باقه يوميه من اقوال الاباء ..asmicheal

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب خبرات بالحياه ل بابا شنوده

يمكنك بالتخويف أن تجعل إنسانًا يطيعك. ولكنك لا تستطيع أن تجعله يحبك..

إن الله يريد محبتنا، قبل طاعتنا.

وحينما يريد الطاعة، إنما يريد الطاعة النابعة من الحب.

لذلك قال " يا ابني أعطني قلبك "، قبل أن يقول " ولتلاحظ عيناك طرقي" (أم 23: 26).

الخوف والعقوبة يربيان عبيدًا لا أبناء.

بينما قال السيد المسيح " لا أعود أسميكم عبيدًا.. ولكنني قد سميتكم أحباء "( يو 15: 15).

الشدة تنفر، وكذلك القسوة. ولكن المحبة تبني (1 كو 8: 1).

الأمر المؤلم أن كثيرين يستغلون المحبة استغلالًا خاطئًا.

ومادامت ليست هناك عقوبة، يتحولون إلي الاستهتار واللامبالاة وعدم القيام بأي واجب (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. ولعله من أجل هذا واشباهه، قال السيد المسيح:

" أنتم أحبائي، أن فعلتم ما أوصيتكم به" ( يو 15: 14 ).


=

قابلت في حياتي الرعوية نوعًا من الناس،

إذا أراد مني الموافقة علي أمر من الأمور،

يقدم لي السبب الثاني أو الثالث أو الرابع..!

ويخفي تمامًا السبب الرئيسي، لأنه يعرف موقِنًا أنني لن أوافق عليه..

وتعودت بالنسبة إلي هذا النوع، أن أرجئ البت في الموضوع، إن كانت الأسباب الثانوية التي يقدمها غير مقتنعة..

وأفكر في عمق:

تري ما هو السبب أو الهدف الحقيقي الذي يريده..

وغالبًا ما كنت أصل إليه..


=

رأيت في طريق الحياة أشخاصًا عقولهم في منتهى الذكاء،

ومع ذلك يتصرفون تصرفات غير عاقلة!!

وكان السبب أنه إلي جوار العقل الذكي،

توجد نفسية منهارة أو منحرفة،

تنظر إلي الأمور بطريقة مرتبكة غير سليمة..

ولا تكتفي بهذا،

إنما تجر العقل بكل قدراته في تيارها..!

فيستخدم العقل كل ذكائه،

ليجري في تيار النفس،

بكل أمراضها ومتاعبها.

والعجيب أنه لا يقدر أن يقود النفس، إنما هي التي تقود العقل، وتخضعه لمشاعرها وأهوائها، فيفكر بما يناسبها (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).

إن عقدة نفسية معينة، يمكن أن تقود حتى عقل فيلسوف، فيفلسف هذه العقدة!



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب خبرات بالحياه ل بابا شنوده
البعض يتعبون من أسباب خارجية تضايقهم.

وآخرون لا يوجد سبب يتعبهم من الخارج.

ولكنهم في تعب شديد،

ومصدر تعبهم هو من داخلهم:

من طريقة نظرتهم إلي الأمور،

أو من حساسيتهم الزائدة،

أو طريقة تفكيرهم..

=


منذ صغري، وطوال حياتي كلها، كنت أحب تبسيط العلوم..

بهذا الأسلوب كنت أفهم مواد العلم وأنا طالب. وبنفس الأسلوب كنت أقدم المعلومات لتلاميذي وأنا مدرس..

حتى في نظمي للشعر، كنت أتحاشى فيه أية لفظة صعبة في فهمها..

ولما بدأت التدريس في الآكليريكية، وضعت أمامي أيضًا تبسيط اللاهوتيات، بحيث يفهمها أي مستوي..

موقنًا أن الدين لم يوضع للفلاسفة فقط، إنما أيضًا لعامة الناس، ومتذكرًا قول القديس بولس الرسول"..لأبشر، لا بحكمة كلام، لئلا يتعطل صليب المسيح" ( 1كو 1: 17)..

إن التبسيط يصلح للكل (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).

أما المستويات العالية، فهي للخاصة فقط، وهم قليلون..

=


في أول الخمسينات عينت عضوًا في مجلس إدارة التربية القبطية بالجيزة.

ولم يدعوني لأي اجتماع..!

والعجيب،

أنه في لقاء مع الأستاذ حبيب جرجس،

قال له أحد أعضاء الجماعة وهو يشير إلي:

"الأستاذ نظير جيد عضو عامل معنا في جماعة التربية القبطية"..

فالتفت إليه،

وقلت مازحًا:

"عضو عامل أم عامل عضو؟!".




=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

الهدوء صفة جميلة يتصف بها الإنسان الروحي، ومنها:

هدوء القلب، وهدوء الأعصاب، وهدوء الفكر، وهدوء الحواس، وهدوء التصرف، وهدوء الجسد.

الإنسان الهادئ لا يضطرب قلبه لأي سبب، ولا يفقد هدوءه مهما ثارت المشاكِل. وكما قال داود النبي "إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي، وإن قام عليَّ قتال ففي هذا أنا مطمئن". لأنه هدوء مصدره الإيمان..



إن فقد الإنسان هدوءه من الداخل، يبدو أمامه كل شيء مضطربا، وكل شيء بسيط يبدو معقدًا.

إن التعقيد ليس في الخارج، وإنما في داخله..

وإن هدأ القلب يمكن أن تهدأ الأعصاب أيضًا، فلا يثور الشخص، وإنما يحل الإشكال في هدوء..

إن العقل إن عجز على حل أمر ما تتدخل الأعصاب لحله، وقد تعلن الأعصاب الثائرة عن قلة الحيلة وفقدان الوسيلة، وكلما تعبت الأعصاب تزداد ثورتها..

