لست ادرى كم من الوقت مر على هذا الخبر / لكنه صدمنى و احزننى - حيث اصبحت بالاونة الاخيرة لا ادخل المنتدى كما قبل - لكن الخبر ذاته المنى
خسارة عضو مميز مثله - ليست بالهينة -
.............................
أهلا أستاذنا الحبيب، افتقدناك كثيرا.
صحيح بالطبع تماما، خسارته ليست هينة أبدا. ولكن لعل درسا من الدروس هنا (دون التقليل بالطبع أبدا من حجم الخسارة أو عمق المصاب برحيل أستاذنا الجميل أيمن)، لعل درسا من الدروس هو أن نتذكر أنه هكذا
الجميع أيضا. هكذا الجميع
دون استثناء. ليتنا من ثم ندرك الأحياء قبل أن تطويهم أيضا قبور النسيان!
معظمنا يفكر للأسف حسب ظاهر الأمور فقط، من ثم ننكر ونقاوم ونرفض وحتى نطرد الناس من حياتنا ـ ومن منتدانا ـ وهكذا تضيع علينا نحن أنفسنا فرصة
اكتشاف الآخرين
وفهم ما يختبئ عميقا خلف مظهرهم أو سلوكهم الذي نرفض! بعض أعضاء هذا المنتدى ـ على سبيل المثال ـ أكثر
روعة وجمالا من كل ما نتصور، مع أنهم أقل ظهورا وحضورا ولعل أحدا من ثم لا يبكيهم إذا رحلوا!
مرة أخرى: ليس المقصود هو التقليل أبدا من حجم الخسارة أو عمق المصاب الذي ألمّ بنا هنا، بل ما زال يجرحنا بسكينه جرحا عميقا غائرا. المقصود هو فقط الانتباه، بنفس القدر،
لإمكانات الحاضر أيضا،
لثراء هذه اللحظة التي نعيشها بالفعل،
ولروعة هؤلاء جميعا الذين يشاركوننا فيها، وإن كانوا أقل لمعانا من هذا أو ذاك الذي رحل.
***
المثال الذي تعلمناه من شيوخنا مثال بديع حقا:
إنها بحيرة جميلة في ليلة مقمرة، وعلى سطح البحيرة تجتمع فقاعات كثيرة يعكس كل منها صورة القمر. لكن الفقاعات حمقاء: اعتقدت كل فقاعة أنها تحمل قمرا خاصا داخلها، أنها تشرق من ثم بنفسها وتضيء وأن البهاء يأتي من ذاتها! بعض الفقاعات بدأن حتى في التفاخر على الآخرين، لأن القمر فيهن يبدو أكثر إشراقا وسطوعا من الأقمار الأخرى!
ولكن ـ أيها البلهاء ـ هو
قمر واحد لا سواه، وما أنتم سوى فقاعات تعكس فقط صورته وبهاءه! أيها الحمقى: القمر واحد فيكم جميعا،
فلا زيادة أبدا ولا نقصان عند أيّ منكم! لا يزيد الإشراق في فقاعة عن فقاعة أخرى حقا إلا بقدر ما تصفو الفقاعة فقط من التراب والوحل، أي بقدر ما تصير
شفافة تماما، كأنها
غير موجودة، من ثم تنعكس عندئذ فيها صورة القمر كأبهي وأجمل ما يكون!
نعم، لنبكِ أيها الأحباء على هذه الفقاعة أو تلك التي رحلت، ولو حتى لآخر العمر، لأنها في النهاية كانت تعكس لنا النور بزاوية
فريدة لا تتكرر، من ثم كانت تعبيرا خاصا رائعا لا يمكن حقا نسيانه. ولكن لنتذكر أيضا أننا هنا للإعلان أولا عن هذا
القمر، للشهادة على حضوره عند الآخرين جميعا، ولمساعدتهم من ثم على اكتشافه أيضا داخلهم، على رؤيته أيضا فيهم، وهكذا على العيش دائما في فيض نوره وبهائه وجماله!