هذه نبذه مختصره ومنقوله عن قداسة البابا شنوده حببنا ومش هاتكلم عن كل مامر في حياته هذه النبذه سوف توضح اشياء بسيطه عن حياته ولكن قداسته موسوعه كبيره جدا
تاريخ الميلاد : الجمعة 3 أغسطس 1923 مكان الميلاد : قرية سلام بمحافظة أسيوط الاسم قبل الرهبنة : نظير جيد روفائيل التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية. حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ فى نفس الكلية فى نفس الوقت. كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير قي مجلة مدارس الآحاد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادما في مدارس الآحاد. ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيش. رسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال قداسته انه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش قداسته حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل و الصلاة. وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً لقداسة البابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962. وعندما تنيَّح قداسة البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة. في عهد قداسته تمت سيامة اكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى قداسته اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. بالرغم من مسؤوليات قداسته العديدة والمتنوعة إلا انه يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحب قداسته لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات.. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التى إندثرت. في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل او خارج جمهورية مصر العربية.
يظن بعض الشباب أن القوة تعنى القوة الجسدية, التى يظهر بها أبطال الملاكمة والمصارعة والكاراتيه. قوة من نوع شمشون الجبار(قض16:13).
*ولكن ليست القوة الجسدية هى كل شئ. بل أن كثيرين من الأقوياء بالجسد, كانوا ضعفاء.
إن شمشون الجبار الذى انتصر بالجسد على كثيرين , كان ضعيفا أمام إغراء دليله وحبة لها.
وقد ضعف أمام إلحاحها , فكشف لها سره, فحلقت شعرة , وسلمته لأيدى أعدائه ,ففقأوا عينيه , وأوثقوه بسلاسل, وجعلوه يطحن فى بيت السجن (قض19:-21).
وداود الذى هزم جليات الجبار (1صم17), وكان منذ صباه "جبار بأس ورجل حرب"(1صم18:16). هذا الجبار كان ضعيفا أما جمال بثشبع, فسقط واخطأ. واستحق أن يعاقبه الرب, وقد جعل أعداء الرب يشمتون (2صم7:12-14).
هنا نقرأ ما قاله القديس يوحنا الحبيب للشباب فى رسالته الأولى:
"كتبت إليكم أيها الشباب (الأحداث) لأنكم أقوياء, وكلمة الله ثابتة فيكم. وقد غلبتم الشرير"(1يو14:2).
هنا نوع آخر من القوة وهو أن تغلب الشرير( أى الشيطان).
*إذن القوى هو الذى يغلب الخطية.
ويغلبها لأن كلمة الله ثابتة فيه. لأن وصية الله ثابتة فى قلبه. أما الإنسان المغلوب من الخطية, فلا نستطيع الشيطان ان يدخل منها ويهزمه ..
الروح القوة تنتصر على الجسد, وعلى المادة والشيطان.
مهما تعرضت لحروب روحية قوية, تقاوم حتى الدم (عب14:12), وتجاهد وتطلب معونة من الله, ولا تستسلم مطلقاً, حتى تنتصر, كما فعل يوسف الصديق(تك39).
الروح القوية لا تسمح لنفسها أن تستعبد لعادة من العادات. ولا تقبل أن تنهزم مهما كانت الحرب عنيفة ... ومهما كان خداع الشيطان, ومهما كانت حيلة .. إنها من إغرائه ومن كل خداعه وحيله.
كذلك المغلوب من إحدى العادات, هو ‘نسان ضعيف ...
المغلوب مثلاً من عادة التدخين, أو من المسكرات, أو الواقع تحت سلطان إدمان المخدرات, ليس هو قوياً, لأنه ضعيف أمام كل هذه العادات. وهو أمامها لا يمكن أن يملك السلطان على إرادته. بل العادة أو الإدمان لهما السلطان على إرادته وتصرفاته, وقد يقودانه إلى الجريمة
[من كتاب (عشرة مفاهيم) لقداسة البابا شنودة الثالث]
كل إنسان معرض للحروب الروحية. سواء من الخارج أو من داخله تمر هذه الحروب عابرة. ويسهل الانتصار عليها. إن كان الشخص في حياة روحية قوية. ولكنها تكون عنيفة.
إن كان في حالة فتور. أو في استرخاء روحي. أو في إهمال لعبادته ولوسائط النعمة.
الحروب الداخلية
سنركز في كلامنا عنها. علي الأفكار والشهوات..
فالأفكار تحارب العقل. والشهوات تحارب القلب والحواس..
والحروب الروحية الداخلية تكون أصعب من الحروب الروحية التي تهجم من الخارج. لأن الحروب الداخلية يكون فيها الإنسان عدو نفسه. وتكون صعبة لأنه يشتهيها ولا يريد مقاومتها. ولهذا كانت نقاوة القلب هي أهم شيء في حياة الإنسان. فالقلب النقي حصن لا يُنال.
***
والحروب الداخلية قد يكون سببها طبع اندمج في الخطيئة. وغالباً ما يكون قد ترسب من الماضي في قلب الإنسان وفي فكره. بما يحاربه.. وقد يتسبب عن طبيعة ضعيفة تستسلم للخطأ. أو عن عدم اهتمام بالروحيات تكون نتيجته ضعف القلب من الداخل. فيترك الفكر يطيش حيثما شاء بلا ضابط.. فيبدأ التراخي في ضبط الحواس. والحواس هي أبواب للفكر.
والحروب الداخلية قد تبدأ خفيفة أو عنيفة. وحتي إن بدأت خفيفة.
فإن تراخي الإنسان في مقاومتها. تسعي للسيطرة عليه..
أما الإنسان المنتصر علي الحرب الداخلية. أو الذي ليست له حروب روحية في داخله.. فهذا إن أتته حروب من الخارج. تكون خفيفة عليه. ويمكنه التغلب عليها. لأن القلب رافض لها. وإرادته لا تتجاوب معها..
***
حرب الأفكار
قد تكون الأفكار في اليقظة. وقد تكون في المنام..
والأفكار أثناء النوم. ربما تكون مترسبة من أفكار وأخبار أثناء النهار. أو قد ترسبت في العقل الباطن من شهوات ومن أفكار. ومما جلبته الأذن من أخبار وحكايات. وما قرأه الشخص من قراءات ظلت عالقه في ذهنه.. كل هذه تأتي في أحلام. أو في سرحان. أو ما يسمونه بأحلام اليقظة. ويستمر فيها الإنسان طالما كان القلب قابلا لها. فإن كان رافضاً لها تتوقف. ويصحو لنفسه.
وإرادة الإنسان ضابط هام للفكر. فهي التي تسمح بدخول الفكر..
وحتي إن دخل الفكر خلسة. فهي التي تسمح باستمراره أو بايقافه. ومن هنا تأتي مسئولية الإنسان عن أفكاره. أمام ضميرة وأمام الله.
***
ومن هنا يرد السؤال التالي: هل هذه الأفكار إرادية. أم غير إرادية. أم شبه إرادية؟ أي من النوع الذي هو غير إرادي. ولكنه تابع من إرادة سابقة تسببت فيه!
فقد يغرس الشيطان فكراً في عقل إنسان. يدخل إليه بغير إرادته. ولكن حتي هذا الفكر الذي لا مسئولية عليك في دخوله. توجد مسئولية عليك في قبوله.. إن أردت يمكنك أن تطرد الفكر ولا تتعامل معه. ولا ترحب به.. لأنك إن قبلت الفكر الخاطئ. تكون خائناً لنعمة الله العاملة معك. وتكون مقصراً في حفظ وصايا الله وفي حفظ نقاوة قلبك.
***
وقد يأتيك الفكر الخاطئ في حلم.. فإن كنت نقياً تماماً. سوف لا تقبله في الحلم أيضا. بل ترفضه. أو يتغير الحلم. أو تستيقظ..
وإذا كنت لم تصل إلي هذا المستوي. وقبلت الفكر الخاطئ في الحلم. فستحزن بسببه كثيرا حينما تستيقظ. ويترك هذا الحزن أثره العميق في عقلك الباطن. فترفض كل حلم مماثل في المستقبل.. إن لم يكن مباشرة. فبالتدريج. إلي أن تصل إلي نقاوة العقل الباطن.
إذن قاوم أي فكر خاطئ يأتي إلي ذهنك في النهار. أثناء يقظتك. لكي تتعود المقاومة حتي بالليل. أثناء نومك. وتنغرس هذه المقاومة في أعماق شعورك. ويتعودها عقلك الباطن. إن زمام أفكارك في يدك. سواء منها الأفكار التي تصنعها بنفسك. أو التي ترد اليك من الخارج.
من الشيطان أو من الناس. وما أصدق قول المثل:
إن كنت لا تستطيع أن تمنع الطير من أن يحوم حول رأسك. فإنك تستطيع أن تمنعه من أن يعشش في شعرك.