والشخص الهادئ قلبًا وأعصابًا، يمكنه أن يكتسب الهدوء في التفكير وفي التصرف، فيفكر تفكيرًا متزنًا مرتبًا بغير تشويش ويتصرف في اتزان وهدوء، ليس في صخب الانفعال ولا في اضطراب الأعصاب.

ومما يساعد على الهدوء الداخلي، الهدوء الخارجي: هدوء المكان، وهدوء البيئة، والبعد عن المؤثرات المثيرة.

لذلك فان الرهبان الذين يعيشون في هدوء البرية، بعيدا عن الضوضاء، وعن صياح الناس، وعن إثارة الأخبار والأحداث هؤلاء يكون تفكيرهم أكثر هدوءا وتكون قلوبهم وأعصابهم هادئة، ويكونون في الغالب قد اعتادوا الهدوء..

وحياة الوحدة والانفراد تجلب الهدوء عموما بسبب هدوء الحواس (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). لأن الحواس هي أبواب للفكر كما يقول القديسون فما تراه وما تسمعه وما تلمسه يجلب لك فكرًا، فإن استراحت حواسك من جميع الأخبار، استراحت نفسك من الأفكار..

والمكان الهادئ يساعد على هدوء الحواس وبالتالي هدوء الفكر وهدوء القلب وهدوء الأعصاب. لذلك فان كثيرين يبعدون عن الأماكن الصاخبة التماسا للهدوء..

إن محبي الهدوء يبحثون عنه بكل قلوبهم، ولكن البعض -للأسف- يحبون الصخب ولا يعيشون إلا فيه ويسأمون من الهدوء!

 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة





الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

هناك وسائل عديدة تستطيع إن تنجح بها في معاملة الناس وتكسب قلوبهم، وبهذا تقودهم بالحب في طريق روحي، وكما قال الكتاب "رابح النفوس حكيم".

1) حقق للناس في حياتك المثاليات التي يشتهونها.

2) ازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس . لا تشعر الغير بأنك تتخذ منهم موقف المنافس، الذي يريد أن يستولى على ما في أيديهم، وما يريدون الحصول عليه.



3) احتمل غيرك في وقت ضعفه وفي وقت خطئه واكسبه بطول البال وبالصفح وبسعة الصدر: فلا شك انه سيندم على ما أساء به إليك حينما يخلو إلى نفسه.

4) امدح الناس وأشعرهم بتقديرك لهم، وبأن كل خير يعملونه هو موضع إعجابك، ولا يخفى عليك.

5) احترم غيرك وعامل الكل بأدب، ليس فقط الكبار منهم ومن أنت مجبر على احترامهم، بل حتى الصغار أيضًا ومن هم اقل منك سنا ودرجة.

6) اعمل على بناء الناس، وليس على تحطيمهم.

7) لا تكن كثير التوبيخ للناس، وان اضطررت لذلك ليكن ذلك دون أن تجرح أحدًا، ولا تسيء الظن بالناس ولا تحاول أن تصطادهم بتصرف وبكلمة، ولا تشعرهم بأنك تتخذ منهم موقف المنتقد وموقف العدو.

8) اعذر الناس ودافع عنهم بقدر ما تستطيع بأسلوب الحق لا بأسلوب النفاق وبقدر ما يحتمل الموقف بطريقة سليمة لا رياء فيها ولا مجاملة فيها على حساب الحق.

9) أعط باستمرار وابذل والذي لا تستطيع أن تعطيه معونة قدم له كلمة طيبة وابتسامة لطيفة ومجاملة حقة وقم بواجبك نحو الكل دون تقصير.

10) عامل الناس باتضاع ووداعة، برقة ولطف، فاللطف من ثمر الروح القدس كما قال الرسول (غل5: 22).

11) افهم الناس واجعلهم يفهمونك بهدوء وروح طيبة، وهكذا عش معهم في التفاهم المتبادل، بالمحبة والهدوء..

12) ادخل في علاقات المشاركة الوجدانية المتبادلة "فرحًا مع الفرحين، وبكاء مع الباكين"، لا تترك مناسبة تطيب بها قلوب الناس دون أن تشترك فيها.





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة






الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث
قال الكتاب: "كنت أمينًا في القليل، فسأقيمك على الكثير".

أي كنت أمينًا في الأرضيات، فسأقيمك على السمائيات. كنت أمينًا في هذا العالم الحاضر، فسأقيمك على الأبدية..

ويمكن تطبيق هذا المبدأ في مجالات شتى كثيرة..

إن كنت أمينًا في محبتك للقريب يمكن أن يقيمك الرب على محبة العدو، أي يعطيك النعمة التي تستطيع بها أن تحب عدوك..

إن كنت أمينًا من جهة خدمة الرب في وقت فراغك، يمكن أن يهبك الرب الحب الذي به تكرس حياتك كلها له..

إن كنت أمينًا من جهة عدم قبولك للخطايا الإرادية، يمكن أن ينقذك الرب من الخطايا غير الإرادية..

إن كنت أمينًا في حفظ عقلك الواعي من الفكر الشرير، يعطيك الرب حينئذ نقاوة العقل الباطن، ويعطيك الرب أيضًا نقاوة الأحلام..

إن كنت أمينًا في سن الطفولة يقيمك الرب على الأمانة في سن الشباب، وهى أكثر حروبًا..

إن كنت أمينًا من جهة عدم إدانة الآخرين بلسانك، حينئذ يعطيك الرب عدم الإدانة بالفكر وهى أصعب..

