باقه يوميه من اقوال الاباء ..asmicheal

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

الذي يحب أن ينتفع، يبحث عن المنفعة، وليس الكلام الكثير هو الذي ينفعه بل إن مجرد كلمة واحدة قد تغير حياته كلها.. بل أنه ينتفع أيضًا من الصمت، كما قال القديس بفنوتيوس عن أحد ضيوفه: "إن لم ينتفع من سكوتي، فمن كلامي أيضًا سوف لا ينتفع".

عبارة واحدة سمعها الأنبا أنطونيوس، كانت سببًا في رهبنته، وفى تأسيس هذا الطقس الملائكي. وعبارة أخرى كانت سببًا لدخوله في البرية الجوانية وحياة الوحدة . إن الله لا يشترط أن يعلمك بكلام كثير، إنما تكفى عبارة واحدة، والوصايا العشر عبارات قصيرة، ولكنها تحمل كل التعليم.


والصلاة الربانية عبارات قصيرة وتحمل عمق طلبات الصلاة. والذي يحب أن ينتفع، يسعى وراء المنفعة بأى ثمن.

كان السواح يتحملون أسفارًا طويلة، لكي يسمعوا مجرد كلمة من أحد الآباء، والآباء أنفسهم كانوا ينتفعون، من أي منظر، وحتى من أبنائهم.

إن الذي يطلب الخير يجده..

ولو في كلمة عابرة، من أي أحد، ولو في حادث عابر، حدث له أو لغيره. ينتفع حتى من أخطائه، ومن أخطاء الناس.

قال أحد القديسين "لا أتذكر أن الشياطين أطغوني في خطية واحدة مرتين" ذلك لأنه انتفع من سقطته الأولى، فاحترس من الثانية..

والسيد المسيح دعانا أن ننتفع من منظر زنابق الحقل، ومن طيور السماء، ونأخذ منها دروسًا في الإيمان وفي رعاية الله.

إن مصادر المنفعة موجودة: ليست في كلام الوعاظ فقط، ولا في الكتب الروحية فحسب، وإنما في كل مكان، وفي كل وقت. والمهم هو: هل تريد أن تنتفع أم لا.

وصوت الله يصل إلى كل أحد، بأنواع وطرق شتى. ولكن " من له أذنان للسمع فليسمع".





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة





الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

الحرفية في الفضائل تتلفها..

والحكمة في الفضيلة تعطيها معنى قويًا عمليًا.. مثال ذلك فضيلة طول الأناة والصبر.

"بصبركم تقتنون أنفسكم" هكذا قال الكتاب (لو 21: 19) ويمكن بالوقت أن تدرك حلول أمور كثيرة، وقد تكون العجلة والتسرع حربًا من الشيطان، والتسرع أيضًا يورث القلق والاضطراب.


ومع ذلك فهناك أمور تحتاج إلى بت سريع..

وبدون سرعة قد ينتهي الأمر كارثة وضياع.. كافتقاد، وإنقاذ الخطاة، ونقل إنسان من مكان مُعْثِر، وحل مشكلة زوجية قبل أن تتفاقم وتصل إلى القضاء، ومعاقبة مخطئ قبل أن يتحول الخطأ فيه إلى عادة، وقبل أن يصير خطرًا على غيره، ويتجبر في انحرافه.. كل ذلك يحتاج إلى سرعة. والتوبة أيضًا لا يصلح لها الصبر والانتظار.. إن فضيلة الصبر وطول الأناة وحدها، لا تفيد بدون الحكمة، فحرفية الفضيلة لا تصلح..

كذلك ما أكثر الأخطاء التي نقع فيها، إن أخذنا فضيلة الوداعة والهدوء مستقلة عن الحكمة، ومستقلة عن مراعاة الظروف المحيطة..

فهناك مواقف من الغيرة المقدسة، لا يصلح لها الحلم مجردًا، ولا الوداعة مجردة، وإنما لهذه الفضيلة شيء من الغضب المقدس. ولكن هذا الغضب يجب أن يكون مندمجًا مع الطهارة ونقاوة القلب، بحيث ينطبق عليه قول الكتاب "اغضبوا ولا تخطئوا" (مز4).

لهذا كله يجب أن يوجد تكامل بين الفضيلة، ولا يصح أن تسير الفضائل فرادى.

الغيرة تكمل الوادعة، والوداعة تكمل الغيرة. طول الأناة تكمل الحكمة، والحكمة تكمل طول الأناة . مثلما تتكلم عن صفات الله، فتقول: الله عادل في رحمته، ورحيم في عدله.

عدل الله مملوء رحمة، ورحمة الله مملوءة عدلًا.

فى الله يوجد كمال، وفي البشر يوجد تكامل.




=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
كثيرون يخلطون في تصرفاتهم بين العنف والحزم.

الحزم مقبول حينما يلزم. أما العنف فإنه منفر..

حينما استشار رحبعام الشيوخ، والشباب: نصحه الشيوخ بالموقف اللطيف الطيب، ونصحه الشباب بالعنف. ونفذ الرأي القائل بالعنف. فخسر كثيرًا، وتمزقت المملكة (1مل 12) وفشلت سياسة العنف التي اتبعها رحبعام.


وقد وقف الله ضد عنف فرعون، صعد صراخ الناس إلى الرب من جراء هذا العنف، فنزل لإنقاذهم.

كان عيسو ويعقوب أخوين، وكان عيسو يمثل العنف، وكان يعقوب يمثل اللطف والهدوء. ويقول الكتاب إن الله أحب يعقوب حتى قبل أن يولد..

الإنسان العنيف، ربما تكون في داخله قساوة قلب. أما الوديع فيتميز بالحنو والحب والعطف.

الإنسان العنيف، ربما تسند عنفه كبرياء داخلية. أما الوديع فإنه يكون متواضعًا في معاملاته. وقد أمتدح الرب الوداعة والاتضاع، فقال "تعلموا منى، لأني وديع ومتواضع القلب"..

العنف يمكنك أن تخضع به الناس بالقوة وتسكتهم، ولكنك لا تستطيع به أن تكسب محبتهم.

إنه يصلح لإخضاع الأشرار، الذين يلزمهم الردع خوفًا من إيذائهم لغيرهم، ولكنه لا يصلح في التعامل مع النفوس الهادئة الوديعة، ويفشل تمامًا مع النفوس الحساسة.

العنف هو السلاح الأخير الذي يلجأ إليه الحكيم، حينما تفشل كل الوسائل الهادئة.

ولكنه لا يمكن أن يكون أسلوب التعامل الدائم. وليس من الحكمة البدء بالعنف، قبل الأساليب الهادئة.

فرق كبير بين "إنسان عنيف" أي أن العنف قد صار جزء من طبعه، وإنسان آخر هادئ عمومًا في طبعه، ولكنه يستخدم العنف للضرورة، حينما لا تصلح الأمور إلا به هنا نسميه حزمًا.. وأحيانًا يوجد حزم بدون عنف..




=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
كن أمينًا في القليل، يقيمك الله على الكثير..

كن أمينًا في الشيء الذي تستطيعه، حينئذ يقيمك الله على ما لا تستطيعه..

كن أمينًا على ضبط أفكارك في حالة الصحو.. وحينما يرى الله أمانتك، يقيمك على الأحلام التي تأتيك بغير إرادتك وليس لك تحكم فيها..

كن أمينًا على الوزنة الواحدة، فيعطيك الله العشر وزنات، وأجر من أقيم على العشر وزنات.

كن أمينًا من جهة الحروب التي تحاربك من الخارج، حينئذ يقيمك الله على ينابيع التأملات والروحيات التي تنبع في فكرك وقلبك من الداخل.

كن أمينًا من جهة إخلاصك لليئة، يقيمك الله على راحيل. تشفق على ابن هاجر، يعطيك الرب ابناً لسارة. تخلص في برية سيناء، حينئذ يدخلك إلى كنعان.

تكون أمينًا في بيت فوطيفار، فيقيمك الله على قصر فرعون، وعلى كل خزائن مصر.. تكون أمينًا في قصر أرتحشستا، يقيمك الله على بناء هيكله في أورشليم..

إن كنت أمينًا لله في الأشياء التي ترى، يقيمك الله على ما لا يرى. على ما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر..

إن الله يريد أن يختبر أمانتك، بأي شيء، ربما بوصية بسيطة، بثمرة واحدة تمتنع عنها..

فإن كنت أمينًا بالنسبة إلى شجرة المعرفة، حينئذ يقيمك الله على شجرة الحياة، وعلى الْمَنِّ الْمُخْفَى. لا تستصغر القليل الذي معك، وإنما إلى أمانتك فيه.. وحسب أمانتك، سيعطيك الله..

كان أنبا ابرآم أسقف الفيوم أمينًا في عمل الرحمة، على ما في يديه من أموال، فأقامه الرب على رحمة أوسع، وهى شفاء المرضى وإخراج الشياطين.



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة





الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
من الأمثلة المشهورة " قليل دائم خير من كثير متقطع".

وهذا المثل يصلح أيضًا للحياة. كثيرون يقفزون قفزات عالية سريعة، ببدايات فوق طاقتهم، لا يستطيعون أن يستمروا فيها، فيرجعون إلى الوراء وما تلبث أن تملكهم الكآبة ثم اليأس..

والوضع الروحي السليم، أن يبدأ الإنسان بما في مستواه، لأن القليل الدائم يعطى ثباتًا في الحياة الروحية.

بينما الكثير الذي لا يثبت، يسبب ارتباكًا، ويدل على عدم نظام، وعدم السير حسب مشورة حكيمة.

إن من يصوم بدرجة معتدلة، ينمو فيها قليلًا، حتى يصل إلى مستوى روحي قوى.. هذا أفضل ممن يبدأ بمستوى عال لا يقدر عليه، فيظل ينحدر شيئًا فشيئًا، وكأنه لم يسر في الطريق بعد.. ولكن القليل الذي نقصده هو القليل الذي في مستوى قدرتك، وليس القليل الذي يعنى التكاسل. والله قادر أن يبارك القليل، وأن ينميه.. يجب أن تسير في روحياتك على أرض ثابتة. تخطو الخطوة التي لا ترجع منها، بل تتعداها إلى غيرها، وتكسب خبرة كل خطوة..





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


كثيرون يطلبون كلمة منفعة. ولكن هل كلهم ينتفعون؟ إن المنفعة لها ولا شك مصدران.

الأول: أن تكون الكلمة، كلمة نافعة، صالحة لبنيان. والثاني: أن يكون السامع من النوع الذي ينتفع.

الذي يحب أن ينتفع، يمكنه أن ينتفع حتى من كلمة التوبيخ، حتى من الكلمة القاسية، حتى من الكلمة التي تقال لغيره وليس له..

