العدد 2: آية 2 :- و اردك و اقودك و اصعدك من اقاصي الشمال و اتي بك على جبال اسرائيل
الله هو الذى يرده ويقوده ويصعده = فهو لم يتحرك هكذا لأنه هو أراد ذلك، بل لأن الله أراد. أقاصى الشمال = فاليونانيون والرومان جاءوا من الشمال وهكذا الأشوريون والبابليون من قبل. وهكذا فى أواخر الأيام سيحدث أن يأتى الأعداء على إسرائيل من الشمال. ولاحظ سآتى بك على جبال إسرائيل = جبال إسرائيل تشير للكنيسة المرتفعة العالية الثابتة كالجبل. والله هو الذى سيأتى به، ولكن لماذا يسمح الله بأن يأتى هذا العدو على الكنيسة فى هذا الوقت ؟ ذلك لأن محبتها بردت لكثرة الإثم مت 24 : 12 فيكون ذلك ليدفع الله كنيسته للتوبة فلا تهلك. وقد يتحقق هذا حرفياً فى نهاية الأيام، فتحضر جيوش إلى أورشليم فعلاً، وتكون أورشليم فى ذلك الوقت مؤمنة بضد المسيح (الذى سيكون مقره أورشليم رؤ 11 : 8) وتضرب هذه الجيوش أورشليم ولا يستطيع ضد المسيح هذا أن ينقذ من آمن به وتبعه، وهنا يتدخل الله وينقذهم ويعرفوا المسيح الحقيقى ويؤمنوا به، قارن مع آية 27 فى نفس الإصحاح. وفى زك 14 : 1 – 5 نجد هذا المفهوم، بل نفهم أن الزلزال الرهيب الذى سيحدث سيكون وسيلة ينقذ بها المسيح شعبه فيعرفوه ويخلصوا العدد 3- 5: الآيات 3 – 5 :- و اضرب قوسك من يدك اليسرى و اسقط سهامك من يدك اليمنى. فتسقط على جبال اسرائيل انت و كل جيشك و الشعوب الذين معك ابذلك ماكلا للطيور الكاسرة من كل نوع و لوحوش الحقل. على وجه الحقل تسقط لاني تكلمت يقول السيد الرب
الله هو الذى سيضرب سلاحه، بل يضرب جيشه كما حدث يوم ال 185000. ويكون القتلى كثيرين حتى تشبع منهم الطيور الكاسرة والوحوش رؤ 19 : 17 – 21. وروحياً فالمؤمنين يكونون كالطيور المحلقة فى السماويات وكالوحوش الكاسرة فى حربهم ضد العدو وضد الخطية، أما النار التى تحرقه فهى نار الروح الإلهى الساكن فينا ويطهرنا من كل خطيئة، فهو روح الإحراق والتطهير أش 4 : 4. هذه هى النار التى تنزل على ماجوج (آية 6). والله دائماً يسقط سلاح عدونا إبليس من يده العدد 6: آية 6 :- وارسل نارا على ماجوج و على الساكنين في الجزائر فيعلمون اني انا الرب
الساكنين فى الجزائر آمنين = كلمة آمنين تفترق تماماً عن معنى من يعيش فى سلام داخلى. فالسلام الداخلى هو عطية من الله. وأما الإحساس بالأمن الكاذب نتيجة القوة العسكرية أو الإقتصادية.... الخ فهذا راجع لإيحاءات وخداعات الشياطين، فهم يخدعون البشر بأن كل شئ على ما يرام، فالمال متوفر، والمستقبل سعيد، والإستجابة لكل شهوة موجودة فى العالم. والجزائر محاطة بماء البحر المالحة، وهى عادة خصبة أى غنية، ولكن إحاطتها بمياه البحار يشير للغارقين فى شهوات العالم شاعرين بالأمان الكاذب... فهل تعنى الجزائر الدول الغربية ؟؟ وهذه الأماكن سيرسل الله عليها ضرباته فيعلمون أنى أنا الرب. وعلينا أن نعلم أن السبيل الوحيد للأمان الحقيقى والسلام الداخلى هو التوبة. العدد 7: آية 7 :- و اعرف باسمي المقدس في وسط شعبي اسرائيل و لا ادع اسمي المقدس ينجس بعد فتعلم الامم اني انا الرب قدوس اسرائيل