وبالمثل إن كنت أمينًا في ضبط نفسك من جهة الغضب الخارجي الظاهر، حينئذ يهبك الرب النقاوة من الغضب الداخلي أيضًا، النقاوة من الغيظ والحقد وأفكار الغضب..
إن كنت أمينًا في الروحيات العادية (ثمار الروح) يمكن أن يقيمك الرب على مواهب الروح وبدون الأمانة في الأولى لا تُعطَى الثانية..
إن الله يختبرك أولًا في الشيء القليل فان وجدك أمينًا فيه، حينئذ يأتمنك على ما هو أكثر (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أما إن أظهرت فشلك وعدم أمانتك في القليل، فمن الصعب أن يقيمك على الكثير..

وكما قال الكتاب "إن جريت مع المشاة فأتعبوك، فكيف تستطيع أن تُباري الخيل؟"، ونص الآية هو: "إِنْ جَرَيْتَ مَعَ الْمُشَاةِ فَأَتْعَبُوكَ، فَكَيْفَ تُبَارِي الْخَيْلَ؟" (سفر إرميا 12: 5).

العجيب أن كثيرين يظنون في أنفسهم القدرة على القيام بمسئوليات كبيرة بينما هم عاجزون عن القيام بما هو أقل منه. النعمة التي معهم لا يستخدمونها، ومع ذلك يطالبون بنعمة أكبر، ناسين قول الرب "كنت أمينًا في القليل، فسأقيمك على الكثير" (مت 25: 21)، إنه شرط..


=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث
هناك فرح تافه بأمور العالم الزائلة، ومتعها..

ومثلها فرح سليمان بكل تعبه الذي تعبه تحت الشمس (جا 3)، ومثلها فرح يونان باليقطينة بينما لم يفرح بخلاص نينوى. ومن هذا النوع فرح الابن الكبير بقوله لأبيه "وقط لم تعطني جديا لأفرح مع أصدقائي" (لو 15: 29)..

ومن الفرح الزائف، فرح بعض الناس بالمواهب:


كما فرح التلاميذ بإخراج الشياطين، فقال لهم الرب "لا تفرحوا بهذا، أن الشياطين تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسمائكم قد كتبت في ملكوت الله ".

ولعل أسوأ أنواع الفرح، الفرح بالألم:

وعن هذا قال الرسول "المحبة لا تفرح بالإثم" (1 كو 13)، كمن يفرح بضياع الناس وخسارتهم. وقد قال سليمان الحكيم "لا تفرح بسقوط عدوك" (ام 24: 17). وهذا الفرح الرديء يسمونه (الشماتة).

أما الفرح المقدس، فهو من ثمار الروح (غل 5: 23).

لقد فرح التلاميذ لما رأوا الرب، وفرح المجوس لما رأوا النجم، وفرح الصديقون بثمار تعبهم المقدس "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج".

وشرح لنا الكتاب الفرح بالخلاص، والفرح بالبشارة:

وهكذا قال الملاك للرعاة "ها أنا أبشركم بفرح عظيم، انه ولد لكم مخلص.." (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وعن فرح الخلاص قال المرتل "امنحني بهجة خلاصك" (مز 50). وقال الأب "كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش" (لو 15: 32).

والفرح بتوبة التائب يكون في السماء والأرض:

فحينما وجد الراعي الصالح خروفه الضال "حمله على منكبيه فرحًا"، وقال أيضًا "يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب " (لو 15: 6، 7). وقد فرحت الأرملة بوجود درهمها الضائع ودعت جميع جيرانها ليفرحوا معها.

ونحن نفرح أيضًا بجميع وسائط النعمة..

"فرحت بشهاداتك"، "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز 22: 1)، " مجارى الأنهار تفرح مدينة الله"..

بل الصديقون يفرحون أيضًا بالتجارب (يع1) وبالتأديب:

"احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة"، "لذلك اسر بالضيقات، بالضرورات".

ولعل أعظم فرح، هو فرح الملكوت:

"ادخل إلى فرح سيدك، هذا هو الفرح الحقيقي. فيه نفرح بالرب، وبلقياه وعشرته، وإن كنا لم نصل بعد إلى الملكوت، فإننا نفرح بانتظاره، بالرجاء". "فرحين في الرجاء" كما قال الرسول (رو 12).



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث
كثيرون يقدمون أعذارًا يغطون بها خطاياهم حتى لا يلاموا، ويغطون بها تقصيراتهم في عمل الخير..

إنه خطأ قديم يرجع إلى أبوينا آدم وحواء! حواء اعتذرت بان الحية أغرتها وكان يمكن ألا تطيع الحية، فالعذر غير مقبول تماما مثل عذر آدم بأن المرآة أعطته وكان في إمكانه ألا يسمع لها..

حقًا.. ما أصدق عبارة: إن طريق جهنم مغروس بالأعذار!

حتى الذي دفن وزنته في التراب قدم لفعلته هذه عذرا هو أقبح من الذنب نفسه، فقال إن سيده ظالم يحصد من حيث لا يزرع!!

وما أكثر الذين يعتذرون عن عدم الصلاة بأن ليس لديهم وقت! بينما يجدون وقتا للتسليات العديدة وللمقابلات، والحقيقة انه ليست لديهم رغبة..!


وغالبية الذين لا يقدمون عشورهم للرب يقدمون بدلًا منها أعذارًا بأن ليس لهم، بينما الأرملة التي دفعت الفلسين من أعوازها لم تقدم عذر. وكذلك أرملة صرفة صيدا التي قدمت زيتها ودقيقها لإيليا النبي في أيام المجاعة وهى في مسيس الحاجة..

إن داود الطفل الصغير كانت أمامه أعذارًا كثيرة يمكنه أن يقدمها لو أنه لم يشأ مقاتلة جليات..!

انه لم يكن جنديا ولم يطالبه أحد بهذا الأمر، وكان صغير السن وقد سكت الكبار، وكان جليات جبارًا ليس من السهل مصارعته.. الخ، ولكن غيرة داود المتقدة لم تسمح بتقديم عذر..

واللص اليمين كانت أمامه أعذار ضد الإيمان لم يستخدمها!

كيف يؤمن باله يراه مصلوبا؟ ويبدو عاجزًا عن تخليص نفسه، وترن في أذنيه تحقيرات الناس له وتحدياتهم.. ومع ذلك لم يسمح اللص لنفسه أن يعتذر عن الإيمان..

إن الخوف لم يكن عذرا يقدمه دانيال أمام جب الأسود، ولا عذرا يقدمه الثلاثة فتية أمام أتون النار..

ولا محبة الابن الوحيد أمكنها أن تقف عذرا أمام إبراهيم حينما أمره الله أن يقدم هذا الابن محرقة وقد كان ابن الموعد الذي ولد له بعد عشرات السنوات!!

وأصحاب المفلوج كانت أمامهم أعذار لو أنهم أرادوا .. ولكنهم لم يعترفوا بالعقبات وصعدوا إلى السقف ونقبوه وانزلوا المفلوج بالحبال.

إن الذي ينتصر على العقبات فلا يعتذر بها، إنما يدل على صدق نيته في الداخل..

أما ضعيف الهزيمة أو ضعيف النية، فيذكرنا بقول الكتاب: "قال الكسلان: الأسد في الطريق"!




=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

ليس عملك أن تخلع الزوان إنما أن تنمو كحنطة، حتى إذا ما جاء الحاصد العظيم يجد سنابلك مملوءة قمحا فيجمع منها ثلاثين وستين ومائة وتمتلئ أهراؤه حنطة.

السيد المسيح لم يضيع وقته في مقاومة أخطاء زمنه..

لم ينفق فترة تجسده على الأرض صراعا مع المخطئين ومشاكل المجتمع والكنيسة، إنما اهتم بالبناء بإرساء مبادئ جديدة وإعداد أشخاص يؤمنون بها وينشرونها في كل مكان.
إن الانهماك في خلع الزوان، فيه تبديد للطاقات..

الشيطان مستعد أن يشغلك كل حين بالمشاكل وأن يقدم لك ما لا يحصى من الأخطاء لكي يلهيك بمقاومتها ومحاربتها عن العمل في بناء نفسك وبناء الملكوت.

وفى هذا الصراع يبدد وقتك وجهودك وأعصابك.

وفى خلع الزوان أيضًا قد تفقد سلامك الداخلي وربما سلامك مع الناس أيضًا إذ تحيا في صراع.

وهكذا تفقد هدوءك وصفاءك وربما تفقد وداعتك أيضًا. وقد تدخلك المشاكل في جو من الاضطراب ومن الخلافات التي لا تنتهي والتي تثيرك وتحيطك بالانفعال الدائم.

وكما تفقد وداعتك وهدوءك قد تفقد بشاشتك أيضا، ولا يراك الناس إلا متجهما لا ابتسامة لك، وربما يملكك الغضب ويملكك الحزن ولا تحاول أن تتخلص منها لأنك تحسبه غضبًا وحزنًا مقدسًا لأجل الله..

وقد يوصلك كل هذا إلى قساوة القلب..

باستمرار تدين الناس المخطئين، ثائرًا على ما فيهم من أخطاء بحجة خلع الزوان منهم، وباستمرار تكون في ضجيج وقد يرتفع صوتك على الناس وتنتهر وتوبخ وتنفث التهديدات وتكون متبرما بكل شيء..

وفى كل هذا قد تفقد محبتك للناس، وتفقد اتضاعك، وفيما تخلع الزوان من الناس تكون قد خلعت الحنطة التي فيك وينظر إليك الناس فيرونك مثل الزوان في كل شيء..

قليلون هم الذين يستطيعون أن يخلعوا الزوان وفي نفس الوقت يحتفظون بحنطتهم لذلك حسنًا منع الرب أولاده من خلع الزوان لئلا يخلعوا معه الحنطة.

وحسنا قال الكتاب: "لا تقاوموا الشر"..

إن أحسن طريقة لخلع الزوان هي تقديم القدوة الصالحة التي تقتضى عليه، وكما قال الحكيم: "بدلًا من أن تلعنوا الظلام أضيئوا شمعة"..





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

كل إنسان معرض للوقوع في مشاكل، ولكن المهم كيف يعالج المشكلة ويحلها.

البعض يحاول أن يعالج المشكلة بالعنف والاصطدام.

سواء كان عنفا ماديا وعنفا في التصرف وعنفا في الكلام. حيث يحتد على من تسبب في المشكلة ويثور ويستخدم القوة والصوت العالي ويصطدم بالناس وربما في اصطدامه بهم يخسرهم ويفقد صداقتهم ومحبتهم..

وإنسان آخر يحل المشكلة بالسلطة وبالأوامر والنواهي، يحدث هذا بالنسبة لأب مع أولاده وزوج مع زوجته ورئيس مع مرؤوسيه. والسلطة أمر سهل لا يكلف صاحبه شيء. ولكن للسلطة ردود فعل كثيرة قد تكون أيضًا بنفس العنف وقد تؤدى إلى التمرد على السلطة.. وعلى الأقل إن انحلت المشكلة من الخارج لا تنحل في داخل القلب وفي المشاعر والعلاقات.

والبعض يقابل المشكلة بالهروب، ويظن الهروب علاجًا..

هو لا يواجه المشكلة وإنما يحاول إن يؤجلها ويبعد عنها ويهرب منه. ولكن في كل هذا لا يحلها.. قد تعاوده المشكلة بعد حين وتتعبه وتظل أمامه قائمة.

