كلام جميل من شخص جميل ورائعمنور أستاذنا الحبيب عبود.
لست أقل بالطبع من أي شخص هنا أستاذنا الحبيب. وأما أن "تصل" إلى ما وصل أي إنسان إليه فلا تفكر حتى على هذا النحو. أن "تصل" إلى أي شيء معناه وجود "مسافة" بينك وبين هذا الشيء، وهو ما سوف يتبعه بالتالي البحث ربما عن "طريق" كي تصل يوما ما إلى ما تريد. لكن الأمر ليس هكذا يا صديقي الجميل، لأنك في الحقيقة "هناك بالفعل"!ذكّرتني كلماتك برسالة كتبتها منذ فترة لإحدى الصديقات:
... أخيرا، الناس كلهم رائعون يا أختي، كما قلت مرارا، لا يقل أحدهم أبدا في روعته أو في تميّزه عن الآخر. الفرق "الوحيد" بين إنسان وآخر هو فقط كم يسمح كلٌ منا للنور الباهر الذي يسكن داخله أن يظهر من خلاله ويُستعلن! والخطيئة الوحيدة من ثم، كما قال بعض الحكماء، هي "الجهل": جهل الإنسان بوجود هذا النور داخله ابتداء، ثم جهله ـ بناء على ذلك ـ بأنه لا يوجد أي طريق حقا للسعادة، أو للسلام أو للأمان أو للمحبة أو للحكمة أو للقوة أو لكل ما قد يرغب به عموما! لا طريق أبدا يقودنا لذلك، مهما بحث الإنسان وحاول، ببساطة لأن هذه كلها ليست سوى أسماء مختلفة لنفس هذا النور الذي يحمله بالفعل! ها ملكوت الله داخلكم! فأي طريق نسلك حقا إذا كانت الغاية داخلنا؟ كيف نسعى للحصول على ما نملكه بالفعل؟ وكيف نصل أخيرا إلى بيتنا الذي لم نغادره أبدا؟!الطريق الروحي بالتالي ـ ما يسمي بـ"الطريق الروحي" ـ ليس "طريقا" حقا يسلكه الإنسان فـ"يصل" به أخيرا إلى أية غاية. هكذا ربما تبدو الأمور فقط من الخارج. لكن ما يحدث حقا على "الطريق الروحي" هو أن العقل فقط يتنقى تدريجيا من أوهامه وخيالاته وضلالاته، من ثم يستنيىر الإنسان فيدرك السر أخيرا ويكتشف أعظم اكتشاف في حياته: وهو ببساطة أنه "هناك بالفعل"!بعبارة أخرى، نحن "نتخيل" أن هناك شاطئ آخر للسعادة ونتمنى بالتالي أن نعبر يوما إليه. هكذا فقط يبدو الأمر من "هذا" الشاطئ. أما حين تبدأ رحلتنا ونبدأ العبور بالفعل: عندئذ رويدا رويدا نكتشف أنه لا شاطئ حقا آخر هناك، بل هو منذ البدء شاطئ واحد! هذا الشاطئ هو نفسه الشاطئ الأخر! هذه الأرض هي نفسها السماء، هذا الجحيم هو نفسه الفردوس، وحتى هؤلاء الأوغاد في كل مكان هم أنفسهم، رغم ذلك، "صورة الله" القدوس!..........................بالتالي لا تفكر يا صديقي على هذا النحو ولا تعتقد أبدا أن أيّ شيء ينقصك. كل ما تطلبه ـ دون استثناء ـ كله لديك بالفعل، داخلك بالفعل! يقول الرومي في عبارته الشهيرة: «مهمتك ليست أن تطلب الحب. مهمتك هي فقط أن تبحث وأن تعثر على السدود التي بنيتها داخلك في وجه الحب»!