الله بضرباته سيعرف شعبه أنه هو المسيح الحقيقى = بإسمى المقدس ولا أدع إسمى المقدس يتنجس بعد = حين يتخلوا عن إيمانهم بضد المسيح فتعلم الأمم = الله فى محبته، عينه على الجميع، فهو يريد إيمان الأمم والشعوب الذين لم يؤمنوا به حتى الآن. ولنلاحظ أن من يعرف إسم الله القدوس لا يجرؤ على تدنيسه. وبسبب الخطية والجهل به يكون البعض فى جرأة بل هم يستخفون بإسم الله. والله له طرق متعددة منها هذه الضربات لنعرف إسمه القدوس، أى لنترك خطايانا ونرجع إليه. العدد 8- 9: آيات 8، 9 :- ها هو قد اتى و صار يقول السيد الرب هذا هو اليوم الذي تكلمت عنه.ويخرج سكان مدن اسرائيل و يشعلون و يحرقون السلاح و المجان و الاتراس و القسي و السهام و الحراب و الرماح و يوقدون بها النار سبع سنين
ها هو قد آتى وصار = هذا اليوم الذى يتكلم عنه هو يوم النهاية، ولكنه يذكره هنا بصيغة الماضى، كأن هذا قد تم، لأن ما سيحدث هو أكيد. هذا هو اليوم الذى تكلمت عنه = يوم إنكسار آخر أعداء كنيسة الله. ويدخل المؤمنون حالة سلام نهائى، إذ يلقى إبليس فى النار الأبدية، ويدخل المؤمنون الملكوت الأبدى، ولا يعود إبليس يحاربهم ويغويهم، أى لا يوجد عدو بعد، وبالتالى فلا داعى لوجود أسلحة، فيحرقون كل الأسلحة. وهناك نوعان من الأسلحة :-
أولاً :- الأسلحة التى بها يحارب شعب الله الشيطان (أف 6 : 11). والآن لا حروب
ثانياً :- أسلحة الشيطان التى بها يحارب الشيطان شعب الله، وهذه إنتهت فعاليتها فى السماء، فلم يعد لنا جسد ضعيف يتأثر بشهوات العالم
وبالتالى فسواء هذا النوع أو ذاك النوع من الأسلحة، فلا يوجد كلاهما فى الأبدية. مع ملاحظة أن رقم 7 هو رقم الكمال، فكونهم يحرقون هذه الأسلحة 7 سنين، أى هم يحرقونها وللأبد، فلم يعد لها إستعمال، بل تكون هذه الأسلحة أى الخطايا والشهوات التى أغوى بها الشيطان البشر هى نفسها وقود جهنم وبحيرة النار التى يلقى فيها الشيطان وتابعيه رؤ 20 : 15 العدد 10: آية 10 :- فلا ياخذون من الحقل عودا و لا يحتطبون من الوعور لانهم يحرقون السلاح بالنار و ينهبون الذين نهبوهم و يسلبون الذين سلبوهم يقول السيد الرب
هذه النار أبدية ووقودها أسلحة العدو نفسه (الخطايا) فالخطايا تحرق "أياخذ أنسانا ناراً فى حضنه ولا تحترق ثيابه" أم 6 : 27 – 29 ولن يحتطب أحد ليبقيها موقده فهى ستظل هكذا وللأبد. ويسلبون الذين سلبوهم = طالما قام الشياطين بسلبنا على الأرض، وفى السماء سنسلبهم نحن ونأخذ نصيبهم فى الأمجاد السماوية. العدد 11- 16: آيات 11 – 16 :- و يكون في ذلك اليوم اني اعطي جوجا موضعا هناك للقبر في اسرائيل و وادي عباريم بشرقي البحر فيسد نفس العابرين و هناك يدفنون جوجا و جمهوره كله و يسمونه وادي جمهور جوج. و يقبرهم بيت اسرائيل ليطهروا الارض سبعة اشهر. كل شعب الارض يقبرون و يكون لهم يوم تمجيدي مشهورا يقول السيد الرب.