شاركوا معنا

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,088
مستوى التفاعل
5,445
النقاط
113

af-2221-a.jpg

صلاة مريم معونة المحتاجين

يا قديسة مريم،

يا معونة المحتاجين،

امنحي القوة للضعفاء،

عزّي الحزانى
،

صلّي من أجل شعب الله ،

اعضدي الاكليروس،

تشفّعي بالمكرّسين.

إنّ كل من يطلب معونتك يا مريم

يختبر حمايتك التي لا تكّل.

آمين


فعل تكريس النهار للعذراء مريم

يا سلطانتي وأميّ، إنّي أقدّم لكِ ذاتي بكلَّيتِها ،

وإظهاراً لصدق خدمتي لك، أكرّس لك اليوم ،

نظري وسمعي وفمي و ذاتي بكلَّيتِها.

وبما أنّي خاصّتك، أيتها الأمّ الحنون ،

احفظيني وحامي عني كعبد لك و خاصّتك.

آمين.

1207171798.jpg
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

ايقونة العذراء الحنونة

tendermary.jpg

تعود هذه الأيقونة إلى أيام الملك ثاوفيلوس المحارب للأيقونات

هذه الأيقونة موجودة في الجبل المقدس في دير فيلوثيوس .



في ذلك الزمان كان أمير اسمه سمعان وكانت له دالة كبيرة على الملك وكان متزوجاً من امرأة فاضلة وورعة وتقية اسمها فكتوريا. هذه المرأة الفاضلة كانت تكرّم الأيقونات وكانت تحتفظ بهذه الأيقونة سراً في بيتها،

فعندما عرف سمعان رجلها بوجود الأيقونة عند زوجته طلب منها الأيقونة ليحرقها خوفاً من أن يعلم بوجودها الملك وجنوده فيقع تحت اللوم والتوبيخ. إلا أن الزوجة التقية فكتوريا فضلت أن ترمي هذه الأيقونة في البحر على أن تسلمها لمحاربي الأيقونات. وهكذا كان الأمر.



بعد مدة ظهرت هذه الأيقونة في البحر بالقرب من جبل آثوس مقابل دير فيلوثاس. فقبلها الرهبان باحتفال كبير، ووضعوها في كنيستهم الكبرى. والمكان الذي وجدت فيه الأيقونة قرب الشاطئ أطلق عليه اسم (الماء المقدس)، وفي كل عام يوم اثنين الفصح يقومون بزياح كبير من الدير إلى هذا المكان حاملين هذه الأيقونة المقدسة.



لقد أظهرت السيدة العذراء بواسطة أيقونتها هذه عجائب مختلفة. من هذه العجائب انه في أحد الأيام أتى زائر إلى الدير ودخل كنيسته، وبعد أن سجد للأيقونة المقدسة ورأى ما عليها من الجواهر والقطع الذهبية،

غره الشيطان، فسرق من أمام الأيقونة بعض هذه القطع وفر بها هارباً.

ثم دخل مركباً وانطلق في البحر، فبعدما اقلع المركب وسار مسافة قليلة، وقف! ولم يتمكن قائد المركب أن يواصل سيره بالرغم من كل محاولاته. فتعجب جميع الركاب لهذا الحادث.



شعر رهبان الدير بسرقة القطع الذهبية من أمام الأيقونة فأخذوا يفتشون، ويبحثون عن السارق ولكنهم لم يعثروا على أحد.

لاحظ الرهبان وجود المركب في وسط البحر ساكناً في مكانه، فأرسلوا بعض الرهبان من اجل المساعدة، ولما وصلوا المركب،

اعترف السارق بما فعل، وردّ القطع المسروقة، فللوقت عاد المركب إلى وضعه الصحيح، فعاد الرهبان إلى قاربهم وسار المركب في البحر بلا مانع وكأن شيئاً لم يكن. ففرح الرهبان وأدوا مجداً لله وشكروا السيدة العذراء التي أظهرت قوتها بنوع عجيب.



وهذه عجيبة أخرى من عجائب هذه الأيقونة، وهي أن أحد الزوار جاء إلى الدير، وطلب من الرهبان أن يقصوا له عجائب السيدة العذراء التي تمت في ديرهم، فقص له أحد الرهبان عما كان يعرفه بكل بساطة، ولكن الزائر اعتبر أن كل هذه الأخبار خرافات وحكايات لا تصدق.

بعد قليل صعد الزائر إلى مكان مرتفع في الدير، فسقط من فوق إلى اسفل، عندئذ شعر بان ذلك كان قصاصاً له بسبب قلة إيمانه،

فصرخ للحال: "يا والدة الإله أعينيني" فلم يصبه أدنى ضرر، فاسرع للاعتراف بما حدث له.

 
التعديل الأخير:

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
www-St-Takla-org__Saint-Mary_Face-16.jpg


وباركهما سمعان، وقال لمريم أمه ... أنت أيضًا يجوز في نفسك سيف ( لو 2: 34 ، 35)



هي بصدق الأم المثالية لكل الأجناس ولكل الأجيال. وقصتها امتزج فيها الشرف والمجد، بالمُعاناة والألم. فمن بداية الحكاية، لما ظهر لها الملاك جبرائيل وبشّرها، يذكر لنا البشير لوقا أنها اضطربت من كلامه، وفكّرت ما عسى أن تكون هذه التحية. ولكن اضطرابها وأفكارها في ذلك اليوم، كانت فقط مقدِمة لاضطرابات وأفكار كثيرة لحقت بعد ذلك.


أً يمكن أن تنسى نظرات الشك والريب في أمرها من جميع عارفيها، وحتى خطيبها يوسف أراد تخليتها سرًا، لولا ظهور ملاك السماء له؟ ثم أ تنسى يوم حان موعد ولادة الطفل، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل، فولدت الوليد العظيم في مكان للبهائم؟ في قرية متواضعه تسمي بيت لحم "اي بيت الخبز" فولدت ابنها وقمطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل».


ثم أ تنسى كيف اضطرت بعد الولادة أن تهرب بالصبي يسوع إلى مصر، إذ طلب هيرودس أن يقتله، فقاست في مصر قسوة الاغتراب بين قوم لا تعرفهم


ومرَّت الأعوام وخرج السيد العظيم للخدمة الجهارية، وطبقت شهرته الآفاق، والأم تترقب تحقيق وعد الملاك بالعرش والمُلك. لكنها أيضًا كانت تتابع الموقف العدائي المُلتهب الذي اتخذته أُمته منه. لقد سمعت عن احتقار الأمة له، وعدائها نحوه، ووعيدها ومؤامراتها، وقلب الأم يخفق إشفاقًا وترقبًا.


بالإجمال نقول: إنه لم تعرف أم غبطة مثل مريم، كما لم تُقاسِ أيضًا أم نظيرها من آلام ومُعاناة على مدى حياتها. فكم بالأحرى وهي عند الصليب؟ لعلها تذكَّرت أنه من أكثر من ثلاثين عامًا خَلت، وهي ما زالت في أيام شبابها عندما حملت على ذراعيها وليدها فخورة ومعتزة به، سمعت من سمعان البار كلامًا نبويًا غريبًا إذ قال: «ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل»، ثم قال لها: «وأنتِ أيضًا يجوز في نفسك سيف» ( لو 2: 35 ). والأرجح أنها لم تفهم معنى كلماته وقتها. ولعلها تفكّرت كثيرًا في ما بعد، ما عسى أن تعنيه نبوته هذه. أما أخيرًا، عندما وقفت إلى جوار الصليب، فقد عرفت كل شيء.


وعندما استيقظ سيف رب الجنود على راعي إسرائيل ليضرب المسيح ( زك 13: 7 )، كان هناك في نفس الوقت سيف آخر يجتاز في أحشائها، وهي بجوار الصليب.


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
www-St-Takla-org__Saint-Mary_Face-16.jpg


نحن‏ ‏لا‏ ‏نصوم‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم

بقلم‏ ‏المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس

صوم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏ومدته‏ ‏خمسة‏ ‏عشر‏ ‏يوما‏,‏يبتدئ‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏مسري‏ ‏القبطي‏ ‏وينتهي‏ ‏في‏ ‏السادس‏ ‏عشر‏ ‏منه‏,‏حيث‏ ‏تحتفل‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏بعيد‏ ‏صعود‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏محمولا‏ ‏علي‏ ‏أجنحة‏ ‏الملائكة‏.‏

وهذا‏ ‏الصوم‏ ‏من‏ ‏الأصوام‏ ‏المستقرة‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏ويسمي‏ ‏أحيانا‏ ‏بـ‏ (‏صوم‏ ‏عيد‏ ‏السيدة‏) (‏القوانين‏-‏لجامعه‏ ‏الصفي‏ ‏ابن‏ ‏العسال‏ ‏باب‏15) ‏وهو‏ ‏أيضا‏ ‏معروف‏ ‏ومحترم‏ ‏في‏ ‏الكنائس‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏الأخري‏ ‏القديمة‏,‏وفي‏ ‏الكنائس‏ ‏التي‏ ‏تتبع‏ ‏الطقس‏ ‏البيزنطي‏ ‏كاليونان‏ ‏والروس‏ ‏ومن‏ ‏إليهم‏ ‏ويسمي‏ ‏عندهم‏ ‏أحيانا‏ ‏بـ‏ (‏صوم‏ ‏شهر‏ ‏أغسطس‏)‏لأنه‏ ‏يقع‏ ‏عادة‏ ‏في‏ ‏شهر‏ ‏أغسطس‏.‏

وصوم‏ ‏العذراء‏ ‏من‏ ‏الأصوام‏ ‏المحترمة‏ ‏عند‏ ‏الأقباط‏,‏رجالا‏ ‏ونساء‏ ‏وأطفالا‏,‏ويصومه‏ ‏أكثرهم‏ ‏صوما‏ ‏نسكيا‏,‏فينقطعون‏ ‏فيه‏ ‏عن‏ ‏الطعام‏,‏ولا‏ ‏يأكلون‏ ‏فيه‏ ‏السمك‏,‏ولا‏ ‏الزيت‏,‏ولا‏ ‏ما‏ ‏يدخل‏ ‏الزيت‏ ‏في‏ ‏تصنيعه‏ ‏أو‏ ‏تركيبه‏ ‏كالطحينة‏,‏أو‏ ‏الحلاوة‏ ‏الطحينية‏ ‏أو‏ ‏الزيتون‏ ‏ولا‏ ‏يشربون‏ ‏شراب‏ ‏القهوة‏.‏

ويرجع‏ ‏السبب‏ ‏الأكبر‏ ‏في‏ ‏حفظ‏ ‏الأكثرين‏ ‏لهذا‏ ‏الصوم‏ ‏إلي‏ ‏محبتهم‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم‏,‏التي‏ ‏يسمي‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏ ‏باسمها‏.‏فهم‏ ‏يكرمون‏ ‏الصوم‏ ‏الذي‏ ‏علي‏ ‏اسمها‏ ‏تكريما‏ ‏لها‏,‏وتقديسا‏ ‏لاسمها‏,‏واستشفاعا‏ ‏بها‏.‏ففي‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏تكثر‏ ‏النذور‏ ‏باسمها‏, ‏استغاثة‏ ‏بها‏,‏وطلبا‏ ‏لصلواتها‏ ‏وضراعاتها‏ ‏أمام‏ ‏ابنها‏ ‏الحبيب‏,‏ربنا‏ ‏وإلهنا‏ ‏ومخلصنا‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏.‏

علي‏ ‏أنه‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏نصحح‏ ‏هنا‏ ‏خطأ‏ ‏من‏ ‏يظن‏ ‏أن‏ ‏المسيحيين‏ ‏يصومون‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم‏,‏فالمسيحيون‏ ‏مع‏ ‏احترامهم‏ ‏العميق‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم‏,‏واعتبارهم‏ ‏لها‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏جميع‏ ‏القديسين‏,‏ومع‏ ‏إيمانهم‏ ‏بشرف‏ ‏مكانتها‏ ‏لأنها‏ ‏الملكة‏ ‏أم‏ ‏الملك‏,‏وأنها‏ ‏أسمي‏ ‏منزلة‏ ‏من‏ ‏الكاروبيم‏,‏والسيرافيم‏ ‏وجميع‏ ‏الملائكة‏ ‏ورؤساء‏ ‏الملائكة‏,‏إلا‏ ‏أنهم‏ ‏يعرفون‏ ‏أيضا‏ ‏أنها‏ ‏إنسانة‏ ‏منهم‏,‏وهي‏ ‏شرف‏ ‏جنسهم‏ ‏البشري‏,‏فلا‏ ‏يصلون‏ ‏إليها‏,‏ولا‏ ‏يصومون‏ ‏لها‏,‏ولكنهم‏ ‏يستغيثون‏ ‏بها‏,‏ويطلبون‏ ‏معونتها‏,‏بما‏ ‏لها‏ ‏من‏ ‏دالة‏ ‏ومكانة‏ ‏أمام‏ ‏الله‏,‏فهي‏ ‏الشفيعة‏ ‏المؤتمنة‏ ‏أمام‏ ‏المسيح‏ ‏الرب‏,‏وشفاعاتها‏ ‏كثيرة‏ ‏ومقبولة‏ ‏لديه‏.‏

وكعينة‏ ‏ونموذج‏ ‏لاستغاثة‏ ‏المسيحيين‏ ‏بالعذراء‏ ‏مريم‏,‏طلبا‏ ‏لشفاعتها‏ ‏وصلواتها‏ ‏وعظيم‏ ‏دالتها‏ ‏وشرف‏ ‏مكانتها‏,‏رتبت‏ ‏الكنيسة‏ ‏المقدسة‏ ‏أن‏ ‏يتلو‏ ‏المصلون‏ ‏في‏ ‏صلواتهم‏ ‏العامة‏ ‏والخاصة‏,‏الدعاء‏ ‏الآتي‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم‏:‏

‏(‏السلام‏ ‏لك‏,‏نسألك‏ ‏أيتها‏ ‏القديسة‏ ‏الممتلئة‏ ‏مجدا‏,‏العذراء‏ ‏كل‏ ‏حين‏,‏والدة‏ ‏الإله‏,‏أم‏ ‏المسيح‏,‏أصعدي‏ ‏صلواتنا‏ ‏إلي‏ ‏فوق‏,‏إلي‏ ‏ابنك‏ ‏الحبيب‏ ‏ليغفر‏ ‏لنا‏ ‏خطايانا‏.‏

‏(‏السلام‏ ‏للتي‏ ‏ولدت‏ ‏لنا‏ ‏النور‏ ‏الحقيقي‏ ‏المسيح‏ ‏إلهنا‏,‏العذراء‏ ‏القديسة‏,‏اسألي‏ ‏الرب‏ ‏عنا‏,‏ليصنع‏ ‏رحمة‏ ‏مع‏ ‏نفوسنا‏,‏ويغفر‏ ‏لنا‏ ‏خطايانا‏.‏

‏(‏أيتها‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏والدة‏ ‏الإله‏,‏القديسة‏.‏الشفيعة‏,‏الأمينة‏ ‏في‏ ‏جنس‏ ‏البشر‏,‏أشفعي‏ ‏فيا‏ ‏أمام‏ ‏المسيح‏ ‏الذي‏ ‏ولدتيه‏,‏لكي‏ ‏ينعم‏ ‏علينا‏ ‏بغفران‏ ‏خطايانا‏.‏

‏(‏السلام‏ ‏لك‏ ‏أيتها‏ ‏العذراء‏ ‏الملكة‏ ‏الحقيقية‏,‏الحقانية‏.‏

‏(‏السلام‏ ‏لفخر‏ ‏جنسنا‏,‏التي‏ ‏ولدت‏ ‏لنا‏ ‏عمانوئيل‏ ‏إلهنا‏,‏نسألك‏ ‏أن‏ ‏تذكرينا‏ ‏أيتها‏ ‏الشفيعة‏ ‏المؤتمنة‏,‏أمام‏ ‏ربنا‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏,‏ليغفر‏ ‏لنا‏ ‏خطايانا‏).‏

كذلك‏ ‏يوجهون‏ ‏إلي‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏تحية‏ ‏تسمي‏ ‏في‏ ‏المصطلح‏ ‏الكنسي‏ ‏بـ‏ (‏مقدمة‏ ‏قانون‏ ‏الإيمان‏)‏يقولون‏ ‏في‏ ‏مطلعها‏(‏نعظمك‏ ‏يا‏ ‏أم‏ ‏النور‏ ‏الحقيقي‏,‏ونمجدك‏ ‏أيتها‏ ‏القديسة‏ ‏والدة‏ ‏الإله‏,‏لأنك‏ ‏ولدت‏ ‏لنا‏ ‏مخلص‏ ‏العالم‏,‏أتي‏ ‏وخلص‏ ‏نفوسنا‏) ‏ثم‏ ‏ينتقل‏ ‏المصلي‏ ‏إلي‏ ‏توجيه‏ ‏الخطاب‏ ‏إلي‏ ‏المسيح‏ ‏الرب‏ ‏قائلا
‏المجد‏ ‏لك‏ ‏يا‏ ‏سيدنا‏ ‏وملكنا‏ ‏المسيح‏,‏فخر‏ ‏الرسل‏,‏إكليل‏ ‏الشهداء‏,‏تهليل‏ ‏الصديقين‏,‏ثبات‏ ‏الكنائس‏,‏غافر‏ ‏الخطايا‏,‏نكرز‏ ‏ونبشر‏ ‏بالثالوث‏ ‏القدوس‏,‏لاهوت‏ ‏واحد‏,‏نسجد‏ ‏له‏ ‏ونمجده‏,‏يارب‏ ‏ارحم‏,‏يارب‏ ‏ارحم‏,‏يارب‏ ‏بارك‏ ‏آمين‏).‏والمعروف‏ ‏أن‏ ‏واضع‏ ‏مقدمة‏ ‏قانون‏ ‏الإيمان‏ ‏هو‏ ‏القديس‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏الأول‏ ‏عمود‏ ‏الإيمان‏,‏بطل‏ ‏ورئيس‏ ‏مجمع‏ ‏أفسس‏ ‏المسكوني‏ ‏في‏ ‏عام‏431‏للتجسد‏.‏

المسيحيون‏ ‏إذن‏ ‏لا‏ ‏يصومون‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم‏ ‏وإنما‏ ‏صومهم‏ ‏كصلواتهم‏,‏هو‏ ‏لله‏,‏وهو‏ ‏عبادة‏ ‏لخالقهم‏ ‏ومخلصهم‏ ‏وفاديهم‏.‏أما‏ ‏أن‏ ‏يسمي‏ ‏الصوم‏ ‏بصوم‏ ‏العذراء‏,‏فلأنه‏ ‏ينتهي‏ ‏بعيد‏ ‏صعود‏ ‏جسدها‏ ‏الطاهر‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏علي‏ ‏أجنحة‏ ‏الملائكة‏,‏وذلك‏ ‏بعد‏ ‏موتها‏,‏وخروج‏ ‏روحها‏ ‏من‏ ‏جسدها‏,‏وقد‏ ‏أسلمت‏ ‏الروح‏ ‏بيد‏ ‏ابنها‏ ‏وحبيبها‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏ربنا‏,‏الذي‏ ‏نزل‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏خصيصا‏ ‏لهذا‏ ‏الغرض‏ ‏ومعه‏ ‏الملائكة‏ ‏ورؤساء‏ ‏الملائكة‏.‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏أيضا‏ ‏بحضور‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏الأطهار‏,‏وعذاري‏ ‏جبل‏ ‏الزيتون‏ ‏اللائي‏ ‏كن‏ ‏قد‏ ‏اتخذن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏رائدة‏ ‏لهن‏ ‏وقدوة‏ ‏ونموذجا‏,‏وبها‏ ‏تأسست‏ ‏أول‏ ‏جماعة‏ ‏للعذراء‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏.‏

وتذكر‏ ‏مصادرنا‏ ‏الكنسية‏,‏أن‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏أو‏ ‏صوم‏ ‏عيد‏ ‏السيدة‏,‏كانت‏ ‏تهتم‏ ‏به‏ ‏كثيرا‏ ‏البنات‏ ‏العذاري‏,‏وعندما‏ ‏تأسست‏ ‏أديرة‏ ‏للراهبات‏ ,‏كانت‏ ‏البنات‏ ‏يخرجن‏ ‏من‏ ‏بيوتهن‏ ‏إلي‏ ‏الأديار‏,‏ويقضين‏ ‏فترة‏ ‏الصوم‏ ‏كلها‏ ‏متعبدات‏ ‏مصليات‏,‏في‏ ‏خلوة‏ ‏روحية‏,‏يرتلن‏ ‏التراتيل‏ ‏الروحية‏,‏ويقرأن‏ ‏في‏ ‏الكتب‏ ‏المقدسة‏ ‏والكتب‏ ‏الروحية‏,‏ويعشن‏ ‏طوال‏ ‏يومهن‏ ‏في‏ ‏تعبد‏ ‏وتهجد‏ ‏وتأمل‏ ‏وصلاة‏.‏

البنات‏ ‏اللائي‏ ‏يتزوجن‏ ‏ويلدن‏ ‏الأولاد‏,‏يصمن‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏,‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏في‏ ‏بيوتهن‏,‏بعبادة‏ ‏ونسك‏.‏ولما‏ ‏كانت‏ ‏الأم‏ ‏هي‏ ‏المعلم‏ ‏الأول‏ ‏للطفل‏,‏لذلك‏ ‏لا‏ ‏غرو‏ ‏إذا‏ ‏نشأ‏ ‏الأطفال‏ ‏منذ‏ ‏نعومة‏ ‏أظفارهم‏ ‏علي‏ ‏احترام‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏وتقديسه‏,‏فللأم‏ ‏المسيحية‏ ‏الفضل‏ ‏في‏ ‏تنشئة‏ ‏الأولاد‏ ‏والبنات‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الفضيلة‏ ‏الروحية‏.‏ومن‏ ‏الأولاد‏ ‏والبنات‏ ‏تنشأ‏ ‏عائلاتنا‏ ‏المسيحية‏ ‏وتتفرع‏ ‏وتتشعب‏ ‏إلي‏ ‏أسر‏ ‏وعائلات‏ ‏بالتزاوج‏ ‏والتكاثر‏ ‏وولادة‏ ‏الأولاد‏.‏

وليس‏ ‏بدعا‏ ‏أن‏ ‏يسمي‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏ ‏بصوم‏ ‏العذراء‏,‏فمن‏ ‏بين‏ ‏أصوامنا‏ ‏العامة‏(‏صوم‏ ‏الرسل‏).‏وقد‏ ‏سمي‏ ‏كذلك‏ ‏لأن‏ ‏المعروف‏ ‏والمستقر‏ ‏في‏ ‏تقليدنا‏ ‏أن‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏تلاميذ‏ ‏المسيح‏ ‏هم‏ ‏أول‏ ‏من‏ ‏صاموا‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏,‏فدعي‏ ‏باسمهم‏.‏فقد‏ ‏قال‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏(‏ستأتي‏ ‏الأيام‏ ‏حين‏ ‏يؤخذ‏ ‏العريس‏ ‏منهم‏,‏فعندئذ‏ ‏سيصومون‏)‏متي‏9:15,‏مرقس‏ 2:20,‏لوقا‏5:35,‏أعمال‏13:2.‏كذلك‏ ‏سمي‏ ‏هيكل‏ ‏الرب‏(‏بهيكل‏ ‏سليمان‏)‏لأن‏ ‏سليمان‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏بناه‏,‏كما‏ ‏سمي‏ ‏الهيكل‏ ‏الثاني‏ ‏بهيكل‏(‏زربابل‏)‏زكريا‏4:9.‏وعندما‏ ‏رمموا‏ ‏الهيكل‏ ‏الأخير‏ ‏في‏ ‏عصر‏ ‏هيرودس‏,‏سمي‏ ‏كذلك‏ ‏بهيكل‏ (‏هيرودس‏)...‏بل‏ ‏إن‏ ‏شريعة‏ ‏الله‏ ‏سميت‏ ‏أيضا‏ ‏بـ‏ (‏شريعة‏ ‏موسي‏) 1‏الملوك‏2:3, ‏عزرا‏ 3:2, ‏نحميا‏8:1, ‏دانيال‏9:11, ‏ملاخي‏4:4,‏لوقا‏2:22, ‏لأن‏ ‏موسي‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏تلقاها‏ ‏من‏ ‏الرب‏,‏وأبلغها‏ ‏إلي‏ ‏بني‏ ‏إسرائيل‏.‏

ومن‏ ‏الأقباط‏ ‏عدد‏ ‏لا‏ ‏يكتفي‏ ‏بأن‏ ‏يصوم‏ ‏المدة‏ ‏المقررة‏ ‏لهذا‏ ‏الصوم‏,‏وهي‏ ‏خمسة‏ ‏عشر‏ ‏يوما‏,‏وإنما‏ ‏يضيف‏ ‏إليها‏ ‏أسبوعا‏ ‏يسبقها‏ ‏أو‏ ‏أسبوعا‏ ‏يلحقها‏,‏ومنهم‏ ‏من‏ ‏يمد‏ ‏فترة‏ ‏الصوم‏ ‏إلي‏ ‏عيد‏ ‏رأس‏ ‏السنة‏ ‏القبطية‏(‏أول‏ ‏توت‏) ‏فتصير‏ ‏مدة‏ ‏الصوم‏ ‏بالنسبة‏ ‏لهم‏35 ‏أو‏36 ‏يوما‏.‏

وقد‏ ‏قال‏ ‏الصفي‏ ‏ابن‏ ‏العسال‏ ‏في‏ ‏كتاب‏(‏القوانين‏) ‏المعروف‏ ‏بـ‏ (‏المجموع‏)(‏ومن‏ ‏صام‏ ‏زائدا‏ ‏عن‏ ‏المفروض‏ ‏والمستقر‏ ‏شيئا‏ ,‏فله‏ ‏ثوابه‏)(‏الباب‏ 15).‏


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
211027.jpg

فضيله للسيده العدرا مريم
و هى فضيله الخدمه فى الهيكل
MARY5.JPG

خدمه السيده العدرا فى الهيكل .

دخلت العدرا مريم الهيكل و هى طفله سنها 3 سنوات
حسب نذر والديها
و ظلت فى الهيكل حتى سن الثانيه عشر تقريبا .

قضت كل هذه المده فى اصوام و صلوات

77.jpg

و خدمه فى الهيكل حسب ما يامرها
الكهنه المسئولون
عن الهيكل .

و كان الطعام الذى يعطيه لها
المسئولون فى الهيكل

لكى تاكله مثل بقيه النذيرات كانت
تعطيه للفقراء و المساكين

الذين يحضرون الى الهيكل ،
و كانت هى تظل صائمه فكان الله يهتم بها
و يرسل لها طعاما بيد الملاك .
و فى القطعه التاسعه عربى للانبا مرقس البطريرك
و التى تقال فى عشيه احاد شهر كيهك يقول :
" السلام لك يا من اكلت خبزا من يد نى انجيلوس
( الملائكه )

و فى بى ارفى
( الهيكل )
جابوه لك يا مريم يا بكر و عروس
781380354.gif
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
081.JPG



القمص عبد المسيح بسيط ابو الخير

بحث فى أثبات دوام بتولية العذراء

مقدمه عندما كان موسى النبى يرعى الغنم فى جبل الله حوريب وجد عليقة (شجيرة) مشتعلة بالنار ولكنها لا تحترق، فتقدم ليرى هذا المنظر العظيم، فجاءة صوت الله من وسطها وقال له "لا تقترب إلى ههنا. أخلع حذاءك من رجليك. لأن الموضع الذى انت واقف عليه أرض مقدسة"
تقدست الأرض بظهور الكلمه الإلهى فى العليقة وصارت أرضآ مقدسة. وفى ملء الزمان حل الكلمه الإلهى فى بطن مريم العذراء التى وصفت بأنها "ممتلئه نعمه" وصارت هى العليقة الحقيقية، الإنسانة المقدسة والقديسة المطوبة من جميع الأجيال، "أم الرب"، التى ولدت لنا الكلمة المتجسد، الكلمة الذى "صار جسداً"، القدوس ذاته، ابن العلى، الذى تسجد له جميع المخلوقات ما فى السماء وما على الأرض مايرى وما لا يرى..
وإذا كانت الأرض قد تقدست بظهور الكلمة فى العليقة ولم يسمح لموسى ان يقترب من العليقة، فكم وكم تكون العليقة ذاتها؟ !! وكم وكم تكون العذراء القديسة أم الرب ؟!!
كما رأى حزقيال فى رؤياه باب المقدس المتجه للشرق مغلقاً وقال له الرب "هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً"، وهكذا أيضآ رحم العذراء الذى حبل بالكلمة المتجسد دون ان يفتح وخرج منه أيضاً دون ان يفتح وسيظل مغلقاً "لن يفتح ولن يدخل منه إنسان لأن الكلمة الإلهى دخل منه وخرج فيكون مغلقاً".
ولكن هناك من يتصور عكس ذلك ويرى ان العذراء انجبت بنين وبنات من يوسف النجار. وهذا البحث هو فى أثبات دوام بتولية العذراء ورد على من يرون عكس ذلك راجين من الرب الإله ان يكون سبب بركة للكثيرين وشفاعة العذراء القديسة مريم وصلوات قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث


نبذة تاريخية
(دوام بتولية العذراء)
1ـ إيمان الكنيسة منذ البدء
آمنت الكنيسة منذ البدء ان السيد المسيح هو كلمة الله(1) وعقله الناطق، قوة الله وحكمة الله(2)، صورة الله غير المنظور(3)، بها مجده ورسم (صوره) جوهره(4)، الله الظاهر فى الجسد(5)، عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا(6)، رب المجد(7)، القدوس(8)، الكائن على الكل إلهاً مباركاً(9)، الإله الوحيد والحكيم(10)، الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً(11).
جاء إلينا فى ملء الزمان مولوداً(12)، أتخذ جسداً(13)، من عذراء طاهرة نقية بعد ان بشرها الملاك جبرائيل بولادة الكلمة السرمدى بحلول الروح القدس عليها(14).
سكن اللاهوت فى أحشائها تسعة اشهر سكن اللاهوت فى أحشائها تسعة اشهر متحدياً باللاهوت بالناسوت، إذ اتحد اللاهوت بالناسوت فى أحشائها أتحاداً أبدياً بغير انفصال أو أختلاط او أمتزاج أو تغير أو استحالة فدعيت بذلك والدة الإله، لأنها ولدت الإله لمتجسد ولدت الناسوت المتحد باللاهوت، ولدت عمانوئيل الله معنا، الله ظهر فى الجسد المأخوذ من أحشائها، ولدت كلمة الله المتجسد لذا دعيت theotokos (ثيؤتوكوس) والدة الإله.
ونظراً لأن العذراء مريم حبلت وولدت الإله المتجسد فكان لابد أن تظل عذراء إلى الأبد، عذراء قبل الحبل وعذراء أثناء الحبل وعذراء بعد الولادة، لأن الإله السرمدى لا يجب ان يكون له أب بشرى عند التجسد والفادى لا يجب ان يكون من زرع بشر حتى يكون خالياً من الخطية لذا كان لابد ان تحبل به ليس من زرع بشر بل بقوة الله، بحلول الروح القدس عليها وقوة العلى التى ظللتها(15).
كما ان الإله الموجود فى كل مكان ولا يحده مكان والقادر على كل شىء(16) فى إمكانه ان يخرج منها دون أن يفض بكارتها، أن يولد منها وتظل بتوليتها مختومة وهذا ما حدث فعلآ. فكانت عذراء قبل الحبل واستمرت عذراء بعد الحبل وظلت عذراء بعد الولادة. ومن ثم دعتها الكنيسة بـ"العذراء إلى الأبد" و "الدائمة البتولية".
وكان هذا الإيمان هو إيمان الكنيسة الأولى، إيمان الرسل وخلفائهم وكان إيماناً مبنياً على الكتاب المقدس المسلم مرة للكنيسة.
2ـ إنكار بتولية العذراء
ظهرت فى القرن الأول بدعة دعيت ببدعة الأبيونيون وهم من المسيحيين الذين من اصل يهودى الذين أعتنقوا المسيحية وتعلقوا بالطقوس اليهودية التى تشبعوا بها وقتاً طويلاً فجاءت عقيدتهم خليطاً من المسيحية واليهودية وأنكروا لاهوت المسيح ولم يعترفوا بوجودة الإلهى قبل التجسد وأعتبروه مجرد إنسان عادى وبالتالى أنكروا ميلاده المعجزى من العذراء وقالوا إنه ولد كسائر البشر من أب هو يوسف وأم هى مريم(17) ويقول كل من أيريناؤس(18) والمؤرخ الكنسى يوسابيوس أنهما تبعا ترجمة ثيودوسيون Theodotion(19) الأفسسى وأكويلا البنطى Auila of Pontus(20) الذين ترجما نبؤه إشعياء "هوذا العذراء تحبل وتلد أبناً إلى "هوذا الفتاه (The young woman) تحبل وتلد أبناً"(21).
ثم جاء هيلفيدس (حوالى عام 382)(22) وأدعى أن مريم ويوسف قد تزوجا فعلاً بعد ميلاد المسيح وتبعه فى ذلك راهب هرطوقى يدعى جوفنياس (مات حوالى 405م) ويونسيوس أسقف يوغوسلافيا وحرمه مجمع كابوا (Capua عام 1391م)(23)، وأتبع هذا الرأى فى العصور الحديثه بعض المفسرين من بعض الفرق البروتستانتيه المتطرفه كالأخوة البلموث وغيرهم، وشهود يهوه(24) ولكن غالبيه المفسرين البروتستانت يؤمنون (كما سنرى) بدوام بتوليه العذراء.
3- بتولية العذراء فى كتابات الآباء
وكما قلنا أن الكنيسه المسيحيه أعتقدت فى كل عصورها بدوام بتوليه العذراء ودافعت عنها وفندت إدعاءات وهرطقه منكرى البتوليه ودعتها بالدائمه البتوليه
+ قال أغناطيوس الأنطاكى، تلميذ بطرس الرسول (30-107م)
"أما رئيس هذا العالم فقد جهل بتوليه مريم وايلادها وكذلك موت الرب"(25).
+ قال ايريناؤس أسقف ليون (120-202م):
"الذى هو كلمه الله.. ولد حقاً.. من مريم التى كانت وحتى الآن (هى) عذراء(26).
وقال أيضاً "مريم العذراء وجدت قطيعه"(27)
وأيضاً "صار الله إنساناً… معطياً أيانا المأخوذه من عذراء"(28)
كما طبق نبؤه إشعياء التى يقصد بها النبى عودة بنى إسرائيل إلى أورشليم على العذراء "قبل أن يأخذها الطلق ولدت. قل أن يأتى عليها المخاض ولدت ذكراً. من سمع مثل هذا. من رأى مثل هذا…"(29)
وأعتبر أن النبى يقصد ميلاد المسيح بطريقه ليس لها مثيل. وهو بذلك يؤكد بتوليه العذراء(30).
+ ويعترض اكليمندس الاسكندرى (150-215م) على من يقول أنها صارت امرأه ويقول أن القديسه مريم استمرت عذراء(31).
+ وقال العلامة أوريجانوس (185-245م):
"لقد تسلمنا تقليداً… أن مريم ذهبت بعدما أنجبت المخلص، لتتعبد (فى الهيكل) ووقفت فى الموضع المخصص للعذارى. حاول الذين يعرفون أنها أنجبت طفلاً طردها من الموضع، ولكن زكريا أجابهم أنها مستحقه الملكوت فى موضع العذارى، إذ لا تزال عذراء"(32).
وقال أيضاً "يليق أن لا ننسب لقب أولى العذارى بغير مريم"(33).
+ وقال القديس ميثوديوس (260-312م)
وشاهدنا أشعياء يعلن بوضوح لكل الأرض تحت الشمس وقبل أن يأخذها الطلق ولدت… الخ" العذراء الأم كليه القداسة .. أنجبت ابنها… وحفظ طهاره والدته بغير فساد وبلا دنس"(34).
+ وقال القديس أثناسيوس الرسولى (296-373م)
"لقد أخذ (الرب) جسداً إنسانياً حقيقياً من مريم الدائمه البتولية"(35).
+ ودعاها ديديموس الضرير (توفى سنه 396م) بالعذراء أثناء وبعد الميلاد، كما دعاها بالدائمة البتوليه"(36).
+ ودعاها البابا بطرس خاتم الشهداء (311م) "الدائمه البتولية"(37) وكذلك ابيفانيوس وكثيرون من الكتاب المعاصرين لهم والذين خلفوهم.
4- بتولية العذراء فى الكتابات الأبوكربقية
وكما كانت عقيدة "الدائمة البتولية" عقيدة راسخة فى الكنيسة كانت أيضاً منتشرة فى الكتابات الأبوكربقيه التى أنتشرت فى القرن الثانى والقرن الثالث وحتى السادس والتى أعطاها مؤلفوها لقب أناجيل ونسبوها أو أسموها بأسماء بعض الرسل لتلقى رواجاً بين بعض المؤمنين، وكانت تعبر عن الفكر الشعبى المسيحى وأحياناً يعتبر بعضها تاريخياً. ومع أن الكنيسة رفضتها من البداية لأنها أخذت أفكارها الرئيسية من الأناجيل القانونية ولكن موضوعاتها كانت مخله مملؤه بالمعجزات الصبيانيه الخرافية ومع ذلك ترى فيها الكنيسة تراثاً فكرياً شعبياً مبكراً.
وكل هذه الكتب الشعبية أو معظمها تؤكد بتولية العذراء وهذا بعض ما جاء بها
+ جاء فى الكتاب المسمى إنجيل يعقوب الأولى
"وقال الكاهن ليوسف أنت أخترت من الكثيرين لتأخذ عذراء الرب لتحفظها لديك وكان يوسف خائفاً وأخذها ليحفظها عنده"(38).
+ وجاء فى كتاب متى المزيف
"ترتيب جديد فى الحياة إكتشف بواسطة مريم وحدها التى وعدت أن تظل عذراء لله"(39). وذكر أن العذارى كن مع مريم وقت أكتشاف يوسف للعمل قلن له: "يمكن أن تختبر أنها ما زالت عذراء ولم تلمس". وجاء فيه أن سالومى لما شكت فى حقيقة بتولية العذراء ودوام هذه البتولية قالت: "أسمح لى أن المسك وعندما سمحت لها.. صرخت… بصوت عال وقالت: يارب يارب يا قدير أرحمنا‍‍ لم يسمع أبداً ولم يفكر فى أن واحد امتلأ ثدياها باللبن وأن ميلاد ابن يبين أن أمه ما تزال عذراء… عذراء حبلت، عذراء ولدت، وتظل عذراء"(41). وهذه الواقعة تذكر أيضاً فى إنجيل يعقوب الأولى(42).
+ وجاء فى الكتاب المسمى إنجيل طفولة مريم
"سوف لن تعرف إنساناً أبداً فهى وحدها بدون نظير، نقية، بلا دنس، بدون اجتماع رجل، هى عذراء، ستلد ابناً(43).
وجاء فيه أيضاً: "أخذ يوسف العذراء طبقاً لأمر الملاك كزوجة له وبرغم ذلك لم يعرفها ولكن أعتنى بها وحفظها فى طهارة"(44).
+ ويدعوا كتاب "تاريخ يوسف ومريم" العذراء بـ "السيدة مريم أمه العذراء"(45).
+ وكذلك كتاباً "نياحه، وصعود مريم يدعو مريم "المقدسة، والدة الإله والعذراء النقية" "والدة الإله والعذراء دائماً مريم" و"المطوبه العذراء مريم"(46).
+ ويدعوا كتاب "طفولة المخلص" مريم بـ "السيدة مريم أمه العذراء"(47).


كيف ولد المسيح
وظلت أمه عذراء
تنبأ إشعياء عن ميلاد الإله المتجسد من العذراء قائلاً: "ها العذراء تحل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل"(1). وقد استخدم النبى فى تعبيره كلمه "العذراء" وليس "عذراء" فهو يتكلم بلفظ معروف لإنسانه معروفه فى خطة الله الأزلية للخلاص(2). فتكلم عنا بآل التعريف ليعنى دوام بتوليتها، فهو يتكلم وكأنه يرى العذراء قبل الحبل وأثنائه وبعده ولا يرى فيها سوى العذراء التى ستلد عمانوئيل، الله معنا، فهو يراها عذراء قبل الحبل وعذراء أثناءه وعذراء بعد الولادة لذلك استخدم تعبير العذراء "ليعبر عن هذه الحقيقة".
حبلت العذراء بالطفل الغلهى وولدت وظلت عذراء وبتوليتها مختومة والسؤال الأن كيف ولدت القديسة مريم وظلت عذراء بعد الولادة؟
يقول الكتاب "وبينما هى هناك (فى بيت لحم) تمت أيامها لتلد فولدت أبنها البكر وقمطته واضجعته فى المزود"(3). وهذه الآية تؤكد لنا أن العذراء مريم حبلت لمدة تسعة أشهر، تمت أيامها، ثم ولدت وقمطت الطفل كسائر المواليد ولم يشر الكتاب إلى شئ غريب ربما يكون قد حدث وقت الولادة ولكن كل الظواهر نوحى بأن العذراء ظلت عذراء بعد الولادة كما كانت قبل الولادة، عذراء روحاً وجسداً وقد اعتادت الكنيسة منذ فجرها الأول أن تلقب القديسة مريم بالعذراء Parthenos (بارثينوس) والدائمة البتولية air Parthenos (ايبارثينوس) للتعبير عن دوام بتوليتها قبل وأثناء وبعد الحمل والولادة.
ولكن يظل السؤال كيف ولدت القديسة مريم ومع ذلك ظلت عذراء؟! والإجابة هى أنه كما خرج الرب يسوع المسيح من القبر والقبر مغلق وكما دخل على التلاميذ والأبواب مغلقة حتى إنهم ظنوه شبح(4) هكذا أيضاً خرج من العذراء وظلت العذراء كمت هى وبتوليتها مختومة.
وترى الكنيسة فى ما جاء فى حزقيال (1:44،2) "ثم ارجعى إلى طريق باب المقدس الخارجى المتجه إلى للمشرق وهو مغلق" فقال لى الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً" اشارة إلى بتولية العذراء الدائمة فقد حل عليها الروح القدس والكلمة الأزلى اتخذ جسداً من لحمها ودمها وحل فى أحشائها تسعة اشهر وخرج، فلا يعقل أن يفض بكارتها ولا يعقل أيضاً أن تجتمع بعد ذلك بإنسان أو تلد بنين أخرين غير المجد.
+ قال القديس جيروم: (مع أن الباب كان مغلق، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت فى الصخر، الذى لم يرقد فيه من قبل ولا بعده أنها جنة مغلقة، ينبوع مختوم(5) هى الباب الشرقى الذى تحدث عنه حزقيال المغلق إلى الدوام، المملوء نوراً .. يدخل إلى قدس الأقداس منه يدخل ويخرج من هو على رتبه ملكى صادق. ودعوهم يخبرونى كيف دخل يسوع والأبواب مغلقة، وأنا أجيبهم كيف تكون القديسة مريم أماً وعذراء بعد ميلاد ابنها ؟"(6).
+ قال مارافرام السريانى: "كما دخل الرب والأبواب مغلقه هكذا خرج من حشا البتول وبقيت بتوليتها سالمة لم تحل"(7).
+ قال أغسطينوس: "بعد قيامة المسيح عندما ظن إنه روح قال لتوما هات يدك وانظر لأن الروح ليس له جسد وعظام كما ترى، وبالرغم من ان جسده جسد شخص فى سن الرجولة فأنه دخل إلى حيث يوجد تلاميذه خلف الأبواب المغلقة، فأذا كان قد استطاع لأن يدخل خلال الأبواب المغلقة وهو فى جسد فى سن الرجولة فكيف لا يستطيع إذآ كطفل أن يترك جسم أمه دون أتلاف بتوليتها. الذى يؤمن ان الله ظهر فى الجسد يصدق الأمرين كليهما، أما غير المؤمن فلا يصدق هذا ولا ذاك"(8).
+ قال ذهبى الفم: "نحن نجهل أموراً كثيرة وعلى سبيل المثال كيف وجد غير المحدود فى رحم العذراء؟ ثم كيف الذى يحوى جميع الأشياء حملته امرأة؟ ثم العذراء كيف ولدت وهى كما هى عذراء؟"(9).
+ قال أغريغوريوس صانع العجائب: "رأى النبى المولود منك أيتها العذراء القديسة خلال الرمز .. بأى كلمات يمكنا أن نعبر عن كرامة بتوليتها . . النقية الطاهرة"(10).
+ قال القديس كيرلس الكبير: "لنمجد مريم دائمة البتولية بتسبيحة الفرح"(11).
+ قال القديس أغريغوريس الثيؤلوغوس: "ولد من عذراء وحفظ أيضاً عذريتها وبتوليتها بلا تغيير"(12).
+ قال القديس أغريغوريوس أسقف نيصص: "أن رحم العذراء الذى استخدم لميلاد بلا دنس هو مبارك لأن الميلاد يبطل أو يحل عذريتها، كما أن العذراوية لم تمنع أو تعق ذلك الميلاد العالى، كما اعلن عنه فى الإنجيل "طوبى للبطن الذى حملك والثديين اللذين رضعتهما"(13).
+ وجاء فى ثيؤتوكية الخميس: "يا للطلقات الإلهية العجيبة التى لوالدة الإله مريم العذراء كل حين. هذه التى منها اجتمع معاً بتولية بلا دنس وميلاد حقيقى. لأنه لم يسبق الميلاد زواج ولم يحل الميلاد أيضاً بتوليتها لأن الذى ولد إله بغير ألم من الأب ولد أيضاً حسب الجسد ونقول فى المجمع فى القداس الإلهى: "وبالأكثر القديسة المملؤة مجداً العذراء كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التى ولدت الله الكلمة بالحقيقة".


البنؤة بميلاد المسيح
من العذراء
جاء فى سفر نبؤة اشعياء النبى 14:7 "ولكن يعطيكم السيد نفسه آيه ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعوا أسمه عمانوئيل" .
والآيه تركز على أربعة نقاط هامة :
1ـ آيه "يعطيكم السيد نفسه آيه".
2ـ العذراء..من هى؟
3ـ العذراء تحبل وتلد ابناً.
4ـ المولود هو عمانوئيل.

1ـ الأيـــــه

والأية المقصودة فى هذا الفصل الإلهى أو المعجزة مزدوجة، فهى أولآ تعنى ان "عذراء" او "العذراء" ستحبل وتلد ومع ذلك تظل "عذراء" لأنه يتكلم عنها كعذراء سواء قبل الحبل أو اثناؤه او بعد الميلاد "ها العذراء تحبل وتلد" فالأيه تنص على ان العذراء ستحبل وان العذراء ستلد وبذلك تنص ضمنآ على أنه ستظل بعد الحبل والولادة عذراء ايضاً لأنه يدعوها "بالعذراء" معرفة بأداء التعريف.
والأيه ليست معطاه من بشر أو بواسطة بشر ولكن معطاة من الله ذاته "ولكن السيد نفسه يعطيكم أيه"، السيد نفسه وليس مخلوق هو معطى الأيه .
ولكن كيف تتم هذه الأيه ؟
وهذا ما سألته العذراء مريم نفسها للملاك قائله:
"كيف يكون لى هذا وأنا لست اعرف رجلاً"؟(1).
أى كيف أحبل وأنا عذراء وقد نذرت البتوليه وليس فى نيتى التراجع؟ ويجيب الملاك أن هذا الحبل لن يمس بتوليتك ولن يضطرك للتراجع عما نذرتيه وسوف تظلين بتول إلى الأبد. وأما عن الكيفيه فهذا عمل الله حده: "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله"(2).
الروح القدس هو الذى سيتولى هذه المهمه الآلهيه لأن المولود هو القدوس ذاته. وقوه الله هى التى تظللها أى تحل عليها، تسكن فيها، لذلك لن تحتاج إلى رجل، لن يكون المولود من زرع بشر لأنه القدوس، بل لابد أن يولد من عذراء بحلول الروح القدس على العذراء.
وكان برهان المعجزة، معجزة حبل العذراء هو حبل اليصابات العاقر المتقدمه فى الأيام وأمراه الشيخ(3) والتى لم تنجب فى شبابها ولكن أراد الرب أن تحبل وتنجب فى شيخوختها عبر هنا على قدرته التى ليست لها حدود.

