تأملات روحية يومية

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاربعاء 7أيلول


«لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضاً» (فيلبي 4:2)


كلمة «الآخرين» هي مفتاح الأصحاح الثاني من الرسالة إلى أهل فيلبي. لقد عاش الرب يسوع المسيح لأجل الآخرين. عاش بولس الرسول لأجل الآخرين. كذلك تيموثاوس وأبفراس. وهكذا ينبغي أن نحيا نحن أيضاً لأجل الآخرين.

نحن مدعوّون لنقوم بهذا ليس فقط لأنه العمل الصحيح بل لأجل مصلحتنا أيضاً. ربما يكون الثمن غالياً أحياناً في الحياة لأجل الآخرين، ولكن الثمن أكبر إن لم نقم بهذا العمل.

يَكثُر في مجتمعنا الناس الذين يعيشون لأجل مصالحهم الشخصية. فبدل أن ينشغلوا بخدمة الآخرين، يقبعوا حزانى في بيوتهم. يفكّرون بكل ألم ووجع مهما كان خفيفاً ويصابون بوسواس الأمراض المزمنة. وفي انعزالهم يتذمرّون أنه ليس مَن يهتم بهم وسرعان ما يقعون فريسة للشفقة على أنفسهم. يفكّرون أكثر فأكثر بأنفسهم حتى يصابوا بالإحباط. فتصبح حياتهم حياة كبت تعج بالفزع المظلم. يذهبون إلى الطبيب ويبدأون بابتلاع كميّات من كبسولات الدواء التي لا يمكنها علاج التركيز على الذات. ثم يبدأون بزيارة الطبيب النفسي ليجدوا بعض الراحة لضجرهم وتعبهم في الحياة.

أفضل علاج لمثل هؤلاء الناس هو حياة خدمة الآخرين. هنالك من لا يستطيعون مغادرة بيوتهم وبحاجة لمن يزورهم. هؤلاء هم المُسنوّن الذين بحاجة إلى أصدقاء. هنالك مستشفيات بحاجة لمساعدة من متطوّعين. يوجد أناس يفرحون لإستلام رسالة أو بطاقة معايدة. هنالك مبشّرون ينتظرون أخباراً من الوطن (أو ربما يحتاجون لبعض الأوراق الخضراء لإزهاء المنظر). هنالك مَن هم بحاجة للخلاص ومؤمنون بحاجة للتعليم.

وباختصار، لا يوجد أي عذر لأي شخص ليكون ضجراً. هنالك ما يكفي من العمل لملء حياة كل شخص بعمل مفيد منتج. وفي كل عملية في الحياة لأجل الآخرين نوسّع دائرة الأصدقاء، نجعل حياتنا أكثر متعة، ونجد تحقيق ذاتنا سروراً. قال ديرهام، «القلب المليء بمحبة الآخرين قلّما ينغمس في أحزانه أو يتسمّم بالشفقة الذاتية.»

ليت شعارنا يكون الآخرين. ساعدني ربّي أن أحيا للآخرين لكي أحيا مثلك.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 8أيلول



«لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارهُ.» (كورنثوس الثانية 11:2)


مهم أن نعرف أساليب عدوّنا إبليس. وإلاّ فإنه سيتمكّن من استغلالنا.

ينبغي أن نعلم أنه كاذب منذ البدأ. إنّه أبو الكذاب (يوحنا 44:8). لقد كذب على حواء مُسيئاً في تعريفه لِلهّ، ولا يزال يفعل هذا منذ ذلك الوقت.

إنه خداع (رؤيا 10:20). يمزج القليل من الحق مع الخطأ. يقوم بتقليد أو تزوير كل ما هو من الله. يظهر كملاك نور ويبعث رُسلاً كخداّم برّ (كورنثوس الثانية 15،14:11). يخدع باستعمال آيات وعجائب كاذبة (تسالونيكي الثانية 9:2). يُفسد أذهان البشر (كورنثوس الثانية 3:11).

إبليس مجرم قتّال (يوحنا 44:8، 10:10). الهلاك هدفه وهدف كل أبالسته. لا استثناء عن هذه العبارة. كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه (بطرس الأولى 8:5). يضطهد شعب الله (رؤيا 10:2) ويهلك عبيده بواسطة المخدّرات، الشر، الكحول، فساد الأخلاق والرذائل.

هو المشتكي على الإخوة (رؤيا 10:12). وكلمة إبليس تعني المشتكي أو المفتري، فهو كاسمه. فكل من يفتري على الإخوة يعمل عمل إبليس.

يزرع روح الخوف. يحذر بولس الكورنثيين بقوله لهم إن لم يسامحوا المرتد يستغل إبليس هذا الوضع بزرع الخوف الشديد في هذا الأخ (كورنثوس الثانية 2: 7-11).

كما تكلّم من خلال بطرس محاولاً ثني الرب عن الذهاب إلى الصليب (مرقس 8: 31-33)، كذلك يشجّع المؤمنين أن يستثنوا أنفسهم من عار وآلام حمل الصليب.

إحدى الحِيَل المفضلة لهذا الشرير هي «فرّق تسُد». زرع الخصام والخلاف بين القديسين، عالماً أن «البيت الذي ينقسم على ذاته لا يصمد.» ومن المؤسف أنه كان ناجحا جدا في هذه الإستراتيجية.

يعمي أذهان غير المؤمنين لئلاّ يشرق عليهم نور إنجيل مجد المسيح ويخلّصهم (كورنثوس الثانية 4:4). يعميهم بالمسلّيات، بالديانة الكاذبة، بالتأجيل وبالكبرياء. يشغلهم بالشعور بدل الحقائق، بأنفسهم بدل المسيح.

وأخيراً فإن إبليس يهاجم مباشرة بعد النصرة الروحية أو اختبار قمة الجبل، عندما يكون خطر الكبرياء شديداً. يفتّش عن نقطة ضعف في دِرعنا، ويصوِّب ناره هناك.

أفضل دفاع ضد إبليس هو العيش في شركة صافية مع الرب، متسربلين بدرع القداسة الواقي
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الجمعه 9أيلول





«وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضاً أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ.» (1كورنثوس 10:10)

كان بنو إسرائيل متذمّرين مُزمنين بينما كانوا يرتحلون في الصحراء. تذمّروا لقلّة الماء. تذمّروا على الطعام. تذمّروا على قادتهم. عندما أعطاهم الله المنّ من السماء، ضجروا منه واشتاقوا للصراخ، لبصل وثوم مصر.