و يفرزون اناسا مستديمين عابرين في الارض قابرين مع العابرين اولئك الذين بقوا على وجه الارض تطهيرا لها بعد سبعة اشهر يفحصون. فيعبر العابرون في الارض و اذا راى احد عظم انسان يبني بجانبه صوة حتى يقبره القابرون في وادي جمهور جوج. و ايضا اسم المدينة همونة فيطهرون الارض
القبور تشير للموت والنجاسة لأن الموت كان نتيجة الخطية وهذه الأرض التى كانت شهوة أعداء الله ستكون لهم قبوراً ونجاسة. وهذه القبور ستكون فى وادى عباريم. وهذا الوادى خارج الأرض المقدسة شرقى نهر الأردن، ويفصله عن النهر سلسلة من الجبال منها جبل نبو الذى رأى منه موسى أرض الموعد دون أن يدخلها. والمعنى أن أعداء الله لن يدخلوا أرض الراحة، ويكون لهم قبور خارجها ومدفونين فى نجاسة أما شعب الله الذى لم يطيق أن يبقى فى هذه الأرض وصعد إلى الجبل ورأى أرض الموعد وإشتاق إليها وإحتقر الزمنيات فهذا يستطيع أن يدخل للأقداس السماوية. والمكان الذى يدفنون فيه يسمى همونة أى جمهور فالهالكين كثيرين. وقطعاً فهذا يشير أيضاً لهلاك الجيوش المعادية فى أزمنة النهاية فى الحرب الأخيرة. فيسد نفس العابرين = لنتأمل هذا العالم الذى كان شهوة للنظر وأصبح يسد نفس العابرين. وهكذا أولاد الله إكتشفوا أن العالم نفاية، هكذا أسماه سليمان "باطل الأباطيل" وأسماه بولس نفاية (فى 3 : 8). ويقبرهم بيت إسرائيل ليطهروا الأرض سبعة أشهر = هذا واجب سكان الأرض أن يطهروا العالم من الخطية. وهناك أشخاص مفرزون = أناساً مستديمين = عملهم التنقية (هم خدام الله... إكليروس وخدام). حتى العابرون = أى كل واحد من الشعب فكلنا فى الأرض مسافرون عابرون فى طريقنا للأقداس السماوية. فحتى هؤلاء العابرون إذا رأى أحد منهم عظم يبنى بجانبه صوة = هذا عمل الشعب أن ينبه الخدام لأماكن الخطية أو ينبه لإنحراف أى إنسان حتى يقوموا بدورهم بدعوته للتوبة فيقبروا نجاسته ويطهروا الأرض. وهذا إشارة للتطهير النهائى، فنحن ننتظر التبنى فداء أجسادنا رو 8 : 23 حين نلبس أجساداً ممجدة نورانية ونتطهر تماماً من الخطية التى سكنت أجسادنا الأرضية رو 7 : 17 – 20 وهذا لن يتم بالكامل سوى فى الحياة الآتية. العدد 17- 22: الآيات 17 – 22 :- و انت يا ابن ادم فهكذا قال السيد الرب قل لطائر كل جناح و لكل وحوش البر اجتمعوا و تعالوا احتشدوا من كل جهة الى ذبيحتي التي انا ذابحها لكم ذبيحة عظيمة على جبال اسرائيل لتاكلوا لحما و تشربوا دما.تاكلون لحم الجبابرة و تشربون دم رؤساء الارض كباش و حملان و اعتدة و ثيران كلها من مسمنات باشان و تاكلون الشحم الى الشبع و تشربون الدم الى السكر من ذبيحتي التي ذبحتها لكم.فتشبعون على مائدتي من الخيل و المركبات و الجبابرة و كل رجال الحرب يقول السيد الرب.و اجعل مجدي في الامم و جميع الامم يرون حكمي الذي اجريته و يدي التي جعلتها عليهم. فيعلم بيت اسرائيل اني انا الرب الههم من ذلك اليوم فصاعدا
