على خطى محمد

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين

السلامو عليكو ،

هذا الموضوع ليس للحوار الديني ، بل تاريخي ، إذ أن ما يحدث حالياً في منطقتنا من تغييرات سياسية تجعل الأقليات الباقية والتي صمدت في أرضها ، أرض أجدادها مهددة وعلى المحك ، مع موجة انتشار التعصّب الديني والطائفي التي يبدو أن لا دولة ستسلم من نارها !

لذلك أجد أنه من الضروري أن نقف عند التاريخ ، ونسعى لسبر أغوار تاريخ منطقتنا الحقيقي المُغيَّب والمُجمَّل ، فهل يُعقل مثلاً أن لا تحتوي أرض السعودية على آثار دينية مسيحية مثل المخطوطات أو الزخارف أو كنائس أو آثار وبقايا للكثير من الطوائف المنتشرة في تلك الفترة؟ أو آثار يهودية وهم الذين كانوا يحيكون المؤامرات على الرسول في بدايات دعوته؟ فلماذا لم تترك كل هذه الأقوام أي أثر لهم أو مصدر كباقي شعوب المنطقة؟

يحتوي التاريخ الإسلامي على الكثير من الثغرات ، لعل أهمها هي طول الفترة الزمنية بين كتابة أول مصدر تاريخي إذ تجاوزت القرن من الزمان ، وبين ظهور الإسلام ، فأول كتاب كتبه ابن اسحق المولود في عام 85 هـ أي بعد حوالي القرن من ظهور الإسلام، وهذا ما سنأتي على ذكره لاحقاً بالتفصيل.

ومن الأمثلة الأخرى على الثغرات: في العصر الأموي مثلاً ، وتحديداً عصر عمر بن عبدالعزيز ، حيثُ امتدت فترة خلافته لسنتين ونصف فقط ، ولكنه قام بفعل الكثير من الإصلاحات خلال فترة قصيرة جداً تحتاج لسنوات كثيرة ، من ضمن أعماله:
1- عزل القضاة الظالمين (هذه من شأنها أن تأخذ أكثر من ستة أشهر من تدقيق وتمحييص ، عدى عن الاعتراضات وغيرها والبحث عن البدائل الشريفة ).
2- إصلاح اقتصادي شامل ، مثل فتح الطرق واقراض المزارعين ..
3- فتح باب الحوار مع الخوارج مما قل من معارضتهم (خلال سنتين ونصف فقط!)
4- والأهم أنه أمر بجمع السنة (أي أنها جُمعت بعد قرن من الزمان من ظهور الإسلام) ...

وغيره من الإصلاحات التي لا يستطيع أي حاكم في زمننا هذا حيث توافر سبل المواصلات والاتصالات السريعة القيام بها ، ولكن مع ذلك قيل أنه فعل كل هذه الأمور وأكثر ..

وكانت من نتائج أعماله:
1- رفاهية اقتصادية طالت كل البلاد الإسلامية لدرجة عدم وجود فقراء في كل البلاد التي حكمها وقد وصلت حدود الدولة الإسلامية في زمنه لأقصى حدودها (في سنتين ونصف يُقضى على الفقر!)
2- إسلام الكثير من أقباط مصر ونصارى الشام والفرس حينما عرفوا عن عدله ، في زمن تكاد تكون معدومة وسائل الاتصال بالإضافة لوسع المسافة الجغرافية بين الشام ومصر وبلاد فارس ! إضافة إلى الملوك الذين خاطبهم وأرسل لهم رسائل عن الإسلام بالموعظة الحسنى في سنتين ونصف فقط !

لذلك السؤال المشروع: هل من الممكن أن تتم كل الأفعال خلال سنتين ونصف فقط؟ ولو فرضنا أنه يمكن ، فهل تُلمس نتائج الأفعال في نفس السنتين ؟
كإجابة من وضعنا الحالي: نتائج الإصلاحات والتغييرات التي تقوم بها أي دولة تحتاج لما لا يقل عن أربعة سنوات لبدء قطف الثمار ، ونحن نتحدث عن عصر الاتصالات السريعة ، فما بالكم بعصر بطء الاتصالات وبطء انتقالها ..