إننا مازلنا ننتفع من الكلمات التي قالها الآباء لأناس عاشوا في أيامهم، في غير جيلنا..

إن كلمات المنفعة موجودة: إن أردناها بنية صادقة، نجدها أمامنا .. فالكتب مملوءة بكلام المنفعة، وأفواه المرشدين تفيض حياة، لمن يريد الحياة..

ولهذا بعد أن قال السيد المسيح كلمات منفعة لكل من ملائكة الكنائس السبع، قال بعدها مباشرة: من له أذنان للسمع فليسمع".

إن كلمة المنفعة، تحتاج إلى أذن للسمع.. تحتاج إلى حب المنفعة، وأن تتعاون مع هذا الحب، إرادة منفذة..

لأن المعرفة وحدها لكلام المنفعة لا تكفى، فالمعرفة وحدها دينونة، لأن "الذي يعرف أكثر يطالب بالأكثر".. وقد قال السيد "الكلام الذي أقوله، هو يدينهم في اليوم الأخير"..

إن أناسًا سمعوا السيد المسيح، ولم ينتفعوا من سماعهم، بل إن أحدهم مضى حزينًا..

وكثيرون سمعوا فأعجبوا بالكلام، ولكن لم ينفذوا. والبعض سمعوا بولس الرسول، فقالوا: ماذا يريد هذا المهذار أن يقول..؟! ولم ينتفعوا حتى من كلام بولس.

كلمة المنفعة كانت موجودة، ولكن موجودة بلا منفعة!

وأمنا حواء سمعت الكلمة من الله، ورددتها بحذافيرها، ولم تنتفع، بل وقعت في نفس اليوم.. إن الناس يطلبون كلمة منفعة، ولكن هل المنفعة هي بمجرد الكلام؟!


=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

هناك نوع من الناس، يندفع في طريق، لا يغيره مهما حدث من متغيرات في الخارج!



يثبت عليه في عناد وإصرار، مهما ثبت له أنه طريق خاطئ، ولا يؤدى إلى نتيجة!

يظن أن الكرامة في الثبات، حتى على الخطأ، كما فعل هيرودس في قتل يوحنا المعمدان!

ويظن أن تغيير الطريق نوع من التراجع، لا يتفق مع القوة، ولا يتفق مع الصلابة!

إنه لون من العناد، هذا الذي يسلك فيه البعض، ولا يغيرون طريقهم مع وضوح ضرره عليهم وعلى غيرهم ممن يسيرون في ركابهم. وقد يستمر البعض سنوات في مسلكه وقد تكون خصومة وقضية، وتستمر سنوات.. وتكون مسألة علاقات، ويستمر البعض فيها مهما بدا أن هذه العلاقات لا تنتهي بخير.. أما أنت فراجع طريقك بين الحين والآخر.. لا مانع من إعادة تقييم الموقف وظروفه وملابساته، وما يتوقعه الإنسان من نتائج، ويرى ما يلزم من تصرف، يناسب الآن، وليس الماضي الذي عاش فيه..

إن مراجعة الطريق فيها حكمة.. فليس المهم الثبات في طريق معين، إنما المهم أن هذا الطريق يوصل إلى الخير المرجو.

الطريق هو مجرد وسيلة. أما الهدف فهو الغاية..

اهتم إذن بالهدف والغاية، واختر لهدفك في كل حين ما يناسبه من طرق (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. كثيرون ضيعوا حياتهم بسبب التشبث والعناد.. والبعض ضيعوا كثيرين معهم، بنفس الأسلوب.

وغالبًا عاش هؤلاء وأولئك بدون إرشاد.. اعتمدوا على فكرهم، وبالحري على انفعالاتهم، فضيعوا الحياة بلا فائدة، وبغير حكمة..





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

نحن نفكر في مشاكلنا بعقلنا البشرى، وعقلنا محدود، أما الله فهو غير محدود في معرفته وفي حكمته.

وحينما تضيق الأمور، يكون ضيقها نسبيًا، أي بالنسبة إلينا نحن البشر. أما بالنسبة لله، فلا ضيق. كل شيء سهل، والحلول كثيرة.


إنه يتدخل في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة، وربما بحلول ما كانت تخطر لنا على بال، وما كنا نفكر فيها ونتوقعها..

وغير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله.. بل عند الله كل شيء مستطاع، إذ لا يعسر عليه أمر كما قال أيوب الصديق. إن الله ضابط للكل، يرى كل شيء، ولا يخفى عليه تدبير، يدبر في الخفاء والظلام. الكل مكشوف أمام عينيه، والرد عليه معروف.

لذلك حسنًا قال موسى النبي "قفوا وانظروا خلاص الرب. الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون".

وحلول الرب قوية، وخلاصه عظيم.. والمؤمنون ينتظرون خلاص الرب في رجاء، ويفرحون بالرجاء.. وعمل الله من أجلهم في القديم، يزيد إيمانهم بعمل الله الآن وفي المستقبل، وكل حين.. الله هو الله، لا يتغير، في محبته وحفظه.. هكذا قال المزمور: الرب يحفظك من كل سوء، الرب يحفظ نفسك، الرب يحفظ دخولك وخروجك.

ونحن في حياتنا، نتعامل مع الله، وليس مع الناس، نحن والناس جميعًا في يديه . وليس أحد مستقلًا عن الله، أو خارجًا عن سلطانه.. لذلك نحن مطمئنون إلى عمل الله معنا، وواثقون بتدخله، مستمعين إلى أنشودة المرتل: أنتظر الرب، تقوَّ وليتشدد قلبك، وانتظر الرب. ليكن اسم الرب مباركًا كل حين..




