سلام و نعمة رب المجد يسوع المسيح
لاحظنا من فترة تكرار هذا الموضوع على السنة الاخوة المسلمين, مُستشهدين ببعض النصوص الكتابية الكريمة (بصورة مغلوطة) مُدعيين ان المسيح نفى الصلاح عن نفسه و هذا بعيد كل البعد عن الحقائق المذكورة في الكتاب المقدس التي تشهد ان المسيح صالح
طريقة صياغة الشبهة لا تختلف عن سابقاتها التي تعتمد بشكل اساسي على التفسير الشخصي للنص و تحميله اكثر مما يحمله حقيقةً
الشبهة تتلخص بالاستشهاد بأحد او كل النصوص التي في
متى 19 : 16ـ17:
[Q-BIBLE]16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»
17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». [/Q-BIBLE]
و مرقس 10 : 17ـ18
[Q-BIBLE]17 وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»
18 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. [/Q-BIBLE]
و لوقا 18 : 18ـ19
[Q-BIBLE]18 وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»
19 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. [/Q-BIBLE]
فطارح الشبهة يحاول القول ان سؤال المسيح لماذا تدعوني صالحاً هو نفي للصلاح و انه يحاول القول ان المسيح ليس صالحاً!
للرد على هذه الشبهة و تنفيدها سنُقسم الرد و نلخصه في النقاط التالية:
1. شرح معنى النص (او النصوص)
متى 19 : 16ـ17:
[Q-BIBLE]16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»
17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». [/Q-BIBLE]
النص الكريم تكرر في الاناجيل الثلاثة, متى و مرقس و لوقا
سنكتفي بشرح ما جاء في متى فالنص واحد و المعنى واحد أيضاً
و خير بداية هي الاستعانة بالتفاسير المُعتمدة التي هي حجة علينا و واجب على غيرنا, فالحوار العملي يعتمد على مصادر و من خيرة هذه المصادر نذكر بعضها:
تفسير تادرس يعقوب (1)
و هناك العديد من التفاسير الرائعة التي تفسر النص الكريم بنفس الطريقة, سأترك للقارئ الكريم مراجعتها للتعمق و التأكد و لن اغرق الموضوع بنصوص التفاسير لكن أكتفي بذكر مراجعة كل من تفسير
Albert Barnes و Adam Clarke و John Gill و Matthew Henry و John Wesley و PNT
اضافة بسيطة
هناك تكملة العدد التي يتجاهل المسلمون الاستشهاد بها, فالعدد 17 يقول:
[Q-BIBLE]
17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».
[/Q-BIBLE]
فالمسيح هنا اجاب على استفسار الشاب و لم يرفض اللقب ولا السؤال بل دله الى الحياة الابدية لكونه صالحاً ويعرف الرد على السؤال
2. الرد على مغالطات الشبهة
كما قدمنا في التفاسير أعلاه, فالمسيح لم يقل انه غير صالح, لا في هذه الحادثة و لا في هذا النص و لا في أي نص أخر في الكتاب المقدس بكل اسفاره
المسيح أيضاً لم يطلب من الشاب الرئيس الغني ان لا يدعوه صالحاً, كيف يطلب منه ذلك و هو أعلن انه صالح؟ (سنتعمق أكثر في الشق الرابع)
و بذلك محور الشبهة هو محور هش جداً لأنه مبني على تخيلات و استنتاجات غير موجودة في النصوص الكريمة و بذلك نكون وضحنا المغالطات المذكورة في هذه الشبهة الوهمية و الاسس التي ترتكز عليها
3. شرح معنى صالح
الكتاب المقدس يذكُر لنا في نصوص عديدة (في العهدين) كلمة صالح و بار, لكن الكلمة لها معنين
المعنى الأول الصلاح البشري:
الصلاح البشري يتمثل بأتباع الشرائع و التعاليم الالهية قدر المُستطاع بصورة مُرفقة بالتوبة و الصلاة لطلب الغفران
هذا النوع من الصلاح ليس صلاحاً كاملاً, و صاحبه لا يرتقي الى الصلاح الالهي لانك الكتاب المقدس يفرق بكل وضوح بين الصلاح البشري و الصلاح الالهي بكون الصلاح البشري قاصر اما الصلاح الالهي فهو كامل و بدون اي خطيئة, اذ يقول الكتاب المقدس:
المزامير الأصحاح 14 العدد 3
[Q-BIBLE]الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. [/Q-BIBLE]
رومية الأصحاح 3 العدد 12
[Q-BIBLE]
الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.
