موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها +++

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بارديسيان


نقدم هذه الشخصية بارديسيان Bardesanes, Bar-Daisan (154 – 222م) لأهميتها. كان مواطنًا من الرُها تحول إلى الإيمان المسيحي عام 179م، لكنه عاد فسقط في الغنوسية، حاسبًا أن جسد المسيح خيالاً، وأنه لا قيامة للأجساد. صار له تلاميذ كثيرون، سنده ابنه هرمونيوس Harmonius في تقديم معتقداته خلال تسابيح كثيرة شيقة، حتى حُسب أب التسابيح السريانية.

-----------------------

بارساس الأسقف


القديس بارساس Barsas، أو باساس Bassas أسقف الرُها بسوريا. نُفيّ إلى جزيرة Aradus بواسطة فالنس الأريوسي. وإذ نال نعمة في أعين الجماهير هناك إذ تعلقت به في الرب، أرسله الإمبراطور إلى مدينة أكسيرينخوس Oxyrynchus بمصر. وإذ نال شهرة عظيمة هناك أُستبعد إلى غابة تُسمى الفيلة بجوار أسوان ليتنيح هناك.


------------------

بارهادبيسابا الشهيد


في سنة 340م تعرضت الكنيسة في فارس لاضطهادٍ عنيفٍ للغاية بواسطة الملك سابور الثاني. وفي السنة الخامسة عشر من حكمه استشهد القديس بارهادبيسابا St. Barhadbesaba شماس مدينة أربلا Arbela. . قُدم للمحاكمة، وإذ أعلن إيمانه وتمسكه بمسيحه تعرض لعذاباتٍ شديدةٍ. وُضع الشهيد على آلة التعذيب وقال له الجلادون: "أعبد الماء والنار، وكُلْ لحوم الحيوانات فتتحرر من هذه الآلام". أجابهم الشماس الطوباوي بوجهٍ باشٍ وملامح مبتهجة، قائلاً إن نفسه مملوءة فرحًا ونورًا، الأمر الذي لا يعرف عنه الجلادون شيئًا، هذا الفرح الداخلي والنور الإلهي يجعلانه لا يبالي بآلام الجسد. قال الشماس للقاضي: "لا تقدر أنت ولا ملكك ولا كل وسائل التعذيب أن تفصلني عن محبة المسيح يسوع. إنه وحده ذاك الذي خدمته منذ طفولتي حتى شيخوختي". أمر القاضي بقطع رأسه، ولكي يزيد الحُكم عنفًا طلب أن يقوم رجل مرتد عن الإيمان يدعى غايس أو أغاي Aghaeus بتنفيذ الأمر. وقف ذاك الجاحد جامدًا وعاجزًا عن أن يضرب عنق القديس، وإذ حاول أن يجمع كل قواه ليضرب بالسيف لم يستطع السيف أن يؤذي رقبة القديس. لقد ضرب رقبته سبع مرات وإذ لم يُصب بضرر ضرب أحشاءه بالسيف، ونال الشماس إكليل الشهادة.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
باستور ويسطس الشهيدان


طالبان صغيرا السن، يُسطس كان في الثالثة عشرة من عمره وأخوه باستور في التاسعة، عاشا في عهد دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، اللذين أشعلا نيران الاضطهاد في كل موقع في الامبراطورية. كان هذان الطالبان في مدرسة ابتدائية بمدينة Compltum (دعيت بعد ذلك Acala de Henares) حين بدأ داسيان Dacian والي أسبانيا يتفنن في تعذيب المسيحيين كأمر الإمبراطورين. وإذ كان الطلبة يرون ما يحتمله المسيحيون من عذابات، إمتلأ بعض الأشرار شوقًا لرؤية المُضْطَهدين بينما تخّوف البعض عند سماعهم لقصص الشهداء، أما هذان الطالبان فإذ أنصتا إلى هذه القصص، قال كل منهما لأخيه إنه يود أن ينال نصيبه في إكليل الاستشهاد. عندئذ لم يحتمل الطالبان التأخير، ولا انطلقا إلى والديهما أو أحد أقربائهما أو حتى إلى الكنيسة، إنما ألقيا كتبهما في المدرسة وأسرعا إلى الساحة كأنهما كانا يخشيان أن تضيع منهما الفرصة. في غيرة متقدة اقتحم الطالبان الجماهير ليقفا أمام القاضي يعلنان إيمانهما بقوة وشجاعة أذهلت كل الحاضرين. استصغرها الوالي جدًا ولم يرد أن يدخل معهما في حوار وإنما أمر بضربهما بالسياط، حاسبًا أنهما لن يحتملا الكثير، لكن شجاعتهما أبهرت الكل، وإذ شعر الوالي بالخجل والخزي، ورأى الجماهير تتعاطف معهما، أسرع بإصدار أمره بقطع رأسيهما في الحال.

------------------------


باسيان القديس

لا نعرف الكثير عن شخصية القديس باسيان الأسباني أسقف برشلونة Pacian of Barcelona إنما اشتهر خلال كتاباته. تزوج قبل سيامته كاهنًا، وأنجب ابنًا يدعى فلافيوس دكستر Flavius Dexter، صار رئيسًا لحجاب الإمبراطور ثيؤدوسيوس، وحارسًا لهونوريوس. وقد التصق القديس جيروم بهذا الابن كصديقٍ حميمٍ، قدم له كتابه: "مشاهير الرجال De Viris Illustribus.. مدح القديس جيروم القديس باسيان كرجلٍ ذي ثقافةٍ عاليةٍ وبليغٍ وقديسٍ. سيم باسيان أسقفًا، وعمرّ حتى بلغ الشيخوخة، وكان خصبًا في الكتابة. لم تصلنا من كتاباته سوى مقال يحثّ فيه على التوبة، وعظة عن المعمودية، وثلاث رسائل موجهة إلى أحد الأشراف يدعى Sympronian قَبِل بدعة النوفاتينيين [ أتباع نوفاتيان، كاهن روماني في القرن الثالث واضع كتاب هام في التثليث، أثار انشقاقًا في الكنيسة الغربية على أثر اضطهاد ديسيوس للكنيسة (249 250م)، فإنه وإن لم يحمل هرطقة لاهوتية لكنه كان متحجرًا في قبول الراجعين إلى الكنيسة متى جحدوا مسيحهم بصورة ولو غير مباشرة، وحسب كهنة روما متراخين ومتساهلين، وقد حمل هجومًا عنيفًا على أسقف روما، وجذب بعض الأساقفة إلى صفه، وسام أساقفة جددًا وبعثهم للكرازة. وقد دانه البابا ديونسيوس الإسكندري على هذا الانشقاق. حسب أن جماعته هي الكنيسة الجامعة المقدسة، مكفّرًا من هم خارجها ]. للقديس باسيان عبارة عنه شهيرة: "اسمي: مسيحي، ولقبي: جامعي". تنيح في 9 مارس سنة 390م تقريبًا.
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
باسيليدس الشهيد


هو أحد ضباط الجيش، كلفه الوالي أكيلا بأن يسوق القديسة بوتامينا، من أشهر الشهداء في عصر سبتيموس ساويرس، إلى الموت. بالفعل اقتادها إلى الساحة، وفي الطريق إذ حاول الوثنيون إهانتها بألفاظٍ بذيئةٍ أبعدهم عنها مدافعًا عنها، مظهرًا نحوها الكثير من الرقة واللطف. وإذ رأت رقته من نحوها، نصحته أن يتحلى بالشجاعة، لأنها ستتوسل إلى ربها من أجله بعد رحيلها، وأنه سينال سريعًا جزاء الشفقة التي أظهرها نحوها. إذ طلب الوالي تجريد بوتامينا الجميلة من ملابسها عند إلقائها في قار مغلي، تظاهر باسيليدس انه لم يفهم الأمر وجعلها تُسرع بالنزول دون نزع ثيابها، وحسبت هذا كرمًا عظيمًا من جانبه، لحبها الشديد للطهارة، وحفظًا لحيائها أمام الجماهير. بعد قليل من استشهادها سُئل باسيليدس من زملائه أن يحلف لسبب معين، فصرخ بأنه لا يجوز له أن يحلف البتة لأنه مسيحي، واعترف بذلك علنًا، لكنهم حسبوه يمزح، إذ كان من عادة الوثنيين أن يقلدوا المسيحيين في تصرفاتهم وكلماتهم كنوعٍ من السخرية. لكن لهجته لم تسمح بالشك طويلاً وشعر زملاؤه بإيمانه، فأخبروا الوالي أكيلا الذي استدعاه وسأله عن أمره، وإذ تحقق أنه صار مسيحيًا جرده من رتبته وألقاه في السجن. وإذ سأله الإخوة من بينهم أوريجينوس عن سّر تغيره السريع، أجاب أن القديسة بوتامينا ظهرت له ثلاث ليالٍ متوالية تؤكد له أن طلبتها عنه أُستجيبت، وقد ختم حياته بنواله إكليل الشهادة بقطع رأسه في اليوم التالي.

----------------------

باسيليدس1


عرفت الإسكندرية لاهوتيًا غنوسيًا في النصف الأول من القرن الثاني، أيام هدريان، يسمى باسيليدسBasilides . كتب تفسيرًا للكتاب المقدس في 24 كتابًا، كما كتب مقالاً باسم "الإنجيل"، وله عدة أناشيد، لكن لم يبقِ من كتاباته إلا فقرات وردت عند رد بعض الآباء عليه مثل القديسين إيرينيؤس وأكليمنضس الإسكندري وهيبوليتس، لذا يصعب وضع منهج كامل لفكره اللاهوتي. تظهر ميوله الغنوسية في النقاط التالية: 1. إذ كان الغنوسيون يضعون العقل عوض الإيمان، حاسبين أن الإنسان قادر بفكره وحده دون إعلانات الله والإيمان أن يخلص، يعلن باسيليدس في كتاباته أن الإيمان ليس هو الوضع الذي فيه ينال الفكر حريته. هذا وقد كانت فلسفته في ذهنه أهم من إيمانه. 2. عالج مشكلة الألم ووجود الشر بطريقة عقلانية، فنادى بأنه لن يُصاب أحد بألم ما لم يكن قد ارتكب شرًا. أما بالنسبة للشهداء فإنهم وإن كانوا أبرارًا لكن ما يحتملونه هو ثمرة خطايا سابقة ارتكبوها. وعندما تحدث عن آلام السيد المسيح دخل في صراع شديد، ولكن أمام عشقه لفلسفته قال بأن يسوع إذ تألم لابد أن يكون قد أخطأ، مع أنه أعلن بأن نورًا سماويًا قد نزل وأقامه لكي يجمع المختارين ويرفعهم إلى السموات العليا. 3. بالنسبة لإله العهد القديم، فقد حسب إله اليهود أحد الحكام الصالحين الذين يديرون أجزاء العالم.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
باسيليسا ويوليان القديسان


