موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

الذى يعرف قيمة الوقت ويستغله فى سبيل منفعته هذا لايمكن ان يجد وقت فراغ

لان وقته لايكفى مطلقا مايضعه امامه من مسئوليات

الذى عنده وقت فراغ لابد ان فى حياته فراغاً لم يمتلء بعد

ووجود الفراغ فى الحياه او فى الهدف او فى الطموح هو امر مؤسف حقا !

لذلك فاصحاب الرسالات الكبيرة ليس لديهم وقت فراغ

والذين لهم طموح فى حياتهم سواء كان طموح روحيا روحيااو علميا او حتى ماديا

كل هؤلاء ليس لديهم وقت فراغ

وقت الفراغ قد ينشا من عجز الانسان فى معرفة كيفية الاستفادة من وقته

فان عرف زالت من امامه هذة المشكلة

والمفهوم الروحى لتقضية وقتالفراغ ليس هو البحث عن وسيلة تقتل الوقت !!!

وانما البحث عن وسيلة للاستفادة من الوقت

فالوقت هو جزء من الحياة

ومن الحرام ان تقتله او تضيعه هباء

الا اذا كانت حياتك رخيصة فى عينيك ! وكان وقتك لاقيمة له !!!

ووقت الفراغ مشكلة يجابهها الطلبة فى العطلة الصيفية

اذ ينتهون من دراستهم ولايجدون مايشغلون به انفسهم بعد ان كانت الدراسة هى التى تشغلهم

ان العقل دائم العمل لايهدا ولايصمت

ان لم يفكر فى الخير قد يفكر فى الشر

او على الاقل يفكر فى تفاهات لاتبنيه

وهكذا بدلا من ان يقابل فراغ الوقت

يقابل فراغ الحياه وفراغ التفكير ... !!!


بقلم قداسة البابا شنودة فى احدى مجلات الشباب
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

للبابا شنوده الثالث



إن مشكلة البطالة هى من أخطر المشاكل التي تُعاني منها بلادنا، ويُقاسي بسببها شبابنا. إذ يبذل الشاب قصارى جهده في الدراسة، بما تحمل من تعب ومن نفقات مالية. ثم يجد نفسه بعد التخرُّج عاطلاً لا عمل له، ولا يزال يعتمد في مصروفاته الخاصة على والديه!! فيُصاب بالإحباط، وتتعب نفسيته ونفسية أسرته معه...

«« ونتيجة لهذه البطالة يتأخَّر سن الزواج بالنسبة إلى الشباب. فكيف يتزوج إنسان ليس له إيراد أو مصدر رزق ينفق منه على أسرة؟! كيف يقتني له سكناً وما يحتاجه المسكن من مفروشات؟! وكيف يدفع نفقات الزواج؟!... وإن كان الشاب يمكنه أن يحتمل التأخُّر في سن زواجه، فإنَّ الفتاة إن تأخَّر بها السن وكبرت، يقل الإقبال عليها...

«« وبتأخُّر سن الزواج، يتعرَّض المجتمع إلى مشكلة أخرى أشد خطورة، وهى الفساد الخلقي. وهذا ما رأيناه قد انتشر بشكل مُقلق. وأحياناً يحاول الفساد الخلقي أن يتخفَّى وراء مُسميات زائفة مثل الزواج العُرفي وهو لون من الزنى، في علاقات بغير بيت، ولا صلة شرعية، ولا مسئولية عمَّا قد ينتجه من نسل أو من عمليات إجهاض ... إلى جوار أنواع أخرى من مُسمَّيات الزواج لتغطية ذلك الضياع...

«« ومن نتائج البطالة أيضاً وما تحمل من إحباط، لجوء بعض الشباب إلى المخدرات بأنواعها، أو إلى وسائل من اللهو الرخيص، هروباً أو محاولات هروب، مِمَّا هم فيه من ضيق ... وفي نفس الوقت ـ إذ لا يجدون المال الذي يلزم للانفاق على المخدرات واللهو، يلجأون إلى أساليب خاطئة في الحصول على هذا المال...