***
بإرادتك. وباشتراكك مع عمل النعمة فيك. يمكنك السيطرة علي الأفكار. فلا تتركها لتأخذ سلطاناً عليك. ولا تستطيع تلك الأفكار الخاطئة أن تفقدك نقاوتك. وذلك ما دمت لا تتجاوب معها.
لذلك لا تستسلم لأي فكر خاطئ يرد اليك. وليكن كل إنسان حكيماً.. يعرف كيف يبدأ الفكر عنده. وكيف يتطور. وما هو خط مسيره داخل ذهنه؟ وما نوع الأفكار التي تبدأ بريئة هادئة. ثم تنتهي بنهاية خاطئة! وليحترس منها. ولا يعطي مجالاً للفكر حتي يشتد.
وإن اشتدت عليك الأفكار بطريقة ضاغطة ومستمرة. فلا تيأس ولا تظن أنه لا فائدة من مقاومة الفكر. وتستسلم له!!
إن اليأس يجعل الإنسان يتراخي مع الفكر. ويفتح له أبوابه الداخلية. ويضعف أمامه ويسقط. أما أنت فحارب الأفكار وانتصر. متمسكا بمعونة الله لك. ولكن كيف تنتصر؟
***
كيف تنتصر علي الفكر؟
1 - ان لا تخف من مقاتلة الأفكار الخاطئة. ولا تفترض هزيمتك أمامها. بل اصمد. واعرف ان انتصارك علي الفكر. سيعطيك بهجة بانتصارك. كما يمنحك خبرة في الروحيات. ويكون لك أجرك علي جهادك.
2- اشغل فكرك بشيء روحي. أو بأي اهتمام عميق. حتي إذا ما أتاك الشيطان بفكر ردئ. لا يجد ذهنك متفرغاً له.. وهذا إجراء وقائي..
درب نفسك علي أن تتولي قيادة أفكارك. ولا تجعل الأفكار تقودك. واحرص ولا تترك عقلك في فراغ. خوفاً من أن يحتله الشيطان ويلقي فيه ما يريد.
3- لهذا فإن القراءة الروحية مفيدة جدا. ليس فقط في شغل الذهن ومنع الأفكار الرديئة عنه. وإنما أيضا لها فائدة ايجابية. لأنها تعطي الفكر مادة روحية للتأمل. وتملأ القلب بمشاعر نقية. في محبة الله والفضيلة. وتجعل القلب قويا في طرد الأفكار المضادة.
***
4- كن متيقظا باستمرار. ساهرا علي نقاوتك. فلا يسرقك الفكر الردئ دون أن تحسن. واطرد الفكر من بادئ الأمر. قبل أن يبغتك ويضعف مقاومتك.
واعلم أنك ان تركت الأفكار الخاطئة باقية فترة في ذهنك. لا تلبث هذه الأفكار ان تثبت أقدامها وتقوي عليك. وكلما استمرت واستقرت في داخلك. تضعف أنت ولا تستطيع مقاومتها وتسقط. لذلك كن متيقظا وسريعاً في طرد الأفكار.
***
5 - هتم باقتناء الفضيلة التي يسمونها "استحياء الفكر"
اقصد بهذا إنه عندما يكون فكرك ملتصقا بذكر الله. بالصلاة والتأمل وبعبارات الحب الالهي. بالتسبيح والترتيل. حينئذ يستحي الفكر من أن يهبط من مستواه الروحي لتشغله أفكار الخطية! فيرفضها. وهذا علاج وقائي أيضاً.. إذ يستحي الفكر من تأملاته الروحية السابقة.
6- ومن الناحية المضادة ابتعد عن العثرات التي تجلب أفكاراً خاطئة..
ابتعد عن كل لقاء ضار. وعن كل صداقة أو معاشرة خاطئة.. ابتعد عن القراءات التي تجلب أفكاراً دنسة أو التي تتيهك عن الفكر الروحي. كما تبتعد أيضاً عن السماعات والمناظر والأحاديث وكل مسببات الفكر البطال.
ومادامت الحواس هي أبواب الفكر. فاحرص أن تكون حواسك نقية..
إن تراخيت مع الحواس. تكون كمن يحارب نفسه بنفسه . فاحترس إذن. ولتكن حواسك معك لا ضدك.
***
احترس من الأفكار الطائشة. التي قد لا تكون خيراً ولا شراً..
فربما تكون تمهيدا لأفكار خاطئة. لأن الذي لا يضبط فكره. بل يتركه شاردا هنا وهناك.. قد يرسو علي موضوع خاطئ ويستقر فيه. فمن الناحية الايجابية. اربط فكرك بما هو صالح ونافع سواء في عملك أو مسئولياتك أو الصالح العام. لكي لا يسرح في أمور عديمة الفائدة.
8 - إذا اتعبك الفكر ولم تقوَ عليه. اهرب منه بالحديث مع الناس..
لان عقلك سوف لا يستطيع حينئذ أن يجمع بين موضوعين في وقت واحد: الفكر والحديث مع الناس..
كما يمكنك أن تستعين علي طرد الفكر بالصلاة. أي الحديث مع الله..
***
9 - وهناك قاعدة روحية أحب أن أقولها لك في محاربة الأفكار. وهي:
الهروب من الأفكار الخاطئة خير من محاربتها.
لأن الفكر الخاطئ الذي تنشغل بمحاربته: حتي إن انتصرت عليه. يكون قد لوّث عقلك ولو بعض الوقت!.. ولا تخدع نفسك قائلا: سأراه كيف يسير الفكر وكيف ينتهي. ولو من باب الاستطلاع!! ذلك لأنك تعرف تماماً أن هذا الفكر سيضرك. فلماذا إذن استبقاؤه داخلك؟!
ولا تتهاون أيضا قائلاً: "أنا استطيع أن أهزم الأفكار. ولكني أناقشها لأظهر ضعفها!". فربما تغلبك الأفكار. وهي التي تظهر ضعفك!
10- اعرف أيضاً ان الأفكار إذا استمرت. فقد تقود إلي شهوات.
فتكون أخطر. بانتقالها من الذهن إلي القلب. ومن الفكر إلي العاطفة!!
***
حرب الشهوات: الشهوات كثيرة: منها شهوة الجسد. وشهوة المعرفة الخاطئة. وشهوة الرئاسة والمناصب. وشهوة الانتقام. وشهوة المال. وشهوة الامتلاك. وشهوة العظمة والشهرة. وفي كل هذه تكون ملكية القلب قد انتقلت من الله إلي غيره.
1- فإن رحلت إلي الشهوة لا تكملها. بل حاول أن تتخلص منها. واذكر تلك العبارة الجميلة:
افرحوا لا لشهوة نلتموها. بل لشهوة اذللتموها
إن أكثر شيء يفرح الإنسان هو أن ينتصر علي نفسه. حقاً إن لذة الانتصار علي النفس هي أعمق من اللذة بأية شهوة أخري.
***
2- وإن تعبت من ضغط الشهوات. لا تيأس وتظن انه لا فائدة..
انظر إلي ما تستطيع نعمة الله أن تعمله من أجلك. وليس إلي ما تعجز أنت من عمله. ولاتظن في مقاتلة الشهوات انك تحاربها وحدك. فهناك معونة سمائية تسندك فيما يستمر جهادك الروحي.
3 - تذكر انتصارات الذين تابوا. ولا تضع أمامك ضعفك وانهزاماتك السابقة.
إن الله الذي أعان مشاهير التائبين سيعينك أيضاً. فجاهد كثيراً في صلواتك. ولا تخجل من الصلاة. حتي وأنت في عمق الخطية! فإن الله سوف ينظر إلي رغبة قلبك. ويقويك. ويزيل منك ضعف إرادتك.
***
4- اسلك في الوسائط الروحية. وفي كل ما يقوي قلبك في محبة الفضيلة..
وثق أنه سيأتي الوقت الذي تصبح فيه كفة الخير هي الراجحة في حياتك. لأن حب الفضيلة هو في طبيعة الإنسان. وكل شهوات الخطيئة هي دخيلة عليه.. ان العالم بعد أن خضع لعبادة الأصنام علي مدي أجيال طويلة عاد مرة أخري إلي الله. وهكذا أيضا لم يستمر الالحاد في بلاد كثيرة. بل عاد إليها الإيمان وقضي علي فلسفة الالحاد.
***
5- ابعد عن كل مصادر الشهوة حتي لا تتعمق في قلبك.
وكن حازماً مع نفسك. لا تطعها في كل ما تطلبه. وإنما علي قدر طاقتك قاوم تلك الرغبات. واحط نفسك ببيئة صالحة تساعدك علي ترك ما أنت فيه.
تكلمنا في المرة السابقة عن الحروب الروحية التي تأتي من داخل الانسان. أعني من أفكاره وشهواته. واليوم نتحدث عن الحروب الروحية التي من الخارج: من الشيطان. أو من الناس سواء كان أعداء أو أحباء. أو من البيئة. ومن المادة والعالم.
