!!!
إيه الرمز ده؟! دي علامات إعجاب وللا أنا مش شايف؟ يعني أنت بتعطيني علامة إعجاب؟ فعلا؟ بعد كل هذه الرسائل اللي واجهتك فيها بكل الحقائق المرة؟ وكمان كان ده أول رد فعل منك؟ ده إيه الصدق والبساطة والتواضع ده!! ده إيه الجمال ده كله!! عرفت أنا ازاي اكنشقت انك انت فعلا راكبك عفريت؟
لأن نفس الموقف ده حصل قبل كده: مباشرة بعد أول رسالة مطوّلة مني أعطيت هذه الرسالة تقييم، ثم أرسلت قلب مُحب أحمر جميل (رسالة 8)، ثم أخبرتني أنك معي وأنك فقط تستزيد من روك لأجل مزيد من الفهم، ورديت خد وقتك سأكون بالجوار، ثم فجأة...... فجأة ظهر لأول مرة اللي ما يتسمى!
من ساعتها يا صاحبي وأنا مش عارف أتلم عليك! خطفوك؟ بدّلوك؟ جوّزوك واحدة من تحت؟ الله أعلم! أهو لسه يادوب أول مرة أشوفك من ساعتها! باعت لي علامات إعجاب! ! حكمتك يا رب!
***
تأمل يا صديقي جيدا في رسائلي لأن الإجابة وصلتك بالفعل، خاصة برسالتي الأولى، وأعتقد أنك فهمتها جيدا وأدركتَ ولو قدرا كافيا من المقصود، حتى رغم كل المعوّقات التي تحول عادة دون ذلك والتي ذكرتها بوضوح في رسالتي الأخيرة. أما ما يحدث منذ ذلك الحين وما هي علة كل هذه الرسائل وهذا الشتات فهذا صدقا ما لا أفهمه. كنت ـ وما زلت ـ أتمنى أن أساعدك، ولكني لن أستطيع أبدا مساعدتك ما لم أفهم أولا ماذا تريد بالضبط. وهكذا تكتمل الدورة من حديد ونعود لنفس السؤال القديم: ماذا تريد؟ ما هدفك من هذا الحوار؟ ما الغاية النهائية حقا وراء كل هذه الكتابة والجهد والاستنزاف لوقتنا وأعمارنا؟
حتى لو كان الهدف ـ كما ذكرتَ يوما بإحدى رسائلك ـ هو فقط "تحريك المياه الراكدة" وتنشيط المنتدى قليلا (من ثم تحاول فقط أن يبقى الموضوع مفتوحا، وكلما وصلنا لنقطة النهاية سرعان ما تعود بدفعة جديدة من الاعتراضات والتساؤلات)، حتى لو كان هذا هو هدفك فما عليك فقط سوى أن تعلن ذلك. ربما ساعتها بالعكس نفتح موضوعا خاصا للنقاش، ونتشارك حتى فيه مع الآخرين، بدلا من العبث هكذا بواحدة من أدق المفاهيم المسيحية وأكثرها جدلا، حتى داخليا فيما بين الطوائف المختلفة حيث ترتبط مباشرة بما يسمى "نظريات التكفير".
(هذه بالمناسبة إحدى مشكلاتي معك. ما أيسر وأسرع الرد الغربي على كل ما تقول! بينما كنت أود أن أعطيك بالأحرى فهما شرقيا صافيا مقابل كل هذا الخلط الذي نراه على الشبكة! معلش كله بوقته. المهم الإنسان يركز أولا ويحدد أهدافه بوضوح ويخلص النية وبعد كده ربنا يرشدنا جميعا للخير والحق).
***
أما وقد وصلت أخيرا البرنسيسة لمسة يسوع فقد كان هذا من أبهج الأقدار حقا. جميلة الجميلات لمسة اللمسات مع قمر القمارى قاهر النصارى!
فرصتي على أي حال أن أشكرها للقراءة والمتابعة معنا هنا ولكل هذه التقييمات التي منحتها لكلماتي البسيطة. أشكرك يا أختي الجميلة من قلبي وأمتن كثيرا لوقتك وحضورك ربنا يباركك. ♥
***
أخيرا ـ بما إنك مهتم باليهود وتأتينا كل مرة بما يرى اليهود وما يقول اليهود ـ هل تعلم أن بالكتاب المقدس "جسر" يربط بين العهدين القديم والجديد؟ إذا كنت آتيا من القديم، كما هي حالتك فيما يبدو، فلابد أن تعبر على هذا "الجسر" كي تدخل إلى الجديد. وهذا الحسر هو ببساطة "رسالة العبرانيين": رسالة مميزة خاصة ليست كأي رسالة أخرى، بل لعلها من أهم نصوص الكتاب عموما، ذلك لدورها هذا تحديدا حيث "تربط" هكذا بين العهدين.
(عرفت من بعض ردودك أنك لم تقرأ أبدا هذه الرسالة! بعد أكثر من 12 سنة في مكافحة المسيحية: لم تقرأ ولو مرة واحدة الكتاب المقدس كاملا، أو حتى فقط العهد الجديد؟ يا عينك يا جبايرك)!
عموما اقرأ هذه الرسالة جيدا ما دمت حريصا إلى هذا الحد على مشاعر اليهود. اقرأها واستعن بالشروح طبعا والتفاسير، حتى تفهم ما تقرأ. سوف تساعدك هذه الرسالة على فهم الكثير. ستجد فيها أيضا إصحاحا شهيرا يسمى "إصحاح الإيمان"، الإصحاح 11، حيث يذكر الرسول قائمة طويلة بل "جوقة" كاملة من أبرار العهد القديم، والذين يكرمهم الرسول أيّما تكريم حين يقول في النهاية عنهم: «لم يكن العالم مستحقا لهم»! أي أننا ـ عكس ما تتصور وتتهمنا باطلا ـ لا ننكر أبدا "المغفرة" أو ننكر وجود "الأبرار" دائما أمام الله، حتى قبل مجيء السيد المسيح!
حتى نلتقي. ♥