تأملات روحية يومية

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاحد 4 كانون الأول


«وَمَلأتُهُ مِنْ رُوحِ اللهِ... وَكُلِّ صَنْعَة.» (خروج 3:31)

تشير فقرة اليوم إلى بصلئيل، الذي جهّزه الروح القدس ليُشرف على بناء خيمة الإجتماع. كان ماهراً في صياغة الذهب والفضة والنحاس، ونَقْش الحجارة الكريمة والحفر بالخشب. عمل الروح منه حِرَفياً ليقوم بأنواع أشغال عملية.

تقتبس إحدى المجلاّت قول أ. ترامب، «نغفل عادة عن هذا الدور في خدمة الروح القدس. سواء في الحقل أو في المصنع، في البيت أو في المكتب، يستطيع المؤمن أن يطلب مساعدة الروح القدس في الأعمال اليومية. أعرف رجُلاً صنع مذبحاً من مقعد في مشغله. بالرغم من كثرة عمل إحدى السيّدات، صنعت مائدة للعشاء الربّاني من طاولة مطبخها. وآخر قلب طاولة مكتبه إلى منبر يكرز من عليه ويكتب، تحوُّل من الشؤون العامة اليومية إلى عمل الملك.

يوجد في الناصرة، إسرائيل، مستشفى مسيحي لخدمة السكّان العرب بشكل رئيسي. في هذا المستشفى توجد قاعة عبادة. لكن عندما يقف الواعظ ليكرز، لا يقف من وراء منبر. بدل ذلك يقف من وراء بنك نجّار مصقول مع ملزمة خشبيّة في طرفه. هذا حقاً شيئ جميل وضروري ليذكّرنا أن الرب عمل نجّاراً في الناصرة وأن بنك النجاره كانت منبره.

عمل أحد الأطباّء في وسط غرب الولايات المتحدة في معالجة أرواح مرضاه وأجسادهم أيضاً. وأحياناً بعد أن يكون قد تحدّث إلى شخص في عيادته وفحصه فحصاً شاملاً، يشك في أن المشكلة كانت روحيّة أكثر ممّا هي جسدية. يذهب في تلك الليلة إلى بيت المريض، ويقرع الباب. يتفاجأ المريض أوّلاً من هذه الزيارة.

ولكن بعد لحظات يقول الطبيب المهذّب، «لم آت لزيارتك بصفتي طبيبك بل كصديق. أريد أن أكلّمك في موضوع معيّن. هل تسمح لي بالدخول؟» طبعاً، لا يعارض المريض فيدخل الطبيب ويتكلّم إلى الشخص عن حاجته الروحيّة. ثم يشرح له كيف يمكن ليسوع أن يسدّد تلك الحاجة. وكثيرون من مرضاه سلّموا حياتهم للرب وصاروا يخدمونه أيضاً. الكثيرون يشكرون دائماً خدمة هذا الطبيب المحبوب الذي اعتنى بأرواحهم كما بأجسادهم.

للرب منابر عديدة غير تقليديّة في العالم اليوم. وكما قال ترامب، تعلّم الكثيرون كيف يحوّلون أموراً عاديّة إلى عمل الرب.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاثنين 5 كانون الأول


«عِنْدَمَا يَأْتِي الْعَدُوُّ كَنَهْرٍ فَنَفْخَةُ الرَّبِّ تَدْفَعُهُ!» (أشعياء 19:59ب)

تشتد الأزمات الملُحة في الحياة أحياناً عندما يطلق الشيطان مدفعيّته الثقيلة ضد شعب الله. تظلم السماء، ترتجف الأرض ويبدو أنه ليس من بارقة أمل. لكن الله وعد أن يرسل تعزيزاً لشعبه في آخر لحظة. يرفع روح الله البيرق ضد إبليس في اللحظة الأخيرة.

كان العبرانيّون مُستعبَدين لطاغية مصر، نظرة شعب إسرائيل كانت معتمة. كانوا مذلولين تحت سياط رؤساء العمل. لكن الله لم يكن غير مبال لأنينهم. أقام موسى ليواجه فرعون وفي النهاية ليقود شعبه إلى الحرية.

في أيام القضاة، استعبدت شعوب أجنبية قبائل إسرائيل. لكن في أحلك الساعات أقام الله منقذين عسكريين ليطردوا العدو ويدخلوا في فترة من الهدوء والسلام.

عندما قاد سنحاريب جيشه الأشوري ضد أورشليم، ظُنَّ بأن يهوذا سيسُبى حتمياً. من ناحية بشرية، لم توجد أية طريقة لوقف هذا الغزو. لكن ملاك الرب جال وسط معسكر الأشوريين في إحدى الليالي وقتل 185،000 رجلاً.

كانت إستير ملكة في فارس، هجم العدو كفيضان، أصدر أمراً لإعدام جميع اليهود في المملكة. هل كان الله مهزوماً بقانون الماديين والفرس؟ كلاّ، رتّب الأمور لصدور أمر آخر يسمح لليهود في الدفاع عن أنفسهم في ذلك اليوم المشئوم. وطبعاً، كان النصر الغامر لليهود.

عندما بدأ مارتن لوثر يصرخ ضد بيع صكوك الغفران وضد خطايا أخرى في الكنيسة، كان كأن نوراً قد سطع في عصر الظلام.

كانت الملكة ماري تثير الفوضى في الإيمان المسيحي الحقيقي في إنجلترا واسكتلندا. أقام الله رجلاً يدعى جون نوكس عند الحاجة القصوى. «ارتمى بوجهه في التراب أمام الله، التمس نوكس من الله ليلة كاملة لينتقم من مختارته ويمنحه اسكتلندا أو الموت. أعطاه الله اسكتلندا وعزل الملكة عن العرش.

هل تواجه أزمة شديدة في حياتك اليوم؟ لا تخف. سيرسل روح الله عوناً في الوقت المناسب ويأتي بك إلى موضع رحب. فقط اتكل عليه.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الثلاثاء 6 كانون الأول


«لَمَّا تَكَلَّمَ أَفْرَايِمُ بِرَعْدَةٍ تَرَفَّعَ فِي إِسْرَائِيلَ. وَلَمَّا أَثِمَ بِبَعْلٍ مَاتَ.» (هوشع 1:13)

هنالك قوّة فعّالة هائلة وسُلطة في كلام الشخص البار. عندما يتكلّم، يؤثّر على حياة الآخرين. لكلماته وزن كبير. يحترمه البشر كمُستحق للاحترام والطاعة.

لكن إذا سقط نفس الشخص في خطية، يفقد كل تأثيره الإيجابي على الآخرين. النغمة السلطويّة التي كان يتكلّم بها تفسد. لا يعود الناس يطلبون مشورته. إذا حاول أن يقدّمها، يميلون إلى النظر إليها بعَين شبه ساخرة ويقولون، «أيها الطبيب إشف نفسك» أو «أخرج الخشبة التي في عينك أوّلاً، ثم أخرج القذى من عيني.» فتصمت شفتاه.

يؤكّد هذا على أهمية المحافظة على شهادة صادقة حتى النهاية. البداية الحسنة مهمّة لكن ليس كفاية. إن نتخلّى عن استعدادنا في أواخر عهدنا، يحتجب مجد الأيام الأولى في ضباب العار.

