الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب خبرات بالحياه ل بابا شنوده
كلّ الناس يحبون الحق ويتحمسون له ويسعون إلى نَشْره. وهذا حق وواجب بلا جدال.
ولكن عمل الإنسان هو أن يشهد للحق. وليس من عمله إطلاقًا أن يرغم الناس على السير فيه.
الله نفسه لا يرغم الناس على عمل الخير. لقد خلق الإنسان حرا يعمل الخير بإرادته ولا يجبره عليه إجبارا.
من اجل هذا وُجد في العالم ملحدون لم يرغمهم الله على الإيمان. ولكن سيدينهم في اليوم الأخير...
وكذلك وجد في العالم خطاة وعصاة لم يرغمهم الله على عمل البر (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولكنه سيحاسبهم في يوم الحساب...
وأنت في حماسك للخير وللحق، عملك هو مجرد داع وواعظ ومنذر... وليس لك سلطان أن ترغم غيرك. عليك أن تشهد للحق ولكن لا تستعمل العنف لترغم الناس أن يصيروا أبرارًا...
إن العنف لا يخرج قديسين وصديقين... هو وسيلة صالحة للتربية والتهذيب.
إنما يكون الإصلاح بترغيب الناس في الخير وإقناعهم به وتشجعيهم عليه ومساعدتهم على ذلك وتقوية إرادتهم ومعرفة العوائق التي تصادفهم في طريق الخير ونصحهم بكيفية الانتصار عليها.
والخير الذي يأتي بالاقتناع والرضى، يكون أكثر ثباتًا.
=
الوقت قد يكون في صالحك في بعض الاحيان. وفى احيان اخرى قد يكون ضدك.
ربما يكون في صالحك احيانا ان تتباطأ، حتى تتفهم الموقف وتدرسه وترى ما هى اصلح الوسائل لمواجهته.
وفى احيان اخرى يكون التباطؤ سبب كارثة لك. وقد يضُيع عليك فرصا يندر ان تعود.
وربما التباطؤ في حل مشكلة يزيدها تعقيدا ويصبح حلها اصعب بكثير مما كان وقت بدايتها.
في إحدى المرات تغنى احدهم بقول الشاعر:
قد يدرك المتأنى بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزللُ
فرد عليه احد السامعين بقوله:
وكم اضٌر ببعض الناس بطؤهمو وكان خيرا لهم لو أنهم عجلوا
التأنى ليس فضيلة في ذاته ولا السرعة فضيلة في ذاتها... إنما على الإنسان ان يدرس كل موقف على حده ويتصرف معه بحكمة ويرى أي الامور اصلح له: السرعة أم التأني.
قد يكون التأنى سببا للدقة. ولكن الدقة ان أتت بعد الميعاد، بعد فوات الفرصة، لا تفيد شيئا.
وأحيانا تكون السرعة لونا من الحزم قبل ان يتفشى الخطأ أو يقتدى به آخرون.
كالمرض ان اسرعت في علاجه، كان ذلك افضل.
غرق كبير بين ان تنزع غرسا جديدا من الارض بكل سهولة وبين ان تنتظر حتى يتحول الغرس الصغير الى شجرة ضخمة دقت جذورها في الارض ولم تعد سهلة الاقتلاع...!
ومع ذلك ففى احيان اخرى تكون السرعة ضارة، اذ تعرض الإنسان الى الاندفاع والارتجال وعدم التفكير وعدم الدراسة.
وهنا تعرضه للكثير من الاخطاء... والبعض قد يحبون السرعة للفوز بالاسبقية أو للحصول على نتيجة، أية نتيجة! ولا يهمهم التدقيق! والبعض يحبون السرعة لان طبيعتهم هكذا ينقصها الصبر والروية والهدوء. والبعض يتصرفون بسرعة لثقتهم بأنفسهم وبكفايتهم الشخصية وشعورهم بعدم الاحتياج الى مزيد من الدراسة
على العموم ينبغى ان نفرق بين السرعة والتسرع.
=
البعض يظن ان السلبية روحانية لانه لا يعمل فيها عملا يتعرض فيه للخطأ كما انه فيها لا يصطدم بالمخطئين... بل على العكس يحتفظ بمحبتهم.
ولكن السلبية هى في حد ذاتها خطأ. فالكتاب يقول:
" من يعرف ان يعمل حسنا ولا يفعل، فتلك خطية له" (يع4: 17) .
ولعل ما يدعو الى السلبية: محبة الذات وعدم الاهتمام بالآخرين ولا بالصالح العام...
والعجيب ان البعض قد يسلك بسلبية ولكنه فى نفس الوقت يغضب ويتضايق إن أخذ اصدقاؤه منه موقفا سلبيا.
ان العمل الايجابى فيه نخوة ورجولة، ومحبة للخير، وله أجره...
=