أخي الحبيب الأستاذ هشام سلام ونعمة: نعم، "الفرح" لا ينتهي أبدا... ربنا يديم أفراحك .. لكن ظهرت أمور، أبسطها أن الفرقة والراقصة ـ رغم وجود "النقطة" ـ هم أنفسهم لا يحتملون البقاء تحت كل هذا "الضوء"، من كل هذه "الكشافات"، لساعات طويلة.
أشكرك أخي الحبيب على الحضور والمشاركة.
* * *
اذا كان تفكير الانسان هو من يجلب الشيطان والقرين والروح الشريره وووو بتفكيره وبعقله
يعني ذلك عدم وجود حاله معكوسه
اي الشيطان هو من يختار بشرا بعينه لمهاجمته
ولتقريب الصوره وليس للتشبيه
الشيطان تعرض لرب المجد شخصيا...؟؟؟
نعم، وهناك أمثلة أخرى، وكلها في الحقيقة يؤكد ما أقول. ما أقول ـ ويقوله غيري بالطبع ـ هو إن "ساحة الحرب" الحقيقية داخل الإنسان، في عقله وقلبه، في وعيه، ببساطة لأن الشيطان كما ذكرت من قبل هو "حالة وعي" خالصة: إما أن يستدعيها الإنسان بأفكاره، وهذا هو الوضع العام، وإما أن تأتيه من الخارج ـ في ظرف خاص وبسماح من الله ـ ولكن تبقى المعركة دائما داخل الإنسان. كيف انتصر السيد المسيح على سبيل المثال في كل هذه التجارب؟ انتصر لأنه رفض التوافق مع "تردد الشيطان"، حتى عندما استشهد الشيطان نفسه بالكتاب وبالمزامير (مكتوب أنه يوصي ملائكته بك...). على أي حال لم تتوقف تجارب الشيطان مع الرب عند هذا الحد فحسب. هناك لقاء آخر جمع بين السيد والشيطان والرسول بطرس، وهو ما أريد التوقف عنده هنا توضيحا لكل ما أقول. هذا في الحقيقة هو اللقاء الذي منح فيه السيد للرسول أكبر كرامة وأعظمها، ذلك حين قال له (متى 16):17 ... طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحما ودما لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات.
18 وأنا أقول لك أيضا: أنت الصخرة (بطرس)، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.
19 وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات.
الآن بعد هذه الكرامة الباهرة الفريدة، بعدها مباشرة، نجد السيد المسيح يصيح في وجه بطرس نفسه في العدد 23 قائلا: 23 ... اذهب عني يا شيطان...!
هكذا؟ لا شك أنه أمر عجيب! كيف تحول "الصخرة" و"حامل المفاتيح" فجأة إلى "شيطان"؟ بل إنه الوحيد الذي وصفه السيد بهذا الوصف الرهيب! ما الذي حدث حقا بين العدد 19 والعدد 23؟؟؟
الذي حدث ببساطة هو أن الشيطان تسلل إلى "فكر" بطرس وعقله ووعيه و"تغيرت الذبذبة"! لنقرأ ما حدث بالتفصيل:20 حينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح.
21 من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يُظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويُقتل، وفي اليوم الثالث يقوم.
22 فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلا: حاشاك يا رب لا يكون لك هذا!
23 فالتفت وقال لبطرس: اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس.
فالحق أن كلمة "شيطان" هنا لم تكن لبطرس نفسه، وإنما للشيطان الذي تسلل لوعي بطرس فجعله ينطق ويسلك على هذا النحو الذي فيه العثرة. بعبارة أخرى: كان بطرس أولا على موجة "الإعلان الإلهي"، من ثم "عرف" المسيح ونطق بـ"لسان الحق" فقال: "أنت هو المسيح ابن الله الحي"، وعندئذ نال الطوبى والكرامة! ثم تسلل إليه الشيطان، ألقى في وعيه أن يرفض الصليب، وهنا استجاب له بطرس وكان هذا هو الخطأ، لأنه عندئذ تحديدا فقد "الموجة الإلهية" لتحل محلها "الذبذبة الشيطانية"، فلما نطق بعد ذلك كان هذه المرة ينطق بلسان الشيطان، وهو ما أدركه المعلم على الفور فرفضه: "إذهب عني يا شيطان"!