=
 

dodoz

o.O o.O
عضو مبارك
إنضم
30 أغسطس 2007
المشاركات
5,671
مستوى التفاعل
64
النقاط
0
الإقامة
Mn2oosh F Kfoo ^_^



وغير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله.. بل عند الله كل شيء مستطاع، إذ لا يعسر عليه أمر كما قال أيوب الصديق. إن الله ضابط للكل، يرى كل شيء، ولا يخفى عليه تدبير، يدبر في الخفاء والظلام. الكل مكشوف أمام عينيه، والرد عليه معروف.

لذلك حسنًا قال موسى النبي "قفوا وانظروا خلاص الرب. الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون".


=


حلو قووى
ميرسى يا قمر
يسوع يبارك حياتك وخدمتك
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة





الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
نحن ننظر إلى الأمور، بطريقة معينة، ومن زاوية معينة فنراها بشكل ما. ولكن رؤيتنا ليست كل شيء.

هناك رؤية أخرى، وبالإيمان، توافق ما يراه الله.



*ماذا نرى في بيع يوسف كعبد بواسطة أخوته؟ وماذا نرى في سجنه، بعد كل إخلاصه لبيت فوطيفار؟ لا نرى في كل ذلك سوى الشر والغيرة والخيانة.. ونرى في ذلك أيضًا الظلم وسوء المصير. أما الله فكانت له رؤية أخرى للأمور. كانت هذه هي الطريقة التي سيتمجد بها يوسف.

* وماذا نقول نحن عن تصرف يهوذا الأسخريوطي، سوى الخيانة في أحط صورها؟!

وماذا نقول عن تصرف بيلاطس البنطي، سوى أنه الجبن والظلم والاستسلام للشر؟!

وماذا نقول عن حنان وقيافا، سوى الحسد والكذب والتآمر؟! ونرى أن كل ذلك ما كان يجب أن يحدث. ولكن الله كانت له رؤية أخرى. كان يرى الخلاص نتيجة الصلب الذي سببه هؤلاء إنه الله الذي يحول الشر إلى خير.

ليس معنى هذا أن شرور هؤلاء خير!

كلا، ولكن الرؤية الأخرى هي أن الله قادر أن يخرج من الجافي حلاوة وأن يجعل كل الأمور تؤول إلى مجد اسمه القدوس.

*ركب يونان سفينة، هاجت عليها الأمواج حتى كادت تنقلب، وحتى ألقى الناس أمتعتهم في البحر. وهم في غاية الانزعاج والخوف.. فهل كان كل ذلك شرًا؟ أم كانت لهذه الكارثة البحرية رؤية أخرى.

الرؤية الأخرى هي أن هذه الأمواج من البحر الصاخب، كانت سببًا في إيمان أهل السفينة.

* لا شك أن رؤيتنا نحن قاصرة.. فقد ترى التجربة، ولا ترى البركة التي سيحققها الله حتما من وراء هذه التجربة.

ولكننا بالإيمان نرى هذه البركة، واثقين "أن كل الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الرب".



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة






الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
دروس من نهر النيل
# هل تعلم أن هذا النهر أصله قطرات من الماء، نزلت مطرا وتجمعت فصارت نهرا؟

ألا نتعلم منه أن أي عمل ضخم قد يبدأ بشيء بسيط، ربما بفكرة. وعلى رأى المثل: "إن أطول مشوار أوله خطوة". أول خطية بدأت بمجرد جلسة بسيطة مع الحية. وربما أكبر مشاجرة تبدأ بكلمة.


# نتعلم من النيل أن نقطة الماء اللينة الناعمة، إذا سقطت بمتابعة واستمرار على صخر أو جبل، أمكنها أن تحفر فيه طريقًا: فنأخذ درسًا هامًا عن المثابرة.

# هذا الماء يحمل الطين من جبال الحبشة، يبدو لأول وهلة معكرا، ولكنه يحمل الغرين الذي هو سبب خصوبة مصر، وهو الذي كسا رملها بالطين.

# هذه المياه المعكرة بالطين، تغنى مع عذراء النشيد وتقول (أنا سوداء وجميلة) وعلى الرغم من هذا التعكر، فإن هذه المياه تحمل في داخلها عذوبة جميلة، لشاربها، تظهر فيما بعد بعوامل من التنقية، كما ظهرت عذوبة حياة أوغسطينوس وموسى الأسود بعد التوبة.

# قبل حفر مجرى النيل، كانت المياه تنسكب على الجانبين وتكون مستنقعات. ولكنها ما لبثت أن تعمق مجراها شيئًا فشيئًا على مدى زمن طويل، حتى استقرت.

يعطينا هذا الأمر فكرة عن التدرج في الحياة الروحية، والصبر على النفس حتى تصل إلى استقرارها بعد حين. كما أنه لا يجوز لنا أن ندين من هم في مرحلة المستنقعات، ولم يصلوا إلى المجرى العميق المستقر.

# كما أننا يجب أن نمدح جانبي النهر، اللذين يجرى الماء بينهما، ويحجزانه من الانسكاب هنا وهناك. إنهما ليسا حاجزين يحدان من حريته، وإنما هما حافظان من الضياع. إنهما كالوصايا: ليست قيودا للحرية، بل حوافظ.