إذن ، هناك الكثير من المبالغات ، وتجميل تاريخ ، وحذف أحداث ومآسي لبشر ربما عاشوها ، ولم ينصفهم التاريخ ، وربما يكون التاريخ قد كتب الحقيقة وما قرأناه وعرفناه من التاريخ هو ما حدث بالحقيقة .

منطقة شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام:

يُقال أنه قبل ظهور الإسلام كان أهل الجاهلية يقومون بوأد البنات ، هذه العادة التي لم تُثبت بأي مصدر تاريخي محايد ، المصدر الوحيد لهذه الحادثة هو القرآن الكريم الذي تم تجمعيه بزمن عثمان بن عفان ، ولكن فعلياً لا آثار تاريخية أو مصادر محايدة تؤيد هذه العادة ، بل على العكس ما بقي من هؤلاء من الشعر والغزل والمعلقات يُثبت أنهم كانوا يعيشون ضمن نهضة ثقافية وفكرية ..

يُتبع

أتمنى من الإدارة مشكورة لو قررت حذف الموضوع أن تبعث نسخة منه لي ، شاكر لها تعاونها وتعبها ...
 
التعديل الأخير:

marcelino

آآآه يـــارب
عضو مبارك
إنضم
8 أكتوبر 2006
المشاركات
25,204
مستوى التفاعل
1,119
النقاط
0
الإقامة
بعيد
متابع ..
 

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين
مارسيلينو ، إيريني ، أوريجانوس .. شكراً للمتابعة ، ايريني قد أستعين بموضوعك في توقيعك ..

أتمنى إذا عندكم معلومات إضافية للموضوع وضعها.
 

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين
نتابع ...

فعلياً لا نجد الكثير من الآثار أو المخطوطات فيما يخص مناطق الحجاز ومن ضمنها مكة ويثرب والطائف ، لذلك لا نستطيع القول أن تلك المنطقة خلت من الحضارة ، إنما قد تكون هذه الحضارة قد غُيّبت لأهداف كثيرة قد تكون دينية أو سياسية أو خوف من فتح الملفات التي طواها النسيان ، الغريب أن كل ما يُشير لهذه المنطقة مرتبط باللغة والشعر وتباري للشعراء القدماء في ما يُسمّى بسوق عكاظ والمعلقات يتناقض مع ما سعى مؤرخو الإسلام وصفه بجهل وأميّة وتأخّر هؤلاء القوم .. فالظروف التي كانت تعيشها المنطقة قبل ظهور الإسلام وكما تصوّرها الكتب التاريخية الإسلامية سلبية ، سأورد بعض من هذه الصور التي صوّرها التاريخ عن المنطقة قبل الإسلام:

1- وأد بنات بدلالة الآية القرآنية: وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ، إضافة إلى بعض قصص الإعترافات التي قام بها رجلين للرسول يخبروه أنهم كانوا يؤدون البنات أحدهم شيخ بني تميم !

حتى حينما يريد مفسرو القرآن إثبات الوأد في العصر الجاهلي يستدلون على بيت شعر لمتمم بن نويرة ، وهو شاعر أسلم منذ بدايات الدعوة الإسلامية ،
وموءُودةٍ مقبورةٍ في مفازَةٍ بآمَتِها موسودةٍ لم تُمهَّدِ

ولكن من هو هذا الشاعر؟ هو أخ مالك بن نويرة الذي قيل من بعض المصادر أن خالد بن الوليد قد قتله ليتزوج من إمرأته بعد أن رآها وهي فاتنة الجمال. الغريب أن التناقض أيضاً موجود بين الروايتين الشيعية والسنية بخصوص قتل خالد بن الوليد لمالك ، ففي حين تجد الشيعة يقولون أنه قتله بسبب زوجة مالك وإعجاب خالد بها ، يعتبر السنة أن سبب قتله أنه وجده أنه ارتد !