«« وطبعاً قد يصحب كل هذا، شعور من السخط على المجتمع وعلى الدولة التي تتركهم في هذا الضياع بلا حلول! هذا السخط قد يكون على الأقل عند بعض من الشباب...

«« وهذا كله قد تستغله بعض الهيئات التي تقف ضد الدولة والنظام الحاكم، لكي تثير المشاعر، وتحاول جاهدة أن تعبّئ نفوس الشباب في إتجاه مُعارض...

«« ولعله من نتائج البطالة أيضاً تفكير كثير من الشباب في الهجرة بحثاً وراء الرزق، دون أن يدرسوا ما ينتظرهم من تلك الهجرة. وأمام هذا التفكير ظهر بعض سماسرة الهجرة غير الشرعية، الذين قادوا الشباب في رحلات غير مضمونة، كان من نتائجها غرق الكثيرين دون أن يصلوا إلى غايتهم. وتعرّض بعض الشباب إلى عمليات نصب بِاسم الهجرة!

«« ورُبَّما بسبب البطالة، قد ظهر سؤال على لسان الكثيرين: هل التعليم هو لمُجرَّد الثقافة فقط، ولا علاقة له بمصادر الرزق؟! وهل الثقافة وحدها تكفي بدون رزق؟! وإن كان لابد عملياً من ارتباط الأمرين معاً، فكيف يمكن تفعيل الثقافة لتكون أيضاً مصدراً للرزق كما هى مصدر للمعرفة؟

«« أمَّا عن علاج مشكلة البطالة، فإنه يلزم لذلك مؤتمر أو اجتماع يضم كافة التخصصات من رجال الدولة، ورجال العِلم والاجتماع والإقتصاد والعمل، ومن كبار المفكرين لكي يدرسوا كيف يمكن أن يوجدوا عملاً لملايين العاطلين؟ وما هى المشروعات النافعة؟ وماذا تكون مصادر التمويل؟

«« أمَّا نحن فنُقدِّم بعض اقتراحات لتكون موضع دراسة:

أوَّلها أهمية التدريب المهني في مناهج التعليم الصناعي الثانوي وفي الكليات الجامعية التي لها علاقة بالصناعة والعمل. على أن يكون التدريب لمهن يحتاج إليها المجتمع، وتكون لصناعات يحتاج إليها السوق. ذلك لأنَّ مُجرَّد التعليم النظري لا يكفي...

ونلاحظ أن بعض الشركات والمصانع تقوم أحياناً بتدريب أشخاص ليتولوا العمل مباشرة في تلك المصانع عند استكمال تدريبهم.

«« نقترح أيضاً أن تهتم الدولة بإيجاد مشروعات صغيرة للشباب تموّلها الدولة، بحيث لا تمنحهم المال لذلك، إنَّما تُقدِّم لهم المعدات والآلات وتُدرِّبهم على استخدامها. على أن تكون تلك المشروعات الصغيرة لازمة للمجتمع، وإنتاجها يجد تسويقاً متاحاً. وهذا الأمر يلزمه دراسة السوق، وإنتاج ما يلزم السوق...

«« تعويد شبابنا أن يعملوا ليجدوا رزقاً. ولا يشتهون الوظائف الجاهزة والجلوس على المكاتب. وإقناعهم بأن رجال الأعمال يحصلون على رزق أوفر من الموظفين محدودي الدخل.

«« كذلك يلزم أيضاً أن تكوِّن الدولة علاقات مع البلاد المحتاجة إلى عمالة. بحيث تتفق معهم على تقديم ما يحتاجون إليه من عمال يتم إعدادهم لهم ليقوموا بالغرض الذي سيقومون به هناك...

«« وهنا تحتاج بلادنا إلى إعداد العمال المؤهلين لعصر قد انتشرت فيه التكنولوﭽيا والآلات الحديثة. ومثل هؤلاء العمال هم الذين يمكنهم العمل مع المستثمرين الذين يحضرون إلى بلادنا، كما يمكنهم أيضاً السفر للعمل في الخارج.