# إنها رحلة طويلة قد قطعها النيل، حتى وصل إلينا، وهو في أثنائها يوزع من خيره على كل بلد تصادفه: فأعطى أثيوبيا، والنوبة، والسودان، ومصر وكل الصحراوات المحيطة.. يعلمنا أن نعطى الخير لكل من نصادفه.




=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

# إن الناس في حاجة إلى من يفرحهم، ويخفف عنهم متاعبهم، وبالرجاء الذي فيه يفتح طاقة من نور، تشرق وسط ضيقاتهم فتبددها وتعطيهم أملًا جديدًا..

فكن أنت كذلك: إن كانت لديك كلمة مفرحة، قلها للناس. واٍن كانت لديك كلمة متعبة، أجل اللفظ بها، حتى لا تتعب غيرك.

ما أجمل قول الكتاب في ذلك: (طوبى لأقدام المبشرين بالخيرات).

# كن بشوشا في وجه كل أحد، واعمل كل ما تستطيعه لتشيع البشاشة في وجوه الناس، وقابل الناس بابتسامة لطيفة، وبكلمة حلوة، لأن الناس لا يحبون الملامح المقطبة والوجوه العابسة التي تفقدهم سلام القلب وهدوء المشاعر.



اٍجعل الناس يفرحون بلقائك، ويشعرون أنك سبب فرح لهم واٍن قدومك إليهم هو بشارة خير.

أنظر كم يتفاءل الناس ويفرحون، بكلمة مفرحة، يقرأونها في طالع وبخت، وقد تملأ قلوبهم بهجة، وتعطيهم دفعة في روحهم المعنوية، مع أنه لا يعرف المستقبل إلا الله، ما هذه العبارة التي أفرحتهم سوى مجرد كلام..!

# وتأمل كيف إن كلمة إنجيل معناها بشارة مفرحة.

والكرازة بالإنجيل، كانت هي الكرازة بهذه البشارة المفرحة، التي فيها قال الملاك للرعاة: (ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لكم ولجميع الشعب).

# وانظر كيف قال السيد المسيح للناس (تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم).

فاٍن كنت لا تستطيع أن تحمل عن الناس متاعبهم، فعلى الأقل لا تكن سببا في أتعابهم.

# تأمل كيف أن المصورين يطلبون من الناس أن يبتسموا قبل التقاط الصورة. لكي يكون المنظر مبهجًا! كن أنت أيضًا مبتسمًا، لكي يكون وجهك مبهجًا للناس..


# البعض يظن خطأ أن الدين هو كآبة وجه، واٍن الكآبة دليل الجدية! بينما الدين هو فرح. والفرح واللطف هما من ثمار الروح (غل 5: 22).



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

كما أن الله محبة، كذلك هو أيضًا الحق.

لقد قال (أنا هو الطريق والحق والحياة).

وقال عن نفسه (وتعرفون الحق، والحق يحرركم).



إذن من يلتصق بالحق، يلتصق بالله نفسه. ومن يبعد عن الحق، إنما يبعد عن الله..

لذلك يقال عن المؤمن إنه إنسان حقاني.

يعرف الحق، ويسير في طريق الحق، ويقول الحق.. ولا يقبل على نفسه شيئًا غير الحق.

وفى سبيل الحق، لا يخشى لومة لائم.

ويقول الحق، مهما كانت النتائج بالنسبة إليه. كما حدث، بالنسبة إلى يوحنا المعمدان، الذي قال الحق ودفع الثمن.

والإنسان الحقاني يقول الحق ولو ضد أعز الناس إليه. إنه لا يجامل.

وقد أرسل الله الأنبياء، لكي يشهدوا للحق، في عالم ساد فيه الباطل بين الناس. كذلك أرسل الرعاة والكهنة والمعلمين لكي يشهدوا للحق.

وأقيم القضاء في الأرض من أجل الشهادة للحق.

ومازلت كلية (القانون) تسمى باٍسم (كلية الحقوق)، لأن اسم الحق أوقع في النفس من اسم القانون.

وما أجمل قول الكتاب في الحكم بالحق، حتى في المعاملات العادية بين الناس.. قال: "مبرئ المذنب، ومذنب البريء، كلاهما مكرهة للرب".

فانظر إلى نفسك، هل أنت باستمرار مع الحق؟

هل كلامك صدق خالص، سواء في ألفاظه، وفيما تريد سامعك أن يفهمه؟

هل أنت تحابى أحدًا من أصدقائك، وأقربائك، وأحبائك، وفي سبيله لا مانع من أن تسرد الأخبار بأسلوب لابد لصالحه ولو أضر بغيره؟

هل أنت تتبع الحق في حياتك العملية، وفي مبادئك ومعتقداتك، وليس في مجرد أحاديثك؟

هل تأخذ حق غيرك من نفسك لتعطيه إياه؟

هل يضيع الحق في مبالغاتك وفكاهاتك وتبريراتك؟



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
من المفروض أن تكون كل أيامنا مثالية، عملًا بقول الرب (كونوا كاملين.. كونوا قديسين) لكن لا مانع، كتدريب، أن يوجد هناك ما يعرف باسم (اليوم المثالي).

واليوم المثالي له اتجاهان: أحدهما سلبي في البعد عن كل خطية، والثاني إيجابي في الفضيلة والخدمة.

ويختلف برنامج اليوم المثالي من شخص إلى آخر.

البعض يقضى هذا اليوم في العبادة، في الصلاة والقراءة والترتيل والتأمل والصوم، في خلوة واعتكاف بقدر الإمكان.

