انا وامي بنمٌر بأوقات عصيبة محتاجين صلواتكم لنا

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أشكرك يا ست نعومة على تعبك ووقتك وتصميماتك، وصدقيني لم يكن هناك داعٍ لكل هذا الجهد خاصة مع احتمال الصدام بأخيكِ المشاكس. وصلتنا بالفعل، كما أخبرتك، أرق العبارات وأروع الزهور بمجرد حضورك، لأن محبة الإنسان ورغبة قلبه الصادقة لأجل الأخرين تفوح دائما كالعطر فتستشعرها أرواحهم وتملأ قلوبهم دفئا وفرحا، كل ذلك دون حتى أي كلمات على الإطلاق. أشكرك يا أمي الجميلة الكريمة دائما كالعادة. :)

أما كلماتك بالتقييم فتستحق التوقف عندها قليلا. تحدثنا بهذا الأمر سابقا ولكن بعض الرسائل تحتاج إلى التكرار أحيانا، خاصة وأننا غالبا ما نختصر كثيرا عند الكتابة للشبكة. نطيل بالتالي هذه المرة قليلا، وأدعوكِ في البداية أن تتأملي يا أمي هذا المثال جيدا:

نفترض أن طفلة ارتكبت خطأ ما كبيرا، كسرت مثلا أحد الأطباق الثمينة، مما أشعل غضب أمها فانقضت عليها صارخة (باللهجة المصرية):
«يا غبية يا غبية يا حيوانة ازاي كسرتي الطبق؟! حِسّك عينك إياكي يا حيوااانة تشيلي أي طبق كده تاني أبدا يا غبية يا مسطووولة».
الآن لنفترض أن هذه الأم امتصت غضبها قليلا قبل أن تنقض هكذا على طفلتها، ثم جاءت أخيرا للطفلة فقالت تقريبا نفس المعنى ولكن كما يلي:
«إزاي كسرتي الطبق؟! اللي يشيل الطبق كده هم الأغبياء بس المساطيل، إنما انتي ذكية بالعكس ذكية جدا يبقا ليه؟! لييييه؟! أوعي تشيلي أي طبق كده تاني أبدا».
.
الآن بعيدا عن مدى لطف العبارة أو عنفها: في الحالة الأولى يستحيل ببساطة على هذه الطفلة أن تطيع الرسالة. لماذا؟ لأن هذه الطفلة ـ حسب تعريف الأم ـ غبية حيوانة مسطولة، وعليه فلابد أن تكسر أي طبق تحمله. هذه حتمية. يتوقف ذلك بالطبع على عوامل عدة كعمر الطفلة مثلا، ولكن هذه الرسالة نفسها من الأم تؤكد بالعكس على تكرار الخطأ، وقد يئول الأمر بالتالي مع هذه الطفلة إلى عقدة نفسية تجاه الأطباق عموما، تمنعها حتى من الاقتراب من أي طبق مطلقا بعد ذلك.

بعبارة أخرى: ما دامت طفلة غبية... إلخ، فكيف تحمل الأطباق إلا كما يحملها الأغبياء؟! إن شخصية الطفل خاصة دون السابعة ـ على خلاف الكبار ـ ما زالت في مرحلة "التكوّن". من ثم حكمت الأم هنا بالفعل بل فرضت على طفلتها فرضا ـ عبر هذه الرسالة ـ أن "تكون" غبية، وأن تسلك بالتالي كالأغبياء، أي على عكس ما تطلب منها تماما!

ستكرر الطفلة بالتالي نفس الخطأ دائما، ليس لأنها "تعصي" الأوامر حقا أو حتى لأنها نسيتها، بل لأنها ببساطة لا "تستطيع" تنفيذها. حرفيا لا تستطيع. لقد سلبتها أمها ـ عندما وصفتها بالغباء ـ "إمكانية" أن تسلك على نحو أفضل. صارت الطفلة بالفعل غبية مسطولة إلخ ـ على الأقل مؤقتا، أو فيما يتعلق تحديدا بالأطباق ـ وبالتالي فهي حرفيا لا تستطيع.

يتكرر بالتالي الخطأ، وغالبا يتكرر العقاب أيضا، وتكون النتيجة أن يتأكد في وعي الطفلة أنها غبية حقا و"تثبت" هذه الهوية. يتحول وصف الغباء من مجرد سباب عابر إلى صفة ذاتية شخصية، حقيقة وجودية ترتبط بالطفلة إلى آخر عمرها.

بالمقابل في الحالة الثانية: الغباء والإدانة والرفض كل ذلك ارتبط بفعل الطفلة أو سلوكها وليس أبدا بذاتها أو هويتها الشخصية. بالعكس وضعت الأم عمدا رسالة إيجابية فيما يتعلق بالذات (انتي ذكية، بالعكس ذكية جدا...). تأكد من ثم لدى هذه الطفلة، دون خلط أو غموض، أن رفض الأم لا ينصب على وجودها أو هويتها نفسها. بالتالي فقط في هذه الحالة، وفقط هكذا، يمكن حقا تعديل السلوك.