حتى الفرزدق الذي يستدل به مفسرو القرآن بخصوص وأد البنات ، ببيت يتيم له يفتخر بأن جده قد منع هذه العادة ، فهو مولود بالعصر الأموي ، وقد أسلم أبيه ، وهو كان مسلم ، وكتبه في معرض فخره بجده الذي قيل أنه افتدى الموؤدات

ومِنَّا الذي منعَ الوائدات و أحيا الوَئِيدَ فلم يُوأَد

الغريب ببيت الشعر أنه يتحدّث بصيغة جمع المؤنث السالم عن الذين يقومون بفعل الوئد (وائدات) ، ويتحدث بصيغة المذكر عن الضحية (الوئيد) مع أنه يمكن أن تستخدم لغوياً وئيد ووئيدة ولكنه استخدم الفعل المذكر (يُوأد) وليس (تُوأد)

إذن ، لا يوجد أي مصدر تاريخي آخر يُثبت أن الأقوام في تلك الفترة كانوا يتبعون هذه العادة. وربما تكون هذه العادة محصورة بقصص أسطورية أو مبالغة لحادثة أو اثنتين حدثتا ومن ثم تناقلتها الأجيال ، ولاحقاً تبناها الإسلام لإضفاء جانب أخلاقي لرسالته ، وخصوصاً أنه حافظ على بعض من الجوانب اللا إنسانية مثل تجارة العبيدة ...

2- قتل الأولاد خوفاً من الفقر بدلالة الآية: "ولا تقتلوا أبنائكم خشية املاقٍ" ،
فهل هناك دلالات تاريخية لهذه العادات؟ لربما العكس صحيح ، فهؤلاء قوم اشتهروا بالكرم ، والشهامة ، يكفي حاتم الطائي أشهر شاعر عُرِفَ بكرمه ، فهل تجتمع صفة الشهامة والكرم مع القتل؟ هؤلاء كان لديهم قيم من الآثار أو الأخبار القليلة والتي تُظهر حالة التناقض بين التاريخ الإسلامي والواقع.

3- جهل وأمّية هذه الشعوب بدلالة الآية القرآنية: هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وأيضاً قول الرسول: نحن أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب وهذا الأمر يناقض حتى مع ما ورد في التاريخ الإسلامي الذي أورد قصة غزوة بدر وتحرير أي أسير غير مسلم يُعلّم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة بمقابل إطلاق سراحه !

4- وضع المرأة المهين والذي يُعتبر أقل من أي سلعة ! لكن هناك بعض المصادر والكتب التاريخية البعيدة عن أية أيديلوجيات دينية قد انصفت هذا العصر بخصوص المرأة ، واصفة حالها بأن لديها حرية اختيار الزوج ، تعمل في التجارة ، شاعرة إذ أحصى أحد المؤرخين عدد الشاعرات في العصر الجاهلي لأكثر من مئة وعشرون شاعرة ، لربما أشهرهن سمية زوج شداد العبسي التي كتبت مرثية في حق زوجها.

5- التعدد، لم أجد حتى بيت شعر يُثبت التعدد اللامحدود للزيجات ، بل على العكس الغزل العذري الذي نشأ في العصر الجاهلي والذي تميّز بسرد صفات المرأة من حياء وخجل وجمال فائق وأخلاق ، بدون الاهتمام بصفاتها الجسدية ، لا يتناسب مع النظرة الدونية للمرأة ، أو النظرة الدونية للعلاقة بين الرجل والمرأة ، فالشاعر بالعادة يلتصق بإمرأة واحدة سواء كانت زوجة أو حبيبة وكل أشعاره تكون لهذه الحبيبة طوال عمره..


من الممكن اعتبار أن حجة التعدد اللامحدود هو لإعطاء شرعية لتعدد الأربعة زوجات التي شرّعها الإسلام ، ومن ثم تمجيد أتباعه أن الإسلام قد أكرم المرأة بهذا الشرع الجديد والمنصف ، فبدل أن يكون الأمر غير محدد بعدد ، أصبح مقتصر على أربعة فقط بشرط العدل !