2- العـــذراء

وكلمه "العذراء" المستخدمه هنا فضلاً عن أنها تشير إلى دوام البتوليه كما قلنا – وكما سنبين فى الفصول التاليه – وجاءت فى اللفظ العبرى "عولما –Alma" ونعنى فتاه ناضجه، وهو مشتق من أصل بمعنى "ناضج جنسياً" كما يعنى عذراء كامله الأنوثه، كما تشير إلى أمرأه فى سن الزواج ولكن لم تلد أطفال ويرادفها فى اليونانيه (neanis) نيانيس – فتاه)(4). وقد تكررت هذه الكلمه سبع مرات فى الكتاب المقدس وكلها ترجمت بمعنى فتاه (أو عذراء) غير متزوجه. وهى كالأتى
+ جاء فى تك 23:24،44 "فها أنا واقف على عين الماء وليكن أن الفتاه (عولما) التى تخرج.. هى المرأه التى عينها الرب لأبن سيدى".
والفتاه المقصوره هنا هى التى ستكون عروس لأسحق، أى أنها عذراء غير متزوجه.
+ وجاء فى نش 3:1 ".. أسمك دهن مهراق لذلك أحبتك العذارى" والعذارى هنا جمع (عولما).
+ وقع نش 8:5 "احلفكن يا بنات أورشليم أن وجدتن حبيبى". وبنات هنا جمع (عولما) والمقصود عذارى فى مرحله الحب قبل الزواج.
+ وقيل عن أخت موسى العذراء "فذهبت الفتاه ودعت أم الولد" خر8:2 والفتاه هنا (عولما).
+ وجاء فى ام 19:30 "طريق رجل بفتاه". والفتاه هنا (عولما) والمقصود بها العروس التى احضرت توا(5) ولم يدخل بها العريس" أى ما زالت عذراء.
+ وجاء فى مزمور 25:68 عن ضاربات الدفوف اثناء التسبيح للرب "فى الوسط فتيات ضاربات الدفوف" والفتيات هنا جمع (عولنا) والمقصود بهن العذارى(6) او الفتيات غير المتزوجات.
والكلمة السابعة هى ماجاء عن العذارء نفسها فى نبؤة أشعياء النبى. وهذا يدل على ان كلمة "عولما" المقصود بها فى اللغة العبرية على الأقل فى زمن الأيات المذكورة والتى يرجع تاريخ احداثها إلى سنة 1000 قبل الميلاد ـ الفتاة العذراء غير المتزوجة ولكنها فى سن النضوج والزواج كرفقة عروس اسحق وعذارى سفر النشيد وأخت موسى العذراء التى لم تكن قد تزوجت بعد وعروس وعروس النشيد وضاربات الدفوف فى فريق التسبيح للرب .
وهناك لفظ عبرى أخر هو "بتول" وهو مشتق من لفظ عبرى بمعنى يفصل، وتعنى عذراء منفصلة لم تعرف رجلآ قط، ومرادفها باليونانية "بارثينوس ـthenospar(7) .
وقد اختار الوحى الكلمة الأولى "عولما" للعذراء مريم فى سفر اشعياء النبى للدلاله على انها كانت فتاة ناضجة وفى سن الزواج، كما إنها كانت ستكون تحت وصايا خطيب ـ وذلك حسب الترتيب الإلهى ـ لحمايتها عند الحمل والولادة.
ولكن الوحى أيضاً الهم مترجمى الترجمة السبعينية فترجموا كلمة "ها العذراء(عولما).." إلى "ها العذراء (بارثينوس).." اى ترجموها "بارثينوس" عذراء منفصله لم تعرف رجلآ قط ولم يترجمها "نيانيس" للدلاله على انها ستكون عذراء دائمآ ولن تعرف رجلآ قط لأن محتوى الأية يدل ويؤكد على هذا المعنى وأن الفتاة المقصودة وإن كانت ستكون ناضجة وتحت وصايا خطيب إلا إنها ستكون عذراء لم ولن تعرف رجلآ قط "بارثينوس" رغم خطبتها ليوسف.

3ـ العهد الجديد والعذراء

وقد سار العهد الجديد على هذا النهج وأطلق على العذراء لقب "بارثينوس" واقتبس القديس متى فصل نبؤة اشعياء النبى وكتبها هكذا: "هوذا العذراء (بارثينوس) تحبل وتلد"(9). وكذلك القديس لوقا لم يستخدم عن العذراء مريم سوى "العذراء ـ بارثينوس":
+ "ارسل جبرائيل إلى عذراء (بارثينوس9 مخطوبة"(10).
+ "وأسم العذراء (بارثينوس) مريم"(11).
وهكذا أيضاً صار أباء الكنيسة داعين القديسة مريم بالعذراء "بارثينوس" والدائمة البتولية "إيبارثينوس"
ومما يذكر يبطل زعم اليهود ومن تبعهم بقولهم لم يكتب فى نبؤة اشعياء "عذراء" بل كتب "فتاة" محاولين النيل من بتولية العذراء سواء قبل الحبل أو بعده .
+ وإلى جانب ماذكر يضيف القديس كيرلس أورشليمى براهين اخرى لتفنيد رأى اليهود ودحض حجتهم قائلاً:
"لكن اليهود يعارضوننا فى ذلك (ومقاومة الحق عادة قديمة عندهم) إذ يقولون إن لم تكتب "العذراء" بل الفتاة. فليكن، لنسايرهم، وهكذا سنجد الحقيقة، إذ فى وسعنا أن نسألهم: متى تصرخ الفتاة المغتصبة طالبة النجدة. قبل الأعتداء أم بعده؟ وإذا كان الكتاب يقول فى موضع اخر: "صرخت الفتاة فلم يكن من يخلفها"(12)، أفلا يتكلم هنا عن عذراء؟ ولكى تعلم بوضوح ان العذراء فى الكتاب المقدس تدعى فتاه، اسمع ما جاء فى سفر الملوك عن ابيشاج الشونميه "كانت الفتاة جميلة جداً"(13) لابد من التسليم إنها اختيرت بسبب بتوليتها"(14).

4ـ عمانوئيل

والنقطة الهامة فى هذا الموضوع من ستحبل به هذه العذراء وتلده، انه "عمانوئيل" أى "الله معنا"(15) أى ان الذى ستحبل به العذراء هو "إيل ـ الله" الذى اتحد بالناسوت داخل احشائها، انها ستلد الإله المتجسد، الله الظاهر(16) فى الجسد، ستلد الناسوت المتحد باللاهوت "الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" ولذلك كان لابد ان تكون عذراء وتظل عذراء لأنها لم تلد مجرد مخلوق بل ولدت الإله المتجسد الذى حل فى أحشائها تسعة اشهر واتخذ جسداً داخل احشائها(17)، وتغذى على غذائها فكان لابد ان تحبل وهى عذراء وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، فالمولود هو الخالق ذاته.


لماذا خطبت القديسة مريم
ليوسف النجار؟
هناك عدة اسئلة تطرح نفسها عن سبب خطبة العذراء ليوسف النجار:
+ إذا كانت القديسة مريم قد اختارت البتولية فلماذا خطبت ليوسف النجار؟
+ هل اتفق يوسف النجار مع العذراء أو كان فى نيتها الزواج الفعلى وإنجاب الأطفال؟
+ ماذا يعنى قول الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه واهرب إلى ارض مصر"(1)؟
والكتاب المقدس والتقليد يجيبان على هذه الأسئلة وغيرها بدقة ووضوح.
1ـ عذراء إلى الأبد:
تتضح نية القديسة مريم من عدم إعتزام الزواج الفعلى واعتزام البتولية كل ايام حياتها من موقفها عند بشارة الملاك لها بالحبل بالطفل الإلهى. فلما قال لها الملاك: "ها انت ستحبلين وتلدين أبنآ وتسمينه يسوع"(2).
سألت هى الملاك فى دهشة واستغراب قائلة:
"كيف يكون لى هذا وانا لا أعرف رجلاً"(3)؟
وسؤال العذراء هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً من الشك انها لم تفكر فى الزواج والإنجاب مطلقاً . فلو كانت قد اعتزمت الزواج من يوسف لما كانت قد سألت الملاك هذا السؤال على الإطلاق بل لأعتقدت أن هذا (الحبل) سيتم بعد الدخول الفعلى بيوسف خاصة وانها مخطوبة له. ولكن سؤالها يؤكد إنها لم تفكر فى الزواج والحبل مطلقاً. ومما يؤكد ذلك أن سؤالها للملاك يشبه أستفسار زكريا الكاهن عندما بشره الملاك بحبل زوجته وإنجابها ليوحنا المعمدان فقال "كيف اعلم هذا لأنى شيخ وإمرأتى متقدمة فى أيامها"(4) وكذلك إستغراب سارة وضحكها عندما بشر الرب ابراهيم بولادة اسحق "وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين فى الأيام. وقد انقطع ان يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت سارة فى باطنها قائلة أبعد فنائى يكون لى تنعيم وسيدى قد شاخ.. ضحكت سارة قائلة أفبالحقيقه ألد وانا قد شيخت"(5).
زكريا استغرب واندهش من بشارة الملاك لأن زوجته كانت عاقراً كما إنهما قد شاخا وهناك استحالة حتى فى مجرد التفكير فى الإنجاب بحسب المقاييس البشرية وكذلك سارة. زكريا استفسر من الملاك عن كيفية حدوث ذلك غير مصدق وسارة ضحكت غير مصدقة والقديسة مريم اندهشت واستغربت "كيف يكون لى هذا وانا لست اعرف رجلاً"؟ . زكريا وسارة لم يصدقا مطلقاً قبل البشارة انهما سينجبان وبعد البشارة شكا لأن الطبيعة تقول أن هذا محال والعذراء مريم استغربت حدوث الحبل والولادة لإنها نذرت البتولية، فكان المعجزة ان الشيوخ ـ إبراهيم وسارة وزكريا واليصابات ـ ينجبون اسحق ويوحنا والعذراء تحبل وتلد الإله المتجسد وتظل عذراء إلى الأبد. فأمنت العذراء على الفور قائلة: "هوذا أنا امة الرب ليكن لى كقولك"(6).
+ قال القديس اغسطينوس
"بالتأكيد ما كانت تنطق بهذا (كيف يكون لى هذا..) ولم يوجد نذر مسبق بأن تقدم بتوليتها لله وقد وضعت فى قلبها ان تحققه"(7).
+ وقال ذهبى الفم
"كيف يكون لى هذا وانا لا أعرف رجلآ، ليس شكاً بل أستفساراً وهو دليل على انها أعتزمت البتوليه"(8) .
+ وقال القديس امبروسيوس
"لم ترفض مريم الإيمان بكلام الملاك ولا اعتذرت عن قبوله بل أبدت أستعدادها له، أما عبارة: "كيف يكون هذا"؟ فلا تنم عن الشك فى الأمر قط إنما تساؤل عن كيفية إتمام الأمر…لأنها تحاول ان تجد حلاً للقضية.. فمن حقها ان تعرف كيف تتم الولادة الإعجازية العجيبة"(9).
2ـ لماذا خبطت مريم ليوسف؟
بشر الملاك مريم انها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر وإنها ستلد القدوس، فماذا يقول عنها الناس عندما يجدونها حامل وهى غير متزوجة؟ والأجابة هى إنها ستتهم بالزنا وترجم حتى الموت، حسب الشريعة(10). أو ان يقوم الجنين بإعلان حقيقة الوهيته بقوات وعجائب كما سجد له المعمدان وهو جنين فى بطن أمه(11)، ولكن السر الإلهى، سر التجسد كان لابد يخفى عن الشيطان الذى لو علم به وتيقن منه لكان، على الأقل، قد حاول ان يفسر عمل الفداء ومن ثم يحاول تعطيله. لكن الشيطان لم يعلم هذه الحقيقة، حقيقة الحبل الإلهى ـ إلا بعد القيامة وحلول الروح القدس.
+ قال القديس اغناطيوس
"أما رئيس هذا العالم فقد جهل بتولية العذراء وايلاها وكذلك موت الرب"(12).
+ ويرى العلامة اوريجانوس بأن وجود خطيب او رجل لمريم ينزع كل شك من جهتها عندما يظهر الحمل عليها"(13).
+ قال القديس امبروسيوس عن خطبة العذراء ليوسف
"ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فأنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته(14)" .
ويضيف "هناك سببآ أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفته"(15).
+ وقد زكر القديس جيروم عدة اسباب لخطبة مريم ليوسف
اولاً: لكى ينسب (المسيح) للقديس يوسف قريب القديسة مريم، فيظهر إنه المسيا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا.
ثانياً: لكى لا تُرجم القديسة مريم طبقاً للشريعة الموسوية كزانية، فقد سلمها الرب للقديس البار الذى عرف بر خطيبته وأكد له الملاك سر حبلها بالمسيا المخلص
ثالثاً: لكى تجد القديسة معها من يعزيها خاصة اثناء هروبها من مصر.
+ قال ذهبى الفم:
"مع العلم ان عذراوية مريم كانت سرآ مخفيآ عن الشيطان مثل امر صلبه".
+ قال الأنبا بولس البوشى:
"ذكر انها خطبت ليوسف لكى ما يخفى الرب تدبير التجسد عن الشيطان. لأن النبوه تذكر بأن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعوا اسمه عمانوئيل. ولهذا كانت البشارة بعد خروج السيدة العذراء من الهيكل إلى بيت يوسف ليخفى سر الحبل فى ذلك"(18) .
+ قال العلامة يوحنا الدمشقى:
"ولما كان عدو خلاصنا يترصد العذارى لسبب نبؤة اشعياء القائل "ها العذراء… " . ولكن لكى يصطاد الحكماء بخدعتهم"(19) ـ فلكى يخدع المتباهى دوماً بحكمته ـ دفع الكهنة بالصبية للزواج من يوسف، وكان ذلك "كتاب جديد مختوم لمن يعرف الكتابة"(20). فأصبح الزواج حصناً للعذراء وخدعه لمترصد العذارى"(21) .
+ قال القديس أغريغوريوس الصانع العجائب:
"أرسل جبرائيل إلى عذراء مخطوبة لكنها لم تتحد معه، إنها مخطوبة ولكنها لم تمس. لماذا كانت مخطوبة؟ حتى لا يدرك الشرير (الشيطان) السر قبل الأوان فقد كان عارفاً ان الملك سيأتى من عذراء إذ سمع ما جاء فى اشعياء … وكان يهتم ان يعرف العذراء ويتهمها بالعار، لهذا جاء الرب من عذراء مخطوبة حتى يفسد حيل الشيطان لأن المخطوبة مرتبطة بمن سيكون رجلها"(22).
3ـ كيف تمت خطبة العذراء مريم ليوسف
وندرس هنا ثلاث نقط:
1ـ كيفية اتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح.
2ـ متى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف.
3ـ هل كان يوسف النجار فتى أم شيخ؟
يقول التقليد والأباء ان الخطبة كانت تتم، حسب عادة اليهود، رسميآ أمام الكهنة، والشريعة تعتبر المخطوبة كالمتزوجة تمامآ ـ عا العلاقات الزوجية، وتدعى زوجة وتصبح أرمله ان مات خطيبها وتتمتع بجميع الحقوق المالية إن مات خطيبها او طلقت منه، ولايمكن ان يتخلى عنها خطيبها إلا بكتاب الطلاق، كالزوجة تماماً، وإذا زنت تعتبر خائنة لزوجها وتعامل معاملة الخائنة وليس معاملة العذراء الغير مرتبطة برجل(23).
ويروى التقليد ان العذراء مريم خطبت ليوسف رسمياً أًمام كهنة اليهود بعقد رسمى وكما يروى الكتاب والتقليد أيضاً فقد احتفظ بها فى بيته فى الناصره(24). فكانت فى نظر بنى إسرائيل خطيبته، وإمرأته، فهو رجلها، وقال له الملاك: "لا تخف ان تأخذ مريم أمرأتك"(25).
+ قال ذهبى الفم:
"وهنا يدعوا الخطيبة زوجة كما تعود الكتاب ان يدعوا المخطوبين أزواج قبل الزواج، وماذا تعنى "تأخذ"؟ اى تحفظها فى بيتك لأنه بالنية قد أخرجها، احفظ هذه التى أخرجتها كما قد عهد بها إليك من قبل الله وليس من قبل والديها"(26).
اما متى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف، فهذا يتضح من الزمن المستخدم فى اللغة اليونانية فى قوله "كانت مريم مخطوبة ليوسف"(27) والذى يبين أن الخطبة كانت قد تمت حديثاً جداً وبما قبل ظهور الملاك لها بأيام قليلة جداً. وهذا مايبين قصد الله من خطبة العذراء ليوسف، فقد خطبت قبل الوقت المعين للبشارة بوقت قليل، لتصبح تحت حماية رجل، ولأنها نذرت بتوليته إلى الأبد فقد عاش معها يوسف النجار التى تجمع التقاليد على إنه كان شيخاً وعاش معها فى حالة قداسه كامله.
+ قال تاتيان عن علاقة يوسف بمريم العذراء:
"كان يسكن معها فى قداسة"(28).
مما سبق يتضح ان ما تصوره بعض الأفلام الأوربية وماتدعيه بعض الطوائف المتطرفه عن صبا مريم ويوسف أو عن وجود نية للزواج بينهما لا أساس له من الصحة سواء عقلياً او تاريخياً او كتابياً.
4ـ خذ الصبى وأمة
هناك نقطة هامة فى بحث العلاقة بين القديسة مريم ويوسف النجار وهى إننا لا نجد نصاً واحداً فى الكتاب خاصة بعد ميلاد الطفل الإلهى يشير او يشتم منه اى صله زواجية بين يوسف النجار والعذراء بل على العكس تماما فبعد الميلاد يخاطب الملاك يوسف ويقول له قم وخذ الصبي وأمة وأهرب إلى ارض مصر"(29) ومتى الإنجيلى يقول "فقام وأخذ الصبى وأمه"(30) ثم يخاطبه الملاك فى مصر أيضاَ قائلاً: "قم خذ الصبى وأمه واذهب إلى ارض إسرائيل.. فقام وأخذ الصبى وأمه وجاء إلى ارض إسرائيل"(31).
الوحى يخاطبه بالقول "خذ الصبى وأمه" وليس الصبى وزوجتك، مما يدل ويؤكد انه لم يصبح زوجآ فعليآ بعد ميلاد الطفل الإلهى وانه لم يكن له اى صله زواجيه بها وإلا لكان قال له "خذ الصبى وزوجتك" وليس "الصبى وأمه". ولكن قول الملاك هذا وتأكيد الإنجيلى يؤكدان ان مهمة يوسف كخطيب وزوج قد نجحت فى حماية العذراء من الأتهام بالزنا كانت مهمة شرعية وظاهرية أمام الناس ولأخفاء سر التجسد والفداء عن الشيطان وليست علاقه زواجيه. بل ان ذلك يؤكد لا لبس فيه ولا غموض أن يوسف كان رجلاً باراً من تهمة الزنا وعقوبة الرجم فصار زوجاً لها على الورق وأمام بنى إسرائيل فقط، وأيضاً للهروب بالصبى وأمه إلى مصر ثم العودة إلى إسرائيل والسكن فى الناصرة وإعطاء الصبى اسم يوسف كأب أمام الناس بالإضافة إلى حرفة النجارة فقيل عنه:
"وهو (يسوع) على ما كان يظن ابن يوسف"(32).
"يسوع ابن يوسف الذى من الناصرة"(33).
"أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفون بأبية وأمه"(34).
"أليس هذا ابن النجار"(35) .
+ قال ذهبى الفم
"وقال الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه" ولم يقل له "زوجتك" هذا الكلام بعد الولادة يثبت إنها لم تعد زوجه له بعد ولادة المسيح بل علاقتها مازالت مع المسيح وليست معه"(36).
+ وقال القديس باسيليوس
"ان المسيحيون لا يطيقون أن يسمعوا بزواج العذراء بعد ولادة السيد المسيح لأنه على خلاف ما تسلموه من آبائهم"(37).
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الممتلئة‏ ‏نعمة
لنيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏موسي أسقف‏ ‏الشباب