قصة زوجين عاشا في حياة البتولية يمارسان عبادتهما ويقودان النفوس لحساب ملكوت الله حتى نالاً الإكليل. نشأ يوليان أو جوليانوس Julian في منطقة أنتينوا أى أنصنا بصعيد مصر وسط عائلة غنية صاحبة نفوذ تتسم بالحياة التقوية. وإذ كان يوليان وحيدًا وقد عشق حياة التأمل مع دراسة الكتاب المقدس، خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول، بجانب نبوغه في العلم والمعرفة، شعر والداه أن ابنهما يتجه نحو الحياة البتولية. اختلى به الوالدان وصارا يتوسلان إليه أن يقبل مشورتهما ويتزوج فيحفظ طهارته، ولكي يكون له نسل يحفظ اسم العائلة، فكشف لهما رغبته في البتولية، وإذ ألحّا جدًا طلب منهما مهلة سبعة أيام. كرّس يوليان البالغ من العمر 18 سنة أسبوعًا بالصوم والصلاة مع مطانيات كثيرة طالبًا مشورة الله، معلنًا له شوقه في الحياة البتولية لحساب الرب دون أن يعصى والديه أو يكدّر حياتهما. وفي الليلة الأخيرة إذ أنهكه التعب نام، فرأى في حلم الرب نفسه يشدده ويشجعه، قائلاً له: "لا تخف يا يوليان، كمّل رغبة والديك، فقد اخترتُ لك زوجة تقية، وإني أجعل بتوليتكما خصبة، فتأتي إليكما نفوس كثيرة لتمارس الحياة الكاملة. وإني أطفئ من داخلك يا يوليان نار الشهوة، وسوف أكون معك في ليلة عرسك مع جمعٍ من الملائكة". قام يوليان فرحًا، وخضع لأمر والديه اللذين بحثا له عن فتاة تقية من عائلة غنية. أُقيم العرس، وتهللت المدينة كلها مشاركة العروسين فرحهما. وإذ دخل العروسان الحجرة، فاحت رائحة زكية ملأت الموضع، عندئذ في ابتسامة لطيفة قالت العروس باسيليسا لرجلها: "يا أخي يوليان، إني أشعر بأمر عجيب في داخلي أيها الزوج الحبيب، وإني أسألك ألا ترفض طلبتي في أول لحظة التقي فيها بك. إن هذه الرائحة العجيبة تحثني أن أنعم معك بعبير الفضائل. أسألك أن تسامحني على جسارتي وأرجوك أن تحترم بتوليتي". عندئذ غمر الفرح قلبه، وأعلن لها أن هذه الرائحة من قبل الله، وأنه من جانبه يوّد الحياة البتولية، وركع الإثنان يصليان ويسبحان الله طوال الليل، فظهر لهما السيد المسيح مع جمع من الملائكة، كما ظهرت السيدة العذراء مريم يحوط بها عدد من العذارى. خدمتهما بعد زواجهما بفترة قصيرة رقد والديّ كل من العروسين، ومع حبهما الشديد لوالديهما كانا مملوئين تعزية أدهشت المدينة كلها، بل كانت سبب تعزية لكل من هم حولهما. ورث العروسان الكثير من الأسرتين، فقاما بالتوزيع على الفقراء والمساكين بسخاء، وقسما البيت إلى جناحين، واحد سكنه يوليان الذي جاء إليه كثيرون يتتلمذون على يديه، وآخر سكنته باسيليسا التى جمعت عذارى كثيرات حولها، وهكذا تحول الموضع إلى مركز روحي حيّ. نياحة القديسة باسيليسا إذ تولى دقلديانوس المُلك وبدأ الاضطهاد، رأت باسيليسا رؤيا عرفت من خلالها أن تلميذاتها سينتقلن سريعًا ربما بحدوث وباءٍ وأنها سترقد معهن، وأن يوليان سيحتمل عذابات كثيرة على اسم السيد المسيح. تهللت نفس باسيليسا بذلك، وأخبرت يوليان بما رأت، وبالفعل في حوالي ستة أشهر رقدت تلميذاتها ثم تنيحت هي بسلام، وقد تعزت بتمتع بناتها بإكليل البتولية. مع رسول الملك أرسل الملك منشوراته باضطهاد المسيحيين مع رسل من بينهم مرقيانوس Marcian الذي جاء إلى أنصنا التي اشتهرت بأريانا واليها الذي تفنن في تعذيب المسيحيين كما رأينا قبلاً. أصدر مرقيان أمره بأّلا يشتري أحد شيئًا أو يبيع ما لم يذبح للأوثان، وأن يكون في كل بيت تمثال للإله جوبيتر، كما أعلن عن تقديم مبالغ كبيرة لمن يرشد عن الممتنعين عن التضحية للآلهة. عرف مرقيان أن يوليان من أشراف المسيحيين يثبتهم على الإيمان، فأرسل إليه جنودًا يأتون به، وإذ وقف أمامه يوليان شهد للسيد المسيح، فاغتاظ مرقيان وأمر بحرق بيته بكل الرجال والشبان الذين فيه. وُضعت آلات التعذيب أمام يوليان لإرهابه فكان يزداد قوة وشجاعة، وإذ صدرت الأوامر بضربه انهال الجند عليه بالسياط والعصيّ. وفي وسط هذا العمل الوحشي حيث مُزق جسد القديس أخطأ أحد الجلادين الهدف فأصاب عين أحد الشرفاء الوثنيين ففقأها. عندئذ صرخ يوليان طالبًا من مرقيان أن يأتي بكهنته يقدمون الذبائح والصلوات لآلهتهم إن كانوا يقدرون أن يعيدوا إليه بصره، فجاء الكهنة وعبثًا حاولوا شفاءه، أما يوليان فرشمه بعلامة الصليب وتضرع باسم يسوع المسيح، وللحال أبصر بعينه الجسدية كما انفتحت بصيرته الداخلية، فأعلن إيمانه بالسيد المسيح. اغتاظ مرقيان وحسب ذلك من فعل السحر، فأمر حالاً بقتل هذا الوثني الذي آمن فضربت عنقه. أُقتيد يوليان في كل شوارع المدينة مقيدًا بسلاسلٍ حديديةٍ ثقيلةٍ، وكان الجلدْ ينهال عليه، وأمامه رجل ينادي: "هكذا يُعذب من يحتقر الآلهة ولا يطيع الملك". وكان الشبان يجتمعون من كل ناحية ليشاهدوا هذا المنظر، من بينهم صلصس Celsus بن مرقيان، الذي فتح الرب عينيه ليرى ملائكة نورانيين يحيطون بيوليان ويحملون أكاليل عجيبة، ومع كل عذاب يسقط تحته يُوضع إكليل على رأسه. عندئذ لم يحتمل صلصس الموقف بل أسرع ليركض أمام يوليان ويشهد لإلهه، ويطلب منه أن يقبله تلميذًا له. وعانق الصبي القديس يوليان وإذ حاول البعض نزعه عنه يبست أيديهم. سمع مرقيان بما حدث فمزق ثيابه، وضرب نفسه من شدة الغيظ، وأمر بإلقاء الاثنين في سجنٍ مظلمٍ كريه. إذ دخل الاثنان أضاء السجن بنورٍ بهي، فآمن عشرون جنديًا هناك بالسيد المسيح، وتحول الموضع إلى كنيسة تمتلئ بصوت التسبيح لله. أمر مرقيان بإلقاء الكل في قدرٍ به زيت مغلي، بما فيهم ابنه الصغير السن، وإذ كان الوثنيون عابرين ومعهم ميت رشم عليه يوليان علامة الصليب وباسم ربنا يسوع المسيح قام وأعلن إيمانه، ومع هذا كان قلب مرقيان يزداد قساوة، بينما آمن كثير من الوثنيين الذين كانوا معه. إذ شعر مرقيان أن ابنه مستعد للموت، أمر بإعادة الكل إلى السجن، وطلب من زوجته أن تذهب إلى ابنها لعلّها تستطيع أن تثني عزيمته. إذ ذهبت التقت بهذه الجموع وتحدثوا معها فآمنت بالسيد المسيح واعتمدت على يدي كاهن السجن يدعى أنطونيوس. أصدر مرقيان بقطع رؤوس العشرين جنديًا وإحراق سبعة شرفاء كانوا مع الكاهن، أُوجّل الحكم على الكاهن ويوليان وابنه وامرأته. حاول مرقيان أن يستميل باللطف يوليان، وإذ أخذه معه إلى الهيكل حاسبًا انه يقدم ذبائح، ركع عند الباب وصلى فسقط الهيكل على الكهنة الذين فيه وماتوا. أُعيد الكل إلى للسجن ثم اُستدعوا في اليوم التالي وتعرضوا لعذابات كثيرة وكان الرب يخلصهم؛ ربطهم معًا بحبال مشبعة زيتًا وأوقد فيها فاحترقت الحبال ولم تمسهم النار، ولما أُلقوا للوحوش المفترسة صارت تأنس بهم، فأمر بقطع رؤوسهم ونالوا إكليل الاستشهاد يعيد لهم الغرب في 9 من شهر يناير.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
باسيليوس أسقف أنقرا

في مجمع القسطنطينية عام 336م عُزل مارسيلليوس عن أسقفيته، وحُكم عليه بالنفي، بينما عُيّن باسيليوس عوضًا عنه، وكان طبيبًا لبقًا ذا ثقافة عالية. كان شبه أريوسي نادى بأن الابن شبيه بالآب في كل شيء (لم يقل واحدًا معه)، نفاه مجمع سرديكيا عام 343م، لكن قسطنطس أعاده إلى كرسيه عام 348م. كان له دوره الفعَال في المجمع الأريوسى في Sirmium عام 351م، ومجمع أنقرا عام 358، ومجمع سلوكية عام 359م. بسبب تعاليمه النصف أريوسية استبعده معارضوه عن كرسيه عام 360م، ونُفي إلى Illyria حيث مات هناك عام 364م. كتاباته له مقال، حفظه القديس أبيفانيوس، عن التعليم الخاص بالثالوث وضعه مع جورج أسقف اللآذيقية بسوريا أكبر المدافعين عن عقيدة مشابهة الإبن للآب في كل شيء. خَّبرنا القديس جيروم أنه كتب مقالاً "ضد مارسيلليوس"، كما كتب مقالاً: "عن البتولية" ومقالات أخرى.

-------------------------

باسيليوس الشهيد


قدم لنا التاريخ مجموعة أسماء من الشهداء بالإسكندرية في عهد سبتيموس ساويرس، استشهدوا حوالي عام 203م، من بينهم ليونديوس والد العلامة أوريجينوس، وارتيروس وقرياقوص وباسيليوس، لا نعرف عنهم سوى أسماءهم. عُرف سبتيموس ساويرس (اسمه يعني: القاسي السابع) في بداية حكمه بسعة صدره وتساهله، فقد تجاهل المنشورات السابقة الخاصة بـاضطهاد المسيحيين. لكن زوجته (جوليا دومينا) السورية الجنسية ابنة أحد أكابر كهنة معبد (الجبل) بحمص قامت بدور خطير، إذ أحاطت نفسها بجماعة من رجال الدين الوثني، وبعد فترة ألهبت قلب الإمبراطور ليضطهد الكنيسة بعنفٍ، وكأن نار الاضطهاد قد بقيت إلى حين مختبئة تحت التبن لتلتهب فجأة وبقوة. ففي أيامه نال الكثيرون أكاليل الاستشهاد في كل البلاد خاصة مصر، حيث أُلقيّ القبض علي كثير من المسيحيين من المكرسين للخدمة وعامة الشعب، من الأغنياء والقرويين الفقراء، وتحوّلت السجون إلى كنائس مقدّسة يُسمع فيها صوت التسبيح للرب.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
باسيليوس الكبير القديس