بالمثل: ضع بدلا من "الحب" في هذه العبارة أيّاً من كل هذا الذي تطلبه اليوم (الفهم، الوعي، الإيمان، إلخ) وسوف يستقيم المعنى تماما وتكون هذه بالتالي هي مهمتك الوحيدة وكل ما عليك حقا أن تفعله! ♥
انتي يا أختي الغالية قلبك مليان محبة ونقاءروووعة لشكر ربنا لاجلكم يا اخي خادم البتول المبارك واخي عبود انت عندك حب رهيب يا اخي الغالي عبود ومثلك اخي العزيز خادم البتول
وبحب اختي المصممة والمبدعة حقا حياة بالمسيح على إبداعاتها
ومن كل قلبي أتمنى أن يثبت هاد الموضوع ليظل علامة فارقة على الحب والموهبة والوعي والثقافة طبعا اقصد المسيح الذي يجمعنا
احلى سلام الك ولخادم البتول وللجميعوسلام لأخي المتواضع خادم البتول
واخي عبود المميز
وحقيقة وجودكم أعطى حلة رائعة للمنتدى
بشكر ربنا لأجلك كثير
أنتم فخرنا بشخص مخلصنا يسوغ المسيح
ربنا يقويكم ويعطيكم سؤل قلوبكم
وحتى انتوا كمان احكوا اختباراتكم عن عظمة الهنا العظيم له كل المجد
بخصوص كل كلمة حكيتوها عني يا اخي خادم البتول انت واختي لمسة يسوعصحيح جدا! لا أعرف كيف فاتتني هذه الملاحظة! بالنسبة للمحبة بالذات فأنت لا تحتاج يا صديقي الجميل أن "تصل" حقا كما تقول لأي شيء. بالعكس ربما تفوقنا جميعا في هذا الباب. المحبة ليست حدثا أو شعورا أو علاقة بين اثنين، المحبة بالأحرى حالة وجودية، حالة القلب نفسه، هويّته وصفته، سيان كان منفردا أو في علاقة مع طرف آخر. بالتالي احكم أنت على نفسك: حياتك مليئة بالعلاقات فيما يبدو، ولكن هل أنت مُحب، تحمل قلبا مُحبا، بصرف النظر عن سائر هذه العلاقات؟ فقط لاحظ أن بعض علاقاتك ـ مثلنا جميعا ـ قد تعبّر عن "التعلّق" (attachment) وليس بالضرورة "المحبة" (love/ agape). التعلّق يرتبط دائما بالذات أو الأنا، وقد يشوّش بالعكس على المحبة وربما حتى يعوقها. أما المحبة فهي ثمرة النعمة، تظهر في القلب مباشرة، ثم تنمو وتزهر وتستمر بصرف النظر حتى عن وجود شخص آخر تشاركها معه. ***أشكرك يا برنسيس ختاما حيث لفتّي نظري لهذا الأمر، لأن عبود حقا ـ مثلك تماما ـ كان لمسة محبة جميلة بحياتنا منذ عرفناه. أعتقد أنكما، أنتما الاثنان تحديدا، أميرا المحبة حقا بهذا الموقع، ذلك أنكما لا تحبان فقط بل "تعبّران" أيضا عن محبتكم أجمل تعبير، بكل بساطة وتلقائية وسخاء. وطبعا، غني عن البيان، التعبير عن المحبة لا يقل في أهميته أبدا عن المحبة نفسها. وما قيمة "الشمس" حقا أو حتى جدواها إذا لم "تشرق" فتضيء الوجود كله من حولها؟أشكرك يا أميرتنا الجميلة ربنا يحفظك ويباركك، وتحياتي أيضا لأميرتنا الكلدانية الساحرة التي افتقدناها كثيرا هذه المرة. للجميع أطيب المنى وحتى نلتقي. ♥
ابني الغالي عبوداحلى سلام الك ولخادم البتول وللجميع
وجودك مميز جداً بأمانة وما بننسى انو انتي وامنا حياة بالمسيح انشط شخصين بالمنتدى واكتر اتنين بشاركونا موضوعات هامة وحلوة ومفيدة