«لما تكلّم أفرايم ارتعد الرجال.» يقول وليامز، «عندما سار أفرايم مع الله، كما في أيام يشوع، تكلّم بسُلطان وارتعد الشعب، فكان يتمتّع بمركز احترام وقوة. لكنّه اتّجه للأوثان ومات روحيّاً. للمؤمن احترامه وقوته الأخلاقية ما دام قلبه خاضعا كليا لسلطان المسيح وخالياً من الأوثان.»

يمثّل جدعون مثالاً آخر. كان الله مع هذا الرجل الفائق الشجاعة. بجيش مؤلّف من 300 رجل هزم جيش المديانيين القوي والمؤلّف من 135،000 رجُل. وعندما أراد رجال إسرائيل تنصيبه ملكاً عليهم، رفض بحكمة، لأنه أدرك أن يهوه كان الملك الحقيقي. وبعد أن كسب انتصارات لامعة وقاوَم بنجاح تجارِب عظيمة، تقوّض ولم يقف في وجه ما نعتقد أنه أمر بسيط. طلب من جنوده تسليمه الأقراط الذهبية التي غنموها من الإسماعيليين. ومن هذه الأقراط صنع إيفودا (ثوباً) صار وثناً معبوداً لشعب إسرائيل، وفخّاً لجدعون وبيته.

نعلم، طبعاً، أنه حين نفشل، نستطيع أن نتوجّه إلى الله معترفين طالبين الصفح. نعلم أنه يستطيع أن يعيد السنوات التي أكلها الجراد أي يمكننا من التعويض عن الأيام التي أضعناها. لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أنه من الأفضل تجنُّب السقوط كلياً بدل الشفاء منه. من الأفضل عدم تهشيم شهادتنا ممّا أن نحاول إلصاق الأجزاء المهشّمة معاً ثانية. كان والد أندرو سونار يقول له، «يا أندرو، صلِّ حتّى كلينا نتحمّل حتّى النهاية!» فدعونا نصلّي لكي ننهي مسيرتنا بفرح.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاربعاء 7 كانون الأول


«أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.» (كورنثوس الأولى 13:13)


المحبة هي القوة التي تغلب عالم الكراهية، النزاع والأنانية. تستطيع أن تعمل ما لا تستطيعه أي فضيلة أخرى، وبكلمات أخرى المحبة مَلِكة كل النّعِمَ. تُقابِل المحبة الإساءة باللطف. تطلب الرحمة لجلاّديها. تتصرّف بلا أنانية حينما الجميع حولها بصخب يطالبون بحقوقهم. تُعطي حتّى تنتهي من العطاء.

كان أحد الهنود يقود فيله في أحد الشوارع، ينخسه باستمرار ليزيد من سرعته. وفجأة سقط المنخاس الفولاذي من يده على رصيف الشارع مُصدراً رنيناً عالياً. استدار الفيل، التقط المنخاس بخرطومه، وسلّمه لسيّده. هكذا المحبة.

في إحدى حكايات إيسوب، كانت مباراة ما بين الشمس والريح مَن منهما يستطيع أن يجعل رجلاً يخلع رداءه. هبّت الريح بشدّة، وكلّما قويت اشتد تمسُّك الرجل بردائه حول جسده. ثم جاء دور الشمس فأشرقت على الرجل فخلع رداءه. غيرّته بواسطة الدفء. هكذا المحبة.

رمى السير وولتر سكوت حجراً على كلب شارد بقوة وأصابه بكسر في رجله. وقف سكوت نادماً على عمله، تقدّم الكلب عارجاً إليه ولحس اليد التي رمته بالحجر. هكذا المحبة.

أطلق ستانتون ذماً مُراً على لنكولن، مُلقّباً إيّاه «بالمهرج الماهر» و «الغوريلا الأصلي.» قال أن كل من يذهب إلى أفريقيا ليتفرّج على الغوريلا يكون أحمقاً لأنه يوجد غوريلا في سبرنغ فيلد. أدار لنكولن خدّه الآخر. وفي الواقع فقد عُيِنّ لنكولن ستانتون وزيراً للحربية مؤكّداً أنه يحمل أفضل المؤهّلات لهذه الوظيفة. وعندما أطلقت النار على لنكولن، وقف ستانتون إلى جانب جسده الميت، بكى علناً وقال، هنا يرقد أعظم حاكم بشري عرفه العالم.» لقد انتصر لنكولن بأن أدار الخد الآخر. هكذا هي المحبة.

كتب ستانلي جونز، «بإدارة الخد الآخر تنزع سلاح عدوّك. يلطمك على خدّك وأنت بخلقك الجريء تضربه على القلب بأن تدير له الخدّ الآخر. تذوب عداوته. يختفي عدوّك. تتخلّص من عدوّك بتخليصه من عداوته لك...يقف العالم على أقدام الرجل الذي يملك القوة لينتقم لكن يملك القوة ألا يثأر. هذه هي القوة-القوة المطلقة.»

يبدو أحياناً أنه يمكن تحقيق إنجاز أكثر بالكلام الخشن، للمجازاة عين بعين، بالمطالبة بالحقوق. هذه الأساليب لها وزن معيّن في القوة. لكن رصيد القوة في المحبة، إذ، بدل تعميق الخصومات، تحوّل المحبة الأعداء إلى أصدقاء.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الخميس 8 كانون الأول


«لأَنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْعَمَلِ الرَّدِيءِ لاَ يُجْرَى سَرِيعاً فَلِذَلِكَ قَدِ امْتلأ قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ فِيهِمْ لِفَعْلِ الشَّرِّ.» (الجامعة 11:8)


بينما أكتب هذه السطور، تعم البلاد موجة من السخط العام على ارتفاع نسبة الجريمة في بلادنا. يطالب الناس باحترام القانون والنظام. يبدو أن قوانيننا ومحاكمنا تحابي المجرمين، بينما لا ينال الضحية الإنصاف أو ينال القليل منه. تطول القضايا في المحاكم ويبدو أن لا نهاية لها وغالباً ما يستطيع محامي المجرم أن يكسب القضية عن طريق استغلال فجوات سخيفة في القانون.

لقد ساهم في هذا الإخلال العام تلفظاّت كبار علماء الاجتماع وعلم النفس وخبراء آخرين. يصرّون على أن حكم الإعدام غير معقول ولا إنساني. يشهدون على أن الخوف من العقاب لا يعمل على ردع المجرمين. ويصرّحون أنّ الحل يكمن في تأهيل المجرمين، وليس في معاقبتهم.

لكنهم مخطئون. كلّما ارتفعت ثقة الفرد أن «بإمكانه الإفلات»، كلّما كان مستعدّاً ليلجأ إلى الجريمة. أو عندما يحس أن العقاب سيكون خفيفاً، يتجرّأ على المقامرة بمخاطرة القبض عليه. أو إذا اعتقد أن المحاكمة ستطول لجلسات لا حصر لها، يتشجّع. وبالرغم من كل ما يقولون فإن عقاب الإعدام يقوم بمهمّة الردع.

