تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
241 - الفجوة

يا لها من فجوة عميقة جائت لتفصل بين الانسان والهه وهي السبب الحقيقي في شقاء البشرية وتعاستها ولن يسترد الانسان سعادته المفقودة الا اذا تمكن من تخطي هذه الفجوة بصورة او باخرى حتى تتصل علاقته بخالقه وتعود الشركة بينه وبين الله مصدر "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة " ( يعقوب 1 : 17 ) . فنحن بعيدا ً عنه تعالى تعوزنا المقومات الاساسية للسعادة ، نفتقر الى شعور بالامان في مواجهة المخاطر الظاهرة الحقيقية ، فكوارث الطبيعة تهددنا واصابات الحياة العصرية كثيرة من حولنا وعدالة الدينونة تطاردنا كما نشعر بحاجتنا لمحبة صادقة قوية الى من يحبنا لذواتنا بالرغم من الحالة التي تردينا اليها ومع ان الله عارف بجميع احتياجاتنا وقادر في غناه الذي لا يستقصى ان يسددها كلها ، ولكن اين الله واين نحن من جلاله ، هوذا الله في علو السموات اما نحن ففي الارض نسكن بيوتا ً من طين ، هو القدوس الطاهر اما نحن فاشرار دنسون ، ولذلك فاعز امنية تطلعت اليها البشرية منذ سقوط الانسان الاول هي ان تجد طريقها الى الله لترجع اليه وتسعد بين احضانه .
قد حاول الانسان مستميتا ً تحقيق هذه الامنية بوسائله الخاصة ولكن الفجوة كانت اكبر من كل الامكانيات البشرية ولهذا كان طبيعيا ً ان يصاب الانسان بالاحباط وهو يقف امام هذه الفجوة السحيقة وكأنها الهوة العظيمة التي اثبتت بين الغني المعذب واليعازر المتنعم في احضان ابراهيم ( لوقا 16 : 26 ) . ومن هنا جائت صرخة ايوب " من يعطيني ان اجده " ( ايوب 23 : 3 ) .
ازاء عجز الارض تحركت السماء ونزل ابن العلي من عليائه ليولد على ارضنا . نعم جائنا ابن الله آخذا ً صورة عبد صائرا ً في شبه الناس ( فيلبي 2 : 7 ) . وهكذا ارتبطت الارض بالسماء والانسان بالله فاتصلت الفجوة بل زالت الفجوة التي تولدت بسبب معصية الانسان وتمرده " إن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم " ( 2 كورنثوس 5 : 19 ) . نعم جاء المصالح الذي كان يفتقده ايوب : "ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا " ( ايوب 9 : 33 ) . وما كان مصالحا غيره يستطيع ان يضع يده على الله ذاته لأنه وحده ابن الله الحي " بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته " ( عبرانيين 1 : 3 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
242 - خلق الله الانسان وابدع في خلقه فاصبح اسمى كل الخليقة وخلق جسد الانسان وبدقة وحكمة وقدرة وكل عضو فيه خلقه ليعمل . العقل ليفكر ويحرك الوعي ، القلب لينبض ويضمن الحياة ، وكل عضو في الجسد له عمل هام خلقه الله لكي يعمله والجميع يعمل لصالح الجسد ، وتوّج الانسان بحرية الارادة ، ارادة حرة واختيار مطلق السراح ، ويستطيع اي انسان ان يستخدم اعضاء جسده في الخير او الشر . اليد يستخدمها الانسان لأعمال صالحة او اعمال شريرة . الرجل يمكن ان تذهب الى الضلال او تركع وتعبد الله والعين لترى وتنظر والنظر يمكن ان يكون نعمة او نقمة . نظرت حواء بعينيها الى الثمرة المحرمة وامعنت النظر ورأت الشجرة جيدة للاكل بهجة للعيون شهية للنظر وقطعت واكلت واعطت ادم فاكل وعصي الله واقترف الشر وجلب اللعنة للانسان . والقى داود النبي بصره على امرأة غيره واشتهاها واخطأ وكانت خطيئته نقطة سوداء في حياته جلبت الموت والحزن والبكاء . وقال المسيح : "سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا ً وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما ً" ( متى 6 : 22 ، 23 ) ." فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم ." ( متى 5 : 29 ) . العين الشريرة تركز نظرها في الارض ، في التراب في النجاسة ، والعين الصالحة ترسل نظرها الى السماء ، الى الله ، الى القداسة . يرنم داود النبي فيقول : " اليك رفعت عيني يا ساكنا ً في السموات " ( مزمور 123 : 1 ) .يرفع داود النبي عينيه الى السماء متأملا ً جمال الله وصلاحه ويسبّح في عبادة الله ويمجده ويحيى في شركة قداسة معه ، ويرفع عينيه الى الله يترجاه ويستنزل رحمته وعطفه واحسانه عليه ويحيا في خيرات الله وبركاته ونعمه واحساناته وغناه ويرفع داود النبي عينيه الى اعلى ويقول : "ارفع عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني معونتي من عند الرب صانع السماوات والارض " ( مزمور 121 : 1 ، 2 ) . لا يدع رجلك تزل لا ينعس حافظك ، الرب يحفظك من كل شر . الله يريدك ان ترفع عينيك اليه ، خلقهما لكي تراه بهما ، الله يسعد بان يرى عينيك متجهتين نحوه في العلاء ، في السماء . ارفع عينيك اليه حيث البهاء والخير والعون . ابعد عينيك عن التراب حيث النجاسة والشر والعثرة . ما اروع ان ترى الله دائما ً فهو دائما ً يراك . دائما ً .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ابعد عينيك عن التراب حيث النجاسة والشر والعثرة . ما اروع ان ترى الله دائما ً فهو دائما ً يراك . دائما ً .