مع أنه لم توجد أسواق ولا مخازن أحذية في الصحراء، زوّدهم الله بكل احتياجاتهم من المؤونة لمدّة أربعين سنة، وأحذية لا تَبلى. وبدل أن يكونوا شاكرين للتموين العجيب، كان بنو إسرائيل يتذمرون بلا انقطاع.

لم تتغيّر الأزمنة. يتذمّر الناس اليوم على الطقس، درجات الحرارة مرتفعة جداً أو منخفضة جداً، جاف أو رطب. يتذمّرون على الطعام. يتذمّرون على عملهم ورواتبهم، عن البطالة عندما لا يعملون. يجدون أخطاء الحكومة والضرائب، وفي نفس الوقت يطالبون بزيادة العوائد والخدمات. غير سعداء من الآخرين، من سياراتهم، من الخدمة في المطعم. يتذمّرون من أوجاع خفيفة، يتمنّون لو كانوا أطوَل قامة، أو أهزل، أو أجمل. لا يهم الحالة الجيدة التي خلقهم الله بها، يقولون، «ماذا عمل لي مؤخّراً؟»

لا بد وأن هذه تجربة للرب ليكون عنده أناس مثلنا. كان صالحاً معنا، لا يزوّدنا بضروريات الحياة فقط، لكن أيضاً بوسائل الترفيه التي حتى ابنه لم يتمتّع بها عندما كان على الأرض. عندنا الطعام الجيد، الماء النقي، البيوت المريحة، كثرة من الملابس. نتمتّع بالبصر، بالسمع، بالشهية، بالذاكرة وكثير جداً من رحمة الله علينا التي نقبلها كأمور بديهية. يحمينا، يرشدنا، ويحفظنا. وأفضل من كل هذا، أعطانا حياة أبدية بالإيمان بالرب يسوع المسيح. وما الشكر الذي يأخذه منّا؟ في معظم الأحيان لا يسمع سوى كلمات التذمّر.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


السبت 10 أيلول



«إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.» (يوحنا 17:13)

كل معلّم أو مبشّر بالإيمان المسيحي ينبغي أن يمارس ما يبشّر به. يجب أن يقدّموا للعالم مثالاً حياً للحق. مشيئة الله هي أن يصبح الكلمة جسداً ويحل بشعبه.

يتأثّر العالم بالأعمال أكثر من تأثّره بالكلام. فقد كتب إدجار جيست، «أُفضّل أن أرى موعظة من أن أسمع واحدة في يوم ما.» أو كما يقال أحياناً، «حياتك صارخة إلاّ أنني لا أستطيع أن أسمع ما تقول.»

قيل عن أحد المبشّرين أنه عندما كان يعظ كان الناس كانوا يتمنّون أن لا يغادر المنبر، لكن عندما كان بعيداً عن المنبر تمنّى الناس ألاّ يعتليه ثانية.

قال أيرونسايد، «لا شيء يقفل الشفاه كما الحياة.» وفي نفس الموضوع كتب هنري دراموند، «الإنسان رسالة.» وأضاف كارلايل شهادته الشخصية بقوله: «الحياة المقدسة أفضل وسيلة للشهادة عن الله في عالم الواقع. تحمل الكلمات ثقلاً عندما تكون مدعومة من حياة الشخص.» بينما قال ستانلي جونز، «يصير الكلمة جسداً فينا قبل أن يصير قوة من خلالنا.» وعبّر عن هذا أيضاً أوسوالد تشامبرز، «اذا أنا وعظتُ الأمر الصحيح لكن إن كنت لا أحياه فأكون كمَن لا يُخبر الحقيقة عن الله.»

نعلم أن الرب يسوع المسيح هو الكامل فقط في عمل ما يعظ به. لم يوجد أي تناقض بين رسالته وبين حياته. عندما سأله اليهود، «من أنت؟» أجابهم قائلاً، «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ.» (يوحنا 25:8). كانت سيرته مرادفة لكلامه.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاحد 11 أيلول


«طَرِيقُ الْغَادِرِينَ فَأَوْعَرُ.» (أمثال 15:13)



إن كنت بحاجة إلى براهين أن طريق المعتدين صعبة، فما عليك سوى تفحُّص إحدى الصحف بطريقة عشوائية وستجد الكثير من الأمثلة.

عملت هذه التجربة وإليك بعض النتائج:
ألقي القبض في أمريكا الجنوبية على أحد المجرمين النازيين الذين هربوا من الاعتقال لمدة 35 سنة أقدم على الانتحار. الخوف من القضاء ومن احتمال الحكم بالإعدام جعل حياته غير محتملة.

اختطف ثلاثة مسلّحين رجلاً في عمره 74 عاماً تحت تهديد السلاح وقد طالب المختطفون بفدية قدرها90،000$ من ابنه. الإبن معروف كتاجر للمخدرات، هارب من الشرطة ومن موظفي الحكومة.

طُرد أحد أعضاء المجلس النيابي في الولايات المتحدة من المجلس لتسلّمه رشوة مقابل وعد بمنح خدمة سياسية بالمقابل. وحسب الظاهر فإن تجريده من امتيازات المجلس سيكون دائماً.

متمرّدون أفغان يهاجمون القوّات الروسية الغازية. لكن مقال الصحيفة لا يذكر أن الحكومة الأفغانية قد هدمت قبل ذلك الكنيسة المسيحية الوحيدة في البلاد. هل يمكن أن يكون الغزو الروسي عقوبة إلهية؟

اعلن ضابط شرطة كذباً أن سيارته قد سرقت. وأَمَلَ في تلقّي ثمنها من وكالة التأمين. كان يُعتبر ضابطاً ممّيزاً وكان من الممكن أن يرقّى إلى منصب رئيس الشرطة في يوم ما. والآن فقد طُرد من الخِدمة ويَنتظر تحقيقاُ في الجريمة.

