عصمة الحرف
قبل أن ندخل في عصمة الحرف يجب ان تُفرق بين عصمة الوحي و بين عصمة الوثائق الأصلية و بين عملية النسخ البشرية!
الكتاب المقدس هو شاهد (من أهم الشواهد) على فكر الله و رسالته ففي وقت الرسل كانت شهادة العيان هي أول مُحرك للبشارة، ففكر الله و كلمته لها أكثر من شاهد، أهمها و أقدسها الكتاب المقدس في وقتنا الحالي الذي إنتهت فيه شهادة العيان!
كلمة الله و ثباتها ليست متروكة للبشر و طاقاتهم البشرية!!
كلمة الله و ثباتها مُتعلقة بأمانته و حفظه لوعده، فعدما يعد المؤمنين بإسمه بالخلاص فهو يحفظ كلمته و يحفظ وعده و هذا لا علاقة له بعملية النسخ إطلاقاً.
أخطاء النسخ الإملائية لا علاقة لها ببقاء كلمة الله من زوالها! لكن بالرغم من ذلك، فالمخطوطات بالجمع و المقارنة تحتوي على كلام المسيح حرفاً حرفاً، لكن هذا غنى إضافي لا اكثر!
السماء تزول و كلام المسيح يبقى بحروفه و نقاطه، لكن هذا لا علاقة له بأخطاء النسخ الإملائية! كلام المسيح و وعده بتقديم الخلاص لم يؤمن بشخصه ثابت و لن يزول منه شئ كما يشهد لنا الكتاب المقدس عنه، لكن إن أخطأ ناسخ في كتابة هذا النص على سبيل المثال لا يعني زوال كلمة المسيح و لا وعوده.
من جديد هناك فرق بين عصمة الوحي و الحرف عند كتابة الوثيقة الأصلية و بين عملية النسخ البشرية!
عصمة الوحي شئ لا نقاش فيه كما هو الحال مع عصمة حرف التدوين للوثيقة الأصلية، فالله عصم الرسل و التلاميذ بصفتهم مستلمي الوحي و مدونين اول وثائقه. عصمته للتلاميذ و الرسل لا علاقة لها بعملية النسخ. حاول أن تُفرق بين عصمة الله للوحي و لتدوين التلاميذ للوحي و بين عملية النسخ البشرية.
فما نقوله هو إن الله عصم الوحي و تدوينه، لكن لم يعصم عملية النسخ لإنها عملية بشرية فيها الطاقات البشرية المُعرضة للخطأ بأخطاء إملائية، بتكرار حروف او كلمات او أعداد الخ. لكن مع ذلك سلامة عملية النسخ العالية أوصلت لنا العهد الجديد بأفصل ما يكون، لكن تبقى عملية النسخ غير معصومة و لا تؤثر على عصمة حرف الكتاب المقدس بشئ. فلا يوجد شئ في عمر المسيحية إسمه عصمة عملية النسخ، لكن بالرغم من ذلك عملية النسخ كانت من أفضل و أعظم ما يكون.
بذلك أكون صححت أكثر الأشياء المغلوطة التي لفت إنتباهي، و بذلك وضعت النقاط على الحروف امام المفاهيم المغلوطة التي عندك عن الكتاب المقدس و عصمته. أتمنى ان تقرأ المشاركة لتستفاد منها بصورة شخصية فهي لفائدتك أيضاً. كما قلت ردي تعليمي أكثر مما هو حواري، فأتمنى ان تأخذ بالمعلومة و تستفاد منها لنبني حوارنا على أُسس صحيحة!
سلام و نعمة