نشأته ولد في قيصرية الكبادوك عام 329 من أسرة تضم عددًا من الشهداء سواء من جانب والده أو والدته. فوالد باسيليوس كان يدعى أيضًا باسيليوس احتملت والدته القديسة ماكرينا أتعابًا كثيرة في أيام مكسيميانوس الثاني بسبب تمسكها بالإيمان، وقد بقيت حياتها نموذجًا حيًا للحياة الإيمانية الفاضلة والشهادة للسيد المسيح، أما والدته إميليا فقد مات والدها شهيدًا. كان باسيليوس أحد عشرة أطفال، خمسة بنين وخمس بنات، كان هو أكبر البنين، وقد مات أخ له في طفولته المبكرة وآخر في شبابه (نقراطيوس)، بينما سيم الثلاثة الآخرين أساقفة: باسيليوس أسقف قيصرية الكبادوك، غريغوريوس أسقف نيصص، وبطرس أسقف سبسطية، أما أكبر الكل فهي ماكرينا على اسم جدتها التي كان لها دورها الحيّ بحياتها التعبدية وأثرها الطيب على إخوتها. تربى القديس باسيليوس على يديّ جدته ماكرينا في قرية بالقرب من قيصرية الجديدة في منطقة أنيسي Annesi على نهر الأيرس Eris (حاليًا أرماك أو جيكيل). في هذه المنطقة شّيدت أمه أماليا هيكلاً على اسم الأربعين شهيدًا الذين استشهدوا في سبسطية؛ كما تأثر القديس بوالده وأيضًا بأخته الكبرى. أُرسل في سن مبكرة إلى مدرسة قيصرية كبادوكية، وهناك تعّرف على أشخاصٍ من بينهم القديس غريغوريوس النزينزي، وقد لفتت شخصيته أنظار الكثيرين وهو بعد صبي لنبوغه وسلوكه. انتقل إلى القسطنطينية حيث درس البيان والفلسفة، ثم ارتحل بعد خمس سنوات (سنة 351م) إلى أثينا ليكمل دراسته، إذ أمضى قرابة خمسة أعوام هناك، حيث كان قد سبقه إليها صديقه غريغوريوس النزينزي. وقد سجل لنا الأخير الكثير عن القديس باسيليوس، مظهرًا كيف سبقته شهرته إلى أثينا، وكان الشباب ينتظرونه ويودون صداقته. عاش القديسان في مدينة أثينا كروحٍ واحدة في جسدين، يقدمان لنا فصلاً رائعًا في تاريخ الآباء. هناك التقيا بيوليانوس الذي صار فيما بعد إمبراطورًا يجحد الإيمان ويضطهده. أحب باسيليوس كل العلوم دون أن تفتر حرارته الروحية، فحُسب كمن هو متخصص في الفصاحة والبيان والفلسفة والفلك والهندسة والطب، لكن سموّه العقلي يتضاءل جدًا أمام التهاب قلبه بالروح ونقاوة سيرته. عودته إلى وطنه عاد عام 356 إلى وطنه بعد محاولات فاشلة من أصدقائه وتلاميذه بأثينا لاستبقائه، وفي قيصرية الكبادوك اشتغل بتدريس البيان لمدة عامين تقريبًا بنجاحٍ عظيمٍ. أرسلت قيصرية الجديدة وفدًا لتستميله بإغراءات سخية أن يقوم بالتدريس فيها لكنه رفض. ومع هذا فيبدو أن شهرته وكلمات المديح المستمرة أثرت عليه ففترت نيته في الحياة النسكية لولا تدخل أخته التقية ماكرينا لتكشف له عن بطلان مجد هذا العالم. في سنة 357 نال المعمودية، وبعد قليل أُقيم أغنسطسًا (قارئاً) على يدّي ديانيوس أسقف قيصرية، فحزن القديس غريغوريوس النزينزي على هذه السيامة المتسرعة. حياته النسكية أفاق باسيليوس على صوت أخته ماكرينا فاشتاق إلى حياة الوحدة، خاصة وأن والدته وأخته حولتا بيتهما إلى منسكٍ اجتذب عذارى من كبرى العائلات في كبادوكية. نحو سنه 358م إذ كان دون الثلاثين، انطلق يبحث عن النساك في الإسكندرية وصعيد مصر وفلسطين وسوريا وما بين النهرين، فأُعجب جدًا بحياتهم، خاصة رهبان مصر وفلسطين، فعاد ليبيع كل ما يخصه ويوزعه على الفقراء، ويبحث عن مكانٍ للوحدة. اختار موقعًا في بنطس تسمى "إيبورا" على نهر الأيرس يقترب من منسك والدته وأخته، عُرف بجمال الطبيعة مع السكون. كتب عن الحياة الجديدة هكذا: "ماذا أكثر غبطة من مشابهة الملائكة على الأرض؟ في بدء النهار ينهض الإنسان للصلاة وتسبيح الخالق بالتراتيل والأغاني الروحية، ومع شروق الشمس يبدأ العمل مصحوبًا بالصلاة أينما ذهب، مملحاً كل عملٍ بالتسبيح. إن سكون الوحدة هو بدء تنقية النفس، وبالفعل إن لم يضطرب عقل الإنسان لأي شيء، ولم يتشتت عن طريق الحواس في أمور العالم، يرتدّ إلى ذاته، ويرتفع إلى التفكير في الله". كان صارماً في نسكه، حتى أضنى جسده، يمزج النسك بدراسة الكتاب المقدس والعبادة، فاجتمع حوله نساك من بنطس وكبادوكية. ويعتبر هو أول من أسس جماعات نسكية من الجنسين في جميع أنحاء بنطس، وإن كان ليس أول من أدخل الرهبنة هناك. في ميدان الخدمة العامة إذ سمع باسيليوس أن ديانيوس أسقف قيصرية قبل قانون إيمان أريوسي يدعى أريميني Ariminum، ترك خلوته ومضى إلى الأسقف يكشف له عن زلته، فقبل الأسقف قانون الإيمان النيقوي الذى يؤُكد وحدانية الإبن مع الآب، وكان على فراش الموت، وبانتقاله خلفه أوسابيوس. تحت تأثير غريغوريوس النزينزي ذهب باسيليوس إلى أوسابيوس الذي سامه قسًا سنة 364م بعد تمنعٍ شديدٍ، وهناك كتب كتبه ضد أونوميوس الذي حمل فكرًا أريوسيًا، إذ أنكر أن الإبن واحد مع الآب في الجوهر، وإنما يحمل قوة من الآب لكي يخلق، وأن الإبن خلق الروح القدس كأداة في يده لتقديس النفوس. اشتهر القديس باسيليوس جدًا وتعلقت القلوب به، الأمر الذي أثار الغيرة في قلب أسقفه فأدت إلى القطيعة ثم إلى عودته إلى خلوته مع القديس غريغوريوس ليتفرغا للكتابة ضد الإمبراطور يوليانوس الجاحد الذي أصيب بنكسة هيلينية. إذ ارتقى فالنس العرش حاول بكل سلطته أن ينشر الفكر الأريوسي، فطالب الشعب بعودة باسيليوس، أما أوسابيوس فاكتفى بدعوة غريغوريوس الذي رفض الحضور بدون باسيليوس. إذ كتب للأسقف: "أتكرمني بينما تهينه؟ إن هذا يعني أنك تربت عليّ بيدٍ وتلطمني بالأخرى. صدقني، إذ عاملته بلطف كما يستحق فسيكون لك فخر". وبالفعل عاد الاثنان، فصار باسيليوس سندًا للأسقف وصديقًا وفيًا له خاصة في شيخوخته. في هذه الفترة أيضًا اهتم برعاية المحتاجين والمرضى، وقد شيّد مؤسسة دُعيت بعد ذلك باسيلياد Basiliad ، أُقيمت في ضواحي قيصرية لعلاج المرضى واستقبال الغرباء والمحتاجين، على منوالها ظهرت مؤسسات في مناطق قروية أخرى في الأقاليم كل منها تحت إشراف خوري أبسكوبس. سنه 368م ظهرت مجاعة اجتاحت الإقليم، فباع ما ورثه عن والدته ووزعه، كما قدم الأغنياء له بسخاء فكان يخدم الفقراء بنفسه. سيامته رئيس أساقفة في حوالي منتصف سنة 370م توفي أوسابيوس، فأرسل باسيليوس الذي كان هو المدبر الفعلي للإيبارشية إلى القديس غريغوريوس النزينزي بحجة اعتلال صحته، وكان قصده أن يرشحه للأسقفية، وإذ بدأ رحلته نحو باسيليوس أدرك حقيقة الموقف فقطع رحلته وعاد إلى نزنيزا، وأخبر والده غريغوريوس (والد غريغوريوس النزينزي) بالأمر، فقام الوالد بدورٍ رئيسي لتيار باسيليوس، إذ بعث برسائلٍ إلى الأساقفة الذين لهم حق الانتخاب كما إلى الكهنة والرهبان والشعب، وجاء بنفسه محمولاً بسبب شيخوخته وشدة مرضه ليدلي بصوته ويشترك في سيامته عام 370م. كان لسيامته آثار مختلفة فقد تهلل البابا أثناسيوس وأرسل يهنيء كبادوكية بسيامته، كما فرح كل الأرثوذكس، أما الإمبراطور فالنس الأريوسي فحسب ذلك صدمة خطيرة له وللأريوسية. الصعاب التي واجهته 1.رفض فريق من الأساقفة الاشتراك في سيامته، لكنهم بعد سيامته تحولوا عن عدائهم الظاهر إلى المقاومة الخفية، غير أنه تغلب عليهم في سنوات قليلة بالحزم الممتزج بالعطف. 2. صممت حكومة الإمبراطور على تقسيم كبادوكية إلى إقليمين لإضعاف مدينة قيصرية، وبالتالي الحدّ من سلطة القديس باسيليوس، وقد أُختيرت مدينة تيانا عاصمة للإقليم الثاني، وطالب أسقفها أنتيموس بتقسيم كنسي يتبع التقسيم الإداري. وإذ كانت تتمتع تيانا بذات امتيازات قيصرية، الأمر الذي سبب نزاعًا بينه وبين باسيليوس، اضطر الأخير إلى سيامة مجموعة من الأساقفة لمساندته، منهم أخوه غريغوريوس أسقف نيصص، وقد سبق لنا الحديث عن مقاومة الأريوسيون له، وغريغوريوس صديقه على سازيما، الذي اضطر إلى الاعتزال منها لاستيلاء أسقف تيانا عليها، وأيضًا سام أسقفًا في دورا طُرد منها. 3. لم يمضِ على سيامته سنة حتى دخل في صدامٍ علنيٍ مع الإمبراطور فالنس الأريوسي الذي كان يجتاز آسيا الصغرى مصممًا على ملاشاة الإيمان الأرثوذكسي وإحلال الأريوسية محله، وقد انهار بعض الأساقفة أمامه، أما باسيليوس فلم يتأثر بحاشية الإمبراطور التي هددته بالقتل. أرسل الإمبراطور فالنس مودستس حاكم برايتوريوم ليخيره بين العزل أو الاشتراك مع الأريوسية فلم يذعن له، بل وحينما دخل الإمبراطور الكنيسة في يوم عيد الظهور الإلهي لسنة 372م وشاهد الكنيسة تسبح بصوتٍ ملائكيٍ سماوي حاول أن يُقدم تقدمة فلم يتقدم أحد لاستلامها لأنه هرطوقي، وكاد يسقط لولا معاونة أحد الكهنة له، أخيرًا تراءف عليه القديس وقبلها من يده المرتعشة، وقد حاول أن يظهر كصديق للقديس باسيليوس. محاولة نفيه بالرغم من الوفاق الظاهري بين الإمبراطور والقديس فإن رفض الأخير قبول الأريوسيين في شركة الكنيسة أدى إلى اقتناع الإمبراطور أن نفي القديس ضروري لسلام الشرق. إذ أُعدت المركبة لرحيله ليلاً بعيدًا عن الأنظار مرض غلاطس بن فالنس فجأة، فأصرت أمه دومينيكا أن يبقى القديس وطلب الإمبراطور من الأسقف أن يصلي لوحيده ليشفى، فاشترط أن يكون عماده بيدٍ أرثوذكسية، وبالفعل شُفيّ لكنه حنث بوعده إذ عمده أسقف أريوسي فمات في نفس اليوم. مرة أخرى استسلم الإمبراطور لضغط الأريوسيين، وإذ كان يكتب أمر النفي قُصف القلم أكثر من مرة في يده المرتعشة فخاف. بجانب هذا تعرض لإهانات كثيرة من الحكام الإقليميين، منهم مودستس عدوه القديم، لكنه إذ أصيب بمرض خطير صلى له القديس فشُفيّ وصار من أقرب أصدقائه، وهكذا كانت يدَّ الله تسنده لتحول أعداءه إلى أحباء. السنوات الأخيرة لازم المرض القديس منذ طفولته، وكان يشتد عليه خاصة في السنوات الأخيرة. كما عانى من نياحة كثير من أصدقائه المساندين له مثل القديس أثناسيوس الرسولي (عام 373م) والقديس غريغوريوس (والد غريغوريوس النزينزي) عام 374م، كما نفيّ أوسابيوس الساموساطي. وقد وجد الأريوسيون فرصتهم للتنكيل بالقديس غريغوريوس أسقف نيصص بعقد مجمع في أنقرا لإدانته وكان الهدف منه جرح مشاعر أخيه. في 9 أغسطس 378 جُرح فالنس في معركة أدريانوبل ليموت ويحتل غراتيان الكرسي لتنتهي الأريوسية، وكان باسيليوس على فراش الموت فنال تعزية وسلامًا من جهة الكنيسة في لحظاته الأخيرة. نياحته في سن الخامسة والأربعين دعي نفسه "عجوزًا"، وفي السنة التالية خلع كل أسنانه، وبعد سنتين في أول يناير سنة 379م سُمع يخاطب الله، قائلاً: "بين يديك أستودع روحي" وفي الحال أسلم الروح، وقد اشترك الكل مسيحيون ووثنيون في جنازته الرهيبة. كتاباته: 1. العقيدة: خمسة كتب ضد أنوميوس، كتاب عن الروح القدس في 30 فصلاً. 2. التفسيرية: الأكسيمارس Hexameron، أي ستة أيام الخليقة في 9 مقالات، 17 مقالاً عن المزامير، تفسير الـ 16 أصحاحًا الأولى لسفر إشعياء. 3. مقالات: 24 مقالاً في مواضيع عقيدية وأدبية ومديح. 4. الرسائل: حوالي 400 رسالة في مواضيع متنوعة تاريخية وعقيدية وأدبية تعليمية وتفسيرية وقوانين، ورسائل تعزية. 5. توجد 3 قداسات باسمه، إحداهم تستخدمه الكنيسة القبطية. 6. النسكية: القوانين الطويلة والقصيرة (الشائعة والمختصرة)؛ مقالتان عن دينونة الله، والإيمان؛ والأخلاقيات Moralia . Butler, S Lives of Saints, June 14. مطبوعات دير السيدة العذراء (السريان): القديس باسيليوس الكبير حياته، نسكياته، قوانين الكنيسة، 1960 [يعتبر ماورد هنا في القاموس ملخصًا لسيرته عن هذا المجلد الثمين الذي وضعه الراهب أنطونيوس السرياني (قداسة البابا شنودة الثالث)].