وقد يحاول البعض أن يحل المشكلة بتجاهلها..

يحاول أن يقنع نفسه بأنه لا توجد مشكلة. ويظن أنه أغمض عينيه عنها سوف لا يراها وبهذا لا تتعبه! وتظل المشكلة قائمة ولكنه لا يتكلم عنها ولا يفحصها..

ولكن المشاكل لها حلول كثيرة..

تحل بالتفكير الهادئ السليم وبالحكمة، كما كان سليمان الحكيم يحل المشاكل التي تعرض له وعليه.

وتحل المشكلة بالصلاة، بعرضها على الله وبأصوام أحيانًا وقداسات، كما كان يفعل القديسون..

وان كانت بعض المشاكل تحتاج إلى بت سريع، إلا أن مشاكل أخرى قد تحل بالصبر وطول البال..

ليس من اللائق أن تحل المشكلة بمشكلة..

ولا يليق أن تحل المشكلة بخطأ وبطريق غير روحي، مثل أولئك الذين يحلون المشاكل بالكذب وبالدهاء وبالحيلة واللف والدوران وبخداع الناس!!





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

قال داود النبي للرب: " اذكر لي كلامك الذي جعلتني عليه اتكل، هذا الذي عزاني في مذلتي"، وأنت أيضًا في فترات مذلتك، اذكر الآيات الآتية فتتعزى:

ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر (مت 28: 20)
كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ. (سفر إشعياء 54: 17)
قفوا وانظروا خلاص الرب. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون (خر14: 14).
لولا أن الرب كان معنا.. حين قام الناس علينا لابتلعونا ونحن أحياء.. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم. نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجون. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض (مز 124).
الرب لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين.
وها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض (تك28: 15).
يحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك (ار1: 19).
لا تخف، بل تكلم ولا تسكت. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك (اع18: 9، 10).
في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم.
مرارا كثيرة حاربوني منذ صباي.. وأنهم لم يقدروا على.. على ظهري جلدي الخطاة وأطالوا إثمهم. الرب صديق هو يقطع أسنان الخطاة (مز 22).
دفعت لأسقط والرب عضدني (مز 117).
إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي (مز 22).
يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات، أما أنت فلا يقتربون إليك (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). بل بعينيك تعاين ومجازاة الخطاة تبصر (مز 90).
الرب يحفظك من كل سوء. الرب يحفظ نفسك. الرب يحفظ دخولك وخروجك (مز 121).
الرب نورى وخلاصي ممن أخاف؟! الرب عاضد حياتي ممن ارتعب؟! إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي. وان قام على قتال ففي هذا أنا مطمئن (مز 26).
تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك.
أبواب الجحيم لن تقوى عليها..






=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب خبرات بالحياه ل بابا شنوده
كلامك يدل عليك، يظهر شخصيتك، يكشف ما في داخلك "بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان".

والكلام ليس بالشيء الهين: بالإدانة يمكن أن تدان. وبكلمة "أحمق" تستحق نار جهنم. وبعض الكلام ينجس الإنسان كما قال الرب. ويعقوب الرسول يقول عن اللسان أنه "نار" وأنه "يضرم من جهنم".

وأخطاء اللسان كثيرة، جعلت القديسين يحبون الصمت:

منها التجديف، والكذب، والشتيمة، والتهكم، وكلام الهُزء، وكلام القسوة والغضب والمرارة والحقد، وكلام الكبرياء والفخر، وكلام التملق والرياء والنفاق، وشهادة الزور ومقاطعة الآخرين، والمناقشات الغبية، والثرثرة... الخ.


وهناك أخطاء قاصرة على صاحبها، وأخرى معثرة للغير:

مثل ما يصبه الشخص في آذان غيره، من أحاديث تتلف نقاوة قلوبهم وأفكارهم، وتتلف إيمانهم وسلامة معلوماتهم، وتتلف علاقاتهم بالآخرين وتوقع بينهم، وتجعلهم يغيرون فكرتهم عن أصدقائه.. وكم من ضحايا الكلام!!

والكتاب ينصحنا بالبطء في الكلام، على الأقل لنفكر..

قال يعقوب الرسول "ليكن كل إنسان مسرعًا إلى الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب..".

إن الذي يسرع في كلامه ويندفع فيه، عرضة للخطأ. وقد يندم ولكن بعد أن يتكلم ويسجل كلامه عليه ولا يستطيع أن يسترجعه..

ومع كل هذا هناك كلام مفيد، وكان السواح يأتون إلى آبائنا من أقاصي الأرض طالبين كلمة منفعة..

هناك كلمات الروح، وكلمات النعمة، الكلمات التي يضعها الله في أفواه الناس لكي يبلغوها لهم "لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم" الناطق في الأنبياء..

ولهذا يقول المرنم "افتح يا رب شفتيّ فينطق فمي بتسبيحك" فهل الله الذي يفتح شفتيك..؟

ومن الكلام الطيب: كلمة البركة، وكلمة التعزية، وكلمة التشجيع، وكلمة الحل، وكلمة الإرشاد، وكلمة التعليم، بل أيضًا كلمة التوبيخ إذا قيلت بمحبة.

والكلمة التي من الله لا ترجع فارغة، بل هي قوية وحية وفعالة، تخترق القلب، وتأتى بثمر، وتغير النفوس.

تكلم إذن حين يحسن الكلام، واعرف كيف تتكلم ومتى.


=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
التفكير النظرى هو مجرد فكر بلا خبرة، بلا دراسة ميدانية للواقع وما فيه.. يتخيل هذا التفكير أن الأمور تسير طبيعية جدا بلا معطلات في الطريق..! تسير حسب قوانين معينة يضعها هذا المفكر في ذهنه.