«« نقترح أيضاً تكوين مجموعات كبيرة للعمل في مجال الأسماك التي توجد بكثرة وراء السدّ العالي، من جهة صيدها وإرسالها في ثلاجات ـ عبر النيل ـ إلى باقي المحافظات، أو تعليبها لكي تُصدَّر إلى الخارج، مع ما تحتاجه عمليات التعليب من عمالة, وهذا طبعاً يناسبه أن نعوِّد شبابنا على عدم التمركز حول المدن والعواصم، ولا مانع من السفر إلى أماكن بعيدة كالسدّ العالي.

«« محاولة إيجاد عمل لأطفال الشوارع، إنقاذاً لهم من الضياع، واستفادة بهم في ما يناسبهم من عمل.

كذلك يمكن إيجاد أعمال لسكان الريف وللمرأة الريفية، مثل المناحل، وتربية الدواجن والأغنام والبهائم، وكافة أنواع الأغذية وصناعات الألبان، والتدبير المنزلي، وعرض كل ذلك أيضاً لتسويقه. مع تزويد النساء ببعض ماكينات الخياطة لصناعة ما يلزمهم من ملابس وما يلزم غيرهم...

«« أحب في موضوع البطالة أن نأخذ مثالاً من دولة الصين التي يزيد عدد سكانها عن المليار. وعلى الرغم من ذلك، فإنها تجد عملاً لكل أولئك، كما تجد تسويقاً لإنتاجهم. وبالإضافة إلى تشغيل هذا العدد الضخم، تتمتع البلاد بنهضة صناعية.

«« وأخيراً فإن موضوع البطالة يتعلَّق أيضاً بالزيادة الهائلة في النسل عاماً بعد عام. ولاشك أن الانضباط في موضوع النسل سيحل كثيراً من مشكلة البطالة.
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

كن بشوشااااااا


بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
رأيت أن أحدثكم عن البشاشة. لأن البشاشة تصلح أن تكون بداية لأمور كثيرة.
فمثلاً. كل إنسان يحب أن يحتفل في بشاشة بعام جديد
في حياته. ويسميه عيد ميلاده. وبنفس البشاشة يحتفل بعيد زواجه. وبعيد حصوله علي درجة علمية عالية.
وبالبشاشة أيضاً نحتفل بأي عيد ديني. أو أي عيد وطني. أو أية مناسبة شعبية بهيجة.
ذلك لأن البشاشة علامة علي الفرح. وهي دليل علي السلام الداخلي. وكلنا يحب الفرح والسلام.
الشخص البشوش يسعد الناس ببشاشته. ويشركهم معه في فرحه. وهم يستبشرون به. وينقلهم إلي نفس مشاعر البهجة التي له.
إنه يشيع السلام حواليه. ويبعث الطمأنينة في قلوب الآخرين. البشاشة تشع من نظرات عينيه. ومن ابتسامته ومن ملامح وجهه. ومن أسلوب حديثه. إنه نفس مستريحة من الداخل. وقادرة علي إراحة غيرهم. تشعرهم أنه لا يوجد سبب يدعو إلي الكآبة. بل هناك الفرح علي الرغم من كل شيء.


أما الكآبة والتعب وفقدان السلام. فهي دلائل علي ضعف الإيمان داخل القلب. لأن قلب المؤمن مهما أحاطت به المتاعب. ففي داخله أمل ورجاء في أن كل الأمور ستؤول أخيراً إلي الخير. لذلك فإنه يكون باستمرار بشوشاً.
***
الإنسان البشوش لا يعيش في التعب الحاضر. إنما بالرجاء يعيش في الفرح المقبل.
إن لم يجعله الواقع سعيداً. فإنه يعيش سعيداً في الأحلام في الخيال. ولا يكون خلاله وهماً. إنما حقيقة مبنية علي الإيمان بأن الله يرعي خليفته. وإنه لابد سيأتي ليحل له كل إشكالاته. مهما خيّل إليه أنه قد أبطأ في معونته!! كلا. إن وعود الله صادقة. ولابد سيأتي. وهذا يدعو إلي البشاشة.