نُجرَّب أحياناً، مثل كاتب المزامير، بأن نحسد الشرّير. يبدو أن العالم كُنز لهم وكل الأمور تعمل لصالحهم. لكننا ننسى أنهم سيحصدون حتماً ثمر الذنوب والعار والخوف من الفضيحة. وكثيراً ما يقعون ضحايا للابتزاز. يخافون على حياتهم وحياة أفراد عائلاتهم. يضطرون إلى استخدام أفضل وأبهظ أجهزة الحماية سعراً. يواجهون احتمال القبض عليهم، يتحمّلون تكاليف القضاء المرتفعة والغرامات وحتى السجن. تصبح الحياة كابوساً بدلاً من حلم كما كانوا يتمنّون.

أحد الرجال الذين تعلموا الدرس باقتناع كبير قال للواعظ سام جونز، أعرف عدداً واحداً في الكتاب المقدس وأعلم أنه حق، «طَرِيقُ الْغَادِرِينَ فَأَوْعَرُ» لقد تعلّم الدرس الصعب بأن عقاب الخطية المنطوب بداخلها لا يمكن الهروب منه وغير سارّ.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاثنين 12 أيلول



«كُونُوا شَاكِرِينَ.» (كولوسي 15:3)

القلب الشاكر يضيف تألُّقاً لكل الحياة. بعد انتهاء تناول الطعام، قال أحد الأولاد، «كانت هذه وجبة ممتازة يا أمي» هذه الملاحظة خلقت إحساساً جديداً بالدفء في بيت يتّصف بالسعادة.

كثيراً ما نفشل في التعبير عن شُكرنا. شفى الرب يسوع عشرة بُرُص، لكن واحداً فقط رجع ليقدّم شُكره، وكان هذا سامريّاً (لوقا 17:17). نتعلّم درسَين. الشكر نادر في عالم الإنسان الساقط. وعندما يأتي، يكون صادراً من المصدر الذي قلّما نتوقّعه.

يسهل علينا الشعور بالحزن عندما نبدي وداً للآخرين ولا يكون عندهم بعض اللياقة ليقولوا «شكراً». وبنفس الفكر يجب أن ندرك كيف يشعر الآخرون عندما نفشل في التعبير عن شكرنا لأعمال حسنة تجاهنا.

تصفحاً سطحياً للكتاب المقدس يُظهر لنا أنه مليء بالحضّ والأمثلة على الشكر لِلّه. عندنا الكثير الذي ينبغي أن نشكر الله لأجله، لا يمكننا أن نعدّد كل هذه الأشياء. يجب أن تكون حياتنا مزمور حمد للرب.

شكري لآلاف وربوات من العطايا الثمينة، ليفرح القلب بمذاق هذه العطايا ويسر بها.

يجب أن ننمي عادة التعبير عن الشكر، الواحد للآخر. مصافحة دافئة، مكالمة هاتفية أو رسالة تجلب فرحاً عظيماً. تسلّم طبيب متقدّم بالسن رسالة شكر ومبلغاً من المال من أحد مرضاه. وقد حفظ تلك الرسالة بين ممتلكاته الثمينة إذ كانت الرسالة الأولى التي تسلّمها في حياته.

ينبغي أن نعجل في التعبير عن شكرنا للهدايا، للضيافة، لاستعارة بعض الأدوات أو الآلات، لمساعدة في مشروع عمل، لكل عمل ودّ وخدمة أُظهِرت لنا.

المشكلة الأساسية هي أننا نرى هذه كأمور بديهية. أو أننا غير منضبطين بما فيه الكفاية لنجلس ونخط رسالة. في هذه الحالة يجب أن نعمل بجد على عادة الشكر، نطوّر إدراكاً لكل ما ينبغي أن نشكر من أجله، ثم ندرّب أنفسنا للتعبير عن شكرنا لهذه الأشياء حالاً. السرعة في التعبير تضاعف الشكران.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الثلاثاء 13 أيلول





«لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ مِنْ كَلامِ الرَّبِّ مَعَهُ» (خروج 29:34)



عندما نزل موسى من جبل سيناء حاملاً لوحي حجر الوصايا العشر كان هنالك مشهدان ممّيزان. أوّلاً، كان وجهه يلمع. كان في محضر الله الذي كشف عن ذاته بسحابة مجد بهي ساطع تُعرف باسم شكينا. كان لمعان وجه موسى بمثابة وهج مستعار. بعد الحديث مع الرب، بعد تسلّم الوصايا حمل معه شيئاً من روعة وتألّق المجد. كان اختبار تغيّر في المنظر.

المشهد الآني كان أن موسى لم يكن يعلم بأن وجهه لامع. لم يكن مدركاً بتاتاً من هذه الظاهرة الفريدة الجميلة التي حملها معه من شركته مع الرب. ويقول ف. ب. ماير أن ذاك كان تتويج المجد لذلك التغيير-الذي لم يكن موسى مدركاً له.

وبطريقة ما يمكن أن يكون اختبار موسى لنا أيضاً. عندما نقضي وقتاً في محضر الرب يظهر علينا التغيير. يظهر على وجوهنا، لأن هناك علاقة مباشرة بين الروحانية وبين الجسدية. لكنني لا أشدّد على الجسدية، لأن بعض أعضاء الفِرق يلبسون وجوهاً رؤوفة. الأمر المهم هو العلاقة مع الرب الذي يغيّر الشخص أخلاقياً وروحياً. وهذا ما يعلّمه بولس الرسول في كورنثوس الثانية 18:3، «وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.»
لكن ذاك المجد الذي يتوّج التغيير لا نعيه بأنفسنا. لكن الغير يرونه. يعرفون أننا مكثنا مع يسوع. لكن التغيير مخفى عن أعيننا نحن.

كيف يمكن أننا لا نعي البهجة الساطعة على بشرة وجوهنا؟ والسبب هو أنه كلما اقتربنا من الرب يزداد وَعْينا لطبيعتنا الخاطئة ولعدم استحقاقنا ولحقارتنا. في مجد محضره نشعر بمقت أنفسنا وبندامة عميقة.

إن نكن واعين لإشعاعنا ربما نُصاب بالكبرياء فينقلب الإشعاع إلى بغض لأن الكبرياء هي بغيضة.