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
باسيليوس مطران القدس



تعيد الكنيسة بتذكار نياحته في 17 برمهات (1615 ش). رهبنته وُلد بقرية الدابة التابعة لفرشوط محافظة قنا، سنة 1534 ش (1818 م)، من أبوين تقيين اهتمّا بتربيته فسلماه إلى معلم تقي يهذبه ويعلمه. وإذ بلغ الخامسة والعشرين انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس ليقضي حياته في التأمل والعبادة مع دراسة في الكتاب المقدس وسِيّر القديسين وتعاليمهم، وكان بقلبه المتسع حبًا يخدم المرضى والشيوخ. بسيرته المقدسة في الرب اجتذب أنظار الكل إليه، فسيم قسًا بعد ست سنوات من رهبنته؛ ازداد فيه الشعور بالمسئولية وضاعف من عبادته وخدمته فزاد تعلق الكثيرين به، وصار موضع إرشاد الكثيرين وتعليمهم. بعد ثلاث سنوات سيم قمصًا، فازداد اتضاعًا وتفانيًا، كما قام بشراء بعض الأراضي لحساب الدير. مطران القدس في عام 1571 ش خلا الكرسي الأورشليمي فسيم قمص دير أنبا انطونيوس مطرانًا على القدس، تتبعه مطرانية الدقهلية وجزء من الغربية والقليوبية والشرقية. تزايد اجتهاد هذا الأب فكان محبًا لكل جائع وعريان ومريض وسجين وغريب، دون تمييز بين مسيحي أو غير مسيحي، يشعر بالالتزام مظهرًا محبته نحو كل إنسانٍ. مع وداعته الحانية كان حازمًا فعندما ظنّ قنصل الروس انه يستطيع إغراء القبط فيقتني الهيكل الملاصق للقبر المقدس، قائلاً له إنه مستعد أن يرصّ له من الأرض حتى السقف جنيهات ذهبية كثمنٍ له، أجابه المطران: "وكم من الجنيهات يكون هذا؟" وفي زهو قال: "مليونان"، عندئذ ابتسم المطران في هدوء يقول: "أتريد أن نتشبه بيهوذا الإسخريوطي ونبيع سيدنا بدراهم؟" ولم يعرف القنصل بما يجيب عليه. محبته لأولاده إذ كان الأنبا باسيليوس منطلقًا إلى أورشليم من دمياط، بلغ يافا في الغروب ولم يكن ممكنًا أن يكمل الطريق، عندئذ عرض عليه الأرمن أن يبيت في منزلٍ لهم، أما هو فلم يحتمل أن يترك أولاده يبيتون تحت الأشجار حتى الصباح وينام هو في منزل، لذا أصرّ أن يبقى معهم في العراء، فتضايق الكل وخرج بعض عظماء يافا يسألونه أن يقدموا له خدمة، فأجابهم: "إن كنتم تريدون حقًا أن ترضوني، فابحثوا لي عن منزل أشتريه يأويني أنا وأولادي، إذ كيف ينام إنسان على سرير داخل حجرة بينما أحشاؤه في الشارع؟ ولم تمضِ سوى ساعة تقريبًا حتى قدموا له بيتًا اشتراه، بات فيه الجميع. مشكلة دير السلطان ادعى الأثيوبيون ملكيتهم لدير السلطان، وبالرغم من مساندة بعض دول الغرب استطاع بجهود مضنية أن يثبت حق الأقباط في الدير. وقد أثار الأثيوبيون في وقتنا الحالي نفس المشكلة باستيلائهم عليه رغم صدور حكم في صالح الأقباط. حبه للبناء والتعمير اتسم عهده ببناء كنائس كثيرة في البلاد التابعة له، وتجديد عمارة البعض، دون أن يتجاهل محبته ورعايته للعائلات الفقيرة بسخاء. بقيّ يجاهد حتى تنيح في 26 مارس سنة 1899 وكان قد بلغ الثانية والثمانين من عمره.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
باشليلية الشهيدة


تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد القديسة باشليلية أو باسيليسا Basilissa في السادس من شهر توت. أُلقيّ القبض عليها وهي في التاسعة من عمرها، وإذ ثبتت على شهادتها لمسيحها قيدوا يديها ورجليها وألقوها في النار، ولكن الله خلصها. وإذ عطشت أنبع الله لها ماءً لتشرب، ثم أودعت حياتها في يد الرب، كان ذلك في أيام دقلديانوس الكافر. استشهادها يعلن عن عمل الله في البشرية بغض النظر عن إمكانياتنا أو سننا أو جنسنا، فبحسب المنطق البشري لا تقدر فتاة في التاسعة أن تحتمل ربما كلمة إهانة أو سبّ، أما هذه الصغيرة فوقفت تُحاكم، وبنعمة الله شهدت لمسيحها الساكن فيها والعامل بها، محتملة العذابات بقوة إلهية ليست من عندياتها. نستطيع أن نرى في حياتها صورة حية لنعمة الله التي تسند النفس وقت الضيق، وتهب تعزيات سماوية ترفعنا فوق الألم. هذه هي خبرة معلمنا بولس الرسول الذي سمع وسط ضيقته: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" (2كو11: 9).


----------------------------

بافنوتيوس الراهب


كان واحدًا ضمن المئات الذين تتلمذوا للأنبا يوأنس القصير. وبعد أن قضى السنين الطويلة يجاهد الجهاد الروحي بلا ملل ولا فتور، أوحى إليه ملاك الرب أن يكتب سير آباء الصحراء. فأطاع الوحي الإلهي وأخذ يتنقل في الصحاري ويتوغل في فيافيها، فقابل عددًا وفيرًا من الآباء وجلس إلى جانبهم يسألهم عن سيرتهم وتاريخ حياتهم، ثم كتب سيرهم لينتفع بها المؤمنون في كافة البلاد وعلى ممر العصور. ولقد روى بافنوتيوس ما شاهده من الأمور العجيبة، فوصف كيف كان هؤلاء النساك يقتلون شهواتهم وأهوائهم، وكيف كانت الشياطين تشن عليهم الحرب، وكيف أنهم كانوا ينتصرون بنعمة الله الفائضة عليهم، وكانت انتصاراتهم باهرة حتى خالطتهم الملائكة كما خضعت لهم الوحوش الكاسرة وخدمتهم خدمة العبد للسيد.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بافنوتيوس أسقف طيبة

حمل كثير من الرهبان والأساقفة اسم القديس بفنوتيوس Paphnutius أو ببنودة، أشهرهم اثنان: القديس بافنوتيوس الأسقف المعترف الذي حضر مجمع نيقية وكان له دوره الهام في مقاومة الأريوسية، ويعرف بالعظيم بافنوتيوس، أو ببنودة تلميذ الأنبا أنطونيوس؛ والثاني هو القديس بافنوتيوس تلميذ القديس مقاريوس الكبير الذي استلم تدبير حياة الرهبان وقد دُعيّ بالشيهيتي. وقد ميّز كتاب "أوليري: قديسو مصر" (بالإنجليزية) بين عشر أشخاص يحملون هذا الاسم. بافنوتيوس أسقف طيبة العليا مصري لجأ منذ حداثته إلى دير بسبير Pispir الذي يبعد عن ضفاف النيل ثلاثة أيام من تل القلزم على الأقدام، متتلمذًا على يديّ القديس العظيم أنبا أنطونيوس لعدة سنوات. إذ فاحت سيرته الفاضلة في الرب، وعُرف عنه حبه للتعليم، أُختير أسقفًا في منطقة طيبة العليا. وفي أيام مكسيميانوس Maximin Daza (306 – 311م) شريك دقلديانوس ذهب الأسقف إلى أنتينوه (أنصنا) بجوار ملوي وهناك اعترف بالإيمان فقلعوا عينه اليمنى، وأحرقوا جفنه، ونزعوا عصب رجله اليسرى، وأحرقوا عضلات رجله بالنار، وفي هذا كله كان يشهد لمسيحه بفرح وبهجة قلب. وأخيرًا أُرسل إلى محجر فينون Phenon بالقرب من البحر الميت حيث بقيّ هناك أربع سنوات يعمل بلا تذمر. إذ انقضى عهد الاضطهاد عاد الأسقف إلى إيبارشيته يمارس عمله الرعوي بقوة، وقد أحبه شعبه جدًا، خاصة وأن الله وهبه عطية عمل المعجزات بفيض. حضر مجمع نيقية سنة 325م، وقد كانت آثار العذابات في جسمه موضع تقدير الحاضرين وإعجابهم، وقد أحبه الإمبراطور قسطنطين جدًا، وكثيرًا ما كان يدعوه إلى القصر ويقبّل مقلة عينه المقلوعة كعضو مقدس. يروي لنا المؤرخون الأولون لاسيما سقراط (1: 11) وسوزومين (1: 23) أن القديس بافنوتيوس تصدّى للمجمع في أمر بتولية الكهنة، أصرّ القديس على الالتزام بالتقليد الكنسي وهو بقاؤهم مع زوجاتهم مع عدم السماح لأحدٍ من الكهنة والشمامسة بالزواج بعد السيامة، وقد وافق المجمع على ذلك. كان القديس بافنوتيوس صديقًا حميمًا للبابا أثناسيوس، ومدافعًا قويًا ضد الفكر الأريوسي منكر لاهوت السيد المسيح، لذا كان الأريوسيون لا يطيقونه، بل كانوا يكيلون له المكائد، أما هو فكان قوي الحجة ولطيفًا في نفس الوقت. شغل القديس مركزًا مرموقًا في مجمع صور الذي انعقد سنة 335م برئاسة يوسابيوس القيصري يحركه يوسابيوس النيقوميدي لنفي البابا أثناسيوس باتهامات باطلة. كما حضر أيضًا مجمع سرديكيا (صوفيا عاصمة بلغاريا) سنة 347م. إذ شعر القديس بافنوتيوس أن مكسيموس أسقف أورشليم بدأ يحضر مع الأريوسيين وفي بساطة انقاد لهم، وكان زميله في المحجر، كشف له خبثهم، فتركهم وصار يساند البابا أثناسيوس على التمسك بالإيمان المستقيم كل بقية أيام حياته. يعيِّد له الغرب في 11 من شهر سبتمبر (غالبًا عام 360م).