يُتبع
 
التعديل الأخير:

marcelino

آآآه يـــارب
عضو مبارك
إنضم
8 أكتوبر 2006
المشاركات
25,204
مستوى التفاعل
1,119
النقاط
0
الإقامة
بعيد
متابع

مستنى الموضوع يسخن
 

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين
الصراحة يا مارسيلينو ، الموضوع راح يسخن كثير ، لأول مرة بحياتي بشوف التاريخ بهذه الطريقة المغايرة .. يمكن أشبعونا تاريخ مجمّل ، صدقني حتى وقت قريب كنتُ مؤمن بروعة الحضارة العربية والإسلامية ، ولكن مؤخراً ومع ما يحدث في سورية تحديداً جعلني أقرأ التاريخ بمنظور جديد .. هناك صندوق أسود أو كما يُقال black box مفقود في تاريخ هذه المنطقة.

بعد الانتهاء من المقدمة الضرورية لفهم البيئة الصحراوية لمكا ، والظروف الغير مناسبة لانتاج حضارة تُنافس باقي الحضارات .. سيكون هناك تساؤلات عن هل شخصية الرسول محمد شخصية حقيقية ، وما هي مخطوطات صنعاء وما الذي يمكن أن تثبته ، كيف انتشر الإسلام وأين اختفت الحضارات الباقية ولماذا أصبحنا أقلية بعد أن كانت منطقة بلاد الشام ومصر بالأغلب مسيحيون !
 
التعديل الأخير:

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,956
النقاط
0
موضوع شيق جدا ويحتاج الى الكثير من التدقيق وبه معلومات خطيرة جدا
 

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين
موضوع شيق جدا ويحتاج الى الكثير من التدقيق وبه معلومات خطيرة جدا

نعم ، أعرف ذلك ، بدأت منذ فترة قريبة أدرس التاريخ الإسلامي وتاريخ هذه الفترة بتأني ، فالتاريخ مادة لم تستهويني منذ صغري ، إذا ورد أي أمر غير دقيق ، يُسعدني أن يُصحَح لي ذلك ..


 

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين
فالمطلع على اللغة العربية وشعرها يعرف قوة وجزالة الشعر العربي في ذلك الزمان ، لذلك كان يتحدى كاتب القرآن أن يستطيع أحد من هؤلاء المتمرسون باللغة أن يأتوا بمثله ، ولكن الملفت والغريب أن التاريخ لا يُسجّل أية كتابات أدبية لهؤلاء الشعراء في تلك الفترة يُظهرون انبهار ببلاغة أو جزالة أو إعجاز القرآن من أية ناحية لغوية أو تفرّده وجماليته. فهل يُعقل كتاب بهذه العظمة الأدبية كما يروي لنا أتباعه ولا يتوقف عنده أرباب الشعر الجاهلي؟

ومن ثم يُسجّل التاريخ الإسلامي أن تلك المنطقة كانت خليط بين نصارى ومشركين ويهود ، الغريب أن الأثر الباقي والوحيد من هؤلاء الأقوام هو الكعبة والتي اتخذتها قريش (التي كانت على عداء مع الرسول محمد في البدايات) مكاناً للحج ، لذلك بعد الهجرة من أولى القرارات التي اتخذها الرسول هو تغيير اتجاه القبلة لتكون الكعبة ، والأكيد أنه فعل ذلك إمّا نكاية بأهل قريش الذين ناصبوه العداء، أو لأسباب دينية وسياسية سنأتي على ذكرها لاحقاً.

يدّعي المسلمون اليوم أن الكعبة قد بناها ابراهيم وابنه اسماعيل ، ولكن لا يوجد أي سند تاريخي آخر يؤكّد هذه المعلومة ، وتبقى المعلومة مصدرها الوحيد القرآن في هذه الآية: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، لربما يكون هذا التبرير لدرء الإشكال الحاصل أن الرسول قد حافظ على تقاليد المشركيين ، مستفيداً من مكانتها الدينية والاقتصادية في ذلك العصر. فلا يُخفى أن قريش كانت تستغل الكعبة استغلال اقتصادي ديني.