عند تحليل ارتفاع نسبة الجريمة، قالت إحدى مجلاّت الأخبار أن، «أحد الأسباب يكمن في النقص بوسائل الردع من صلصلة جهاز قضاء الجريمة. يتّفق العديد من السلطات أنه في حال التهديد بعقاباً معقولاً، يجب أن يكون سريعاً وأكيداً. وبسبب العبئ الكبير من القضايا، لا يتمتّع الجهاز القضائي بأي من هذه.

أعلن مؤخّراً أحد الخُبراء في عِلم الجريمة أنه مقابل كل شخص مستقيم بسبب محبّته للفضيلة، يوجد 10،000 صالحين لأنهم يخافون العقاب. ويقول اسحق إرلخ من جامعة شيكاغو أن الإحصائيات تظهر أن أخبار الإعدام لقاتل واحد تمنع 17 جريمة قتل أخرى». الإصلاح والتأهيل ليسا الجواب. لقد فشلا بصورة أكيدة في تغيير الإنسان. نعلم أنه فقط بالولادة الجديدة من روح الله يتحوّل الخاطئ إلى قديس. لكن لسوء الحظ القليل من السُّلطات، إلى حدّ ما، يوافقون على هذا، سواء لأنفسهم أو لأجل سُجنائهم.

في هذه الحالة، أفضل ما يمكن أن يعملوه هو أن يأخذوا عدد اليوم على محمل الجد. «لأَنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْعَمَلِ الرَّدِيءِ لاَ يُجْرَى سَرِيعاً فَلِذَلِكَ قَدِ امتلأ قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ فِيهِمْ لِفَعْلِ الشَّرِّ.» لن نرى انخفاضاً في إحصائيات الجريمة ما لم ينفذ العقاب سريعاً وبدون تمييز. الحل موجود في كلمة الله لو يقبلها بني البشر.
 
التعديل الأخير:

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الجمعه 9 كانون الأول

«لَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.» (كورنثوس الأولى 57:15)

لا يمكن لعقل مخلوق أن يُدرك أبعاد النصر الذي حقّقه يسوع المسيح على صليب الجلجثة. لقد قهر العالم (يوحنا 33:16). دان إبليس، رئيس هذا العالم (يوحنا 11:16). انتصر على الرياسات والسلاطين (كولوسي 15:2). هزم الموت إذ قد ابتلع الموت إلى غلبة (كورنثوس الأولى 54:15، 55، 57).

انتصاره انتصارنا. تماماً كما انتصار داود على جوليات أحرز خلاصاً لكل إسرائيل، هكذا صار انتصار المسيح المجيد لكل من ينتمي إليه.

لذلك، نستطيع أن نرنّم مع هوريتيوس بونار:
النصر لنا! لأجلنا تقدَّم ذاك القوي،
لأجلنا حارب المعركة وكسب النصرة: النصرة لنا.

نحن أكثر من غالبين بواسطة الذي أحبّنا لأنه «لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.» (رومية 37:8-39).

قص جاي كنج عن شاب كان في محطة القطار عندما دخل القطار المحطة يحمل فريق كرة القدم المحلّي بعد مباراة هامة. ركض الفتى إلى أوّل شخص نزل من القطار وسأله وهو يلهث، «مَن ربح؟» ثم راح يركض في رصيف المحطة صارخاً بابتهاج «لقد ربحنا! لقد ربحنا!» وبينما كان السيّد كنج يراقب هذا المشهد، فكّر لنفسه، «حقّاً، كم عمل هذا الفتى ليحرز النصر؟ ماذا توجّب عليه أن يعمل في الصراع في ملعب كرة القدم؟» الجواب طبعاً، لا شيء، لا شيء بتاتاً. لكن لأنه ينتمي لنفس البلد، تماثل مع فريق المدينة، وهتف بانتصارهم كأنه له.

سمعت مرّة عن فرنسي انتقل من مركز هزيمة إلى مركز غلبة بتغيير مواطنته. كان هذا عندما كسب ويلنجتون، دوق بريطانيا الحديدي، انتصاره الباهر على نابليون في معركة وترلو. في البداية كان الرجل الفرنسي منضماً للفريق الخاسر، لكن جاء يوم وصار مواطناً بريطانياً، وطالب بنصر ويلنجتون كأنه له.

نحن بالولادة مواطنون في مملكة إبليس، لذلك ننتمي للفريق الخاسر. لكن في اللحظة التي نختار فيها المسيح رباً ومخلّصاً، ننتقل من الهزيمة إلى النصرة.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


السبت10 كانون الأول


«وَشَرَحَا لَهُ طَرِيقَ الرَّبِّ بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ.» (أعمال 26:18)

عند شرح طريق الخلاص لشخص آخر، مهم جدّاً أن «تجعل الرسالة سهلة وواضحة،» متجنبّاً كل ما يمكن أن يربكه. لأنه يكون عادة مرتبك بسبب إبليس الذي «قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ» (2 كو4:4).

دعني أعطيك مثلاً كيف نستطيع أن نقول أشياء تسد أذني غير المؤمن. نبدأ بالشهادة لشاب التقَينا به للتو لأوّل مرّة. وقبل أن نتقدّم في الحديث يقاطعنا بقوله: «أنا لا أومن بالديانة. جرّبت الديانة ولم تعمل لي شيئاً.» ونميل للإجابة بقولنا، «ولا أنا أومن بالديانة أيضاً، أنا لا أدعو إلى ديانة.»

توقّف هنا! هل تدرك مدى ارتباك هذا المشهد؟ ها نحن، نكلّمه عن أمور واضح أنها دينيّة، ومع هذا نقول أننّا لا نؤمن بالديانة. وهذا كاف ليشوّش فكره.

طبعاً أعرف ما نعنيه نحن. نقصد أننّا لا ندعوه لينضم إلى كنيسة أو إلى طائفة لكن ندعوه ليدخل في علاقة مع الرب يسوع. لا نعرض عقيدة بل شخصاً. لا ندعو إلى إصلاح بل إلى تجديد، ليس لبذلة جديدة على الإنسان بل إنسان جديد في البذلة.

لكنّه عندما يفكّر بالديانة، يفكر بكل شيء يتعلّق بالعبادة وخدمة الله. كلمة «ديانة» عند معظم الناس تدل على نظام من المعتقدات ونظام حياة ممّيز مرتبط بعلاقة الإنسان بالله. وهكذا عندما نخبره أننا لا نؤمن بالديانة، تتسارع إلى ذهنه حالاً أننّا لا بد وثنييّن أو مُلحدين. وقبل أن نحصل على فرصة لنشرح ما نعنيه يكون قد وسمنا بعدم التديّن.

في الواقع لا يصح أن نقول أننا لا نؤمن بالديانة. نؤمن بالعقائد الأساسية للإيمان المسيحي. نؤمن أن كل من يُعلن إيمانه بالمسيح ينبغي أن يظهر ذلك في حياته. نؤمن أن الديانة النقية والطاهرة هي افتقاد الأرامل والأيتام ونحفظ أنفسنا بلا دنس من العالم (يعقوب 27:1).