ربنا يديم وجودكم وينور حياتكم ويباركها
انتوو احلى ناس
وحاضر هنحاول نحكي عن إختباراتنا في حياتنا مع الرب اكيد
حقيقي هالكلام واتفق مع اختي الغالية نعومة على ما قالته وسطرت أناملها الجميلة هالعبارات التي تنم عن معدن عبود الذي يلمع كالذهب وبحب حقيقة هي الثقافة الروحية المميزة والي فعلا تآمر كل من يحتك بهاابني الغالي عبود
قلبك مليان محبة وطيبة وحنية وبصمة اصبعك ووجودك باين في المنتدى فبالرغم من مرور اكثر من سنتين على وجودك معنا لكننا وكأننا نعرفك من زمان ودة كله من عمق محبتك للكل وطيبتك نشكر الله على وحودك معنا وربنا يديمك ويباركك ويخفظك امين
انتي الأساس يا امي وكلنا بنتعلم منك وبناخد منك طاقة المحبة والحنان وطيبة القلبابني الغالي عبود
قلبك مليان محبة وطيبة وحنية وبصمة اصبعك ووجودك باين في المنتدى فبالرغم من مرور اكثر من سنتين على وجودك معنا لكننا وكأننا نعرفك من زمان ودة كله من عمق محبتك للكل وطيبتك نشكر الله على وحودك معنا وربنا يديمك ويباركك ويخفظك امين
كلوو من زوقكحقيقي هالكلام واتفق مع اختي الغالية نعومة على ما قالته وسطرت أناملها الجميلة هالعبارات التي تنم عن معدن عبود الذي يلمع كالذهب وبحب حقيقة هي الثقافة الروحية المميزة والي فعلا تآمر كل من يحتك بها
باقولها ودايماً باقولأسعدتني كثيرا كلماتك يا أمي الجميلة ربنا يسعد قلبك. وتماما كما أخبرتك سابقا، وكما عرفت عنك دائما، قلبك أرض طيبة صالحة في غاية الروعة والخصوبة، تأخذ أبسط الكلمات والإشارات وسرعان ما تعطي في المقابل أجمل الأزهار وأطيب الثمار! أعرف ذلك اليوم من جديد عبر 3 إشارات أو علامات في رسالتك: الأولى هي حين تقولين «لم اعد اهاب احداً»، ثم تؤكدين «لم يعد يخيفني شيء في هذا العالم». نعم يا أمي، هو هكذا بالضبط! "عدم الخوف" علامة أكيدة على أن الإنسان ينمو ويتقدم روحيا وعلى أن تغيّرا حقيقيا بدأ في قلبه بالفعل. لذلك كان الآباء والأمهات الشهداء قديما لا يهابون الموت أبدا ولا الوحوش ولا الآلام ولا يخافون من أي شيء على الإطلاق! أما العلامة الثانية فهي حين تقولين «جسدي وما في العالم لم يعد يهمني»! نعم، هو هكذا أيضا بالضبط. حين يكون العقل مظلما والقلب مغلقا: ينحصر تركيز الإنسان على نفسه وخاصة جسده: على إحساسه بالألم أو باللذة، على مرضه أو صحته، تعبه أو راحته، وهكذا. بعد ذلك حين يضيء العقل قليلا، وينفتح القلب قليلا، يبدأ اهتمام الإنسان بأحواله عموما: بدراسته أو وظيفته، بدخله وثروته، بنجاحه وشهرته، بعلاقاته، بأملاكه، بسلطاته، إلخ. أما حين تشرق نعمة الله أخيرا وتثمر داحل الإنسان، من ثم تسقط تدريجيا زنزانة العقل وينفتح القلب على مصراعيه، عندئذ يتراجع كل ما سبق وتقل أهميته وقيمته ويتضاؤل حجمه تماما. لذلك فعندما تقولين «جسدي وما في العالم لم يعد يهمني»: كانت هذه علامة ثانية أكيدة، على التغير والتقدم والنمو ربنا يباركك!