حروب من الشيطان
حروب الشيطان إما أن تكون بطيئة طويلة المدي. أو أن تكون فجائية وعنيفة.
الحروب البطيئة قد لا يشعر الشخص بها. بل الشيطان يجذب بها ضحاياه بتدرج طويل. لا يكادون يشعرون فيه بما يحدث لهم!
يحذرهم قليلاً قليلاً. وينقص من حرارتهم الروحية شيئاً فشيئاً علي مدي واسع. حتي تتغير حياتهم روحياً وهم لا يدركون ذلك إلا بعد فوات الفرصة. حين يضربهم بعد ذلك ضربته الشديدة وهم غير مستعدين لها!
كإنسان مثلاً يغرقه الشيطان مدة طويلة في حياة الترف أو في متعة الرئاسة والسلطة أو في الشهرة. فيتراخي في روحياته بتدريج لا يشعر به. حتي يصل إلي حالة من الفتور الروحي يستغلها الشيطان لإسقاطه.
ہ ہ ہ
أما الحروب العنيفة الفجائية. فقد تشبه الرؤي والأحلام الكاذبة. التي يضلله بها. أو غيرها من أنواع الضلالات الشيطانية. أو بعض أنواع المناظر المفزعة التي حارب بها بعض القديسين.
علي أن الله لا يسمح للشيطان بأن يستخدم مثل هذه الحروب العنيفة مع كل أحد. إلا مع القادرين علي احتمالها. ذلك لان الله لا يسمح بان يُجرّب البشر فوق ما يطيقون. كما أن الشيطان ليس مطلق الحرية في حروبه.
علي أن حروب الشيطان ليست كلها فزعاً ومناظر كما حدث للقديس الأنبا أنطونيوس. وليست كلها أمراضاً وخراباً كما حدث لأيوب الصديق.
ہ ہ ہ
فهناك حروب أخري من الشيطان بأفكار يلقيها في الذهن. أو شهوات يلقيها في القلب..
وهذه الحروب تكون ضعيفة في أولها. لانها ليست نابعة من داخل الإنسان. بل هي غريبة عليه. وتظل هكذا ضعيفة. إلي أن يفتح لها هذا الانسان باباً تدخل منه إلي قلبه ومشاعره. وهنا يكون قد أخطأ..
انها خيانة روحية منك أن تفتح أبوابك الداخلية لعدو الخير الذي يريد أن يحطم ملكوت الله داخلك. خيانة منك لمحبة الله أن تُدخل في قلبك ما يشاء الشيطان به أن يبعدك عن الحياة مع الله ووصاياه..
وفي خيانتك. إذ ترفض عمل النعمة فيك. حينئذ يقوي عليك الشيطان.
لا تحتج بأن حروب الشيطان قوية. إنك تجعلها قوية حينما تستسلم لها.
أما ان قاومت الشيطان. فسوف يضعف أمامك. ويعمل لك حساباً في حروبه المقبلة. إن القلب القوي الثابت في طاعة وصايا الله. والأمين في محبته. يستطيع أن يطفيء جميع سهام الشيطان الملتهبة..
عندما كان قلب موسي النبي قوياً. تضاءلت أمامه قوة فرعون وكل جيشه. ولم تخفه أمواج البحر.. وانت كلما كان قلبك من الداخل قوياً. فسوف لا تضعف مطلقاً أمام حروب الشياطين.
كل ما يعمله الشيطان أن يقدم لك أفكاراً ومقترحات. دون أن يرغمك. ويترك الأمر لارادتك تقبلها أو لا تقبلها. وهو يسعد بقبولك.
ان قاومته ورفضته. يحترمك ويخافك. أما ان ضعفت أمام عروضه. فانك تعطيه كرامة ليست له. وتمنحه الفرصة في أن يتجرأ عليك..
لذلك لا تخف من الشيطان لئلا يقوي عليك. احترم نفسك في التعامل معه.
ہ ہ ہ
من أمثلة حروب الشيطان المعروفة: حروب الشك في الله:
الشك في وجود الله. أو في رعايته للبشر. ومن تلك الأفكار نتج الملحدون. الذين قال بعضهم ان الله يعيش في برج عالي في السماء. لا يهتم بشئون البشر. ويترك الفقير إلي جوار الغني. لذا أنشأوا الاشتراكية الملحدة. وكلها وأمثالها يغرسها الشيطان في الأذهان. ويسميها فلسفة!
وبعد أن يلقي الشيطان بفكر الإلحاد. يتبعه بفكر اليأس
فيقول لضحيته "لا خلاص لك وقد أنكرت وجود الله"!! فإذا ما أوصله إلي هذا الحد. يقول له "مادام لا نصيب لك في السماء. تمتع اذن بما تشاء علي الأرض"!! وبهذا يقوده إلي حياة الاستهتار.. وفي كل ذلك يقول له "وما أدراك أن هناك سماء وحياة أخري؟!".
ہ ہ ہ
ويحاول الانسان أن يقاوم الفكر. ولكنه يلح عليه ويستمر ...
ومقاومته للفكر تدل علي أن الفكر محاربة من الشيطان. وليس سقوطاً...
نصيحتي لك: لا تيأس. ولا تظن انك سقطت. واستمر في مقاومة الفكر. واستعن بالصلاة ليخلصك الله. وحاول أن تغيرّ مجري أفكارك إلي غيرها.
كذلك امتنع عن القراءات التي تجلب لك الشك وفي سائر المسلمات الثابتة في الضمير. وكذلك ابعد عن المعاشرات الرديئة التي تسبب لك مثل هذه الأفكار. وأدرس عكسها من الناحية الايجابية.
ومن محاربات الشيطان أيضاً السحر والتنجيم وما يشابهه:
علي انه ليس كل ما يظنه الناس سحراً هو سحر بالحقيقة. فالسحر الحقيقي غالباً ما يكون مصحوباً بما يشبه الأعاجيب. التي هي مجرد أمور Fantastic تخلب الذهن ولكنها من ضلالات الشياطين.. أما ما يسميه الناس "العمل" ويخافونه. فلعله بعض الحيل البشرية لخداع البسطاء واستغلالهم.
كذلك من محاربات الشيطان التنجيم. وكل الطرق الأخري في إدعاء معرفة المستقبل. لانه لا يعرف المستقبل والخفيات إلا الله وحده.
ہ ہ ہ
من حروب الشيطان أيضاً عرضه المعونة في إيجاد حلول وتحقيق رغبات!!
فقد يعرض مساعدته - بطرقه الشيطانية - ان يوصل الشخص إلي ما يبتغي. وبهذا يوقعه في وسائط خاطئة. ولكنها تحقق غرضاً! فإن كانت لك رغبة ولم تجد حلاً. فلا تقبل تعاون الشيطان معك لتحقيقها. فالشيطان إذا أعانك علي تحقيق رغباتك. سرعان ما يجعلك أنت من أعوانه.
ہ ہ ہ
نقطة أخري من مصادر الحروب الخارجية هي:
الصداقات الضارة
أعني بها الصداقات التي تضرك في روحياتك. أو في عقيدتك. أو في فكرك. والتي تتلف قلبك ومشاعرك. لذلك أنصحك باختيار أصدقائك الذين يؤثرون عليك بأفكارهم. بحيث يكونون من النوع ذي التأثير الفاضل..
كما أنصح بحسن اختيار شركائكم في الحياة الزوجية. لان لهم بلا شك تأثيراً علي حياتكم الروحية ان علواً أو هبوطاً.
فالأزواج في تأثيرهم أكثر عمقاً من الأصدقاء أو المعارف أو الزملاء
الصديق قد يلتقي بك في أوقات محددة. أما الزوج فهو شريك الحياة باستمرار. فيجب أن يكون انتقاؤه صالحاً من كل جهة. ليس من الناحية الاجتماعية فحسب. بل أيضاً من النواحي الروحية والعقائدية. ويكون ذلك الانتقاء بعمق. ولا يصح الاكتفاء فيه بالمظاهر والشكليات.
ولنضع أمامنا ذلك المبدأ: إن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة.
ہ ہ ہ
ما أكثر الآباء والأمهات الذين يفسدون تربية أبنائهم: إما بالقسوة. أو بالتدليل الزائد. أو بالقدوة السيئة التي يقدمونها لهم. أو بالتدخل المسيطر في خصوصياتهم. مما يضعف شخصياتهم. ويفقدهم الخبرة وحسن التصرف.
كذلك الزوج غير المتدين. الذي يجر زوجته إلي نفس الضياع الذي هو فيه. ويسخر من تدينها. ولا يعطيها فرصة لممارسة حياتها الروحية.. وكل هذه محاربات روحية تأتي من الخارج: أحيانا بأسلوب هاديء. وأحياناً بضغوط.
والانسان ربما لا يستطيع أن ينفصل عن مثل هذا النوع من أقاربه وأهل بيته. ولكن ينبغي أن يحب الله أكثر منهم. ويطيع الله أكثر منهم..