***

كما نرى يا أمي الغالية: فرق كبير جدا بين نقدنا أو رفضنا لإنسان معين، وبين رفضنا لفعله أو سلوكه أو أفكاره أو قراراته إلخ. كذلك فرق كبير أيضا حين نمدح أحدا أو نثني عليه: هل نثني على ذاته شخصيا، أم على سلوك معين مثلا قام به؟

هذه هي "استجابات" الإنسان (أو اللمسات Strokes كما تسمى علميا). وتنقسم بالتالي استجاباتنا في هذا العالم ـ فيما نعطي للآخرين أو بالعكس نتلقى منهم ـ إلى أربعة أنواع: إيجابية تتعلق بالذات أو الكينونة، وتسمى لذلك مطلقة أو غير مشروطة (مثال: انتي ذكية جدا). إيجابية تتعلق فقط بالفعل أو السلوك أو الأداء وتكون بالتالي مشروطة أو مقيدة (مثال: إجابتك كانت ممتازة). ثم عكس ذلك: سلبية مطلقة (مثال: يا غبية يا حيوانة يا مسطولة)، سلبية مقيدة (مثال: سلوكك ده كان سلوك غبي).

(تلخيص كل ذلك ـ بالإنجليزية ـ نجده بهذا الجدول، وبتفصيل أكبر في هذا الجدول، ووجدت هنــا أيضا بعض الرسوم الظريفة).

غني عن البيان فإن استجاباتنا من النوع السلبي المطلق ـ أي التي تنقد ذات الآخر وتهاجم كينونته ـ هي نوع من "السم" الزعاف، المدمر بكل ما تعني الكلمة، وقد نقتل بها فعليا أو على الأقل نشوّه بعض الناس في حياتنا، ناهيك عن أطفالنا، دون حتى أن نشعر!

(كما قد تقتلنا أيضا عندما نتلقاها من الآخرين، أو تشوّهنا، أو تسبب لنا إعاقة نفسية دائمة، أيضا دون أن نشعر)!

***

كانت هذه على أي حال مجرد مقدمة ضرورية يجب فهمها جيدا قبل أن ننتقل أخيرا للتطبيق على مستوى الكبار أيضا ـ وفي المجال الروحي بوجه خاص ـ لكي ندرك على سبيل المثال لماذا يتأخر نمونا الروحي كثيرا رغم عظمة المنهج المسيحي، حتى بين الرهبان المكرسين، أو ما هي الآثار المترتبة حقا على قول أحدنا مثلا عن ذاته ـ باسم التواضع المسيحي ـ إنه حقير، أثيم، ضعيف، حشرة، دودة، إلخ! ولكن حيث أطلنا نكتفي اليوم بهذا القدر ونكمل في المرة القادمة بمشيئة الرب، غدا أو بعد غد، فحتى نلتقي.

 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
3894792936.gif
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أشكرك يا أمي الجميلة على ورود المحبة الجميلة :)، فقط أرجو ألا يهدد ذلك أبدا سلامك مع أخيكِ أو يكون على حساب راحتك أو راحته النفسية. أصلي لأجلكما ولأجل أن يدوم الصفو بينكما في هذا البيت المبارك دائما بنعمة الرب.

وأعود بمشيئته ـ في أقرب فرصة ـ لنستأنف ما بدأنا بالأمس فحتى نلتقي.

 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أسعد الله مساءك يا ست نعومة الجميلة ولعلك بكل خير وصحة ومسرة. :16_4_10:

كما رأينا بالرسالة السابقة: فرق كبير يا أمي بين نقدنا السلبي لسلوك أي إنسان أو فعله أو حتى أفكاره وآرائه، وبين نقدنا لذاته، لهويّته وشخصيته نفسها. وبينما نقد السلوك ضرورة أحيانا لتعديله وتطويره، نقد الذات مباشرة ـ كما رأينا في مثال الطفلة "الغبية" ـ بالعكس يعوق نمو الإنسان ويمنع تطور سلوكه بل قد يجعله في بعض الحالات مستحيلا.

ولكن بالمثل أيضا مع الكبار: عندما يرى الإنسان في نفسه أنه ضعيف حقير نتن خاطئ أثيم حشرة دودة.. إلخ، ماذا ينتج عن هذا؟ هل يمكن لهذا الإنسان أن يتطور في أي اتجاه؟ هل يمكن أن ينجح في حياته أو علاقاته؟ هل يمكن أن ينمو حتى روحيا؟ إذا كانت "هويّتي" نفسها أنني حقير مثلا، كيف يمكن لي ـ وأنا حقير ـ أن أسلك سلوكا مختلفا؟ ما دمت أرى نفسي حقيرا: فكل ما أفعله سيكون بالضرورة حقيرا. ما دمت أرى نفسي حقيرا: فلست أملك حتى القدرة على تغيير ذلك. قدرتي الوحيدة هي فقط أن أكون حقيرا وأن أظل حقيرا وأن أسلك دائما كالحقراء. لأنني ببساطة حقير. الحقارة هنا ليست وصفا لخطأ معين وقعت فيه أو عادة تستعبدني أو حتى خطيئة ارتكبتها، بل "هويّتي" نفسها أنني حقير.

نترجم ذلك بالتالي مسيحيا بالفصل بين "الإنسان العتيق" من ناحية ـ إنسان السقوط والعبودية والخطيئة ـ و"الإنسان الجديد" من ناحية أخرى، المولود من الله، إنسان النعمة والخلاص والتحرر.

