باقه يوميه من اقوال الاباء ..asmicheal

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث


كل إنسان عاقل، يبحث بكل جهده عن كلمة المنفعة. والكلمة كما إنها للمنفعة، هي كذلك للمسئولية.

فالكتاب يقول: الذي يعرف أكثر، يطالب بأكثر: (وكل من أعطى كثيرًا، يُطْلَب منه كثير) (لو 12: 48) الذي لا يعرف، ربما تكون خطيته خطية جهل. أما الذي يعرف عن قصد وبنية خاطئة، ذلك فمسئوليته تكون أكبر. ولهذا فإن خطيئة الوعاظ والمعلمين والكهنة، هي أكبر من خطيئة أفراد الشعب. والكاهن يقول في تقدمة القرابين: (عن خطاياي وجهالات شعبك) هي بالنسبة إليه خطايا، وبالنسبة إلى غير العارفين: جهالات..



ماذا إذن؟ هل يحسن بالإنسان أن لا يعرف، حتى تقل دينونته؟ هنا ويقول القديس أوغسطينوس: "هناك فرق كبير بين إنسان لا يعرف، وإنسان يرفض المعرفة". الذي يرفض المعرفة، يدان عن رفضه.

كما أن الذي يرفض أن يعرف الله وطرقه، يدل أيضًا على أنه لا يحب الله، ولا يستحق الله..

فماذا إذن عن المسئولية؟

حقًا إن المعرفة مسئولية. ولكن مع المعرفة معونة إلهية، تساعد من يعرف على التنفيذ والتطبيق.

فمع الكلمة قوة.. لذلك قيل إنها حية وفعالة
وإنها أمضى من كل سيف ذي حدين (عب 4: 12).

وإذا قبل الإنسان كلمة المعرفة، إنما يقبل معها الرب معطيها، ويقبل معها الروح القدس الذي يقوى ويشجع على التنفيذ وهكذا كانت كلمة الرب في أيام الرسل.. بكلمة آمن على يد بطرس الرسول ثلاثة آلاف.. والكلمة على لسان اسطفانوس لم تقو على مقاومتها ثلاثة مجامع.. لذلك اطلب قوة الكلمة لتعمل فيك..

كلمة الرب لها فاعلية في الضمير، تنيره وأيضًا تلهبه، وتثيره لكي يعمل حسنًا، ويحتج على كل خطأ.

وكلمة الرب ستظل تتابعك، وتلح عليك، ومهما قاومتها لابد ستعود إليك، ولو بعد حين طويل، وتقف أمامك.

وقد قال الرب (كلمتي لا ترجع فارغة) (إش 55: 11).





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

لا يستهن أحد بصوم آبائنا الرسل، فهو أقدم صوم عرفته الكنيسة المسيحية في كل أجيالها وأشار إليه السيد بقوله "ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون"..

وصام الآباء الرسل، كبداية لخدمتهم. فالرب نفسه بدأ خدمته بالصوم، أربعين يومًا على الجبل.

صوم الرسل إذن، هو صوم خاص بالخدمة والكنيسة.

قيل عن معلمنا بطرس الرسول إنه صام إلى أن " جاع كثيرًا واشتهى أن يأكل" (أع 10: 10). وفي جوعه رأى السماء مفتوحة، ورأى رؤيا عن قبول الأمم.

وكما كان صومهم مصحوبًا بالرؤى والتوجيه الإلهي، كان مصحوبًا أيضًا بعمل الروح القدس وحلوله. ويقول الكتاب: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتها إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهم. فهذان إذ أرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية" (أع 13: 2-4).

أمور هامة، تميز بها صوم آبائنا الرسل، منها: الصوم، والصلاة، والخدمة، وعمل الروح القدس.

ويسرنا أن يعمل الروح القدس خلال الصوم وأن تأتى الدعوة الإلهية خلال الصوم وأن تتم سيامة الخدام أثناء الصوم أيضًا.. وأن يبدأ الخدام بالصوم، قبل البدء بالخدمة..

هناك أصوام خاصة بالتوبة، مثل صوم أهل نينوى، ومثل أصوام التذلل التي تكلم عنها سفر يوئيل. وأصوام لإخراج الشياطين، كما قال الرب إن هذا الجنس لا يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم . وأصوام نصومها قبل كل نعمة نتلقاها من الرب، كالأصوام التي تسبق الأسرار المقدسة كالمعمودية والميرون والتناول والكهنوت.

أما صوم الرسل فهو من أجل الخدمة والكنيسة، على الأقل لكي نتعلم لزوم الصوم للخدمة، ونفعه لها.

نصوم لكي يتدخل الله في الخدمة ويعينها. ونصوم لكي نخدم ونحن في حالة روحية. ونصوم شاعرين بضعفنا..

كم اشتهينا مجيء هذا الصوم، خلال الخمسين المقدسة.






=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

هكذا قال السيد المسيح: (من له أذنان للسمع، فليسمع) (مت 13: 43) ذلك لأن هناك من لهم آذان، ولكنهما لا تسمعا. وعن أمثال هؤلاء قال السيد: (لأنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون) فقد تمت فيهم نبوة إشعياء القائلة (قلب هذا الشعب قد غَلُظَ. وآذانهم قد ثقل سمعها) (إش 6: 10).


فما السبب في أن هؤلاء لهم آذان ولكنها لا تسمع؟

السبب الأول هو أن قلوبهم قد غلظت، محبتهم قلت..

الذي يحب الله، يحب أن يسمع عنه. والذي يحب الخير يحب أن يسمع عنه. فإن فقد هذا الحب، وانشغل قلبه بمحبة مضادة، فإنه لا يحب أن يسمع عن الله، ولا عن الفضيلة.. يصير السماع ثقيلًا على أذنيه.

وإن قيل له شيء، لا يدخل أذنيه، ولا يدخل فكره ولا قلبه. إنه ليس على مزاجه.. كالشاب الغنى (مت 19: 22).

(سامعين لا يسمعون) مثل أهل سادوم، حينما أنذرهم لوط (وكان كمازح في أعين أصهاره) (تك 19: 14). ومثل الابيقوريين والرواقيين الذين كلمهم بولس الرسول، فقالوا: (ترى ماذا يريد هذا المهذار أن يقول؟!) (أع 17: 18).



لعل هذا المثل يذكرنا أن الكبرياء تمنع الأذن من السماع.