لذلك فإن البشوش هو إنسان مؤمن بالمعونة الإلهية. لا يشك فيها إطلاقاً. بل يقول للرب كما قال داود النبي في المزمور "اذكر لي كلامك الذي جعلتني عليه أتكل. هذا الذي عزاني في مذلتي".
***
الإنسان البشوش لا يسمح للمشاكل أن تحصره داخلها
إنما يكسر دائرتها. ويفتح له باباً ليخرج منها.

إنه لا يحكّم عقله فقط. إنما يحكّم إيمانه بالأكثر. فهو لا يحكم علي الأمور بتفكيره الخاص. إنما يحكم عليها في ظل الإيمان بأن الله يحب البشر. وهو دائماً يصنع الخير معهم. ويقول لنفسه: لابد أن الله يعمل خيراً. فإن كنت أنا لا أري هذا الخير. فقد يكون هذا مجرد قصور أو عجز في نظري.
والإنسان البشوش حتي لو حاربته الأحزان من كل جانب. يقول لنفسه: وما ذنب الناس في أن يروني عابس الوجه. فيحزنوا؟!
لذلك فهو في نبل نفسه: إن أدركه الحزن. يحتفظ به لذاته وحده ويقدم بشاشته للآخرين. يشرك الناس في أفراحه فقط. ولا يشركهم في شيء من الحزن.

***
الإنسان البشوش ينتصر علي المتاعب. أما الكئيب فتنتصر المتاعب عليه.
البشوش لا يقع في الحصار النفسي. ولا تكون نفسه عدوة له في الداخل. عقل البشوش يكون صديقاً له. ودائماً يريحه. أما الكئيب فعقله يكون ألدّ أعدائه. لأنه يصور له متاعب لا وجود لها. ودائماً يضخم له الشر. ويغلق أمامه أبواب الحلول!
إن أراد أن يخرج من بيته. يقول له: الأسد في الطريق!
***
الإنسان البشوش يحب أن يكون جميع الناس بشوشين مثله.
لذلك فهو يحاول دائما أن ينسيهم أحزانهم. ويبعث فيهم الاطمئنان. ويبحث عن حلول لمشاكلهم. ويعطيهم تحليلاً مريحاً لكل الضيقات. ووجهاً مريحاً لكل المتاعب. يجلب البهجة لهم مهما حدث.
إنه يخفف من قدر المتاعب. ولا يحسب لها ثقلاً. بعكس الكئيب الذي يضخّم من حجمها ويكبّرها.
البشوش في كل مشكلة تحل به أو بغيره. يذكر قول الرب:
"تعالوا إليّ ياجميع المتعبين والثقيلي الأحمال. وأنا أريحكم"
الكئيب يحمل همومه بنفسه. ويتألم بها. ويشكو منها أمام الناس. أما البشوش فيتركها إلي الله يحلّها له.

***
الإنسان البشوش حقاًً. هو الذي يتمتع بالبشاشة الداخلية
فهو ليس فقط بشوشاً من الخارج في مظهره. بل البشاشة تملك أعماق قلبه وفكره. وتنبع من داخله. فلا يحمل هماً.
إذا أخطأ: بدلاً من أن يفقد بشاشته. فإنه يعمل علي إصلاح الخطأ.
وحينئذ يعيش في سلام داخلي. وفي سلام مع الله.
كثيرون إذا وقعوا في خطأ أو في مشكلة. فرد الفعل الطبيعي عندهم هو الكآبة. ولكن الكآبة ليست حلا عمليا للمشاكل. أما الشخص البشوش فإنه يبحث عن الحل العملي الذي يتخلص به من المشكلة. وينقذه من الكآبة.
فإن وجد الحل. تزول المشكلة. ويملكه الفرح.
أما الكئيب. فإن المشكلة تستولي علي كيانه كله. وبالأكثر عقله ومشاعره فيظل يفكر في المشكلة وأعماقها وأبعادها. وكيف حدثت. وما يتوقعه من نتائج سوداء لها. فيزداد كآبة. ولا يفكر مطلقا في حلها. وإن فكر في الحل يستصعبه. ويضع أمامه العقبات. أو يتخيل أنه لا حل أو ان الكآبة تشل تفكيره. فلا يبصر الحل وهو موجود وهكذا يستمر في كآبته. بل تزداد هذه الكآبة. ولا يستطيع ان يكون بشوشا.