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بافنوتيوس الأسقف



أورد السنكسار القبطي سيرة القديس بافنوتيوس الأسقف تحت 11 من شهر بشنس دون أن يحدد اسم إيبارشيته. أحب هذا القديس الحياة الديرية، فترهب بدير القديس مقاريوس الكبير، وأجهد نفسه في النسك والحياة التعبدية التقوية كما تعلم القراءة والكتابة واهتم بالدراسة في الكتاب المقدس وكتب الآباء وقوانين الكنيسة. ذاع صيته فاستدعاه البابا فيلوثيؤس (الـ 63) في القرن العاشر، بعد أن مكث بافنوتيوس 35 عامًا في البرية. سامه البابا أسقفًا، ولأول مرة استبدل ثوبه الذي من شعر الماعز من أجل الخدمة ليعود فيلبسه مرة أخرى، ولم يكن يملك غيره. اشتد به المرض، فسأل السيد المسيح ألا تفارقه نعمته من أجل عمل الأسقفية، وكما كان يرعاه في البرية كل هذه السنوات يرعاه في الأسقفية، وإذ بملاك الرب يظهر له ويقول: "اعلم انك حين كنت في البرية لم يكن من يهتم بك عند مرضك، ولا تجد دواء، فكان الله يعضدك ويمنع عنك المرض، أما الآن فأنت في العالم، وعندك من يهتم بك وما تحتاجه عند مرضك". هكذا أراد الله أن يعلم الأسقف بعد خبرة 35 عامًا في البرية أنه وإن كان قد اهتم به في الصحراء فلم يسمح له بمرضٍ لأنه لا يوجد من يعالجه، ولا دواء معه، لكنه إذ نزل للخدمة وسط شعبه وتعرض للمرض لا يمتنع عن العلاج! الله الذي رعاه في البرية بطريقة معينة يرعاه في العالم خلال الطب والدواء بطريقة أخرى! على أي الأحوال بقي في الأسقفية 32 عامًا ليستودع روحه في يديْ خالقه بعد أن استدعى الكهنة والشمامسة وسلمهم أواني الكنيسة معلنًا أنه لم يحتفظ لنفسه بدرهمٍ واحدٍ، ثم باركهم وتنيح.


-------------------------



بافنوتيوس الشماس الشهيد



كان هذا الشهيد شماسًا في Boou (ربما بافو بالصعيد الأقصى)، اهتم مع الجندي سلبون Silbon بالشهيد بانسني Panesniu في السجن، فشاركه إكليل الاستشهاد في أيام كلكيانوس.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بافنوتيوس الشهيد


سمع أريانا والي أنصنا بصعيد مصر عن الراهب بفنوتي، الذي كان يقطن بجوار دندرة وقد جذب الكثيرين بتقواه للسيد المسيح، فأرسل إليه قائديّ مائة لتعذيبه لكنهما فشلا في البلوغ إليه. في إحدى الليالي رأى القديس بفنوتي ملاكًا يحثه على الاستعداد للرحيل من هذا العالم، معلنًا له أن أريانا يطلبه. تهلل القديس للخبر وحسب نفسه كمن يحتفل بعيد، وفي الصباح انطلق إلى الشاطئ في صحبة الملاك الذي عزاه واختفي. نزل الوالي من السفينة ليجد عددًا كبيرًا من الرسميين يستقبلونه بحفاوة، فتقدم إليه الراهب ليقول له: "أيها السيد الوالي، إن الذي يحدثك هو بفنوتي الذي تفتش عنه بجدٍ، إنه بفنوتي المسيحي". سار موكب الوالي إلى المدينة بينما كان بفنوتي مقيدًا يحيط به الجند ليلقوا به وسط اللصوص والقتلة في السجن. استراح الوالي قليلاً ثم شكّل جلسة لمحاكمة الراهب بفنوتي، أخذ يلاطفه في البداية فكان يحدثه عن الأبدية، وبعد ذلك أمر بتعذيبه. أرسل له الرب ملاكًا يقويه ويشفيه من الجراحات حتى آمن الجلادان دينس وكاليماك واستشهدا على اسم السيد المسيح. أعاد الوالي الراهب بفنوتي إلى السجن حيث التقى بأربعين موظفًا كان الوالي قد أمر بسجنهم، وكان يحدثهم عن الإيمان والأبدية ففرحوا بكلماته، وخاصة وأنهم بالمساء رأوا كأن نارًا تلتهب في السجن فارتعبوا لكن السجّان طمأنهم بأن هذا المنظر يتكرر كل ليلة منذ سُجن هذا الراهب. كان الراهب يستغل كل فرصة للشهادة للسيد المسيح، فحينما أُستدعى من السجن مع الأربعين موظفًا، وأُشعل أتون ضخم تحت إشراف مائة جنديًا لحرق الموظفين صار القديس بفنوتي يحدث المشاهدين عن الإيمان بالسيد المسيح في حضرة الوالي فاجتذب الكثيرين، الأمر الذي أذهل الوالي، فأمر بتعذيبه بالهنبازين حتى يتهرأ لحمه. وكان الرب يشفيه فآمن القائد وجنوده الأربعمائة الذين استشهدوا حرقًا. إذ كان عدد الشهداء يتزايد خشيّ الوالي من هياج الشعب، فأخذ القديس بفنوتي معه في السفينة إلى أنتينوه (الشيخ عبادة بملوي) حيث صلبه مربوطًا على جذع نخلة بتهمة التغرير بموظفي الدولة (الأربعين موظفًا)، وإثارة فتنة في الجيش (الأربعمائة جنديًا). والعجيب أن الحراس اعترفوا بإلهه بعد أن أنزلوا جسده، واستشهدوا هم أيضًا.
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بافنوتيوس الصعيدى


يرى اليونان المحدثون أن هذا القديس من أهالي صيدا. زار المؤرخ روفينيوس دير القديس بفنوتيوس المتوحد بالصعيد الأقصى عام 390، وكان القديس قد تنيح فروى لنا ما سمعه عنه. عاش في صعيد مصر في حياة مقدسة، حتى كان يسلك كملاكٍ على الأرض. تمتع بشفافية مرهفة وعلاقة وثيقة مع السمائيين. قيل إنه هو الذي قام بالدور الرئيسي في توبة تاييس الخاطئة، وإن كان البعض يرى أن القديس بيساريون هو المقصود، بينما يرى آخرون أن ما حدث مع أحد رجال الله يمكن أن يتكرر أيضًا مع غيره. لا نعرف تاريخ نياحته، وإنما قيل إنه إذ عرف وقت انتقاله وكان جماعة من المتوحدين حاضرين معه أسلم الروح بهدوء إلهي عجيب، وشهد الحاضرون الملائكة تحمل روحه وهي تسبح الله ممجدة إياه. القديس بفنوتي واللص يقدم لنا التاريخ القصة التالية التي تكشف عن شوق الله لخلاص كل نفس، إذ قيل إن القديس بفنوتي كان قد نما في الروح وسما في حياة الفضيلة في الرب، حتى كان ينظر بعض السمائيين. في إحدى المرات سأل عن مدى تقدمه في الفضيلة، فقيل له إنه بلغ قامة أحد محترفي الغناء في قرية مجاورة له. دُهش الأب جدًا كيف يُقارن برجل محترف غناء في قامته الروحية بينما قد قطع شوطًا كبيرًا في الحياة النسكية، وكرس كل وقته للعبادة، وتأهل للتمتع بمناظر سماوية. أسرع إلى القرية ليلتقي بهذا المطرب، ويسأله عن سلوكه، فأجاب أنه إنسان شرير يعيش على أموال سبق أن اقتناها من السرقة. ألحّ عليه أن يحدثه عن تصرفاته الحسنة، فأجابه أنه لا يذكر إلا أمرين: الأمر الأول أنه في فترة ممارسته لأعمال السرقة اختطف زملاؤه اللصوص عذراء كرست نفسها لله، وإذ أراد زملاؤه اغتصابها انتزعها من أيديهم واقتادها إلى قريتها دون أن يلحق بها ضررًا. والأمر الثاني أنه رأى في الصحراء امرأة في حالة إعياء شديد، حملها إلى مغارته وقدم لها طعامًا وشرابًا دون أن يمسها، وإذ سألها عن سّر مجيئها إلى الصحراء أجابت أن دائنًا قد زج برجلها وأولادها في السجن من أجل 300 قطعة من الفضة وأنه يطلبها فهربت منه ولها أربعة أيام لم تأكل قط، فتأثر جدًا وقدم لها 300 قطعة من الفضة، هو أغلب ما لديه سائلاً إياها أن تنقذ رجلها وأولادها. تعجب القديس بفنوتيوس من هذا اللص الرحيم وعرف أن الله إنما أرسله لخلاص نفسه، فبدأ يحدثه عن محبة الله الحانية، وللحال ألقى الرجل مزماره وتبع المتوحد ليقضي ثلاث سنوات تحت رعايته يسلك طريق الكمال حتى تنيح. القديس بفنوتي ومضيف الغرباء إن كان الله قد قارن القديس بفنوتي المتوحد بلصٍ رأى فيه استعدادًا وممارسةً للحب العملي، ففي دفعة أخرى قارنه الله برجلٍ متزوج أنجبت زوجته ثلاثة أولاد وعاش معها بعد ذلك كأخٍ، وكان لا يرفض قط ضيافة أحدٍ ولا يحتقر فقيرًا ولا يمتنع عن مساعدة محتاج! لهذا كان القديس يقول لنفسه: "إن كان الذين في العالم يعملون أعمالاً ممتازة، فكم أكون أنا ملزمًا كمتوحد أن أجتهد لكي أتقدم عليهم في تداريب التوبة؟!" وهكذا كان يزداد مثابرة وجهادًا في صلواته ونسكياته. مليكة حبيب يوسف: القديس الأنبا بفنوتي المتوحد، 1970.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بافنوتيوس القديس تلميذ القديس مقاريوس


يدعى أيضًا المتوحد، إذ عاش 24 سنة في الوحدة، كان يلبس ثوبًا واحدًا في ليالي الشتاء القارصة. مع عدم قيامه بدراسات كتابية غير أن الروح القدس وهبه عطية معرفة أسرار الكتاب، واعتبر كأبرع مفسر له. قيل أن كاسيان استقى منه معلوماته عن القديس مقاريوس الاسكندري، وإنه التقى بالقديسة ميلانية عام 373 / 374م.