ولا يضحي بروحياته أو بماله من مباديء وقيم. مجاملة لأقربائه..! لانه هكذا يعلمنا الدين: "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس".
ہ ہ ہ
ومع ذلك فهناك نوع معين من الأقارب والأصدقاء ينبغي البعد عنه. إن لم يكن ابتعادا بالجسد. فعلي الأقل يكون بعدم الاشتراك معهم في أخطائهم. سواء في التصرف أو الحديث الخاطيء.
علي أن البعض قد يمنعه الخجل من البعد عن الخاطئين: أقارباً كانوا أو أصدقاء.. وبهذا يشتركون معهم في الخطأ بسبب الخجل..
وهنا ينبغي للإنسان الروحي ان يعرف ان هناك حدوداً للخجل. وان هناك مواقف تحتاج إلي حزم وقوة شخصيته للبعد عن أسباب الخطية.
لقد صدق المثل القائل "إسأل عن الرفيق قبل الطريق". فربما يؤثر عليك أحد أقربائك أو أصدقائك تأثيراً يتلف نفسك. أو يُدخل إلي قلبك أو ذهنك أفكاراً أو مباديء تقود حياتك في طريق خاطيء.
اعلم ان قريبك الحقيقي. هو الذي يقربك إلي الله
وصديقك الحقيقي هو الذي يكون صدّيقاً. وصادقاً في إخلاصه لروحياتك
ويكون صادقاً أيضاً في حفظه لسمعتك. وفي اهتمامه بخلاص نفسك..
ہ ہ ہ
ننتقل إلي نقطة أخري من الحروب الروحية. وهي:
العثرات
العثرة هي ما يسبب الخطية. وكل ما يسبب السقوط للإنسان
هي مسببات الخطية. سواء تجلب فكراً خاطئاً. أو شهوة خاطئة. وقد تأتي العثرات من السمع أو النظر أو القراءة أو من باقي الحواس.. فعليك ان تبعد بقدر طاقتك عن كل مسببات الخطية. ولا تكون أنت عثرة لغيرك.
والعثرات ربما تفرض نفسها علينا. وربما نسعي نحن برغبتنا اليها.
فالتي تفرض نفسها تكون حرباً خارجية. والتي نسعي اليها تكون حرباً داخلية تطلب اشباعاً من الخارج. وفيها تجتمع الحربان الداخلية والخارجية. وهذه دينونتها أشد. والنجاة منها أصعب.
وعلي الانسان ان يقطع نفسه من الأحباء والأعزاء الذين تأتي بسببهم العثرات لتفقده أبديته. وتجلب له حروباً خارجية لا يضمن هل سيصمد أمامها أم لا.
المهم ان تبعد عن الحرب الخارجية ومسبباتها. ولا تقع فيها بارادتك.
ہ ہ ہ
ان هناك عثرات تستهوي الانسان. فيحوم حولها كما تحوم الفراشة حول النار.
تظل الفراشة تحوم حول النار حتي تحترق.. مع انها تري فراشات كثيرات قبلها حتي احترقت بالنار. الا انها لا تهدأ حتي تحترق مثلها.. هكذا الانسان فيما يحوم حول العثرة إلي ان يضيع كما ضاع أمثال له من قبل...
قد يوجد من يعثرك ويسقطك. ثم يفلت هو وتضيع انت. وقد يمكنه هو أن يتوب. وتجد أنت صعوبة في التوبة! لذلك احرص بكل قوتك وبكل عمل النعمة فيك. ان تبعد عن الأمور المتعثرة. وتهرب بذلك من كل حرب خارجية علي قدر طاقتك.
عاش البابا شنودة الثالث أكثر من عشرين عاما مع الانبا انطونيوس رغم انهما لم يلتقيا مرة واحدة بالجسد ولكن تلاقيا بالروح مرات عديدة.
فمنذ أن بدأ نظير جيد خدمته فى منطقة شبرا كانت البداية فى كنيسة الانبا انطونيوس فى شبرا وهناك اطلق على المجموعة المسئول عنها فى التربية الكنسية اسم جماعة الانبا انطونيوس ورغم تمسك نظير جيد بالخدمة فى كنيسة الانبا انطونيوس الا ان اعجابه بالانبا انطونيوس لم يفارقه لحظة واحدة!!
فعندما غادر العالم متجها نحو الرهبنة فى دير السريان رسم راهب باسم انطونيوس السريانى فى 18/7/1954 ووقتها كان عمره 31 عاما.
وعندما كان يخدم فى الدير اعطيت له مسئولية أمانة مكتبة الدير وأصبح مسئولا عن المطبعة وظل هكذا طوال عمله كمسئول عن المكتبة باحثا فى رسائل القديس انطونيوس والتى بلغت العشرين رسالة كذلك حاول من خلال
دراسته البحث فى حجم الصلة بين كتابات البابا أثناسيوس الرسولى اللاهوتية ودراسات الانبا انطونيوس والتى يرجع الكثير من الباحثين ان كتابات وتأملات الانبا انطونيوس كانت تشكل المحور الاساسى لكتابات البابا أثناسيوس.
واستمر ابونا انطونيوس الانطونى ىحمل اسم القديس العظيم الانبا انطونيوس وهو راهب داخل أسوار دير السريان وكذلك وهو يخرج للتوحد فى مغارة تبعد عن الدير مساحة خمسة كيلو مترات ثم فى مغارة أخرى تبعد عن الدير اثنتى عشر كيلو مترات وهناك وجد فى المغارة مكانا محفورا فى الصخر استعمله كرف وضع فيه المجموعة الكاملة لكتابات الانبا انطونيوس خاصة حروبه مع الشياطين.
واستمر الراهب انطونيوس السريانى عمل اسم معلمه حتى استدعاه البابا كيرلس عام 1962 وهناك رسم اسقف باسم الانبا شنودة أسقفا للتعليم.
وبالرغم من ان حمل اسما آخر الا انه ظل محافظا على ولائه للاسم الاول حتى انه كتب مقالا ذكر فيه انطباعه عن زيارة كنيسة الانبا انطونيوس فى شبرا قال فيه.
فى الحقيقة اننى عندما ادخل الى هذه الكنيسة ينتابنى شعور مخالف لشعورى فى اية كنيسة أخرى.
فربما اذهب الى كنيسة أخرى، ككاهن، أو كراع، أو كأسقف.. ولكننى عندما اتى الى هذه الكنيسة، اتذكر باستمرار اننى ابن وتلميذ.. فقد تتلمذت فى هذا المكان المبارك، وفى هذه الكنيسة المقدسة، وكل شبر فيها له فى قلبى ذكريات مقدسة.
واجببنا جميعا اسم القديس الأنبا انطونيوس:
حتى ان كل فصول مدارس الاحد التى كنت اقوم بالتدريس فيها فى كنائس أخرى، كانت تحمل اسم الانبا انطونيوس ايضا.. وعندما دخلت فى الحياة الرهبانية اخترت اسم الراهب انطونيوس ليكون اسمى فى الرهبنة.
وعندما وضعنى الله فى هذه المسئولية، ظللت محتفظا بمحبتى لهذا الاسم المبارك.
فأول كاهن قمت برسامته، كان على اسم انطونيوس ايضا، وهو من أبناء وأساتذة هذه الكنيسة انه القمص انطونيوس راغب حالىا.
وتخرج في هذه الكنيسة كثيرون رسموا باسم انطونيوس:
منهم القمص انطونيوس يونان بالمنصورة، والقمص انطونيوس باقى نيح الله نفسه. والقس انطونيوس فرج «فى لندن» كما قمت بسيامة القس انطونيوس حنين «فى لوس انجلوس» والقص انطونيوس ثابت بالاسكندرية.
وقد اشترينا اربعين فدانا فى ضواحى لوس انجلوس بأمريكا، اقيم عليها دير باسم القديس انطونيوس، وأول كنيسة أسسناها فى أمريكا فى أيامى، على اسم العذراء والقديس انطونيوس فى منطقة كوينز.
أيضا أول اسقف سيم لنا فى أفريقيا كان باسم الانبا انطونيوس مرقس، وأول كنيسة ودير أسسناهما فى نيروبى بكينيا، باسم مار مرقس والانبا انطونيوس. كما اسسنا كنيسة فى استراليا باسم الانبا انطونيوس، وأخرى فى المانيا بنفس الاسم.
وكنيسة فى مصر الجديدة باسم القديس جوارجيوس والانبا انطونيوس، وقمنا بسيامة كاهن فرنسى باسم القس انطونيوس، وعددا آخر من الآباء الكهنة....
وأصبح اسم القديس الأنبا انطونيوس يمثل فى قلوبنا فكرة ومبدأ وروحانية خاصة تهتز له قلوبنا أينما ذهبنا. كما أصبح لنا مركز قبطى فى فرانكفورت بالمانيا، ودير باسم الانبا انطونيوس ايضا.