[/Q-BIBLE]
العدد 23
[Q-BIBLE]
إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ
[/Q-BIBLE]
المعنى الثاني الصلاح الالهي:الصلاح الالهي هو الصلاح الكامل, الصلاح التام, فالله هو الوحيد الذي لا يُخطئ, الله هو الوحيد الصالح الصلاح الكُلي و ليس الجزئي (البشري) فقط
اذاً, هناك فرق بين صلاح البشر بصورة جزئية و بصورة قاصرة و بين صلاح الله الكامل, و صلاح الله الكامل يتمثل بكون الله لا يُخطئ مُطلقاً
4. إثبات ان المسيح صالح بفم المسيح الطاهر
المسيح صرح بالحرف الواحد انه صالح:
يوحنا الأصحاح 10 العدد 11
[Q-BIBLE]
أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.
[/Q-BIBLE]
[Q-BIBLE]
14 أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي
[/Q-BIBLE]
المسيح صرح ان صلاحه هو صلاح تام, لأنه لم يعمل خطيئة:
متى 8
[Q-BIBLE]
46 مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟
[/Q-BIBLE]
و بالتالي فأن صلاح المسيح المذكور في يوحنا هو صلاح الهي, صلاح كُلي
هذا يقودنا ايضا الى ان المسيح هو الله, لأن الكتاب المقدس يقول ان الجميع اخطأوا ما عدا الله و المسيح لم يُخطئ مطلقاً, و بما ان المسيح و الاب واحد, اذاً المسيح هو صالح
5. إثبات ان المسيح صالح و بار بشهادة التلاميذ في الاسفار التي كتبوها بالوحي
اعمال الرسل الأصحاح 3 العدد 14
[Q-BIBLE]
وَلَكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ.
[/Q-BIBLE]
اعمال الرسل الأصحاح 7 العدد 52
[Q-BIBLE]
أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ
[/Q-BIBLE]
رسالة بطرس الأولى الاصحاح 2
[Q-BIBLE]1 فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ،
2 وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ الآنَ اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ -
3 إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ.
4 الَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَراً حَيّاً مَرْفُوضاً مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ، [/Q-BIBLE]
بطرس 1 الأصحاح 3 العدد 18
[Q-BIBLE]
فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ،
[/Q-BIBLE]
الخلاصة:
المسيح لم ينفي الصلاح عن نفسه, المسيح لم يطلب من الشاب ان لا يناديه بالصالح بل اراد منه ان يعرف ان اللقب هذا هو لله وان ارادمناداته به فيجب ان يناديه بكونه الله و ليس لكونه معلماً, فترك له الفرصة ان يعلن و يعترف بأنه و أنه صالح و بالتالي هو الله
المسيح ذكر انه صالح و ذكر انه لم يرتكب خطيئة مُطلقاً و وفقاً للشرح الذي قدمناه لمعنى الصلاح في الكتاب المقدس, فالله هو الوحيد الذي لم يُخطئ و بالتالي المسيح هو كُلي الصلاح اذ هو الله
رُسل و تلاميذه المسيح ذكروا ان المسيح صالح و بار و سبب و منبع كل بر و صلاح, بل ان احدى ثمار الروح القدس هي الصلاح
و بذلك لو كان المسيح يقصد نفي الصلاحعن نفسه كما جاء في متى و مرقس و لوقا, فكان الاجدر بلوقا ان يرفضه في سفر اعمال الرسل, لكنه بالعكس اكده و أكد بره و صلاحه
نحن نعرف ايضاً ان لوقا هو تلميذ بولس و لو كان لوقا يقصد بأنجيله ان المسيح ليس صالحاً لما ذكر بولس في اعمال الرسل ان المسيح صالح و بار ايضاً
كما ان الرسول بولس استشهد ايضاً بنصين كريمين أن المسيح هو صالح و هو بار (لوقا و بولس كتبوا سفر اعمال الرسل)