والبعض يفترضه يوما مثاليا في عمل الخير للآخرين.

والبعض يمزج بين هذا وذاك.

والبعض يركز على نقاوة القلب، فيحرص كل جهده ألا يخطئ سواء باللسان أو الفكر أو العمل، مهما كانت الأسباب.

والبعض يحب أن يبدأ مثل هذا اليوم بحضور القداس والتناول. وبعض الفروع تعطى هذا التدريب لكل خدام الفرع معًا، ويجتمعون فيه، ويسمونه

واليوم المثالي هو تقديم الذات كاملة، بكل قلبها وإرادتها، لعمل النعمة الإلهية، مع حرص على ضبط النفس.

وهناك أمثلة يتدرب عليها البعض في اليوم المثالي.

1- يكون الله هو أول من تكلمه في يومك، بصلاة قلبية عميقة، مع التبكير "الذين يبكرون إلي، يجدونني".

2- أداء كل صلوات الأجبية كاملة، بفهم وعمق وحرارة.

3- عدم التلفظ بأية كلمة خاطئة، أو ليست للمنفعة.

4-لا تغضب من أحد، ولا تغضب أحد وتحزنه.

5- بدء كل عمل بالصلاة، وتتخلل الصلاة العمل والكلام.

6- حفظ الفكر نقيًا بقدر الإمكان، ويستحسن شغل الفكر باستمرار بعمل روحي، مصدره القراءة الروحية، والصلاة، والتأمل.

7- السلوك باتضاع ووداعة ومحبة ولطف مع الكل.

8- احترام الكل - وتقديم الغير عليك في الكرامة.

9- البعد عن إدانة الآخرين، وبخاصة من لا يكونون مثاليين مثلك في هذا اليوم.

10- حفظ مشاعر القلب نقية، من الشهوات والمشاعر الخاطئة.

إن نجح تدريب اليوم، كرره بقدر ما تستطيع.





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

إن الله هو الحق. وقد قال عن ذاته (أنا هو الطريق والحق والحياة) (يو 14: 6) وقال أيضا: (وتعرفون الحق، والحق يحرركم) (يو 8: 32) وقال الكتاب عن الروح القدس أنه (روح الحق) (يو 15: 26).
لذلك إن سرت في طريق الحق، فأنت في طريق الله.وإن قلت (كلمة الحق) (2تى 2: 15) فأنت تقول كلمة الله.

وإن بعدت عن الحق، فكرا ولسانا وتصرفا، فإنما أنت في ذلك تبعد عن الله..

البعض يبعدون عن الحق، بسبب الجهل، وهؤلاء هم أخف المبتعدين. بالتوعية والمعرفة يرجعون إلى الحق، مادام القلب سليما من الداخل، والعقل هو السبب..


والبعض يبعدون عن الحق، ويقولون غير الحق، خوفا من الناس، وخجلا منهم، وضعفا أمامهم، وتملقا لهم. وهؤلاء يحتاج قلبهم أن يتطهر والبعض يقول غير الحق، سترا لأنفسهم كالذين يخفون أخطاءهم بالكذب والرياء. ولا شك أن هؤلاء تلزمهم التوبة، والتخلص من الخطايا التي تعطونها..

والبعض يقول غير الحق تعصبا لصديق يريد أن يحميه، وكيدا لشخص آخر قلبه يكرهه، كمن يشهد شهادة زور، ويلفق تهما، ليؤذى غيره.
إذن فالكراهية يمكن أن تبعد الإنسان عن الحق، وكذلك الحب الخاطئ يبعده عن الحق أيضًا.

الإنسان الروحي، هو إنسان حقاني، يعطى كل شخص حقه، بلا ظلم، وبلا تحيز لأحد
والإنسان الحقاني أيضًا يكون عادلا، حتى في الحكم على نفسه، لا يجاملها على حساب الحق.
والذي يحب الحق، لا يختفي وراء الألفاظ، أي لا يقول ألفاظا يمكن إن ظاهرها يبدو حقًا، ولكنه يريد بها أن يفهم السامع غير الحقيقة!
والذي يحب الحق، لا يقدم أنصاف الحقائق بطريق خداعة، وإنما يقول الحق، كل الحق..
ترى في أي نوع من كل هذا، تضع نفسك؟





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

ما أعجب أشخاص يعطيهم الله نعمة، فيحولونها إلى نقمة.
المال نعمة، والجمال نعمة، والفن نعمة، والحرية نعمة، كذلك العلم، والسلطة، والنظام. ولكن ما أسهل عمليا أن تتحول كل هذه إلى نقمات، بوسائل شتى!
بسوء الاستخدام يمكن أن تتحول هذه النعم إلى نقمات.
فالمال يشترى الذمم ويبيعها، والجمال يصبح أداة للغواية، والفن يتحول إلى العبث والملاهي، والحرية تصبح وسيلة للاستهتار واللامبالاة. والسلطة تصير وسيلة للتحكم. والعلم يستخدم في الاختراعات المهلكة والأشياء الضارة. والنظام بسوء الاستخدام يتحول إلى روتين وأداة للتعطيل!!