***أما العلامة الثالثة فتنتشر برسالتك عموما، خاصة حين تكتبين عن «أسـرتك» وتعبّرين عن إحساسك بهم وبرعايتهم وخدمتهم. القديسة الجميلة والكبيرة تريزا الأفيلاوية كانت رئيسة ترعى عددا كبير من الراهبات، وذات مساء في أحد الأديرة بينما تعلمهم قالت عبارة غريبة خلّدها التاريخ! قالت لهم: أنا لا أحتاج هنا راهبة أخرى قديسة. أنا فقط أحتاج شخصا يقوم بتنظيف الحمامات.
المعنى والعمق الذي في هذه العبارة ربما يحتاج كتابا كاملا لشرحه! لا عجب أنها عاشت وتناقلتها الأجيال! ولكن لنؤكد هنا على فكرة واحدة فقط يا أمي: وهي أن أبسط الأعمال واحقر الخدمات، ولو كانت "تنظيف الحمامات" ـ إذا تمت باسم الرب وقوته ولأجله ـ فهي لا تقل عندئذ أبدا عن الصلوات والأصوام وكل نسك الرهبان! أبسط الأعمال واحقر الخدمات، ولو كانت "تنظيف الحمامات"، يمكن أن تكون هي نفسها باب النعمة الباهرة وهي نفسها طريقنا نحو الله!تحدثنا معا فيما أذكر عن ذلك سابقا، ولكن ما أراه اليوم برسالتك هو وجود وعي أكبر وأعمق بهذه الحقيقة. أرى في كلماتك "الإحساس" وأشم عطر "الخبرة" نفسها يفوح أخيرا. على استحياء ربما، خافتا لم يزل، ولكنها الخبرة نفسها، وشتان بين الخبرة ومجرد الفهم النظري لهذه الأمور. من ثم سعدت يا أمي الغالية برسالتك كثيرا. ***أشكرك ختاما على هذه الرسالة الجميلة وعلى أنك شاركننا معك هذه الأفكار والمشاعر والخبرات ربنا يباركك ويسعد قلبك يا ست نعومة، قمرتنا الوحيدة والفريدة، جلالة الملكة نعومة الأولى، والأخيرة أيضا!هذه آخر رسائلي بهذه الزيارة الطويلة، إذا أذنتِ لي، فعلى المحبة نلتقي دائما. ♥
أسعد الرب صباحكم ومساءكم، طبتم وطابت أوقاتكم وأشكركم جميعا أيها الأحباء على هذه الكلمات العاطرة وهذه المحبة الكبيرة ربنا يبارك حياتكم ويسعد كل أيامكم.صديقي الأستاذ عبود الجميل (رسالة 45): وكذلك هنا بالضبط يا صديقي أيضا. بدوري أستفيد أيضا منك وأتعلم الكثير من رسائلك ومن تجربتك وخبرتك، حتى لو كانت نسبيا أقصر أو أبسط. بالعكس ربما هذا تحديدا ما يميّزها. علاوة على أن بعضا من أكبر الدروس في حياتي تعلمتها في الحقيقة من الأطفال! من ثم فحتي الطفل قد يرسله الله إلى الشيخ "مُعلما" بالأحرى لا تلميذا، فقط بشرط أن ينتبه الشيخ للمعنى الكامن وراء الكلمات ولو كانت محدودة بسيطة، ووراء الأفعال ولو كانت طفولية ساذجة. أشكرك صديقي الجميل على حضورك ومشاركتك، على كل كلماتك الطيبة العاطرة وأمنياتك المُحبة الجميلة. ♥***الملكة نعومة الأولى، الجميلة نعومة (رسالة 53): شِعر كمان يا ست نعومة؟ ده إيه المفاجأت الرائعة دي! لا بصدق، ضحكت فعلا عندما وصلت للسطر الأخير في هذه الرباعية الجميلة، لأنه فاجأني تماما ولم أتوقع أنك ـ كالشعراء المحترفين ـ اخترتِ هذه القافية بالذات، عمدا من البداية، حتى تختمين هكذا بـ"البتول" في النهاية! واو، هو ده اللي اسمه "شغل محترفين" يا ست نعومة!