(الذات) الـEgo تقف حائلًا دون سماع كلمة الله. هكذا كان كلام السيد المسيح يكشف رياء الكتبة والفريسيين، ويقدم تعليمًا أعلى من تعليمهم، كما كان كلام الرب فيه الروح، بينما كلامهم فيه الحرفية لذلك كانوا لا يريدون أن يسمعوه.



إن العناد أيضًا والتشبث بالرأي، يمنع الأذن من السماع.

مهما كان الرأي قويًا ومقنعًا، فإن الأذن لا تسمعه، مادام الإنسان متشبثًا برأيه. ولذلك فإن بعض كلام المسيح ما كان يرفضون سماعه فحسب، بل كانوا يرفعون الحجارة ليرجموا قائله (يو 10: 31) وكانوا يصفونه بأنه ضال، ومُضِل ومُجَدِّف!!



الخوف أيضًا يمنع الأذن من أن تسمعا.

كان بيلاطس يعتقد أن السيد المسيح برئ، بل وأنه بار (مت 27: 24) ومع ذلك منعه الخوف من أن يستفيد من نصيحة زوجته له: (إياك وهذا البار) (مت 27: 19) ولعل الخوف أيضًا منع كثيرًا من ولاة الرومان من الإيمان. الخوف سد آذانهم.

ما أجمل قول الرب لتلاميذه الأطهار: (أما أنتم فطوبى لآذانكم لأنها تسمع) (مت 13: 16).

إنها الأذن التي ينبع سماعها من قلب فيه إيمان وتسليم، وفيه حب، وفيه أتضاع قلب لا يعاند ولا يرفض ولا يتشبث بحكمة بشرية وبمعرفة خاصة. وفيه رغبة للسماع مثل مريم أخت مرثا. أما النوع المضاد فيرفض كل نصيحة وكل كلمة..! له آذان ولكنها ليست للسمع!




=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

كثيرون يجذبهم إغراء العدد، أي عدد!

ويظنون أن النجاح في الحياة يعتمد على العدد..!

فبعض الآباء الكهنة يفرحون بعدد الذين يعترفون عليهم، وبعدد الذين يحضرون إلى الكنيسة. وليس بعدد التائبين من بين هؤلاء وأولئك. وقد يكون التائبون قليلين جدًا!

وكثيرون من خدام التربية الكنسية، يفرحون بعدد تلاميذهم. كما أن كثيرًا من الوعاظ يظنون مقياس نجاحهم في كثرة عدد الذين يحضرون اجتماعاتهم.. بينما قد يكون كثير جدًا من هؤلاء السامعين في اجتماعات الوعظ، وفى دروس التربية الكنسية، لم ينفذوا شيئًا مما سمعوه في حياتهم الروحية الخاصة!


ليس مقياس النجاح هو العدد، إنما المقياس الحقيقي هو العمق والروح، وكل ما يتعلق بخلاص النفس.

ليس المهم إذن في عدد المطانيات التي تؤديها كل يوم. وإنما الطريقة الروحية التي تؤدى بها: هل هي في انسحاق قلب مصحوبة بصلوات حارة؟ أم ليس كذلك؟

وليس المهم في عدد الإصحاحات التي تقرأها من الكتاب المقدس، إنما المهم هو الفهم والتأمل والتطبيق.

وما نقوله عن المطانيات والقراءة، نقوله أيضًا عن الصوم.

ليس المهم في الكمية، إنما في روحانية الصوم.

المظاهر الخارجية ليست هي الحكم على الأعمال الروحية. والعدد بلا شك هو من هذه المظاهر الخارجية.. إنما الحكم حقًا هو على القلب والروح وارتباطهما بالله.

وقد يكون إغراء العدد، هو حرب من الذات!

الذات التي تظن أنها قد تكبر عن طريق العدد!

إن السيد المسيح قد ركز على عدد قليل من التلاميذ، مجرد اثني عشر تلميذًا، ثم سبعين آخرين. وكان يستطيع أن يتلمذ الآلاف.. ولكن الاثني عشر كانوا أقوى من آلاف. وكانوا درسًا لنا في التركيز..

متى يأتي الوقت الذي نهتم فيه بالقليل المتقن، أكثر من العدد الكبير بلا إتقان.

أما إن اجتمع الأمران معًا، فهذا خير وبركة..


=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
علاقتك بالخير، تتركز في أربع نقاط أساسية وهى:

1- أن تعرف ما هو الخير.

2- أن تريده، وتحبه.

3- أن تحوله إلى حياة.

1- أما لزوم معرفة الخير، فذلك لأن كثيرين يخطئون عن جهل. وأنهم يقفون أحيانًا في مفترق الطريق، لا يعرفون أين الاتجاه السليم. ومعرفة الخير تحتاج إلى حكمة وإفراز، وهى تحتاج إلى إرشاد وتوعية..



2- ولكن معرفة الخير وحدها لا تكفى، إن لم تكن لديك رغبة في اتباع الخير. فكثيرون تسيرهم شهواتهم، على الرغم من معرفتهم أنها شهوات خاطئة، وأنها تضرهم. إلا أن الرغبة في تركها ليست موجودة داخلهم.

أخطر ما في الخطية، أن الإنسان يحبها ويتعلق بها، ولا يريد أن يتركها. ويعرف أن التوبة خير، ولكنه لا يريدها!

تعريف الإنسان بأن هذا الأمر خطية، هو دور الإقناع العقلي. يبقى بعده التأثير على عواطفه وميوله ورغباته، لكي يشتهى بقلبه هذا الذي اقتنع به بعقله.

3- وهنا ننتقل إلى الخطوة العملية وهى التنفيذ وهذه إما تبدأ مباشرة إن كان التهاب القلب بالتوبة شديدًا وتبدأ بالتداريب الروحية، وتمر في دور تدريجي..

الابن الضال لم يكتف باقتناعه بأنه في طريق خاطئ يلزم أن يغيره، ولم يكتف بالتهاب قلبه بالعودة إلى بيت أبيه، إنما بدأ بالتنفيذ، فقام وذهب إلى أبيه.

الذين تحملهم النعمة حملًا، قد لا يحتاجون إلى تداريب..

ولكن غالبية الناس تقف أمامهم عوائق من طباع وعادات، وأيضًا عوائق من تأثيرات خارجية، ويحتاجون إلى صراع مع أنفسهم من الداخل، وصراع مع الحروب التي تأتى من الخارج.

فإن درب الإنسان نفسه عمليًا على طريق الخير، وسار فيه، عليه إذن أن يثبت، ولا يرجع إلى سيرته القديمة، ويتحول حب الخير إلى طبع فيه. وهذا يحتاج إلى وقت وإلى عمل النعمة.