قال‏ ‏الملاك‏ ‏للسيدة‏ ‏العذراء‏ ‏حين‏ ‏بشرها‏:‏سلام‏ ‏لك‏ ‏أيتها‏ ‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏(‏لو‏1:28).‏
ماهي‏ ‏النعمة؟
هي‏ ‏عمل‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏في‏ ‏الإنسان‏, ‏من‏ ‏أجل‏ ‏خلاص‏ ‏نفسه‏, ‏وتقديسه‏, ‏وتكميله‏..‏ليصير‏ ‏مناسبا‏ ‏للحياة‏ ‏المسيحية‏ ‏هنا‏, ‏والحياة‏ ‏الأبدية‏ ‏هناك‏.‏
وكلمة‏ ‏نعمة‏ ‏باليونانية‏ ‏معناهاخاريس‏ ‏وبالإنجليزية‏grace, ‏ومعناها‏ ‏العمل‏ ‏المجاني‏ ‏الذي‏ ‏يقدمه‏ ‏روح‏ ‏الله‏ ‏للإنسان‏, ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏, ‏لهذا‏ ‏يقول‏ ‏الرسول‏ ‏بولس‏:‏
خلصنا‏ ‏بغسل‏ ‏الميلاد‏ ‏الثاني‏ ‏وتجديد‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏...‏حتي‏ ‏إذا‏ ‏تبررنا‏ ‏بنعمته‏, ‏نصير‏ ‏ورثة‏ ‏حسب‏ ‏رجاء‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏(‏تي‏3:5, 7).‏
متبررين‏ ‏مجانا‏ ‏بنعمته‏ ‏بالفداء‏ ‏الذي‏ ‏بيسوع‏ ‏المسيح‏, ‏الذي‏ ‏قدمه‏ ‏الله‏ ‏كفارة‏ ‏بالإيمان‏ ‏بدمه‏, ‏لإظهار‏ ‏بره‏, ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الصفح‏ ‏عن‏ ‏الخطايا‏ ‏السالفة‏ ‏بإمهال‏ ‏الله‏(‏رو‏3:24, 25).‏
ونحن‏ ‏أموات‏ ‏بالخطايا‏ ‏أحيانا‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏بالنعمة‏ ‏أنتم‏ ‏مخلصون‏(‏أفس‏2:5).‏
ومن‏ ‏هذه‏ ‏الآيات‏ ‏نكتشف‏ ‏مفاعيل‏ ‏النعمة‏ ‏الإلهية‏, ‏التي‏ ‏قدمها‏ ‏لنا‏ ‏الرب‏, ‏من‏ ‏خلال‏ ‏تجسده‏ ‏وفدائه‏ ‏لنا‏:‏
‏1-‏التبرير‏: ‏وهو‏ ‏غير‏ ‏التبرئة‏, ‏فنحن‏ ‏خطاة‏, ‏ومدانون‏, ‏لكن‏ ‏الرب‏ ‏بررنا‏ ‏بأن‏ ‏دفع‏ ‏هو‏ ‏ديون‏ ‏خطايانا‏ ‏كما‏ ‏علمنا‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏, ‏والقديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏.‏
فالرب‏ ‏يسوعيصالح‏ ‏الاثنين‏ ‏في‏ ‏جسد‏ ‏واحد‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏بالصليب‏, ‏قاتلا‏ ‏العداوة‏ ‏به‏(‏أف‏2:16) ‏أي‏ ‏أننا‏ ‏كنا‏ ‏في‏ ‏خصومة‏, ‏وتحت‏ ‏عقوبة‏, ‏وعلينا‏ ‏دين‏:‏أجرة‏ ‏الخطية‏ ‏موت‏(‏رو‏6:23) ‏لكن‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏علي‏ ‏الصليبحمل‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏خطايانا‏ ‏في‏ ‏جسده‏ ‏علي‏ ‏الخشبة‏(1‏بط‏2:24),‏ومات‏ ‏عوضا‏ ‏عنا‏(‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏), ‏فصرنا‏ ‏نقول‏ ‏له‏:‏حولت‏ ‏لي‏ ‏العقوبة‏ ‏خلاصنا‏...‏أنا‏ ‏اختطفت‏ ‏لي‏ ‏حكم‏ ‏الموت‏(‏القداس‏ ‏الغريغوري‏). ‏وهكذا‏ ‏بررنا‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏إذ‏ ‏دفع‏ ‏الدين‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏علينا‏ ‏وحمل‏ ‏حكم‏ ‏الموت‏ ‏بدلا‏ ‏منا‏.‏
‏2- ‏الخلاص‏: ‏والمقصود‏ ‏به‏ ‏أن‏ ‏دم‏ ‏المسيح‏ ‏خلصنا‏ ‏من‏ ‏خطايانا‏ ‏بأنه‏:‏
يغفرها‏ ‏لنا‏:‏وبدون‏ ‏سفك‏ ‏دم‏ ‏لا‏ ‏تحصل‏ ‏مغفرة‏(‏عب‏9:22).‏
يطهرنا‏ ‏منها‏:‏ودم‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏ابنه‏ ‏يطهرنا‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏خطية‏(1‏يو‏1:7).‏
يقدسنا‏ ‏للرب‏:‏لذلك‏ ‏يسوع‏ ‏أيضا‏, ‏لكي‏ ‏يقدس‏ ‏الشعب‏ ‏بدم‏ ‏نفسه‏, ‏تألم‏ ‏خارج‏ ‏الباب‏(‏عب‏13:12).‏
يثبتنا‏ ‏فيه‏:‏من‏ ‏يأكل‏ ‏جسدي‏ ‏ويشرب‏ ‏دمي‏ ‏يثبت‏ ‏في‏ ‏وأنا‏ ‏فيه‏(‏يو‏6:56).‏
يعطينا‏ ‏حياة‏ ‏أبدية‏:‏من‏ ‏يأكل‏ ‏جسدي‏ ‏ويشرب‏ ‏دمي‏ ‏فله‏ ‏حياة‏ ‏أبدية‏(‏يو‏6:54).‏
‏3- ‏التجديد‏:‏فالرب‏ ‏يسوع‏, ‏بروحه‏ ‏القدس‏ ‏يجددنا‏:‏
فبالمعمودية‏ ‏والميرون‏:‏تتجدد‏ ‏طبيعتنا‏.‏
وبالتوبة‏: ‏تتجدد‏ ‏سيرتنا‏.‏
وبوسائط‏ ‏النعمة‏: ‏نتجدد‏ ‏يوما‏ ‏فيوما‏.‏
وبتغيير‏ ‏الجسد‏ ‏في‏ ‏القيامة‏: ‏تتجدد‏ ‏أجسادنا‏ ‏فتصير‏ ‏أجسادا‏ ‏نورانية‏.‏
‏4-‏الميراث‏: ‏النعمة‏ ‏المجانية‏, ‏التي‏ ‏دفع‏ ‏ثمنها‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏بتجسده‏ ‏وفدائه‏ ‏لنا‏, ‏جعلتنا‏ ‏أبناء‏ ‏لله‏, ‏وورثة‏ ‏للملكوت‏...‏فصرناورثة‏ ‏حسب‏ ‏رجاء‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏(‏تي‏3:7)...‏لهذا‏ ‏قال‏ ‏لنا‏:‏لا‏ ‏تخف‏, ‏أيها‏ ‏القطيع‏ ‏الصغير‏, ‏لأن‏ ‏أباكم‏ ‏قد‏ ‏سر‏ ‏أن‏ ‏يعطيكم‏ ‏الملكوت‏(‏لو‏12:32).‏
السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏كانت‏ ‏ممتلئة‏ ‏نعمة‏, ‏بالروح‏ ‏القدس‏, ‏فصارت‏ ‏السماء‏ ‏الثانية‏, ‏والشفيعة‏ ‏المؤتمنة‏, ‏ليتنا‏ ‏نطلب‏ ‏قبسا‏ ‏مما‏ ‏نالته‏ ‏من‏ ‏نعمة‏ ‏فائقة‏.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
مريم‏ ‏فائقة‏ ‏القداسة
المتنيح‏ ‏الآبا‏ ‏غريغوريوس