***
الإنسان البشوش إن لم يجد حلا لمشكلته. يتركها إلي الله. وينساها بين يديه الألهيتين.
أما الكئيب فلا يستطيع أن ينسي مشكلته. إنها قائمة دائما أمام عينيه. تتعبه وتزعجه. وكلما فكر فيها. أرهقت أعصابه. وأتعبت نفسيته. وربما يعرض نفسه علي أطباء نفسانيين. فيعطونه منوما لكي ينام. ولا يعود يفكر في مشكلته. أو قد يعطونه مهدئات ومسكنات. لكي تستريح أعصابه. وكلها علاجات من الخارج. بينما الداخل في تعب.
حسنا ان البشوش يعطي فرصة لنفسه. يعمل فيها الله.. إن اتعبته مشكلة. وعجز تفكيره عن حلها. يصلي. واثقا أن الله يتدخل ويعمل علي ايجاد حل. وما دام الله سيتدخل. ويصبح الأمر في يديه. إذن فلا داعي للقلق والاضطراب.
البشوش يجعل الله بينه وبين المشكلة. فتختفي المشكلة وراء الله.
أما الكئيب فيضع المشكلة بينه وبين الله. فلا يري الله وهو يعمل!
ايضا البشوش لا يعطي للمتاعب وزنا أكثر من وزنها الطبيعي.

***
كثير من الأمور يأخذها ببساطة. فلا تتعقد أمامه.
وبطبيعة نفسه لا يتضايق إلا من الأمور التي هي فوق طاقة الاحتمال. وأتذكر أنني قلت مرة في هذا المجال:
لقد سميت الضيقة ضيقة. لأن القلب قد ضاق عن احتمالها.
أما القلب الواسع. فإنه لا يضيق أمام كل مشكلة. بل يتسع لها ويستوعبها فيحتملها. ولا تفقده بشاشته.
إن قطعة من الطين يمكنها أن تعكر كوبا من الماء أو اناء منزليا ولكنها لا تستطيع أن تعكر البحر أو النهر. الذي يتقبلها ويفرشها في اعماقه. ويقدم لك ماء رائقا.
إذن العيب هو فينا أولا: هل قلوبنا متسعة أم ضيقة؟
الانسان البشوش له قلب واسع. لذلك فهو لا يتضايق لأي سبب. ولا يفقد بشاشته بسبب ما يسميه غيره ضيقة.
***
كذلك قد يفقد الانسان بشاشته. بسبب عدم الاكتفاء
أقصد عدم الاكتفاء بما عنده والتطلع باستمرار إلي طموحات عالية ربما لا تكون سهلة المنال. أو ربما إذا وصل إلي بعضها لا يكتفي وإنما يطلب المزيد. فإن لم ينله يحزن ويكتئب.
من أجل هذا. فالإنسان القنوع الراضي بما قسم الله له. يكون دائما بشوشا سعيدا. شاكرا لله علي ما هو فيه.
عكس ذلك. الطامع في منصب كبير. أو في مستوي مالي مرتفع. قد يفقد روح الفرح أو البشاشة. لأن آماله في العلو أو الترقي لم تتحقق. أو وجد له منافسين نالوا ما كان يود أن يناله هو.
ما أعجب أن كبار الأغنياء قد لا يحيون في البشاشة التي يعيشها عامة الناس. ذلك لأنهم مهما ازداد غناهم. يريدون ما هو اكثر واكثر.. وقد لا يتحقق ذلك. فيفقدون البشاشة.
وقد يتحقق كل ما يريدونه من غني. ولكن ذلك يستلزم ضرائب أو مستحقات معينة للدولة لا يحبون أن يدفعوها. فيكتئبون. أو يلجأون إلي التهرب الضريبي. فيدخلون في قضايا ويتعرضون لأحكام تصدر ضدهم. وفي كل ذلك يفقدون البشاشة علي الرغم من الغني المتزايد.

***
أخيرا. في موضوع البشاشة. أراني مضطرا إلي طرق موضوع ديني:
يري البعض أن رجال الدين أو المتدينين عموما يجب أن يتصفوا بالجدية. أو بنوع من الجدية يأخذ مظهر التزمت وقد يقودهم هذا إلي لون من العبوسة. بحيث يعتبرون المرح أو البشاشة حراما.
فهم يربطون بين الجدية والعبوسة. وبين الضحك والخطيئة! وكأن الذي لا يكون عابسا. فبالضرورة يكون عابثا! أو علي الأقل يكون ساهيا عن نفسه. وغافلا عن أبديته! وناسيا لخطاياه. وبعيدا عن حياة التوبة وعن النمو الروحي!

***
وهذا التزمت له خطورته. لأنهم به يخيفون الناس من التدين! أو هم يقدمون للناس صورة من التدين غير السليم!
فلماذا لا يكون الانسان متدينا. وفرحا وبشوشا في نفس الوقت؟
وهل معني التدين أن ينفصل الانسان عن الحياة الاجتماعية وما فيها من مرح وبهجة؟! وهل إذا ضحك المتدين. يبكته ضميره علي ذلك؟! ويري أنه قد هبط درجة في الحياة الروحية؟!
وهل الحفلات التي تتميز بالفرح تكون في مستوي هابط. مهما كان ذلك الفرح بريئا. لا تكسر فيها وصية واحدة من وصايا الله!!
وإن استطاع الكبار أن يضبطوا انفسهم من جهة اللهو والمزاح والضحك والفكاهة. فهل يستطيع ذلك الاطفال؟! بينما هو مستحيل لأن الطفل يحب أن يضحك. وإن منعناه عن الضحك ينشأ مريضا نفسيا.
أم اننا نسمح له بكل ذلك في طفولته. ونمنعه عن كل ذلك كلما يكبر. كأن مقاييس الخير أو الشر قد تغيرت تماما!
***
إن الله خلق الانسان لكي يكون سعيدا. وأسكنه في جنة.. وفي الأبدية سنكون في نعيم وفرح. فهل في الفرح خطيئة؟!
كلا. بلا شك. وإلا كره الناس التدين.
بل علي العكس. إذا رأوا المتدينين فرحين. تكسو وجوههم البشاشة. يتشجعون علي أن يحيوا حياة متدينة. بل يفرحون في تدينهم. إذ أن الله قد قادهم إلي حياة الفضيلة. وسهل طريقها أمامهم. ويفرحون إذ صارت لهم علاقة طيبة مع الله. وأصبحوا يجمعون بين التدين والبشاشة.
***
المشكلة إذن في الحالتين هي في التطرف
بمعني أن يتطرف الانسان في تدينه. فلا يضحك. ويظل عابسا.. أو يتطرف الانسان في ضحكه. فيخلط الضحك بالاستهزاء أو بالفكاهات الرديئة. أو بدلا من أن يضحك مع الناس. يضحك علي الناس. أو يحاول أن يضحكهم بما يخدش ضمائرهم.
أما البشاشة فهي وضع متوسط. يجب أن يتصف به حتي رجال الدين. فيشعر الناس أن الدين هو حياة فرح. فرح بالله وبالفضيلة.
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