=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
موجود بمعنى مالى الكون خالق الكل مدبر الجميع

إذا أحاطت بك تجربة وضيقة، فلا تضطرب، ولا يملك عليك الحزن والضجر. فما أسهل أن تجوز الضيقة في سلام قلبي وهدوء نفسي، إن تذكرت العبارات الثلاث الآتية، في عمق وفي إيمان:

ربنا موجود- كله للخير- أنتظر الرب.


1- شعورك بأن الله موجود يطمئنك من جهة أنك لست واقفًا وحدك. فهناك من يسندك، الله الذي قال لنا إنه حتى شعور رؤوسنا جميعها محصاة (مت 10: 30) الله الذي يحبك ويدافع عنك، ولا يسمح أن يسلمك لأعدائك. قال الكتاب:

"الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون" (خر 14: 14)

فمهما أحاطت بك الضيقات، اطمئن وقل في نفسك: (ربنا موجود) إن كان عدوى قويًا، فالله أقوى منه. وإن كان الموضوع معقدًا، فالله قادر أن يحل كل مشكلة.

(غير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله) (لو 18: 27).

ضع الله بينك وبين الضيقة، فتختفي الضيقة ويبقى الله المحب. ولا تضع الضيقة بينك وبين الله، لئلا تختفي عنك المعونة الإلهية، وتبقى الضيقة أمامك، فتشكو وتتذمر..

يطمئنك أيضًا أن تقول لنفسك وسط الضيقة: (كله للخير).

يوسف الصديق باعه أخوته كعبد، ثم لفقت له امرأة فوطيفار تهمة باطلة وأُلقِيَ في السجن ومع ذلك آل كل ذلك إلى الخير. هم قصدوا به شرًا، والله قصد به خيرًا، فحول الشر إلى خير. حقًا يشجعنا هنا قول الرسول:

(كل الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الله) (رو 8: 28).

كم من ضيقات كانت نتيجتها خير. فعش بالرجاء والإيمان، في هذا الخير المقبل، وليس في الضيقة الحاضرة.

صل إلى الله أن يكون معك ويقويك. وإن تأخرت الاستجابة، لا تتضايق ولا تفقد سلامك. يعزيك قول المزمور: (أنتظر الرب. تقو وليتشدد قلبك، وانتظر الرب) (مز 27: 4).

قد يبدو أن الله تأخر، ولكنه لابد سيأتي، ولو في الهزيع الأخير من الليل، فانتظره بقلب قوى.

احتمال الضيقة فضيلة كبيرة. وأكبر منها الفرح في الضيقة.



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث

لا تقل إذا أخطأت: ماذا أفعل، طبيعتي شريرة! فطبيعتك ليست شريرة. إنما الشر دخيل عليها.



لقد خلق الله الإنسان طاهرًا بسيطًا، حتى أن آدم وحواء كانا عريانين في الجنة، وهما لا يعرفان (تك 2) ثم سقط آدم وحواء بغواية الحية، وليس بفساد الطبيعة. وعرف الإنسان الشر. وبقى الشر دخيلًا عليه، لأنه لم يكن من طبيعته الأصلية.

ثم قدس المسيح طبيعتنا، حينما اتحد بها في بطن العذراء. وتجددت هذه الطبيعة في المعمودية باستحقاقات الدم الكريم.

وصرنا أعضاء في جسد المسيح، أي الكنيسة. وصرنا مسكنًا للروح القدس بسر المسحة المقدسة. ونلنا مواهب العهد الجديد التي لم تكن من قبل. وبقى الشر دخيلًا علينا.

حقا، ما أجمل قول الأب الكاهن في القداس الغريغوري:

(و باركت طبيعتي فيك) إذن صارت طبيعة مباركة.

حقا، إنها ما زالت طبيعة قابلة للميل، بحكم حرية الإرادة . ولكن هذا الميل ليس فرضًا عليها، وليس السقوط جزءًا من طبعه. ويمكن توجيه الإرادة إلى الخير.

وبهذه الطبيعة البشرية، استطاع آباؤنا القديسون أن يصلوا إلى درجات عُليا في محبة الله، بنفس طبيعتنا..

ويمكن في ذلك قراءة سير الآباء الرهبان والمتوحدين، وسير الآباء السواح، وسير الشهداء والمعترفين وأبطال الإيمان، وقصص الأبرار في كل جيل، بتوليين ومتزوجين..

حتى الذين انحرفوا وسقطوا، ساعدتهم نفس الطبيعة على التوبة، والنمو إلى درجات عالية في حياة القداسة.

هؤلاء التائبون نفضوا الشر الذي كان دخيلًا على طبيعتهم، وعادوا إلى النقاوة التي خلقهم الله بها منذ البدء، بل عادوا إلى القداسة التي يريدها الرب لهم. إن الخطية قد تفسد طبيعتك. وتوالى السقوط قد يجعل الخطيئة طبعًا لك، وليس طبيعة.. ولكن يبقى كل هذا دخيلًا على الصورة التي خلقك الله بها وأعادك إليها.

إرجع إلى هذه الصورة المقدسة، فهي طبيعتك الأصلية.





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



باقه يوميه من اقوال الاباء ..asmicheal

vاحذر من اليأس من نفسك فقد أوصيت أن تتكل على الله لا على ذاتك.... القديس أغسطينوس

v لقد كنت معي ولكن أنا من أجل شقاوتي لم أكن معك يا الله. القديس أغسطينوس

vوأسفاه إنه من السهل أن تطلب أشياء من الله ولا تطلب الله نفسه كأن العطية أفضل من العاطي. القديس أغسطينوس

v ربي .. لست أدري ما تحمله لي الأيام لكن سيدي الحبيب يكفيني شيئاً واحداً ثقتي أنك معي تعتني بي وتحارب عني... القديس أغسطينوس


vجيد ألا تخطئ . وإن أخطأت فجيد ألا تؤخر التوبة . وأن تبت فجيد ألا تعاود الخطية .... القديس باسيليوس

vكمثل بيت لا باب له الإنسان الذي لا يحفظ لسانه .... الأنبا موسى الأسود



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


باقه يوميه من اقوال الاباء
=======================

التردد هو مرض نفسي، وضعف في الشخصية.

ويقول القديس يعقوب الرسول: (رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه) (يع 1: .

وقد يقول المتردد، إنني أفكر وأدرس..!