آميـــــــــــن
رائع يا أستاذى
ربنا يبارك خدمتكم
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
243 - حين يحل الظلام تصعب الرؤيا ، نظرة العين لا تقدر على اختراق الظلام ، ونرتعب ، نخاف ، كلما امعنا النظر نرى خيالات مفزعة تتحرك وتعمل في الظلمة ، ونغمض عيوننا فلا فائدة منها ، انتفت القدرة على البصر ، عيوننا لا تبصر ، وتتحرك قلوبنا وعقولنا ونستعيض بها على البصر، نرى ببصائرنا ، نرى في الظلمة نورا ً ، نرى وسط الظلام نور الله ، نرى الله . الظلام لا يخفي الله عن عقولنا وقلوبنا حتى ولو لم تره عيوننا ، هو دائما ً هناك ويظهر نوره أبهى وسط الظلام . هو دائما ً هناك ويرسل قدرته لنا وقت الضعف . حين تحيط بنا التجارب وتشل حركتنا يرفعنا بجناحيه فنطير . حين يحل بنا الحزن والمرض والألم ينزل الينا ويرافقنا . وسط حمأة الشك واليأس والفشل نرى مجده . وسط ظلمة الموت ورائحته الكريهة نجده قائما ً . مات الملك عزريا ، الملك الطيب الصالح ، مات الملك ، مات . وفي مواجهة موت الملك وقف اشعياء النبي حزينا ً يائسا ً ، لكنه في لوعته وانهياره رأى السيد ، رأى سيده وسيد الملك عزريا ، رآه ، رأى السيد جالسا ً على العرش ، رآه على كرسي عالٍ ومرتفع . كان عزريا الملك سندا ً لأشعياء النبي ولما مات ضاع السند ، لكن الله ملك الملوك جاء واصبح سندا ً له ، سندا ً لا يعادله سند . كان عزريا الملك يحتل كرسي المملكة ويجلس على عرشها ، لكن الله يحتل كرسي الأرض والسماء ويجلس على عرشهما . مات الملك ليرى اشعياء الله الحي قائما ً حيا ً الى الابد . في حياة الملك كان اشعياء يركز اعتماده على انسان محدود القدرة والسلطان وفي موت الملك استطاع اشعياء أن يرى الله اللامحدود القدرة والسلطان . رأى السرافيم واقفين وينادون : قدوس ، قدوس ، قدوس رب الجنود ، مجده ملء كل الارض ( اشعياء 6 : 1، 2 ، 3 ) . اعظم وأبهى وأعلى من كل امجاد الملوك .