لذلك كان ظرفاً مباركاً لأولئك الذين كانوا على الجبل مع الرب ويحملون ذاك النور المستعار ألاّ يعوا أن بشرة وجوههم تسطع بالنور.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الاربعاء 14 أيلول



«حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ.» (صموئيل الأول 10:28)



في بداية مُلكه أصدر شاول أوامره للقضاء على جميع العرّافين والسحرة. لكن الأمور ساءت في حياته الشخصية والعلنيّة. بعد موت صموئيل تجمّع الفلسطينيون لمقاتلة جيش شاول في الجلبوع. عندما لم يتمكّن من سماع كلمة من الرب، استشار عرّافة من عين دور. فذكّرته بخوفها من الحكم الذي أصدره للقضاء على جميع العرّافين في البلاد. فعندها، أكّد لها شاول، «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ» (صموئيل الأول 10:28).

الدرس من هذا الحدث واضح. يميل الناس إلى إطاعة الرب ما دام ذلك يناسبهم. وعندما لا يناسبهم، يخترعون الأعذار ليعملوا ما يريدون.

هل قلت «هم»؟ ربما ينبغي أن أقول «نحن». نميل جميعنا إلى تجنّب الكتاب، نعوّجه، أو نفسّره بطريقة تلائم عدم رغبتنا في الطاعة.

فمثلاً هنالك تعليمات بسيطة حول دَور المرأة في الكنيسة. لكن يبدو أنها تتعارض مع حركة تحرّر المرأة الحالية.

فما العمل؟ نقول أن هذه الوصايا كان أساسها حضارة تلك الأيام ولا تنطبق علينا اليوم. فطبعاً، حين نعترف بهذا المبدأ، نستطيع أن نتخلّص من كل شيء في الكتاب المقدس.

أحياناً تصدمنا بعض أقوال الرب يسوع فيما يختص بشروط التلمذة. حين نشعر أن المطالب كثيرة، نقول، «لم يقصد يسوع أننا يجب أن نعمل هكذا بل أن نكون مستعدّين للقيام به.» نخدع أنفسنا بأننا مستعدّون بينما في الواقع لا نرغب أبداً في العمل.

نشدّد المطالبة بتأديب المعتدين بحسب المطالب القاسية في الكلمة. لكن عندما يكون المعتدي أحد أقربائنا أو أصدقائنا، نُصرّ على تخفيف الطلبات أو حتّى التغاضي عنها كلياً.

أداة أخرى نستخدمها لتصنيف وصايا الإنجيل: «مهم» أو «غير مهم». تلك التي تقع تحت صيغة «غير مهم» يمكن تجاهلها أو هذا ما نقنع به أنفسنا.

في كل هذه الإستنتاجات المغلوطة نكون في الواقع نحرّف الكتاب لتدميرنا. يريدنا الله أن نطيع كلمته سواء كان ذلك يناسبنا أو لا. هذه هي طريق البركة.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 15 أيلول



«لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.» (رومية 21:12)

لو كتب هذا العدد رجال دون وحي إلهي لكنّا نقرأ، «لا تعطي مجالاً لأحد أن يدوس عليك. رد عليهم بجرعة من دوائهم.» يفكّر العالم بالمعاملة بالمثل والانتقام.

لكننا نتعلّم درساً مختلفاً في مدرسة يسوع. ينبغي ألاّ نسمح لأنفسنا أن يغلبنا الشر. بل نستعمل الخير لنغلب الشر.

تقدّم إحدى القصص عن فرنسيس العسيسي مثلاً عن هذه النقطة. بينما كان لا يزال صبيًّا صغيراً يلعب في جوار بيته اكتشف أن هناك صدى لصوته عندما كان يصرخ. وكان هذا اختباره الأول في الصدى. فابتدأ يجري التجارب. صاح، «أكرهك.» فرجعت الرسالة اليه، «أكرهك.» رفع صوته صائحاً، «أكرهك.» عادت الكلمات إليه بقوة أكثر، «أكرهك.» في المرة الثالثة صرخ بكل قوّته «أكرهك» وعادت الكلمات اليه بلهجة شديدة «أكرهك.» كان هذا كل ما استطاع تحمّله. عاد راكضاً إلى بيته يشهق بالبكاء. سمعت والدته صوت بكائه في ساحة البيت وسألته، «ما الأمر يا عزيزي؟» أجاب، «هنالك صبي صغير يكرهني.» فكّرت للحظة ثم قالت، «سأقول لك ما يجب أن تعمل. أخرج إلى هناك وقل لهذا الصبي أنك تحبّه.»

وهكذا أسرع الصبي خارجاً وصاح «أحبك.» وبكل تأكيد عادت الكلمات إليه واضحة جليّة، «أحبك.» صاح ثانية بصوت أشد، «أحبك» وثانية سمع الجواب «أحبك.» وفي المرة الثالثة صاح بصوت ينم عن الإخلاص، «أحبك» فعادت الكلمات إليه رقيقة، «أحبك.»

بينما أكتب هذه الكلمات هنالك أناس في كل العالم يصرخون الواحد على الآخر»أكرهك» ويتساءلون لِمَ يزداد التوّتر. يعبّر العديد من الشعوب عن كرههم لشعوب أخرى. جماعات دينية مشغولة بالحروبات فيما بينها. أجناس بشرية تجاهد ضد بعضها. الجيران يتقاتلون مع بعضهم البعض. بيوت تتمزّق بالشجار والمرارة. يسمح هؤلاء الناس لأنفسهم أن يهزمهم الشر لأن الكراهية تولد كراهية. لو يغيرّوا من سياساتهم بمقابلة الشر بالمحبة فيغلبون الشر بالخير. فيكتشفوا أن المحبة تولد المحبة.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية




الجمعه 16 أيلول




«أَدِّبِ ابْنَكَ لأَنَّ فِيهِ رَجَاءً وَلَكِنْ عَلَى إِمَاتَتِهِ لاَ تَحْمِلْ نَفْسَكَ.» (أمثال 18:19)



نعيش في مجتمع متساهل وخاصة في ما يتعلّق بتربية الأولاد حيث يصغي الآباء لنصائح الأخصّائيين النفسانيين والإجتماعيّين بدل إطاعة تعاليم كلمة الله. الكثير من البالغين الذين أدّبهم والديهم بشدّة يصّرون على منح أولادهم الحرية والتعبير عن أنفسهم. ما هي النتائج؟

تربّى هؤلاء الأولاد دون إحساس بالأمان. لا يتطابقون مع المجتمع. يجدون التعايش مع المشاكل والصعوبات أمراً صعباً ويفتّشون عن الحلول في المخدّرات والمسكرات. سنوات من التأديب كانت كافية لتسهل بقية الحياة عليهم.