لا نؤمن أن الديانة هي المخلّص. المسيح الحي فقط يستطيع أن يُخلّص. لا نؤمن بأشكال المسيحية الصُوَريّة في العالم اليوم. لا نؤمن بأي جهاز يشجّع الناس على الاعتقاد أنّهم يمكن أن يَصِلوا إلى السماء عن طريق أعمالهم أو جدارتهم. لكن ينبغي أن نستطيع تفسير هذا للناس دون التسبُّب في صدمهم بقذيفة مثل، «أنا أيضاً لا أومن بالديانة.» دعونا ألاّ نقوم بالتلاعب بالألفاظ بينما الأرواح في خطر.​
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاحد 11 كانون الأول


«فَضَعُوا كَلِمَاتِي هَذهِ عَلى قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ وَارْبُطُوهَا عَلامَةً عَلى أَيْدِيكُمْ وَلتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عُيُونِكُمْ.» (تثنية 18:11)


لا يكتمل عدد اليوم دون الأعداد الثلاثة التي تليه، ولهذا نقتبسها هنا: «وَعَلِّمُوهَا أَوْلادَكُمْ مُتَكَلِّمِينَ بِهَا حِينَ تَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ وَحِينَ تَمْشُونَ فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُونَ وَحِينَ تَقُومُونَ. وَاكْتُبْهَا عَلى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلى أَبْوَابِكَ لِتَكْثُرَ أَيَّامُكَ وَأَيَّامُ أَوْلادِكَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا كَأَيَّامِ السَّمَاءِ عَلى الأَرْضِ.»

أمامنا وصف لأهمية مكانة كلمة الله في حياة شعبه كما ينبغي أن تكون. وعند تحقيق هذه الشروط يختبر المؤمنون أيام السماء على الأرض.

أوّلاً، يجب أن نحفظ الكلمة عن ظهر قلب، أو كما يقترح علينا النص، نضعها على قلوبنا ونفوسنا. كل من يحفظ مقاطع من كلمة الله عن ظهر قلب يُغني حياته ويزيد من إمكانيات مباركة الآخرين.

ثم ينبغي أن نربط الكلمة على أيدينا وعلى جباهنا. ولا يعني هذا أن نستخدمها كتعويذة، كما يعتقد البعض، لكن لتكون أعمالنا (أيدينا) ورغباتنا (أعيننا) تحت سلطان الرب يسوع.

ينبغي أن تكون كلمة الله الموضوع الرئيسي في محادثاتنا في البيت. وبالإضافة، يجب أن يكون هناك مذبحٌ في كل بيت، حيث تقرأ كلمة الله كل يوم ويشترك جميع أهل البيت في الصلاة. لا أحد يستطيع أن يقيس تأثير قُدسيّة الكتاب المقدس على بيت كهذا.

يجب أن تُشغلنا هذه الكلمة حين نسير في الطريق، حين نضطجع وحين ننهض. وبكلمات أخرى، ينبغي أن تصير الكلمة جزءاً كبيراً من حياتنا لكي تشكّل حديثنا حيثما نوجد ومهما نعمل. يجب أن نتكلّم بلغة الكتاب المقدس.

هل ينبغي أن نكتب الكلمة على عَتَبات بيوتنا وأبوابنا؟ إنها فكرة جيّدة! كثير من البيوت المسيحية يعلّقون على مدخل بيوتهم (يشوع 15:24) أمّا أنا وبيتي فنعبد الرب.» وبيوت كثيرة أخرى تزيّن جدران بيوتهم بآيات كتابية.

عندما نعطي كلمة الله المقدسة مكانتها الصحيحة في حياتنا، لا نوفّر على أنفسنا ضياع ساعات من الأحاديث التافهة فقط، بل نشغل أنفسنا بمواضيع مهمة، مواضيع ذات نتائج أبدية، ونحافظ على أجواء مسيحية في بيوتنا.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاثنين 12 كانون الأول


«لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ.» (متى 7:4)


ما المقصود بتجربة الرب؟ هل يمكن أن نكون مذنبين في ذلك؟

لقد جرّب بنو إسرائيل الله عندما تذمّروا على نقص الماء في البرية (خروج 7:17) عندما قالوا، «فِي وَسَطِنَا الرَّبُّ أمْ لا؟» لم يشكوا فقط في حضوره الإلهي وسطهم بل أيضاً في عنايته ورعايته لهم.

جرّب الشيطان الرب عندما تحداه ليلقي بنفسه من قمة الهيكل (لوقا 12:4-19). كان من الممكن أن يجرب يسوع أباه السماوي لو فعل هذا، لأنه كمن يقوم بحركات بهلوانية خطرة خارج إرادة الله.

جرب الفريسيون الرب حين سألوه إن كان يحق أن يعطوا الجزية لقيصر (متّى 15:22-18). توقّعوا أن يكون جوابه مُنفراً إما الرومان أو اليهود الشديدي الرغبة للإنتقام من الرومان.

جرّبت سفيرا روح الرب عندما تظاهرت أنها أعطت كل المبلغ الذي تقاضته ثمن ملكها للرب، بينما في الحقيقة كانت قد أخفت قسماً لنفسها (أعمال 9:5).

أخبر بطرس المجمع في أورشليم أنه يكون تجربة للرب لوضع الأمم تحت الناموس، نير لم يستطع اليهود أنفسهم تحمّله (أعمال 10:15).

تجربة الله تعني أن تَفحص بِكَم يمكنك أن تنجو قبل أن يحكم الله عليك، يعني أن تفترض ما يمكن أن يعمله، تفحص إن ينجز ما يقول في كلمته، أو تحاول أن تستنفذ حدود دينونته (تثنية 16:6، متّى 7:4)». نجرّب الله حين نتذمّر ونشتكي، لأننّا نكون في الواقع نشك في حضوره، بقوّته وبصلاحه. نقول أنه لا يعرف ظروفنا، لا يهتم بنا أو لا يقدر على إنقاذنا.

نجرّب الله حين نعرّض أنفسنا دون حاجة لخطر ما ونتوقّع منه أن ينقذنا. كثيراً ما نقرأ عن مؤمنين مُضلّلين يقومون باللعب بالأفاعي السامة وماتوا نتيجة لذلك. لقد كان تفسيرهم أن الله وعد بالأمانة في مرقس 18:16. «يحملون حيّات.» لكن القصد من كل هذا كان ليبرّر قيامنا بالمعجزات فقط عند الضرورة في تنفيذ مشيئته من خلالنا.

نجرّب الله كل ما نبتعد بأنفسنا عن مجال مشيئته التي لنا ونتصرّف حسب مشيئتنا.
إنه لأمر لا يصدّق أن مخلوقاً يرغب أو يجرؤ في تجربة خالقه، أو يقوم أحد الخطاة لكي يهين المخلّص.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الثلاثاء 13 كانون الأول


«حِينَئِذٍ كَلَّمَ مُتَّقُو الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ وَالرَّبُّ أَصْغَى وَسَمِعَ وَكُتِبَ أَمَامَهُ سِفْرُ تَذْكَرَةٍ لِلَّذِينَ اتَّقُوا الرَّبَّ وَلِلْمُفَكِّرِينَ فِي اسْمِهِ.» (ملاخي 16:3)


من الممكن أن ننشغل إلى حد تصبح فيه أرواحنا عاقرة. نشاطات كثيرة تسبّب لنا الانشغال الشديد بعملنا والقليل بإلهنا. الرعاة الذين لا يقضون وقتاً كافياً على انفراد في التأمل والشركة مع الرب يبدأون بتقديم رسائل سالفة وقديمة تحمل القليل أو لا قوة روحية.