نقول كلامنا هذا و نختم ردنا هذا بملاحظة صغيرة و هي ان النص هذا هو فقط احد النصوص الكثيرة الكثيرة التي تثبت ألوهية المسيح له كُل المجد, فمن يحبث في موضوع مُعين وجب بحثه في كل جوانبه و لا يجوز الاقتصار على نص واحد و بناء خلاصة باطلة مبنية على تفاسير شخصية مغلوطة و على نصوص خيالية لا يحتويها النص
سلام و نعمة
______________________
المصادر:
(1) تفسير تادرس يعقوب لانجيل متى الاصحاح 19
(2) تفسير انطونيوس فكري لانجيل متى الاصحاح 19
(3) تفسير الكتاب المقدس للمؤمن لوليم مكدونلد لانجيل متى الاصحاح 19
لاحظنا من فترة تكرار هذا الموضوع على السنة الاخوة المسلمين, مُستشهدين ببعض النصوص الكتابية الكريمة (بصورة مغلوطة) مُدعيين ان المسيح نفى الصلاح عن نفسه و هذا بعيد كل البعد عن الحقائق المذكورة في الكتاب المقدس التي تشهد ان المسيح صالح
طريقة صياغة الشبهة لا تختلف عن سابقاتها التي تعتمد بشكل اساسي على التفسير الشخصي للنص و تحميله اكثر مما يحمله حقيقةً
الشبهة تتلخص بالاستشهاد بأحد او كل النصوص التي في
متى 19 : 16ـ17:
[Q-BIBLE]16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»
17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». [/Q-BIBLE]
و مرقس 10 : 17ـ18
[Q-BIBLE]17 وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»
18 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. [/Q-BIBLE]
و لوقا 18 : 18ـ19
[Q-BIBLE]18 وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»
19 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. [/Q-BIBLE]
فطارح الشبهة يحاول القول ان سؤال المسيح لماذا تدعوني صالحاً هو نفي للصلاح و انه يحاول القول ان المسيح ليس صالحاً!
للرد على هذه الشبهة و تنفيدها سنُقسم الرد و نلخصه في النقاط التالية:
- شرح معنى النص (او النصوص)
- الرد على مُغالطات الشبهة
- شرح معنى صالح
- إثبات ان المسيح صالح بفم المسيح الطاهر
- إثبات ان المسيح صالح بشهادة التلاميذ في الاسفار التي كتبوها بالوحي
1. شرح معنى النص (او النصوص)
متى 19 : 16ـ17:
[Q-BIBLE]16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»
17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». [/Q-BIBLE]
النص الكريم تكرر في الاناجيل الثلاثة, متى و مرقس و لوقا
سنكتفي بشرح ما جاء في متى فالنص واحد و المعنى واحد أيضاً
و خير بداية هي الاستعانة بالتفاسير المُعتمدة التي هي حجة علينا و واجب على غيرنا, فالحوار العملي يعتمد على مصادر و من خيرة هذه المصادر نذكر بعضها:
تفسير تادرس يعقوب (1)
جاء هذا الشاب وكأنه يمثّل الأغنياء، وجاءت إجابة السيِّد تكشف عن إمكانيّة دخول الأغنياء الملكوت خلال الباب الضيق. ولكن قبل أن يجيبه على سؤاله قال له: "لماذا تدعوني صالحًا؟! ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله" [17].إنه لم يقل "لا تدعوني صالحًا"، إنّما رفض أن يدعوه هكذا كمجرد لقب، ما لم يؤمن بحق أنه الصالح وحده. فقد اِعتاد اليهود على دعوة رجال الدين بألقابٍ لا تليق إلا بالله وحده، وقد أراد السيِّد تحذيرهم بطريقة غير مباشرة. وكأنه السيِّد يقول له: إن آمنت بي أنا الله فلتقبلني هكذا وإلا فلا. هذا وقد أكّد السيِّد نفسه أنه صالح، فيقول: "أنا هو الراعي الصالح" (يو 10: 11)، كما يقول: "من منكم يبكِّتني على خطيّة؟" (يو 8: 46)
تفسير انطونيوس فكري (2)