فلا عجب إن يحيوا عيشة غير منضبطة. مظهرهم الشخصي، مسكنهم، عاداتهم الشخصية تكشف إهمالهم واختلال تفكيرهم.

يكتفون بما هو دون الوسط أو أدنى. ينقصهم الدوافع للتميّز بالرياضة، أو الموسيقى أو الفنون، أو العمل أو في حقول أخرى من الحياة.

ينفر أولاد كهؤلاء من والديهم. يعتقد هؤلاء الآباء أنهم سيكسبون حب أولادهم الميت عندما يمتنعون عن معاقبتهم. وبدلاً من ذلك يظفرون بكراهية أولادهم لهم. ثورتهم على والديهم تمتد إلى نواح أخرى من الحياة- المدرسة، العمل والحكومة. لو كسر الوالدون إرادتهم باكراً في حياتهم، لسهّلوا على أولادهم الخضوع لمجالات الحياة العادية.

تمتد الثورة على القِيَم الأخلاقية التي وضعها الكتاب. يهزأ الثوّار الشباب بالوصايا الإلهية بما يختص بالطهارة ويتركون الحبل على غاربه لأنفسهم ويحيون حياة طائشة. يظهرون اشمئزازاً لكل ما هو صالح ومحبة لكل ما هو غير طبيعي، فاحش أو شائن.

وأخيراً، فإن الآباء الذين يفشلون في كسر إرادة أولادهم بواسطة التأديب يجعلون خلاص أولادهم صعباً. التجديد يتضمّن انكسار الإرادة المتمردّة ضد حكم الله. ولهذا تقول سوزان ويسلي، «الوالد الذي ينجح في إخضاع الإرادة في ولده يعمل مع الله في تجديد وخلاص الروح. الوالد الذي لا يمارسها يعمل عمل إبليس، يجعل الديانة غير عملية، والخلاص صعب المنال. ويعمل كل ما فيه كذباً يلعن ولده، نفساً وجسداً وللأبد».
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الجمعه 17 أيلول



«يَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جِبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ إِلَّا مَنْ ل (رؤيا 16:13-17)


سمة الوحش! سيظهر أيام الضيقة العظيمة حاكم شرّير يأمر الناس جميعاً ليضعوا سمة على جباههم أو على يدهم اليمنى. وكل من يرفض ذلك يقع تحت غضب الوحش. وكل من يخضع يقع عليه غضب الله. كل الذين يرفضون سيملكون مع المسيح في مجده الألفي. والذين يخضعون سيتعذّبون في النار والكبريت في حضرة الملائكة المقدّسين وفي محضر الحمل.

بينما نقرأ هذا، نشعر أننا منفصلين عنه تماماً، ونحن عالمين أن هذا للمستقبل ومؤمنين أن الكنيسة ستنتطلق إلى السماء في تلك الأثناء. ولكن هنالك إحساس بأن سمة الوحش معنا الآن. هنالك أوقات في الحياة عندما نكون مضطرّين لنختار ما بين الوفاء لِلّه وبين السجود لنظام مُناهض لِلّه.

هنالك أوقات، لنحصل على وظيفة مثلاً، يُطلب منّا الموافقة على شروط تبدو بوضوح متعارضة مع المبادئ الإلهية. من السهل تبرير هكذا أمر في وقت كهذا. إن لا نعمل لا نقدر على تحصيل القوت لعائلتنا. ولا نتمكّن من البقاء اذا لم نحصل على الطعام. ينبغي أن نحيا، أليس كذلك؟ وتحت الأعذار الزائفة هذه نوافق على الطلبات. وفي الواقع، نضع سمة الوحش.

مهما يهدّد نقص غذائنا أو استمرار بقائنا ونقع في خوف ونحاول أن نضحّي بكل شيء تقريباً لنتجنّب ذاك التهديد. يستعمل البشر نفس الحجج لتبرير عبادة الأصنام أثناء الضيقة العظيمة وهي نفسها التي نستعملها في وقتنا الحاضر عندما نضطر للاختيار ما بين حق الله وبين حياتنا.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


السبت 18 أيلول


«حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ.» (صموئيل الأول 10:28)

في بداية مُلكه أصدر شاول أوامره للقضاء على جميع العرّافين والسحرة. لكن الأمور ساءت في حياته الشخصية والعلنيّة. بعد موت صموئيل تجمّع الفلسطينيون لمقاتلة جيش شاول في الجلبوع. عندما لم يتمكّن من سماع كلمة من الرب، استشار عرّافة من عين دور. فذكّرته بخوفها من الحكم الذي أصدره للقضاء على جميع العرّافين في البلاد. فعندها، أكّد لها شاول، «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ» (صموئيل الأول 10:28).

الدرس من هذا الحدث واضح. يميل الناس إلى إطاعة الرب ما دام ذلك يناسبهم. وعندما لا يناسبهم، يخترعون الأعذار ليعملوا ما يريدون.

هل قلت «هم»؟ ربما ينبغي أن أقول «نحن». نميل جميعنا إلى تجنّب الكتاب، نعوّجه، أو نفسّره بطريقة تلائم عدم رغبتنا في الطاعة.

فمثلاً هنالك تعليمات بسيطة حول دَور المرأة في الكنيسة. لكن يبدو أنها تتعارض مع حركة تحرّر المرأة الحالية.

فما العمل؟ نقول أن هذه الوصايا كان أساسها حضارة تلك الأيام ولا تنطبق علينا اليوم. فطبعاً، حين نعترف بهذا المبدأ، نستطيع أن نتخلّص من كل شيء في الكتاب المقدس.

أحياناً تصدمنا بعض أقوال الرب يسوع فيما يختص بشروط التلمذة. حين نشعر أن المطالب كثيرة، نقول، «لم يقصد يسوع أننا يجب أن نعمل هكذا بل أن نكون مستعدّين للقيام به.» نخدع أنفسنا بأننا مستعدّون بينما في الواقع لا نرغب أبداً في العمل.