سؤال
------
هل العهد القديم يمثل العبودية لله بينما العهد الجديد يمثل البنوة لله ؟؟؟
والاجابة لقداسة البابا شنودة الثالث اطال الله لنا حياته
الله لايتغير .. هو فى العهد القديم كما هو فى العهد الجديد .. وكما قيل عنه " هو هو , امس واليوم والى الابد - عب 13 :8 " وهو " ليس عنده تغيير ولا ظل دوران - يع 1 : 17 ...
وكان الله ابا وسيدا فى العهد القديم , كما هو اب وسيد فى العهد الجديد ...
البنوة
------
فمنذ بدء البشرية كان البشر ابناء الله .. فدعى ادم " ابن الله - لو 3 : 38 " .. .
وقال الله " اسرائيل ابنى البكر - خر 4 : 22 ...
وامر موسى ان يقول لفرعون " هكذا يقول الرب .. اطلق ابنى ليعبدنى - خر 4 : 23 "..
ولما عصو ا الرب قال عنهم " ربيت بنين ونشأتهم اما هؤلاء فعصوا على - اش 1 : 2 ..
وكم تغنى اشعياء بهذه النبوة فقال " تطلع من السماء وانظر قدسك ومجدك .. فأنك انت ابونا .. انت يارب ابونا - اش 63 : 15 , 16 ..
و الان يارب .. انت ابونا , نحن الطين وانت جابلنا وكلنا عمل يديك - اش 64 : 8 ...
هذا من جهة الشعب ككل ....
اما من جهة الافراد فقال " ياابنى اعطنى قلبك ولتلحظ عيناك طرقى -ام 23 : 26 ..
وقال لدواد عن سليمان " انا اكون له ابا وهو يكون لى ابنا - 2 صم 7 : 14 ..
وان كان السيد المسيح قد كشف اعماق هذه البنوة فى العهد الجديد , فأمرنا ان نصلى قائلين " ابانا الذى فى السموات - مت 6 " .. فقد سبق اشعياء وصلى " انت ياالله ابونا " كما اوضحنا ...
العبودية
--------
وكما كان الناس عبيدا فى العهد القديم , كذلك نجد امثلة كثيرة تذكر هذه العبودية فى العهد الجديد ..
ففى محاسبة اصحاب الوزنات قال الرب اكثر من مرة " نعما ايها العبد الصالح والامين . كنت امينا فى القليل فأقيمك على الكثير .. ادخل الى فرح سيدك - مت 19 : 19 - 23 ..
ولما تكلم عن السهر والاستعداد , قال " طوبى لاولئك العبيد الذين اذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين - لو 12 : 37 ..
ان اعتبارنا ابناء فى العهد الجديد لايمنع من كوننا عبيده ايضا ...
حتى فى مناسبة غسل السيد المسيح لارجل تلاميذه قال لهم " انتم تدعوننى معلما وسيدا وحسنا تقولون لانى انا كذلك - يو 13 : 13 ..
وفى سفر يوئيل النبى نبوءة عن يوم الخمسين تقول " ويكون فى الايام الاخيرة اننى اسكب من روحى على كل بشر ... وعلى عبيدى واماتى .. اسكب من روحى فى تلك الايام فيتنبأون - يوئيل 2 : 28 , 29 ...
وحتى لانطيل :
فقد كان بولس الرسول يلقب نفسه " عبد يسوع المسيح " .. والسيدة العذراء قالت للملاك انها " امة الرب " وكذلك يوحنا اللاهوتى وكل الرسل ..
فنحن عبيد الله رغم اننا ابناؤه , كما كان المؤمنون فى العهد القديم ايضا عبيدا وابناء ..
يجيب قداسة البابا شنوده الثالث على هذا السؤال قائلاً:
كلا. ليس الضمير هو صوت الله، لأن الضمير كثيرا ما يُخطئ، وصوت الله لا يخطئ.
وأكبر دليل على هذا قول السيد المسيح لتلاميذه تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله (يو16: 2)
وطبعاً هذا الضمير الذي يرى في قتل التلاميذ خدمة لله، لا يمكن إطلاقاً أن يكون هو صوت الله. وأمثال هذا كثير ...
الضمير قد يكون ضيقاً موسوساً، يظن الخطية حيث لا توجد خطية، أو يكبر من قيمة الخطية فوق حقيقتها .. وقد يكون الضمير واسعاً يسمح بأشياء كثيرة خاطئة ويبررها. وكلا النوعين لا يمكن أن يكون صوت الله، لا الضمير الذي يصفي عن البعوضة، ولا الذي يبلع الجمل (متى23).
إن الذي يقتل انتقاما لمقتل أخيه أو أبيه، وضميره يتعبه إن لم يثأر لدم قريبه، هذا لا يمكن أن يكون ضميره صوت الله. وبالمثل الذي يقتل أخته إذا زنت، لكي يُطَهِّر سمعة الأسرة، لا يمكن أن يكون الذي دعاه إلى القتل هو صوت الله.
سؤال
------
نحن ابناء الله , ونصلى قائلين " ابانا الذى فى السموات " والمسيح ايضا ابن الله .. فما الفرق بين بنوة المسيح لله , وبنوتنا نحن لله ؟
والاجابة لقداسة البابا شنودة الثالث اطال الله حياته لنا
----------------------------------------------------------
المسيح ابن الله من جوهره ومن نفس طبيعته الالهية ...
لذلك فأن له نفس لاهوته , بكل صفاته الالهية ............
وبهذا المفهوم استطاع ان يقول " من رأنى فقد رأى الاب " يو 14 : 9 , وكذلك فال " انا والاب واحد " يو 10 : 30 ... فأمسك اليهود حجارة ليرجموه , لانه بهذا يجعل نفسه الها " يو 10 : 31 , 33 " ...وهذه الحقيقة اكدها يوحنا الانجيلى بقوله " وكان الكلمة الله " يو 1 : 1 ...
والمسيح ابن الله منذ الازل , قبل الزمان ...
انه مولود من الاب قبل كل الدهور .. وقد قال فى مناجاته للآب " مجدنى انت ايها الاب عند ذاتك , بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم " "يوحنا 17 : 5 " .. ولانه قبل كون العالم , ولانه عقل الله الناطق , لذلك قيل " كل شئ به كان , وبغيره لم يكن شئ مما كان " يو 1 : 3 ...
اما نحن فبنوتنا لله نوع من التبنى والتشريف , ومرتبطة بزمان
قال القديس يوحنا الحبيب " انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله " 1 يو 3 : 1 .. اذن دعينا هكذا كعمل من اعمال محبة الله لنا .. وقيل ايضا اما كل الذين قبلوه , فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنون بأسمه " يو 1 : 12 .. اذن ليست هى بنوة طبيعية من جوهره , والا صرنا الهة .. كما انها بنوة مرتبطة بزمن , ولم تكن موجودة قبل ايماننا ومعموديتنا ...
ولآن بنوة المسيح للآب بنوة طبيعية من جوهره ... لذلك قيل عنه انه ابن الله الوحيد ...
اى الابن الوحيد الذى من جوهره وطبيعته ولاهوته .....
وقيل فى ذلك " هكذا احب الله العالم , حتى بذل ابنه الوحيد ... " يو 3 : 16 ... وتكرر هذا التعبير " ابن الله الوحيد "فى يو 3 : 18 .. وقيل ايضا " الله لم يره احد قط .. الابن الوحيد الذى هو فى حضن ابيه هو خبر " يو 1 : 18 ... وقيل كذلك " بهذا اظهرت محبة الله فينا , ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكى نحيا به " 1 يو 4 : 9 " ...
ومادام هو الابن الوحيد , اذن بنوته للآب غير بنوتنا نحن ....
لهذا كانت بنوته للآب تقابل منا بالايمان والسجود
ففى قصة المولود اعمى لما قابله المسيح بعد ان طرده اليهود من المجمع , قال له المسيح " اتؤمن بأبن الله ؟ " اجاب ذاك وقال " من ياسيد لاؤمن به ؟" .. فلما عرفه بنفسه , قال " اؤمن ياسيد " وسجد له " يو 9 : 35 - 38 " .. فلو كان ابنا لله كبنوة الجميع , ما احتاج الامر الى ايمان وسجود .. ونقول اكثر من هذا :
ان الايمان بهذه البنوة , كان هدف الانجيل ..
يقول القديس يوحنا فى اخر الانجيل تقريبا " وايات اخرى كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب فى هذا الكتاب .. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله , ولكى تكون لكم اذا امنتم حياه بأسمه " يو 20 : 30 , 31 ...
ولما اعترف بطرس بهذا الايمان وقال له " انت هو المسيح ابن الله " اعتبر الرب ان هذه هى الصخرة التى تبنى عليها الكنيسة " متى 16 : 16 , 18 ...
ولانفراد المسيح ببنوته الطبيعية للآب , قيل انه الابن ...
