هلا يا هلا أشرقت الأنوار. أشكرك يا أمي الغالية ربنا يباركك. الجمال والروعة كلها في قلبك يا أمي، وما قيمة كلماتي بدون قلبك هذا الذي يستقبلها ويرعاها فتنمو وتثمر؟ تماما كمثل الزارع: ... وسقط آخر في الأرض الصالحة، فلما نبت صنع ثمرا مئة ضعف! وفي الشرح يقول مار لوقا بتعبيره الجميل: الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح، ويثمرون بالصبر.
وأما دليلي على ذلك اليوم فهو أن قلبك وصل بالفعل ـ دون أي إشارة مني ـ إلى المعنى والشعور المطلوب بالضبط! تقولين في هذا النص الرائع الذي كتبتيه: ... وهو ارادني ان اكون بهذا الشكل وانا ممتنة له جداً فانا اجمل من ملايين غيري... نعم يا أمي، هو هذا بالضبط الشعور الداخلي المطلوب: الشكر والامتنان!
***
الآن نعود إلى صلاة السيد المسيح نفسه عندما قام بواحدة من أعظم المعجزات. يروي البشير: ... ورفع يسوع عينيه إلى فوق، وقال: أيها الآب، أشكرك لأنك سمعت لي، وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي ...! هل صلّى المسيح هكذا "قبل" أن يقيم لعازر، أم "بعد" أن أقامه؟ قبل أن يقيمه. مع ذلك لم يقل: «أيها الآب اسمع لي»، أو حتى يشكر الآب "مقدما" ويقول: «أيها الآب أشكرك لأنك ستسمع لي»، كما هو المنطقي والمتوقع. لا، كان المسيح يشكر الأب بالأحرى لأنه سمع له بالفعل، حتى قبل أن يحدث أي شيء.
(نفس هذا "الشكر" ـ ليس مقدما، ولكن لأن الله سمع بالفعل ـ نلمحه أيضا عندما أطعم الجموع: «وأخذ يسوع الأرغفة وشـكر، ووزع على التلاميذ، والتلاميذ أعطوا المتكئين...»).
بعبارة أخرى: كان الرب يستخدم الفعل "الماضي" (سمعت لي.. علمت أنك..) حتى رغم أن المقصود كان ما يزال في "المستقبل"!
بالمثل يا أمي الجميلة، وبنفس هذه الثقة واليقين كما علّمنا الرب، نصلي ونشكره وملء قلوبنا الامتنان والاعتزاز والفرح، ليس مقدما ولكن لأنه سمع لنا بالفعل، تحقق بالفعل ما طلبنا، حتى قبل أن "يظهر" ذلك واقعيا بحياتنا!
***
الأن نعود إلى ما كتبتِ ونقرأ معا:
انا جميلة حتى ولو ظننت* غير ذلك فالله خلقني على صورته ومثاله وانا نن عين ملك الملوك ورب الارباب وسيد الاسياد وانا ابنته الغالية اوي اوي عليه ثمني دم ابنه الوحيد رب المجد يسوع المسيح وهو ارادني ان اكون بهذا الشكل ||* وانا ممتنة له جداً فانا اجمل من ملايين غيري وجسدي صحيح* متعب بسبب كبر سني ولكنه في تحسن يوماً بعد يوم وكلي ثقة بانه مع كل اطلالة يوم جديد تتحسن صحتي ويتقوى جسدي وكلي امل بانه بايماني بالمسيح الذي يهز الجبال سانال* الشفاء يوماً ما* لاني واثقة من وعود الرب الاكيدة لي وانا بقوته ونعمته سأحيا* حياة عمري ما كنت احلم بها حياة مكللة بأتم الصحة والعافية وحياة تمجد اسم الرب يسوع في خدمتي وفي تمام صحتي ومكللة بدوام الفرح والسعادة والسلامة.
رائع جدا يا أمي، ربنا يحقق كل أمنياتك. لكن الكلمات التي بالأحمر سنقوم بتعديل بسيط لها، حتى لا يكون أي شيء "بالمستقبل" هكذا (وإلا سيظل دائما بالمستقبل)! بالأحرى كل شيء "الآن"، حاضر بالفعل واقعيا. أيضا سنضيف كلمة أو كلمتين. معلش تقبّلي هذه التعديلات رغم أنها قد تبدو تافهة ولكنها ليست كذلك بالطبع. عقولنا فقط خبيثة جدا ولها طرق خاصة للتعامل! الصيغة النهائية بالتالي أقترح أن تكون هكذا:
انا جميلة حتى ولو ظن عقلي غير ذلك فالله خلقني على صورته ومثاله وانا نن عين ملك الملوك ورب الارباب وسيد الاسياد وانا ابنته الغالية اوي اوي عليه ثمني دم ابنه الوحيد رب المجد يسوع المسيح وهو ارادني ان اكون بهذا الشكل الجميل في عينيه وانا ممتنة له جداً فانا اجمل من ملايين غيري وجسدي ربما متعب بسبب كبر سني ولكنه في تحسن يوماً بعد يوم وكلي ثقة بانه مع كل اطلالة يوم جديد تتحسن صحتي ويتقوى جسدي وكلي امل بانه بايماني بالمسيح الذي يهز الجبال انـال الشفاء بالفعل لاني واثقة من وعود الرب الاكيدة لي وانا بقوته ونعمته أحيا حياة عمري ما كنت احلم بها حياة مكللة بأتم الصحة والعافية وحياة تمجد اسم الرب يسوع في خدمتي وفي تمام صحتي ومكللة بدوام الفرح والسعادة والسلامة.
أخيرا اكتبي هذه الصيغة بيدك في ورقة صغيرة ثم ضعيها تحت وسادتك التي تنامين عليها، وراجعيها كل صباح بمجرد أن تنتبهي من النوم، حتى قبل أن يستيقظ عقلك تماما، كذلك في المساء حين تعودين إليها، مباشرة قبل النوم. أما الشعور فكما ذكرنا: الشكر والامتنان، مع الفرح يا حبذا والإحساس بالفضل الكبير. اجتهدي مهما كانت الظروف أن ينبع ذلك حقيقة من قلبك، ولو فقط خلال تلك الدقائق القليلة صباحا وقبل النوم مباشرة.
أما طيلة النهار، أثناء عملك بالبيت أو خارجه، فذلك يحتاج رسالة أخرى حتى لا نطيل هنا أكثر من ذلك، وأيضا حتى نركز الآن فقط في هذا الجزء حتى ننتهي منه أولا. تحياتي يا أمي الجميلة وحتى نلتقي. ♥
______________________________
* وطبعا ـ رجاء محبة ـ ألا تعودي إليّ يا أمي بأي شكر أو تقدير، لا أنتِ ولا أيٍّ من الأحباء (خاصة "البرنسيسة" التي أغرقتنا جميعا بكرم مشاعرها)! وصلتني محبتكم الكبيرة بالفعل وهي بكل الحالات ـ حتى دون كلمات ـ تصلني دائما وأمتن عميقا لها، بل في الحقيقة أكتب لكم من فيضها. أما عبارات الشكر والامتنان فستكون سعادتي أكبر كثيرا لو أنها توجّهت أيها الأحباء لصاحبها الحقيقي، صاحب الفضل الوحيد، سيدنا شمس البر سلامه ليكن معكم ونعمته دائما آمين.