ولكن شتان بين عمق التفكير، والتردد في التفكير.

فرق بين إنسان يدرس في عمق، وبين آخر يعدل في تفكيره إلى رأى، ثم يتركه إلى غيره، ثم يرجع إلى رأيه الأول، ثم يتركه، ولا يستقر على حال.

وربما يكون التردد سببه الخوف. وللخوف أسباب:

ربما يكون الخوف من الفشل ومن الخطأ هو الدافع إلى التردد. وقد يكون الخوف من الضعف وعدم القدرة، والخوف من النتائج والوقوع في مسئولية. ويكون هو الخوف من سوء الاختيار، والمعروض أكثر من حل..

كإنسان في مفترق الطرق، ويخاف من السير في طريق يتيهه!

وقد يكون سبب التردد عدم الثقة بالنفس.

فالمتردد ربما يكون إنسانًا لم يتعود الاعتماد على نفسه، ولا الثقة بنفسه. فهو لا يثق بتفكيره، ولا بقراره، ولا يحسن اختياره، ولا يثق بقدرته. وليست له خبرة ليثق بخبرته، وربما ليست له معرفة ليثق بمعرفته. إنه صورة إنسان..

وربما يكون سبب التردد نقص في الشجاعة والإقدام.

فهو لا يستطيع البت في الأمور كلما أقدم تخونه شجاعته غالبًا ما تكون إرادته ضعيفة. كلما يحزم أمره يجد الأمور أمامه متساوية، فلا يدرى أيها يختار. فهو غير متأكد من النتائج، وربما من الوسائل أيضًا..

فالتردد من أسباب الحيرة، ربما لعدم الفهم.

ربما يكون أمامه أمران كلاهما خير، ولكن أيهما هو الأفضل؟ وأمران كلاهما شر، ولكن أيهما أقل شرًا؟ وأمامه أمر لا يدرى أهو خير أم شر؟ فالرؤية غير واضحة.

وربما من أسباب التردد كثرة المشيرين والناصحين.

فالذي له مرشد واحد، ما أسهل أن يقوده في طريق واحد. أما الذي يسأل كثيرين، فمن الممكن أن يقوده كل مرشد إلى طريق يخالف غيره، وينصحه بنصيحة عكس نصيحة الآخر. وهكذا يقف مترددًا بين النصائح المتعارضة، لا يعرف أيها أفضل.

وقد يكون السبب قراءات متناقضة تربك تفكيره..





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث


يكفي أن يتيقن الإنسان أنه يعمل مع الله، ثم بعد ذلك لا يليق به أن يعول هم. الله الذي يعمل معه، هو سيدبر كل شيء..

نحن لا ندافع عن أنفسنا، فالكتاب يقول: (الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون) إن (الحرب للرب). و(الرب يحكم للمظلومين) وهو (يقيم العدل على الأرض).


ونحن لا نعول أنفسنا. فالله هو المهتم بنا وبكل أحد. هو الذي يفجر من الصخرة ماءًا، (ويخرج من الجافي حلاوة ومن الآكل أكلًا) ويشبع كل حي من رضاه، ويعول حتى (فراخ الغربان التي تدعوه).

ونحن لا نحرس أنفسنا، لأنه (إن لم يبن الرب البيت، فباطلًا تعب البناءون. وإن لم يحرس الرب المدينة، فباطلًا يسهر الحارس)..

إن الله هو كل شيء لنا. هو حياتنا كله. هو يتولى تدبير كل شيء ونحن مجرد آلات في يديه. إننا نعمل عمله، ولكننا من أنفسنا لا نعمل. هو يعمل فينا، وهو يعمل بنا ومعنا.

والرب يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح.

هو المدبر للكون وليس البشر، وهو حكيم في تدبيره. ونحن نرى عمل الرب فنفرح. لا تفحص ما هي صورة عمله، ولكن نبتهج لأنه يعمل..

سعيد هو الإنسان الذي يعمل مع الله، ويرى كيف يتولى الله تدبير كل شيء.

إن الله ضابط الكل. خلق الكون ولم يتركه، بل ما يزال يدبره بنفسه، في حكمة وفي عدل.

قد يترك الناس إلى حرية إرادتهم يعملون ما يشاءون، ولكنه (يكتب أمامه سفر تذكرة) ثم يتدخل ليقيم العدل على الأرض..

عجيب أنت يا رب، من مثلك؟! لقد لمسناك معنا في كل عمل، فأصبحنا نسلمك حياتنا في ثقة. لا نخاف شيئًا، ولا نخاف أحدًا، لأنك أنت معنا.. أنت رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين.






=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
-------------------------------
من كتاب كلمه منفعه لبابا شنوده الثالث
إن الله يا أخى لا يريد عبادتك، إنما يريد قلبك. ولتكن العبادة مجرد تعبير عن مشاعر هذا القلب.

لذلك لام الله شعبه قائلًا: "يقترب إليَّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا" (مت 15: 8).

هذه العبادة الخارجية يرفضها الله، لأنه يناجينا على الدوام قائلًا: "يا أبني أعطني قلبك" (أم 23: 26).

كان بنو إسرائيل يكثرون من الذبائح والمحرقات، ويتممون طقوس العبادة الخارجية من أصوام وأعياد ومواسم، ويرفعون البخور، ويقدمون الصلوات، بينما كان قلبهم بعيدًا عن الله سالكين في الشرور والعبادة معًا.

لذلك وبخهم الله قائلًا: "لماذا لي كثرة ذبائحكم؟‍‍‍‍‍‍! اتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات.. لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة. البخور هو مكرهة لي! لست أطيق الإثم والاعتكاف. رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي، صارت على ثقلًا، مللت حملها! فحين تبسطون أيديكم، أستر وجهي عنكم! وان أكثرتم الصلاة لا أسمع! أيديكم ملآنة دمًا" (إش 1: 11- 15).

وقال لهم على لسان ارمياء النبي: (محرقاتكم غير مقبولة، وذبائحكم لا تلذ لى) (إر 6: 20) وكان النبي يعرف السبب في هذا لذلك قال الرب: (أنت قريب من فمهم، وبعيد من كلاهم) (إر 12: 2). ولأجل هذا رفض الله عبادتهم، وقال في غضبه: (حين يصومون لا أسمع صراخهم، وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا أقبلهم. بل بالسيف والجوع والوباء أنا أفنيهم).

