كان جميل الشكل والمظهر كما كان جميل الروح والجوهر (وإن لم تكن هذه قاعدة بالتأكيد). أهم من ذلك كان وجيها كالأمير، أنيقا مهندما مرتبا! هذه إحدى صوره القديمة من عهد الشباب، وقد تغير شكله بالطبع بعض الشيء مع تقدم العمر، ناهيك عن مرضه الأخير. لكن العين ـ نافذة الروح ـ لا تتغير أبدا. وهكذا كانت ملامحه الجميلة الطيبة.
مع المسيح يا صديقي الجميل، مع شمس البر ذاك لا شك أفضل.
(أصل هذه الصورة هنـا ـ مع السيدة والدته ـ وكان قد أرسلها بنفسه إلى المنتدى قبل سنوات بعيدة. قلوبنا وصلاواتنا معها ومع كل العائلة الكريمة).
لم يرحل محبوبنا أيمن "بسبب" المرض حقا أو بسبب كورونا. هذا هو "تفسيرنا" نحن فقط لما يحدث، كما تخبرنا معرفتنا وعلومنا وخبراتنا الأرضية. أما السبب الحقيقي لرحيله فنجده بالأحرى في رسالة إفسس:
لا يا ست نعومة أبدا!
لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها.
فإذا انتهت أعمال الإنسان الصالحة كما سبق وأعدها سبحانه ـ بغض النظر عن عمره أو دوره أو أمانته ـ انتهت معها ببساطة "تأشيرته" في عالم الغربة، انتهت مهمته على هذه الأرض، انتهت "سفارته" المؤقتة عن سيده الذي أرسله ابتداء إلينا وعاد من ثم إلى ديار الوطن بكل فرح وسلام!