إن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏ليست‏ ‏فقط‏ ‏صديقة‏ ‏وقديسة‏, ‏لكنها‏ ‏فائقة‏ ‏القداسة‏, ‏وقد‏ ‏وصفها‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏عندما‏ ‏بشرها‏ ‏بالحبل‏ ‏الإلهي‏ ‏منها‏ ‏أنها‏ (‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏) (‏لوقا‏ 1:28), ‏ومعني‏ ‏أها‏ (‏ممتلئة‏ ‏نعمة‏) ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏قبل‏ ‏اختيارها‏ ‏لشرف‏ ‏ولادة‏ ‏الله‏ ‏الكلمة‏ ‏منها‏, ‏نقية‏ ‏وطاهرة‏ ‏وعفيفة‏ ‏ومفعمة‏ ‏بالفضيلة‏ ‏إي‏ ‏درجة‏ ‏الامتلاء‏ ‏الكامل‏, ‏وهي‏ ‏قامة‏ ‏روحية‏ ‏عظيمة‏ ‏نادرة‏ ‏في‏ ‏فتاة‏ ‏في‏ ‏مثل‏ ‏سن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏, ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏قد‏ ‏بلغت‏ ‏الثالثة‏ ‏عشرة‏ ‏من‏ ‏عمرها‏: (‏بنات‏ ‏كثيرات‏ ‏عملن‏ ‏فضلا‏. ‏أما‏ ‏أنت‏ ‏ففقت‏ ‏عليهن‏ ‏جميعا‏) (‏أمثال‏ 31:29). ‏وإذا‏ ‏كانت‏ ‏تلك‏ ‏هي‏ ‏قامتها‏ ‏الروحية‏ ‏وهي‏ ‏صبية‏ ‏صغيرة‏, ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏القامة‏ ‏امتدت‏ ‏طولا‏ ‏وعرضا‏ ‏وعمقا‏ ‏بتأملها‏ ‏في‏ ‏سر‏ ‏التجسد‏, ‏وبملازمتها‏ ‏للمسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏, ‏وانفعالها‏ ‏المستمر‏ ‏بالمكاشفات‏ ‏الروحية‏ ‏والتجليات‏ ‏العالية‏ ‏التي‏ ‏عاشتها‏ ‏وعايشتها‏, ‏واستغرقت‏ ‏روحها‏ ‏ونفسها‏ ‏وذهنها‏ ‏وكل‏ ‏كيانها‏ ‏ووجدانها‏. ‏قال‏ ‏عنها‏ ‏الإنجيل‏ (‏وأما‏ ‏مريم‏ ‏كانت‏ ‏تحفظ‏ ‏جميع‏ ‏هذا‏ ‏الكلام‏ ‏متفكرة‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏قلبها‏... ‏وكانت‏ ‏أمه‏ ‏تحفظ‏ ‏جميع‏ ‏هذه‏ ‏الأمر‏ ‏في‏ ‏قلبها‏) (‏لوقا‏ 2:19, 51). ‏إن‏ ‏مريم‏ ‏تحولت‏ ‏بفضل‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏الجو‏ ‏الروحاني‏ ‏الذي‏ ‏غمرها‏, ‏وغرقت‏ ‏هي‏ ‏في‏ ‏أعماقه‏ ‏وغاصت‏ ‏في‏ ‏بحوره‏, ‏ومتابعتها‏ ‏المستمرة‏ ‏المتأنية‏ ‏لكل‏ ‏كلمة‏ ‏من‏ ‏ابنها‏ ‏وسيدها‏ ‏وربها‏ ‏الذي‏ ‏وقفت‏ ‏وأوقفت‏ ‏كل‏ ‏حياتها‏ ‏علي‏ ‏خدمته‏, ‏ومتابعتها‏ ‏المستمرة‏ ‏المتأنية‏ ‏لكل‏ ‏تصرفاته‏ ‏وكل‏ ‏تحركاته‏, ‏وما‏ ‏صاحب‏ ‏حياته‏ ‏من‏ ‏أحداث‏ ‏إلهية‏ ‏مبهرة‏ ‏ومعجزات‏ ‏وآيات‏ ‏وقدرات‏ ‏سحقت‏ ‏روح‏ ‏مريم‏ ‏بمزيد‏ ‏من‏ ‏الاتضاع‏, ‏والاستغراق‏ ‏الروحاني‏, ‏حتي‏ ‏صارت‏ ‏تحيا‏ (‏في‏ ‏الروح‏) (‏الرؤيا‏ 1:10) ‏وكأنها‏ ‏ليست‏ ‏في‏ ‏الجسد‏, ‏ولعلها‏ ‏من‏ ‏عمق‏ ‏استغراقها‏ ‏في‏ ‏الروحيات‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏تدري‏ (‏هل‏ ‏هي‏ ‏في‏ ‏الجسد‏ ‏أم‏ ‏خارج‏ ‏الجسد‏) (2.‏كورنثوس‏ 12:2, 3).‏
إن‏ ‏إنسانة‏ ‏روحانية‏ ‏بهذه‏ ‏الدرجة‏, ‏بدأت‏ ‏خدمتها‏ ‏في‏ ‏سن‏ ‏الصبوة‏ ‏وهي‏ (‏ممتلئة‏ ‏نعمة‏) ‏وامتدت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏قامتها‏ ‏الروحية‏ ‏طولا‏ ‏وعرضا‏ ‏وعمقا‏, ‏كيف‏ ‏لا‏ ‏تكون‏ ‏لها‏ ‏عند‏ ‏الله‏ ‏شفاعة‏ ‏ودالة؟‏ ‏وكيف‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏لصلواتها‏ ‏وزن‏ ‏ثقيل؟‏.‏
إذا‏ ‏كان‏ ‏الله‏ ‏تعالي‏ ‏يقرر‏ ‏أنه‏ ‏إن‏ ‏وجد‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏خمسين‏ ‏أو‏ ‏أربعين‏ ‏أو‏ ‏ثلاثين‏ ‏أو‏ ‏عشرين‏ ‏أو‏ ‏عشرة‏ ‏أبرار‏, ‏فإنه‏ ‏يصفح‏ ‏عن‏ ‏المكان‏ ‏كله‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الأبرار‏ ‏الذين‏ ‏فيه‏, ‏ويطيل‏ ‏أناته‏ ‏علي‏ ‏الخطاة‏ ‏الذين‏ ‏في‏ ‏المكان‏ ‏ولا‏ ‏يهلكهم‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الأبرار‏ ‏الذين‏ ‏في‏ ‏وسطهم‏ (‏التكوين‏ 18:23-32), ‏فكيف‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏لمريم‏ ‏العذراء‏ ‏وهي‏ (‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏) ‏والفائقة‏ ‏القداسة‏, ‏شفاعة‏ ‏ودالة‏ ‏عند‏ ‏الله‏ ‏بحيث‏ ‏أنه‏ ‏بصلواتها‏ ‏وطلباتها‏ ‏يرحم‏ ‏الرب‏ ‏بشرا‏ ‏آخرين‏ ‏تشفع‏ ‏هي‏ ‏فيهم‏, ‏فتشملهم‏ ‏مراحم‏ ‏الرب‏ ‏ويطيل‏ ‏أناته‏ ‏عليهم؟
الملكة‏ ‏أم‏ ‏الملك
لكن‏ ‏مريم‏ ‏العذراء‏ ‏بفضل‏ ‏روحانيتها‏ ‏وقداستها‏, ‏قد‏ ‏اصطفاها‏ ‏الرب‏ ‏دون‏ ‏نساء‏ ‏العالمين‏ (‏لوقا‏ 1:28, 42) ‏لتكون‏ ‏هي‏ (‏المختارة‏) (2. ‏يوحنا‏:1) ‏التي‏ ‏يحل‏ ‏الله‏ ‏الكلمة‏ ‏فيها‏, ‏ومن‏ ‏دمها‏ ‏ولحمها‏ ‏تكون‏ ‏الجسد‏ ‏الذي‏ ‏اتحد‏ ‏به‏ ‏اللاهوت‏, ‏وظهر‏ ‏منها‏ (‏الله‏ ‏متجسدا‏) (1. ‏تيموثيئوس‏ 3:16), ‏إنه‏ ‏شرف‏, ‏ياله‏ ‏من‏ ‏شرف‏, ‏أن‏ ‏تصبح‏ ‏امرأة‏ ‏من‏ ‏جنسنا‏ (‏سماء‏ ‏ثانية‏) ‏حل‏ ‏فيها‏ ‏الله‏ ‏جسديا‏, ‏وأن‏ ‏تصير‏ ‏من‏ ‏ثم‏ (‏والدة‏ ‏الإله‏), (‏إشعياء‏ 7:14) ‏وأن‏ ‏يجلس‏ ‏الله‏ ‏الكلمة‏ ‏علي‏ ‏ركبتيها‏ ‏وهو‏ (‏الجالس‏ ‏فوق‏ ‏الكاروبيم‏) (1. ‏صموئيل‏ 4:4), (2. ‏صموئيل‏ 6:2), (‏مزمور‏ 79:1)... ‏هي‏ ‏إذن‏ ‏الملكة‏ ‏أم‏ ‏الملك‏ (‏مزمور‏ 44:9). ‏فبهذه‏ ‏المكانة‏ ‏السامية‏ ‏وهذه‏ ‏الصفة‏ ‏والحيثية‏ ‏هي‏ ‏ذات‏ ‏دالة‏ ‏وشفاعة‏, ‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏لصلواتها‏ ‏مكانة‏ ‏أمام‏ ‏الله‏, ‏مكانة‏ ‏لا‏ ‏تعلوها‏ ‏مكانة‏ ‏لأحد‏ ‏آخر‏ ‏من‏ ‏القديسين‏ ‏والقديسات‏.‏
ألم‏ ‏يقل‏ ‏لها‏ ‏الملاك‏ ‏المبشر‏: (‏إنك‏ ‏قد‏ ‏نلت‏ ‏نعمة‏ ‏عند‏ ‏الله‏) (‏لوقا‏ 1:20) ‏ولا‏ ‏ينال‏ ‏هذه‏ ‏النعمة‏ ‏والحظوة‏ ‏إلا‏ ‏من‏ ‏أرضي‏ ‏الرب‏ ‏بسيرته‏ ‏العطرة‏.‏
مريم‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏في‏ ‏آلامه
علي‏ ‏أن‏ ‏شفاعة‏ ‏مريم‏ ‏وفعاليات‏ ‏صلواتها‏ ‏ودالتها‏ ‏أمام‏ ‏الله‏ ‏ليست‏ ‏فقط‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏مكانتها‏ ‏باعتبارها‏ ‏الملكة‏ ‏أم‏ ‏الملك‏, ‏وليست‏ ‏فحسب‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏روحانية‏ ‏حياتها‏ ‏وقداسة‏ ‏سيرتها‏ ‏وهي‏ (‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏) ‏والفائقة‏ ‏القداسة‏ ‏ولذلك‏ (‏نالت‏ ‏نعمة‏ ‏عند‏ ‏الله‏), ‏ولكنها‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏وذاك‏, ‏لأنها‏ ‏تعبت‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏ومن‏ ‏أجله‏ ‏كثيرا‏... ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏يقول‏ ‏عن‏ ‏المرأة‏ ‏الخاطئة‏ ‏التي‏ ‏تابت‏ ‏باكية‏ ‏عند‏ ‏قدميه‏ (‏إن‏ ‏خطاياها‏ ‏الكثيرة‏ ‏مغفورة‏ ‏لها‏, ‏لأنها‏ ‏أحبت‏ ‏كثيرا‏), ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏محبتها‏ ‏مجرد‏ ‏عاطفة‏ ‏روحية‏ ‏جياشة‏, ‏وليست‏ ‏مجرد‏ ‏تبتل‏ ‏وانقطاع‏ ‏تام‏ ‏وتفرغ‏ ‏كامل‏ ‏للرياضات‏ ‏الروحانية‏ ‏العالية‏, ‏ولكن‏ ‏مريم‏ ‏قد‏ ‏تعبت‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏كثيرا‏, ‏كما‏ ‏لم‏ ‏يتعب‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏أحد‏ ‏آخر‏ ‏مثل‏ ‏تعبها‏, ‏فهي‏ ‏التي‏ ‏حملته‏ ‏جسديا‏ ‏كأم‏ ‏في‏ ‏أحشائها‏, ‏وأرضعته‏ ‏جسديا‏, ‏وربته‏ ‏وهو‏ ‏ينمو‏ ‏في‏ ‏جسده‏ ‏نموا‏ ‏تدريجيا‏ ‏إلي‏ ‏قامة‏ ‏الإنسان‏ ‏الكامل‏ (‏لوقا‏ 2:52), ‏واحتملت‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏التعيير‏ ‏والشكوك‏ ‏في‏ ‏طهارتها‏, ‏حتي‏ ‏يوسف‏ ‏خطيبها‏ ‏البار‏ ‏شك‏ ‏فيها‏, ‏ولكنه‏ (‏إذ‏ ‏كان‏ ‏يوسف‏ ‏رجلها‏ ‏بارا‏, ‏ولم‏ ‏يشأ‏ ‏أن‏ ‏يشهر‏ ‏أمرها‏, ‏أراد‏ ‏أن‏ ‏يخلي‏ ‏سبيلها‏ ‏سرا‏, ‏ولكنه‏ ‏فيما‏ ‏كان‏ ‏يفكر‏ ‏في‏ ‏ذلك‏, ‏إذا‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏قد‏ ‏ظهر‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏قائلا‏: ‏يا‏ ‏يوسف‏ ‏بن‏ ‏داود‏, ‏لا‏ ‏تخف‏ ‏أن‏ ‏تستبقي‏ ‏امرأتك‏ , ‏لأن‏ ‏الذي‏ ‏سيولد‏ ‏منها‏ ‏إنما‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏روح‏ ‏القدس‏) (‏متي‏ 1:19, 20) ‏ولقد‏ ‏عانت‏ ‏معه‏ ‏في‏ ‏رحلتها‏ ‏الطويلة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏, ‏من‏ ‏شمالها‏ ‏إلي‏ ‏جنوبها‏, ‏وهم‏ ‏يطاردونها‏ ‏معه‏ ‏من‏ ‏مكان‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏, ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏عادت‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏فلسطين‏ ‏عاشت‏ ‏معه‏ ‏نفس‏ ‏المصير‏ ‏الذي‏ ‏عاناه‏ ‏من‏ ‏مضايقات‏ ‏اليهود‏ ‏واضطهادهم‏ ‏له‏ (‏يوحنا‏ 15:20) ‏ويمكننا‏ ‏أن‏ ‏نتصور‏ ‏معاناة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏خصوصا‏ ‏في‏ ‏أسبوع‏ ‏آلام‏ ‏سيدها‏ ‏وابنها‏, ‏وكيف‏ ‏عاشت‏ ‏معه‏ ‏تلك‏ ‏الأيام‏ ‏القاتمة‏ ‏الحزينة‏ ‏والمحاكمات‏ ‏الدينية‏ ‏والمدنية‏ ‏التي‏ ‏حاكموه‏ ‏بها‏, ‏والقضاء‏ ‏عليه‏ ‏بالجلد‏ ‏والضرب‏ ‏والصلب‏, ‏وكيف‏ ‏كانت‏ ‏تراه‏ ‏وتتابعه‏ ‏في‏ ‏مراحل‏ ‏الصلب‏ ‏مرحلة‏ ‏مرحلة‏, ‏وكيف‏ ‏كان‏ ‏شعورها‏ ‏كأم‏ ‏وهي‏ ‏تراه‏ ‏واقعا‏ ‏تحت‏ ‏حمل‏ ‏الصليب‏ ‏الثقيل‏ ‏ثلاث‏ ‏مرات‏, ‏وقائد‏ ‏الجند‏ ‏القاسي‏ ‏القلب‏ ‏يلهب‏ ‏بالسياط‏ ‏ظهره‏ ‏المثخن‏ ‏بالجراح‏ ‏يستحثه‏ ‏علي‏ ‏النهوض‏ ‏وهو‏ ‏منهك‏, ‏والعرق‏ ‏يتصبب‏ ‏من‏ ‏جبينه‏ ‏مختلطا‏ ‏بالدم‏ ‏ثم‏ ‏يمتزج‏ ‏بتراب‏ ‏الأرض‏, ‏فيصير‏ ‏وجهه‏ ‏ملطخا‏ ‏كله‏ ‏بالطين‏... ‏كيف‏ ‏كان‏ ‏شعورها‏ ‏كأم‏ ‏وهي‏ ‏تري‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ (‏أبرع‏ ‏جمالا‏ ‏من‏ ‏بني‏ ‏البشر‏) (‏مزمور‏ 44:1) ‏قد‏ ‏صار‏ (‏لا‏ ‏صورة‏ ‏له‏ ‏ولا‏ ‏جمال‏) (‏إشعياء‏ 53:2)... ‏ثم‏ ‏تراه‏ ‏والمسامير‏ ‏تدق‏ ‏في‏ ‏يديه‏ ‏ورجليه‏ ‏في‏ ‏قسوة‏ ‏بالغة‏, ‏وتراه‏ ‏وهو‏ ‏علي‏ ‏الصليب‏ ‏يقول‏ (‏أنا‏ ‏عطشان‏) (‏يوحنا‏ 19:28) ‏فلا‏ ‏يقدمون‏ ‏له‏ ‏ماء‏ ‏وإنما‏ ‏يقدمون‏ ‏له‏ ‏خلا‏ ‏في‏ ‏أسفنجة‏ (‏يوحنا‏ 9:29) ‏ثم‏ ‏تري‏ ‏رئيس‏ ‏الجند‏ ‏يطعنه‏ ‏بالحربة‏ ‏في‏ ‏جنبه‏, ‏فيجري‏ ‏من‏ ‏جنبه‏ ‏دم‏ ‏وماء‏ (‏يوحنا‏19:34), ‏وحقا‏ ‏ما‏ ‏قاله‏ ‏سمعان‏ ‏الشيخ‏ ‏عندما‏ ‏رأي‏ ‏المسيح‏ ‏علي‏ ‏يدي‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏تحمله‏ ‏عند‏ ‏تمام‏ ‏الأربعين‏ ‏يوما‏ ‏من‏ ‏ولادته‏, ‏متنبئا‏ ‏عن‏ ‏آلامها‏ ‏ومعاناتها‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏ربها‏, ‏وفاديها‏ ‏وابنها‏ (‏إن‏ ‏هذا‏ ‏قد‏ ‏جعل‏ ‏لسقوط‏ ‏وقيام‏ ‏كثيرين‏ ‏في‏ ‏إسرائيل‏, ‏وسيكون‏ ‏هدفا‏ ‏للمقاومة‏, ‏وأنت‏ ‏أيضا‏ ‏سينفذ‏ ‏في‏ ‏نفسك‏ ‏سيف‏, ‏حتي‏ ‏تنكشف‏ ‏نوايا‏ ‏قلوب‏ ‏كثيرة‏) (‏لوقا‏ 2:34, 35).‏
وإذا‏ ‏كان‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏يقرر‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏المبدأ‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏عادل‏, ‏وأنه‏ ‏لعدله‏ (‏يجازي‏ ‏كل‏ ‏إنسان‏ ‏علي‏ ‏حسب‏ ‏أعماله‏) (‏متي‏ 16:27), (‏رومية‏2:6) ‏وأن‏ (‏كل‏ ‏واحد‏ ‏ينال‏ ‏أجرته‏ ‏علي‏ ‏مقدار‏ ‏تعبه‏) (1.‏كورنثوس‏3:8), ‏والتعب‏ ‏هو‏ ‏برهان‏ ‏المحبة‏, (‏وما‏ ‏من‏ ‏حب‏ ‏أعظم‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يبذل‏ ‏أحد‏ ‏نفسه‏ ‏عن‏ ‏أحبائه‏) (‏يوحنا‏ 15:13) ‏فإن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏قد‏ ‏أحبت‏ ‏الرب‏ ‏حبا‏ ‏لايدانيه‏ ‏حب‏, ‏أولا‏- ‏كقديسة‏ ‏جزيلة‏ ‏القداسة‏. ‏وثانيا‏- ‏كأم‏, ‏وليس‏ ‏كمحبة‏ ‏الأم‏ ‏محبة‏ ‏أخري‏ ‏تدانيها‏, ‏وثالثا‏- ‏كإنسانة‏ ‏عاشت‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏وعايشته‏ ‏وارتبط‏ ‏مصيرها‏ ‏بمصيره‏ ‏واحتملت‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏مالم‏ ‏يحتمله‏ ‏أحد‏ ‏آخر‏, ‏وعانت‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏مالم‏ ‏يجرؤ‏ ‏أحد‏ ‏أن‏ ‏يدعيه‏, ‏فهي‏ ‏معه‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏شهيدة‏, ‏تعذبت‏ ‏معه‏ ‏منذ‏ ‏بدء‏ ‏تجسده‏, ‏وقبل‏ ‏تجسده‏, ‏وتعذبت‏ ‏معه‏ ‏آلامه‏ ‏وموته‏, ‏وبعد‏ ‏قيامته‏ ‏وبعد‏ ‏صعوده‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏ومازال‏ ‏اليهود‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏ ‏يسبونها‏ ‏ويعادونها‏ ‏وييبغضونها‏.‏
هناك‏ ‏آلام‏ ‏ليست‏ ‏نتيجة‏ ‏خطايانا‏, ‏هذه‏ ‏لو‏ ‏أصابتنا‏ ‏فهي‏ ‏لفائدتنا‏ ‏ولتمحيصنا‏, ‏ولتظهر‏ ‏فضيلتنا‏, ‏لأنه‏ ‏كيف‏ ‏تظهر‏ ‏فضيلة‏ ‏الاحتمال‏ ‏مالم‏ ‏يكن‏ ‏هناك‏ ‏ألم‏ ‏وإهانة‏ ‏أو‏ ‏موقف‏ ‏يقتضي‏ ‏أو‏ ‏يستخدم‏ ‏الإنسان‏ ‏أن‏ ‏يوظف‏ ‏هذه‏ ‏الفضيلة‏, ‏أين‏ ‏تظهر‏ ‏فضيلة‏ ‏الاحتمال‏ ‏وفضيلة‏ ‏الصبر‏, ‏ويصبر‏ ‏الإنسان‏ ‏ويقبل‏ ‏الأحداث‏ ‏بشكر‏, ‏متي‏ ‏تظهر‏ ‏هذه‏ ‏الأشياء‏ ‏إن‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏هناك‏ ‏مواقف‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏القبيل‏. ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏نتعلم‏ ‏من‏ ‏العذراء‏ ‏كيف‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الآلام‏ ‏لفائدتنا‏ ‏ولنمونا‏ ‏وأيضا‏ ‏لتزود‏ ‏الأكليل‏, ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏جعل‏ ‏كرامة‏ ‏العذراء‏ ‏أمام‏ ‏الله‏ ‏لها‏ ‏الدالة‏ ‏والشفاعة‏ ‏لأنها‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏عاشت‏ ‏ومن‏ ‏أجله‏ ‏احتملت‏.‏
تلك‏ ‏الاعتبارات‏ ‏الثلاثة‏, ‏علي‏ ‏الأقل‏, ‏من‏ ‏أجلها‏ ‏تكون‏ ‏للعذراء‏ ‏عند‏ ‏المسيح‏ ‏الرب‏ ‏شفاعة‏ ‏ودالة‏ ‏فوق‏ ‏كل‏ ‏شفاعة‏ ‏ودالة‏ ‏لأي‏ ‏إنسان‏ ‏آخر‏... ‏ويكفي‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏فخرا‏ ‏أن‏ ‏أول‏ ‏معجزة‏ ‏صنعها‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏في‏ ‏خدمته‏ ‏الجهرية‏, ‏كانت‏ ‏استجابة‏ ‏لرغبة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏. ‏فعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏يشاء‏ ‏أن‏ ‏يصنع‏ ‏معجزة‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏, ‏لكنه‏ ‏صنع‏ ‏المعجزة‏ ‏الأولي‏ ‏التي‏ ‏افتتح‏ ‏بها‏ ‏خدمته‏ ‏الجهارية‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏, ‏فحول‏ ‏الماء‏ ‏إلي‏ ‏خمر‏, ‏في‏ ‏عرس‏ ‏قانا‏ ‏الجليل‏ (‏يوحنا‏2:1-11).‏
وإذا‏ ‏كان‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏لم‏ ‏ينس‏ ‏لمريم‏ ‏أخت‏ ‏لعازر‏ ‏التي‏ ‏سكبت‏ ‏الطيب‏ ‏علي‏ ‏رأسه‏, ‏ودافع‏ ‏عنها‏, ‏وقال‏ ‏للمعترضين‏ ‏عليها‏ (‏إنها‏ ‏قد‏ ‏صنعت‏ ‏بي‏ ‏صنيعا‏ ‏حسنا‏, ‏لقد‏ ‏فعلت‏ ‏ما‏ ‏في‏ ‏وسعها‏... ‏الحق‏ ‏أقول‏ ‏لكم‏ ‏إنه‏ ‏حيثما‏ ‏يبشر‏ ‏بهذا‏ ‏الإنجيل‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏كله‏ ‏يحدث‏ ‏أيضا‏ ‏بما‏ ‏فعلته‏ ‏هذه‏ ‏المرأة‏, ‏إحياء‏ ‏لذكرها‏) (‏مرقس‏14:8, 9), (‏متي‏ 26:10-13), ‏فإنه‏ ‏بالأحري‏ ‏لا‏ ‏ينسي‏ ‏لمريم‏ ‏العذراء‏ ‏أتعابها‏ ‏في‏ ‏سبيله‏, ‏فقد‏ ‏سكبت‏ ‏علي‏ ‏جسده‏, ‏ليس‏ ‏طيبا‏ ‏من‏ ‏قارورة‏, ‏بل‏ ‏لقد‏ ‏سكبت‏ ‏دمها‏ ‏وأعصابها‏, ‏بل‏ ‏أهلكت‏ ‏حياتها‏ ‏من‏ ‏أجله‏. ‏فكيف‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏لها‏ ‏حسن‏ ‏القبول‏ ‏أمامه؟‏, ‏وكيف‏ ‏لا‏ ‏تكون‏ ‏لصلواتها‏ ‏الفاعلية‏ ‏العظمي‏ ‏عنده؟‏.‏
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

