- إنضم
- 2 فبراير 2011
- المشاركات
- 2,599
- مستوى التفاعل
- 772
- النقاط
- 0
السلامو عليكو ،
هذا الموضوع ليس للحوار الديني ، بل تاريخي ، إذ أن ما يحدث حالياً في منطقتنا من تغييرات سياسية تجعل الأقليات الباقية والتي صمدت في أرضها ، أرض أجدادها مهددة وعلى المحك ، مع موجة انتشار التعصّب الديني والطائفي التي يبدو أن لا دولة ستسلم من نارها !
لذلك أجد أنه من الضروري أن نقف عند التاريخ ، ونسعى لسبر أغوار تاريخ منطقتنا الحقيقي المُغيَّب والمُجمَّل ، فهل يُعقل مثلاً أن لا تحتوي أرض السعودية على آثار دينية مسيحية مثل المخطوطات أو الزخارف أو كنائس أو آثار وبقايا للكثير من الطوائف المنتشرة في تلك الفترة؟ أو آثار يهودية وهم الذين كانوا يحيكون المؤامرات على الرسول في بدايات دعوته؟ فلماذا لم تترك كل هذه الأقوام أي أثر لهم أو مصدر كباقي شعوب المنطقة؟
يحتوي التاريخ الإسلامي على الكثير من الثغرات ، لعل أهمها هي طول الفترة الزمنية بين كتابة أول مصدر تاريخي إذ تجاوزت القرن من الزمان ، وبين ظهور الإسلام ، فأول كتاب كتبه ابن اسحق المولود في عام 85 هـ أي بعد حوالي القرن من ظهور الإسلام، وهذا ما سنأتي على ذكره لاحقاً بالتفصيل.
ومن الأمثلة الأخرى على الثغرات: في العصر الأموي مثلاً ، وتحديداً عصر عمر بن عبدالعزيز ، حيثُ امتدت فترة خلافته لسنتين ونصف فقط ، ولكنه قام بفعل الكثير من الإصلاحات خلال فترة قصيرة جداً تحتاج لسنوات كثيرة ، من ضمن أعماله:
1- عزل القضاة الظالمين (هذه من شأنها أن تأخذ أكثر من ستة أشهر من تدقيق وتمحييص ، عدى عن الاعتراضات وغيرها والبحث عن البدائل الشريفة ).
2- إصلاح اقتصادي شامل ، مثل فتح الطرق واقراض المزارعين ..
3- فتح باب الحوار مع الخوارج مما قل من معارضتهم (خلال سنتين ونصف فقط!)
4- والأهم أنه أمر بجمع السنة (أي أنها جُمعت بعد قرن من الزمان من ظهور الإسلام) ...
وغيره من الإصلاحات التي لا يستطيع أي حاكم في زمننا هذا حيث توافر سبل المواصلات والاتصالات السريعة القيام بها ، ولكن مع ذلك قيل أنه فعل كل هذه الأمور وأكثر ..
وكانت من نتائج أعماله:
1- رفاهية اقتصادية طالت كل البلاد الإسلامية لدرجة عدم وجود فقراء في كل البلاد التي حكمها وقد وصلت حدود الدولة الإسلامية في زمنه لأقصى حدودها (في سنتين ونصف يُقضى على الفقر!)
2- إسلام الكثير من أقباط مصر ونصارى الشام والفرس حينما عرفوا عن عدله ، في زمن تكاد تكون معدومة وسائل الاتصال بالإضافة لوسع المسافة الجغرافية بين الشام ومصر وبلاد فارس ! إضافة إلى الملوك الذين خاطبهم وأرسل لهم رسائل عن الإسلام بالموعظة الحسنى في سنتين ونصف فقط !
لذلك السؤال المشروع: هل من الممكن أن تتم كل الأفعال خلال سنتين ونصف فقط؟ ولو فرضنا أنه يمكن ، فهل تُلمس نتائج الأفعال في نفس السنتين ؟
كإجابة من وضعنا الحالي: نتائج الإصلاحات والتغييرات التي تقوم بها أي دولة تحتاج لما لا يقل عن أربعة سنوات لبدء قطف الثمار ، ونحن نتحدث عن عصر الاتصالات السريعة ، فما بالكم بعصر بطء الاتصالات وبطء انتقالها ..
إذن ، هناك الكثير من المبالغات ، وتجميل تاريخ ، وحذف أحداث ومآسي لبشر ربما عاشوها ، ولم ينصفهم التاريخ ، وربما يكون التاريخ قد كتب الحقيقة وما قرأناه وعرفناه من التاريخ هو ما حدث بالحقيقة .
منطقة شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام:
يُقال أنه قبل ظهور الإسلام كان أهل الجاهلية يقومون بوأد البنات ، هذه العادة التي لم تُثبت بأي مصدر تاريخي محايد ، المصدر الوحيد لهذه الحادثة هو القرآن الكريم الذي تم تجمعيه بزمن عثمان بن عفان ، ولكن فعلياً لا آثار تاريخية أو مصادر محايدة تؤيد هذه العادة ، بل على العكس ما بقي من هؤلاء من الشعر والغزل والمعلقات يُثبت أنهم كانوا يعيشون ضمن نهضة ثقافية وفكرية ..
يُتبع
أتمنى من الإدارة مشكورة لو قررت حذف الموضوع أن تبعث نسخة منه لي ، شاكر لها تعاونها وتعبها ...
التعديل الأخير: