تأملات روحية يومية

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الخميس 18 آب


«لاَ يَفْتَخِرَنَّ مَنْ يَشُدُّ كَمَنْ يَحِلُّ.» (الملوك الأول 11:20)



مع أن هذه الكلمات قيلت من قبل ملك شرّير، آخاب، فإنها كلمات حق. حتى غير الأتقياء ينزلقون إلى الحق أحياناً.

طالَب ملك آرام آخاب ببعض المطالب المهينة والمحقّرة، مهدداً إياه بكارثة عسكرية إن لم يُطع. لكن في المعركة التي تلت، اضطرّ الآراميون إلى التقهقر وهرب ملكهم ناجياً بحياته. فلم يتساوى أداؤه مع تباهيه.

عدد اليوم يمكن أن يكون نصيحة جيّدة لجوليات أيضاً. فعندما رأى داود يقترب منه قال، «تَعَالَ إِلَيَّ فَأُعْطِيَ لَحْمَكَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ» (صموئيل الأول 44:17). لكن داود غلبه بسهولة بحجر من مقلاعه. لقد تسرّع المارد في تفاخره.

عندما نكون مؤمنين أحداثأ، يسهل أن نبالغ في قدراتنا. نتصرّف كأننّا نستطيع أن نغلب العالم، الجسد والشيطان بضربة واحدة. ربّما نوبّخ المؤمنين الأكبر منّا لفشلهم في الكرازة للعالم. نريهم كيف يمكن عمل هذا. لكن تفاخرنا يكون سابقاً لأوانه. لقد بدأت المعركة للتو ونحن نتصرّف كأنها قد انتهت.

في اجتماع غير رسمي لبعض المؤمنين، كان الضوء مسلّط على واعظ شاب لامع حاضر في وسطهم. لقد كان راضياً من كونه مركز الإهتمام. وكان حاضراً في المجموعة معلّم مدرسة الأحد الذي كان له تأثير عميق على حياة ذاك الشاب. قال أحد الحضور للمعلّم، «أنت لا بد فخور بتلميذك السابق.» وكان جوابه، «نعم، إذا استمرّ حسناً حتى النهاية.» ظن الواعظ في ذلك الوقت أن هذه الملاحظة كانت رديئة لا تتناسب مع تلك الأمسية الممتعة. لكن وبعد مرور وقت، بعد تجربة سنين، أدرك أن معلّمه القديم كان محقّاً. ليس المهم كيف تلبس سلاحك. لكن كيف تحسم المعركة.

في الواقع فإن المعركة لا تنتهي في هذه الحياة. لن تستمر إلى أن نقف أمام القائد العظيم في السماء. عندها نسمع تقييم خدمتنا- وهو التقييم الوحيد المهم. لا يهم ما يكون تقييمه لأنه لن يكون لنا أساس للإفتخار. نقول بتواضع القلب، «إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ. لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا.» (لوقا 10:17)
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الجمعه 19 آب


«لا تَسُبَّ اللهَ وَلا تَلْعَنْ رَئِيساً فِي شَعْبِكَ.» (خروج 28:22)



عندما أعطى الله الناموس لموسى، ضمنه منعاً عن كلام التأنيب أو الإزدراء لمن هم في مركز السُلطة. والسبب لهذا واضح. هؤلاء الحكام والقادة يمثلون الله. «لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ» (رومية 1:13). الحاكم «خادم الله للصلاح» (رومية 4:13). حتى لو كان الحاكم لا يعرف الله شخصيّاً، فإنه رجل الله الرسمي.

الرابط ما بين الله والحاكم البشري قريب جدّاً حتى أنه يُشار إلى كليهما أحياناً كآلهة. وهكذا نقرأ في عدد اليوم، «لا تلعن الله» الذي يمكن أن يعني السُلطة الحاكمة. وفي مزمور 6،1:82 يشير الرب إلى القضاة كآلهة لكن دون ألوهية وهُم وكلاء عن الله.

بالرغم من محاولات شاول لقتل داود، إلاّ أن الأخير لم يسمح لرجاله أن يمسّوا الملك شاول بسوء لأنه كان مسيح الرب (1 صموئيل 6:24) عندما وبخ بولس الرسول غير عالم أنه الكاهن الأعظم، أسرع بالتوبة والاعتذار قائلاً، «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ فِيهِ سُوءاً» (أعمال 5:23).

ينطبق مبدأ احترام السُلطة على الناحية الروحية. وهذا يفسّر سبب عدم تجرّؤ رئيس الملائكة ميخائيل أن يقدّم على اتهام الشيطان واكتفى بقوله: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ» (يهوذا 9).

إحدى علامات الإرتداد في الزمن الأخير هي احتقار السُلطة والجسارة على قول كلام الإثم على ذوي الأمجاد (2 بطرس 10:2).

فالدرس واضح لنا. ينبغي أن نحترم حكّامنا كخدّام الله الرسميّين حتى ولو لم نوافق على أساليبهم أو نستحسن أخلاقهم الشخصية. وينبغي ألاّ نقول في أي حال من الأحوال كما قال أحد المؤمنين في حملة سياسية، «إن الرئيس نذل دنيئ.»

بل أكثر من ذلك، يجب أن نصلّي، «لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ» (1 تيموثاوس 2:2).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



السبت 20 آب






«إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟» (عبرانيين 7:12)



تتردّد كلمة تأديب سبع مرّات في أوّل 11 عدد من عبرانيين 12. ولذك سهل أن يأخذ القاريء العرضي انطباعاً خاطئاً. يمكن أن يتصوّر الله كأب غاضب يضرب أولاده بلا انقطاع. هذه الفكرة الخاطئة تنشأ من الإعتقاد أن التأديب ما هو إلاّ عقاباً.

من المريح أن تعلم أن التأديب في العهد الجديد يحمل معنى أوسع من ذلك. يعني تدريب الطفل، ويتضمّن كل الأعمال الأبويّة المستخدمة في تربية الطفل. ويصف كيتل هذه العملية بقوله: «تربية الطفل ومعاملته لينمو إلى النضوج ممّا يتطلّب إرشاداً، تعليماً وتوجيهاً وبعضاً من الإجبار بشكل تأديب وانضباط.

كان المؤمنون الذين كُتب لهم سفر العبرانيين يعانون من الإضطهاد. يتكلّم الكاتب عن هذا الإضطهاد كجزء من تأديب الرب. هل هذا يعني أن الله أرسل الإضطهاد؟ بالتأكيد لا! أثاره أعداء الإنجيل. هل كان الله يعاقب المؤمنين بسبب خطاياهم؟ كلاّ، على الغالب جاء الإضطهاد بسبب أمانتهم في الشهادة للرب. كيف يمكن القول إذاً أن الإضطهاد تأديب من الرب؟ الرب سمح بالإضطهاد واستخدمه فيما بعد أداة للتعليم في حياة شعبه. وبكلمات أخرى، استخدم الله الإضطهاد للتطهير، للنضوج ولتوافُق أولاده مع صورة ابن الله.

لا حاجة للقول أن هذا الشكل من التأديب غير مُسرّ في ذلك الوقت. يعمل الإزميل في قطعة الرخام. يسخن الأتون الذهب في حرارة عالية. لكن كل هذا يستحق حين يظهر وجه الشخص في قطعة الرخام، وعندما يتنقّى الذهب من الشوائب.

تكون هزيمة شخصية أن نزدري تأديب الرب أو لا نتحمّله. التوجّه الصحيح الوحيد يكون بتذكّر أن الله يستخدم الإضطهاد كوسيلة تدريب، فلنحاول أن نكسب الفائدة القصوى منه. وهذا ما يقصده الكاتب حين يقول، «فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ»(عبرانيين 11:12).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الاحد 21 آب


«لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ.» (أفسس 31:4)


تطفح الحياة بمواقف مثيرة تدفع الشخص ليفقد أعصابه. يمكنك أن تتماثل مع بعض هذه الحالات. يسكب نادل عليك قهوة ساخنة أو يجعلك تنتظر طعامك لفترة لا نهاية لها. تعود لبيتك تحمل بعض الأغراض وتكتشف أنها فاسدة. وعندما تحاول استرجاع ثمنها تصطدم بوقاحة البائع. أو ربما حصلت على معلومات خاطئة ممّا سبّب لك ضياع سفرتك بالطائرة. يصدم أحدهم جانب سيارتك الجديدة في الأسبوع الأول من شرائها. يعدك صاحب الدكّان بتسليم جهاز ما في يوم معيّن. تبقى في البيت لكن لا يصلك أي جهاز. ووعود أخرى بمواعيد التسليم لا تتم. موظف مجمّع الشراء يرفع أحد الأسعار وعندما تكلّمه في ذلك يعاملك بفظاظة. يقاتلك جارك بسبب شجار بسيط بين ولدك وولده بحيث يبدو بوضوح أن اللوم يقع على ولده. يزعجك جار آخر بالموسيقى المرتفعة من أجهزته وحفلاته. زميل لك في العمل يضايقك باستمرار، ربما بسبب شهادتك المسيحية. يعمل الحاسوب أخطاء في حسابك الشهري، وبالرغم من كل احتجاجاتك الهاتفية، تتكرّر الأخطاء شهراً بعد آخر. وفي رياضتك المفضّلة يحتسب الحَكَم مخالفة خاطئة. أو ربما تصادم في الرغبات حول برامج التلفزيون في غرفة الجلوس في بيتك.

لا توجد طريقة لتجنّب بعض هذه المضايقات. لكن المهم بالنسبة للمؤمن هو كيفية الرد عليها. الطريقة الطبيعية هي الانفجار بالغضب، وتقوم بإسماع المعتدي بعض الكلمات القاسية. لكن عندما يفقد المؤمن أعصابه، يخسر شهادته أيضاً. يقف محمراً من الغضب، عيناه تقذفان شرراّ، وشفتاه ترتجفان. لن يتمكّن من قول ولو كلمة واحدة لأجل الرب يسوع. يتصرّف كواحد من أبناء العالم. لم يعد إنجيلاً مقروءاً.

تكمن المأساة في حاجة الشخص المعتدي للإنجيل. ربما ينبع مزاجه الحاد من أزمة في حياته الشخصية. لو يظهر له بعض الحب والاهتمام لأمكن ربحه للمخلّص.

ثورة الغضب تعمل كثيراً على إبطال شهادة المؤمن وعلى التسبّب بالعار لإسم الرب. المؤمن الغضبان دعاية سيّئة للإيمان.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاثنين22آب



«فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ.» (متى 16:10)

اللباقة أحد عناصر الحكمة العملية. يجب على المؤمن أن يتعلّم كيف يكون لبقاً. وهذا يعني أنه ينبغي أن يطوّر إحساساً مرهفاً لكل ما يعمله أو يقوله لكي يتجنّب الإساءة وليبني علاقات حسنة. الشخص اللبق يضع نفسه مكان الآخر ويسأل نفسه، «هل يعجبني أن يُقال هذا الكلام عني أو يُعمل لي هذا الأمر؟» يسعى أن يكون دبلوماسياً، يراعي شعور الغير، مهذباً وبصيراً.

لسوء الحظ كان للإيمان المسيحي حصّته من أنصار عدم اللباقة. أحد الأمثلة الكلاسيكية كان حلاّقاً مسيحياً يعمل في مدينة صغيرة. في أحد الأيام دخل إليه أحد زبائنه سيّئ الحظ وطلب أن يحلق ذقنه. أجلسه الحلاّق وربط فوطة بيضاء حول عنقه وأمال ظهر الكرسي إلى الخلف. وعلى السقف رأى الزبون هذه الكلمات، «أين ستقضي أبديّتك؟» طلى الحلاق وجهه بالصابون، ثم بدأ يشحذ موسى الحلاقة على حزام الجلد وبدأ بتقديم شهادة مسيحية بالسؤال، «هل أنت مستعد أن تقابل الله؟» اندفع الزبون هارباً من الكرسي ومن الفوطة ومن كل شيء ولم يُسمع منه أي خبر منذ ذلك الوقت.

وهنالك الطالب المتحمّس الذي يقوم كل ليلة بالكرازة الشخصية. فبينما كان يسير في شارع معتم، رأى سيّدة في مقتبل العمر تسير أمامه في الظلال. حاول اللحاق بها فأسرعت راكضة. ومن كثرة حماسه، ابتدأ يركض خلفها. وعندما أسرعت في ركضها قام هو بنفس الشيء. وأخيراً ركضت إلى شرفة أحد المنازل وكادت تصاب بصدمة وأخذت تتحسّس حقيبتها تفتّش عن مفاتيحها. وعندما وصل هو إلى الشرفة، بدأت تصرخ متشنّجة من الخوف. ثم قدّم لها كرّاسة وابتسامة على شفتيه وثم وغادر المكان، شاعراً بالسعادة ليفتّش عن خاطئ آخر يقدّم له الأخبار السارة.

اللياقة ضرورية عند زيارة المرضى. لا يليق القول، «تبدو مريضاً حقاً» أو «أعرف شخصاً بنفس المشكلة- وفارق الحياة.» من يرغب في تعزية كهذه؟

ينبغي أن نكون لَبِقين حين نزور بيت عزاء. يجب ألاّ نكون مثل ذاك الشخص الذي قال لأرملة فقيد سياسي، «لماذا كان يجب أن يحدث هذا هنا!»

ليبارك الله أولئك القديسين المختارين الذين يعرفون كيف يتكلّمون بأدب، وبكلام مناسب. ليت الله يعلِّم الباقين منّا كيف نكون دبلوماسيين لَبِقين بدل أن نكون مرتبكين.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الثلاثاء 23آب


«أَنَا أَعْرِفُ...ضَيْقَتَكَ، وَفَقْرَكَ.» (رؤيا 9:2)
يقول الرب يسوع سبع مرّات لكنائس آسية، «أنا عارف» وتقال هذه الكلمات عادة لتدل على إحساس إيجابي. «أنا أعرف أعمالك...تعبك...صبرك...ضيقتك...فقرك...إيمانك...وخد متك.» يوجد بهذه الكلمات عزاء شديد وتعاطُف وتشجيع لشعب الله.

يقول ليهمان شتراوس، أنه عند قول يسوع «أنا أعرف»، لم يقصد بالمعرفة التي تأتي بالتدريج بل المعرفة الكاملة، ليس بمجرّد الملاحظة لكن بالخبرة. مع أن القديسين المتألمّين غير معروفين للعالم ومكروهين من العالم. لكنّهم معروفين للرب ومحبوبين منه. يعرف المسيح اضطهاده وفقره، يعرف كيف ينظر العالم إليهم.

قدّيسين كثيرين مُتعَبين، تحت التجارب والضيقات قد تقوّوا وتشجّعوا من هاتين الكلمتين «أنا أعرف». هاتان الكلمتان اللتان نطق بهما المخلّص تصيبان ضيقاتنا بابتسامة الله، وتجعل من آلام هذا العالم غير مستحقّة للمقارنة مع المجد الذي سيعلن فينا (رومية 18:8).»

إنها كلمات تعاطُف. كاهننا الأعظم يعرف ما نمرّ به لأنه مرّ بنفسه في هذه من قبل. إنه رَجُل الأوجاع ومختبر الحزن. لقد تألم، وجُرِّب.

كلمات مشاركة. إنه رأس الجسد، يشارك في تجارب وضيقات الأعضاء. «مع كل غصة قلب، يشاركنا رجل الآلام.» لا يعرف في فكره فقط ما نمرّ به، يعرف الإختبار الحالي ويشعر به.

كلمات وعد بالمساعدة. هو الروح المعزّي، يأتي إلى جانبنا ليأخذ أحمالنا ويمسح دموعنا المذروفة. موجود ليضمد جراحاتنا وليطرد أعداءنا.

وأخيراً كلمات تؤكّد المكافأة. يعرف كل ما نعمل وكل ألم نَحِسُّ به لأننا نتماثل معه. يحافظ على سِجل دقيق لكل عمل محبة، طاعة أو صبر وسيأتي سريعا اليوم الذي به يُغنينا.

إن كنت تمرّ الآن في وادي حزن أو ألم، إسمع المخلّص يقول لك، «أنا أعرف.» أنت لست وحدك. الرب معك في الوادي، وسيعينك على العبور بأمان إلى وجهتك.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاربعاء 24آب


«لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.» (فيلبي 10:2، 11)

يا له من منظر. كل ركبة في الكون ستجثو لاِسم يسوع القدّوس! سيعترف كل لسان أنه ربّ! لقد حَكَم الله بذلك وحتماً سيتم.

هذا ليس خلاص كَوني. لا يقترح بولس هُنا أن كل الخليقة ستتّخذ المسيح ربّاً حياًّ ومحبوباً. لكنه يقول أن هؤلاء الذين رفضوا الإعتراف في هذه الحياة سيضطرون لذلك في الحياة القادمة. وأخيراً ستعترف كل الخلائق بحقيقة يسوع المسيح. سيكون خضوعاً عالمياً.

في إحدى عظاته، بعنوان يسوع رب، قال جون ستوت: «عند تتويج جلالة الملكة في كتيدرائيّة ويست مينيستر، أكثر اللحظات المثيرة هي عندما يوشَك أن يوضع التاج على رأسها وعندما يصيح رئيس أساقفة كانتربري، المواطن الأول في البلاد، أربع مرّات باتّجاه البوصلة في الكنيسة، شمالاً، جنوباً، شرقاً وغرباً، أيها السادة، أقدّم لكم الملكة التي بلا شك ملكة على هذه المملكة. هل أنتم مستعدّون لتقدّموا لها الولاء؟ لا يوضع التاج على رأس الملكة حتى يتم سماع صراخ الموافقة في صحن الكنيسة أربع مرّات.»

ثم يضيف جون سكوت، «وأقول لكم في هذه الليلة، أيها السيّدات والسادة، أقدّم لكم يسوع المسيح ملكاً ورباً لا جدال حوله. هل أنتم مستعدّون لتقديم الولاء له؟»

ذاك السؤال يكّرر نفسه عبر القرون. ومن كثيرين يصدر صراخ الموافقة، «يسوع المسيح رب لنا.» ومِن آخرين يصدر جواب عداء، «لن نَقبل به ملكاً علينا.» ستضطر القبضة المهدّدة على الانفتاح يوماً والرُّكب التي رفضت الانحناء ستجثو لذاك الذي يرتفع اسمه فوق كل اسم. والمأساة هي أن ذلك سيكون متأخراً إذ يكون عندها قد نفذ يوم نعمة الله. لقد انتهت فُرص الخاطئ ليؤمن بالمخلّص. وذاك الذي احتُقرت ربوبيّته يكون قاضياً جالساً على عرش أبيض عظيم.

إعترِف به رباً ومخلّصاً اليوم إن لم تكن قد فعلت ذلك من قبل. كن مستعدّاً لتقديم الولاء له.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الخميس 25آب


«طَرِيقُ الْغَادِرِينَ فَأَوْعَرُ.» (أمثال 15:13)
إن كنت بحاجة إلى براهين أن طريق المعتدين صعبة، فما عليك سوى تفحُّص إحدى الصحف بطريقة عشوائية وستجد الكثير من الأمثلة.

عملت هذه التجربة وإليك بعض النتائج:
ألقي القبض في أمريكا الجنوبية على أحد المجرمين النازيين الذين هربوا من الاعتقال لمدة 35 سنة أقدم على الانتحار. الخوف من القضاء ومن احتمال الحكم بالإعدام جعل حياته غير محتملة.

اختطف ثلاثة مسلّحين رجلاً في عمره 74 عاماً تحت تهديد السلاح وقد طالب المختطفون بفدية قدرها90،000$ من ابنه. الإبن معروف كتاجر للمخدرات، هارب من الشرطة ومن موظفي الحكومة.

طُرد أحد أعضاء المجلس النيابي في الولايات المتحدة من المجلس لتسلّمه رشوة مقابل وعد بمنح خدمة سياسية بالمقابل. وحسب الظاهر فإن تجريده من امتيازات المجلس سيكون دائماً.

متمرّدون أفغان يهاجمون القوّات الروسية الغازية. لكن مقال الصحيفة لا يذكر أن الحكومة الأفغانية قد هدمت قبل ذلك الكنيسة المسيحية الوحيدة في البلاد. هل يمكن أن يكون الغزو الروسي عقوبة إلهية؟

اعلن ضابط شرطة كذباً أن سيارته قد سرقت. وأَمَلَ في تلقّي ثمنها من وكالة التأمين. كان يُعتبر ضابطاً ممّيزاً وكان من الممكن أن يرقّى إلى منصب رئيس الشرطة في يوم ما. والآن فقد طُرد من الخِدمة ويَنتظر تحقيقاُ في الجريمة.

نُجرَّب أحياناً، مثل كاتب المزامير، بأن نحسد الشرّير. يبدو أن العالم كُنز لهم وكل الأمور تعمل لصالحهم. لكننا ننسى أنهم سيحصدون حتماً ثمر الذنوب والعار والخوف من الفضيحة. وكثيراً ما يقعون ضحايا للابتزاز. يخافون على حياتهم وحياة أفراد عائلاتهم. يضطرون إلى استخدام أفضل وأبهظ أجهزة الحماية سعراً. يواجهون احتمال القبض عليهم، يتحمّلون تكاليف القضاء المرتفعة والغرامات وحتى السجن. تصبح الحياة كابوساً بدلاً من حلم كما كانوا يتمنّون.

أحد الرجال الذين تعلموا الدرس باقتناع كبير قال للواعظ سام جونز، أعرف عدداً واحداً في الكتاب المقدس وأعلم أنه حق، «طَرِيقُ الْغَادِرِينَ فَأَوْعَرُ» لقد تعلّم الدرس الصعب بأن عقاب الخطية المنطوب بداخلها لا يمكن الهروب منه وغير سارّ.​
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الجمعه 26آب


«بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا.» (كورنثوس الأولى 10:15)


أحد آلام الحياة التي نجلبها على أنفسنا هي محاولة أن نكون شخصاً غير ما هو مخطّط لنا. كل واحد منّا خليقة فريدة. وكما قال أحدهم: «عندما صنعنا الله، كسر القالب.» لم يقصد لنا أن نحاول تغيير ما خطّط لنا.

كتب ماكسويل مالتز، «أنت كشخصية ليس في منافسة مع أية شخصية أخرى لأنه لا يوجد على وجه البسيطة شخص آخر يشبهك، أو يحمل نفس تفصيلاتك. أنت فرد. أنت فريد. أنت ليس مثل أي شخص آخر ولا يمكنك أبداً أن تصبح مثل أي شخص آخر. ليس من المفروض أن تكون مثل أي شخص آخر وكذلك ليس من المفروض أن يكون أي شخص آخر مثلك.»

لم يخلق الله شخصاً نموذجياً مصنّفاً إياه بطريقة ما قائلاً «هذا ما أريد». لقد صنع كل إنسان فرداً فريداً كما صنع كل رقيقة ثلج فريدة ووحيدة.»

كل منّا ناتج من حكمة ومحبة الله في صُنعنا كما نحن. عرف تماماً ماذا كان يعمل. مظهرنا، ذكاؤنا ومواهبنا تمثّل أفضل ما عنده لنا. أي كان، يتميّز بمعرفة غير محدودة وبمحبة غير محدودة كان سيعمل نفس الشيء.
وهكذا، فأمنيتنا أن نكون شخصاً آخر يُعَد إهانة للرب. كأن الله قد اقترف خطأ أو منع عنّا شيئاً كان يمكن أن يكون صالحاً لنا.

الرغبة لأن نكون مثل شخص آخر أمر تافه. هنالك نهاية لما صنعنا الله ولما قد أعطانا. طبعاً يمكننا أن نقلّد فضائل الغير، لكن ما نفكّر به هنا هو من نحن كخليقة الله.

إن نسير في الحياة غير راضين عن تصميم الله لحياتنا، يصيبنا بالشلل من الشعور بالنقص. لكن المسألة ليست مشكلة نقص. نحن لسنا من طبقة أدنى، نحن أفرادٌ فريدون.

محاولة أن نكون كشخص آخر مقضي عليها بالفشل. هذا أمر لا يعقل كأن الإصبع الصغير يريد أن يقوم بوظيفة القلب. لم يخطّط الله ذلك وبكل بساطة هذا لن ينجح.

الموقف الصحيح هو القول مع بولس، «بنعمة الله، أنا ما أنا» (كورنثوس الأولى 10:15). ينبغي أن نفرح لما نحن عليه لأننا تصميم متمّيز وعلينا أن نستخدم ما نحن وما نملك أكثر ما يمكن لمجد الله. أشياء كثيرة لن نستطيع أن نقوم بها، لكن هنالك أشياء أخرى نستطيع أن نعملها لا يمكن لغيرنا القيام بها.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


السبت 27آب


«لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ.» (رسالة يوحنا الثالثة 4)
لم يكن الرسول يوحنا غير مدرك للفرح الشخصي الذي يتأتّى جراء ربح النفوس. يأتي بفرح روحي عظيم عند المجيء بخاطئ إلى الرب يسوع. لكن بالنسبة ليوحنا، الفرح الذي يفوق هذا أن يرى أولاده بالإيمان مستمرّين بالثبات في الرب.

كتب الدكتور م. دهان، «كان في خدمتي أوقات أقول فيها، أعظم فرح المؤمن هو أن يقود نفساً للمسيح. ومع مرور السنين، غيرّت فكري...لأن الكثيرين الذين فرحنا باعترافهم، سقطوا سريعاً وتبدّل فرحنا بحزن شديد وأسى. لكن وبعد مرور سنوات نجد المؤمنين ينمون بالنعمة، يسلكون بالحق- هذا هو الفرح الأعظم.»

عندما طُلب من ليروي إيمز أن يخبر بأعظم فرح من أي أمر آخر في الحياة قال، «عندما ينمو شخص أتيت به للمسيح ينمو ويتقدّم في حياة القداسة والإثمار، تلميذاً ناضجاً يسعى إلى المجيء بالآخرين إلى المسيح ويساعدهم بدوره.»

ليس غريباً أن يكون هذا أعظم فرح. فللروحيات ما يقابلها في الطبيعيات. هنالك فرح عظيم عند ولادة طفل، لكن هنالك عادة سؤال يفرض نفسه، «كيف سيكون حاله عندما يكبر؟» كم يكون سرور الأبوين عندما ينضج ويظهر أنه رجل صاحب شخصية متميزّة وإنجازات باهرة! وهكذا نقرأ في أمثال 16،15:23: «يَا ابْنِي إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيماً يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أيضاً وَتَبْتَهِجُ كِلْيَتَايَ إِذَا تَكَلَّمَتْ شَفَتَاكَ بِالْمُسْتَقِيمَاتِ.»