ويمكن أن تتحول هذه النعم -بالمنافسة- إلى نقمات!
ففي سبيل التنافس في ميادين المال والعلم والسلطة والفن، ما أسهل أن يعادى الإنسان أخاه. وتنتشر الكراهية والشائعات. ويحدث تصارع، يفقد فيه الإنسان إنسانيته ومحبته لغيره.
بل ماذا أقول؟ حتى الخدمة، خدمة الرب!!
يمكن أن يدخل الشيطان أيضًا في جو الخدمة، لكي يحوله إلى نقمة. فإذا في الخدمة اختلافات في الرأي، تتحول إلى صراعات ورغبات في الإصلاح تتحول إلى تدمير وتخريب وتشهير. وإذا في الخدمة أيضًا تنافس على القيادة والرئاسة، مثلما في العالميات أيضًا..!
وكما أن الاختراع الواحد يمكن أن يستخدم للخير والشر، كذلك جميع الإمكانيات الأخرى.
الأمر إذن يتوقف على الإنسان ذاته، على القلب والعقل والإدارة، بها يصير الأمر نعمة ونقمة.
في عصور الاستشهاد، كان الاضطهاد يبدو نقمة. ولكن القديسين حولوه إلى نعمة، ونالوا بركاته وأكاليله . وصارت دماء الشهداء بِذارًا للإيمان، وازدادت الكنيسة روحانية، والتصقت بالرب أكثر وتعمقت في القداسة استعدادًا للأبدية.
كذلك التجارب والأمراض، حولها القديسون إلى بركة..
لا تقل إذن هذا الأمر نعمة، وهذا نقمة..
إنما قل: يمكن تحويله إلى نعمة، يمكن تحويله إلى نقمة.
القلب الحكيم يحول النقمة إلى نعمة، حتى الخطية ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ يأخذ منها انسحاقًا واتضاعًا وحرصا وإشفاقا على المخطئين.




=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
الرجل النبيل، لا يبني راحته على تعب الآخرين.

بل النبيل هو الذي يضحي براحته، لكي يريح غيره.

+ قد تشعر الأم أن راحتها في أن يكون ابنها إلى جواره. وفي نفس الوقت قد تكون راحة الابن في أن يبعد عن البيت، يسافر، يهاجر، ويترهب، وينفرد في بيت خاص مع زوجته. وهنا يكون النبل أن تتركه أمه، ولا تصر على راحتها إلى جواره.



+ قد تكون راحتك في أن تلهو، وترفع صوتك، وترفع صوت الراديو والميكروفون، وتقيم حفلة.. ولكن النبل هو أن تضحي بكل هذا، إن كان غيرك محتاجًا إلى الهدوء، للمذاكرة، وللمرض وللنوم. فلا يليق أن تحرمه من راحته لأجل متعتك.

+ وقد تجد راحتك في أن تنفس عما في داخلك، وتنتقد، وتجرح شعور إنسان والنبل يقول لك: لا.

+ كثير من النبلاء، كبار القلوب، لا يشاءون أن ينافسوا غيرهم في شيء بل يتركون لهم المجال، حبًا لهم، وزهدًا فيما يريدونه. وكما قال أحد القديسين ازهد فيما هو في أيدي الناس، يحبك الناس.

+ الإنسان النبيل، يصمت ليعطى غيره فرصة يتكلم فيها. ولكن إن أراد غيره أن يسمعه، فحينئذ يتحدث.

+ ليس معنى هذا أن النبيل يسير على هوى الناس، أيًا كان! فإن كانت راحة الناس في ما هو خطأ، فإنه لا يشترك معهم في ذلك. لأن إرضاء الله أهم من إرضاء الناس. ولأنه يريد للناس راحة حقيقية، وهذه لا تكون في تشجيعهم على الخطأ!

لذلك حاول أن تربح الناس على قدر طاقتك، بشرط أن تربح ضميرك أيضًا، مبتعدًا عن التدليل الذي يتلف من هو أصغر منك، والطاعة التي تتلف من هو أكبر منك. والذي لم تستطيع أن تريحه بتحقيق رغباته الخاطئة، حاول أن تريحه نفسيًا، بإقناعه، وبكلمة طيبة.

وكما قال الكتاب: "إن كان ممكنًا، فحسب طاقتكم، سالموا جميع الناس" (رو 12: 18).


=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
أقدم علاقة، وأكثر العلاقات دواما، هي علاقة الله بالإنسان..

إنها علاقة أزلية، حينما كنا في عقل الله فكرة، وفي قلبه مسرة.. وهى علاقة أبدية، لأنها لا تنتهي.

أما العلاقات بالبشر، فهي علاقات ترتبط بوقت معين من الزمان، وبمكان معين من الأرض، وبغرض محدد.


وتستمر علاقات الناس إلى الأبد، إذا اشتركوا معًا في عمل الخير، وفي إرضاء الله، وأتيح لهم بذلك أن يلتقوا معًا في حضن الله، في الأبدية..

إذن العلاقة الثابتة الدائمة هي العلاقة بالله..

وتكون العلاقة بالبشر ثابتة أيضًا ودائمة، إن كان الله طرفًا فيها.. إن ارتبطت هذه العلاقة بوصية من وصايا الله، وبإحدى القيم السامية التي وضعها الله كقاعدة للمعاملات بين الناس. أما غير هذا، فزائل..

إن كانت العلاقة بالله هكذا، فينبغي أن توضع في قمة اهتماماتنا، ونفضلها على كل شيء، وعلى كل أحد، ونفضلها أيضًا على الذات ومتطلباتها..

وإن اصطدمت محبة الله، بأية محبة أخرى، تجعل الله قبل الكل، كما قال بفمه الطاهر: (من أحب أبًا وأمًا أكثر منى فلا يستحقني)..