تماما مثل شخص يقول أن المسافة في البحر بين بلدين هي كذا ميل. فإذا سافرت السفينة بسرعة معينة، تصل في كذا يوم وكذا ساعة.. ثم تنزل السفينة في الواقع العملي، وقد تصدمها الأمواج والرياح فلا تستطيع الحركة، وربما تقاوم بصعوبة وتغير اتجاهها.. وتصل بعد أيام، أو لا تصل!!

إن الواقع العملي مملوء بالعوائق والمعطلات التي لا يعرفها إلا من اختبر الحياة العملية في تفاصيل تفاصيلها.

المفكر النظري يجلس على مكتب ويكتب أفكارًا، مجرد أفكار.. وقد يتعجب لماذا لم تنفذ!! وربما ينتقد ويلوم، وربما يصل به الانتقاد إلى حد الاتهام..! على الأقل اتهام غيره بالتقصير والتهاون وعدم المعرفة!!

وفى اتهاماته النظرية، لا يدرى شيئًا عن العوائق العملية، وعلى رأى المثل "ويلٌ لعالم أمرٍ من جاهله".

فلو علم هذا المفكر بطبيعة الجو، وبالنتائج العملية وبالعقبات، ربما صحح الكثير من تفكيره..

إن عائقا وحيدا، ربما يقلب خططا كثيرة حكيمة..

والإنسان العملي، الذي اصطدم بالواقع وجرب الحياة، يدرك تماما أن الأمور لا تسير وفق خططه وحسب هواه.

إنه خبير بالأرض التي يمشى عليها.. يفترض بعض خططه، فإن هذا أيضًا موضوع في حسابه.. وكل فشل يقابله يزيده حنكة وخبرة، ويجعل تفكيره المقبل أكثر واقعية..

المفكر النظري قد يظن إن الإصلاح يتم بإصدار مجموعة من الأوامر والقرارات.. أما المفكر العملي، فيسأل ماذا عساها تكون فاعلية هذه القرارات..

وإذا اصدر قرارا يتابعه عمليًا، ليرى خط سيره، هل سار طبيعيًا، أم توقف؟ وما الذي أوقفه؟ وما علاجه؟ وهل يحتاج القرار إلى تعديلات؟

يا أخي، لا تكن نظريا في تفكيرك، ولا تنتقد غيرك بسرعة، بل ادرس الواقع، وكن عمليا..



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه

يظن البعض أن الحياة مع الرب هي مجرد إيمان، وحب وروح، ولا تهم الفضائل والسلوك..

بينما يهتم الكتاب بالسلوك المسيحي من جهة الدينونة ذاته فيقول "إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" إذن سلوك الإنسان بالروح هو الذي يحميه من الدينونة.



ويعتبر هذا السلوك الروحي دليلا على الثبات في الرب. ويطلب الرسول مستوى عاليًا جدًا فيقول: "من قال أنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك (أي المسيح) هكذا يسلك هو أيضًا"(1يو 2: 6).

نحن إذن مطالبون بالسلوك حسب الروح، وبأن نضع أمامنا في سلوكنا مثال سلوك السيد المسيح أيضًا..

وأهمية السلوك المسيحي، قول الرب " من ثمارهم تعرفونهم".

هذا السلوك له ناحيتان: إيجابية وسلبية. وكل منهما لها خطورتها. ولهذا يقول يوحنا الرسول "إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1 يو 1: 7). هذا من الناحية الإيجابية.

وماذا عن السلبية؟ يقول الرسول "إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق" (1يو1: 6).

إذن سلوكنا المسيحي هو دليل شركتنا مع الله وهو أيضًا دليل على شركتنا مع الكنيسة..

ولهذا كانت الكنيسة تفرز كل أخ يسلك بلا ترتيب، كما ذكر بولس الرسول أهل كورونثوس بالآية التي تقول "أعزلوا الخبيث من وسطكم". ويقول القديس يوحنا: "أوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس3: 6).

إن كان السلوك أمرًا ليست له أهمية، والمهم فقط هو الإيمان، فلماذا إذن جعله الرسول قمة فرحه فقال "ليس لي فرح أعظم من هذا، أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق" (3يو4).

إننا مؤمنون، ولكن ينبغي أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دعينا إليها (اف4: 1). نضع ثمرًا، لأن كل شجرة لا تصنع ثمرًا تُقْطَع وتُلْقَى في النار..





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
الفرح الحقيقي هو ثمرة من ثمار الروح القدس في القلب، إذ يقول الكتاب: أما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام (غل 5: 22).

وهى فرح في الرب كما قال الرسول.

على أنه توجد أمثلة كثيرة للفرح الزائف:

مثل فرح يونان النبي باليقطينة التي ظللت على رأسه، ومثل فرح سليمان بكل تعبه الذي تعبه تحت الشمس، بينما وجد أخيرًا أنه باطل وقبض الريح، ومثل قوله في ذلك "قلب الجهال في بيت الفرح".



ومن أمثلة الفرح الزائف قول الابن الأكبر لأبيه " قط لم تعطني جديًا لأفرح مع أصدقائي".

على أن هناك فرحا آخر، هو خطيئة:

من أمثلة قول الحكيم " لا تفرح بسقوط عدوك" (ام 24: 17).

وعنه قال الرسول أيضًا في حديثه عن المحبة بأنها " لا تفرح بالإثم" (ا كو 13).

وقد وبخ السيد المسيح تلاميذه لما فرحوا بخضوع الشياطين لهم، وقال لهم " لا تفرحوا بهذا.. بل افرحوا بالحري أن أسمائكم قد كتبت في ملكوت الله"..

الفرح الحقيقي إذن هو الفرح المقدس بالرب..