نشدّد المطالبة بتأديب المعتدين بحسب المطالب القاسية في الكلمة. لكن عندما يكون المعتدي أحد أقربائنا أو أصدقائنا، نُصرّ على تخفيف الطلبات أو حتّى التغاضي عنها كلياً.

أداة أخرى نستخدمها لتصنيف وصايا الإنجيل: «مهم» أو «غير مهم». تلك التي تقع تحت صيغة «غير مهم» يمكن تجاهلها أو هذا ما نقنع به أنفسنا.

في كل هذه الإستنتاجات المغلوطة نكون في الواقع نحرّف الكتاب لتدميرنا. يريدنا الله أن نطيع كلمته سواء كان ذلك يناسبنا أو لا. هذه هي طريق البركة.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاحد 19 أيلول




«لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ.» (رومية 6:5)



لم يأت المسيح ليدعو الأبرار ولا ليموت لأجل الصالحين. لم يكن ذهابه إلى الصليب لأجل المستقيمين، المحترمين أو المهذّبين. مات لأجل الأشرار.

طبعاً نظرة الله هي أن كل البشرية أشرار. وُلدنا جميعاً بالخطية وتَشكَّلنا بالإثم. ومثل غنم ضللنا وسار كل منا في طريقه. نحن في نظر الله الطاهر فاسدو الأخلاق، نجسون ومتمرّدون. أفضل جهودنا لعمل الصلاح تشبه خرقاً ممزّقة.

تكمن المشكلة في أن معظم الناس ليسوا على استعداد للاعتراف أنهم أشرار. يقارنون أنفسهم بالعناصر الإجرامية في المجتمع، ويتخيّلون أنهم مناسبون للسماء. يشبهون سيدة طبقة راقية التي تتباهى بنفسها باندماجها الإجتماعي والتبرّع للأعمال الحسنة. عندما شهد لها أحد المؤمنين قالت أنها لا تشعر بالحاجة للخلاص، إذ أن أعمالها الحسنة كانت كافية. ذكّرته أنها كانت عضوة في الكنيسة وأنها تنحدر من عائلة مسيحية. تناول المؤمن قطعة ورق وكتب عليها «شرّيرة» بأحرف كبيرة، ثم توجّه إليها وسأل، «هل تسمحين لي أن أعلّق قصاصة الورق هذه على قميصك؟» وعندما قرأت ما كتب عليها احتجّت قائلة، «طبعاً لا أسمح. لن أسمح لأحد أن يدعوني شرّيرة.» فشرح لها أنها برفضها الإعتراف بكونها خاطئة، ضالة وحالتها التي بلا رجاء تكون قد قطعت أملها في نعمة الخلاص التي بعمل المسيح. اذا كانت لا تعترف أنها شرّيرة، فلّم يكن موت المسيح لأجلها. إن لم تكن ضالّة فلا يمكنها الخلاص. إن كانت بصحة جيدة فلا حاجة بها للطبيب العظيم.

أقيمت في أحد الأيام حفلة خاصة في مدرّج مدني كبير. كان الحفل للأولاد المكفوفين، المشلولين أو المعاقين. جاء الأطفال على كراسي المقعدين، أو يتكئون على عكازاتهم أو يمسكون أيدي مرشديهم. بينما كان الإحتفال جارياً وجد أحد الحرّاس صبياً صغيراً جالساً على سلّم الدخول يبكي.

«لماذا تبكي؟» سأل الصبي برفق «لأنهم لا يسمحون لي بالدخول» «لماذا لا يسمحون لك بالدخول؟»
ابتدأ الصبي بالبكاء الشديد، «لأنني سليم الجسم»

هكذا هي الحال في احتفال الإنجيل. إن كنت سليماً فلا يمكنك الدخول. لكي تحصل على الإذن بالدخول ينبغي أن تثبت أنك خاطيء. يجب أن تعترف أنك شرّير. مات المسيح لأجل الأشرار. وكما قال روبرت مونجر، «الكنيسة هي المؤسّسة الوحيدة في العالم حيث شروط الإنتساب تتطلّب عدم استحقاق المرشّح.»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاثنين 20أيلول





«لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ.» (مزمور7:11)



الرب نفسه عادل ويحب أن يرى شعبه يمارس سبل العدل. يُسر عندما يقوم المؤمنون باختيار ما هو متوافق مع القانون الأخلاقي الإلهي.

لكن ليس دائما ما يَسهُل ذلك في عالم كعالمنا. نقع دائماً في تجارب تشدّنا للتساهل في مجالات الأخلاق والتصرفات. بعض هذه التجارب صريحة، وبعضها باِلغواية. يتطلّب الأمر قوة تمييز وثبات ليسلك الشخص في خط مستقيم.

الرشوة والردّ العنيف شكلان من عدم العدالة. وكذلك الهدايا التي تقدّم لوكلاء المشتريات لكسب حكمه- من الخطأ دفع مبالغ بصكّات لا رصيد لها على أمل إيداع بعض المال قبل صرف الصكّات. غير قانوني إرفاق رسالة في طرد بريد دون دفع تكاليف الرسالة. ونوع من الخداع أيضاً أن تقول لزميل لك أن مدير العمل غير موجود بينما هو جالس في المكتب المجاور. عدم الأمانة في وقت مكان العمل أو في حساب المصاريف وخلطها بالمصاريف الشخصية التي لا علاقة لها بالعمل. وهنالك طبعاً ممارسة إخفاء بعض المدخول عن مصلحة الضرائب بشتّى الطرق. وباء الإحتيال على شركات التأمين قد وصل إلى نِسب كبيرة. المماطلة في العمل أو العمل دون المستوى. إحدى الإساءات المتكرّرة هي استغلال وقت صاحب العمل للقيام بأعمال شخصية دون الإستئذان. ليس عدلا أن تساند ذويك أو أصدقائك عندما يكونوا على خطأ. هذا يدل على حب ليس في محلّه وولاء زائف. نخدم العدالة عندما نقف مع الحق ضد الباطل، دون أخذ شخصية المذنب بعين الإعتبار.