إن الأولاد الذي تركهم الله أمانة فيأعناقنا, فسوف يسألن عنهم واحداً فواحداً: ماذا فعلنا في بنيانهم الروحي. الخدمةإذن مسئولية أمام الله والكنيسة ومسئولية خطيرة ... وفي خطورتها أقول الآتي: اعلمواأن الخادم منكم, ربما يكون المصدر الوحيد لتعليم الدين في هذه الفترة من حياةتلاميذه.ربما لا يجدون في البيت ولا في المدرسة ولا في المجتمع مصدراً آخريغذيهم روحياً. وكذلك الكنيسة تركت هذه المسئولية إليكم, لتقدموا بها, واعتمدتعليكم في بذلك ... فأن لم يجد الأولاد الغذاء الروحي في الكنيسة على أيدي خدامها, فقد تضيع حياتهم بسبب إهمال الخدام ؟! إذن مصير الحياة لهذا النشئ لهذا الجيلالصاعد تتوقف على مدى أمانة الخدام: هل سيشعلون قلوبهم بمحبة الله, ويملأون عقولهمبالمعرفة الدينية السليمة, أم سيخرجونهم فارغين, تقف أرواحهم إلى الله من الفراغالذي عاشوه, لأن خدامهم في التربية الكنيسة لم يهتموا بهم ... قفوا إذن بخوف أمامالله. وتذكروا باستمرار أن الخدمة ليست مجرد نشاط, إنما هي مسئولية. هي وزنه لابدأن نقدمها لله بربحها.


لقداسة البابا شنودة الثالث



 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

الحرارة الروحية فى الإنسان

- إن الإنسان تتولى روحه البشرية قيادة جسده.
ب- إن روحه البشرية تكون تحت قيادة روح الله.


أما عن العنصر الأول فيقول القديس بولس الرسول " لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح، لأن إهتمام الجسد هو موت. ولكن إهتمام الروح هو حياة وسلام" (رو 1:8،6). ويقول أيضاً: "اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل 16:5).



أما عن العنصر الثانى فيقول: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله" (رو 14:.


إذن المفروض أن يكون الإنسان تحت قيادة روح الله فى كل عمله يعمله. فيشترك روح الله معه فى كل عمل..
وبشركتنا مع الروح القدس، تظهر ثمار الروح فى حياتنا.


وقد ذكر القديس بولس الرسول ثمر الروح فى رسالته إلى غلاطية فقال: "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح إيمان، وداعة تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس" (غل 22:5،23).


ثمار الروح تأتى نتيجة لعمل الروح القدس فى الإنسان، ونتيجة لإستجابة روح الإنسان لعمل روح الله فيه. وهنا نميز مثلاً بين المحبة التى هى من ثمر الروح، وأية محبة من نوع آخر. كذلك نميز بين السلام الحقيقى الذى هو من ثمر الروح، وأى سلام زائف. وهكذا مع باقى ثمر الروح فينا.


وكلما يزداد ثمر الروح، تزداد الحرارة الروحية فى الإنسان.
وفى هذا المعنى يوصينا الرسول أن نكون "حارين فى الروح" (رو 11:12)، لقد قيل عن الرب: "إلهنا نار آكلة" (عب 29:12). كذلك فالذى يسكن فيه روح الله، لابد أن يكون مشتعلاً بهذه النار المقدسة.

بقلم: قداسة البابا شنوده الثالث


بركه صلوات قداسته فلتكن مع جميعنا
اميــــــــــــــــــــن
 

ginajoojoo

فلنسبح اسم الرب
عضو
إنضم
24 يناير 2007
المشاركات
2,071
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
Alexandria
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

واااااااااااااااااااااو يا كوكو بجد موضوع جميل جدا ومجهود رائع كمان
وعجبتنى اوى الجزئية دى
«« وقد تأتي النعمة إذا ما طلبناها في صلواتنا، أو نتيجة لصلوات الآخرين من أجلنا، أو لتشفُّع القديسين فينا، أو تأتي النعمة نتيجة لرضى الوالدين ودعواتهما الطيبة، أو لدعوات أُناس فقراء أو محتاجين قد ساعدناهم، فدعوا لنا بالبركة في حياتنا. أو تأتي النعمة لمُجرَّد حنو الله ومحبته وشفقته.