حين يحل بك الموت لا تفزع فالله هناك ، والله حي . لو مات كل من نعتمد عليهم لا تخف ، الله هناك ، الله لايموت . انظر بعينيك مخترقا ً الظلام الاسود ، لا تنظر بعينيك ، انظر بعقلك وقلبك وايمانك ترهُ يطرد الظلام ، ترهُ جالسا ً على كرسي عال ، كرسي مجيد ومرتفع . الله لا يسمح بالظلام ليعمي عينيك . الله يريدك في الظلام أن تفتح عينيك لتراه . الله لا يسمح بالموت ليكسر قلبك . الله يقودك لأن تعرفه حيأ ً الى الأبد .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
244 - ننظر حولنا فنرى الاشرار ينجحون ، يرتعون في الملذات ويتمتعون . نجد الظالمين على الكراسي العالية ، يستبدون ، يتمادون ويفجرون . اللصوص يغتنون ، يمتلكون ويكتنزون ، يلهون ، يأكلون ويشربون . والاخيار ، الابرار يعانون ، يتألمون ، يقاسون ، يُطحنون ، يُلقون في الظلام ، يقيدون ، يضربون بالسياط ، يعذبون . فالشرفاء معوزون ، فقراء محرومون ، يعيشون جياعا ً عطشانين . وندهش ونفجع ونغار كما يقول المرنم في مزاميره : " غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ، وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ . " ( مزمور 73 : 3 ، 4 ) . حتى ادرك وفهم عندما دخل الى حضرة الله وهناك انفتحت عينيه . يقول :" حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ، وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ . " ( مزمور 73 : 17 ) . ادرك وفهم ان العبرة ليست الآن ، بل العبرة في الآخرة التامة . يقول : " حَقًّا فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ. أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ." ( مزمور 73 : 18 ) . فكل تكبر اليوم يقودهم الى العذاب الابدي . كل ما يحصلون عليه اليوم يُصبح قشا ً يُحرق في النار كالغني الذي عاش متنعما ً مترفها ً في حياته يلبس البز والارجوان ولعازر مطروح عند بابه مضروبا ً بالقروح جائعا ً لا يحصل على الفُتاة ومات وحُمل لعازر الى حضن ابراهيم والغني القي في الجحيم . وحين طلب الغني من ابراهيم ان يرسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ليبرد لسانه ، فهو معذب في اللهيب ، أجابه ابراهيم انه قد استوفى خيراته في حياته واستوفى لعازر البلايا ، والآن الواحد يتعزى والآخر يتعذب . ( لوقا 16 : 20 – 31 ) . هكذا يستوفي الاشرار افراح الحياة وملذاتها الفانية ، وحين يذهبون الى الحياة الدائمة الباقية يتعذبون . لو ادرك الناس ذلك لما تمادوا في غيهم وظلمهم وشرهم ، ولو ادرك الابرار ذلك ايضا ً لما اندهشوا وفزعوا وشعروا بالغيرة . ما يحدث هنا مؤقت ، عمره قصير يظهر قليلا ً ثم يضمحل أما هناك فدائم لا نهاية له باقٍ ، أبدي ، لا ينتهي . لا تغر من الاشرار فنهايتهم مخيفة ، مرعبة واسلك سلوك الابرار فنهايتهم مجيدة ، رائعة . يقول داود النبي :" لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ. " ( مزمور 37 : 1 ، 2 ) . عاملوا الشر يقطعون والذين ينتظرون الرب هم يرثون الارض . بعد قليل لا يكون الشرير . تطلع في مكانه فلا يكون اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة .
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عاملوا الشر يقطعون والذين ينتظرون الرب هم يرثون الارض . بعد قليل لا يكون الشرير . تطلع في مكانه فلا يكون اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة .
آميـــــــــن
ربنا يبارك خدمتكم أستاذى
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
245 -الله لا يتركك في عوز

لا يترك الله أولاده في عَوَز أو احتياج، بل إنه يعولهم بطرق ووسائل مختلفة، وهذا وعده لنا. ونرى ذلك متمثلاً في إيليا، وكيف اعتنى الله به لمدة ثلاث سنوات ونصف، إذ انقطع المطر ( يع 5 : 17 ) ، وحدثت مجاعة عظيمة في البلاد، وقد تكفَّل الرب به، مستخدمًا سلطانه المطلق، في تطويع الإنسان والمخلوقات العجماء (الطيور) لأمره ، ولإعالة إيليا، ونرى ذلك في قول الرب له :
1 ـ أمرت الغربان
قال الرب لإيليا: «انطلق .. واختبئ عند نهر كريث .. فتشرب من النهر. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك» ( 1مل 17: 3 ، 4) ، فنجد أن الغربان كانت تحت طوع الله لإعالة إيليا، فكانت تأتي له بخبز ولحم صباحًا ومساءً ، وذلك عكس طبيعتها، ولم تتخلف ولو مرة واحدة قرابة سنة ونصف، فكان إيليا عندما يسمع صوتها ويراها، يرى فيها عناية الله ومراحمه، فكان يُسرّ بمجيئها، بل وكان ينتظرها، وفي نهاية المدة المحددة من الرب ، نجد أن النهر وهو مصدر المعونة الموثوق به للعيان قد يبس ، ولم يذكر الكتاب أن الغربان وهي المصدر غير الموثوق به للعيان قد تخلفت عن إحضار الطعام.