الدرس العملي الذي ينبثق من كل هذا هو أننّا ينبغي ألاّ نكتفي بأساليب التبشير والتلمذة السطحية. إن كنا نريد أولاداً يسلكون بالحق ينبغي أن نكون مستعدّين لنسكب حياتنا في حياتهم، عمليّة مُكلفِة تتضمّن الصلاة، الإرشاد، التشجيع، النصح والتقويم.​
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاحد28آب


«الاِبْنُ الْحَكِيمُ يَسُرُّ أَبَاهُ وَالاِبْنُ الْجَاهِلُ حُزْنُ أُمِّهِ.» (أمثال 1:10)
ما الذي يقرّر إن كان الابن سيكون حكيماً أو جاهلاً؟ ما هي العوامل التي تقرّر أن يصبح يوحنا أو يهوذا؟
تدريب الآباء بلا شك اعتبار مهم. وهذا يتضمّن تأسيساً جذرياً في الكتب المقدسة. التأثير المقدس للكلمة لا يمكن المغالاة به؟

يتضمّن بيتاً محصّناً بالصلاة. والدة أحد المبشّرين الإنجيليين تنسب حفظه من الشر الأخلاقي أو العقائدي إلى حقيقة «بليَت ركبتاها في الصلاة لأجله.»

يعني التأديب الحازم ليتعلّم الولد الطاعة والخضوع للسلطة. نسمع اليوم صرخات مرتفعة ضد التربية الحازمة، لكن قد تحطّمت أنفُس لا حصر لها بالتدليل أكثر ممّا باستعمال القضيب. (أمثال 24:13، 13:23، 14) يعني تجهيز الولد بأمان المعرفة أنه محبوب. ينبغي إيقاع العقاب كعمل ينم عن المحبة وليس عن الغضب.

يعني أن يقوم الوالدان بتجهيز المثال الحي عمّا يؤمنان به. المُرآة في الدين أثبتت أنها حجر عثرة للعديد من أولاد الأهل المؤمنين.

لكن هنالك أيضاً مكان لإرادة الولد. عندما يترك البيت يتمتّع بالحرية ليتخذ قراراته بنفسه. وغالبا ما يختلف الأولاد كلياً عن بعضهم حتى الذين تربّوا تحت ذات الشروط وفي نفس البيت.

يجب مواجهة حقيقتين في الحياة. ألأولى أن معظم الناس يطلبون أن يتذوقوا طعم العالم بأنفسهم. والأخرى هي أن معظم الناس يفضلون أن يتعلّموا من خلال العار والخزي أكثر منه عن طريق المشورة الحكيمة.

الآباء الحكماء لا يمارسون الضغط على أولادهم ليقوموا باعتراف الإيمان. إذا رغبوا في المجيء إلى الرب ينبغي تشجيعهم. لكن إذا أُجبروا على الاعتراف الكاذب، يتخلّوا عن ذلك الاعتراف في سنين تالية ويكون من الصعب ربحهم للرب.

إن كان الآباء المؤمنون قد بذلوا جهدهم ليربّوا أولادهم في خوف وتحذير الرب، لكي يتحطّم هذا الولد فيما بعد، فما الفائدة؟ ينبغي أن يتذكّروا أن الفصل الأخير لم يكتب بعد. لا تصعب حالة على الرب. بالصلاة المستمرّة والمُخلِصة وبالحفاظ على قنوات الإتصال مفتوحة يمكن أن يشهدوا رجوع ولدهم العاق. وفي حالات أخرى فإن صلوات الوالدين قد استجيبت بعد أن انتقلوا هم أنفسهم إلى بيتهم ليكونوا مع الرب.​
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاثنين 29آب



«أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ.» (يعقوب 14:4)

يصرّ الروح القدس على تذكير الإنسان الهالك بين وقت وآخر بحياته القصيرة التي ينصّ عليها الإنجيل. باستعمال التشبيهات المتكرّرة يذكّرنا الرب أن أيامنا قصيرة وتمر بسرعة.

فمثلاً يشبه الحياة بالريح (أيوب 7:7)، نوجد وبعد لحظة نرحل ولا نعود. يردّد صاحب المزامير قائلاً «ريح تذهب ولا تعود» (مزمور 39:78).

يذكّر بلداد دون نجاح أيوب أن «أيامنا على الأرض ظل» (أيوب 9:8)، وتتردّد نفس الصورة في مزمور 11:102، «أيامي كظل مائل.» الظل سريع الزوال، يدوم لوقت قصير.

يشبّه أيوب حياته بورقة شجر (أيوب 25:13)، هشّة، ضعيفة وذاوية، ويابسة كالقش، تتقاذفها الريح. يطلب أشعياء رحمة الرب ويذكّره قائلاً «ذبلنا كورقة» (أشعياء 6:64).

يصف داود أيامه كأشبار (مزمور 5:39)، بعرض كف يده. يرى الحياة كرحلة تطول عشرة سنتمترات.
يصوّر موسى، رجل الله، الحياة كسِنة (مزمور 5:90)، يمر فيها الوقت دون إدراك له.

في نفس المكان يتكّلم موسى عن الناس وحياتهم كعشب: «بِالْغَدَاةِ كَعُشْبٍ يَزُولُ. بِالْغَدَاةِ يُزْهِرُ فَيَزُولُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يُجَزُّ فَيَيْبَسُ» (مزمور 6،5:90).

وبعد عدّة قرون يستعمل داود نفس التشبيه في وصف الزوال: «الإِنْسَانُ مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ. كَزَهْرِ الْحَقْلِ كَذَلِكَ يُزْهِرُ. لأَنَّ رِيحاً تَعْبُرُ عَلَيْهِ فَلاَ يَكُونُ وَلاَ يَعْرِفُهُ مَوْضِعُهُ بَعْدُ (مزمور16،15:103). وكما قال سبيرجن «يُزرع العشب، ينمو، يتطاير، يقطع ويمضي.» وباختصار هذه هي الحياة.

وأخيراً يضيف يعقوب شهادته أن الحياة ما هي إلاّ بخاراً (يعقوب 14:4)، يظهر قليلاً ثم يضمحلّ.
هذه الكثرة من التشبيهات لها هدفان. أولاً، ينبغي أن تحفّز غير المؤمنين على الإدراك أن الحياة قصيرة فيدركوا أهمية استعدادهم لملاقاة الرب. ثانياً، ينبغي أن تدفع المؤمنين ليحصوا أيامهم لينالوا قلب حكمة (مزمور 12:90). وينتج عن ذلك حياة تقوى وتكريس للمسيح في حياةَ تستمر إلى الأبد.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية



الثلاثاء 30آب


«وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ.» (تيموثاوس الأولى 19:1)


ذا الضمير عبارة عن جهاز مراقبة منحه الله للإنسان ليصادق على كل سلوك جيّد ويحتج على كل ما هو خطأ. عندما أخطأ آدم وحواء، أدانهما ضميرهما وعرفا أنهما عريانان.

مثل باقي أعضاء الإنسان الطبيعية، تأثَّر الضمير بدخول الخطية بحيث لا يمكن الاعتماد عليه دائماً. الحكمة القديمة «دع ضميرك يكون مرشدك» لم يعد قانوناً ثابتاً. لكن في معظم فساد الأخلاق لا يزال الضمير يضيء إشاراته الحمراء والخضراء.

عند الإيمان يتطهّر ضمير الشخص من أعمال ميّتة بدم المسيح (عبرانيين 14:9). وهذا يعني أنه لم يعُد يعتمد على أعماله ليقدّم له موقفاً مستحسناً أمام الله. قلبه مرشوش من ضمير شرّير (عبرانيين 22:10) لأنه يعلم أن مشكلة الخطية قد وَجدَت حلّها إلى الأبد بواسطة عمل المسيح. لا يدينه الضمير فيما بعد بما يختص بالذنب والدينونة والخطية.

من الآن فصاعداً يتوق المؤمن إلى ضميرٍ خالٍ من الإزعاج من جهة الله أو الإنسان (أعمال 16:24). يتوق إلى ضميرٍ صالح (تيموثاوس الأولى 5:1،19، عبرانيين 18:13، بطرس الأولى 16:3). ويتوق لضمير طاهر (تيموثاوس الأولى 9:3).

ضمير المؤمن بحاجة للتعليم من روح الله من خلال كلمة الله. وبهذه الطريقة يطوّر حساسية عالية تجاه مجالات مشكوك فيها في السلوك المسيحي.

المؤمنون الكثيرو الشكوك في أمور غير صحيحة أو مغلوطة في ذاتها يملكون ضمائر ضعيفة. إن عملوا شيئاً تدينه ضمائرهم، يقعون بالخطية (رومية 23:14) وبذلك ينجّسون ضمائرهم (كورنثوس الأولى 7:8).

يُشبِه الضمير رباطاً من المطّاط. كلّما شددته أكثر يفقد من ليونته أكثر. وهكذا يمكن أن يُخنَق الضمير. يستطيع الإنسان أن يحلّل سلوكه الخاطئ بأن يجعل ضميره يقول ما يريده أن يقول.

غير المؤمنين يمكن أن يملكوا ضمائر موسومة (تيموثاوس الأولى2:4)، كأنها موسومة بالحديد الساخن (مكويّة). وباستمرار رفضهم لصوت الضمير، يصِلون في النهاية إلى مرحلة يفقدون فيها الحسّ. لا يُزعجهُم فيما بعد اقتراف الخطية (أفسس 19:4).
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية

الاربعاء 31آب



«لَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.» (كورنثوس الأولى 57:15)

لا يمكن لعقل مخلوق أن يُدرك أبعاد النصر الذي حقّقه يسوع المسيح على صليب الجلجثة. لقد قهر العالم (يوحنا 33:16). دان إبليس، رئيس هذا العالم (يوحنا 11:16). انتصر على الرياسات والسلاطين (كولوسي 15:2). هزم الموت إذ قد ابتلع الموت إلى غلبة (كورنثوس الأولى 54:15، 55، 57).

انتصاره انتصارنا. تماماً كما انتصار داود على جوليات أحرز خلاصاً لكل إسرائيل، هكذا صار انتصار المسيح المجيد لكل من ينتمي إليه.

لذلك، نستطيع أن نرنّم مع هوريتيوس بونار:
النصر لنا! لأجلنا تقدَّم ذاك القوي،
لأجلنا حارب المعركة وكسب النصرة: النصرة لنا.

نحن أكثر من غالبين بواسطة الذي أحبّنا لأنه «لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.» (رومية 37:8-39).

قص جاي كنج عن شاب كان في محطة القطار عندما دخل القطار المحطة يحمل فريق كرة القدم المحلّي بعد مباراة هامة. ركض الفتى إلى أوّل شخص نزل من القطار وسأله وهو يلهث، «مَن ربح؟» ثم راح يركض في رصيف المحطة صارخاً بابتهاج «لقد ربحنا! لقد ربحنا!» وبينما كان السيّد كنج يراقب هذا المشهد، فكّر لنفسه، «حقّاً، كم عمل هذا الفتى ليحرز النصر؟ ماذا توجّب عليه أن يعمل في الصراع في ملعب كرة القدم؟» الجواب طبعاً، لا شيء، لا شيء بتاتاً. لكن لأنه ينتمي لنفس البلد، تماثل مع فريق المدينة، وهتف بانتصارهم كأنه له.

سمعت مرّة عن فرنسي انتقل من مركز هزيمة إلى مركز غلبة بتغيير مواطنته. كان هذا عندما كسب ويلنجتون، دوق بريطانيا الحديدي، انتصاره الباهر على نابليون في معركة وترلو. في البداية كان الرجل الفرنسي منضماً للفريق الخاسر، لكن جاء يوم وصار مواطناً بريطانياً، وطالب بنصر ويلنجتون كأنه له.

نحن بالولادة مواطنون في مملكة إبليس، لذلك ننتمي للفريق الخاسر. لكن في اللحظة التي نختار فيها المسيح رباً ومخلّصاً، ننتقل من الهزيمة إلى النصرة.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الخميس 1 أيلول

«الْمَسِيحُ الْكُلُّ.» (كولوسي 11:3)


نميل نحن المؤمنين إلى قضاء جزء كبير من وقتنا نفتّش عن اختبارات روحية جديدة لكي تضمن نصرنا الدائم أو حريّتنا في معتركات الحياة اليومية. نُسرع إلى المؤتمرات والجلسات وورشات العمل والدروس مفتّشين عن معادلة سحرية لتصقل المساحات الخشنة في حياتنا. تؤكّد لنا بعض النبذ المشهورة أن الدكتور الفلاني سيشارك في تطوّر هام يجعلنا نشطين بالروح. أو يصرّ أحد الجيران على اصطحابنا معه إلى مبنى الإجتماعات البلدي لسماع محاضرة عن اكتشاف جديد يختصر الطريق إلى الحياة الفيّاضة.

الغوايات بالآلاف. يعرض أحد المبشّرين طريقاً مَلكِيّة للإنجاز. يعلن آخر عن ثلاثة أسرار للإنتصار. ونذهب الآن إلى مؤتمر لندرس عن مفتاح الحياة الأعمق. في الأسبوع التالي يعقد مؤتمر موضوعه خمس خطوات للتقديس. نهرع إلى الأمام لنحصل على اختبار الإمتلاء بالروح القدس. أو تستحوِذ علينا فكرة شفاء الجسد وكأنها أهم ما في الحياة. في لحظة نسعى لمشورة مسيحية نفسية وفي لحظة لاحقة نسعى وراء شفاء الذكريات. نجول البحر واليابسة مفتّشين عن ارتفاع روحي.

لا شك في أن الكثيرين من هؤلاء المتكلّمين جدّيون وهنالك قيمة كبيرة في بعض الأمور التي نقولها. لكن حين نعود إلى دقائق الحياة نكتشف أنه لا توجد طرق مختصرة للقداسة، أن المشكلة لا زالت جاثمة في مكانها، وينبغي أن نحيا يوماً فيوم معتمدين على الرب.

وأخيراً ينبغي أن نتعلّم أنه من الأفضل أن ننشغل مع الرب يسوع أكثر ممّا في الإختبارات. لا خيبة أمل فيه. إنه كفايتنا الأكيدة.