ينبغي أن نصلّي جميعاً، «أيها الرب، خلّصنا من عقم حياة الانشغال.» يخاف العديد من المؤمنين أن يكونوا لوحدهم. يجب أن يكونوا مع آخرين، يتحادثون، يعملون أو يسافرون. لا يقضون وقتاً بتأمل صامت.

ضغوطات الحياة الحديثة تشجّعنا أن نكون مفرطين في النشاط، أن نكون عظيمي الإنجاز. نبني لأنفسنا برنامج نشاط زخم ويصعب علينا التمهّل. يبدو أن الحياة اندفاع مستمر، للأمام، للأمام، أسرع، أسرع. وتكون نتيجة ذلك عدم تنمية جذور روحية عميقة. نتكلّم عن نفس الحقائق الغير دنيوية التي شاركنا الناس بها قبل عشرين سنة. لا نتقدّم قيد أنملة في عشرين سنة.

لكن هنالك من يروّضون أنفسهم على الهروب من التنافس الأحمق والعنيف، الذين يرفضون الدعوات، ويضعون النشاطات في المركز الثاني ليتفرّغوا لقضاء وقت على انفراد مع الرب. يصمّمون على تخصيص وقت للتأمل وللصلاة. عندهم مكان خاص، مخبأ حيث يختلون من ضجيج العالم لكي يكونوا منفردين مع الرب يسوع.

يتمتّع هؤلاء بخط اتصال مع الرب. «سرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ وَعَهْدهُ لِتَعْليمِهِمْ.» (مزمور 14:25). يعلن الله لأشخاص أسراراً لا نعرف عنها أي شيئ في خضمّ حياتنا الصاخبة. هنالك اتصال تفكير إلهي بما يختص بالإرشاد، بما يختص بالأحداث المثيرة في مجال الروح، فيما يختص بالمستقبل. هؤلاء الذين يداومون اللجوء إلى الخلوة المقدسه يحظون برؤى من الرب بينما سكّان الضواحي لا يعرفون شيئاً عنها. لقد أعطيت الرؤيا لذاك الذي كان يتّكئ على صدر المخلّص.

أتفكّر أحياناً بكلمات سيسيل، «أقول في كل مكان وللجميع، يجب أن تكونوا على اتصال مع الله وإلاّ تموت أرواحكم. سيروا مع الله وإلاّ يسير إبليس معكم. إنموا في النعمة وإلاّ تخسرونها. ولا تستطيعون ذلك إلاّ بتخصيص جزء كبير من وقتكم لهذا الغرض، مجتهدين باستخدام الوسائل المناسبة. لا أعلم كيف يمكن لبعض المؤمنين أن يتذكّروا أو يتأملّوا القليل. أرى أن روح العصر تكمن في مبدأ الاستيعاب. تُسرع بفكري بعيدا في دوامة، تغرقني في حثالة وقذارة الطبيعة الجسدية. اضطر إلى الإنسحاب بنفسي بصورة عادية وأقول لقلبي ماذا تعمل؟ أين أنت الآن؟»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاربعاء 14 كانون الأول



«لِمَجْدِي خَلَقْتُهُ وَجَبَلْتُهُ وَصَنَعْتُهُ.» (أشعياء 7:43)


أحد المشاهد المأسوية في وجودنا رؤية رجال ونساء يعيشون حياة الضياع. لقد صُنع الإنسان على صورة وشبه الله. لقد صُمّم ليتبوّأ عرشاً لا كرسياً في مقصف. خُلق ليمثِّلَ الله وليس عبداً للخطية.

وللإجابة عن السؤال، «ما هو الهدف الرئيسي من الإنسان؟» نجد الجواب يقول باختصار، «القصد الرئيسي من الإنسان هو تمجيد الله والتمتّع معه إلى الأبد.» فإذا أخطأنا هذا الهدف نكون قد خسرنا كل شيء. يبكي ج. ه. جويت عندما يدرك أن سبيل العديد من الناس خلال السنوات «ليس مسيرة إنسان بل مسيرة مكروبة الأميبا.» يحزنه رؤية رجال يسيل لعابهم ليكونوا لا أكثر من موظّفين في مشاريع زائلة.» يدوّن بكل تأثّر على ضريح أحدهم، «وُلد إنسانا ومات بقّالا.» يحدق مايرز بالبشرية ويكتب: أرى الناس هناك أرواحاً فقط، مقيّدين بدل أن يكونوا غالبين، عبيداً بدل أن يكونوا ملوكاً، أسمع أملهم الوحيد بتعجّب فارغ، يحزنني رضاهم باستعراض أشياء.

عندما كان واتشماني شابّاً، تأثّر من رؤية موهبة إنسان خلاّقة تُبدَّد عند صاحب عمل جشع في إحدى مشاغل النقش في شارع من شوارع المدينة القديمة، كان أحد الحِرَفيّين المجهولين قد قضى ست سنوات في حفر ثلاثة أوراق على أربعة أغصان على لوحة، يحفر أشكال أزهار على خشب طبيعي، أبيض على خلفيّة سطح أسود. وكان يتقاضى ثمانين سنتاً أجرة يومية، في المطر وفي الصحو، في الأعياد وفي الثورات، كما يقول صاحب المشغل، بالإضافة إلى بعض الأرز والخضار ولوح من الخشب ينام عليه.

وبعد أن اكتسب المهارة لهذا العمل، يمكن أن ينجز لوحتين فقط قبل أن يتلف بصره وأعصابه وثم يُلقى في الشارع لينضم إلى المتسوّلين.» مأساة حياة اليوم أن الإنسان يفشل في تقدير واعتبار دعوته العليا. يمرّون خلال الحياة يعانقون الأمور الثانويه. يزحفون بدل أن يحلّقوا. وكما قال أحدهم، يفتّشون في كومة من الزبالة ولا يلحظون الملاك فوقهم يقدّم لهم إكليلاً. يقضون وقتهم في كسب معيشتهم بدل أن يحيوا حياتهم. يقلق الكثيرون اليوم من إتلاف المصادر الطبيعية لكنّهم لا يفكّرون أبداً بالخسارة الأكبر التي هي المصادر البشرية. يقوم العديدون بحملات للمحافظة على أجناس الطيور والحيوانات والأسماك، لكنّهم ينظرون كيف يضيّع الناس حياتهم ولا يحرّكون ساكناً. حياة إنسان واحد تساوي أكثر من عالم كامل. ضياع تلك الحياة مأساة لا توصف. قالت إحدى السيدات، «أبلغ السبعين من عمري، ولم أعمل شيئاً بحياتي،» أتوجد مأساة أكبر؟
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 15 كانون الأول


«الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ.» (مزمور 5:126، 6)

يتذكّر بني إسرائيل في المزمور126 رجوعهم إلى البلاد بعد السبي إلى بابل. كانوا كأنهم في عالم الأحلام، مملوئين ضحكاً وغناءً. حتّى أن جيرانهم الوثنيّين تكلّموا عن الأمور العظيمة التي صنعها الرب مع شعبه.