وأنت يا أخي الحبيب، حاذر أن تكون كالقبور المبيضة من الخارج..

تهتم بالعبادة والطقوس، والذبائح والبخور، تاركًا أثقال الناموس: الحق والرحمة! (مت 23: 23)

لا تقس صلاتك بطولها، وإنما بعمقها وطهارتها.

لقد كانت صلاة الفريسي أطول بكثير من صلاة العشار، ولكن الله لم يقبله لعدم نقاوة قلبه. لا تركز اهتمامك بالبخور الخارجي، إنما نق القلب، فتصعد صلاتك كرائحة بخور (مز 141: 20).





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
===============
روحانية الصوم

بابا شنوده
اهنئ أخوتي المسلمين في مصر، وفي العالم العربي والإسلامي كله، بحلول شهر رمضان، شهر الصوم، الذي هو فترة روحية يرتفع فيها الإنسان فوق مستوى الجسد، ويرتفع أيضًا فوق مستوى المادة.. وتتفرغ فيها الروح للعبادة.. وهذه هي حكمة الصوم.

والصوم الحقيقي، هو الذي يتدرب فيه الصائم على ضبط النفس فإذا ما اتفق ذلك خلال الصوم، يصير ضبط النفس - بالنسبة إليه - هو منهج حياة، يستمر معه.

وشهر رمضان هو فترة نلتقي فيها معًا - مسلمين ومسيحيين - في حفلات افطار رمضانية، نتناول فيها الطعام معًا، ونتبادل عبارات المودة والحب.. ويكون لهذا تأثيره العميق في نفوس الجميع.


والصوم ليس مجرد فضيلة للجسد، بعيدًا عن الروح!!

فكل عمل لا تشترك فيه الروح، يعتبر فضيلة على الاطلاق، أن عمل الجسد في الصوم، هو تمهيد لعمل الروح، أو هو تعبير عن مشاعر الروح.. الروح تسمو فوق مستوى المادة والطعام، وفوق مستوى الجسد.. فتقود الجسد معها في موكب نصرتها، وتشركه في رغباتها الروحية. ويعبر الجسد عن ذلك بممارسة الصوم.

اننا أن قصرنا تعريفنا للصوم على أنه اذلال للجسد بالجوع والامتناع عما يشتهيه، نكون قد اخذنا من الصوم سلبياته، وتركنا عمله الايجابي الروحي، وهو الأساس.



الصوم ليس مجرد جوع للجسد، بل بالأكثر هو غذاء للروح..

ليس الصوم هو تعذيب للجسد كما يطن البعض.. انما الصوم هو تسامي الجسد، لكي يصل إلى المستوى الذي يتعاون فيه مع الروح.

والصائم الحقيقي ليس هدفه ان يعذب جسده، بل هو يقصد عدم السلوك حسب شهوات الجسد، فيكون إنسانًا روحيًا وليس جسدانيًا.. الصوم هو روح زاهدة، تشرك الجسد معها في الزهد والصوم ليس هو الجسد الجائع، بل هو الجسد الزاهد، أو على الأقل الجسد الذي يتدرب على الزهد في فترة معينة.

ليس هو حالة الجسد الذي يجوع ويشتهي ان يأكل.. بل الجسد الذي يتدرب على التخلص من شهوة الأكل.. وبالتالي يفقد الأكل قيمته في نظره، من فرط اهتمامه بطعام آخر هو طعام الروح.



الصوم فترة ترتفع فيها الروح، وتجذب الجسد معها..

تخلصه من احمال واثقال، وتجذبه معها إلى فوق، لكي يعمل معها من أجل الله بلا عائق، والجسد الروحي يكون سعيدًا بذلك..

الصوم هو فترة روحية، يقضيها الجسد والروح معًا في عمل روحي يشترك فيه الاثنان معًا في الصلاة والتسبيح والعشرة الإلهية.

فيصلي الإنسان ليس فقط بجسد صائم، إنما أيضًا بنفس صائمة.

بفكر صائم وقلب صائم عن الشهوات والرغبات، وبروح صائمة عن محبة المادة والماديات، في حياة مع الله تتغذى بمحبته ووصاياه..

الصوم بهذا الشكل هو الوسيلة الصالحة للعمل الروحي.. وهو- الجو الروحي الذي يحيا فيه الإنسان جميعه – بقلبه ونفسه، وجسده وروحه، وبحواسه وفكره وعواطفه.. كل ذلك في مشاعر مقدسة..



الصوم ليس مجرد علاقة بين الإنسان والطعام بل هو فترة مقدسة يشعر فيها الإنسان بعلاقته مع الله..

والصوم الذي ليس هدفه القربي من الله، هو صوم باطل..

الله هو الهدف. فنحن من أجل الله نأكل، ومن أجله نصوم.. من أجل الله نأكل، لكي ينال هذا الجسد قوة يستطيع بها ان يخدم الله، وان يكون أمينًا في واجباته التي كلفه بها الله من نحو الناس.. ونحن من أجل الله نجوع، لكي نخضع الجسد فلا نخطئ إلى الله. ولكي يكون الجسد تحت سيطرتنا، ولا نكون نحن تحت سيطرة الجسد، ولكيلا تكون رغبات الجسد وشهواته هي قائدنا في تصرفاتنا.. انما نسلك حب الروح.



لهذا كله، هناك فضائل لابد أن يرتبط بها الصوم، ليكون مقبولًا عند الله.. وأولى هذه الفضائل هي التوبة..

فالصوم البعيد عن التوبه هو صوم غير مقبول.. والله – تبارك اسمه –يريد القلب النقي اكثر مما يريد الجسد الجائع.

والإنسان الذي يصوّم فمه عن الطعام، ولا يصوّم قلبه عن الخطايا، ولا يصوم لسانه عن الأباطيل، فصوم هذا الإنسان باطل بل ان الخطية التي يرتكبها الإنسان – وهو صائم – تكون عقوبتها أشد. لأنها تحمل كذلك الاستهانة بقدسية أيام الصوم. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت.

لذلك على كل صائم أن يتأكد من أن الصوم قد حوّل حياته إلى مستوى أفضل.. ليس فقط بالامتناع عن خطايا كان يقع فيها قبلًا. بل أيضًا باكتساب فضائل جديدة قد تدرب عليها.



هذا ويكون من لوازم الصوم: التدريبات الروحية التي يكتسب بها الصائم صفات من حياة البر كانت تنقصه..