وكذلك من الخطأ الوقوف إلى جانب شخص محروم بدعوى أن أحداً ينبغي أن يصادق المتعدّي. ينجح هذا العمل في خلق انقسامات في الكنيسة وقساوة قلب المعتدي والاستمرار في شّره. وأخيراً، ليس من الصحيح أبداً أن يتحّمل شخص نفسه التوبيخ على عمل لم يقم به.

هنالك أشخاص محبّون للسلام ومستعدّون أن يحتمّلوا التوبيخ عندما يرفض المذنب الإعتراف بذنبه. لا يمكن أن يعم السلام على حساب التضحية بالحق.
تشجّع أيها الأخ، لا تتعثّر،
مع أن الطريق مظلم كسواد الليل،
هنالك نجم يرشد المتّضع،
«اتّكل على الرب واعمل الصواب.»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الثلاثاء 21أيلول




«ادْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! (متى 13:7، 14)




عندما تنظر إلى عالم الدين اليوم تجد العديد من الديانات، الطوائف والفِرق. ولكن هنالك ديانتان فقط كما يقترح النص لهذا اليوم. على ناحية واحدة الباب الواسع والرحب الذي يؤدّي إلى الهلاك. وعلى الناحية الثانية الباب الضيّق والطريق الكرب الذي يسير فيه القلائل ويؤدّي إلى الحياة. من الممكن تصنيف جميع الديانات تحت هذا الباب أو ذاك. الصفة التي تفرّق بين الإثنين هي: تقول الواحدة ما يجب على الإنسان أن يعمل لينال الخلاص أو ليستحق الخلاص، ويقول الآخر ما عمله الله ليدبّر الخلاص للإنسان.

الإيمان المسيحي الحقيقي فريد في دعوته ليقبل الناس حياة أبدية كعطية عن طريق الإيمان. جميع الديانات الأخرى تقول أن الإنسان يجب أن يحصل على خلاصه بالأعمال أو بالأخلاق. يخبرنا الإنجيل كيف تممّ المسيح العمل الضروري لفدائنا. الديانات الأخرى تخبر الناس ما ينبغي أن يعملوا ليفتدوا أنفسهم. الفرق هو ما بين العمل وما قد عُمل.

الفكرة المنتشرة هي أن الصالحين يذهبون إلى السماء والأشرار إلى جهنم. لكن الكتاب المقدس يعلّم أنه لا يوجد مَن هو صالح، وكل من يذهب إلى السماء هم الخطاة الذين خلصوا بنعمة الله. إنجيل المسيح يلغي التفاخر، يقول للإنسان أنه لا يمكنه أن يقوم بأية أعمال تجعله مستحقّاً أن يكسب نعمة لأنه ميت بالخطايا والآثام. جميع الديانات الأخرى تغذّي كبرياء الإنسان بالإشارة إلى أن هناك ما يمكنه أن يعمل ليخلّص نفسه أو ليساهم في خلاصه.

جميع الديانات الكاذبة هي «طريق تظهر للإنسان مستقيمة «لكنها أيضاً هي الطُرق التي تنتهي بالموت (أمثال12:14). الخلاص بالإيمان بيسوع المسيح يبدو «سهلاً» للإنسان لكن هذه هي الطريق التي تؤدّي إلى الحياة. في الديانات الكاذبة يسوع لا شيء أو فقط شيئ ما. في الإيمان المسيحي الحقيقي يسوع هو كل شيء.

لا يوجد في الديانات الأخرى تأكيد حقيقي على الخلاص لأن الشخص لا يعرف أبداً إن عمل ما يكفي من الأعمال الصالحة أو من الأنواع الصحيحة. يستطيع المؤمن بيسوع أن يعرف أنه مخلّص لأن الخلاص لا يعتمد على أعماله لكن على أعمال المسيح لأجله.

ديانتان فقط- الواحدة ديانة نواميس والأخرى ديانة نعمة. الواحدة بالأعمال، الأخرى بالإيمان. الواحدة بالعمل، الأخرى بالإيمان. الواحدة بالمحاولة، الأخرى بالثقة. تؤدّي الأولى إلى الدينونة والموت والثانية إلى التبرير والحياة.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الاربعاء 22 أيلول



«غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إِلَى الْمُتَّضِعِينَ» (رومية 16:12)


هنالك ميل طبيعي للرغبة في معاشرة الطبقة العالية. تكمن في قلب كل إنسان رغبة شديدة لمرافقة أصحاب المراتب العالية، الأغنياء والطبقة الأرستقراطية. ولذلك كانت وصية بولس في رومية 16:12 لتمحو هذا الميل الطبيعي. وكأنه يقول: لا تكونوا متكبرّين بل مستعدّين لمعاشرة مَن هم في طبقة وضيعة. لا توجد طبقة منبوذين في الكنيسة. يجب على المؤمنين أن يحيوا مترفّعين عن التمييز الطبقي.

القصة التالية عن فريد إليوت تمثّل هذا القول. كان في صباح أحد الأيام يقود تأملاً على طاولة الفطور عندما سمع صوت جلبة في ساحة الدار. عرف أن جامعي النفايات قد وصلوا. فوضع الكتاب المقدس على الطاولة، توجّه إلى النافذة، فتحها، وحياً عمّال النظافة بتحيّة جميلة ثم عاد إلى المائدة ليستمر في التأملات الكتابية. فكانت تحيّة عمّال النظافة بالنسبة له مقدّسة بقدر قراءة كتابه المقدس.

خادم آخر عمل حرفياً بما نص عليه هذا العدد هو جاك ويرتزن الذي عقد معسكراً كتابياً كل صيف على شاطيء إحدى البحيرات في نيويورك. في أحد مؤتمرات الكبار حضر مشترك يعاني من إعاقة جسدية شديدة. لا يستطيع السيطرة على عضلات فمه فلم يكن قادراً على ابتلاع كل طعامه. رجع الكثير منه وسقط على صحيفة غطى بها صدره وحضنه. لم يكن المنظر مساعداً على الأكل الهني ولذلك اعتاد أن يجلس وحيداً على مائدة الطعام.

وكان جاك ويرتزن وبسبب ضغوط العمل يصل متأخراً إلى قاعة الطعام. وحالماً كان يظهر على المدخل كان الضيوف يلوّحون له يومئون له بالجلوس على موائدهم. لكنه لم يفعل ذلك أبداً. فكان يتوجّه دائماً إلى المائدة التي يجلس عليها ضيف وحيد. لقد انقاد إلى المتّضعين.