والآن بعد عودتهم إلى بلادهم كان عليهم أن يزرعوا غلالهم. لكن هذا طرح مشكلة. لقد أحضروا معهم كميّة قليلة من البذار. يمكنهم استعماله للطعام، إذ لم يكن هناك غلال في الحقول لكي يحصدوها. أو كان يمكنهم استعمالها للزراعة في الأرض على أمل الحصاد الوفير عندما يحين الوقت. إن قرّروا استعمال معظم البذار للزراعة، فينبغي أن يعيشوا مقتصدين ومضحّين حتّى مجيء وقت الحصاد. لقد قرّروا المسار الثاني.
بينما كان الفلاّح في حقله، يغرف بيده البِذار وينثرها فوق الأرض المحروثة كان يذرف الدموع متفكّراً بالحرمان الذي ينبغي أن يتحمّله وعائلته حتّى موعد الحصاد.

وفيما بعد، عندما تصفرّ الحقول بالحبوب الذهبيّة، تنقلب دموعه إلى دموع فرح وهو يجمع السنابل الناضجة إلى المخزن. ستكافأ التضحيات التي قدّمها مع عائلته بِوَفرة.

يمكن أن نطبّق هذه الفكرة على وكالتنا في الأشياء المادية. لقد ائتمننا الرب على مبلغ محدّد من المال. يمكن أن ننفقه على ملذّاتنا الخاصة في شراء كل رغبات قلوبنا. أو نحيا مضحّين ومستثمرين في عمل الرب في الإرساليات الأجنبيّة، في الأدب المسيحي، في الإذاعات المسيحية، في الكنائس المحلية وبأشكال مختلفة من النشاطات التبشيرية. وهذا يعني اختيار مستوى متواضع من الحياة لكي نقدّم كل ما يفوق الضروريّات لعمل الرب. وهذا يعني الحياة على ميزانية محدّدة لكي لا تهلك نفوس تحتاج للإنجيل.

لكن تضحيات كهذه لن تستحق التذكّر حين يأتي وقت الحصاد، عندما نرى رجلاً أو امرأة في السماء بسبب تضحياتنا المعيشية. نجاة شخص واحد من الجحيم ليصبح بين الساجدين لحَمل الله في الأبدية يستحق كل تضحية يمكن أن نقوم بها الآن.​
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الجمعه 16 كانون الأول



«بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ...الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ.» (مزمور2:103، 3)

«الرب شَافِيكَ» أحد أسماء الله التي تعني «أنا الرَّبُّ شافيك» (خروج 26:15). الله هو الشافي. يشفينا من كل أنواع الأمراض، وينقذنا في الوقت المناسب والى الأبد من كل شكل من أشكال المرض.

أحياناً يشفينا بواسطة قوى شافية هائلة وضعها في أجسادنا. وهذا ما يقوله الأطبّاء أحياناً، «معظم الأشياء تتحسّن في الصباح.» يشفي أحياناً بواسطة الدواء أو العمليات الجراحية. قال دوبويس، الطبيب الفرنسي الشهير، «الجرّاح يضمد الجرح والله يشفيه.» يشفي أحياناً بطرق عجيبة. نعرف هذا من الإنجيل ومن تجاربنا الخاصة.

لكن، ليس دائماً مشيئة الله أن يشفي. فلو كانت كذلك فلا يشيخ أحد ولا يموت إنسان. لكن الجميع يموتون عاجلاً أو آجلاً إلى أن يجيء الرب. لم يشف الله أوجاع بولس الجسدية لكن أعطاه نعمة ليتحمّلها (كورنثوس الثانية 7:12-12).

وبصورة عامة فإن جميع هذه الأمراض نتيجة للخطية. وبكلمات أخرى، لو لم تكّن هناك خطية فلن يكّن هناك مرض. في بعض الأحيان يكون المرض نتيجة مباشرة لخطية في حياة أحدهم. مثلاً، الإدمان على المسكر يسبب أحيانا أمراضا في الكبد، التدخين يسبّب أحياناً مرض السرطان، الفساد الجنسي يسبّب أحياناً أمراضاً تناسلية، والقلق يسبّب أحياناً قرحة المعدة. لكن ليس كل الأمراض نتيجة مباشرة لخطية الشخص.

لقد سبّب إبليس مرض أيوب الشديد (أيوب 7:2) ومع ذلك لم يوجد مثل أيوب بارّ على وجه الأرض. سبّب لامرأة غير معروفة وجعاً في ظهر منحن (لوقا 11:13-17). وسبّب شوكة بولس في الجسد (كورنثوس الثانية 7:12). وفي يوحنا 2:9، 3 لم تكُن خطية الشخص سبب ولادته ضريراً. أبفرودتس كان يعاني مرضاً شديداً، ليس بسبب خطية، لكن بسبب خدمة الرب (فيلبي 30:2). كان غايوس معافى روحيّاً ولكن مريضاً جسديّاً (يوحنا الثالثة 2).

وأخيراً، الفشل في الشفاء لا يدل بالضرورة على نقص في الإيمان. لكن فقط عندما يعطي الله وعداً محدّداً بالشفاء، يمكننا بالإيمان طلب الشفاء. وإلاّ نستودع أنفسنا ليدي ربّنا الحيّ والمحب ونُصلّي لتكن مشيئته.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

السبت 17 كانون الأول


«بِعَدَمِ الْحَطَبِ تَنْطَفِئُ النَّارُ.» (أمثال 20:26)


يتشاجر الرجال. يلقي أحدهم قذيفة غضب ويرد عليه آخر بردٍّ لاذع. يلقي أحدهم اتّهامات وآخر بتهم مضادّة بحدّة مشابهة. لا ينوي أي منهما التوقّف لئلاّ يُعد سكوته ضعفاً أو هزيمة. وهكذا تزداد النار حدّة مندفعة بالكراهية مِن وإلى.

لكن هلمّ نغّير الصورة. يسدّد أحدهم تيّاراً كلاميّاً ضد خصمه، لكنه لا يتلقّى رداً غاضباً. يحاول إثارة الغضب، يثير بالافتراء والخزي. لكن الرجل الآخر يرفض الانضمام للمشاجرة. وأخيراً يدرك الخصم أنه يضيع وقته سدى فينسلّ مُبتعداً، يتمتم ويشتم. انطفأت النار لأن المتهم رفض أن يصب الزيت على النار.

كثيراً ما واجه الدكتور أيرونسايد أشخاصاً عند نهاية اجتماع يريدون أن يناقشوه بخصوص شيءٍ ممّا قاله. وكانوا في الواقع ينتقون أموراً جانبية وليس عقائد أساسية. فكان يستمع إليهم بكل صبر، وعندما ينتهي اللحوح من قول كل ما عنده، كان يقول أيرونسايد، «حسناً، أيها الأخ، عندما نكون في السماء يكون أحدنا صادقاً والآخر على خطأ، ربما أكون أنا على خطأ.» وهذه الإجابة كانت دائماً تحرّر الدكتور الطيب ليتحدّث إلى شخص آخر.