تفسير انطونيوس فكري (2)
أيها المعلم الصالح.. لماذا تدعونى صالحاً.. ليس صالح إلاّ واحد وهو الله المسيح لم يقل له لا تدعونى صالحاً، والمسيح قال عن نفسه، أنا هو الراعى الصالح (يو11:10). ولكن المسيح أراد ألاّ يكلمه الشاب بلا فهم كما إعتادوا أن يكلموا معلمى اليهود، إذ يطلقون عليهم ألقاب لا تطلق إ لاّ على الله وحده والمسيح لا ينخدع بالألقاب التى تقال باللسان، بل هو يطلب إيمان هذا الشاب القلبى بأنه هو الله، وانه هو الصالح وحده "من منكم يبكتنى على خطية (يو 46:8). والمسيح كان يقود الشاب خطوة خطوة. وكانت الخطوة الأولى أن يقوده للإيمان به، أنه هو الله، فبدون الإيمان لا يمكن فعلاً حفظ وصايا الناموس وبالتالى لا يمكن له أن يرث الحياة الأبدية. وإذا آمن هذا الشاب لأمكنه حفظ الوصايا. فكيف يصير كاملاً ؟
تفسير وليم مكدونلد (3)
أما يسوع فأمتحنه فيهاتين المسألتين, فبسؤاله اياه (لماذا تدعوني صالحا؟ ليس احد صالحاً الا واحد وهو الله) لميكن ينكر ألوهيته بل كان يعطي ذلك الشاب فرصة ليقول: (لذلك ادعوك صالحاً, فأنت الله)
تفسير وليم مكدونلد (3)
أما يسوع فأمتحنه فيهاتين المسألتين, فبسؤاله اياه (لماذا تدعوني صالحا؟ ليس احد صالحاً الا واحد وهو الله) لميكن ينكر ألوهيته بل كان يعطي ذلك الشاب فرصة ليقول: (لذلك ادعوك صالحاً, فأنت الله)
و هناك العديد من التفاسير الرائعة التي تفسر النص الكريم بنفس الطريقة, سأترك للقارئ الكريم مراجعتها للتعمق و التأكد و لن اغرق الموضوع بنصوص التفاسير لكن أكتفي بذكر مراجعة كل من تفسير
Albert Barnes و Adam Clarke و John Gill و Matthew Henry و John Wesley و PNT
اضافة بسيطة
هناك تكملة العدد التي يتجاهل المسلمون الاستشهاد بها, فالعدد 17 يقول:
[Q-BIBLE]
17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».
[/Q-BIBLE]
فالمسيح هنا اجاب على استفسار الشاب و لم يرفض اللقب ولا السؤال بل دله الى الحياة الابدية لكونه صالحاً ويعرف الرد على السؤال
2. الرد على مغالطات الشبهة
كما قدمنا في التفاسير أعلاه, فالمسيح لم يقل انه غير صالح, لا في هذه الحادثة و لا في هذا النص و لا في أي نص أخر في الكتاب المقدس بكل اسفاره
المسيح أيضاً لم يطلب من الشاب الرئيس الغني ان لا يدعوه صالحاً, كيف يطلب منه ذلك و هو أعلن انه صالح؟ (سنتعمق أكثر في الشق الرابع)
و بذلك محور الشبهة هو محور هش جداً لأنه مبني على تخيلات و استنتاجات غير موجودة في النصوص الكريمة و بذلك نكون وضحنا المغالطات المذكورة في هذه الشبهة الوهمية و الاسس التي ترتكز عليها
3. شرح معنى صالح
الكتاب المقدس يذكُر لنا في نصوص عديدة (في العهدين) كلمة صالح و بار, لكن الكلمة لها معنين
المعنى الأول الصلاح البشري:
الصلاح البشري يتمثل بأتباع الشرائع و التعاليم الالهية قدر المُستطاع بصورة مُرفقة بالتوبة و الصلاة لطلب الغفران
هذا النوع من الصلاح ليس صلاحاً كاملاً, و صاحبه لا يرتقي الى الصلاح الالهي لانك الكتاب المقدس يفرق بكل وضوح بين الصلاح البشري و الصلاح الالهي بكون الصلاح البشري قاصر اما الصلاح الالهي فهو كامل و بدون اي خطيئة, اذ يقول الكتاب المقدس:
المزامير الأصحاح 14 العدد 3
[Q-BIBLE]الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. [/Q-BIBLE]
رومية الأصحاح 3 العدد 12
[Q-BIBLE]
الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.