أهديك بدوري آخر ما كنت أسمع من أشعار أيضا (باللهجة اللبنانية الجميلة):
القدير نصري شمس الدين (سعد):
تبقي مرقي لك مرقة والتفتي لفَوق ... واكتبي لي شي ورقة ياست الذَوق
وحاكيني ولَنّو سرقة وطفّي هالشوق ... هدّتني سنين الفرقة وهربوا الإيام
.........
الست فيروز (ماريا):
حبـك خـاتم ياقـوت بقلبي بيـرنّ ... وسنين العمر تفوت وهالعمر يجـنّ
ومازال الليل سكوت وبعدك بتحنّ ... إن ماسهرنا ببيروت منسهر بالشام
من روائع الكلمات وروائع النغم! ربما أكثر ما ينقص هذا المنتدى هو حقا الفن، كثير من الأدب والشعر والموسيقى والفن، كما كنا قديما، ربنا يمسّيه بالخير الأستاذ باول العراقي والأستاذ عبود وكل "السمّيعة" الحلوين! أهديكِ بالتالي أخيرا وجميع الأحباء هذه المقطوعة، "ميلي بخصرك" وتلحقها مباشرة "دبكة لبنان" (كما رأت عبقرية الرحبانية مع الست فيرزو أن تغنيهما هكذا، دائما معا، منذ السبعينات). هذه تقريبا هي المقطوعة العربية الوحيدة التي كانت، فيما مضى، تنقلني شخصيا من أي "مود" أو مشاعر سلبية إلى حالة البهجة التامة!
(حفل دمشق. النسخة الوحيدة الملونة ـ حفل القاهرة ـ على هذا الرابط)
أشكرك يا أمي الغالية ربنا يباركك ويسعد قلبك. أما اختبارك الروحي فلا أريد التعليق عليه الآن، ربما لا يكون هذا من الحكمة حاليا. يفضل أن تستقري أولا وتثبتي في هذا "الإدراك" وهذه الحالة الجميلة. على أي حال أعتقد أنك بنعمة الرب على الطريق الصحيح يا أمي، كما أسعدني كثيرا أنك فيما يبدو التقطتِ الحبال كلها وأصبحتِ تتحكمين هكذا بشراع السفينة أخيرا.ربنا يباركك يا أمي الجميلة ويزيدك نعمة فوق نعمة. بزيارتي القادمة نتحدث بمشيئة الرب عن "صلاة يسوع" وكيف يصليها الرهبان في الجبل المقدس، ربما تحبين تجربتها أيضا. ♥
***صديقتي البرنسيس لمسة يسوع الجميلة (رسالة 37): "لا تتركنا" كلمة كبيرة جدا يا أختى الغالية، وهي كلمة أيضا درامية جدا!في الحقيقة لا يهم أبدا يا صديقتي مَن "تركنا" حقا وأصبح ماضيا ـ وربما مضى معه حتى إحساس الجمال والفرح والسعادة ـ أو مَن سوف يأتينا غدا ونحن بكل الشوق ننتظره كي يملأ حياتنا من جديد ـ فقط حين يأتي ـ بالجمال والفرح والسعادة! لا يا أختي الغالية، ليست هكذا الحياة أبدا وليست هكذا صممها الله لنحياها. الحياة، وكما يعرف الكثيرون هنا فلسفتي هذه، هي بالأحرى "الآن" و"هنا"! الحياة هي "هذه اللحظة" تحديدا، المدهشة الساحرة التي لن تتكرر أبدا. وأما "الجمال والفرح والسعادة" فهذا لا تأتينا الحياة به بل نحن الذين نأتي به للحياة ونحن الذين نعطيه لها. نحن الذين من داخلنا ينبع كل هذا، ونحن من ثم الذين ـ إذا أردنا ـ جعلناها فردوسا أو جعلناها جحيما.