كيف نتقبل النقد؟ هل ندافع عن أنفسنا، هل نعمل العين بالعين، نُفرغ كل الانتقادات التي في أفكارنا عن الشخص الآخر؟ أو هل نقول بكل هدوء، «أيها الأخ، أنا سعيد أنك لا تعرفني جيّداً وإلاّ لكنت تجد أموراً أكثر لتنتقدها فيَّ.» جواب كهذا قد أطفأ نيرانا كثيرة مّرات عديدة.

أظن أن معظمنا قد تسلّم مرّة رسالة تقذف بنا بعيداً عن وجه البسيطة. ردّنا الطبيعي في وقت كهذا أن نجلس لنخط إجابة لاذعة. يضيف هذا زيتاً على النار وحالاً تتسمّم الأقلام وتتسابق مِن وإلى. لكن كم يحلو لو كانت الإجابة تتضمّن سطراً واحداً بسيطاً، «أخي العزيز، إن كنت ميّالاً لمخاصمة أحدهم، أرجوك أن تحارب إبليس.»

الحياة قصيرة لنقضيها في الدفاع عن أنفسنا، في الخصام، أو في تبادل الكلمات الساخنة، هذه الأمور تلهينا عن أولويّاتنا، تضعف من قوانا الروحية، وتفسد شهادتنا. يحمل البعض مشاعل ليشعلوا النار عن عمد، لكن نحن نسيطر على الزيت. عندما نرفض أن نضيف الزيت على النار، فهي تخمد.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاحد 18 كانون الأول


«وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْراً وَلِلْخَيْرِ شَرّاً الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُوراً وَالنُّورَ ظَلاَماً الْجَاعِلِينَ الْمُرَّ حُلْواً وَالْحُلْوَ مُرّاً.» (أشعياء 20:5)


يُعلن الله ويلاته على هؤلاء الذين يَقلبون القِيَم الأخلاقية، ويجعلون الخطية جديرة بالاحترام ويقترحون أن الطهارة غير مرغوب فيها. قدّم هربرت لوكت ثلاثة أمثلة معاصرة عن كيفية التلاعب بمواصفات الأخلاق.

«أوّلاً: قرأت مقالاً يعالج باستخفاف النتائج السلبية للدعارة المصوّرة، لكنه استنكر بشدّة التوّجه الديني لفئة الداعين للقداسة. ثانياً: اطّلعت صدفة على قصة في إحدى الصحف تحكي عن مجموعة من الآباء المهتمّين الذين كانوا يحاولون إبعاد معلّمة حامل خارج الزواج من وظيفتها. وقد صوّرها الكاتب كشخص جميل بينما الآباء والأمهات مصنوعين ليكونوا أوغاداً. وثالثاً: شاهدت ضيفاً على برنامج تلفزيوني يدافع عن المسكر، وعن السكر، واستعمال المخدّرات في أحدى حفلات الموسيقى التي لاقى فيها العديد من الشباب حتفهم. مُلقياً باللوم بالمشاكل الاجتماعية على أفراد لا يحبوّن مثل هذه التجمّعات.»

أقترح سبَبَين لازدياد التخلّف الأخلاقي الذي نلحظه. أوّلاً وقبل كل شيء، لقد تخلّى الناس عن القِيَم المطلقة الموجودة في الكتاب المقدس. الأخلاق اليوم أصبحت موضوعاً خاضعاً للتفسيرات الشخصية. ثانياً، كلّما زاد انغماس الناس بالخطية، يكثر الشعور بوجوب تفسير الخطية كسلوك له عذره ويمكن تبريره، وهكذا يبرّرون أنفسهم.

بعض الذين يصعب عليهم تبرير الخطية، يلجئون بدل ذلك إلى مناقشات تافهة، أي يهاجمون شخصية الخصم بدل الرد على حججه. وهكذا في جميع الأمثلة التي ذكرت آنفاً، يهاجم مؤيّدو حرية الإرادة «وجهة نظر الداعين للقداسة الشخصية،» جعلوا من الآباء والأمهات أوغاداً، ويضعون اللوم في المشاكل الإجتماعية على الناس الذين يبدون معارضتهم للسكر والمخدرات وحفلات الروك التي قُتل فيها العديد من الشباب.

بالإضافة لهؤلاء الذين يقلبون مواصفات الأخلاق، يوجد أولئك الذين يرضون أنفسهم بتشويش منظرهم. لسوء الحظ عدد كبير من هؤلاء رجال دين. بدل أن يقفوا بإنصاف إلى جانب الكتاب المقدس ويدعون الخطية بأسمائها الصحيحة، يمتنعون عن التعبير صراحة ويدلون ضمناً أن الوضع ليس سيّئاً. السكر مرض.

الانحراف أسلوب حياة بديل. الجنس خارج الزواج مسموح به إن كان مقبولاً من الناحية التراثية. ألإجهاض، التعرّي العلني والدعارة حقوق شخصية لا يجوز أن تُحرّم. تفكير مشوّش بهذا المقدار يحمل نقصاً شديداً من الفكر الأخلاقي. هذه الحجج المنحرفة ما هي إلا أكاذيب شيطانية نهايتها غرق الناس في هلاك أبدي.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاثنين 19 كانون الأول


«اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.» (لوقا 33:21)


كلمة الله ليست أبدية فقط بل إنها حتماً ستتحقّق. في متّى 18:5 يقول يسوع أنه لا تزول نقطة ولا حرف من الناموس إلى أن يتم الكل. النقطة هي حرف من العبرية يمثّل الفاصلة أو الفاصلة العليا. كان يسوع يقصد أن كلمة الله ستتحقّق حتى في أصغر التفاصيل.

يوليانوس الملحد، أحد أباطرة روما ما بين 331-336 ب. م، صمّم أن يثبت بطلان الكتاب المقدس ويشوّه سمعة المسيحية. وقد اختار فقرة ليبطلها من لوقا 24:21، «وَيَقَعُونَ بِالسَّيْفِ وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ الأُمَمِ وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ.» وقد بدأ بتشجيع اليهود ليقوموا ببناء الهيكل. وبحسب جيبون، «انحطاط وسقوط الإمبراطورية الرومانية»، وبدأوا بالعمل بحماس، مستخدمين معاول فضيّة إمعاناً في إسرافهم، ونقلوا التراب بأوعية أرجوانية. لكن بينما كانوا يعملون، تعرّضوا لهزّة أرضية وكُرات نار صاعدة من الأرض. فاضطرّوا إلى ترك المشروع.

قبل المسيح بحوالي ستمائة سنة، تنبّأ حزقيال أن الباب الشرقي لمدينة أورشليم سيغلق ويبقى مغلقاً حتى يأتي «الرئيس» (حزقيال 3:44). يعتقد العديد من طلاّب الكتاب المقدس أن «الرئيس» هو المسيّا. يدعى هذا الباب «بالباب الّذهبي» تم إغلاقه سنة 1543 على يدي السلطان سليمان القانوني. خطّط القيصر ويلهلم الألماني احتلال أورشليم وكان يأمل الدخول إلى المدينة من هذا الباب. لكن أمله لم يتحقّق، بقي الباب مغلقاً.
تنبّأ فولتير متفاخراً أن الكتاب المقدس سوف يموت بعد مائة عام. وعند مرور المائة عام، كان فولتير ميتاً، وصار بيته مركزاً لجمعية جنيف للكتاب المقدس. قام كذلك إنغرسول يتباهى مثل فولتير. قال أن الكتاب المقدس سيدخل معرض الجثث بعد خمسة عشر سنة. وقد دخل المعرض بنفسه بدل الكتاب المقدس. يعمّر الكتاب المقدس أكثر من منتقديه.