يتضح هنا حجم الأهوال وضخامة عدد القتلى فى هذه المعركة الأخيرة. فهذا العدو سيذبحه الله وتأكله الطيور والوحوش رؤ 19 : 17 – 21 ويرى الناس مجد الله وحكمه. وأما بيت إسرائيل فيعلم إن المسيح هو الرب إلههم من الآن فصاعداً. وكثير من النبوات تشير لإيمان إسرائيل فى الأيام الأخيرة. وربما تكون هذه المعركة إثباتاً لهم أن المسيح الذى صلبوه كان هو المسيح الحقيقى. وإيمان إسرائيل فى نهاية الأيام يشير له بولس الرسول فى رسالته إلى رومية الإصحاح 11. العدد 23- 24: الآيات 23، 24 :- و تعلم الامم ان بيت اسرائيل قد اجلوا باثمهم لانهم خانوني فحجبت وجهي عنهم و سلمتهم ليد مضايقيهم فسقطوا كلهم بالسيف.كنجاستهم و كمعاصيهم فعلت معهم و حجبت وجهي عنهم.
هذه الآيات توكد ما سبق، فإسرائيل حين خان الله وصلبوا المسيح، حكم الله عليهم بالخراب "ها بيتكم يترك لكم خراباً" فهذه الأحداث الأخيرة والأهوال التى سيعانون منها، ستكون سبباً فى أنهم يفهمون أن كل ما حدث لهم من خراب على يد الرومان سنة 70 م ثم تشتتهم فى العالم أجمع، كان سببه غضب الله عليهم إذ صلبوا رب المجد. أجلوا بإثمهم = أى جعلهم الله يغادرون أرضهم ويتشتتوا فى العالم كله وسلمتهم ليد مضايقيهم = أسلمهم الله ليد الرومان سنة 70 م فضربوهم ضربة رهيبة. وكان هذا كله لأن الله حجب وجهه عنهم. فسقط من سقط بالسيف والباقى هرب وتشتت فى كل أنحاء العالم. العدد 25- 29: الآيات 25 – 29 :- ذلك هكذا قال السيد الرب الان ارد سبي يعقوب و ارحم كل بيت اسرائيل و اغار على اسمي القدوس. فيحملون خزيهم و كل خيانتهم التي خانوني اياها عند سكنهم في ارضهم مطمئنين و لا مخيف. عند ارجاعي اياهم من الشعوب و جمعي اياهم من اراضي اعدائهم و تقديسي فيهم امام عيون امم كثيرين.يعلمون اني انا الرب الههم باجلائي اياهم الى الامم ثم جمعهم الى ارضهم و لا اترك بعد هناك احدا منهم. و لا احجب وجهي عنهم بعد لاني سكبت روحي على بيت اسرائيل يقول السيد الرب
رأينا أعداء الله يموتون على جبال إسرائيل وتأكلهم الوحوش. أما شعب الله فيؤدبه الله لوقت معين حتى يتوب. ولذلك نجد الله هنا يعيد تجميع شعب إسرائيل و يسكنهم مطمئنين ولا مخيف بعد أن يجمعهم من الشعوب ويعطيهم هذا الدرس الأخير حتى يؤمنوا به مسيحاً أتى من أجل خلاصهم فرفضوه. وهو هنا سيعلن لهم نفسه بطريقة ما. ويتقدس فيهم أمام عيون أمم كثيرين = وهذا معناه الواضح إيمانهم بالمسيح مخلصاً وفادياً، وهذه من علامات نهاية العالم. وتأتى آية 29 بطريقة معزية جداً، فكل من حل عليه روح الله لن يعود الله يحجب وجهه عنه فلنجتهد أن لا ينطفئ فينا روح الله القدوس بل نضرمه فينا.