وليسأل الإنسان نفسه: كم من اصوام مرت عليه خلال ما مضى من سنوات، دون ان يكتسب فضائل جديدة تضاف إلى روحياته؟!.. وانما هو هو، لم يتغير فيه شئ!! ولم يدفعه صومه إلى درجات في حياة الروح، ينمو فيها سنة بعد سنة.

لماذا لا نراقب انفسنا اثناء صومنا؟ ولماذا لا نحاسب انفسنا: في اية درجة روحية نحن الآن؟ وماذا بذلناه من جهد لكي تكون علاقتنا بالله اكثر عمقًا واكثر قربًا؟!.



وكما يرتبط الصوم بالتوبة، يرتبط أيضًا بالغذاء الروحي..

ان أخطر ما يتعب البعض في الصوم، أن يكون الجسد بلا غذاء، والروح أيضًا لا تجد ما تتغذى به، ويصبح الصوم مجرد فترة من الحرمان!! وهذا الحرمان يعطي صورة قاتمة عن الصوم.. فيشتهي البعض متى ينتهي الصوم ليأكلوا!!

وغذاء الروح معروف، وهو الصلاة والألحان والتسابيح، والتأمل في كلام الله وعمق وصاياه والتأمل في صفات الله وفي سير الأبرار، والتأمل في الفضائل. وغذاء الروح أيضًا: المشاعر الروحية، والتفكير في السماء وفي الأبدية.

والروح اذا تغذت، تستطيع ان تحمل الجسد، فيحتمل الجسد جوعه..



وترتبط بالصوم ايضًا: اعمال الرحمة واطعام الجياع.

فالإنسان الذي جرب في الصوم قسوة الجوع، بالضرورة يشفق على الجياع، ويعطيهم شيئًا من طعامه.. ليس هذا فترة الصيام فقط وانما تصبح فضيلة له ان يهتم بكل جوعان ويعطيه ليأكل.

وهكذا تدخل الرحمة في مشاعر الإنسان الصائم.. ولا تقتصر رحمته على اطعام الجياع فحسب، بل تشتمل الفقير واليتيم والمسكين، بكل انواع الاحسان التي يقدر عليها.



واخيرًا اقول يا أخوتي، ان ايام الصوم هي فترة تخزين روحي للعام كله، تفيض بروحياتها على باقي أيام السنة.

فالصوم ليس مجرد فترة تمر وتنتهي، وتنتهي معها فضائلها ومشاعرها!! كلا.. بل من عمق روحيات الصوم، يأخذ الصائم طاقة روحية تستمر معه بعد انقضاء الصوم أيضًا، وما تعوده خلال الصوم، وما درب نفسه عليه، يتحول بالوقت إلى جزء من طبعه لا يود أن يفقده.

والتوبة التي كانت له في صومه، ليس من السهل ان يزول تأثيرها، وكذلك ما أصلحه في نفسه من طباع وعادات.

فإن تخلصت من خطية في فترة الصوم، اثبت في ذلك، ولا تعد إلى ممارسة الخطيئة فيما بعد.

وليكن هذا الصوم مباركًا في حياتك، وفي حياة كل من يتصل بك، ويراك امثولة يقتدي بها.




=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



الباقه اليوميه من اقوال الاباء
===============
كلمه منفعه بابا شنوده
من الصعب أن نقول كلام واحد لكل واحد..
فكل شخص له ما يناسبه، وما يناسب ظروفه.
وأنت نفسك، ربما يعوزك اليوم تدريب معين، وقد يعوزك عكسه غدا.. أو بعد ساعة..
ربما يلزمك -في هذه المناسبة بالذات- أن تصمت. وقد يلزمك جدا في مناسبة أخرى أن تتكلم، وتشعر في أعماقك أنك ستدان على صمتك، إن صمت!


إنسان لا يحسن الكلام، وأن كلامه يفهم على عكس المقصود منه، ويؤول في ظروف معينة. هذا يصلح له تدريب الصمت. وإنسان آخر مطالب بالشهادة للحق: إن صمت، يكون صمته خطيئة.
لذلك لا تقرأ كل كلام، فتنفذه بدون تفكير! إنما خذ منه ما يناسبك، واترك الباقي لغيرك.

وقد يأتيك إنسان يائس من خلاصه، فتخفف عنه، وتشرح له أن كل خطاياه لا شيء إلى جوار رحمة الله ومحبته. فإن رأيته، ورأيت غيره قد استهتر، أستغل طول أناة الله فتحول إلى اللامبالاة، حينئذ تكلمه عن بشاعة الخطية، وعدل الله الذي يحاسب على كل شيء.
وهكذا تعيد قول الرسول (هوذا لطف الله وصرامته..) (رو 11: 22).
إذن للطف وقت، وللصرامة وقت آخر..
والحكيم يستخدم كلا منهما في موضعه، حيثما يناسب.
الوداعة إذن لها وقت يناسبها، والحزم له وقت يلزمه.
والإنسان الحكيم لا يستخدم الحزم حين تلزم الوداعة، ولا الوداعة حين يحبب الحزم ولا تكون حياته واحدا منها بغير الآخر. فالشخصية المتكاملة تجمع الأمرين..
وأنت في حياتك ترى ألوانا من الطبائع، وعديدا من الحالات وتحتاج في المعاملة مع هذه المتناقضات، إلى حكمة تدرس بها الحالة، تتخير لها ما يناسبها، إن حزما ولطفا، صمتا وكلاما..
كذلك حينما تقرأ، أقرأ في حكمة وإفراز، حسبما يناسب طبيعتك وظروفك، ولا تنفذ إلا بوعي..









=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة

الباقه اليوميه من اقوال الاباء
===============
كلمه منفعه بابا شنوده
قال سفر النشيد: "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها" (نش 8: 7).

وينطبق هذا الكلام على المحبة بين الله والإنسان..

وكذلك عن المحبة التي بين الإنسان وأخيه الإنسان..

فإن كانت المحبة قوية وثابتة، لا يمكن أن تزعزعها الأسباب الخارجية أيا كانت، كالبيت المبنى على الصخر..

انظروا محبة المسيح لتلاميذه، كيف أنها لم تتغير ولم تضعف. فبطرس أنكره ثلاث مرات، ومع ذلك قال له الرب: "ارع غنمي، ارع خرافي". وتوما شك فيه، فلم يغضب منه، بل ظهر له وقوى إيمانه، وكذلك المجدلية. والتلاميذ تفرقوا عند القبض عليه، فبقيت محبته لهم كما هي.