قضى أ. سمبسون حداثته في التفتيش عن الإختبارات، لكنه اكتشف أنها لا تُشبع. فكتب ترنيمة جميلة بعنوان «نفسه» ويقول في العدد الأول:

في البداية كانت البَركة والان هو الرب،
في البداية كان الشعور، والآن كلمته،
كنت أسعى سابقاً لنيل مواهبه، والان هو المُعطي،
سابقا سعيت للشفاء، والآن أطلبه نفسه.
سأرنّم دوماً ليسوع، الكل في المسيح والمسيح في الكل.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الجمعه 2 أيلول


«أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزاً يُعْطِيهِ حَجَراً؟» (متى 9:7)

يتطلّب هذا السؤال جواباً سلبياً. ليس من المعتاد أن يعطي الأب لابنه حجراً بدل الخبز. وبالتأكيد لن يعمل هذا أبونا السماوي.

لكن الحقيقة المحزنة هي أننا نعمل هذا بالضبط في بعض الأحيان. يأتي إلينا الناس وعندهم حاجات روحية شديدة. ربما لا نكون حسّاسين بما فيه الكفاية لما يزعجهم. أو ربما نقدم لهم دواء سطحيّاً لنبعدهم عنّا بدل مشاركتهم عن الرب يسوع.

يقدّم الدكتور ستانلي جونز مثلاً في هذه القصة الشخصية (يلزم رجل عظيم ليفضي بقصّة تتضمّن فشلاً شخصياً). «عندما كان أعضاء الكونغرس (في دولة الهند الجديدة) ينعمون بقواهم الجديدة، كانوا يستغلّون هذه القوى لمصلحتهم الشخصية بدل من مصلحة الدولة. لم يَعُد جواهر لال نهرو يتحمّل أكثر. فقال إنه يفكّر بالاستقالة من رئاسة الحكومة ويعتزل ليستعيد روحه الداخلية. التقيت به في ذلك الوقت وفي نهاية المقابلة قدّمت له زجاجة من حبوب الفيتامين الطبيعي يحوي كل الفيتامينات المعروفة. أخذ الزجاجة من يدي وأضاف قائلاً، مشكلتي ليست جسدية مشيراً إلى كونها روحية. وبدل أن أقدّم له النعمة، قدّمت له أعشاباً.

اطلب خبزاً، فأعطيته حجراً... أعلم أن الجواب كان معي، لكنني لم أعرف كيف أقدمّه. كنت خائفاً من أن أسيء إلى هذا الرجل العظيم. كان ينبغي أن أتذكّر أن لا مكان لا يصلح ليسوع المسيح. أتذكّر تردّدي وكيف غُلبت.

قدّمت له حبوباً من الأعشاب بينما كان بحاجة للنعمة-النعمة والقوة اللتيْن تشفيان قلبه. لكان يستطيع أن يقول عندها، لقد شفي قلبي. فليأت العالم بأصعب ما عنده من المشاكل المستحيلة. أنا مستعد.»

اخشى أن اختبار الدكتور جونز مألوفاً كثيراً لنا. تصادف أشخاصاً عندهم حاجات روحية شديدة. يتفوّهون بكلمة تفتح باباً واسعاً لنقدّم المسيح لهم. لكننا نفشل أن ننتهز الفرصة. فإمّا نقترح ضمّادة لعلاجهم مَن به جرح روحي أو ننتقل إلى موضوع آخر تافه القيمة.

صلاة: أيها الرب، ساعدني لأغتنم كل فرصة لأشهد لأجلك، لأدخل من كل باب مفتوح. أعنّي لأتغلّب على تردّدي، في تقديم الخبز والنعمة حيث الحاجة لهما.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


السبت 3 أيلول




«وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَاد (رومية 15:5)


في رومية 12:5-21، يقارن بولس بين فردين رئيسيّين في الجنس البشري، آدم والمسيح. كان آدم رأس الخليقة الأولى، والمسيح رأس الخليقة الجديدة. كان الأول طبيعيّاً والثاني روحياًّ. يستعمل بولس عبارة «تكثر» ليشدّد على البركات التي تتدفّق من عمل المسيح الذي يفوق كل الخسارة الناتجة عن خطية آدم. يقول أنه «في المسيح ينال نسل آدم بركات أكثر ممّا أضاع جدّهم آدم» المؤمنون في وضع أفضل بكثير في المسيح ممّا كان يمكن أن يكونوا لو لم يسقط آدم.

لنفترض للحظة، أن آدم لم يسقط بالخطية، وقرّر هو وحواء أن يطيعا الله بدل أن يأكلا من الشجرة الممنوعة. ماذا كان يمكن أن تكون النتيجة على حياتهما؟ وبقدر ما نعرف كانا يستمرّان في حياتهما في جنة عدن. وتكون مكافأتهما حياة طويلة على الأرض. وينطبق هذا على نسلهما.

وطالما لم يقترفا خطية يستمرّان في المعيشة في جنة عدن. ولا يريان الموت.
لكن في ذلك الوضع من البراءة، لن يكون لهما مطمح للذهاب إلى السماء. لن يكون هنالك وعد بسكنى وبختم الروح القدس. لن يصبحا ورثة لِلّه ولا شركاء بالميراث مع المسيح يسوع. لن يكون عندهما رجاء ليتشكّلا على صورة ابن الله. وتكون هناك دائماً إمكانية الخطر من اقتراف خطية ويخسرا البركات الأرضية التي تمتّعوا بها في الجنة.

فكّر، بالمقارنة، مع المركز المطلق والسامي الذي صار لنا بعمله الفدائي. صرنا نتبارك بكل بركة سماوية في المسيح. مقبولين بالحبيب، كاملين بالمسيح، مفديّين، مصالَحين، مسامَحين، مبرَّرين، مقدَّسين، مُمجَّدين، جعلنا أعضاء في جسد المسيح. يسكن فينا ومختومين بختم الروح القدس وهو ضمان ميراثنا. آمنين أبدياً بالمسيح. صرنا أولاد الله وأبناء الله، ورثة الله وشركاء يسوع المسيح في الميراث. قريبين من الله وأعزّاء عليه مثل ابنه الحبيب. وهنالك الكثير الكثير. لكن هذا يكفي ليظهر للمؤمنين أنهم أفضل بكثير اليوم في المسيح يسوع ممّا لو بقي آدم محافظاً على براءته.
 
التعديل الأخير:

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاحد 4أيلول



«وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.» (يوحنا 32:8)



يقتبس العديدون هذه الآية عادة متناسين أنها مرتبطة بشرط، يقول العدد السابق، «قَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي.» ثم يتبع الوعد، «وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.» وبكلمات أخرى فإن قوة الحق المحرّرة تعتمد على الثبات في كلامه.

لا يكفي أن تعرف الحق بالذهن. ينبغي أن نطيع ونمارس الحق. بينما نحيا بوصايا الكتاب المقدس نتحرر من شرور لا تُعَد ولا تُحصى.