شاهد أحدهم قائداً للجيش وكان مسيحياً يتكلّم إلى امرأة مسنّة وفقيرة. احتج عليه زملاء له قائلين، «ينبغي أن تأخذ رتبتك بعين الإعتبار.» فأجابهم القائد، «ماذا لو اعتبر مخلّصناً رتبته»؟

يذكّرنا روبرت بيرنز في إحدى قصائده أنه بالرغم من اتضاع مركزه في العالم فإن الإنسان إنسان في كل الأحوال. يقول أن كل إنسان ذو فكر مستقل يستطيع أن يضحك من عرض مهرّج في ملابس حريرية.
عندما نتذكّر أن مخلّصنا تنازل إلينا في أوضع حالاتنا، فمن غير المعقول أن نمتنع نحن من ذاك العمل مع الآخرين.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 23 أيلول


«فِي مَجْلِسِهِمَا لا تَدْخُلُ نَفْسِي» (تكوين 6:49)


ذُكرت هذه الكلمات ضمن بركة يعقوب لأبنائه. عندما تذكّر القسوة التي أظهرها ولداه شمعون ولاوي نحو رجال شكيم قال، «في مجلسهما (سرّهما) لا تدخل نفسي.»

اريد أن استعير هذه الكلمات واستعملها في معنى أوسع. هنالك أسرار مرتبطة بالخطية التي من المفضّل أن لا نعرفها أبداً.

تأتي الخطية بأجمل وجه لها وتقول لنا أننا لا يمكن أن نحصل على السعادة إلى أن ندخل أسرارها. تعرض علينا الإثارة، اللذّة الجسدية، المبالغة العاطفية والغواية من المجهول.

كثير من الناس وخاصة أولئك الذين عاشوا حياة محميّة، يتأثّرون بنداءات كهذه. يشعرون أنه قد فاتتهم المسرّات الحقيقية. ويعتبرون أنفسهم محرومين. ويعتقدون أنهم لن يتمتّعوا ما لم يتذوّقوا من العالم.

لكن المشكلة هي أن الخطية لا تأتي لوحدها. ترافقها أخطار ونتائج دائمة. عندما نختبر أية خطية للمرّة الأولى، نقع في فيض من الألم والندم.

الإستسلام للتجربة يقلّل من مقدرتنا على مقاومة الخطية. فبعد أن نقترف خطية ما، يسهل اقترافها في المرّة التالية. وسريعاً نصبح خبراء في الخطية بل ونصبح عبيداً للخطية مقيّدين بسلاسل العادة.

في اللحظة التي بها نستسلم للتجربة، تنفتح أعيُننا على الإحساس بالذنب وما لم نحسّ به مُسبقاً. مسّرة كسر ناموس الخطية يُتبع بإحساس رهيب بالعري الأخلاقي. صحيح أنه يمكن الإعتراف بالخطية والمغفرة، لكن تبقى على مدى الحياة الخجل من التقاء الشركاء السابقين في التعدّي. هنالك وخز الذاكرة كل ما نزور مكان ارتكاب الحماقة. هنالك مناسبات لا نرغب بها، عندما تلمع أمامنا الحادثة خلال أقدس لحظاتنا-عندها تنبض أجسادنا وتئن شفاهنا.

إن اختبار مغفرة الله لهذه الخطايا مُمتع، لكن الأفضل أن لا تدخل إلى أسرارها من البداية. ما يبدو كسر جذّاب يتّضح أنه كابوس. تتحوُل المسرّة إلى رعب، ولحظة هوى إلى ندم طول الحياة
في ساعة التجربة، ينبغي أن يكون ردّنا، «يا نفسي، لا تدخلي في مجلسها (سره).»
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الجمعه 24 أيلول


«بَارَكَنِي الرَّبُّ بِسَبَبِكَ» (تكوين 27:30)



تعلّم لابان بالتجربة أن الرب باركه إكراماً ليعقوب. تعلّم درساً قيّماً. التجربة أعظم معلّم.

أتعجّب من الطريقة التي تساعدنا فيها التجربة لفهم آيات من الكتاب المقدس. ممكن أن نعرف الآيات عقلياً، لكن عندما نمر في اختبار جديد، تصبح الآيات فعّالة. تبدو كأنها لافتة منيرة. يغمرنا تقدير جديد لها.

قالت زوجة مارتن لوثر أنها لم تكن قد فهمت معاني بعض آيات المزامير لو لم يدخلها الرب في ضيقات.

عندما كان دانيال سميث وزوجته مرسلين في الصين، حفرت عصابة من اللصوص ثقباً في أحد جدران بيتهما في إحدى الليالي. وبينما كانا يغطاّن في النوم، أفرغ اللصوص الأدراج والخزائن. فلو لم ينَم المرسَلان نوماً عميقاً لكانا قد قُتلا. وفيما بعد، قال السيد سميث يصف الحادث، لم أفهم أبداً حبقوق 3: 18،17 حتى ذلك الصباح. «فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَاماً. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلَهِ خَلاَصِي.» ومعناه أنك لا تستطيع أن تدخل إلى فرح حبقوق في الكارثة ما لم تجرّب نوع الخسارة التي يصفها.

عندما كانت السيدة كوري تن بوم في معسكر التركيز، وقفت أمام القضاء. «على القاضي أن يقوم بعمله وفي يوم من الأيام أراني أوراقاً كانت تعني ليس فقط حكم بالموت علي ولكن أيضا بالموت على كل عائلتي وأصدقائي.»

هل يُمكِنك تفسير هذه الأوراق؟، سألني. لا، لا أستطيع، كان اعترافي. وفجأة أخذ كل الأوراق وقذف بها إلى داخل المدفأة! وعندما رأيت النار تُدّمر تلك الأوراق التي تدينني عرفت أن القوة الإلهية تحرسني، وفهمت كولوسي 14:2 كما لم أفهمه من قبل، «إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ.»

البصيرة الجديدة التي نحصل عليها من الكتاب المقدس من خلال اختبارات الحياة تجعل تلك الإختبارات ذات قيمة كبيرة جداً.
 
أعلى