافي. وفجأة أخذ كل الأوراق وقذف بها إلى داخل المدفأة! وعندما رأيت النار تُدّمر تلك الأوراق التي تدينني عرفت أن القوة الإلهية تحرسني، وفهمت كولوسي 14:2 كما لم أفهمه من قبل، «إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ.»

البصيرة الجديدة التي نحصل عليها من الكتاب المقدس من خلال اختبارات الحياة تجعل تلك الإختبارات ذات قيمة كبيرة جداً.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أشكرك ماما هابى
ربنا يبارك خدمتكم

god_bless4.gif

 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


السبت 25 أيلول


«أَفَقَدْ صِرْتُ إِذاً عَدُوّاً لَكُمْ لأَنِّي أَصْدُقُ لَكُمْ؟» (غلاطية 16:4)


اختبار بولس مع مؤمني غلاطية يذكّرنا أننا نقيم لنا أعداء من بين أصدقائنا عندما نخبرهم بالحقيقة. لقد عرّف الرسول هؤلاء الناس إلى الرب وغذّاهم بالإيمان. لكن وبعد مدّة عندما ظهر معلّمون كذبة وتسلّلوا إلى الكنيسة، وجب على بولس أن يحذّر المؤمنين أنهم بدأوا بترك المسيح لصالح الناموس. وهذا جعلهم عدائيّين نحو أبيهم في الإيمان.

وكان هذا صحيحاً أيضاً في زمن العهد القديم. كان إيليا أميناً وصريحاً في رسالته عندما التقى بآخاب، إذ قال، «أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟» (ملوك الأول 17:18). «مكدّر اسرائيل؟» لماذا؟ كان إيليا من أفضل أصدقاء إسرائيل! لكن الشكر الذي قدّموا له كان اتهامه العلني كمسّبب المشاكل.

كان ميخا نبياً شجاعاً. وعندما سأل يهوشافاط إن كان هنالك نبي للرب يستطيع أن يستشيره، قال ملك إسرائيل، «يوجد بعد رجل واحد لسؤال الرب به ولكنني أبغضه لأنه لا يتنبأ عليَّ خيراً بل شراً، وهو ميخا بن يملة» (ملوك الأول 8:22). لم يُرد الملك أن يسمع الحق وكان يكره من يتكلّم له بالحق.

في العهد الجديد نلتقي بيوحنا المعمدان يقول لهيرودس، «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيك» (مرقس 18:6).

كان حقاً، لكن معالجة الحق بشجاعة كهذه أدّت بيوحنا إلى إعدامه.

لقد أثار ربّنا يسوع الكراهية في قلوب اليهود غير المؤمنين. ما سبب تلك الكراهية. لأنه قال لهم الحق. فقد قال، «وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ» (يوحنا 40:8).

كتب توماس جفرسون يقول، «إن أردت الهرب من مكيدة ما ينبغي أن تحجز نفسك داخل خط الواجب البليد العادي. هنالك وجهان لكل سؤال، فإذا أخذت أحدهما بتصميم وعملت به فإن الذين يأخذون الوجه الآخر يكونون مُعادين بقدر ما يشعرون بإنجازه».

الحق يؤلم دائماً. بدل إحناء الرأس له، يشتم الناس عادة مَن يتفوه به. لقد حسب خادم الله الحقيقي الثمن مسبقاً. ينبغي أن يقول الحق أو يفقد حياته. يعرف أن جروح الصديق أمينة، لكن قُبلات العدو خدّاعة. (أمثال 6:27).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاحد 26 أيلول



«أَبْقَيْتُ لِنَفْسِي سَبْعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ لَمْ يُحْنُوا رُكْبَةً لِبَعْلٍ.» (رومية 4:11)



لا يترك الله أبداً نفسه بلا شاهد. في أحلك الأيام ظلمة، يصدح له صوت واضح، بنغمات بيّنة. وغالباً ما وفي الأحوال غير العادية يقيم معترِف غير متوقّع ليتكّلم باِسمه بشجاعة.

في أيام ما قبل الطوفان، كانت الأرض تغمرها الإباحية والعنف. لكن كان نوح هناك ليأخذ موقفاً شجاعاً لأجل الرب.

كان يبدو لإيليا أن كل إسرائيل قد غرقت في عبادة الأوثان، لكن كان لدى الله 700 رجل لم يسجدوا لبعل.
في وسط موت روحي وانحطاط أخلاقي تقدّم كل من جان هاس، مارتن لوثر وجان نوكس على مسرح التاريخ ليدافعوا عن صالح العلي.

وقبل زمن قصير اعتُرِف بالله عند اختراع التلغراف. أوّل رسالة بثّت كانت تقول، «ما شكّله الله!»
في طريق عودتها إلى الأرض بعد أول رحلة بشرية إلى القمر، في ليلة الميلاد 1968 قام روّاد الفضاء في ابولو 8 بقراءة من سفر التكوين 1: 1-10، ثم اختتموا قائلين، «من فريق أبولو 8 ننهي ب...ليبارككم الله جميعاً على الأرض الطيبة.»

بالرغم من الإحتجاجات الشديدة من الملحدين، أصدرت وكالة بريد الولايات المتحدة طابعاً بريديّاً باِسم أبولو 8 يحمل كلمات من سفر التكوين 1:1، «في البدء.» .

تحمل عملة الولايات المتحدة شعاراً «نتّكل على الله.»

تحمل الرزنامة السنوية «م» تذكّرنا بسنة ميلاد الرب.

وهل من المصادفة أن تحمل نجوم السماء هيئة عذراء، طفل-رجل، حية وصليباً-كلها إشارات مهمّة في عملية الفداء؟ إنها الإنجيل في السماء.

حتّى الملحدون يقترفون أخطاء أحياناً باعترافهم بالرب. قال أحد الحكّام الملحدين في مؤتمر قمّة في النمسا عام 1979، «لن يسامحنا الله إذا فشلنا.»

هنالك وصيّة أخلاقية معيّنة في الكون وهي الإعتراف العلني به. عندما سبّح التلاميذ الرب يسوع كملك جاء باسم الرب، طالَبه الفرّيسيون بتعنيفهم. لكنه قال: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!» (لوقا40:19).

ينبغي ألاّ نخشى أن ينعدم في يوم التغنّي باِسم الله وإهمال إكرامه. في اللحظة التي يعلن فيها الإنسان موته يقيم له شهوداً ليقهروا أعداءه ويعزّوا أصدقاءه.
 
أعلى