كذلك محبة الله التي أظهرها نحو العالم الذي أخطأ، نحو الذين رفضوه، فظل يمد إليهم، ويقرع على أبوابهم، ويرسل لهم الأنبياء. وأخيرًا "بين الله محبته لنا، لأننا ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8).

وأنت، هل محبتك لله ثابتة؟ أم محبتك له تهتز أمام المياه الكثيرة؟ أمام تجربة وضيقة ومرض ووفاة، وأمام بعض الأفكار والشكوك؟! وبعض الخطايا والرغبات والعثرات..

انظر إلى بولس الرسول كيف يقول: "لاشيء يفصلنا عن محبة المسيح
.. لا موت، ولا حياة، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا شدة ولا ضيق ولا اضطهاد" (رو8: 35 - 39).

ومحبتك لأصدقائك وأحبائك: هل هي ثابتة أيضًا؟

أما أن حادثًا معينًا، قد يغير قلبك من جهة محبة عاشت معك سنوات طويلة؟! كما يحدث أحيانًا في أسرة تنهار وتتفكك بعد عشر سنوات، ولا تصمد أمام المياه، وقد لا تكون مياهًا كثيرة.. هل تتغير محبتك من أجل كلمة لم تسترح لها أذناك؟ وتصرف ضايقك؟ وتأثير الآخرين عليك؟ أو لظروف خارجية، وأسباب مالية، أو.. إلخ؟ وحينئذ يرن في أذنك قول الكتاب: "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى" (رؤ 3: 4).



=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة

الباقه اليوميه من اقوال الاباء
===============
كلمه منفعه بابا شنوده
قال القديس بولس الرسول (جربوا أنفسكم، هل أنتم في الإيمان. امتحنوا أنفسكم) (2كو 13: 5).

فليس مجرد الإيمان العقلي، والإيمان الاسمي، هو إيمان حقيقي، وإنما الإيمان هو حياة يحياها الإنسان في الله، تظهر في كل أفعاله وكل مشاعره.

حياة الإيمان، هي تسليم الحياة تسليما كاملا في يد الله، والثقة النهائية بعمله معك ومع الكنيسة.


والإيمان يشق في البحر طريقا، ويفجر من الصخرة ماء، ويكفى قول الكتاب (كل شيء مستطاع للمؤمن).

فهل لديك الإيمان العملي، الذي تستطيع به كل شيء في المسيح؟ أم إيمانك ضعيف لا يصمد أمام الأحداث؟

إن كنت كذلك، فماذا تفعل؟ والرب يقول (ليكن لك حسب إيمانك) الحل هو أن تسكب نفسك أمام الله، وتكلمه بصراحة قائلا:

أنا يا رب أؤمن. ولكنى لم أصل إلى مستوى الإيمان العملي بعد. إيماني كالقصبة المرضوضة التي لا تشأ محبتك أن تقصفها، وكالفتيلة المدخنة التي لم يشأ حنوك أن يطفئه. فاقبلني إليك، كما أنا بضعفي.

وهذا الإيمان، أعطني إياه كهبة من عندك.

لا تقل لي سأعطيك حسب إيمانك، ولا تجعل الإيمان شرطا للعطية، بل ليكن الإيمان هو العطية ذاته أعطني أن أؤمن بك، وأسلمك حياتي، وأثق بتدبيرك.

يكفيني إنني أؤمن أنك ستعطيني الإيمان.

أليس الإيمان أيضًا (عطية صالحة نازلة من فوق) من عندك. ولا يستطيع أحد أن يؤمن بدون نعمتك؟

أتقول لي (آمن فقط) حتى هذا الإيمان، أريده منك، حتى لا أظن أن بشريتي فعلت شيئًا بدونك.

أنا مازلت في انتظار أن تعطيني هذا الإيمان، الذي به أستطيع كل شيء بنعمتك.

أؤمن أنك ستعطيني. وليتني أخرج الآن من حضرتك وقد قلت (أؤمن إنك قد أعطيتني).

فيتحول إيماني من رغبة وطلبة، إلى واقع وحياة.









=
 

مينا اميل كامل

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
4 يناير 2013
المشاركات
1,405
مستوى التفاعل
289
النقاط
0
اشكرك حبيبة الرب علي الاتيان بهذا الموضوع الرائع
الحقيقة انا للاسف من النوع الاخير
اي قد تنزع محبتي لانسان اذا وجه اليا اهانة شديدة
او احتقارا قاسيا
اما اذا وجه اليا سباب او عصبية زائدة فأقبلها


 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة






الباقه اليوميه من اقوال الاباء
===============
كلمه منفعه بابا شنوده
السلام القلبي هو ثمرة من ثمار الروح القدس في القلب.

الروح القدس إذا سكن قلب إنسان يعطيه سلاما قلبيا "يفوق كل عقل" كما يقول الرسول.


وكان السلام هو عطية السيد المسيح للناس، فقال: "سلامي أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم".

الشخص المملوء بالسلام لا يقلق ولا يضطرب ولا ينزعج مهما كانت الأمور ضاغطة من الخارج.

إن سلامه لا يعتمد على الظروف الخارجية، وإنما يعتمد على ثقته بحفظ الله ورعايته وثقته بوعود الله.

مادام الله موجودا، ومادام يعمل ويحفظ، إذن لا داعي للخوف.

لهذا قال داود النبي "أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي" (سفر المزامير 23: 4).

إن مصدر سلامه هو شعوره أن الله معه.

تعب التلاميذ حينما كانوا في السفينة وظنوا أن الرب نائم بينما البحر هائج لهذا فقدوا سلامهم. كان العامل المسيطر هو الظروف الخارجية، والإحساس بعدم عمل الرب، فقام وانتهر الريح وأعاد إليهم سلامهم.

كونوا ثابتين من الداخل راسخين في إيمانكم، حينئذ لا تهزكم الظروف الخارجية. مثل البيت المبنى على الصخر تعصف به الريح والإمطار فلا تقدر عليه لأنه ثابت من الداخل.

السفينة السليمة تحيط بها الأمواج الشديدة وتلطمها فلا تؤذيها، ولكن متى تتعب السفينة؟ تتعب حينما يوجد بها ثقب يوصل الماء إلى داخلها.. فهل يوجد ثقب داخل نفسك يجعل المياه تتسرب إلى نفسك فتغرقها..

القديس الأنبا انطونيوس كان مثلا للسلام القلبي، قال عنه القديس أثناسيوس الرسولي "مَنْ مِنْ الناس كان مُرّ النفس ومضطرب الخاطر ويرى وجه الأنبا انطونيوس إلا ويمتلئ قلبه بالسلام"؟!