تعالي من ثم إلى "الحياة" حقا، إلى هذه اللحظة الآن وهنا، وتأملي جيدا كل تفصيلة فيها. تعالي وكوني "حاضرة" بكل انتباهك وحواسك ووجودك الآن وهنا، ولا "تفكري" كثيرا، لأن الأفكار ستأخذك دائما إما إلى ماضٍ ذهب أو إلى مستقبل لم يأتِ بعد. فقط كوني حاضرة لكل ما حولك، وتأملي جيدا وانتبهي لكل تفصيلة مهما كانت "عادية" أو "بسيطة" أو حتى "مملة" رتيبة. عندئذ فقط سوف تكتشفين أخيرا "ثراء" هذه اللحظة حقا! سوف ترين أنه حتى "الشجرة" التي تمرّين كل يوم عليها، بل حتى كل "ورقة" من أوراقها، هي بحد ذاتها لوحة رائعة باهرة، فريدة لا تتكرر، تستحق التأمل وتبعث على الدهشة والإعجاب والحب، لولا أنك لم تنتبهي من قبل حتى لوجودها! وفقط عندئذ سوف تشعرين حقا بالحياة، أنك "ممتلئة" بالحياة وبإحساس الحياة بكل قوتها ودفقها ونبضها وثرائها!....................................................
....................................................سألت يوما شيخي: ولكن ماذا لو كانت "هذه اللحظة" سيئة؟ ماذا لو أن ما أمر به، الخبرة نفسها، أثناء هذه اللحظة خبرة سيئة؟أجابني: لا توجد أبدا لحظة جيدة ولحظة سيئة. لا توجد خبرة طيبة وخبرة رديئة. هذا هو "حُكمنا" على الخبرة وليست الخبرة نفسها. هذا "تقييمنا" لها و"فكرتنا" عنها. وهذا بالتالي هو ما "تعلمناه" و"تبرمجت" عقولنا عليه وتشكّلت على أساسه. ولكن تأمل الطفل "البيبي" مثلا قبل هذه البرمجة: إنه يشعر أمام "كومة قمامة" بنفس الاندهاش والإثارة والفضول الذي يشعر به أمام باقة من الورد، أو أمام قوس قزح في السماء، "الرينبو" البديع الألوان! هذه هي اللحظة أو الخبرة الحقيقية، الخبرة "البِكر" الأولى، قبل أن نقوم "ببرمجة" هذا "البيبي" فيما بعد وتعليمه "الصواب" مقابل "الخطأ"، "الجيد" مقابل "السيء"، و"الجميل" مقابل "القبيح"!بالمثل: عندما يغيب "خادم البتول" أو حتى يرحل كليا، هل نبكيه مع الراحلين؟ فماذا عن الرائع "أيمونديد" الذي نعرف أنه لن يعود أبدا ولن نقرأ له أي رسالة جديدة؟ فماذا عن "شقاوة قلم" التي كانت بهجة هذا المنتدى، أو "دونا" التي كانت روحه، أو "إيميليا" التي كانت جماله، أو "روزي" التي كانت براءته، أو "حبوا" التي كانت ابتسامته؟ أو....الحقيقة الساخرة هنا هي أن هؤلاء أنفسهم ـ حتى لو عادوا جميعا، وهو محال ولكن حتى لو عادوا ـ فلن يكونوا أبدا نفس الأشخاص الذين رحلوا ذات يوم! لن يكونوا نفس الأحباء كما حفظناهم هكذا في ذكرياتنا وقمنا بـ"تحنيطهم" في قلوبنا. نحن إذاً ـ حين تركنا الحياة "الآن وهنا" ـ أصبحنا لا نعيش فقط في "ماض" ذهب ولن يعود، أو حتى في "مستقبل" ربما ولو بمعجزة يأتي ثانية. لا، نحن بالأحرى نعيش في "ذكرياتنا" و"أفكارنا"! نعيش في "عالم موازي"، عالم وهميّ تماما، لا يوجد إلا بـ"عقولنا"!***وعليه: دعكِ يا أختي الغالية من كل الذين ذهبوا، سيان طوعا أو رغم إرادتهم، ودعكِ أيضا من كل الذين سوف يأتون مستقبلا، حسب مشيئة الله الصالحة دائما لأجلك وأجلهم. فقط تأملي جيدا ما حولك وما لديك الآن بالفعل، وافتحي عينيك وافتحي قلبك لما تحمله إليك هذه اللحظة. أين "فادي نور" مثلا، فقط على سبيل المثال؟ هل لاحظتِ كم هو موهوب، ربما يكون حتى إضافة حقيقية كبرى لهذا المنتدى، لولا أنه لا يتكلم ولا يتفاعل كثيرا؟ أين هذه "الظاهرة" الغريبة "ahmedcrow" التي ظهرت فجأة ثم اختفت ثانية؟ هذا الشخص هنا منذ 2018 وطوال هذه المدة لم يكتب أو تكتب حرفا واحدا، ثم فجأة ظهرت تعاتبنا: لأنها كانت مريضة ولم يسأل أحد عنها!!وما هي حكاية "sherry birkin" حقا؟ هذه البطاطا الحلوة؟
ظاهرة أخرى غريبة ورائعة تصاحبنا منذ أكثر من عامين، طيف سلام يلوح جميلا في السماء بين حين وآخر ثم سرعان ما يختفي!