وورد ذلك فى ايات تدل على لاهوته ....
مجرد عبارة " الابن " وحدها , تعنى المسيح ... ولنأخذ امثلة :-
- " لانه كما ان الاب يقيم الاموات ويحى , كذلك الابن ايضا يحيى من يشاء .. لان الاب لا يدين احدا , بل قد اعطى كل الدينونة للآبن .. لكى يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب " يو 5 : 21 - 23 ....
- " الذى يؤمن بالابن له حياة ابدية .. والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة , بل يمكث عليه غضب الله " يو 3 : 36 ...
- " الصانع ملائكته ارواحا , وخدامه لهيب نار . اما عن الابن "فيقول " كرسيك يالله الى دهر الدهور " عب 1 : 7 , 8
والامثلة كثيرة , وكلها تدور فى نفس المعنى ..
وهو كأبن , تسجد له كل ملائكة الله
يقول الرسول عن عظمة المسيح " ومتى ادخل البكر الى العالم , يقول : لتسجد له كل ملائكة الله " عب 1 : 6 ...
وقيل عن المسيح انه ابن الله فى مناسبات معجزية ...
- قائد المائة والذين معه حول الصليب , لما رأوا الزلزلة وما كان " خافوا وقالوا حقا كان هذا ابن الله " متى 27 : 54 ....
- نثنائيل , لما قال له المسيح انه رأه وهو تحت التينة , امن وقال " يامعلم انت ابن الله , انت ملك اسرائيل " يو 1 : 49 ..
- والذين فى السفينة , بعد ان رأوه ماشيا على الماء " جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله " متى 14 : 33 " ...
- ولما قال المسيح لمرثا قبل اقامته اخيها لعازر " انا هو القيامة والحياة .. من امن بى ولو مات فسيحيا .. اجابته نعم ياسيد انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله الاتى الى العالم " يو 11 : 27 ....
- وكانت هذه هى شهادة يوحنا المعمدان وقت العماد فى كل عجائبه " وانا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله " يو 1 : 34 ...
من كل هذا يتضح انها ليست بنوة عادية ... ليست بنوة عامة يشترك فيها جميع المؤمنين .
يقول الرب " قدسوا صوماً، نادوا بأعتكاف" لكى يرينا أهمية الاستفادة من الوقت فى فترة الصوم. ولهذا أحب أن أكلمكم عن أهمية الوقت فى الحياة عموماً، إن خيراً وإن شراً.
الوقت جزء من حياتك، أن ضيعته تضيع حياتك وأن حفظته حفظت حياتك. حياتك هى أيام وساعات. وكما قال الشاعر: دقات قلب المرء قائلة له أن الحياة دقائق وثوان
إنى أعجب للأشخاص الذين يبحثون عن وسيلة لقتل الوقت، بأية الطرق: بوسائل الترفيه أو التسلية أو الثرثرة أو اللهو …… ولا يدرى هؤلاء أنهم أذ يقتلون وقتهم، يضيعون حياتهم ….. الذى يقتل الوقت لا يشعر أن لحياته قيمة، هو إنسان يعيش بلا هدف، وبلا رسالة. حياته رخيصة فى عينيه. أما الذين يحترمون حياتهم، فكل دقيقة منها، منتجة ونافعة، ولذلك فهناك أشخاص كانت حياتهم قصيرة، ولكنها عجيبة وعميقة …. يوحنا المعمدان بدأ حياته من سن الثلاثين، وأستمرت خدمته حوالى سنة، أستحق خلالها أن يكون أعظم من ولدته النساء. فى هذه الفترة القصيرة أعد الطريق قدام الرب، وهيأ له شعباً مستعداً، وعمد آلافاً من الناس بمعمودية التوبة. بعكس متوشالح الذى عاش 969 سنة، لم نسمع عنها شيئاً من هذا.
السيد المسيح نفسه، كانت مدة خدمته فى الجسد 3 سنين وثلث. ولكنه فى تلك الفترة القصيرة عمل أعمالاً لم يعملها أحد من قبل، ولو كتبت واحدة فواحدة، ما كانت تسعها الكتب. وحقق قضية الخلاص، وقدم للناس صورة الله.
أيضا البابا كيرلس الرابع، كانت مدة خدمته 6 سنوات وبضعة أشهر. ومع ذلك عمل فيها ما أستحق عليه لقب (أبو الأصلاح).
كثيرون عاشوا حياة قصيرة، ولكنهم قدموا فيها أعمالاً عظيمة. وكثيرون نالوا العظمة وهم بعد أطفال أو صغار، أو مجرد شبان. القديس تادرس تلميذ القديس باخوميوس أب الشركة، والقديس ميصائيل السائح، والقديس يوحنا القصير، أمثلة لعظمة العمر الصغير.
فالقديس تادرس وهو فى حدث شبابه المبكر، كان أباً ومرشداً لكثيرين، ومؤسساً لأديرة ووكيلاً
للقديس باخوميوس…… والقديس ميصائيل صار سائحاً قبل أن يبلغ العشرين من عمره……
والقديس يوحنا القصير – وهو فى حداثة عمره – أستطاع أن يعلق الاسقيط كله بأصبعه كما يشهد قديسوا البستان. هؤلاء وصلوا إلى المجد فى فترة وجيزة، وهم فى مقتبل العمر، وصعدوا بسرعة، لأنهم لم يضيعوا وقتهم، أخذوا الأمور بجدية. كل دقيقة كانت ترفعهم إلى فوق، وتدخلهم إلى الأعماق، وتنميهم. كان وقتهم دسماً، كله بناء لأنفسهم وللآخرين، لم يضع منه شئ، كان وقتهم بركة للآخرين.
هناك إنسان وقته فى صالحه، يحييه وآخر وقته ضده. إنسان فى لحظة يكسب كل شئ، وآخر فى لحظة يخسر الكل …….
داود فى لحظة طيش أرتكب خطية، ظل طوال حياته يبكى بسببها ويبلل فراشه بدموعه. شمشون الجبار فى لحظة أخرى، كسر نذره، وفقد شعره، وضاعت كرامته. بطرس الرسول أيضاً لحظة خوف جعلته يبكى بكاءاً مراً. وبقدر ما أضاعت هؤلاء لحظات. نرى اللص اليمين قد كسب الفردوس فى لحظة، وكذلك العشار فى الهيكل، وزكا على الشجرة. الأبن الضال فى لحظة طيبة، ندم وقال " كم من أجير عند أبى يفضل عنه الخبز، وأنا هنا أهلك جوعاً" وهكذا ربح الحياة. والقديس أنطونيوس فى لحظة تأمل وهو ينظر جثمان أبيه، زهد العالم، وحط لنا هذا الطريق الملائكى.
هناك لحظات أو ساعات، مرت على العالم، كانت خالدة …..
لحظة قال عنها بولس " فى الجسد، أم خارج الجسد، لست أعلم" صعد فيها إلى السماء الثالثة، ورأى أشياء لا ينطق بها. ويوم روحى مر على يوحنا الرائى، قال عنه " كنت فى الروح فى يوم الرب" ، هذا اليوم قدم لنا سفر الرؤيا بكل ما فيه من إعلانات ونبوءات ورموز وتعاليم ووعود..
ثلاث ساعات على الصليب، قدمت للعالم كله خلاصاً هذا مقداره، والعالم بكل أجياله لا يساوى ساعة منها ….. من هذه الثلاث ساعات، لحظة أنتهزها اللص لخلاصه ….
لحظة تصارع فيها يعقوب مع الرب، وغلب، ونال المواعيد. حياته كلها فى كفة، وهذه اللحظة وحدها فى كفة ….
هناك ساعة تمر على الإنسان، تغير حياته كلها ….. يشعر أن حياته كلها نوع، وهذه الساعة نوع آخر ….ساعة يتمتع فيها بما يسميه الآباء " زيارة النعمة" أو مذاقة الملكوت. تمر عشرات السنوات، لتمجد هذه الساعة …. إنها ساعات خالدة فى الحياة، لا تنسى ولا تقاس بالمقاييس العادية. لها عمقها، ولها فاعليتها، ولها تاريخها الحى. وبعكس هذا أوقات تمر عليك، فتقول فى مرارة " ليتها لم تكن إنها سبب مشاكلى كلها فى الحياة" .
يحزننى بالنسبة إلى البعض، ان وقته ضده، وقته يقتله …. ساعة واحدة يمكن أن تضيع عمره كله، أو توصمه بصفة رديئة تظل عالقة به طوال حياته، لا يفلت منها …….فلنحاول إذن أن نستفيد من كل لحظة تمر بنا " مفتدين الوقت، لأن الأيام شريرة" ولتكن أوقاتنا بركة لنا ومنفعة.