وفرح الحياة الروحية وبكل الوسائط الروحية أيضًا..

يقول المرتل "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب"، ويقول أيضًا "فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة" ويقول "باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من شحم ودسم".. وهكذا يرى فرحه في كل ما يقرب إلى الرب.

والإنسان أيضًا يفرح بالتوبة لأنها صلح مع الله..

وفى هذا الفرح بالخلاص، تشترك السماء أيضًا لأن "السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى توبة"..

الرجاء أيضًا مصدر للفرح (فرحين في الرجاء) رو 12.

بل إن التجارب نفسها تفرح المؤمن "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1).

وأعظم فرح هو بلقاء الرب في الملكوت.

حينما يقول للمؤمن: "ادخل إلى فرح سيدك".


=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

إن ما تدعو إليه المسيحية من وداعة وتواضع، لا يعنى مطلقا أنها ديانة ضعف، بل ديانة قوة.

فالكتاب يصف المؤمنين بأنهم "كسهام بيد جبار" (مز 120: 4)، ويقول عن الكنيسة أنها "جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية (أي من عدة لواءات)" (نش 6: 10).

هذه القوة من عمل الروح القدس في المؤمنين.

لهذا قال لهم الرب "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودا" (اع 1: 8).



ولهذا يقول الكتاب "وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم" (اع 4: 23).. كان "ملكوت الله قد أتى بقوة"..

إن قمة القوة في المسيحية تبدو في قول الرسول: "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني".

ويقول أيضًا عن القوة في الخدمة "أتعب أيضًا مجاهدا بحسب عمله الذي يعمل في بقوة" (كو 1: 29).

إنها قوة على الرغم من المقاومات، فيقول الرب لبولس "لا تخف بل تكلم ولا تسكت. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (اع 18: 9، 10).

بل هي قوة على جميع الشياطين بسلطان.

فعندما أرسل السيد المسيح تلاميذه " أعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين" (لو 9، 1). ونحن نشكره في صلواتنا لأنه "أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو"..

المسيحيون أقوياء، لأنهم صورة الله، والله قوى..

والسيد المسيح على الرغم من وداعته واتضاعه كان قوي. قيل عنه "تقلَّد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك". كان قويا "وكانت قوة تخرج منه" (لو 6: 19).

"الله لبس القوة وتمنطق بها"، "صنع قوة بذراعه". أظهر قوته بآيات وعجائب "يمين الرب صنعت قوة"..

والقوة في المسيحية قوة لها طابع روحي..

قوة في الانتصار على الخطية والعالم والشيطان، قوة في الاحتمال، قوة في العمل وفي الخدمة، قوة في الشخصية وتأثيرها وقيادتها للآخرين، قوة في الدفاع عن الإيمان.

قوة بعيدة عن أخطاء العنف والاعتداء وقهر الآخرين.





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث



* الإنسان الروحي لا يستخدم ألفاظًا قاسية، إنما ألفاظًا رقيقة، لأنه من ثمار الروح القدس (لطف). فهل أنت تتميز باللطف في كلامك ومعاملاتك؟..

* انظر إلى السيد المسيح وهو يكلم المرأة السامرية وهى امرأة خاطئة جدًا، يقول لها "حسنًا قلت انه ليس لك زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج والذي معك الآن ليس هو لك"، عبارة (أزواج) عبارة رقيقة جدًا، لأنهم لم يكونوا أزواجًا ولكن الرب لم يستخدم العبارة الأخرى الشديدة. كما أن قوله "الذي معك ليس هو لك" هي أرق أسلوب، لم يضمنه أي لفظ جارح..


* بدلًا من أن تجرح الناس، حاول أن تكسبهم..

* إن بولس الرسول لما دخل أثينا واحتدت روحه، إذ وجد المدينة مملوءة أصنامًا، قال لهم في رقة، أيها الرجال الأثينيون، إني أرى على كل حال أنكم متدينون كثيرًا..".

* والسيد الرب حينما تكلم عن أيوب، امتدحه بكلمات رقيقة أمام الشيطان بقوله أنه "ليس مثله رجل كامل ومستقيم، يفعل الخير ويحيد عن الشر"، بينما ليس أحد كامل إلا الله وحده..

* بل من أرق كلام الله في حديثه عن نينوى، المدينة الخاطئة، الأممية، التي لا يعرف أهلها يمينهم من شمالهم قال "أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة". أكانت نينوى عظيمة حقا، أم هي رقة الرب..؟

* ومن رقة الله في ألفاظه، الأسماء التي أطلقها على الناس، فقد سمى سمعان (بطرس) أي صخرة، وسمى ابرآم (إبراهيم) أي أبو جمهور.. كلها تحمل مديحًا..

من أشهر القديسين الذين كانوا مشهورين بالكلمة الطيبة، القديس ديديموس الضرير، ناظر الإكليريكية في القرن الرابع.

لم يكن هدفه أن يغلب الناس، إنما أن يكسبهم، فلم يحاول أن يحطمهم، بل كان يقنعهم.

* لقد أدان الرب الكلمات القاسية فقال "من قال لأخيه (رقا)، يكون مستوجب الحكم. ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم".

إن الألفاظ القاسية، لا يرضى عنها الله الوديع المحب، الذي كان حلقه حلاوة، وشفتاه تقطران شهدا.






=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه

هناك حب حكيم يفيد صاحبه حتى إن سبب له شيئًا من الألم! ولكنه نافع لروحه وأبديته.

وهناك حب جاهل يضيع صاحبه وإن بدت فيه ملامح من الشفقة والحنو..

قد تحب شخصا فتؤيده في الحق والباطل وربما تشجعه حتى في الخطأ فتهلك نفسه وتهلك نفسك معه. ويكون حبك حبًا خاطئًا.

وقد تحب إنسانًا فتشفق على جسده من التعب ومن الجهاد ومن النسك فتضره وتضيع روحه وعقله ومستقبله! إنه حب جاهل..

وأم قد تحب طفلها فتدلله، فتفسده.. وتحبه في كبره وتود أن يبقى إلى جوارها، فتمنعه عن التكريس وتمنعه عن الرهبنة وعن الكهنوت! ويكون حبها له حبًا أنانيًا ضارًا!!

وشخص يحب قريبه المريض فيخفى عنه خطورة مرضه ولا يعطيه فرصة يستعد فيها لأبديته . انه أيضًا حب غير روحي وغير حكيم.

الحب الحقيقي حكيم وروحي ويهدف إلى خلاص النفس، محبة لا تجامل على حساب الحق، ولا تشترك في خطايا الآخرين.. محبة طاهرة مخلصة كمحبة الله..











=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

إن كنت تتكلم لمجرد الكلام، فهذا شيء.

وإن أردت أن تصل بكلامك إلى نتيجة، فهذا شيء آخر، يجعل كلامك هادفا وفعالا..

وفى هذا الوضع الأخير تلزمك نصائح نافعة:


* تكلم حين تكون الأذن مستعدة لأن تسمعك:

فإن وجدت من تكلمه غير مستعد لسماعك، اسكت.

فلا تكلم شخصا يكون مرهقا ومتعبا نفسيا وجسديا، وتحيط به ظروف ضاغطة..

ولا تكلمه إن كان مشغولا وليس لديه وقت لسماعك، وليس لديه وقت يتفهم فيه رأيك ويناقشه معك .. وكما قال الحكيم: "تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها" (ام25: 11).

تخير لمحدثك أفضل أوقاته، وأليق حالاته وأحسن المناسبات لكي تعرض عليه رأيك ويكون مستعدًا قلبيًا وذهنيًا لسماعك وفهمك وقبول كلامك..

وان كنت تريد أن تصل إلى نتيجة من كلامك:

* اكسب محدثك، تكسب الحديث كله ونتائجه:

كثيرون يهدفون إلى كسب المناقشة بأية الطرق ولو بخسارة من يحدثونه..! فتكون النتيجة أنهم يخسرون كل شيء. فالمنطق وحده لا يكفى بدون النفسية..

1- إن مَنْ يحطم مُنَاقِشه ويثبت له انه مُخطئ وبخاصة أمام الناس لا يمكن أن يكسب منه خيرًا..

2- ومن يقاطع محدثه، ولا يعطيه فكرة للكلام ويرد على كلامه قبل أن يكمله ويشعره بأنه خصم، هذا لا يمكن أن يجد في قلب محدثه قابلية للاستجابة وللاقتناع مهما كان رأيه منطقيا.

3- ومن يتهكم على أفكار محدثه ويشرح له كيف أنها ضعيفة وتافهة وغير عملية وغير منطقية، هذا أيضًا لن يصل إلى نتيجة..

لذلك احترم رأى من تكلمه مهما كنت ضده..

وبكل أدب وبكل لياقة يمكنك أن ترد عليه..

حاول أن تصل إلى قلب من تكلمه قبل أن تصل إلى عقله.

وثق أنك إن كسبت القلب، تكسب العقل أيضًا.







=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



العنف لا يحبه أحد من الناس.

بل يكرهونه وينفرون منه ومن العنفاء. وفي نفس الوقت يحبون الوداعة والطيبة والرقة.

والعنف إذا وصل إلى غرض يكون وصوله مؤقتا.

إن ابتعد العنف، زال كل من وصل إليه.

لذلك فكثير من العنفاء يستمرون هكذا طول العمر. يخافون أن تفشل أمورهم إن تركوا عنفهم، ويخافون انتقام الغير وغضبهم في نفس الوقت..


وقد كان العنف سلاح الطغاة في كل جيل وأيضا سلاح الإرهابيين والمتمردين والقساة..

هؤلاء يتعاملون مع إرادة الناس وليس مع قلوبهم..

يرغمون الغير على عمل شيء بالسيطرة على إرادتهم.. وقد تكون قلوبهم غير راضية وعقولهم غير مقتنعة. لذلك إن تم (إصلاح)، إنما يكون من الخارج، والإصلاح الحقيقي إنما ينبع من داخل القلب..

وهذا نقوله في الأخلاقيات أيضًا..

إن العنف لا يبنى خلقا، بل مظهرية خلفية.

قد يولد العنف خضوعا لنظام واحتراما لقانون، ولكنه لا يؤسس قلبا نقيا يحب الخير..

وهكذا بالطاعة للعنف قد يتحول المطيع إلى إنسانين:

إنسان خارجي له مظهر التقوى، وإنسان داخلي محب للخطية، وقد يتحول إلى الصورة التي سجلها المسيح " قبور مبيضة من الخارج وفي الداخل عظام نتنة".

إن الله نفسه يقول "يا ابني أعطني قلبك".

يريد القلب وليس المظاهر الخارجية.

وبهذا يكون مقياس الخير الذي يقدمه الإنسان هو مدى محبة الإنسان لهذا الخير واقتناعه به.

وإذا أحب الإنسان الخير، يعمله دون ضغط عليه من عنف خارجي دون خوف ودون سعى إلى ثواب ومديح وأجر من أي نوع..

وقد جاء المسيح يدعو إلى الخير بغير عنف. لا يرغم الناس على عمل الخير بل يحبهم فيه ويسكنه داخل قلوبهم وعواطفهم، دون إن يضطرهم إليه اضطرار. إنه لا يريد عبيدًا يسيرون بالخوف..

ما أتفه الخير الذي يتم عن طريق العنف.



=
 
أعلى