الأكيد أن ابراهيم ولا اسماعيل قد بنوا الكعبة لأن لا سند تاريخي أو مخطوطات أخرى تُثبت هذه النظرية.


ولكن كم عمر الكعبة تحديداً؟

تفيد الروايات (التاريخية) أن الكعبة قد تم بناءها 12 مرة عبر التاريخ ، من ضمنها قريش الذين أعادوا بناء الكعبة من جديد.

بعد الإسلام أول تاريخ معروف لإعادة بناء الكعبة كان عام 65 هـ الذي قام بها عبدالله بن الزبير الذي يُسجّل التاريخ الإسلامي على أنه متمرّد ورافض لبيعة خلافة يزيد بن معاوية وعبدالملك بن مروان (العصر الأموي) ، ومن ثم الحجاج بن يوسف الثقفي الذي أعاد البناء عام 74 هـ ، ومن أجددها (إعادة البناء وليس الترميم) للسلطان مراد الرابع في عام 1040 هـ وسأقتبس جزء مما قرأت :

ممن بنى الكعبة الغراء السلطان مراد الرابع من سلاطين آل عثمان ، وأن سبب عمارة السلطان مراد هو ذاك السيل الذي دخل المسجد الحرام ووصل إلى ارتفاع مترين عن قفل باب الكعبة ، مما أدى إلى سقوط معظم البيت المعظم ، وسقط الجدار الشامي وبعض الجدارين الشرقي والغربي وسقوط درجة السطح ، وكان ذلك أمراً جللاً أوقع الضجيج العام .
فأعاد السلطان مراد بناء الكعبة على الصفة السابقة فلم تختلف شيئاً عن بناية الحجاج الذي بناها كما بنتها قريش


إذن الأهمية الدينية للكعبة كانت قبل الإسلام ، وكانت مثار تنافس بين القبائل وتحديداً قريش التي رفعت من شأن الكعبة دينياً قبل ظهور الإسلام. وفعلياً عمر الكعبة بشكلها الحالي لا يتجاوز العهد العثماني ، وإذا فرضنا أن التاريخ الحقيقي لمن قام ببناء الكعبة هو أسعد أبو كرب اليمني ، فعمرها لا يتجاوز القرن الرابع الميلادي !


فهل خرج الإسلام عن بيئته ؟

النظام السياسي في مكة كان نظاماً قبلياً يقومُ على نظام مشيخة القبيلة ، فحين تولّى قصي بن كلاب (جد الرسول محمد) شؤون مكة أنشأ نظام يُشبه بنظام المشورة والرأي، وأعلى من شأن قريش ، ولكن بعد وفاة عبد مناف بدأ التنازع بين أبناء العمومة على من يزعم قريش قبل الإسلام ، لذلك تم توزيع شؤون قريش بينهم، فاستلم بنو أمية السيادة العسكرية وأعطوا لبني هاشم الزعامة الدينية والتي شملت خدمة الطعبة والحجيج ...

فجواب سؤالنا هو لا ، فلم يخرج الإسلام من بيئته التي اعتمدت نظام القبيلة ، لذلك كانت في عصر الخلفاء الراشدين الذين تداولوا السلطة فيما بين بني هاشم وبني أمية (ضمن قبيلة قريش) ومن ثم انتقلت الخلافة إلى بني أمية (العصر الأموي) التي استأثرت في السلطة والخلافة ، ومن ثم انتقلت للعباسيين.

إضافة إلى أن التحدي والمواجهات القبلية كانت مستمرة ، فأغلب الخلفاء الراشدين انتهت بهم الحياة طعناً أو قتلاً حتى بعد ممات (شخصية محمد) وتقاتل الأفراق فيما بينهم وسعوا لحفظ الخلافة (رئاسة المشيخة) في ذات العائلة والعشيرة . ولذلك نجد التاريخ حافل بالقتل والغدر والخيانات فيما بينهم ، إضافة إلى قيام ثورات الشعوب الغير راضية عن أداء هؤلاء الخلفاء، والذين قُمعت ثوراتهم بحد السيف ، فلم تهدأ أحوال البلاد الإسلامية إلى يومنا هذا !!