عندما أرى أنني حقير أو أصف نفسي بالحقارة: أفقد فوريا هويّة الإنسان الجديد وأتحول إلى الإنسان العتيق دون أن أشعر. أصير هذا العتيق. أتنازل عن بنوة القدوس وعن جنسية السماء وعن كل نعمة وأسقط مرة أخرى في بئر الظلمة والألم والموت.

غير أنني ـ وقد صرت إنسانا عتيقا ـ ما زلت أريد الخلاص. أريد الصعود من قاع هذا البئر. لذلك ما زلت أحاول وأجاهد. ما زلت أصلي وأصوم. ما زلت أخدم وأساعد وأعطي وأبذل كل أستطيع مخلصا.

ولكن هيهات! رغم كل ذلك: لا يتغير الموقف كثيرا ولا أشعر بأي نمو حقا. لماذا؟

لأنه كما أن الحقير لا يمكنه ـ لأنه حقير ـ إلا أن يكون كذلك، بالمثل هذا الإنسان العتيق: يستحيل عليه ـ لأنه عتيق ـ إلا أن يكون عتيقا. يستحيل على الإنسان العتيق مهما فعل أن يتحول فيصير إنسانا جديدا! الإنسان العتيق ـ بحكم هويّته هذه نفسها ـ لا يملك إلا أن يكون عتيقا وأن يظل عتيقا.


لذلك فالمسيحية لا تحوّل الإنسان العتيق إلى إنسان جديد. المنهج المسيحي لا يطلب منا أبدا تطوير إنساننا العتيق أو تنميته أو تغييره على أي نحو كي يصير جديدا. بالأحرى يطلب صلب هذا العتيق، القطيعة التامة معه، الخروج كليا من هذه الهويّة نفسها للدخول بالأحرى في هوية جديدة تماما، هوية الرب ذاته، هوية الإنسان الجديد!

بل لذلك أيضا كان حتميا أن يتأنسن الإله! ببساطة وكما أوضحنا: لأن الإنسان العتيق ـ مهما فعل، وبأية صور من الصور ـ يستحيل عليه بحكم هويّته هذه نفسها أن يجدّد ذاته! كان حتميا بالتالي أن يأتي الإنسان ـ الذي لم يكن عتيقا وتجدّد بل هو منذ البدء جديد ـ ثم من هذا الواحد تولد كل الإنسانية الجديدة!


من هنا ختاما، أمي الغالية، لا خلاص لهذا «الضعيف الحقير النتن الخاطئ الأثيم الحشرة الدودة...»! لا خلاص أبدا! خلاصنا وتحررنا ونمونا الروحي وفيض النعمة وأشراقها فينا: كل هذا يبدأ بالعكس عندما ننقطع بالأحرى تماما عن هذا «الضعيف الحقير النتن الخاطئ....»! يبدأ عندما نتحول عن هويتنا هذه نفسها، نترك هذا الإنسان الذي طالما عرفناه وصاحبناه جانبا، نتخلي تماما عنه، بل نعلن بكل شجاعة موته، ثم نولد في الرب من جديد. لا في جرن الماء بل في أعماق قلوبنا وبكل وجداننا وأفكارنا نولد من جديد!

_____________________

* وصف الضعيف الحقير وغيره، حين يستخدمه أباؤنا خاصة الكبار أحيانا، حالة خاصة لا علاقة لهذه الرسالة بها. هذا الوصف لا يعكس "صورة الذات" أو يتعلق بهوية الإنسان، وإنما سلاح لصد ما يُسمى "ضربات اليمين"، حين تكون التجارب بالعكس إيجابية لا سلبية، كالشهرة مثلا أو نجاح الخدمة، فيميل الشيطان عندئذ بالإنسان إلى أفكار البر الذاتي أو الكبرياء، أو إلى اعتبار نفسه أفضل من غيره أو أهم أو أعظم. لذلك فالكبار عادة هم مَن يصفون أنفسهم هكذا أحيانا، بالتحديد لأنهم كبار، وهذه من ثم حالة خاصة تخرج تماما عن موضوع هذه الرسالة وهدفها.
 
التعديل الأخير:

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
يا سيدي الفاضل الغالي على قلب الله الاخ المبارك خادم البتول
انا محروقة نفسياً وعاطفياً في داخلي وفي قلبي جروح عميقة بتئن امدها طويل جداً منذ اكثر من نصف قرن من الان وانا باخدم اخي وامي ليل نهار حتى ساعات انسى نفسي وادويتي مفضلتهما على نفسي وصحتي وهنا يقولون لي يجب ان تعتني بنفسك اولاً ثم بامك واخيك ولكنني لا استطيع رغم المعاملة السيئة لحد الان فانا احبهما ولكنني فقدت الشهية للطعام واتناول وجبة واحدة في اليوم فقط واشعر بانني بلا طاقة فكيف اعتني بهما واحيانا اوشك على الاغماء والسقوط على الارض او من اعلى السلم لاسفله او الوقوع على ظهري وانا لا اشتكي ابداً بل اشرح لك حالتي ارجوك صلي لاجل ضعفي وصلي خصوصاً لاخي الصغير لانه اصبح مكتئباً نفسياً ولديه حالات صرع شديدة من الغضب المستمر ويضرب الان رأسه بحذائه بكل قوته حتى ينهي حياته ويتخلص مني انا اولاً ومن امي ثانياً وصلي من اجل امي ايضاً شاكرة لك تعبك ووقتك ومجهودك وممتنة لك جداً لمحبتك ولعطفك ولحنانك وربنا يديمك بركةً لينا جميعاً امين
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
[COLORانا ادنى خدام المسيح واقلهم شأناً ومعرفةً وفهماً وحب المسيح لي وحبي له بيكفيني ومن دون المسيح ونعمته ورحمته وفرحه وسلامه انا لا استطيع ان اكتب او افعل شيئاً فانا عندما افعل اي شئ انا بأخدم المسيح فعندما باخدم اسرتي انما انا بأخدم شخص المسيح نفسه وشعوري بكوني خاطئة بل اول الخطاة انا كما قال الرسول بولس لانني دوماً يبغي ان اشعر بانني بحاجة لخلاص وتدخل المسيح في حياتي لانني ينبغي. دوماً ان أنقص وهو وحده يزيد والهدف من خدمتي هو مجد اسم المسيح القدوس تبارك اسمه القدوس للابد امين ???????
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
يا سيدي الفاضل الغالي على قلب الله الاخ المبارك خادم البتول
انا محروقة نفسياً وعاطفياً في داخلي وفي قلبي جروح عميقة بتئن امدها طويل جداً...


ربنا يسندك ويعينك يا أمي الغالية ويشفي كل حروقك وجروحك. السؤال الأول والأهم يا أمي: هل إنتي تريدي الشفاء فعلا؟

أيوه طبعا ظاهريا كل إنسان يتألم يريد الراحة بالتأكيد من آلامه ويبحث عن الشفاء. ولكن ده ظاهريا فقط. المهم في أعماقنا ماذا نريد فعلا؟ ماذا حقا نريد في هذا المستوى الذي يسمونه العقل الباطن؟ في أحيان كثيرة بينما ظاهريا نريد الشفاء ونطلبه، داخليا في أعماقنا ـ وده الأهم ـ بتكون الحقيقة بالعكس: أننا لا نريد الشفاء. نريد أن نبقى في حالة ألم. بالتالي انظري جيدا في أعماقك يا أمي واسألي نفسك هذا السؤال: هل أريد الراحة فعلا؟ هل أطلب الشفاء حقا؟

(لا نريد الشفاء لأسباب كتير: أحيانا مثلا ـ من كثرة الجراح أو الظلم الواقع علينا ـ بتتكوّن جوانا شخصية اسمها "شخصية الضحية". دي طريقة من الطرق اللي العقل بيلجأ ليها لتبرير الألم واحتماله. ليه كل هذا الظلم والاضطهاد والألم؟ الإجابة: لأن أنا ضحية! مع الوقت: تصبح "الضحية" هي شخصية الإنسان فعلا أو هويّته. بالتالي الشخص الذي "يتقمص شخصية الضحية" بدون أن يشعر يطلب الشفاء ظاهريا ولكن في أعماقه يريد أن يبقى في حالة ألم. الألم هو أساس شخصيته نفسها. الألم هنا أصبح وكأنه "بيته" اللي بيرتاح فيه ولا يستطيع الراحة في أي مكان غيره. ده طبعا مجرد مثال فقط لا أكثر).

جروح عميقة بتئن امدها طويل جداً منذ اكثر من نصف قرن من الان...


منذ اكثر من نصف قرن كانت الطفلة نعومة ـ حسب فهم الطفلة وإمكانياتها ـ في موقف مؤلم جدا. كان مؤلم جدا ـ وقتها من نصف قرن ـ ببساطة لأنها كانت طفلة. يعني مؤلم بالنسبة للطفلة نعومة، مش ليكي انتي نفسك حاليا. نعومة حاليا ـ بعد نصف قرن ـ أصبح عندها نضج أكبر وفهم أعمق وخبرة أوسع. أصبح عندك حتى القدرة تفهمي وتبرري ليه هذا الأب مثلا أو هذا الأخ عمل كده مع هذه الطفلة نعومة. بل أصبح عندك حتى القدرة انك كمان تسامحي كل ده. باختصار: تغيرتي. انتي مش نفس الطفلة نعومة أبدا من نصف قرن، انتي شخص تاني مختلف تماما.

مع ذلك أول ما تفتحي "حقيبة الذكريات" ينهمر شلال الألم. لكن ده يا أمي مش ألمك انتي شخصيا وإنما ألم الطفلة نعومة. سبب الألم هو إننا بنحتفظ بالذكريات بدون تفريغها أولا من شحنة الألم. بتفضل بالتالي محتفظة بكل آلامها ولو لنصف قرن أو حتى قرن كامل!

دورنا بالتالي ـ بعد ما كبرنا وفهمنا ونضجنا، بعد ما اتغيّرنا تماما وكليا وحتى اتغيروا أيضا أو ماتوا كل اللي سببوا لنا الألم ـ دورنا هو أولا: إننا نفصل نفسنا عن هذه الذكريات، ناخد مسافة منها، ونتذكر إنها ذكريات الطفلة نعومة. كل الألم ده مش "حقيقة" في حياتنا حاليا وإنما "خبرة" طفلة صغيرة من أكتر من نصف قرن.

