حقيقه لاشئ يعطيني سعاده ا كثر من فربي من المسيح لان حقيقه قابلت في حياتي كتير من المواقف المولمه التي لاتنسي بسهو له
ليس مهما أن تنسى، المهم أن تسامح. وحين تسامح فلابد أن تسامح كل شيء: ليس فقط الأشخاص الذين سببوا لك الألم أو الظروف التي دفعت إليه أو حتى القدر الذي سمح بذلك، ولكن قبل كل هذا وأهم من كل هذا هو أن تسامح نفسك أيضا. لأن الإنسان لا يستطيع الذهاب بعيدا في هذا العالم إذا كان يتحرك داخله بقلب يمتلئ بمشاعر الفشل أو الخيبة أو الهزيمة أو الانكسار أو الضعف. بالتالي حتى لو كان ذلك صحيحا ـ حتى لو أنك حقا فاشل أو ضعيف أو مهزوم، وهذا بالطبع غير صحيح أبدا ولكن حتى لو ـ فلابد أن تسامح نفسك أيضا. أن "تقبل" ذاتك كما هي تماما، أن "تتصالح" معها وأن "تغفر" لها كل تقصير أو فشل أو خطأ.
تذكر أن من حقك أن تخطيء، ولأنه "حقك" فلابد أن تدافع عنه وألا تسمح لأحد أن يسلبه منك. بل لابد أن تخطيء، وإلا ما تعلمت أي شيء أبدا! هذه الأخطاء هي التي بالعكس نتعلم من خلالها وننمو ونتقدم، "درجات السّلم" التي نصعد فوقه درجة درجة حتى نبلغ غايتنا أخيرا.
***
ولكن حتى نسامح لابد أن "تتطهر" أولا. هذه "المواقف المؤلمة" التي مررت بها: لماذا تصفها بأنها مؤلمة؟ لأنها ما زالت تحمل "شحنة الألم" داخلك. أنت لم تفرغ هذه الشحنة بعد ولم تتطهر منها.
ذكريات الإنسان تتكون ببساطة من جرأين اثنين دائما. يمكن للتبسيط أن نتخيل كل ذكرى كأنها كبسولة تحمل داخلها عنصرين اثنين:
أولا القصة أو السردية: أي الموقف الذي حدث، "المشهد" نفسه وكل ما جرى خلاله، الأشخاص الذين شاركوا، السلوك الذي مارسوه، الكلمات الني قالوها، إلخ.
ثانيا الشعور: كيف شعرت أثناء هذا الموقف أو هذه الذكرى؟ هل كان شعورا سارا أم شعورا مؤلما؟ هذا بالتالي هو ما أقصده بـ"شحنة الألم" أو "شحنة المشاعر" التي تحملها عموما ذكرياتنا.
الجزء الأول ـ القصة ـ ليس مهما، بل إن هذا ما ننساه غالبا مع مرور الوقت. أما الجزء الثاني ـ الشعورـ فهو المهم حقا، لأننا لا نستطيع محوه أو نسيانه أو حتى التحكم به، بل إنه يؤثر فوريا داخلنا.
كل ذكرى بالتالي ـ كل كبسولة ـ تضيف داخلنا ألما جديدا (أو بالعكس فرحا جديدا إذا كانت ذكرى سارة). في النهاية فإن مجموع هذه الآلام ـ أو هذه الأفراح ـ هو ما يصنع شخصيتنا كلها، يوجّه أفكارنا ومشاعرنا ويتحكم بسلوكنا وعلاقاتنا ويؤثر بالتالي على سائر حياتنا!
وهكذا لا يهم أبدا "ماذا حدث" حقا وهل تنساه أم تذكره. المهم هو "كيف شعرت" في تلك اللحظة، وهل تركتَ هذه الآلام حبيسة داخلك منذ ذلك الوقت أم أنك بهدوء واجهتها وقبلتها وأطلقت سراحها وطهّرت بالتالي قلبك وروحك منها؟
***
الخلاصة: ليس مهما أن ننسى، المهم هو أن نسامح وأن نتصالح مع الله ومع العالم ومع أنفسنا وأن نقترب بالتالي رويدا رويدا من نبع السلام الذي يسكن بكل عذوبته وكل روعته داخلنا. وحتى نسامح وتكون لدينا القدرة على الغفران لابد أن نتطهر أولا من آلامنا ومراراتنا الدفينة ـ وحتى من ضعفنا وخوفنا وهواجسنا وأحزاننا ـ وأن نشفى بالتالي أولا من داخلنا.
أدعوك ختاما لمشاهدة هذا الفيديو القصير مع الدكتور الجميل أوسم وصفي:
إذا أعجبك الفيديو فلا تبخل على نفسك بمشاهدة الحلقة كلها، لأنها في غاية الأهمية لكي نفهم مشاعرنا وأفكارنا وكيف يرتبطان وما هو الفرق بين المشاعر والمزاج أو "المود" وما هو الذكاء الوجداني وهكذا.
الحلقة طويلة وأرجو بالتالي أن تشاهدها على أجزاء وأن تشاهدها أكثر من مرة حتى تستفيد من كل ما بها. بعد ذلك يمكن أن تتابعه في الحلقة الثانية أيضا، والتي لا تقل أهمية في رأيي. صلاواتي ختاما لأجلك أستاذنا الحبيب مع خالص تحياتي ومحبتي.