ونحن صغار كنا نأخذ تدريباً يسمى "اليوم المثالى" ….نحاول أن نجعل كل دقيقة فيه بركة لحياتنا، ولا نعمل فيه شيئاً نندم عليه….ليت أيامنا كلها تكون مثالية……
كل دقيقة من دقائق حياتك، ليست ملكك، هى ملك للرب. إنه إشترانا بدمه، فأصبحت له. ليست ملكك حتى تتصرف فيها كما تشاء. وقتك هذا هبة من الرب منحك إياها. كان يمكن لحياتك أن تنتهى أمس، ولكنه من جوده أعطاك يوماً جديداً. فليكن هذا اليوم مقدساً له ….. كما نصلى فى صلاة الشكر "إمنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس، وكل أيام حياتنا، بكل سلام مع مخافتك" .
إسأل حياتك، كم هو الوقت الذى ندمت عليه، أو كان ينبغى أن تندم؟ وكم هو الوقت المبارك.
الأمر فى يدك: تستطيع أن تجعل أوقاتك مباركة أو مؤلمة …. لقد وضع الله أمامك الطريق، وترك الأمر لحريتك. فإن لم تستطع أن تجعل كل أوقاتك مقدسة، فعلى الأقل حافظ على قدسية أيام الرب: آحاده وأعياده ، وأصوامه. يوم الرب، يمكن أن يصير ذخيرة مقدسة للأسبوع كله، و خميرة تخمر العجين كله، ويمكن أن يكون مجرد يوم عطلة. ياليت حياتك كلها، تصبح سبتاً للرب. عملاً من الأعمال لا تعمل فيها، سوى عمل الرب وحده ……!!!! كثيرون يضيعون أوقاتهم، ويأتون آخر النهار فيجدون أنهم لم يعملوا شيئاً !!! وقد يستيقظ إنسان فى سن الخمسين أو الستين، فيجد أنه أضاع عشرات السنوات من حياته، دون أن يستفيد شيئاً….
ما هو الميت من أيامك، وما هو الحى ؟؟!! ما هى الأيام التى تحسب من عمرك؟ وما هى الأيام التى بلا قيمة ولا حساب؟ ما هى الأيام المحفوظة لك فى اليوم الآخير؟ وما هى الأيام التى يملكها الشيطان؟. ما هو نصيب الرب فى حياتك؟ ما الذى يحصده من تعبك؟
عندما يأتى الله ليحصد الحنطة التى فى حياتك، كم هى السنابل التى يضمها إلى أجرانه ؟ سيقول لك: قد أعطيتك عمراً طويلاً، فماذا أعطيتنى منه؟ كم هو إكليروس وقتك، أعنى نصيب الرب فيه؟……… أنظر إلى حياة إنسان كبولس الرسول، وكيف كان وقته للرب. عشرات السنوات من حياة الناس، لا تساوى ساعة منها ……لك حياة، ولكنك لا تعرف كيف تستغلها. صدقنى، إن جميع سكان الجحيم، يشتهون دقيقة واحدة من حياتك. يشتهون دقيقة، يقدمون فيها توبة، أو يعملون فيها عملاً لخلاصهم. أما أنت فتملك دقائق كثيرة، بل أيام، بل سنين فماذا فعلت؟ وماذا ستفعل. لم يغلق الباب أمامك، كما أغلق أمامهم …..عندك الكثير، وأخشى أن تنفق أيامك بعيش مسرف، كالأبن الضال…..كل يوم يمر من حياتك، قد أنتهى، ربما تندم عليه، ولكنك لا يمكن أن تسترجعه، أو تسترجع ما حدث فيه. أن كنت قد ضيعت من حياتك سنوات، ليتك تحرص على ما بقى منها. ليتك تعوض ما فاتك. كلحظة اللص اليمين التى عوضت عمراً طويلاً أكله الجراد …. نشكر الله إنه ما تزال فى العمر بقية، ما تزال هناك فرصة للتوبة، وما يزال الروح القدس يعمل فينا لخلاصنا.
فلنعمل إذن ما دام نهار، ولنضع أمامنا قديسى التوبة، كأوغسطين وموسى الأسود ومريم القبطية، الذين أستطاعوا أن يعوضوا الماضى كله، فأبيض أكثر من الثلج، وفاقوا كثيراً من القديسين الذين بدأوا الطريق قبلهم بسنوات….. ما أغلى أوقات القديسين، تصرخ أمام الواحد منهم " إمنحنى دقيقة واحدة من وقتك. دقيقة يمكنها أن تغير حياتى. يمكنها أن تحل كل مشاكلى. دقيقة تكون لى بركة ومنفعة" .
الذين حياتهم فراغ، لا يشعرون بقيمة وقتهم، بل قد يدركهم الملل والضجر، إذ لا يجدون ما يشغلهم و يسليهم. أما أنتم، فكونوا أصحاب رسالات، ولتكن لكم أهداف كبيرة، حينئذ ستشعرون بقيمة وقتكم, وستجدون أن مسئولياتكم أكبر بكثير من وقتكم، فتحسون كم هو الوقت ثمين وغال.
لماذا كان السيد المسيح يلقب نفسه بابن الإنسان؟ هل فى هذا عدم إعتراف منه بلاهوته؟ ولماذا لم يقل إنه ابن الله؟
الجواب: السيد المسيح إستخدم لقب ابن الإنسان. ولكن كان يقول أيضاً إنه ابن الله... قال هذا عن نفسه فى حديثه مع المولود أعمى، فآمن به وسجد له (يو9: 35- 38). وكان يلقب نفسه أحياناً [الابن] بأسلوب يدل على لاهوته كقوله "لكى يكرم الجميع الإبن، كما يكرمون الآب" (يو5: 21- 23). وقوله أيضاً "ليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب. ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له" (لو10: 22). وقوله أيضاً عن نفسه "إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحرار" (يو8: 36). وقد قبل المسيح أن يدُعى ابن الله، وجعل هذا أساساً للإيمان وطوّب بطرس على هذا الإعتراف. قبل هذا الإعتراف من نثنائيل (يو1: 49)، ومن مرثا (يو11: 27)، ومن الذين رأوه "ماشياً على الماء" (مت14: 33). وطوّب بطرس لما قال له "أنت هو المسيح ابن الله". وقال "طوباك يا سمعان بن يونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبى الذى فى السموات" (مت16: 16، 17). وفى الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله. إنجيل مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح إبن الله" (مر1: 1). وكانت هذه هى بشارة الملاك للعذراء بقوله "فلذلك القدوس المولود منك يُدعى إبن الله" (لو1: 35). بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد (مت3: 17)، وعلى جبل التجلى (مر9: 7)، (2بط1: 17، 18). وقول الآب فى قصة الكرامين الأردياء "أرسل إبنى الحبيب" (لو20: 13). وقوله أيضاً "من مصر دعوت إبنى" (مت2: 15). وكانت هذه هى كرازة بولس الرسول (أع9: 20)، ويوحنا الرسول (1يو4: 15)، وباقى الرسل. إذن لم يقتصر الأمر على لقب ابن الإنسان. بل إنه دُعى ابن الله، والابن، والابن الوحيد. وقد شرحنا هذا بالتفصيل فى السؤال عن الفرق بين بنوتنا لله، وبنوة المسيح لله. بقى أن نقول: إستخدم المسيح لقب ابن الإنسان فى مناسبات تدل على لاهوته.
1- فهو كابن الإنسان له سلطان أن يغفر الخطايا. وهذا واضح من حديثه مع الكتبة فى قصة شفائه للمفلوج، إذ قال لهم: ولكن لكى تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا، حينئذ قال للمفلوج قم إحمل سريرك وإذهب إلى بيتك (مت9: 2- 6).
2- وهو كابن الإنسان يوجد فى السماء والأرض معاً. كما قال لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو3: 13). فقد أوضح أنه موجود فى السماء، فى نفس الوقت الذى يكلم فيه نيقوديموس على الأرض. وهذا دليل على لاهوته.
3- قال إن ابن الإنسان هو رب السبت. فلما لامه الفريسيون على أن تلاميذه قطفوا السنابل فى يوم السبت لما جاعوا، قائلين له "هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله فى السبوت" شرح لهم الأمر وقال "فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً" (مت12: . ورب السبت هو الله.
4- قال إن الملائكة يصعدون وينزلون على ابن الإنسان. لما تعجب نثنائيل من معرفة الرب للغيب فى رؤيته تحت التينة وقال له "يا معلم أنت ابن الله" لم ينكر أنه ابن الله، إنما قال له "سوف ترى أعظم من هذا.. من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يو1: 48- 51). إذن تعبير ابن الإنسان هنا، لا يعنى مجرد بشر عادى، بل له الكرامة الإلهية.
5- وقال إن ابن الإنسان يجلس عن يمين القوة ويأتى على سحاب السماء. فلما حوكم وقال له رئيس الكهنة "أستحلفك بالله الحى أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ أجابه "أنت قلت. وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء" (مت26: 63- 65). وفهم رئيس الكهنة قوة الكلمة، فمزق ثيابه، وقال قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود! ونفس الشهادة تقريباً صدرت عن القديس اسطفانوس إذ قال فى وقت استشهاده "ها أنا أنظر السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائم عن يمين الله" (اع7: 56).