فهذه صديقتي ثلاثة أمثلة فقط، ثلاثة أبواب فقط، ربما لو طرقناها حقا ـ لو أعطيناها بعض الانتباه والاهتمام والمحبة ـ لاكتشفنا كنزا ثمينا وراء أحدها، أو ربما وراء كل منها! ناهيك بالطبع عن الأكثر حضورا ومن ثم شهرة، كالشماس سمير مثلا، أو الأستاذة رأفة التي لم أتشرف شخصيا بالحديث إليها، أو مثل هذه الظاهرة الأخرى الفريدة كاراس كاراس، "مندوب مجمع القديسين" كما أسميه!وكما ترين: هذا كله ولم نبدأ حتى بعد بذكر الأسماء الكبرى وبقية النجوم المشرقة الساطعة!
وهذا ختاما هو ما يعنيه أن تكوني "حاضرة" حقا لكل ما حولك، أن تكوني هنا والآن دائما، أن تعيشي حقا هذه اللحظة، وأن تدركي من ثم هذه الروعة، هذا الثراء الذي تحمله الحياة دائما، كل هذه الجواهر المخبوءة والكنوز الدفينة، وكل هذه الإمكانات والاحتمالات التي قد لا تحتاج منا حقا كي تثمر وتعطي أروع ما لديها سوى فقط بعض الانتباه ربما، بعض الاهتمام الصادق الحقيقي، بعض الإيمان لا شك، وأولا وآخرا بعض المحبة. ♥
وربنا يطمن قلوبنا على كل اهلنا واصدقائنامنورين المنتدى والعالم كله
حياة بالمسيحامنا الغالية الست نعومة
وخادم البتولاخونا الرائع والمحب للجميع
منوورين واشتقنالكم من قلوبنا
وربنا يبارك خدمتكم واعماركمامين يارب
وتعليقات روووعة وكلام اروووع منكم كالعادة
ويارب نطمن على اختنا لمسة يسوع
مشتاقلهاااااا ونفسي اطمن عليها واسمع اخبارها خاصة عشان عينها
ربنا يكون معها ومع الجميع ويحميها
وترجع تنورنا كل شوي وبكل وقت ياريت
وهصلي عشانها![]()
مش عارفة اقول هو حقيقة لسى مافي تحسن شكله رايحة لعملية عشان يروح انتفاخ هو عندي امل بسيط الدواء الأجنبي بس مفقود عندنا على كل شكرااا للربمنورين المنتدى والعالم كله
حياة بالمسيحامنا الغالية الست نعومة
وخادم البتولاخونا الرائع والمحب للجميع
منوورين واشتقنالكم من قلوبنا
وربنا يبارك خدمتكم واعماركمامين يارب
وتعليقات روووعة وكلام اروووع منكم كالعادة
ويارب نطمن على اختنا لمسة يسوع
مشتاقلهاااااا ونفسي اطمن عليها واسمع اخبارها خاصة عشان عينها
ربنا يكون معها ومع الجميع ويحميها
وترجع تنورنا كل شوي وبكل وقت ياريت
وهصلي عشانها![]()