««على أننا في كل عمل النعمة معنا أو لأجلنا، علينا أن نتجاوب معها ونشترك في العمل، لأنَّ نعمة الله العاملة في الإنسان، ليست سبباً له في أن يتكاسل، تاركاً للنعمة أن تعمل وحدها، قائلاً: ” كله بالنعمة “. فلو كان كل شيء خاصاً بالنعمة فقط، ما أخطأ أحد! وما كان لأحد أن يكافئه الله على عمل خير، لأنه من ذاته لم يعمل شيئاً، وإنما النعمة هى التي عملت كل شيء!! لذلك علينا جميعاً أن نعمل مع النعمة، بكل عواطفنا، وبكل ما نملك من قدرة تستطيع النعمة أن تقوِّيها ... «« أخيراً، أُحب أن أقول وأنا آسف، أن هناك حالة يمكن أن نسميها تخلِّي النعمة. مثالها: إنسان أعانته النعمة على عمل عظيم، فتكبَّر قلبه وارتفع، ناسباً كل شيء إلى قوته، وناسياً عمل الله معه. حينئذ تتخلَّى عنه النعمة فيسقط أو يفشل، لكي يعود فيتضع ويعطي المجد لله .. وهناك أسباب أخرى للتَّخلِّي

وهبقى اقرا الموضوع تانى بتمعن اكتر كلمة كلمة
ربنا يديم لنا حياة قداسة البابا سالمة
ربنا يبارك يا كوكو ويبارك خدمتك​
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

مرسىىىىىىىىىىى ياجينا على مرووووووووووورك
ومشاركتك الجميله
نورتى الموضوع
 

دولىm

New member
إنضم
14 يونيو 2008
المشاركات
21
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
موضوع رائع ربنا يعوض تعبكم
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

مرسىىىىىىىىىىى يادولى على مرووووووووووورك
ومشاركتك الجميله

نورتى الموضوع
 

mariny g a

New member
إنضم
24 أغسطس 2007
المشاركات
35
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

الللللللللللله حقيقى موضوع جميل اوى وفيه معلومات جميله اوى
انا فعلا سمعت ان سيدنا البابا بتحصل على يده معجزات كتييير واسم الرب يتمجد معه
انا عاوزه اعرف هل فى موقع او ايميل من خلاله اقدر اراسل سيدنا انا اريد مراسلته فى حاجه زى ديه ياريت تفيدونى ؟
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد على: موسوعة عن حياة واعمال البابا شنودة

مرسىىىىىىىىىى على مرووووووووورك
وعلى مشاركتك الجميله
نورتى الموضوع


مش هقدر افيدك بأميل او اى مراسله
بس قناه ctv سمعت انها موفره الموضوع ده
 

لوقا عادل

ابن الراعي
عضو مبارك
إنضم
10 أغسطس 2008
المشاركات
1,633
مستوى التفاعل
13
النقاط
0
الإقامة
صلوا من اجلي
thanks_graphics_04.gif
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
مرسىىىىى على مروووورك يا لوقا

نورت الموضوع


 

حبيبى البابا شنوده

MovieMaker
عضو مبارك
إنضم
29 سبتمبر 2008
المشاركات
1,820
مستوى التفاعل
11
النقاط
0
الإقامة
اورشليم السمائية
شكراا على هذة الموسوعة
انا بعتبر الباب شنوده علامة
وبجد انا بموت فى حاجة اسمها البابا شنودة وخاصة انة بشوش على طو
ربنا يحفظه سنينوازمنة عيديدة ليحمى كنيسته ويشددها
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
شكراا على هذة الموسوعة
انا بعتبر الباب شنوده علامة
وبجد انا بموت فى حاجة اسمها البابا شنودة وخاصة انة بشوش على طو
ربنا يحفظه سنينوازمنة عيديدة ليحمى كنيسته ويشددها


اميـــــــــــــــن
مرسىىىىىى على مروووورك يا موفى
نورت الموضوع
 
أعلى