2ـ أمرت امرأة أرملة
قال الرب لإيليا: «قم اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأقم هناك. هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك» ( 1مل 17: 9 )، فقام وذهب حسب قول الرب، وهو لا يعلم مَن هي المرأة ، وعندما ذهب وجد أنها امرأة فقيرة ، وكل ما عندها «ملء كف من الدقيق .. وقليل من الزيت»، والحقيقة أنها تحتاج إلى مَن يعولها هي وابنها، ربما اندهش إيليا وتحيَّر، لكن لم يتركه الرب في حيرته ، بل قال لها الرب بفم إيليا: «إن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يُعطي الرب مطرًا على وجه الأرض»، وإن كانت المرأة فقيرة في الزمان ، لكنها كانت غنية في الإيمان ، «فذهبت وفعلت حسب قول إيليا»، وبهذا أعالت إيليا من مخازن الرب التي لا تفرغ. «وأكلت هي وهو وبيتها أيامًا» قرابة سنتين ، حتى افتقد الرب شعبه بالمطر.
فهل تخشى من العَوَز أو الاحتياج في زمن الجوع والغلاء؟ اعلم أن مخازن الله لا تفرغ
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
246 - في حياتنا المسيحية نواجه تجارب واضطهادات وحروب قاسية متنوعة ، وهذه التجارب قاصرة على المؤمن الذي يتمسك بحياته المسيحية وشهادته ، وليس من السهل تفادي هذه التجارب أو الهروب منها . هي ليست بسبب سلوك نغيره فننجو منها ، هي بسبب حياة نحياها لا يسهل تغييرها فلا نجاة . هذه التجارب لا لما نعمله بل لما نكونه ، لا لفعل ٍ بل لكون ٍ ، والدخول الى هذه التجارب اختياري بلا فرض أو الزام ، ففي انكار الايمان نجاة وفي الاصرار عليه معاناة ، ويختار المؤمن الاصرار والمعاناة ، يختار الباب الضيق الشاق . الباب الضيق الشاق يقود الى حياة ابدية مجيدة منتصرة . كالباحث عن الماس يسلك طريقا ً ضيقا ً مظلما ً بحثا ً عنه ، ينزل الى اعماق المناجم الخطرة ويمزق اقدامه وأكفه بين أحجارها وبعد جهد وجهاد يبرق وسط الظلام لمعان الماس يخطف العين وتلمسه اصابعه وتتفحصه أعينه ويسعد به قلبه ويمتلئ بثمنه جيبه ، ولا أحد يرغم الساعي الى الماس لينزل الى اعماق الظلام ويعيش فيه . ينزل باختياره الحر وإرادته المطلقة . هكذا المؤمن ينزل الى هاوية التجربة ، ينزل حاملا ً حياته على كفه مدفوعا ً بحبه واصراره واخلاصه ورغبته في الشهادة . يعلم ان هناك كراهية وبغضة وظلمة وصعاب واضطهاد ، وقال المسيح : " إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ .لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ . " ( يوحنا 15 : 18 ، 19 ) . ولك ان تختار العالم بابوابه المتسعة وبطرقه الرحبة وتلهو في الحياة بلعب الاطفال الملونة الرخيصة المصنوعة من أحقر المواد ، أو أن تختار المسيح وبابه الضيق وطريقه الكرب ، وترمي لعب الاطفال ذات الالوان الرخيصة وتسعى بحثا ً عن الماس الثمين ، تودع الراحة والاستلقاء والخمول وتقبل التجارب والصعوبات والآلام . " طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. " ( يعقوب 1 : 12 ) . " لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ." ( فيلبي 1 : 29 ) .
لك الاختيار الحر بين لعب الاطفال واحجار الماس . لك الاختيار الحر بين العالم والهلاك أو المسيح والاكليل . لك الاختيار الحر بين الراحة هنا والعذاب هناك أو العذاب هنا والمجد هناك .