دورنا ثانيا: هو إننا نفرّغ هذه الذكريات من شحنتها العاطفية، شحنة الألم المحتفظة بيها من سنين. يعني بعد ما نفصل نفسنا أولا عن الذكري وناخد مسافة: ننظر بفهم وعمق ومحبة لكل ما حدث، نحاول تبرير كل الأخطاء وكل القسوة أو على الأقل نحاول نفهمها، ونحاول نسامح أيضا. ده احنا نقدر دلوقتي نعمله أخيرا بعد ما كبرنا ونضجنا ـ واللي الطفلة نعومة لم يكن ممكن طبعا إنها تعمله أبدا وبالتالي تألمت كثيرا وعميقا. دورنا بالتالي ثانيا هو إننا نطهّر أنفسنا ونفرّغ ذكرياتنا من كل هذا الألم. مش لازم أبدا "ننسى" ذكرياتنا وتاريخنا، فقط المطلوب تفريغها وتطهيرها من كل هذه السموم، كل مرارات الحزن والانكسار والألم.

وانا باخدم اخي وامي ليل نهار حتى ساعات انسى نفسي وادويتي مفضلتهما على نفسي وصحتي وهنا يقولون لي يجب ان تعتني بنفسك اولاً ثم بامك واخيك ولكنني لا استطيع رغم المعاملة السيئة لحد الان فانا احبهما...


طبعا لازم تعنتني بنفسك أولا!
icon10.gif
ده شرط أصلا مش بمزاجك، وإلا تكون محبتك غير كاملة ويمكن حتى غير صادقة أحيانا!

وبعدين انتي راهبة ـ صح؟ مش اتفقنا انك راهبة؟ :) في بعض أنظمة الرهبنة يوجد صلاة معينة بيصليها الرهبان يوميا ـ يوميا، صلاة هامة جدا طقس أساسي مش هزار ـ عبارة عن صلاة للآخرين على مستويات. الصلاة نفسها نص قصير عادة ويتكرر. مثلا: ليكن يارب "فلان" بكل صحة وعافية، بكل سعادة، بكل سلام، بكل محبة بين الناس. بعد كده بقا طريقة الصلاة نفسها: أولا تصلي للأقربين تماما، الأب والأم مثلا. ثانيا: تصلي للأصدقاء والمعارف (وطبعا تستحضري في ذهنك الشخصيات دي كلها فعلا). ثالثا: تصلي للغرباء اللي مفيش بينك وبينهم أي علاقة أو مشاعر معينة (مثلا أحد المارة اللي لفت نظرك صباحا في الشارع، الويتر أو النادل اللي أحضر ليكي العشاء في المطعم، البنت الكاشير اللي تعاملتي معاها في السوبر ماركت، إلخ). أخيرا.. تصلي لأعدائك.

(الصلاة دي نفسها في الحقيقة نوع من التدريب للراهب وفي غاية الأهمية، أدعوكي تجربيها. انتي بستحضري أولا هذه المشاعر في قلبك فعلا، ومن قلبك لكل خلية في جسدك، ثم توجّهي كل ده للآخر وانتي شايفاه في خيالك كأنه حاضر أمامك. بالتالي على ما توصلي للمستوى الأخير ـ أعدائك ـ بتكوني فعلا "اتشحنتي" بطاقة محبة غير عادية وبيكون الأمر أسهل بكتير مما يبدو، وبالتالي بيقدر هنا الإنسان يصلي بصدق فعلا لكل أعدؤه).

المهم بقا من كل الحكاية الطويلة دي إيه: هذه الصلاة تبدأ ـ شرط أساسي ـ بالصلاة لنفسك أولا يا ست نعومة. :) لازم حتما لازم تبدأي بنفسك أولا وبنفس الكلمات بالنص اللي بتصليه لغيرك. يعني أول كلمة: لأكن يارب أنا نعومة بكل صحة وعافية، بكل سعادة، بكل سلام، بكل محبة بين الناس! ده مفتاح الصلاة كلها أصلا يا أمي، وبردو لازم يكون بنفس الصدق والإحساس مش مجرد كلمات باللسان! :)

طبعا سبب ده روحيا يطول شرحه. بالتالي بس تذكري انك طبعا لازم تهتمي بنفسك أولا وحتى تحبي نفسك أولا وبكل صدق، تماما كما يحبك الرب، وإلا محبتك للآخرين لن تكتمل أبدا.


أطلنا كثيرا ونكتفي بالتالي بهذا القدر. في النهاية معلش يا أمي واحدة واحدة كده وبالتدريج ح تلاقي نفسك بمشيئة الرب في مكان أحسن وحالة أفضل بكتير. تأكدي: إذا كنتي فعلا تريدي الشفاء من كل هذه الجروح والحروق والآلام يبقا ح تشفي حتما منها، ح تشفي تماما، و«بحسب إيمانك ليكن لك»!

 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
اخي المبارك الغالي على قلب الله الاخ العزيز خادم البتول
اسرتي تعاملني وانا في الستين من عمري كما كانت تعاملني وانا طفلة لا شئ احتراماً لمشاعري الخاصة ولا شئ احتراماً لشخصيتي ويكسروا شخصيتي امام الناس وينعتوني بالمجنونة والمعتوهة والمنغولية والمعاقة من كليهما والى اخر يوم في عمري
وانا ناذرة نفسي للمسيح وانا بأغفر لهم اسائتهم لي كلما فعلوا لانهم لا يدرون ما يفعلون وانا طبعاً نعم راهبة في بيتي ليس بالضرورة في الدير وانا تعودت على معيشتي هكذا لانها لا سنة ولا سنتين بل كل عمري هكذا مذلولة مهانة وليس معززة ومكرمة في بيت اسرتي ولم اشعر بشئ اسمه الحب والحنان الا لما التجأت لشخص المسيح نفسه وهو بيصبرني على طول ويده في حياتي باينة كلما اطلب منه شئ يستجيب اذ رجّع عمل اخي الصغير بعد ان كانت الامور مغلقة في وجهه وانا كنت بأصلي لكل شخص اعرفه قبل نومي ولكنني الان مريضة اشعر بالتعب المزمن منذ اشهر طويلة والاطباء بيعملوا تحاليل دم باستمرار ولا بيظهر شئ او مرض عضوي فما ان اضع رأسي على المخدة بأنام من شدة التعب وانا بأكرم الاشخاص هنا الذين لا يستطيعون رد اكرامي لهم بباقات ورد وبطاقات ورسائل تهنئة بأعياد ميلادهم وأعياد ميلاد اطفالهم طفل طفل وربنا بيشهد على كلامي هذا واقول لهم انما افعل ذلك لمجد اسم المسيح وحده لا اكثر ولا اقل وانا لا اتوقع منهم شيئاً فمن يكرم هؤلاء انما بيكرم شخص المسيح لانهم اخوة المسيح الاصاغر وانتظر الاكرام من شخص المسيح وحده
اما جروحي فانشاء الله وبنعمة المسيح ورحمته الفائقتين سأتحرر منها لانني محبوبة من قبله اولاً ومنكم ثانياً فالف شكر على محبتكم وتعضيدكم ووقتكم وجهدكم لمساعدتي وربنا يديمكم بركة لينا جميعاً امين
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
اسرتي تعاملني وانا في الستين من عمري كما كانت تعاملني وانا طفلة لا شئ احتراماً لمشاعري الخاصة ولا شئ احتراماً لشخصيتي ويكسروا شخصيتي امام الناس وينعتوني بالمجنونة والمعتوهة والمنغولية والمعاقة من كليهما والى اخر يوم في عمري
...
لا سنة ولا سنتين بل كل عمري هكذا مذلولة مهانة وليس معززة ومكرمة في بيت اسرتي


إذاُ فين المشكلة الحقيقية هنا؟ المشكلة في أفكارك نفسها با أمي. المشكلة مش لأنك «غير معززة مكرمة في بيت أسرتك» أو لأنك «مهانة وانتي في الستين من عمرك». بالأحرى المشكلة هي إنك تعتقدي ـ تعتقدي ـ تعتقدي وتصدقي وتؤمني ـ أنه هكذا يجب أن تكون الأمور! ده نفسه هو الخطأ الرئيسي يا أمي. اعتقاداتنا وتصوراتنا وافتراضاتنا نفسها الخاطئة عن الحياة هي المشكلة.

ليه مشكلة؟ لأن فيه دايما فرق بين «الواقع» من ناحية و«ما يجب أن يكون عليه الواقع» حسبما نعتقد من ناحية أخرى. الفرق ده هو تحديدا سبب المعاناة وكل الآلام.

لازم أكون معززة مكرمة في بيت أهلي. طيب إذا لم يحدث؟ أشعر بالتعاسة والمعاناة! لازم أخي وأمي يُظهروا الاحترام لي ولا يهينوني أو يكسروني أبدا أمام الناس. طيب إذا لم يحدث؟ أشعر بالتعاسة والمعاناة!

بالمثل: لازم اتجوز ويكون عندي بيت سعيد وأسرة جميلة.. لازم أوصل لمنصب مدير في العمل.. لازم أحقق مليون جنيه.. لازم أركب عربية موديل أحدث.. لازم أشتري الفستان الأسود ده بأي تمن.. لازم المنتدى يبقى أنشط منتدى مسيحي على الشبكة.. لازم....


لكن دي كلها أفكارنا إحنا فقط، تصورنا عما «يجب أن يحدث» أو «يجب أن يكون عليه الواقع» لكي نكون سعداء! مجرد أفكار وتصورات وافتراضات لا أكثر!

وكل ده جميل، كلها أفكار مشروعة وتصورات منطقية وخطط بسيطة. لكن الخطأ هو إننا ربطنا سعادتنا بكل هذه الأفكار والتصورات والخطط! جميل طبعا أنه لا أحد يهينك أبدا وإنك تعيشي معززة مكرمة تماما في بيتك. لكن إذا لم يحدث؟ إنتي بردو سعيدة يا أمي. لا شيء ينتقص أبدا من سعادتك. أبدا. لأن سعادتك لا تعتمد على تصورات معينة لازم تتحقق أولا في الواقع، بالأحرى تنبع سعادتك من حقيقة ثابتة لا تتغير، هي حقيقة الحضور الإلهي الدائم حضور الرب ذاته في قلبك وفي حياتك ـ بغض النظر تماما عن الواقع ده بعد كده فيه إيه وماشي إزاي.