أطلنا كثيرا في هذا السؤال وما زال هناك الكثير في هذا الباب، لكن الخلاصة في النهاية هي: نعم، يجوز أن يأتيك الشيطان من خارج، دون أن تستدعيه، ولكن ما زالت الحرب في كل حال داخلنا، ولا يمكن أن ينتصر الشيطان، يستحيل أن ينتصر، إلا حين نضبط نحن التردد معه ونتوافق مع ما يبثه داخلنا من أفكار ومشاعر ونزوات وهواجس.
***************************
وعودة الى اسئلتي الخاصه
الارواح الشريره او الشياطين هي ارواح
فهل يمكن رؤيتها من قبل البشر
نعــــــــــم.
واذا كان نعم ... فلمن هذه الامكانيه ...؟؟؟
لمن يريد الشيطان أن يظهر له، هذه هي الرؤية المسيحية. أما بشكل عام فهناك من يقول أن ذلك مستطاع أيضا للإنسان بعد تدريب خاص وطويل، هدفه بالأساس ليس رؤية الشياطين وإنما "الرؤية الفائقة" بشكل عام، عن طريق ما يُعرف بـ"فتح العين الثالثة"، وهي تقع بين العينين، عند كل إنسان، لكنها نائمة يمكن إيقاظها بهذه التدريبات حسب قولهم.
وهل جميعها من اصل ملائكي تعرض للسقوط ام هناك انواع اخرى ...؟؟؟
نعم، هناك أنواع أخرى، ولكن أمسك عنها الكتاب المقدس ونحن بالتالي نمسك عنها أيضا. الإشارت لذلك خفية جدا في الكتاب، ولعل أوضحها ـ في حدود معرفتي ـ هي الإشارة في "ملوك أول"، ولكن حتى هذه الإشارة لا تقول الكثير، وهي أيضا إشارة خفية جدا وبالتالي يمكن شرحها داخل السياق الكتابي العام، أي باعتبار هذا الجنس من أصل ملائكي أيضا. هذا النص يقول:ملوك أول 22
19 وقال: فاسمع إذا كلام الرب: قد رأيت الرب جالسا على كرسيه، وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره.
20 فقال الرب: من يغوي أخآب فيصعد ويسقط في راموت جلعاد ؟ فقال هذا هكذا، وقال ذاك هكذا.
21 ثم خرج الروح ووقف أمام الرب وقال: أنا أغويه. وقال له الرب: بماذا؟
22 فقال: أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه. فقال: إنك تغويه وتقتدر، فاخرج وافعل هكذا.
23 والآن هوذا قد جعل الرب روح كذب في أفواه جميع أنبيائك هؤلاء، والرب تكلم عليك بشر.
***************************
والسؤال الاهم ولو كان فرضيا
لو اصطدمت ارواح شريره بارواح نقيه مباركه
رغم أن هذاالسؤال يبدو ظاهريا بلا أية قيمة لخلاصنا أو حتى لمعاشنا فإنه في تقديري من أهم الأسئلة. الصراع ليس فرضيا، بالعكس هذا بالضبط ما يحدث منذ بدء الخليقة وحتى اليوم!
فما سيكون المعيار لمن الغلبه
بمعنى لمن السيطره والقوه
هناك أنواع من الحروب: حروب سمائية، لا يشترك فيها الإنسان، وحروب عامة يشترك فيها الإنسان. الحروب السمائية تنتصر فيها الملائكة دائما، وعلى أي حال فإن كلاهما ـ الملائكة والشياطين ـ خالدون لا يموتون، من ثم فالانتصار هنا يعني فقط تحقيق المشيئة الإلهية بالطرد أو النفي أو غير ذلك من أمور. وهذه الحروب لا نعرف عنها إلا وحيا أو رؤيا، ومثالها الحرب التي حدثت مباشرة بعد سقوط إبليس، والإشارة إليها وردت في الرؤيا 12:7 وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين (إبليس)، وحارب التنين وملائكته.
8 ولم يقووا، فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء.
9 فطرح التنين العظيم، الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان، الذي يضل العالم كله، طرح إلى الأرض، وطرحت معه ملائكته.
أما الحروب الأخرى ـ وهنا أهمية السؤال ـ فهي حروب يشترك فيها الإنسان، سيان أدرك الإنسان ذلك أم لم يدرك! مثال هذه الحروب أيضا في الكتاب، في دانيال 10 يقول رئيس الملائكة جبرائيل:12 ... لا تخف يا دانيال، لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولإذلال نفسك قدام إلهك، سمع كلامك، وأنا أتيت لأجل كلامك.