[/Q-BIBLE]
العدد 23
[Q-BIBLE]
إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ
[/Q-BIBLE]
المعنى الثاني الصلاح الالهي:
اذاً, هناك فرق بين صلاح البشر بصورة جزئية و بصورة قاصرة و بين صلاح الله الكامل, و صلاح الله الكامل يتمثل بكون الله لا يُخطئ مُطلقاً
4. إثبات ان المسيح صالح بفم المسيح الطاهر
المسيح صرح بالحرف الواحد انه صالح:
يوحنا الأصحاح 10 العدد 11
[Q-BIBLE]
أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.
[/Q-BIBLE]
[Q-BIBLE]
14 أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي
[/Q-BIBLE]
المسيح صرح ان صلاحه هو صلاح تام, لأنه لم يعمل خطيئة:
متى 8
[Q-BIBLE]
46 مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟
[/Q-BIBLE]
و بالتالي فأن صلاح المسيح المذكور في يوحنا هو صلاح الهي, صلاح كُلي
هذا يقودنا ايضا الى ان المسيح هو الله, لأن الكتاب المقدس يقول ان الجميع اخطأوا ما عدا الله و المسيح لم يُخطئ مطلقاً, و بما ان المسيح و الاب واحد, اذاً المسيح هو صالح
5. إثبات ان المسيح صالح و بار بشهادة التلاميذ في الاسفار التي كتبوها بالوحي
اعمال الرسل الأصحاح 3 العدد 14
[Q-BIBLE]
وَلَكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ.
[/Q-BIBLE]
اعمال الرسل الأصحاح 7 العدد 52
[Q-BIBLE]
أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ
[/Q-BIBLE]
رسالة بطرس الأولى الاصحاح 2
[Q-BIBLE]1 فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ،
2 وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ الآنَ اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ -
3 إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ.
4 الَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَراً حَيّاً مَرْفُوضاً مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ، [/Q-BIBLE]
بطرس 1 الأصحاح 3 العدد 18
[Q-BIBLE]
فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ،
[/Q-BIBLE]
الخلاصة:
المسيح لم ينفي الصلاح عن نفسه, المسيح لم يطلب من الشاب ان لا يناديه بالصالح بل اراد منه ان يعرف ان اللقب هذا هو لله وان ارادمناداته به فيجب ان يناديه بكونه الله و ليس لكونه معلماً, فترك له الفرصة ان يعلن و يعترف بأنه و أنه صالح و بالتالي هو الله
المسيح ذكر انه صالح و ذكر انه لم يرتكب خطيئة مُطلقاً و وفقاً للشرح الذي قدمناه لمعنى الصلاح في الكتاب المقدس, فالله هو الوحيد الذي لم يُخطئ و بالتالي المسيح هو كُلي الصلاح اذ هو الله
رُسل و تلاميذه المسيح ذكروا ان المسيح صالح و بار و سبب و منبع كل بر و صلاح, بل ان احدى ثمار الروح القدس هي الصلاح
و بذلك لو كان المسيح يقصد نفي الصلاحعن نفسه كما جاء في متى و مرقس و لوقا, فكان الاجدر بلوقا ان يرفضه في سفر اعمال الرسل, لكنه بالعكس اكده و أكد بره و صلاحه
نحن نعرف ايضاً ان لوقا هو تلميذ بولس و لو كان لوقا يقصد بأنجيله ان المسيح ليس صالحاً لما ذكر بولس في اعمال الرسل ان المسيح صالح و بار ايضاً
كما ان الرسول بولس استشهد ايضاً بنصين كريمين أن المسيح هو صالح و هو بار (لوقا و بولس كتبوا سفر اعمال الرسل)
نقول كلامنا هذا و نختم ردنا هذا بملاحظة صغيرة و هي ان النص هذا هو فقط احد النصوص الكثيرة الكثيرة التي تثبت ألوهية المسيح له كُل المجد, فمن يحبث في موضوع مُعين وجب بحثه في كل جوانبه و لا يجوز الاقتصار على نص واحد و بناء خلاصة باطلة مبنية على تفاسير شخصية مغلوطة و على نصوص خيالية لا يحتويها النص
سلام و نعمة
______________________
المصادر:
(1) تفسير تادرس يعقوب لانجيل متى الاصحاح 19
(2) تفسير انطونيوس فكري لانجيل متى الاصحاح 19
(3) تفسير الكتاب المقدس للمؤمن لوليم مكدونلد لانجيل متى الاصحاح 19