6- وقال إنه كابن الإنسان سيدين العالم. والمعروف أن الله هو "ديان الأرض كلها" (تك18: 25). وقد قال السيد المسيح عن مجيئه الثانى "إن إبن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه، مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله" (مت16: 27). ونلاحظ هنا فى قوله "مع ملائكته، نسب الملائكة إليه وهم ملائكة الله. ونلاحظ فى عبارة (مجد أبيه) معنى لاهوتياً هو:
7- قال إنه هو ابن الله له مجد أبيه، فيما هو ابن الإنسان. ابن الإنسان يأتى فى مجد أبيه، أى فى مجد الله أبيه. فهو إبن الإنسان، وهو إبن الله فى نفس الوقت. وله مجد أبيه، نفس المجد.. ما أروع هذه العبارة تقُال عنه كإبن الإنسان. إذن هذا اللقب ليس إقلالاً للاهوته...
8- وقال إنه كابن الإنسان يدين العالم، يخاطب بعبارة (يارب). فقال: ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسى مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب.. فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن يساره. فيقول للذين عن يمينه تعالوا يا مباركى أبى رثو الملكوت المعد لكم.. فيجيبه الأبرار قائلين: يارب متى رأيناك جائعاً فأطعمناك.." (مت25: 31- 37). عبارة (يارب) تدل على لاهوته. وعبارة (أبى) تدل على أنه ابن الله فيما هو ابن الإنسان. فيقول "إسهروا لأنكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم" (مت24: 42). فمن هو ربنا هذا؟ يقول "إسهروا إذن لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة التى يأتى فيها ابن الإنسان" (مت25: 13). فيستخدم تعبير (ربكم) و(ابن الإنسان) بمعنى واحد.
9- كابن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته، والمختارين مختاريه، والملكوت ملكوته. قال عن علامات نهاية الأزمنة "حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء.. ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظم الصوت، فيجمعون مختاريه.." (مت24: 29- 31). ويقول أيضاً "هكذا يكون فى إنقضاء هذا العالم: يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلى الإثم، ويطرحونهم فى أتون النار" (مت13: 40- 41). وواضح طبعاً إن الملائكة ملائكة الله (يو1: 51)، والملكوت ملكوت الله (مر9: 1)، والمختارين هم مختارو الله.
10- ويقول عن الإيمان به كابن الإنسان، نفس العبارات التى قالها عن الإيمان به كابن الله الوحيد. قال "وكما رفع موسى الحية فى البرية، ينبغى أن يرفع ابن الإنسان، لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 14- 16). هل ابن الإنسان العادى، يجب أن يؤمن الناس به، لتكون لهم الحياة الأبدية. أم هنا ما يُقال عن ابن الإنسان هو ما يُقال عن ابن الله الوحيد.
11- نبوءة دانيال عنه كابن للإنسان تحمل معنى لاهوته. إذ قال عنه "وكنت أرى رؤيا الليل، وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان. أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً. لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول. وملكوته ما لن ينقرض" (دا7: 13، 14). من هذا الذى تتعبد له كل الشعوب، والذى له سلطان أبدى وملكوته أبدى، سوى الله نفسه..؟!
12- قال فى سفر الرؤيا إنه الألف والياء، الأول والآخر... قال يوحنا الرائى "وفى وسط المنائر السبع شبه ابن إنسان.. فوضع يده اليمنى علىّ قائلاً لى: لا تخف أنا هو الأول والآخر، والحى وكنت ميتاً. وها أنا حى إلى أبد الآبدين آمين" (رؤ1: 13- 18). وقال فى آخر الرؤيا "ها أنا آتى سريعاً وأجرتى معى، لأجازى كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر" (رؤ22: 12، 13). وكل هذه من ألقاب الله نفسه (أش48: 12، أش44: 6).
ما دامت كل هذه الآيات تدل على لاهوته.. إذن لماذا كان يدعو نفسه ابن الإنسان، ويركز على هذه الصفة؟ دعا نفسه ابن الإنسان لأنه سينوب عن الإنسان فى الفداء. إنه لهذا الغرض قد جاء، يخلص العالم بأن يحمل خطايا البشرية، وقد أوضح غرضه هذا بقوله "لأن ابن الإنسان قد جاء لكى يخلص ما قد هلك" (مت18: 11). حكم الموت صدر ضد الإنسان، فيجب أن يموت الإنسان. وقد جاء المسيح ليموت بصفته ابناً للإنسان، ابناً لهذا الإنسان بالذات المحكوم عليه بالموت. لهذا نسب نفسه إلى الإنسان عموماً.. إنه ابن الإنسان، أو ابن البشر. وبهذه الصفة ينبغى أن يتألم ويصلب ويموت ليفدينا. ولهذا قال "ابن الإنسان سوف يسلم لأيدى الناس، فيقتلونه، وفى اليوم الثالث يقوم" (مت17: 23، 24) (مت26: 45). وأيضاً "ابن الإنسان ينبغى أن يتألم كثيراً، ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم" (مر8: 31). حقاً، إن رسالته كابن الإنسان كانت هى هذه. ابن الإنسان قد جاء لكى يخلص ما قد هلك (مت18: 11).
تختلف ترجمات الصلاة الربانية فبعضها يقول "خبزنا كفافنا" والبعض يقول "خبزنا الذى للغد" فأيهما أصح؟
لقداسة البابا شنودة الثالث من كتب سنوات مع أسئلة الناس
+إن الكلمةاليونانية( إيبى أوسيوس) تحتمل أكثر من معنى ؟ وحتى آباء الكنيسة الأول إختلفوا فى ترجمتهم لهذه الكلمة....
+فالقديس جيروم:-
فى ترجمته اللاتينية( الفولكاتا vulgate) يترجمها بالخبز الجوهرى أو بالخبز الذى هو فوق المادة Substantial Bread
ونفس ترجمة جيروم كانت ترجمة العلامة أوريجانوس.
+أما القديس أغسيطينوس,والقديس غريغوريوس أسقف نيصص فإن ترجمتهما هى الخبز اليومى أو الكفاف our daily bread وباللاتينية Panem nostrum quotidianum
+والقديس يوحنا ذهبى الفم يستخدم أيضا عبارة الخبز اليومى ( الكفاف) وذلك فى شرحه لإنجيل متى "مقاله19 –فقرة8 "
+والترجمة القبطية وهى من أشهر الترجمات تقول "خبزنا الذى للغد"
+والترجمة الإنجليزية Revised standard Version: تذكر فى النص : الخبز اليومى (الكفاف)Ourdaily bread وفى الهامش تقول (أو الذى للغد)
ORur bread for the morrow
ولست أريد هنا أن أدخل معكم فى بحث لغوى .. كما لست أريد أن أورد باقى أقوال الآباء الذين شرحوا الصلاة الربية... فكل هذا سوف لا يفيدكم...
ولا أود أن يكون وقت الصلاة ؟ وقتاً لصراع الترجمات ....
بحيث يرفع أحدهم صوته بالترجمة التى يفضلها لكى يغطى على أصوات الباقين أثناء الصلاة أو ليظهر أنه يعرف ما هو أفضل؟ أو ليعطى تعليماً وقدوة لكى يتبعه الآخرون...
وألا تكون الصلاة فى ذلك الوقت قد خرجت عن هدفها الروحى , الذى هو الحديث مع الله إلى هدف علمى جدلى..! الأمر الذى لا نريده فى روحياتنا ويكفى هنا أن نفهم حقيقة أساسية تنفعنا وقت الصلاة وهى:
+الخبز الذى نطلبه هو الخبز الروحى اللازم لأبديتنا نقول هذا ونضع أمامنا النقط الآتية :
1- الصلاة الربية تشمل 7 طلبات:
الثلاث طلبات الأولى منها خاصة بالله وهى ليتقدس أسمك ، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك.. .
والأربع طلبات الباقية خاصة بنا وأولها :خبزنا ... ومن غير المعقول أن يكون الخبز المادى هو طلباتنا ، نطلبه قبل مغفرة الخطايا وقبل طلب النجاة من التجارب والشرير.....
2-كما أن هذا يتعارض مع قول الرب "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ..لا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب ...فإن هذه كلها تطلبها الأمم... لكن أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم (مت6 :25 ،31 -33 )" إعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقى" (يو6 : 27 )
3-ومع ذلك ، إن كان يعوزنا الخبز اليومى فلنطلبه......
ولكن نطلب حينئذ الخبز اليومى ، ولا نهتم بما للغد....
فهكذا قال القديس غريغوريوس أسقف نيصص ،والقديس يوحنا ذهبى الفم ،ذاكرين أننا هنا نطلب مجرد الخبز وليس التنعم فى الأطعمة.....