مريم العذراء الباكية في سيراكيوس
لم تظهر الأم العذراء المقدّسة في سيراكيوس
لكنها أرسلت دموعها الى الناس هناك
mr17_small.jpg


تزوّجت أنتونينا بأنجيلو جانوسو وذهبا للعيش مؤقّتاً عند أمّه وأخيه في سيراكيوس التي تقع في صقلّية، الجزيرة الإيطاليّة الكبيرة. كانوا فقراء جداً، وإحدى هدايا زواجهما كانت لوحة جصيّة للسيدة العذراء. كانت هذه المنحوتة أو اللوحة الجصيّة التي تصوّر قلب مريم النقيّ منتجة بكميّات كبيرة في أستوديو في توسكاني. وحينما اكتشفت أنتونيا أنها حامل، ترافقت حالتها هذه مع حالة تسمّم في الدم تؤدي الى تشنّجات ينتج عنها عماً مؤقتاً. وقد عزى الطبيب ذلك الى الحمل الصعب ونصحها بالاسترخاء على السرير. ولم تجد أنتونيا ملجأً لها سوى الصلاة.
أُصيبت في التاسع والعشرين من شهر أغسطس عام 1953 بمغص حاد دام لفترة أطول من المعتاد. فأراد الأشخاص الذين كانوا معها إحضار الطبيب وزوجها. وفجأة هدأت المريضة. لقد عانت أنتونينا من نوبة أصابتها بالعمى. وفي الساعة الثامنة والنصف عاد إليها بصرها. وقالت أنتونينا:
"فتحت عيني وحدّقت بصورة مريم العذراء المعلّقة فوق رأس السرير. ولدهشتي العظيمة رأيت الصورة تبكي. ناديت أخت زوجي غرازي وخالتي أنتونينا سغارلاتا التي جلست بجانبي لأُريهما الدموع. في البداية اعتقدتا أنني أُهلوس نظراً لحالتي المرضيّة لكن عندما أصرّيت اقتربتا من الصورة ليَرَيا وبصورة واضحة الدموع وهي تنهمر من عيني مريم العذراء، على خدودها ساقطةً على مقدًمة السرير. ومن شدة الوهلة أخذتا الصورة خارجاً ونادتا الجيران الذين أكّدوا بدورهم هذه الظاهرة.."

img210_small.jpg
شهدت كلّ من خالتها وأخت زوجها هذه المعجزة. ورأى باقي أعضاء العائلة ذلك أيضاً. لقد بقيت أنتونيا تراقب صورة السيدة العذراء المقدّسة لعدّة ساعات الى أن حصلت المعجزة حينها حاولت مسح دموع العذراء المقدّسة أولاً باستخدام منديل وثانياً بالقطن الطبي. واستمرّت مريم بالبكاء لأربعة أيام من التاسع والعشرين من أغسطس الى الأول من سبتمبر لأسباب مختلفة واجتذبت الآلاف من الحجاج الى سيراكيوس. وزار ثلاثة كهنة البيت خلال ذلك الوقت. وقد أعلم أحدهم المحكمة العليا، والتي جمعت بدورها كهنة بارزين، أربعة علماء، وثلاثة شاهدين محترمين من أجل تأليف هيئة للتحري. اجتمعت الهيئة في منزل جانوسو في صباح يوم الثلاثاء الموافق الواحد من سبتمبر من أجل دراسة هذه الظاهرة وجمع عينة من الدموع للتحليل الكيميائي. وبعد تحليل هذه الدموع، وُجد أنها مشابهة بتركيبتها للدموع الانسانيّة.
الدموع هي دموع إنسانية وقد دُعّم ذلك بالوثائق التي أُمهرت بالتوقيع من قبل أربعة أطباء مختلفين

أدلى كاهن الأبرشية بأن الأطباء قد أقسموا على هذه الواقعة الحقيقيّة على الكتاب المقدس. لقد بُعثت قطع القطن الطبيّة التي غمرت بدموع مريم الباكية الى أماكن مختلفة حول العالم وقد حصلت معجزات كالتي حصلت في أسبانيا. وقد بكت العذراء المقدّسة لأن العالم لم يعد يصلي أبداً. فلم يعد الناس يصلون وسيطر عليهم الغرور تاركين الله. كما لم يعودوا يتضرعون الى روح الله الأكثر قداسة في صلواتهم. إن أول شخص جرّب معجزة الشفاء هو أول شخص شاهد الدموع. ففي اللحظة التي رأت أنتونينا أيانوسو الدموع شُفيت بالكامل من التسمم في الدم وأنجبت طفلاً يتمتّع بصحة جيدة في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1953. قام رئيس الأساقفة بارانزيني بتعميد الطفل. وتمّت الموافقة على هذا الحدث (بكاء اللوحة الجصيّة لمريم العذراء في سيراكيوس) في السنة التالية من حدوثه من قبل البابا بيوس الثاني عشر في السابع عشر من أكتوبر عام 1954.
MadonnaW.jpg
مريم العذراء الباكية في سيراكيوس




 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
سيّدة غوادالوبّي غوادالوبّي، المكسيك (1531)
راعية الأمريكيّتين

يوافق عيدها في أمريكا الثاني عشر من ديسمبر
Guadelupe6_small.jpg
يُجمع المؤرّخون أن خوان دييغو قد وُلد في عام 1474 في حي تلاياكاك في كوايهتيتلان الذي أنشأه رجال قبيلة ناهوا في عام 1168 وتمّ انتزاعه منهم من قبل السيّد الأزتكيّ أكساياكاتل في عام 1467؛ وكان يقع على بعد 20 كيلومتراً من شمال تينوكتيتلان (مدينة المكسيك).
كان اسم خوان الأصلي هو "كوايهتلاتواتزن" الذي يعني "الشخص الذي يتحدّث كالصقر" أو بمعنى آخر "الصقر المتكلّم". وبين عامي 1524 و1525 اعتنق المسيحية وتعمّد، كما فعلت زوجته، وحصل على اسم مسيحيّ وهو خوان دييغو أمّا زوجته فحصلت على اسم ماريا لوسيا. وقد تعمّد على يد المبشّر الفرنسيسكانيّ المحبوب والمشهور فراي توريبيو دي بينافينتي، الذي يدعونه الهنود ب "موتولينيا" أو "المتواضع"، نظراً لاتّسامه بالطيبة والتقوى الهائلة.

في صباح يوم السبت الموافق التاسع من ديسمبر من عام 1531 كان خوان دييغو المعتنق للمسيحيّة في طريقه لحضور قدّاس في تلاتيلولكو التي تبعد حوالي ميلين ونصف، والتي كانت ذات مرّة مركزاً أزتكيّاً وموقعاً حدث فيه معركة من عشر سنوات. فجأة سمع خوان موسيقى رائعة وصوت امرأة يناديه من فوق تلة تيبيياك التي مرّ بها لتوّه. ورأى فوق التلّة امرأة جميلة تشعّ وهجاً والتي كشفت عن أنّها العذراء مريم وطلبت منه الذهاب الى المطران وإطلاعه على أنّه يجب أن تُبنى كنيسة على شرفها أسفل التلّة. فذهب خوان دييغو في الحال الى تلاتيلولكو حيث يقع مبنى المطران خوان دي زوماراجا الفرانسيسكانيّ. واستقبله الأخير بكلّ لطف لكن لوهلة لم يكن ليصدّق القصّة التي أخبره إيّاها خوان دييغو. فرجع خوان خائب الأمل الى قمّة تلّة تيبيياك واعترف بفشله الى السيدة العذراء. فأعلمته السيّدة بوجوب عودته الى المطران وإعادة الطلب ذاته.

قام خوان بعمل ما طلبته منه العذراء وعاد الى المطران الذي شكّ بالأمر وطلب منه أن يزوّده بدليل عن اللقاء البعيد الاحتمال. تجنّب خوان دييغو الخائف والمرتبك الذهاب الى تلّة تيبيياك عدّة أيّام، لكنه في الثاني عشر من ديسمبر اضطرّ الى المرور من هناك لجلب الكاهن الى خاله المريض جداً. ثم ظهرت له العذراء مرة أخرى وأخبرها خوان عن طلب المطران. فطلبت منه العذراء التقاط أزهارٍ من التل المقفر وأخذها الى زوماراجا كإشارة. جمع خوان دييغو الأزهار العجيبة في عباءته وحملها اليه لإتمام مهمّته. وبحضور المطران وشهود آخرين وقبل أن يفتح القديس خوان دييغو عباءته سقطت الورود على الأرض وفي الوقت نفسه ظهرت صورة القديسة مريم على العباءة. فسقط المطران راكعاً وراجياً المغفرة على عدم تصديقه لما قيل له. فأخذ العباءة الى الكنيسة الصغيرة الخاصة به ووضعها بجانب القربان المقدّس حيث وجّه التمجيد والشكر الى الله لكونه اختاره مستقبلاً لهذه الهديّة الرائعة. وخلال أسبوعين شيّد أول منزل أو كنيسة متواضعة على تلة تيبيياك. وهناك، حفظت صورة السيدة العذراء العجيبة سيّدة غوادالوبي. وانتشرت قصّة الظهور بين الناس فهمّوا بالذهاب واحتشدوا لرؤية صورة العذراء مريم.

Guadelupe10_small.jpg
حدث بعد ذلك العديد من المعجزات التي لا تصدق والشفاءات والتدخّلات التي نسبت بكاملها الى السيدة العذراء. ويقدّر عدد الزوّار سنوياً بعشرة ملايين زائر الى كاتدرائيّتها في مدينة المكسيك لتصبح بذلك أكثر المقامات المريمية شهرةً في العالم، وأكثر الكنائس الكاثوليكيّة زيارةً في العالم بعد الفاتيكان.
وقد بجّل 24 بابا مجتمعين سيدتنا سيدة غوادالوبي. وزارها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني أربعة مرات: في أول رحلة بابويّة خارج روما في 1979، ومرةً أخرى في 1990، و1999 و2002.
يحتفل بعيد سيدة غوادالوبي في الثاني عشر من ديسمبر. وفي 1999 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني في عظته الدينية في القداس الذي أقامه في كاتدرائية سيدة غوادالوبي وذلك خلال زيارته الثالثة الى مقامها هناك أن يوم الثاني عشر من ديسمبر هو يوم دينيّ مقدّس لجميع القارة.
وخلال زيارته ذاتها عزى البابا يوحنا بولس الثاني سبب حياته الى حمايتها المحبّة وأوكل حيات الأطفال الأبرياء الى عنايتها الأموميّة، خاصةً أولئك المحاطون بخطر عدم الولادة.


Guadelupe8.jpg
 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,088
مستوى التفاعل
5,445
النقاط
113
asuncion-of-virgin-marycollection-of-mrstozziromitaly.jpg

من المعروف أن نياحة القديسة الطاهرة مريم كان فى 21 طوبة حيث كانت قد بلغت من السن 58 سنة و شهورو 16 يوم.
فبعد صعود السيد المسيح بأقل من 15 سنة أرسل الى أمة ملاكا “يحمل اليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرا” وطلبت أن يجتمع اليها الرسل. فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالأنجيل وأن يذهبوا الى الجثمانية حيث كانت العذراء موجودة.


وبمعجزة إلهية "وٌجدوا جميعا" فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسول الذى كان يكرز فى الهند.


وكان عدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية. فرحت العذراء بحضور الرسل و قالت لهم: أنة قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم.

وبعدما عزَتهم وودَعتهم حضر إليها إبنها وسيدها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة
القديسين فأسلمت روحها الطاهرة بين يدية المقدستين يوم 21 طوبة ورفعها الرسل
ووضعوها فى التابوت و هم يرتلون و الملائكة أيضا غير المنظورين يرتلون معهم
ودفنوها فى القبر.


ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها. لم تنقطع أصوات تسابيحهم وهبوب رائحة
بخور ذكية كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلا بعد إنقطاع صوت
التسابيح ورائحة البخور أيضا.

وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة.



وقد أخفى عن أعين الآباء الرسل هذا الأمر ماعدا القديس توما الرسول الذى كان يبشَر فى الهند ولم يكن حاضراً وقت نياحة العذراء.



كان القديس توما فى الهند، وكما قلنا لحكمة إلهية – لم يحضر إنتقال السيدة العذراء
من أرضنا الفانية – ولكن سحابة حملتة لملاقاة جسد القديسة مريم فى الهواء. وسمع
أحد الملائكة يقول له "تقدم و تبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمرة الملاك".



ثم أرتفع الجسد الى السماء ثم أعادتة السحابة الى الهند ليكمل خدمتة وكرازتة هناك.


فكَــر القديس توما أن يذهب الى أورشليم لمقابلة باقى الرسل. فوصلها مع نهاية شهر
أبيب – فأعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء. فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا:
"إنه توما الذى لم يؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أن وضع يدية فى آثار
المسامير". فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدا،
ظانين أن اليهود قد جائوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم: "بل رأيت جسد العذراء
الطاهرة محمولاً بين أيدى الملائكة".


فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث الذى إنقطعت فيه
التسابيح ورائحة البخور. فقرروا جميعا أن يصوموا من أول مسرى وأستمر الصيام لمدة أسبوعين. وهو الصوم المعروف بصوم العذراء. رافعين الصلاة والطلبات للرب يسوع أن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلى السماء.


فحقق الرب طلبتهم فى هذا اليوم المبارك 16 مسرى، وأعلنهم أن الجسد محفوظ تحت شجرة الحياة فى الفردوس.


لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ جسده أى ناسوته من جسدها لا يجب أن يبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضة للفساد ومرعى للدود والحشرات. ولازال تكريم السيد المسيح لأمه يبدو فى قبول شفاعتها لأنه قال "إنَى أكَرم الذين يكرموننى".

ولقد ظهر من القبر الذى كانت قد وضعت فيه عجائب كثيرة ذاع خبرها، مما أذهل اليهود الذين إجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر. فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهم خائبين.

تحل علينا جميعا بركة امنا العذراء مريم في كل وقت و كل لحظة ... اميين

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
شكرا أختى الغاليه
العدرا تباركك
آميـــن
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

مديح العدرا تحت الصليب
المجد للاله المعبود...........المولود من ابنة داود
ولآجلنا صلبوه اليهود.........عند الصليب وقفت مريم
بدت مريم ترى أمر غريب........الشمس فى الظهيرة تغيب
فسألت يوحنا الحبيب..........عند الصليب
تكلم معها يوحنا............وقال لاتخافى أنت معنا
وابنك اليوم مصلوب عنا........عند الصليب
ثارت عواطفها وبكت بدموع........وقالت أين أنت يايسوع
جسدك على الصليب مرفوع.........عند الصليب
جاءت الى الجلجثة بنحيب..........ومعها النسوة بحزن كئيب
ووقفت حيث كان الصليب......عند الصليب
حلت الشعر وقالت ببكاء......يايسوع ياابنى ياملك السماء
كيف صلبوك الاردياء........عند الصليب
خبر صلبك شاع فى الاقطار...الشمس انكسفت فى النهار
وكيف أرتضى ذلك الكفار........عند الصليب
دمع الحنون على وجهها صار.......يتدفق كنزول الامطار
وتنظر الى كل مسمار.........عند الصليب
ذاب قلبها من الأنين....وهى تبكى وتقول بحنين
صلبوا ابنى مع المجرمين.......عند الصليب
رفعوك على خشبة العار......وانت المنتقم الجبار
وكيف احتملت الاشرار..........عند الصليب
زادت همومى ياابنى الحبيب......لما رأيتك على الصليب
تقاسى الما مع تعذيب...........عند الصليب
سمعوها اليهود تتألم.......فقالوا لاتبكى يامريم
واسمحى لنا أن نتكلم..........عند الصليب وقفت مريم
شكوك الناس فيك منعنا............ولصيت العار عنك نزعنا
فيجب أن تفرحى معنا........عند الصليب
صاروا يضايقوها بالاقاويل......وهى تنادى ببكاء وعويل
وتقول كلمنى ياعمانوئيل....عند الصليب
ضاع أملى ورجائى خاب....ونبذنى الجيران والأصحاب
لما حملتك ياوحيد الأب................عند الصليب
طمعت يايهوذا يامسكين............بعت الهك بالثلاثين
حرموك الكتبة والفريسيون.............عند الصليب
عالية خشبة الصليب عنى................وأريد أن أرى وجهك ياأبنى
من عليك يصبرنى.................عند الصليب
غريبة ويتيمة وفؤادى موجوع.............وليس لى غيرك يايسوع
وصوت وحيد بين الجموع.................عند الصليب
فنظر اليها يسوع المهوب.................وقال ياأمى أنا المصلوب
لأخلص شعبى من الذنوب.................عند الصليب
قم يايوحنا باحبيبى الامين ..............وخذ أمى من هذا الحين
وجفف دموعها والانين..................عند الصليب
كن لها ابنا عوضا عنى.................لأن بكاءها يؤلمنى
هذه امانة عندك منى................... عند الصليب
لأمه قال باحترام.....................تسلمى هذا الغلام
وامكثى معه طول الايام..............عند الصليب
مضت مريم مع الحبيب..............يوحنا عالى النصيب
وتركت ابنها عند الصليب...........عند الصليب
نحن جماعة المؤمنين..............نغبط مريم فخر العالمين
ونقول طوباك فى كل حين...........عند الصليب
هلموا بنا عند الصليب..............لنتأمل يسوع الحبيب
ونتذكر فادينا الحبيب...............عند الصليب
ونقول يارب الصباؤوت............... يامن ذقت عنا الآم الصلبوت
هب لنا توبة قبل الموت..............عند الصليب
يارب احفظ بطركنا الامين............والاساقفة أجمعين
والشمامسة والشعب مجتمعين........... عند الصليب وقفت مريم
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
مريم العذراء
وُلدت هذه العذراء بمدينة الناصرة حيث كان والداها يقيمان، وكان والدها متوجع القلب لأنه عاقر. وكانت حنة أمها حزينة جدًا فنذرت لله نذرًا وصلَّت إليه بحرارة وانسحاق قلب قائلة: "إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرًا لهيكلك المقدس". فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير ال
green_lit_bvm.gif
إلهي أٌرسِل ملاك الرب وبشر الشيخ يواقيم والدها الذي أعلم زوجته حنة بما رأى وسمع، ففرحت وشكرت الله، وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم. لما بلغت مريم من العمر ثلاث سنوات مضت بها أمها إلى الهيكل حيث أقامت إثنتي عشرة سنة، كانت تقتات خلالها من يد الملائكة. وإذ كان والداها قد تنيحا تشاور الكهنة لكي يودعوها عند من يحفظها، لأنه لا يجوز لهم أن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن. فقرروا أن تخطب رسميًا لشخصٍ يحل له أن يرعاها ويهتم بشئونها، فجمعوا من سبط يهوذا اثني عشر رجلاً أتقياء ليودعوها عند أحدهم وأخذوا عصيهم وأدخلوها إلى الهيكل، فأتت حمامة ووقفت على عصا يوسف النجار، فعلموا أن هذا الأمر من الرب لأن يوسف كان صِديقًا بارًا، فتسلمها وظلت عنده إلى أن أتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها. بعد صعود السيد المسيح إلى السماء، إذ كانت العذراء مريم ملازمة الصلاة في القبر المقدس ومنتظرة ذلك الوقت السعيد الذي فيه تُحَل من رباطات الجسد، أعلمها الروح القدس بانتقالها سريعًا من هذا العالم الزائل. ولما دنا الوقت حضر التلاميذ وعذارى جبل الزيتون، وكانت السيدة العذراء مضطجعة على سريرها وإذا بالسيد المسيح قد حضر إليها وحوله ألوف من الملائكة، فعزاها وأعلمها بسعادتها الدائمة الذاهبة إليها، فسُرَّت بذلك ومدت يدها وباركت التلاميذ والعذارى، ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها فأصعدها إلى المساكن العلوية. أما الجسد الطاهر فكفنوه وحملوه إلى الجسمانية، وفيما هم ذاهبون به اعترضهم بعض اليهود ليمنعوا دفنه، وأمسك أحدهم بالتابوت فانفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين حتى آمن وندم على سوء فعله، وبتوسلات التلاميذ القديسين عادت
Mariam5.jpg
يداه إلى جسمه كما كانت. لم يكن توما الرسول حاضرًا وقتها واتفق حضوره عند دفنها فرأى جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به، فقال له أحدهم: "أسرع وقبِّل جسد الطاهرة مريم"، فأسرع وقبَّله. وعند حضوره إلى التلاميذ أعلموه فقال لهم: "أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها، فأنتم تعرفون كيف شككت في قيامة السيد المسيح". فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه فدهش الكل وتعجبوا، فعرَّفهم توما الرسول كيف أنه شاهد الجسد الطاهر مع الملائكة صاعدين به، وقال لهم الروح القدس: "إن الرب لم يشأ أن يبقى جسدها في الأرض". وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يريها لهم في الجسد مرة أخرى، فكانوا منتظرين إتمام ذلك الوعد الصادق حتى اليوم الثاني والعشرين من أب حيث تم الوعد لهم برؤيتها. وكانت سنو حياتها على الأرض ستين سنة جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف البار وأربعة عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي كوصية الرب القائل لها: "هذا ابنك" وليوحنا: "هذه أمك". قد بنيت أول كنيسة على اسمها بمدينة فيلبي، وذلك أنه لما بشر الرسولان بولس وبرنابا بين الأمم آمن كثيرون منهم بمدينة فيلبي وبنوا فيها كنيسة على اسم البتول والدة الإله. باركت السيدة العذراء أرض مصرببركة خاصة أثناء الهروب إليها مع الطفل يسوع ويوسف النجار من وجه هيرودس، كما تجلت في مناظر روحانية نورانية في كثير من دول العالم و داخل قباب الكنائس.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
نذر صوم العذراء
كلمة منفعة لقداسة البابا شنودة​

[YOUTUBE]uZZdWXmjWRM&feature=player_embedded[/YOUTUBE]
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
التأمل عند السيدة العذراء
لنيافة الانبا موسي
اسقف الشباب

يقول :الكتاب عن ام النور وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة ،به في قلبها (لو2 :19 ) :اذن من أهم الفضائل في حياة العذراء . مريم فضيلة التأمل. ولكن السؤال هو ماهي الميادين التي نتأمل فيها
‏هناك خمسة ميادين هى:
1 - ‏نصوص الكتاب المقدس
شخصيات الكتاب المقدس
3 - سير القديسين

4 - ‏قوانين الطبيعية
5 - ‏أحداث الحياة
اولا نصوص الكتاب المقدس
‏الانسا ن
المسيحي يلهج في كلام الرب نهارا وليلا وكلمة يلهج في الاصل العبري اي يتهجي (spell ) أى يقرأ كلمة كلمة ويبطء لان كلمات الإنجيل هى روح وحياة . لذلك فالإنسان المسيحي يعتبر كلام الله هو أكسجين الروحى وانسمة الحيوية لأنه كما أن نسمة الهواء تحي الجسد، فإن كلمة الروح
تحي الروح
لذلك يجب ألا يكف الإنسان عن قراءة
الكتاب المقدس أبدا، بل (´يقرأه بانتظام، فهذه الكلمات هى رسالة الله فى حياته وكلمة الله

‏إلى قلبه. نحن فى احتياج دائم لقراءة الكتاب المقدس بتأمل، نقرأ الإصحاح ونحن مفتوحي الذهن
‏والقلب.
‏ أليست هكذا كلمتى كنا ر يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر؟ (أر 29:23 ‏) فالإنسان الذى يقرأ الكتاب المقدس تحرق نار الروح القدس شوائب الخطية التي فيه ومطرقة الروح القدس تحطم بالتبكيت الصخر الذى يعترض حياته. كلمة الله هى أيضا خبز يشبع ويحيى. كما أنها سيف بتار، يقطع الخطية من حياتنا لأن 0 ‏كلمة الله حية وفعالة
‏وأمضى من كل سيف زى حدين (عب 4 ‏: 12 ‏).
‏وكلمة الله أيضا هى نور وسراج سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى (مز 119 ‏: 5 ‏. 1 ‏) الوصية مصباح والشريعة نور ‏كلمة الله لها فاعلية عجيبة فى حياة الإنسان تغيره وتجدده وتشبعه.
‏ليتنا نسأل أنفسنا؟ هل نحن نقرأ الكتاب المقدس كاملآ بتأمل وبانتظام وبتأمل.
‏ثانيأ شخصيات الكتاب المقدس
‏الإنسان الذى يقرأ الكتاب لن يجد فقط كلام الله، ولكن يجد أيضأ شخصيات يتعلم منها . فمثلآ نتعلم من أدم وحوا عدم الحوار مع الشيطان. ومن قايين وهابيل الذبيحة المقبولة ومحبة الإخوة. ومن أبينا نوح السير مع الله حتى ولو كنت كمازح فى عيون العالم، ومن إبراهيم أب الآباء أن يترك كل شئ من أجل الله، ومن إسحق نتعلم كيف نتمسك بالمواعيد الإلهية. انظروا هذا فى سفر واحد فقط، وجزء بسيط منه سفر التكوين فماذا عن باقى الأسفار! !



عند السيدة العذراء وذكرنا أن هناك

‏خمسة ميادين للتأمل، ذكرنا منها:

‏أولأ: نصوص الكتاب المقدس

‏ثانيأ: شخصيات الكتاب المقدس

‏ثالثأ: سير القديسين

‏من يريد التأمل يقرأ فى سير القديسين. قد يقول البعض إنهم من القرن الرابع! نعم، هم من القرن الرابع وما قبله وما بعده، ولكنك كابن لله تقرأ سيرة القديس فتحب فضيلة معينة فيه، هذه الفضيلة تمتصها دون أن تشعر: إذا أعجبت بفضيلة فى السيدة العذراء كالتسليم تأخذ قبسا منها هوذا أنا أمة الرب. ليكن لى كقولك (لو 1:38 ‏).

‏فها هى عند الصليب تصغى فى تسليم عجيب... أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما قلبى فيلتهب عند النظر إلى صلبوتك .

‏ومن القديس موسى الأسود نتعلم أن كان دائما مطمئن لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين معهما ( 2مل6 :16 )

‏ومن القديس الأنبا أرسانيوس نتعلم الهدوء والصمت.

رابعا: قوانين الطبيعة

‏كل شئ فى الطبيعة صنعها المهندس الأعظم الرب يسوع وصنعها بدقة واحكام عجيب... مثلا الأرض تدور حول الشمس وأثناء دورانها تميل بدرجة معينة هى السبب فى الفصول (الشتاء - الصيف - الخريف - الربيع).

‏هذا المحور إذا مال نصف درجة أكثر لاحترقت الأرض.

‏قوانين الجاذبية

التى إذا لم يحترمها العلماء أثناء إعدادهم لإطلاق صواريخ الفضاء فإنها ستتحطم حتما كل شئ فى الكون مصنوع بدقة

عجيبة. ومن يتأمل فيها يقول مع المرنم: السماوات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه (مز 1:19 ‏).

‏خامسأ: أحداث الحياة

‏لو حدث فى حياتك بركة أوتجربة تأمل فيها وتعمق فيها لو حدث فى حياتك نجاح أو فشل فيه لأن الله يكلمك من خلال هذا الحدث... جاء فى الأخبار أن سيدة فقيرة عجوز فى أمريكا، كان الأهالى يقوتونها إلى أن ماتت. وإذا بالسلطات تكشف فى حجرتها خطابا مغلقا أنها ورثت ربع مليون دولار، لكنها لم تفتح الخطاب وماتت فقيرة. نحن أيضا نحيا فقراء فى الروح رغم الغنى المزخر لنا فى المسيح. لهذا يقول إشعياء النبى: السيد الرب فتح لى أذنا وأنا لم أعاند (إش. 5:5 ‏).

‏تعالوا نجلس عند أقدام يسوع مع مريم أم النور، ومريم أخت لعازر، لنتأمل ونشبع، وهكذا نعيش حياة التأمل التى عاشتها السيدة العذراء القديسة مريم.
 
أعلى