13 ورئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحدا وعشرين يوما، وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي، وأنا أبقيت هناك عند ملوك فارس.
14 وجئت لأفهمك ما يصيب شعبك في الأيام الأخيرة، لأن الرؤيا إلى أيام بعد.
...................................
20 ... هل عرفت لماذا جئت إليك؟ فالآن أرجع وأحارب رئيس فارس. فإذا خرجت هوذا رئيس اليونان يأتي.
فهذه كانت حربا طويلة بين جبرائيل ورئيس مملكة فارس (وهو في القول الأرجح شيطان)، أخـّرت جبرائيل 21 يوما عن دانيال النبي، وقد حضرها الجليل ميخائيل أيضا لتقديم الدعم كما يقول النص، بعدها تتحول الحرب لـ"رئيس اليونان" حين يأتي، وهكذا.
* * *
هذا الملف لا شك كبير، ولعله أكبر الملفات وأهمها، خاصة أنه يفتح مساحة كبيرة تختلط فيها الأسطورة عادة بالحقيقة، ولكن يمكن إجمالا أن نذكر القاعدة العامة، وهي أن ما يحدث بالعالم المادي، كل ما يحدث في هذا العالم، ليس في الحقيقة سوى ظل، أو انعكاس داخل مرآة لما يحدث ابتداء في العالم الروحي!
على سبيل المثال عندما تشتعل ما يُصطلح عليه باسم "فتنة طائفية": عندما نجد جموعا أصابها السعار والجنون، تنطلق في جحافل محمومة لتحرق وتدمر وتقتل، وعندما نجد أمام هؤلاء جموعا أخرى تدافع وتصد، أو ربما تضرب وتطعن وتقتل أيضا... كل هذا المشهد حين نراه ليس في الحقيقة إلا انعكاسا لحرب أخرى غير منظورة في العالم الروحي، وهي حرب تشتعل أولا في ذلك العالم قبل أن تنعكس على الأرض!
بعض أخوتنا الأصغر أو الأهوج قد تأخذهم الغيرة فينطلقون للدفاع عن كنيسة الرب، بينما كل ما يطلب الرب منهم هو فقط الصلاة الصادقة في مخادعهم، أو بالعكس: قد يتراجع الكبار عن دورهم مكتفين فقط بالصلاة بينما يكون الواجب أن ينطلق الجميع ليقفوا في الصف معا. المشكلة هنا أننا ـ في الحالتين ـ نكون تحت قصف جيشين اثنين معا: الجيش المنظور أمامنا، والجيش غير المنظور خلفنا ـ كتائب الشيطان التي تطلب أيضا هزيمتنا! تنطلق من ثم هذه الشياطين أثناء الحرب إلى مخادع الصلاة لتضرب أصحابها بسهام الفزع والخوف واليأس، كما تنطلق في شوارع المقاومة النبيلة لتشعل فيها نيران الغضب والكراهية و"الحقد المقدس"! هكذا يكون المقصود دائما أن يسقط الإنسان. أن يسقط سفراء المسيح حين يفقدون المحبة والرجاء وحتى الإيمان نفسه أحيانا، وأن يتلوث نور العالم وملح الأرض بكل إثم وخطية، ولو كانت القتل وسفك الدم!
الإنسان من ثم هو دائما "نقطة الضعف" في هذه الحرب الشاملة. وبينما تصارع الملائكة أجناد الشر في السماء، نحن الذين نخاف، بل قد نشك ونهتز ونتزلزل. نحن الذين ننهزم على الأرض أولا، ننهزم داخليا، وبهزيمتنا تنهزم حتى الملائكة نفسها وتتراجع! في كل حال، كما قلنا، لا هؤلاء ولا أولئك يموتون أبدا. الحصاد الذي يجنيه هؤلاء أو أولئك أمام الرب هو بالأحرى الإنسان وهو قلب الإنسان: ثباته أو انكساره.. رجاؤه أو يأسه.. سلامه أو خوفه.. إيمانه أو موته!
***************************
أعود بمشيئة الرب للرد على السؤال الأخير بعد ساعات قليلة. إلى لقاء.
* * *