----------------------

بافنوتيوس المتوحد القديس


أحد النجوم اللامعة ببرية شيهيت، تسلم الرئاسة كقسٍ لشيهيت، وكان من كبار مدبري الحياة الرهبانية في القرن الرابع (يرى البعض أنه هو بعينه تلميذ القديس مقاريوس الإسكندري). عرف باسم "بفنوتيوس المتوحد" أو "الشيهيتي"، كما دُعى كيفالاس Cephalas وقد اختلف الدارسون في تفسير هذا اللقب، فالبعض يرى إنه يعني "أبا دماغ"، والبعض يرى أنها جاءت محّرفة عن "سمبلاس" أى "البسيط". أما هو فكان يلقب نفسه بوباليس "الجاموسة" بسبب ضخامة جسمه، كنوع من تحقير نفسه. حياته الديرية وُلد مابين عامي 301 و 311م، تبع القديس أنبا أنطونيوس وتتلمذ على يديه، ثم انفرد في حياة توحدية، وأخيرًا انطلق إلى برية شيهيت ليستقر هناك، متتلمذًا على يديْ مقاريوس الكبير تحت رعاية القديس إيسيذورس قس شيهيت. لا نعرف متى سيم كاهنًا، لكنه خلف القديس إيسيذورس كقس لشيهيت حوالي عام 373م، حيث انسحب الأخير مع القديس مقاريوس إلى الجنوب نحو البيامون لتأسيس دير أبي مقار، وكان القديس إيسذورس يتردد لفترة 12 عامًا حتى تنيح. صار القديس بافنوتيوس أب الأسقيط بعد نياحة القديس مقاريوس الكبير حوالي عام 390م وكانت قلايته تبعد حوالي خمسة أميال من الكنيسة. وعندما زار القديس يوحنا كاسيان شيهيت عام 399م كان القديس بافنوتيوس شيخًا في التسعين من عمره، وقد كتب عنه أكثر من مرة. عُرف بالحكمة والرزانة، فعندما حدث شقاق بين رهبان نتريا العقلانيين (الذين تبعوا أوريجينوس في نمط تفكيره) وبين البابا ثاوفيلس (23) بخصوص "شكل الله"، إذ حاول هؤلاء الرهبان تصويره بطريقة مادية ملموسة استطاع بحكمته أن يكسب الكل في محبة. من أجل استقامة إيمانه نفاه فالنس الأريوسي في قيصرية الجديدة وعند عودته وجدته القديسة ميلانيا أثناء زيارتها لنتريا، وكان لها شرف الحديث معه (يرى بعض الدارسين أنها التقت بالقديس بافنوتيوس الإسكندري إن كان شخصًا آخر). حبه لخلاص النفس قيل إن أخًا بدير أنبا أنطونيوس في بسبير Pispir أُتهم بخطية ما فانطلق إلى القديس أنبا أنطونيوس، وبعد قليل لحق به بعض الأخوة ليشتكوا عليه، وابتدأوا يوجهون ضده الاتهامات، أما هو فكان يدافع عن نفسه. تدخل القديس بافنوتيوس قائلاً للاخوة: "رأيت إنسانًا سقط في الماء فغطس في الطين حتى ركبتيه، فجاء قوم ليساعدوه وينشلوه فما كان منهم إلا أنهم أغرقوه حتى عنقه". فلما سمع العظيم أنبا أنطونيوس ذلك قال عن القديس بافنوتيوس: "انظروا هذا الإنسان إنه حقًا يستطيع أن يربح النفوس ويخلصها" (يُقال أن هذه القصة خاصة بالقديس بافنوتيوس تلميذ القديس مقاريوس الاسكندري). قيل أيضًا إن القديس بافنوتيوس لم يكن يشرب النبيذ قط، ولكن دفعة مرّ أمام عصابة من اللصوص وكانوا يشربون، وأن رئيس العصابة يعرف أنه ناسك لا يشرب النبيذ، فملأ كأسًا له، وأخرج بيده سيفًا وهدده، قائلاً: "إن لم تشرب فسأقتلك". أما القديس فحسب في ذلك جحدًا لمشيئته الذاتية، حاسبًا أن ما يفعله رئيس العصابة من قتل يهلك نفسه، ففضل أن يشرب الكأس من أجل خلاص الرجل، واثقًا أن نعمة الله لابد وأن تعمل فيه. تصاغر رئيس العصابة جدًا في عينيْ نفسه أمام طاعة هذا الإنسان ووداعته، ولم يعرف ماذا يفعل سوى أن يعتذر، قائلاً: "اغفر لي يا أبتي لأني قد أحزنتك". أجابه القديس: "إني متيقن أن الله سوف يغفر لك خطاياك من أجل هذه الكأس". عندئذ في توبة قال رئيس العصابة: "وأنا أيضًا واثق بنعمة الله إني من الآن لن أحزن إنسانًا ما"؟، وقيل أن الجماعة كلها تابت على يديه. كان مع الأب بافنوتيوس في الإسقيط أخ حاربته أفكار الزنا، فقال: "ولو إني تزوجت عشر نساء لا أشبع شهوتي". فتوسل إليه الأب، قائلاً له: "لا يا ابني، فإن هذا الكلام هو بسبب حرب الشياطين"، فلم يقتنع الأخ، ونزل إلى مصر وتزوج. وبعد زمان التقى به الأخ وكان يحمل سلة بها صدفًا، فلم يعرفه، لكن الأخ قال له: "أنا تلميذك فلان يا أبتي". فلما رآه بكى، وقال له: "كيف تركت ذلك الشرف وأتيت إلى الهوان؟ على كل حال، هل اقترنت بعشرة نساء كما ذكرت لي؟" فتنهد الأخ وقال: "بالطبع قد تزوجت واحدة، لكني أشقى كثيرًا بسببها، ولا أعرف كيف أشبعها خبزًا". قال له الأب: "ألا تعود إلينا من جديد؟" أجابه الأخ: "وهل من توبة يا أبتي؟" قال له: "نعم"، وللحال ترك كل شيء وتبعه وصار في الإسقيط كمبتدئ في الرهبنة. تجربته في حياته الرهبانية الأولى يروي لنا شينو في كتابه "قديسو مصر" قصة القديس بفنوتي القس كما لو كانت تخص شخصًا آخر غير القديس بافنوتيس تلميذ القديس مقاريوس الكبير، غير أن هذه القصة تبدو أنها خاصة به في بداية حياته الرهبانية، فقد نما القديس في الفضيلة بصورة رائعة الأمر الذي أثار أحد الرهبان إذ كان يحسده على سمعته الطيبة، وفي أحد الأيام تسلل الراهب من الكنيسة أثناء القداس الإلهي وأخفى كتابه تحت حصيرة الراهب الشاب بفنوتي. وبعد القداس الإلهي اشتكى لرئيس الدير أن كتابه قد سُرق في الدير، وإذ ألح على رئيس الدير أن يبحث عنه تألم الرئيس كيف تكون سرقة في الدير. وأخيرًا استقر الرأي على إرسال ثلاثة رهبان إلى القلالي يبحثون عن الكتاب المسروق. وبالفعل بعد فترة عاد الرهبان يحملون الكتاب معلنين عن وجوده تحت حصيرة الراهب بفنوتي. أما هو فلم يعترض بل في اتضاع قبل قانون التوبة دون أن يظهر أية علامة تعجب أو دفاع عن نفسه. أُفرز الأب بفنوتي من بين الرهبان وضاعف أصوامه لمدة أسبوعين في هدوءٍ عجيبٍ، أما الراهب الذي دبّر له المكيدة فباغته روح شرير وسبب إزعاجًا للدير، ولم يستطع حتى القديس إيسيذورس أن يخرجه، بل كان يصرخ: "بفنوتي، بفنوتي، أريد بفنوتي". في اتضاع جاء القديس بفنوتي المنبوذ من الكل، واعترف الراهب بشره طالبًا الصفح عنه. من كلماته وتعاليمه ليكن عندكم الحزن أفضل من الفرح، والتعب أفضل من الراحة، والإهانة أفضل من الكرامة، وليكن عطاؤكم أكثر من أخذكم. مرة توجه البابا ثاوفيلس (23) إلى الإسقيط، فاجتمع الإخوة، وقالوا للأنبا بافنوتيوس: "قل للبابا كلمة واحدة لكي ينتفع". فقال لهم الشيخ: "إن لم ينتفع بسكوتي، فحتى ولا بكلمتي ينتفع"، فسمع البطريرك ذلك وانتفع جدًا. قال الأب بافنوتيوس: "لما كنت أمشي في الطريق ضللت بسبب الضباب، فوجدت نفسي أمام إحدى القرى. وهناك رأيت البعض يتحدثون، فوقفت أصلي من أجل خطاياي، فجاء ملاك يحمل سيفًا، وقال لي: "يا بافنوتيوس، إن الذين يدينون اخوتهم يهلكون بحد هذا السيف. أما أنت، فكونك لا تدين أحدًا بل تتضع أمام الله وكأنك أنت الذي يرتكب الخطية، فإن اسمك قد كُتب في سفر الأحياء".


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بافنوتيوس الناسك القديس


رئيس جماعة نسكية صغيرة بهيراكليوبليس (أهناسيا).

------------------------


بالاديوس الأسقف


يذكر بروسبر Prosper of Aquitineأن أجريكولا Agricola أفسد كنيسة بريطانيا بنشر البدعة البيلاجية (نسبة إلى بيلاجيوس الراهب البريطاني الذي كرز في روما في الفترة ما بين 400 و 410م، ونادى بأن خطية آدم لا تورّث، ويولد الأطفال أبرياء بلا خطية جدية، لذا فهم يُعمدون لا لغفران الخطية، وإنما للتمتع بالعضوية في المسيح وملكوت السماوات، وأن الإنسان قادر على الخلاص بجهاده الذاتي دون حاجة إلى نعمة الله، وأنه لا حاجة للنعمة للتمتع باستنارة الفكر، وقد اهتم كثير من الآباء خاصة القديس أغسطينوس للرد عليه لتأكيد دور النعمة الإلهية دون تجاهل لحرية الإرادة الإنسانية). أُرسل القديس جرمانيوس أسقف Auxerre إلى بريطانيا (عام 429م)، من قبل أسقف روما (البابا) كلستين الأول لإيقاف هذه الحركة البيلاجية بناء على طلب الشماس بالاديوس. وفي سنة 431 سيم هذا الشماس بواسطة (بابا روما) كأول أسقف على أيرلندا. واجه متاعب كثيرة ومعارضة، لكنه إذ كرز لكثيرين وبنى ثلاث كنائس صار محبوبًا إلى حد ما. قبل نهاية العام شعر أن خدمته في روما أكثر ثمارًا فترك أيرلندا، وانطلق إلى روما، لكنه مرض في الطريق ورقد في Fordun. يرى البعض انه استشهد في أيرلندا.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بالاديوس القديس


يعتبر من أهم مؤرخي الرهبنة القبطية، زار منطقة نتريا والقلالي، وعاش كصديقٍ للقديس مقاريوس الإسكندري، لكنه كان بفكره أكثر قربًا للقديس أوغريس البنطي بل يُحسب تلميذًا له، إذ تلاقيا خلال محبتهما لفكر أوريجينوس من جهة الاتجاه العقلي التأملي عوض الحياة الرهبانية البسيطة، فأقاما أشبه بمدرسة رهبانية داخل الحياة الرهبانية المصرية، ضمت أنصار الفكر الأوريجيني، الأمر الذي سبب شرخًا وانقسامًا في رهبنة نتريا على وجه الخصوص. نشأته ورهبنته وُلد في غلاطية سنة 363 أو 364م، وتثقف ثقافة عالية. لا نعرف عن عائلته الكثير، إنما نفهم من كتابه "التاريخ اللوزياكي Lausiac History" أن والده كان عائشًا حتى سنة 394م، وأن أخته وأخوه كرسا حياتهما، وإن كان كتابه "حوار بخصوص حياة القديس يوحنا الذهبي الفم" يكشف عن أن أخاه Brisson عاد وترك هذا العمل الديني بكامل حريته ليفلح بستانه الصغير بنفسه. إذ بلغ القديس بالاديوس من العمر 23 عامًا دخل الحياة الديرية في جبل الزيتون بأورشليم ليتتلمذ على يديْ إينوسنت، كما أقام فترة صغيرة مع البيديوس بالقرب من أريحا. وفي حوالي سنة 388م أراد أن يلتقي بمتوحدي مصر ويتعرف عليهم ويتتلمذ على أيديهم، فذهب إلى الإسكندرية وبقي فيها قرابة ثلاث سنوات. التقى بالقديس إيسيذورس الذي كان يدير دار الضيافة بالبطريركية، وهذا سلمه للقديس دورثيؤس الطيبي أو الصعيدي الذي كان يسكن في مغارة تبعد حوالي خمسة أميال من الإسكندرية، وإذ كانت معيشة هذا المتوحد تفوق احتمال القديس بالاديوس تركه وانطلق إلى نتريا ومنها إلى منطقة القلالي ليقيم فيها تسع سنوات حتى إذ اعتلت صحته اضطر إلى العودة إلى الإسكندرية للعلاج. في نتريا والقلالي بقى في نتريا سنة واحدة أو أقل وفي سنة 391م ذهب إلى القلالي ورافق القديس مقاريوس الإسكندري حتى تنيح عام 394م فانضم إلى القديس أوغريس أو إيفاجريوس البنطي ليتتلمذ على يديه حيث كان الاثنان يحبان أوريجينوس. التصق أيضًا بمحبي أوريجينوس مثل أمونيوس وإخوته الطوال القامة. كان ينتقل من القلالي إلى شيهيت خلال التسع السنوات التي قضاها في منطقة القلالي، كما ذهب خلال هذه الفترة إلى أسيوط (ليكوبوليس) ليزور القديس يوحنا الحبيس الأسيوطي الذي تنبأ له أنه سيصير أسقفًا. وقد حضر نياحة معلمه أوغريس سنة 399م. سيامته اسقفًا قلنا إنه ذهب إلى الإسكندرية للعلاج، لكن الأطباء أشاروا عليه أن يذهب إلى فلسطين كتغيير للجو عام 399م. ذهب من هناك إلى بثينية حوالي عام 400م، حيث سيم أسقفًا على هلينوبوليس Helenopolis كما تنبأ له القديس يوحنا الأسيوطي. دخل في الصراعات الخاصة بالحركة الأوريجينية، وقد ظهر مع القديس يوحنا الذهبي الفم سنة 403 في مجمع السنديان حيث وقف ليناصر القديس يوحنا. وفي سنة 405م سافر إلى روما ليشفع في القديس يوحنا. وفي السنة التالية نفاه الإمبراطور أركاديوس إلى صعيد مصر حيث بقى هناك إلى سنة 412م يتنقل في منطقتي طيبة وأسوان، من بعدها عاد إلى غلاطية كأسقف على Apsuna، وقد تنيح قبيل انعقاد المجمع المسكوني بأفسس سنة 431م. كتاباته 1. لعل أعظم ما قام به هو كتابه "التاريخ اللوزياكي Lausiac History"، وقد سُمي هكذا نسبة إلى لوسياس Lausus رئيس حجاب بلاط الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني، إذ أهداه إليه، كتبه حوالي عام 419/420م، يصف فيه الحركة الرهبانية في مصر وفلسطين وسوريا وآسيا الصغرى في القرن الرابع، ويعتبر من أهم مصادر تاريخ الرهبنة الأولى بعد كتاب "حياة أنطونيوس" بقلم البابا أثناسيوس الرسولي. 2. "حوار عن حياة القديس يوحنا ذهبي الفم"، كتبه في أسوان حوالي سنة 408م، إذ كان منفيًا هناك بسبب التصاقه ودفاعه عن هذا القديس. وقد جاء هذا العمل هامًا في الكشف عن حياة يوحنا ذهبي الفم لكنه أظهر تحاملاً شديدًا وبلهجة قاسية ضد البابا ثاوفيلس الإسكندري الذي لا ننكر خطأه في تورطه في قضية القديس يوحنا ذهبي الفم، ويُقال أنه ندم على ذلك قبل نياحته. 3. "عن شعب الهند والبراهمة"، مقال صغير ينقسم إلى أربعة أجزاء، غالبًا الجزء الأول للقديس بالاديوس دون بقية الأجزاء. ملاحظة حدث خلط بين كتاب بلاديوس وكتاب آخر وضع حوالي سنة 400م عن "تاريخ رهبان مصر" يحوي ذات محتويات كتاب بالاديوس بواسطة كاتب مجهول.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بالاريانوس الشهيد


تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الأخوين الرومانيين بالاريانوس وتيبوريتوس أو ثيبورينوس. وُلد بروما من أسرة شريفة، تزوج الأول بفتاة مسيحية جميلة تُدعي كيليكية ابنة أحد الأشراف، استطاعت بحياتها التقية الورعة أن تجتذب رجلها إلى الإيمان المسيحي والحياة الإنجيلية. التهب قلب بالاريانوس بحب الله، مشتاقاً أن يكسب كل نفسٍ لمملكة المسيح، وبحبه كرز لأخيه، فقبل الأخ الإيمان ونال سرّ العماد، وسلك بتقوى وورعٍ، مكرسًا كل حياته للعبادة حتى تأهل لرؤية الملائكة والحديث معهم عن الأسرار الإلهيةً. إذ ملك دقلديانوس وأثار الاضطهاد على المسيحيين، وقتل كثيرين، كان هذان القديسان يقومان بتكفين أجساد الشهداء ودفنها. وشى بعض الأشرار بهما لدى طرسيوس حاجب الملك، الذي استدعاهما وسألهما عن عقيدتهما فأعلنا إيمانهما بلا خوف. وصار يلاطفهما من أجل شرف أصلهما وإذ لم ينثنيا عن إيمانهما صار يهددهما، وأخيرًا ضرب عنقيهما بعد تعذيبهما. إذ وقف يشاهد منظر قتلهما رأى ملائكة نورانيين تنزل من السماء لتزف نفسيهما كما بموكبٍ سماويٍ فآمن طرسيوس بالسيد المسيح، وأعلن إيمانه، فسُجن ثلاثة أيام بعدها نال إكليل الشهادة مع كليكية زوجة بالاريانوس.

----------------------------


بالبينا العذراء


تحتفل الكنيسة الرومانية بعيد القديسة بالبينا St. Balbina في 31 مارس. يُقال إنها ابنة المحامي العام كويرينوس Quirinus the Tribune، هذا المحامي وقف أمام الكسندروس أسقف روما وهو مسجون يروي له مأساته أن له ابنة وحيدة تدعى بالبينا، مصابة بداء الخنازير، كان يشتاق أن يراها متزوجة، واعدًا إياه إن شفاها له أنهما يؤمنا بالسيد المسيح هو وابنته. عندئذ سأله أن يحضرها إليه في السجن، ويحمل طوق السجن من عنقه ليضعه عليها فتُشفي تمامًا. وبالفعل أسرع الرجل إلى السجن فشفيت الفتاة. وإذ رجع الاثنان إلى البيت ظهر للفتاة صبي يقول لها: "ثابري على بتوليتك أيتها الصبية، وأقبلي شفاء جسدك، فإنك سترين عريسك الذي بذل دمه حبًا فيك". ثم اختفى، وشُفيت الفتاة في الحال. إذ استشهد والدها التقت الابنة بالأسقف، وإذ كانت تقبّل طوق سجنه سألها أن تكف عن ذلك وتبحث عن السلاسل التي قُيّد بها بطرس الرسول. وبالفعل جاهدت حتى عثرت عليها، وكانت تقبِّلها بغيرة شديدة من أجل محبتها في الملك المسيح. قيل إن جسدها دفن في الكنيسة التي حملت اسمها بروما والتي بُنيت عام 590م. يصورها الغرب تحمل سلاسل القديس بطرس مع طوق القديس الكسندروس إما على رقبتها أو في يدها، وأنها تهاجم داء الخنازير.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
باماخيوس


ولد القديس باماخيوس St. Pammachius حوالي سنة 340م، من عائلة رومانية عريقة "أسرة فيوريFurii "، من أحد الأشراف. ارتبط بصداقة قوية مع القديس جيروم "إيرونيموس" إذ درسا معًا وصار معينًا له، حتى أن الأخير قدم الكثير من أعماله باسمه، مثل تفسيره بعض أسفار الأنبياء الصغار (حوالي عام 406م)، وتفسير دانيال (حوالي عام 407). في عام 385 تزوج بالفتاة بولينا Paulina الابنة الثانية للقديسة باولا Paula من أعظم صديقات وأصدقاء القديس. يبدو أنه كان إنسانًا متدينًا، وإذ نراه يشتكي للقديس سريكيوس Siricius أسقف روما من جوفينان Jovinian (راهب غير مستقيم الإيمان دانه هذا الأسقف بروما وأيضًا القديس إمبروسيوس بميلان إذ نادى بأنه لا فرق بين البتولية والزواج، وأن المكافأة واحدة في السماء بغض النظر عن الوضع الذي يعيشه الإنسان في العالم، كما شارك هلفيديوس في رفض دوام بتولية القديسة مريم، وقد كتب ضده القديسان جيروم وأغسطينوس). أرسل باماخيوس بعض نسخ كتابات الهراطقة إلى القديس جيروم، فأجابه الأخير بمقالٍ مستفيضٍ، لكن الأول لم يسترح لعنف القديس جيروم في رده عليه، ربما لأنه كان محبًا للطف والرقة من جانب، ولأنه رأى في كلمات القديس جيروم عند مدحه للبتولية انه أهدر قدسية الزواج. على أي الأحوال أسرع القديس وبعث عدة رسائل يوضح فيها وجهة نظره، مظهرًا أنه لن يمس قدسية الزواج، ولا ينجس العلاقة الزوجية وإن كان يمتدح البتولية؛ فإن كانت الأخيرة ذهبًا فالزواج يُحسب بالنسبة له فضة؛ يبدو أن باماخيوس استراح للإجابة. مرة أخرى إذ قام الصراع المرّ بين جيروم وروفينوس بسبب أوريجينوس، بعد صداقتهما الطويلة منذ الصبا أعلن باماخيوس رفضه لهذا العنف في الحوار. على أي الأحوال إذ ماتت زوجته سنه 397 كتب إليه القديسان جيروم وبولينوس أسقف نولا يعزيانه ويسألانه تكريس حياته وتقديم كل إمكانيته لأعمال المحبة، إذ كتب الأخير إليه، يقول: "زوجتك الآن هي عربون لك وشفيع عنك لدى يسوع المسيح. إنها تنال عنك بركات كثيرة في السماوات، إذ توزع خزائنها هنا، فلا تُقدم الذكرى لها بدموع عقيمة وإنما بمشاركتك لها في أعمال الرحمة. إنها تُكرَّم بفضائلك، وتتقوَّت بالطعام الذي تقدمه أنت للفقراء". كتب أيضًا القديس جيروم رسالة مشابهة يدعوه فيها للتكريس. قام باماخيوس بتوزيع الكثير من أمواله على الفقراء والمساكين ليمارس الحياة النسكية، حتى أن القديس جيروم كتب إليه يقول بأنه إن كانت قد رقدت بولينا فقد تمتعت الكنيسة بالراهب باماخيوس؛ بحسب ميلاده وزواجه هو شريف النسب والحسب، غني في العطاء، سامٍ في اتضاعه (رسالة 66). كما قال في نفس الرسالة أن ما ناله باماخيوس إنما هو ثمرة بولينا، فما اشتهت أن تراه وهي حية هنا تحقق بموتها. بتصرفه هذا دعاه بين الحكماء هو أحكمهم وأعظمهم وأكثرهم نبلاً، قائدًا للرهبان. بنى مع فابيولا فندقا (مستشفي) في منطقة Portus، يأوي الغرباء القادمين إلى روما، خاصة المرضى والفقراء. في حبه للكنيسة ووحدتها بروح الاتضاع قاوم الانشقاق الدوناتستي (جماعة ثائرة في شمال غرب أفريقيا وجدت لها بعض الأعوان في إيطاليا، تكفِّر الآخرين)، مطالبًا إياهم بالعودة إلى حضن الكنيسة، وقد كتب إليه القديس أغسطينوس أسقف هيبو رسالة يشكره فيها على هذا العمل الكنسي، عام 401م. حوّل باماخيوس بيته الذي في Coelian Hill إلى كنيسة، هذه التي أقيم في موقعها كنيسة القديسين جيوفاني وباولو (يوحنا وبولس) كما يرى البعض. تنيح عام 410م في أثناء هجوم الغوصيين والأرال Alaric لروما (يذكره الغرب في 30 أغسطس). قيل أنه سيم كاهنًا، لكن كثير من الدارسين يتشكّكون في ذلك.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بامبو الأب القديس