يُتبع
 
التعديل الأخير:

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart
تسجيل مُتابعة و إعجاب بمحتوي الموضوع

مُتابع بنعمة ربنا
 

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين
نتابع

المتتبع للتاريخ الإسلامي والباحث الحيادي في الأزمنة التي كُتِبَ فيها التاريخ سيعرف أنه لم يُكتب إلّا بعد فترة طويلة من بدايات نشأة الإسلام، لربما تجاوزت القرنين ، من أهم كتب المصادر التاريخية الإسلامية هي:

1- القرآن الكريم.
2- الأحاديث النبوية.
3- سيرة ابن هشام وهي منقحة عن ابن اسحاق ، ابن هشان توفي سنة 218 هـ ، هذا يعني أنه وُلِدَ بعد ظهور الإسلام بما لا يقل عن أكثر من قرن.
4- الطبقات الكبرى عام 230هـ .
5- الطبري 310 هـ .

بالإضافة لمصادر أخرى مثل الكتب والعملات بعد تعريبها وما عليها من نقوش وغيرها من النقوش والزخرفات كما في المسجد الأقصى والتي حللها بعض العلماء وتم الوصول لنتائج مثيرة أن منشأ الإسلام قد يكون بلاد فارس ! سنأتي لاحقاً على ذكر هذه الملاحظة.

بعد تحليل هذه المصادر ، سنسعى للإجابة على سؤال لطالما طرحه الكثيرون: هل شخصية الرسول محمد شخصية تاريخية حقيقية؟ أم شخصية مفتعلة لعدد من الأشخاص لإعطاء صبغة دينية للدولة الجديدة الناشئة واضفاء شرعية إلهية سماوية عليها؟ أم أن الأمر مجرد طائفة مسيحية ناشئة ونالها تطوّر إلى أن وصلت للشكل الذي عليه الآن؟


1- القرآن الكريم؟

الكاتب: المفترض أن الكاتب هو الله.

السنة التي كُتِبَ بها القرآن: قيل أن الوحي كان ينزل على الرسول في مغارة حرّان ، ولكن من نقل لنا هذه المعلومات؟ المعلومات منقولة عن فم الرسول نفسه ، والذي تم توثيقها وتدوينها بعد قرنين من وفاته !

فمن يؤكد حدوث هذه الحادثة أي نزول الوحي؟

الذي يؤكد هذه الحادثة وغيرها القرآن والسنة ، وكلاهما دوّنا بعد فارق زمني لا يقل عن قرن كامل من الزمان بين حدوث الحدث وبين تدوين هذه الحوادث ! إذن نحن أمام رواية مشكوك في حدوثها وليس فقط في صحتها !

متى كُتِبَ: بحسب رواية البخاري (المولود في عام 194 هـ أي أنه لم يُعايش حتى المقربين للرسول) بحسب روايته أن من قام بجمع القرآن من صدور الرجال (يعني نقل شفوي) ومصادر مكتوبة (لا يوجد مخطوطات قديمة تؤكدها) هو زيد بن ثابت بتوجيه من عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق بعد موقعة اليمامة !

إذن بحسب الروايات التاريخية التي وصلتنا بعد أكثر من قرن من نشأة الإسلام وظهور شخصية الرسول في شبه الجزيرة العربية ، أن القرآن الذي بين أيدينا ليس هو القرآن الذي أملاه الرسول على كتّابه من أمثال زيد بن ثابت (الذي لم يوجد مخطوطات تؤكّد وجودها).

ليس هذا فحسب ، ولكن تدخل الأيدي البشرية نالت من القرآن حين تقرر تنقيطه وتشكيله في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب اللحن (الخطأ في القراءة)

والأهم أن ما بين أيدينا هو القرآن الذي اختاره عثمان بن عفان ليتناسب مع أهوائه السياسية ، ويساعد على تقوية بني أمية في استمرارهم في الخلافة.