هل تظن أن الناس سيصحون لحقيقة أن الكتاب المقدس كلمة الله الأبدية ولن تزول أبداً. لكن كما قال جوناثان سويفت، «ليس من أعمى مثل كل من لا يرى.»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الثلاثاء 20 كانون الأول



«فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِياً بِمَا أَنَا فِيهِ.» (فيلبي 11:4)

كثيراً ما يقال لنا أن ظروف الحياة ليست المهمة بل الأهم كيف يكون ردّ فعلنا لهذه الظروف. هذا صحيح. بدل أن نحاول دوماً أن نغيّر الظروف، ينبغي أن نفكّر أكثر في تغيير أنفسنا. تتعدّد طرق ردود الفعل التي يسلكها الناس لمجابهة الأحداث الصعبة. أوّلها عن طريق الصبر. وهذا يعني أن يكونوا صامدين تماماً، يصرّون بأسنانهم ولا يظهرون عواطفهم. وسياستهم تدعو إلى التعاون مع المحتوم.

ردّ فعل غيرهم يكون هستيريّاً. يتحطّمون عاطفيّاً وبمصاحبة عويل، دموع ومظاهر جسدية مدهشة. ردّ فعل البعض يكون هزيمة، يستسلمون لحالة من الكآبة والقنوط. وفي الحالات المتطرّفة ينتحرون.

الطريقة المسيحية العادية هي الإذعان والخضوع. في تحليله للوضع يقول المؤمن، «لم يحدث هذا الأمر صدفة. يسيطر الله على كل ما يصيب حياتي. لم يقترف خطأ. لقد سمح بهذا لكي يتمجّد وليبارك الآخرين ويمنحني الخير. لا يمكنني أن أرى البرنامج الكامل العامل فيَّ، لكنني أثق به بالرغم من كل شيء. فأخضع لمشيئته، وأصلّي أن يمجّد نفسه وأتعلّم ما يبغي أن يعلّمني.»

هنالك طريقة أخرى تبعها بعض القدّيسين المختارين، وهي النصرة العظمى. لا أجرؤ أن أضع نفسي بين هؤلاء، بالرغم من أنني أطمح إلى الانضمام إليهم. هؤلاء هم الذين يستخدمون الضيقة كحجر قفز إلى الغلبة. يحوّلون المرارة إلى حلاوة والرماد إلى جمال. لا يجعلون الظروف تقهرهم، بل يستغلّون الظروف لخدمتهم. وبهذا المعنى يكونون «أكثر من منتصرين.» إليكم بعض الأمثلة.

كانت حياة امرأة مؤمنة تبدو مليئة بالإحباط وخيبة الأمل. لكن كُتب في سيرة حياتها، «عملت باقات رائعة من رفوضات الله.»

تعرّضت جماعة من المؤمنون في بلد شرقي للهجوم بالحجارة من قبل جمهور غاضب. وعندما عاد هؤلاء المؤمنين أنفسهم، استخدموا الحجارة التي رموا بها لبناء كنيسة لهم.

بعد أن اشترى أحدهم بيتاً، وجد في وسط الحديقة صخرة كبيرة. فقرّر أن يبني حديقة صخرية.

قال أ. ستانلي، «استخدم رفضك وحوّلهُ إلى باب» أو كما قال أحدهم: «عندما تقدّم لك الحياة ليموناً، اصنع منه شراباً.»

عندي محبة خاصة لقصة رجل قال له طبيبه أنه سيخسر بصره في عين وسوف يضع مكانها عيناً زجاجية. فكان جوابه في الحال، «تأكّد أن تضع لي عيناً ذات بريق.» وهذا ما أسمّيه سموّاً إلى ما فوق الظروف
.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاربعاء 21 كانون الأول


«أَحَبَّ الْمَسِيحُ أيضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا.» (أفسس 25:5)

تحتل الكنيسة مكانة مُهمة جدّاً في فكر المسيح، وينبغي أن تكون مُهمّة كثيراً في تقييمنا أيضاً.

نشعر بأهمية الكنيسة من المركز الرفيع الذي نحتلّه في العهد الجديد. كذلك كان لها مكانة هامّة في خدمة الرسل. وقد تكلّم بولس، على سبيل المثال، عن خدمته المزدوجة بالكرازة بالإنجيل وبإعلان حقيقة الكنيسة (أفسس 8:3، 9). تكلّم الرُسل عن الكنيسة بكل حماس وللغرابة يغيب عنّا اليوم. لقد زرعوا كنائس في كل مكان ذهبوا إليه، بينما الميل اليوم لإقامة منظّمات مسيحية.

حقيقة الكنيسة شكّلت أهم إنجاز في إعلان الكتاب (كولوسي 25:1، 26). كانت العقيدة الأخيرة التي أُعلنت.
الكنيسة هي الوحدة التي اختارها الله لكي يذيع ويدافع عن الإيمان من خلالها (تيموثاوس الأولى15:3). يقول أنها عامود الحق وقاعدته. نشكر الله لأجل المنظمات الكنسية الضخمة المكرّسة لنشر الإنجيل وتعليم المؤمنين، لكن من الخطأ جَعلها تحل محل الكنيسة المحلية في حياة أعضائها. يعِد الله بأن أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة (متّى 18:16)، لكن لم يعط هذا الوعد للمنظّمات المسيحية.

يتكلّم بولس عن الكنيسة أنها ملء الذي يملأ الكل في الكل (أفسس20:1-23). وبنعمة عجيبة لا يعتبر الرأس نفسه كاملاً دون أعضائه.

الكنيسة ليست فقط جسد المسيح (كورنثوس الأولى 12:12، 13)، إنها أيضاً عروسه (أفسس 5: 25-27، 32،31). الكنيسة كجسد هي الوسيلة التي من خلالها يختار أن يظهر نفسه للعالم في هذا العصر. الكنيسة كعروس هي غرض محبّته التي يعدّها للمشاركة في مُلكه وفي مجده.

من كل ما ذكر آنفاً، نضطر إلى الإستنتاج أن أضعف تجمّع للمؤمنين له مكانة عند المسيح أكثر من أعظم إمبراطورية في العالم. يتكلّم عن الكنيسة بتحبّب لطيف وجلال فريد من نوعه. نستنتج أيضاً أن الشيخ في كنيسة محلية يعني في عيني الرب أكثر من أي رئيس دولة أو ملك. يوجد القليل من التعليم في العهد الجديد كيف تكون حاكماً جيّداً، لكن هنالك نصوص كثيرة مكرسّة لعمل الشيخ.

إن رأينا يوماً الكنيسة كما يراها المسيح، فستَحدُث في حياتنا وخدمتنا ثورة.
 
أعلى