 

menasonjesus

New member
عضو
إنضم
11 فبراير 2011
المشاركات
126
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الموضوع هايل جدا بس انا مش فاهم الايه دي لو تاضر تفسرهالي بطريقه اوضح ممكن
ان صعدت عليك روح المتسلط لا تترك مكانك لان الهدوء يسكن خطايا عظيمة." (جامعة 10: 4)
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
الموضوع هايل جدا بس انا مش فاهم الايه دي لو تاضر تفسرهالي بطريقه اوضح ممكن
ان صعدت عليك روح المتسلط لا تترك مكانك لان الهدوء يسكن خطايا عظيمة." (جامعة 10: 4)


تفسير القس أنطونيوس فكري
آية(4): "أن صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك لأن الهدوء يسكن خطايا عظيمة."

روح المتسلط = أي غضب عليك. فلا تترك مكانك = أي لا تستعفِ من مأموريتك وتتخلى عن دورك وخدمتك لشعبك. وكن هادئاً لأن الهدوء يسكن خطايا كثيرة = الأفضل أن نهدأ أمام الرؤساء فلربما هدوءنا يتسبب في ندمهم على خطاياهم وغضبهم الذي سيكتشفون أنه بلا سبب، فيهدأ الملك بهدوئك وتكون لك فرصة أن يسمعك. وهذه النصيحة موجهة لكل مرؤوس مع رئيسه ولكل ابن مع والده. فليخضع الصغير للكبير .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
247 - ونحن نعبر الحياة نسير أحيانا ً مع التيار واحيانا ً ضد التيار . أحيانا ً يكون الجو صحو ٌ والريح تهب معنا ، وأحيانا ً تكون الريح مضادة . فإذا سرنا مع التيار سهل سيرنا وكان العبور مريحا ً ميسورا ً ، وإذا أبحرنا والريح معنا تملأ قلوعنا وتدفعنا نحو مقصدنا بسلاسة وسرعة . والعكس حين يضادنا التيار والريح فنقاوم ونقاسي ونصارع ونكافح . وقد يكون التيار الذي معنا تيار العالم الذي يبدو معنا ويقودنا الى حيث لا نريد ، وقد تكون الريح التي تهب تملأ قلوعنا ريح مخادعة تدفعنا الى حيث لا يجب ان نذهب ، وحين نكتشف ذلك ، وطوبى لمن يكتشفه مبكرا ً نشمّر عن سواعدنا ونقاوم . ويطول الصراع أو يقصر لكننا في ذلك كله ننظر الى الله نترجى عونه ومساندته ، وتتعالى الأمواج وتصخب الريح ويهدر الرعد ويلمع البرق ونرتعب ونخاف لكننا في استمرارنا في المقاومة وفي حرارة طلبنا عون الرب ، يجيء . يجيء حتى في الهزيع الرابع ، حتى حين يهاجمنا اليأس ، حتى عند ما يغزو قلوبنا الشك . حينئذ ٍ وقبل أن نخور ، قبل أن يجرفنا التيار ، قبل أن تحطم سفينتنا الريح ، يجيء . يجيء بقدرةٍ ، يجيء بقوة ٍ ، يجيء ماشيا ً على البحر فوق الريح والعاصفة ، لكننا أحيانا ً نختار التيار السريع والريح السهلة ، نرتب لانفسنا حياة تتفق وميولنا ورغباتنا وشهواتنا ، ونركب التيار ، نسترخي ونسلم نفوسنا ومصيرنا لتيار رغباتنا ، ونتعلق بالريح ، نترك مجاذيفنا ونستسلم للريح الذي يهب وفق شهواتنا ولا نفيق الا وقد جذبنا التيار وحملنا واندفع بنا نحو الشلال ولا نستيقظ الا وقد دفعنا الريح واندفع بنا في اتجاه الصخور ، ونقاوم ونصارع ونحاول تغيير الاتجاه والعودة الى الطريق ، وفي خضم الصراع نرفع اعيننا نطلب عون الله وخلاصه ويجيء ، يجيء في وقته قبل ان يبتلعنا الشلال وقبل ان تحطمنا الصخور . عينه دائما ً علينا ، لا تغفل ولا تنام دائماً يوجد عند متناول طلباتنا .
إن كان التيار الذي يجرفك من التجارب حولك أو من اختيارك وحدك . إن كانت الريح التي تدفعك من الخارج أو من داخلك فاصرخ اليه ، يجيء ، ويأتي ويعين ويخلّص . قد يتأنى لتقوية ذراعيك . قد لا يُقبل في الهزيع الأول أو الثاني أو الثالث لتثبيت ايمانك ، لكن لا بد سيجيء . انظر اليه عبر التيار تره ، اخترق الريح تجده .
 
أعلى