أشكرك يا أمي الغالية على هذه الزهور الجميلة وكل هذا العطر الذي تنشرين، ربنا يعطر حياتك ويسعد قلبك. تذكرت ـ بعد مشاركتي الأخيرة ـ قصيدة جميلة للشاعر الكبير نزار قباني، تذكرت تحديدا بعض الأبيات التي طالما أدهشتني قديما وطالما وقفت أمامها متعجبا من روعة التعبير وقوته، حيث يصل شاعرنا في هذه الأبيات القليلة ـ بعبقريته وإبداعه ـ إلى إدراك تلك "الوحدة" التي كنت أشير إليها. يقول نزار:
..........................
هل عندكِ شكّ أنّكِ قَبَسٌ من عَيْنَيّْ
ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليَدَيّْ ..
هل عندكِ شكٌّ ..
أنَّ كلامَكِ يخرجُ من شَفَتيّْ؟
هل عندكِ شكٌّ ..
أنّي فيكِ .. وأنَّكِ فيَّ؟
هذه الأبيات القليلة هي لا شك من أجمل ما قرأت تعبيرا عن حالة الاندماج والتماهي أو "الوحدة" كما أسميها، بين المُحب والمحبوب. الوحدة التي ليست شعورا ينتج عن الحب أو يصنعه الحب كما نعتقد عادة، بل هي بالأحرى حقيقة يكشف الحب عنها. فقط يكشف عنها. إن هذه الوحدة، بعبارة أخرى، قائمة بالفعل وحاضرة ـ طوال الوقت، بين جميع البشر، بين سائر الخلائق ـ ولكننا لا نراها أو ندركها إلا بالمحبة. من ثم فالمحبة ليست مجرد عاطفة بل هي حقا كما ذكرت حالة كشف وإدراك ووعي!
***
النص الثاني الذي أود الإشارة إليه أيضا في هذا السياق يأتي هذه المرة من قديسنا الكبير إسحق السرياني. القديس إسحق ـ لمن لا يعلم ـ هو القديس الذي نضرب به المثل عادة في اللاهوت الشرقي كنموذج لكمال الإنسانية وبلوغها غايتها العظمى! هل تذكرين كيف أن الخليقة كلها تنتظر "المجد العتيد" الذي سوف «يُستعلن في أبناء الله»؟ إن الإنسان بحكم طبيعته ـ التي جمعت الماديّ والروحيّ وزاوجت المحسوس والمعقول ـ لا ينفصل أبدا عن الخليقة بل إنه بالعكس يجمعها كلها في طبيعته هذه، وهو من ثم "أقنوم" الخليقة كلها! لذلك «نعلم أن الخليقة كلها تئن وتتمخض معا إلى الآن»، كلها تنتظر أن «تُعتتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله». كلها تنتظر هذا الإنسان الجديد الذي سيباركها ويقدسها ومن ثم يردها إلى الله مرة أخرى!
كان هذا بالضبط هو قديسنا الكبير إسحق السرياني، الذي لم يتأله أو يتقدس فقط بشخصه بل إنه ـ عبر المحبة ـ قدّس الخليقة كلها أيضا في ذاته، قدّس الوجود كله، وهكذا تحقق غرض وجوده الأسمى ورد بسر المحبة خليقة الله إلى خالقها مرة أخرى!
في نص جميل يعبر عن هذه "المحبة الشاملة" يقول إسحق السرياني:
ما هو القلب المُحب؟ إنه القلب الذي يلتهب بالحب تجاه الخليقة كلها، تجاه البشر، والطيور، والبهائم، والشياطين ـ تجاه كل الخلائق! مَن له قلب كهذا لا يرى مخلوقا أو حتى يذكره إلا وامتلأت عيناه بالدموع من فرط الإشفاق الذي يستحوذ على قلبه. إنه قلب رقّ ولان فلم يعد يحتمل رؤية مخلوق يعاني أو يتألم، ولو كان ألمه بسيطا. لذلك لا يكف إنسان كهذا عن الصلاة من أجل الجميع، من أجل الحيوانات، من أجل حتى أعداء الحق والذين يسيئون إليه شخصيا، طالبا أن يحفظهم الله وينقّي قلوبهم. إنه يصلي حتى من أجل الأفاعي والزواحف، تحركه رحمة لا حدود لها، رحمة تتملك على قلوب أولئك الذين هم في اتحاد مع الله!
لتكن هذه إذاً بعض زهوري أيضا يا أمي، ردا على زهورك الجميلة. ختاما أشكرك مرة أخرى وأمتن لمحبتك وسؤالك ربنا يباركك، مع شكرى كذلك لأميرتنا الكلدانية الجميلة التي تعطرنا أيضا وتباركنا بحضورها ومتابعتها، تحياتي ومحبتي وحتى نلتقي.
بافتقد الاخ المبارك الغالي خادم البتول فلقد مرت اسبوعان على اخر مشاركة له عسى ان يكون المانع خيراً وربنا يطمنا عليه ويعيده للمنتدى من تاني امين
وبافتقد الاخ المبارك الغالي عبود عساف فلقد مر 44 يوماً على اخر مشاركة له عسى ان يكون المانع خيراً وربنا يطمنا عليه ويعيده للمنتدى من تاني امين
بافتقد الاخت المباركة الغالية أمة والاخت المباركة الغالية حبو اعدائكم والاخ اامبارك الغالي ادمنتوس والاخ المبارك الغالي كلبماندوس والاخ المبارك الغالي بول اراكي والاخ المبارك الغالي فادي الكلداني والاخ المبارك الغالي جرحس منير والاخت المباركة الغالية سول اند لايف والاخت المباركة الغالية رورو والاخت المباركة الغالية ماريا والاخت المباركة الغالية تماف ماريا والاخت المباركة الغالبة لمسة يسوع والاخت المباركة الغالية اني بل والاخ المبارك الغالي النهيسي والاخت المباركة الغالية الحقيقة والحق والاخت المباركة الغالية كاندي شوب والاخت المباركة الغالية الملكة هيلانة والاخت المباركة الغالية الباحثة عن الحق والاخ المبارك الغالي فوزي والاخ المبارك الغالي الفصول الاربعة والاخ المبارك الغالي ماران آثا والاخ المبارك الغالي خريستوفورس ،والاخت المباركة الغالية ايريني ،والاخ المبارك الغالي عوبديا والاخ المبارك الغالي عبدة عبود والاخ المبارك الغالي بيتار والاخ المبارك الغالي عبد يسوع المسيح والاخ المبارك الكرمة الصغيرة والاخت المباركة الغالية انت شبعي فلقد طال غيابهم عن المتتدى عسى ان يكون المانع خيراً وربنا يطمنا عليهم ويعيدهم البنا وللمنتدى امين
مشاهدة المرفق 4705مشاهدة المرفق 4706مشاهدة المرفق 4707