حالما نطيع دعوة الكتاب، نتحرّر من الذنب ومن الدينونة ونتقّدم إلى حرّية أولاد الله. ثم نتحرّر من سيادة الخطية علينا. لا تعود تغلبنا في حياتنا فيما بعد.

نتحرّر من الناموس. لا نصير بلا ناموس لكن نخضع الآن لناموس المسيح. نتحفّز للقداسة بمحبة المخلّص بدلاً من الخوف من العقاب.

نتمتّع بالحرية من الخوف لأن المحبة الكاملة تطرد الخوف. أصبح الآن الله أبونا السماوي المحب وليس القاضي الصارم.

نتحرّر من عبودية إبليس. لا ننقاد فيما بعد بإرادته.

نتحرّر من الإباحية الجنسيّة، لأننا نجونا من الفساد الذي في عالم الشهوة.

نصبح أحراراً من التعليم الكاذب. كلمة الله حق، ويقود الروح القدس الناس إلى كل الحق، ويعلّمهم أن يميّزوا الحق من الباطل. يتحرّر الذين يثبتون في كلمته من الخرافات ومن سيادة الأرواح الشريرة. يا له من تحرير- التحرّر من سُلطة قوى الشيطان.

نتحرّر من الخوف من الموت. لا يكون ملك الأهوال فيما بعد، الموت يوجّه الأرواح إلى حضرة الرب. الموت هو ربح.

نتحرّر من استعباد العادات لنا، من محبة المال، من اليأس ومن البؤس. وتصبح لغة قلوبنا:
مكاني تحت قدميك أيها الرب يسوع،
هناك تعلّمت درساً جميلاً، الحق الذي حرّرني.
تحرّرت من ذاتي، تحرّرت من طُرق العالم،
قيود الفكر التي ربطتني في السابق لن تقيّدني الآن.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الاثنين 5أيلول



«انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ» (مرقس 24:4)



يطلب إلينا الرب يسوع أن ننتبه بكل حذر لكل ما نسمع. نحن مسؤولون عمّا يدخل من آذاننا وكذلك نحن مسؤولون عن تطبيق ما نسمعه بالطرق الصحيحة.

ينبغي ألاّ نصغي لما هو كذب صارخ. تنشر الِفرَق الهرطقية دعاية بشكل لم يسبق له مثيل. يبحثون عمّن يرغب في الاستماع لهم. يقول لنا يوحنا ألاّ نستقبل هؤلاء في بيوتنا ولا حتى نلقي عليهم التحية. إنهم ضد المسيح.

يجب ألا نصغي للخداع الهدّام. يخضع العديد من الطلاب في المعاهد والجامعات ومدارس اللاهوت يومياً بوابل من الشكوك والإنكار لكلمة الله. يستمعون إلى تفسيرات دنيويّة للعجائب وتفسيرات لا أساس لها للكتاب المقدس. يستحيل الجلوس والاستماع لهذه التعاليم الهدّامة دون التأثّر بها. يتنجّس ذهن الطالب حتى لو لم يتضرّر إيمانه. «أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَاراً فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟ أَوَ يَمْشِي إِنْسَانٌ عَلَى الْجَمْرِ وَلاَ تَكْتَوِي رِجْلاَهُ؟» (أمثال 27:6-28) كلاّ وكلاّ.

يجب ألا نصغي لإيحاءات غير طاهرة. إن أسوأ شكل من أشكال التلوث في عصرنا هو تلوث الذهن. القذارة، كلمة تصف بشكل جيد معظم الصحف، المجلات، الكتب، برامج الإذاعة والتلفزيون، الأفلام السينمائية وأحاديث البشر. والتعرض الدائم لمثل هذه، يشكّل خطراً على المؤمن، يُعرّضه لعدم تقدير ثقل الخطية. لكن ليس هذا هو الخطر الوحيد! عندما نختزن في عقولنا قصصاً فاسدة، تعود في وقت لاحق لتطاردنا في أقدس لحظاتنا.

ينبغي ألاّ نملأ أفكارنا بأمور غير ذات أهمية. الحياة قصيرة والعمل لا يمكنه الإنتظار. «ينبغي أن يكون كل شيء جديّ في عالمنا هذا.»

ومن ناحية أفضل، ينبغي أن نستمع بانتباه لكلمة الله. فكلّما ملأنا أفكارنا بكلمة الله وأطعنا إدراكنا المقدّس، يزداد تغيّرنا إلى صورة المسيح ويزداد انفصالنا عن التلوث الأخلاقي في بيئتنا.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
تأملات روحية يومية


الثلاثاء 6أيلول


«لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ.» (ملاخي 6:3)

«الثبات» كلمة تدل على صفة الله الذي لا يتغيّر. لا يتغيّر في كينونته ولا يتغيّر في صفاته وكذلك لا يتغيّر في مبادئه التي يعمل بها.

يقارن كاتب المزامير ما بين التغيير في مصير الأرض والسماوات وبين ثبات الله: «هِيَ تَبِيدُ وَأَنْتَ تَبْقَى» (مزمور 26:102). يصف يعقوب الله قائلاً: «...أَبي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ» (يعقوب 17:1).

هنالك آيات أخرى تذكّرنا أن الله لا يندم. «ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ» (عدد 19:23). «نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ» (صموئيل الأول 29:15).

لكن ماذا نقول عن الأعداد التي تقول أن الله يندم؟ «فَحَزِنَ الرَّبُّ انَّهُ عَمِلَ الانْسَانَ فِي الأرْضِ وَتَأسَّفَ فِي قَلْبِهِ» (تكوين 6:6). «...وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ» (صموئيل الأول 35:15ب). أنظر أيضاً خروج 4:32 ويونان 10:3).

لا يوجد تناقض. يعمل الله دائماً بهذين المبدأين: يكافئ الطاعة ويعاقب العصيان. عندما ينتقل الإنسان من الطاعة إلى التمرد، يبقى الله أميناً لشخصه وينتقل من المبدأ الأول إلى الثاني. ويبدو هذا لنا كأنه ندامة، وهكذا يوصف في لغة الإنسان. ولكن لا يدل هذا على ندامة وتغيّر الله.

الله دوماً هو هو. وفي الواقع هذا أحد أسمائه. «...أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (أشعياء 16:37). ونفس هذا الإسم موجود في صموئيل الثاني 28:7 ومزمور27:102 وأشعياء 4:41.

ثبات الله كان تعزية لقدّيسيه على مرّ الأجيال، وموضوع تسابيحهم. فقد كتب أحدهم ترنيمة تقول أننا نرى التغيير والفساد في كل شيء ونرجو الله أن يثبت فينا.

هذه صفة ينبغي لنا أن نتمثّل بها. ينبغي أن نكون ثابتين، راسخين وملتزمين. لا نمثلّ الآب أمام العالم إن نكون متردّدين ومتقلبّين.

«إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ» (كورنثوس الأولى 58:15).
 
أعلى