فقد روى البخاري في صحيحه أن الصحابة لما كتبوا المصاحف أرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق، وفي رواية للطبراني وابن أبي داود: وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل به

الراوي إذن البخاري الذي ولد بعد قرنين من ظهور الإسلام ! فهل هذا مصدر نستطيع الإعتماد عليه كمصدر تاريخي موثوق ؟
الإجابة لا ، مع أن التبريرات التي يسوقها المسلمون أن هناك تتابع في الروايات أي أنها نُقلت عن رجال لديهم صفات متفق عليها مثل الصدق. فهم يعتبرون الإسناد من أعظم العلوم في حفظ الرواية من التبديل والتحريف .. هذا ما قرأته عن هذا العلم:

ولم تعن الأمم السابقة في النقل والرواية بالإسناد، ولذا وقع في رواياتهم وأخبارهم التحريف والتبديل.

وأيضاً

قال مالك: «الإسناد من الدين» ، وقال ابن المبارك: «لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء» ، وقال شعبة: «كل حديث ليس فيه «أنا» و«ثنا» فهو خل وبقل».

وأول من أثر عنه الاهتمام باستعمال الإسناد بالمعنى المصطلح هو محمد بن سيرين المتوفى سنة 110هـ. أي أن هذا العلم لم يُستحدث إلّا بعد وفاة الرسول بسنوات طويلة ، ويبرر المسلمون أن هذا العلم حمى الدين من التحريف والتبديل ! ولكن هل من الممكن أن لا يُطال التحريف والتبديل أقوال أو أحداث دوّنت بعد قرنين من الزمان ؟ والأهم لماذا نحتاج إلى علم الإسناد ونحن نتحدث عن عصر انتشرت فيه الكتابة والشعر والشعراء والكتّاب ، فالإسلام لم يظهر في زمان الكتابة على الجدران أو استخدام الرسوم للتعبير عن الذات والأفكار؟

ببساطة ، والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة: لماذا لم يُدوّن القرآن والحديث في بدايات نشأة الإسلام أي في زمن الرسول؟

طبعاً هذا السؤال لن نجد تبريرات منطقية تُجيب على هذا السؤال وخصوصاً أن كاتب القرآن يتحدّى الناس والجن أن يأتوا بمثله ، فكيف يتحدّى كاتب القرآن بشيء بالأساس ليس مكتوب؟
يبرر الإخوة المسلمون أنه لم يكن هناك دواعي لكتابة القرآن لأنه كان محفوظ في الصدور وحين أتت الدواعي لكتابته بعد مقتل أغلب الحافظين للقرآن تنبّهوا لضرورة كتابته ، فنحن أمام معضلة حقيقية وهي:

إذن النظرية الإسلامية تقول أن الله كاتب القرآن. ولكن الله لم يُلهم الرسول لكتابة كلامه ، هذا يعني أنه بعد وفاة الرسول سيتم تدوين ((كلام الله)) من قِبَل بشر لم يقول لنا الوحي أن جبريل ظهر لهم ، أو أنهم يكتبون بوحي إلهي ، والأهم أنهم بشر تُطال ذاكرتهم النسيان وتداخل المعلومات أو يكتبون فهمهم الشخصي للآيات القرأنية !

وبعد ذلك يحق لنا أن نسأل: هل بالحقيقة القرآن كتبه الله؟ والأهم هل النص القرآني طاله التطوير وخصوصاً بعد أن تم اكتشاف مخطوطات صنعاء التي اُكتشف فيها بعض الفروقات مثل فروقات في عدد الآيات في بعض السور، وهذا بدوره كافي بنسف فكرة أن القرآن لم يطله التغيير.

يُتبع
 
التعديل الأخير:

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين
تسجيل مُتابعة و إعجاب بمحتوي الموضوع

مُتابع بنعمة ربنا

شكراً لمتابعتك عزيزي ...

من عنده إضافات أرجو إضافاتها لإثراء الموضوع ..
 
أعلى