وهكذا لا نحب أحدًا من الناس، ولا نجامل ونرضى أحدًا من الناس، على حساب محبتنا لله. وكما قال الرسول: (لو كنت بعد أرضى الناس، فلست عبدا للمسيح) (غل 1: 10). حتى ولا الذات فمن أجل الله يكون الإنسان مستعدًا أن ينكر نفسه، وأن يحمل صليبه..

والذين أحبوا الله من كل القلب والفكر حسب الوصية، هؤلاء تفرغوا له تمامًا كالآباء المتوحدين، الذين كان شعارهم هو (الانحلال من الكل للارتباط بالواحد).

فليكن الله بالنسبة إلينا، ليس فقط الأول، إنما الكل. هو الذي سنعيش معه في الأبدية، وبمحبتنا له يتقرر مصيرنا، ويتحدد نوع حياتنا.



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

الذي يجب الحق، ويدافع باستمرار عن الحق..

ينبغي قبل أن يأخذ حق الله من الناس، يأخذ حق الله أولًا وقبل كل شيء، من نفسه هو.

الذي يجب الحق، لا يجامل نفسه أبدًا، ولا يجامل أحدًا من أحبائه، على حساب الحق. لأنه يحب الحق من كل قلبه أكثر مما يحب أحدًا من الناس..

ومحب الحق، له ميزان واحد فقط، يزن به للكل. فلا يَصُفّ عن البعوضة لأحد، ولا يبلع الجمل لآخر.


لا يدين أحدًا في شيء، بينما يبرر غيره في نفس الشيء، بسبب عواطفه تجاه هذا وتجاه ذاك.

ولا مانع عنده أن يدين نفسه في عمل من الأعمال، ويرفض أن يبرر ذاته، إذ يري أن تبرير الذات هو أمر لا يتفق مع الحق. ويضع أمامه قول الرب: "مبرئ المذنب، ومذنب البريء، كلاهما مكرهة للرب" (أم15:17).

والذي يحب الحق لا يظلم أحدًا، ولا يقبل أن يقع ظلم على أحد، حتى لو كان ممن يعادونه..

إنه يحب الحق بعيدًا عن الطائفية والتعصب، لا فرق عنده بين قريب وغريب. لا يتأرجح الحق عنده بعوامل تتصل بالدين والجنس والقرابة..

الحق اسم من أسماء الله. فالذي يحب الحق، يحب الله. والذي يبعد عن الحق، يبعد عن الله..

والذي يسير في طريق الحق، يتحرر من الباطل، ومن الزيف، ومن الرياء، ومن التملق والنفاق، ومن التظاهر، لأنها كلها أمور ضد الحق.

كلمة الحق لها قوتها، وإن صدرت من فم طفل صغير، لأن قوة الحق تنبع من ذاته وليس من الخارج.

وبعكس ذلك الباطل، فليس له قوة في ذاته، مهما كانت قوة المدافع عنه.

الحق قد يبدو أولًا منهزمًا، ثم ينتصر أخيرًا.

لابد للحق أن يحتمل، ليعبر عن محبته الله.

الذي يقوده الحق، يفرح بقيادته، ويتغذى بالحق ويحيا.



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

القلب القوى، هو القلب الصامد، الذي لا تقوى عليه العوامل الخارجية، فلا يهتز بسبب من الخارج.

القلب القوى، لا تغيره كلمة مهما كانت قاسية. ولا تزعجه معاملة مهما كانت شاذة، ولا تغريه إغراءات، ولا تهزه إثارات، إنه صامد، لا تتحكم فيه سوى مبادئه التى يؤمن بها، ومثالياته التي يتمسك بها..

القلب القوى لا يحوله الكبرياء مال وجاه ومنصب ورفعة مادية وروحية. كما لا يسقطه في صغر النفس ما هو عكس هذا.



القلب القوى، لا ينتصر عليه القلق ولا اليأس، ولا الاضطراب ولا الخوف، بل يسمع قول الرسول: (كونوا راسخين غير متزعزعين) (1كو 15: 58).

ولقوة القلب أسباب، بعضها طبيعي، وبعضها من النعمة.

هناك إنسان قوى القلب بطبعه، كالأسد، فيه جسارة، وله بسالة، ولا يخاف. ولكنه قد يكون روحيًا، وقد لا يكون. وقد يظهر قوة في مجالات معينة، ثم يضعف أمام دمعة ورجاء، أمام أم وأبن. وقد يضعف أمام رغبة معينة لا يستطيع مقاومته.

وإنسان آخر، سبب قوته يتركز في روحياته..

فالإنسان الزاهد في كل شيء، يكون دائمًا قويًا، لأنه لا يحرص على شيء، ولا يشتهى شيئًا، ولا توجد فيه نقطة ضعف يحاربه بها العدو. كما قال القديس أوغسطينوس: (جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي أني لا أشتهى شيئًا، ولا أخاف شيئًا).

وقد يكون سبب قوة الإنسان محبته للأبدية، فأصبح الموت نفسه لا يخيفه

وقد يكون سبب قوة قلبه، محبته للحق، والحق دائما قوى مهما صادمته المقاومات.

وقد يكون سبب قوة القلب، هو الإيمان..

الإيمان بقوة الله التي معه، والتي تحرسه وتحميه، والتي تعطيه معونة من الروح القدس، كما قال الرب: (ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم) وكما قال بولس: (أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني).


=
 
أعلى