بالتالي دايما نقول: سبب المعاناة مش هو أبدا ما يحدث في الواقع يا أمي وإنما "علاقتنا" بما يحدث في الواقع. طالما عندنا أفكار وتصورات وافتراضات مسبقة: إذاً ح تكون علاقتنا بالواقع علاقة مقاومة لا علاقة قبول. ببساطة ح "نقاوم" ما يحدث لأنه لا يتفق مع هذه الأفكار، وهنا المقاومة دي هي سبب المعاناة، بل هي تحديدا المعاناة.


ولكنني الان مريضة اشعر بالتعب المزمن منذ اشهر طويلة والاطباء بيعملوا تحاليل دم باستمرار ولا بيظهر شئ او مرض عضوي فما ان اضع رأسي على المخدة بأنام من شدة التعب


كله مرتبط ببعضه يا أمي الجميلة، كله مرتبط. طبعا مفيش سبب عضوي، وحتى لو فيه: نصف أتعابك الجسدية دي على الأقل ح تختفي تماما بمشيئة الرب إذا تطهّر العقل من سمومه والقلب من جراحه وأحزانه. رجاء بس ألا تتعجلي أو حتى تهتمي بأي رد على ضعفي، فقط خذي وقتك واقرأي جيدا رسائلي وتأمليها حتى تصل الرسالة أولا ويستوعبها عقلك وقلبك تماما.


اما جروحي فانشاء الله وبنعمة المسيح ورحمته الفائقتين سأتحرر منها


باشا! والله باشا بنت باشا! أيوه كده يا برنس هو ده الكلام! ويا سلام سلّم نعومة بتتكلم!
icon10.gif


أيوه يا أمي هو الإيمان ده والثقة بعمل الرب ونعمته هو بعون الله سر الشفاء التام. اثبتي بقا على كده ولا تتركي للأحزان أو الذكريات أو حتى إهانات الحاضر وإحباطاته أن تغيّر هذا أبدا. وأشكرك ختاما يا أمي الجميلة على المشاركة، احنا بالعكس اللي يسعدنا ويشرفنا أن يستخدمنا الرب في أي تعضيد حقا أو مساعدة. تحياتي ومحبتي وحتى نلتقي.

 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
يا اخي الفاضل العزيز المبارك على قلب الله الاخ العزيز خادم البتول
احنا بنمر في اوقات عصيبة واخي الصغير مريض نفسياًً وجسدياً بيطلع حزنه وحرقته بسبب كونه غير متزوج لحد الان بينا انا وامي بيضربنا وبيشتمنا وعندما تركت الخدمة هنا سائت احوالنا فلا احد يتصور او يتخيل العيشة اللي عايشينها معه كنت اتصور انها ستتحسن وستمر بنا الحياة بسلام ومن دون شجار او صراخ وبصقه في وجوهنا ومن مظهره تسكنه الشياطين لانه يردد ويقول لي سأقتلك في يوم ما وانت نائمة بالسكين وادخل السجن واتخلص منك ومن مسؤوليتك وانا والله يشهد على كلامي هذا وسيحاسبني عليه غداً ربما انا بحبه وباخدمه ليل نهار وباتمناله كل خير وتوفيق وسعادة وهو الان بيضرب رأسه بحذائه وبكل قوته حتى يتكون نزيف في دماغه لانه بيحاول انهاء حياته الان بهذه الطريقة لذا ارجوكم ارفعوا صلاة خاصة على نيته وخلاصه بالرب يسوع حتى يحوله الرب من كافر الى عابد وخادم له هذه امنيتي له وانا دخلت حتى اشرح الظروف البائسة التي نمر بها هذه الايام فهو مشحون من عمله المتعثر والمهدد بالايقاف في اية لحظة وهذا سبب اخر ليقتنص اي كلمة او تصرف منا لا يعجبه حتى ينفجر بنا ارجوكم واتوسل اليكم هو محتاج الى صلواتكم الجماعية اضافة الى صلواتي وصلوات امي المريضة المسنة التي لا حول ولا قوة لها الا البكاء وتطلم يديها على وجهها عندما تراه بهذه الوضعية وهذا الدخول والتهنئة بعيد ميلاد My Rock بعيد ميلاده الميمون سيكلفني الكثير وانا ممتنة وشاكرة لكل من سيصلي من اجله فهو من داخله طيب القلب وحنون لكن ظروفه تعيسة
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
قال المسيح له كل المجد ( صلوا لاجل بعضكم البعض) وانا باطلب صلاة خاصة في المنتدى على نية وعلى نية افراد اسرتي من اجل شفائنا الجسدي والروحي وانا كمان بأصلي على نيتكم جميعاً أحبتي اعضاء منتديات الكنيسة الاعزاء الكرام فكلما ارسل رسالة خاصة او رسالة عادية او ايميل لبعضً منكم يخرج من المنتدى ان كان موجوداً او لا يستجيب اصلاً هل انا بأطلب المستحيل منكم أحبتي الكرام وصدقونني الصلاة الجماعية مقتدرة في عملها او أنني لا استحق منكم صلاة جماعية على نيتي ونية افراد اسرتي فانا منكم وفيكم وانا لست غريبة فانا اختكم في المسيح وزميلتكم في الخدمة منذ سبعة سنوات من الان أهكذا يتم مكافئتي منكم منتظرة صلواتكم الجماعية لنا مع جزيل الشكر والتقدير
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
لن ادخل المنتدى ان لم ترفعوا صلاة جماعية في المنتدى لاجلي ولاجل افراد اسرتي وستخسرون عضويتي لديكم وشكري وتقديري لكل من سيصلي من اجلنا
 