إن الإنسان المملوء بالسلام، يستطيع أن يفيض بالسلام على الآخرين، ويربح غيره..

عيشوا إذن في سلام حينئذ تستريحون وتعيشون في طمأنينة وهدوء، في صحة روحية وجسدية..





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الباقه اليوميه من اقوال الاباء
===============
كلمه منفعه بابا شنوده
ثلاث فضائل ينبغي أن تدخل في كل فضيلة لتصبح فضيلة حقيقية: وهى المحبة والتواضع والحكمة.

كل فضيلة خالية من المحبة، لا تحسب فضيلة. وكذلك كل فضيلة خالية من الاتضاع ومن الحكمة.

فكل عمل بعيد عن الحب، هو بعيد عن الله.

والله يأخذ من كل فضيلة ما فيها من حب، فأن لم يجد فيها حبا يبعدها عنه بالجملة.


كذلك الفضيلة الخالية من الاتضاع هي مرفوضة من الله، وهى طعام للبر الذاتي والمجد الباطل. فأكثر شيء يكرهه الله هو الكبرياء. وقد قال الكتاب أن الرب يقاوم المستكبرين، أما المتواضعون فيعطيهم نعمة..

كذلك ينبغي أن تمارس كل فضيلة في حكمة، بفهم وعقل وإفراز.. ومن غير الحكمة والفهم لا تحسب الفضيلة فضيلة..

ولهذا كان القديسون يمارسون الفضائل تحت إرشاد آباء عارفين مختبرين لكي يعلموهم الإفراز ويفهموهم كيف تكون الفضيلة..

ويشرح لنا التاريخ كيف أن الذين سلكوا في الفضيلة بلا معرفة، سقطوا وضاعوا..

كثيرون سلكوا في الصوم بلا حكمة، فتعبوا جسديا وروحيًا وكثيرون مارسوا الصمت بغير حكمة، فأوقعوا أنفسهم في مشاكل وأخطاء، ولم يكن الصمت بالنسبة إليهم فضيلة.

والبعض سلكوا في العطاء بلا معرفة، فأعطوا مال الله للمحتاجين بدلا من إعطائه للمحتاجين..

لهذا قال القديس انطونيوس أن الإفراز هو أعظم الفضائل لأنه يحكمها ويدبرها جميعا..

والرعاية والخدمة بلا إفراز، قد تعقد الأمور بدلًا من علاجه. ولهذا اشترط الآباء الرسل أن يتصف الشمامسة بالحكمة إلى جوار امتلائهم بالروح القدس (اع6)..

إن الحكمة تعطى الفضيلة عمقًا وصدقًا..

والمحبة تعطى عاطفة وشعورًا..

أما التواضع فيخفى الفضيلة عن حسد الشياطين، وإذ يخفى الفضيلة يعطى صاحبها استحياء، كما يعطيه محبة في قلوب الناس..

ليتنا نختبر أنفسنا: هل هذه الفضائل في أعماقنا؟





=
 

SECRET ANGEL

moky
عضو مبارك
إنضم
21 يوليو 2007
المشاركات
3,600
مستوى التفاعل
1,234
النقاط
0
أتقول لي (آمن فقط) حتى هذا الإيمان، أريده منك، حتى لا أظن أن بشريتي فعلت شيئًا بدونك.

اقوال بجد رائعة يا حبيبتي
ربنا يبارك حياتك و يعوضك على تعبك الكبيييييير اووي ده
و يفرح قلبك
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة

الباقه اليوميه من اقوال الاباء
===============
كلمه منفعه بابا شنوده
كل إنسان معرض للخطأ، ولكن الإنسان الحكيم يستفيد من أخطائه: يستفيد خبرة روحية، ومعرفة، وحرصًا حتى لا يخطئ في المستقبل. وفي هذا قال أحد الآباء "لا أذكر أن الشياطين أطغوني في خطية واحدة مرتين"..

والإنسان الروحي يقتنى من أخطائه تواضعًا..

فيعرف ويتأكد أنه إنسان ضعيف، معرض للخطأ مثل باقي الناس، ومعرض للسقوط. فلا يتكبر ولا يتعجرف ولا يظن في نفسه أنه شيء. وكما قال بولس الرسول "إذن من يظن أنه قائم، فلينظر لئلا يسقط" (1كو 10: 12). الجاهل إذا أخطأ، قد يضعف ويستمر في خطئه، ويتعود السقوط، وقد ييأس ويتملكه الحزن وينهار.


أما الحكيم، فإنه بخطيئته يتفهم حيل الشياطين وحروبهم، ومداخلهم إلى النفس البشرية، فيحتاط، ويكون أكثر تدقيق. وقد يساعده هذا على إرشاد غيره، إذ يكون أكثر دراية بالطريق..

والإنسان الروحي يستفيد من أخطائه إشفاقًا على الآخرين، كما قال الرسول "أذكروا المقيدين، كأنكم مقيدون، معهم. والمذلين كأنكم أنت أيضًا في الجسد" (عب 13: 3).

ولهذا فإن الروحي إذا سقط، يكون أكثر عطفًا على غيره، لا أكثر إدانة وتوبيخًا لأنه يعرف بنفسه مدى قوة الشياطين، وضعف النفس البشرية.

والإنسان الروحي يستفيد من أخطائه تدربًا على الصلاة، من أجل نفسه ومن أجل غيره، لأنه يوقن تمامًا أن نصره الإنسان لا تعتمد على قوته ومهارته، إنما على معونة الله الذي يقودنا في موكب نصرته، لذلك هو دائما يلتصق بالصلاة، ويقول للرب "أسندني فأخلص".. حارب عنى..

إن الإنسان الباحث عن المنفعة، كما ينتفع من أخطائه، ينتفع أيضًا من أخطاء غيره..

ولهذا سمح الله في الكتاب المقدس أن يذكر لنا أخطاء البعض، حتى الأنبياء والصديقين، لكي ننتفع من أخطائهم.. إن الله الذي "يخرج من الجافي حلاوة"، هو أيضًا قادر أن يعطينا من كل خطية درسًا نافعًا لخلاص أنفسنا.. وهكذا نستفيد من كل أحد نقابله في حياتنا: من بر الأبرار نستفيد قدوة، ومن خطيتنا وخطايا غيرنا نستفيد خبرة وحرصًا.





=
 
أعلى