أحد آباء البرية العظام في نتريا في القرن الرابع، عاصر القديس أنبا أنطونيوس، كان يزوره ويطلب إرشاده. أثناء حياة القديس مقاريوس الكبير، وتتلمذ على يديه كثيرون منهم القديسون أنبا بيشوي وأنبا يوأنس القصير. يُسمى بامبو أو بامبونيوس باليونانية، وبالقبطية بامو كما يدعى "بموا". وُلد في سخا، في أوائل القرن الرابع، انطلق إلى نتريا وهو صغير السن جدًا، وكان أميًا، تعلم وهو راهب. كان رفيقا للقديس أنبا آمون الكبير، وإذ فاحت رائحة حياته الفاضلة سيم قسًا حوالي عام 340م. وفي سنة 350 م صار أحد كبار القادة، وكان القديس مقاريوس يحضر من الإسقيط إلى نتريا لزيارته. حبه للحياة العملية يروي لنا المؤرخ سقراطSocrates (4: 22)، إن القديس لم يكن يعرف القراءة والكتابة في بدء رهبنته، فتعهده أحد الأخوة لكي يعلمه المزامير ليحفظها عن ظهر قلب، فبدأ بالمزمور 39: "أنا قلت أنى أتحفظ في طرقي حتى لا أخطئ إليك بلساني". وإذ سمع بامو ذلك قال الأخ: "قبل أن أتعلم المزيد يحسن بي أن اعتزل قليلاً حتى أنفذ هذا القول". وإذ انقضت ستة أشهر و لم يحضر بامو، ذهب إليه الأخ يسأله عن سبب عدم رجوعه إليه ليعلمه المزامير. أجابه بامو: "إني لم أتعلم بعد أن أتمم القول الذي سمعته". سماته إذ تحدث عنه القديس أنبا بيمين وصفه بثلاث سمات رئيسية: حبه للصوم إذ كان يصوم يوميًا حتى المساء. الصمت الدائم إن سُئل لا يجيب في الحال بل كان ينتظر أحيانًا أسبوعًا كاملاً وأحيانًا شهورًا حتى يتمتع بإرشاد إلهي السمة الثالثة هي اهتمامه بممارسة عمل اليدين. عند نياحته قال: "إني منذ دخولي هذه البرية وبنائي القلاية وسكني فيها، ما انقضى عليّ يوم واحد بدون عمل ولا أتذكر إني أكلت خبزًا من إنسانٍ، وإلى هذه الساعة ما ندمت على لفظٍ واحدٍ نطقت به، وها أنا منطلق إلى الرب : كأني ما بدأت بشيء يرضيه بعد". ميلانية وعمل الصدقة التقت به القديسة ميلانية الكبرى، وكان يضفر حصيرة، فلم يعطِ اهتمامًا لهذه السيدة الشريفة. قدمت له وعاءً به 300 رطل ذهبٍ، وسألته أن يقبله، أما هو فلم يتوقف عن العمل، وإنما في هدوء قال لها: "الله يكافئك.. ربنا يعوضك"، ثم طلب من أوريجينوس أمين الصندوق أن يحمل الوعاء ليبعه ويقوم بتوزيعه على الفقراء. تعجبت القديسة من تصرفه، فقالت له: "يا أبي، ألا تعرف قيمة ما أعطيت؟" أجابها: "يا ابنتي، من هو هذا الذي قدمتِ له الوعاء؟ هل هو في حاجة أن تخبريه عن قيمته؟ أليس هو الله الذي يزن الجبال، و يعرف قيمتها أكثر منا؟ فإن كنتِ قدمته إليّ أنا الخاطي الحقير لكان يليق بك أن تخبريني بقيمته، ولكن إن كنتِ قدمتيه لله الذي لم يحتقر صدقة الأرملة الفقيرة فأرجو أن تصمتي". هذا ما حدث مع القديسة ميلانية الكبرى في أول لقاء لها مع هذا الأب. اهتمامه بالمحبة زاره متوحدان، سألاه عن طريق خلاصهما، إذ قال له الأول أنه يأكل مرة واحدة كل يومين، وقال الثاني إنه يربح قطعتين من الفضة يوميًا من عمل يديه يشتري منهما القليل لقوته ويوزع الباقي على الفقراء. لم يجبهما القديس بشيءٍ حتى جاء وقت رحيلهما بعد أيام، فقالا لتلاميذه إن الأب بموا لم يجبهما بشيءٍ إن كانا يسلكان بالحق أم لا، فقال لهما تلاميذه إن هذه هي عادته إنه لا يتعجل في الإجابة، ولكن مادمتما مسافرين فليلتقيا به ويسألانه. وبالفعل إذ التقيا به، وضع رأسه بين يديه، وكأنه يكلم نفسه، قائلاً بصوت عالٍ: "بموا إذًا يصوم يومين يومين ثم يأكل قطعتين من الخبز، فهل هذا يجعله راهبًا؟ بالتأكيد: لا". ثم رفع رأسه ونظر إليهما ليقول لها: "ما تصنعانه بالتأكيد حسن جدًا، ولكن احفظا فضيلة المحبة الفائقة، فهي أهم الفضائل، فتكونا متأكدين من خلاصكما". توسل إليه الأب ثيودور (تادرس) الفرمي، قائلاً: "قل لي كلمة". وبعد جهدٍ كبيرٍ قال له: "ياثيؤدور، اذهب وكن رحيمًا نحو الجميع، لأن الرحمة قد وجدت حظوة في عينيْ الرب". الطاعة زار أربعة من الإسقيطيين الأب بموا الكبير وهم يلبسون الجلد. فذكر كل واحدٍ فضيلة رفيقه. الأول يصوم كثيرًا، و الثاني عديم القنية، والثالث كثير المحبة، وقالوا عن الرابع إنه يعيش تحت طاعة أحد الشيوخ منذ 22 سنة. فقال لهم الأب بموا: أقول لكم إن فضيلة الأخير هي الأعظم، لأن كل واحدٍ منكم قد احتفظ بالفضيلة التي اقتناها بإرادته، أما هو فتخلى عن إرادته الخاصة، وتمسك بإرادة آخر. هؤلاء الرجال، إذا ظلوا هكذا حتى النهاية، هم مثل المعترفين. محبته للمجد الأبدي قيل عنه أنه بقي ثلاث سنوات يتضرع إلى الله و يقول: "لا تمجدني على الأرض"، إلا أن الله مجده كثيرًا حتى أن الناس ما عادوا يقدرون أن يحدقوا في وجهه من شدة المجد الذي كان يسطع منه. قيل عنه أيضا إنه كما إن موسى أخذ صورة مجد آدم عندما تمجد وجهه، هكذا تمامًا كان وجه بامبو يلمع.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بامبو قديسون عديدون بنفس الاسم

عُرف قديسون كثيرون باسم بامو أو بامبو أو بايمبونيوس أو بامويه (أموي)، منهم القديس بامبو أحد تلاميذ أنبا آمون الكبير الذي نفرد له السيرة التالية. وأيضًا القديس بامبو الناسك بالإسقيط في أيام الأنبا دانيال (485 - 580م) الذي استقبل القديسة إيلاريا، وقد وُصف برجل البرية الداخلية، ربما حدث لبس بينه وبين الأب السابق. ويوجد أيضًا القديس بامو الذي من أنتينوه (أنصنا) بصعيد مصر.


---------------------------

بامفيليوس الشهيد



القديس بامفيليوس أو بمفيليوس Pamphilus، من مواطني بيروت، من أشرافها الأغنياء، ولد حوالي عام 240م، وتقبَّل تعليمه في مدينة الإسكندرية على يديْ العلامة أوريجينوس، وقد نبغ في المعرفة الروحية ودراسة الكتاب المقدس حتى دعاه يوسابيوس القيصري "أوريجينوس الصغير". ذهب إلى قيصرية فلمع نجمه جدًا، وعُرضت عليه مراتب عالية لكنه كان يزهد مراكز العالم وغناه. وزَّع أمواله على الفقراء وكرَّس حياته للدراسة والحياة المقدسة النسكية، فأُختير كاهنًا بقيصرية فلسطين. وإذ شعر بحاجة الكهنة إلى الدراسة أنشأ مكتبة دينيه ضخمة، قيل أنها ضمت 3000 مجلدًا انتفع بها الكثيرون خاصة يوسابيوس القيصري. حسب يوسابيوس نفسه تلميذًا للقديس بمفيليوس، فكان يكرمه جدًا، وقد دعى نفسه: "يوسابيوس بن بمفيليوس". استشهاده في أيام الإمبراطور دقلديانوس عزم والي بلاد فلسطين أوربانوس Urbanus القبض على بمفيليوس بكونه معلم المسيحيين، إذ كان قد افتتح مدرسة هناك واهتم بالتعليم جنبًا إلى جنب مع عمله الكهنوتي وحياته النسكية. دخل في حوار مع الوالي، وإذ شعر الأخير بتمسك بمفيليوس بالإيمان أمر بتمزيق جسده بمخالب حديدية، وإلقائه في السجن. قُتل أوربانوس بأمر الملك وتولى الولاية على فلسطين فرميليانوس Firimilian، هذا ترك القديس بمفيليوس في السجن سنتين، وكان ذلك بتدبير إلهي لتثبيت كثير من المؤمنين خاصة الذين أُلقوا في السجن معه. سُجن أيضًا خمسة رجال مصريين هم إيليا وإرميا وإشعياء وصموئيل ودانيال، جاءوا إلى فلسطين فأُلقيّ القبض عليهم، وإذ التقوا بالقديس في السجن فرحوا جدًا لرؤيته وامتلأوا تعزية. بعد أيام قُدم المصريون الخمسة للمحاكمة، وإذ سئلوا عن وطنهم، أجاب أصغرهم: "إننا مسيحيون من مدينة صهيون السماوية". وإذ سمع الوالي ذلك غضب وأمر بقطع رؤوسهم. وكان شاب يدعى بروفوريوس في الثامنة عشرة من عمره واقفًا، كان عبدًا للقديس بمفيليوس تتلمذ على يديه، ولم يكن قد نال المعمودية بعد، فطلب إذنًا من الوالي بأن يدفن الشهداء الخمسة. سأل الوالي فرميليان العبد بروفوريوس Prophyrius الذي يعامله سيده كأخ أو كابن إن كان مسيحيًا، فأجاب بالإيجاب، فسأل الوالي الجلادين أن يعذبوه بكل عنفٍ. صاروا يمزقون جسده بمخالب حديدية، وفتحوا بطنه محتملاً الآلام بصمت، وأخيرًا أُعد له أتون نار فدخله ببطء ليسلم حياته وهو ينادي المسيح ابن الله. كان رجل كبادوكي يدعى سيليكوس Seleucus رأى ما حدث مع العبد فانطلق يبشر معلمه بمفيليوس باستشهاد برفوريوس ليعود هو نفسه يشهد للسيد المسيح فتقطع رأسه. قُطعت رأس القديس بمفيليوس ومعه 11 شهيدًا من بينهم أحد العاملين لدى عائلة الوالي يُدعى ثيؤدولس Theodulus الذي عرف بأمانته للوالي واجتهاده، وأيضًا موعوظ يدعى يوليان لأنه أراد دفن أجساد الشهداء. على أي الأحوال قدم الوالي الأجساد للحيوانات المفترسة فلم تقترب إليها لمدة أربعة أيام فأمر بدفنها.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بانساريون الشهيد


عاش الإخوة الثلاثة بولس وبانساريون وثيؤدتيون في منطقة كليوباتريس شمال السويس على بعد بضعة كيلومترات. عاش الأخَّان بولس وبانساريون كناسكين يتعبدان لله بكل تقوى، لكنهما كانا مرا النفس من أجل أخيهما ثيؤدتيون الذي تعلم السكر والخلاعة وأخيرًا التحق بجماعة من اللصوص قطاع الطرق. لم يكف الناسكان عن الصوم والصلاة بانسحاق قلبٍ ودموعٍ لأجل أخيهما، حتى إذ صدر منشور دقلديانوس باضطهاد المسيحيين وأُلقيّ القبض عليهما وُضعا في السجن. وكان بولس في السابعة والثلاثين من عمره، وأخوه في الخامسة والعشرين. وقف القديسان أمام الوالي يشهدان لمسيحهما ويرفضان جحده، فاستخدم معهما الوالي كل لطف، وأخيرًا بدأ يمارس التعذيب بكل عنف وقسوة. سمع أخوهما بما حدث لهما، وبدافع القرابة والدم انطلق إليهما فوجدهما ساقطين تحت العذاب. أخذته الغيرة على أخويه الكبيرين، وإذ كان يتطلع إليهما من بعيد صار في ثورته الداخلية يضرب الأرض بقدميه ويصرّ بأسنانه. تأثر الأخ بمنظر الأخين جدًا، وشعر بندمٍ شديد ومرارة لأنه لم يسمع لهما وكان سبب عذابهما طوال الفترة الماضية. وهنا بدأ يبكي بمرارة طالبًا مراحم الله، مشتاقًا أن يشاركهما احتمالهما العذابات من أجل الإيمان. فجأة اندفع الأخ وسط الجموع المتفرجة وشق طريقه إلى الوالي، وبطريقة خاطئة غير مسيحية اندفع إلى المنصة وسحب الوالي عن كرسيه فسقط. أسرع الجلادون إليه وأمسكوا به، أما هو فكان يصرخ معلنًا إيمانه بالسيد المسيح. أراد الوالي أن ينتقم من هذا الشاب المتهور فأمر بوضع أسياخ حديدية محماة في جنبيه وصدره، وإذ أراد التخلص منه أمر بقطع رأسه، فانطلقت نفسه إلى الفردوس تسبق الأخين الناسكين. احتمل الناسكان العذابات، ثم أُلقيا في البحر ليموتا كغريقين. يمكننا أن نقول بأن خلاص نفس ثيؤدتيون وانطلاقها إلى الفردوس كان ثمرة الحب الحقيقي للأخين اللذين قدما كل ما في وسعهما من أجله، فحسبا خلاص نفسه إكليلاً لهما، سبقهما إلى الفردوس لينطلقا وراءه مطمئنين عليه، ليكون معهما في شركة أمجاد السيد المسيح. ولعل الله سمح بذلك كنوع من المكافأة على احتمالهما الآلام باسمه. هذا وإننا لا نعجب إن كان الأخ لم يسمع لصوتهما وتحذيراتهما سنينًا كثيرة، لكنه انجذب إلى السيد المسيح برؤية أخويه يتقبلان الألم بفرح من أجل السيد المسيح
 
أعلى