التعديل الأخير:

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
الكل يدخل ويقرأ طلبي ويتجاهله وهذا اعتراف ضمني بأنكم لا تريدونني بينكم اشكركم على كل حال وبالتوفيق والصحة والعافية للحميع
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

سلام المسيح يا ست نعومة وكل سنة وإنتي طيبة والأسرة جميعا بكل خير. :)

معلش يا أمي التوقيت بس يمكن غير مناسب. علاوة على ذلك فكثرة الشكوى نتيجتها الطبيعية بل الحتمية أن يتصرف الناس هكذا عنا بل أن يهربوا حتى منا ومن رسائلنا. الشكوى الدائمة هي في الحقيقة علامة من علامات "الفامباير" (Vampire) أو "مصاص الدماء" كما يسمونه في الدراسات الروحية وحتى النفسية أحيانا. طبعا بالمعنى المجازي وليس كما بأفلام الرعب، لأن الفامباير هنا لا يمتص حقا دماء الآخرين حرفيا ولكنه يمتص طاقتهم الداخلية. يتركهم بالتالي بعد كل لقاء معه في حالة جفاف وتعب وربما إعياء شديد، نفسيا ووجدانيا وحتى جسديا أيضا. بل في بعض الحالات المتطرفة ـ عندما يكون الفامباير قوي جدا وجائع جدا ـ قد يموت الإنسان بالفعل بعد لقائه مع شخص كهذا خاصة إذا كان لقاء طويلا!

طبعا لا أقصدك بذلك ولكن فقط أفسر لماذا قد ينصرف الناس لا إراديا عن شخص معين: أحد أهم الأسباب هو أنه ببساطة كثير الشكوى، لا يتغيّر، لا يطوّر من نفسه أبدا أو من حياته وعلاقاته ولا يريد، يحمل دائما "عقلية الضحية" ويعيش وفقا لها، وهكذا. الناس لا يستطيعون التعامل طويلا مع شخص كهذا أبدا، خاصة وأنهم بالفعل يستشعرون في أعماقهم ـ ولو دون وعي ـ أنه قد يكون فامباير حقا كما قلنا، دون أن يعرف هو نفسه ذلك. بل قد يكون بالعكس شخصا جميلا، طيبا نقيا، لكنه مع ذلك يعيش للأسف على طاقة الآخرين ومشاعرهم وانتباههم، يستنزفهم طوال الوقت ويستنزف عقولهم وقلوبهم دون أن يقصد، يكاد حتى يقتلهم تماما في النهاية من فرط التعب والإعياء والجفاف الذي يسببه لهم!

***

عموما أنتِ بالتأكيد لم تصلي أبدا لهذا الحد، ولكني أحذرك من الوصول إليه دون أن تشعري. أيضا هناك لا شك أسباب أخرى عديدة لصمت الناس، أهمها على الأقل أن عدد الحاضرين بالفعل هنا محدود جدا فيما أعتقد، سواء لظروف المنتدى عموما أو لظروف التوقيت وأيام الصوم الطويلة حاليا وهكذا.

على أي حال لا تحزني يا أمي ولا تحمّلي الأمور أكثر مما تحتمل. ثقي أننا نعتز كثيرا بك ونصلي دائما لأجلك. فقط كُفي عن الشكوى، فضلا كفي تماما عن الشكوى، حتى لا ينزعج الناس أكثر من ذلك ويخافوا منك وربما حتى يهربوا من أمامك مستقبلا (وأقصد هنا الشكوى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كما في طلبات الصلاة مثلا). بدلا من ذلك أكتبي لنا ـ مثلا ـ عن الأخبار الحلوة واللحظات الإيجابية الجميلة أيضا في حياتك، خاصة مع أخيكِ هذا الذي طالما شكوتِ منه. بدلا من ذلك أرسلي إلينا على الأقل صلاواتك أيضا لأجل الآخرين، طالما أنك تصلين بالفعل من أجلهم كما تقولين.

بكل حال انسي "نعومة" دي تماما يا أمي. اخرجي من "دائرة نعومة" الشخصية الفردية الضيقة ـ بقصة أخوها وقصة مرضها وكل قصصها بلا استثناء ـ إلى فضاء الحياة والآخرين والخليقة الرائعة كلها من حولك. أنتِ أمام معجزة حقيقية باهرة بكل ما تعنيه الكلمة ليس في كل إنسان بل في كل عصفور أو حتى بعوضة! ألا ترين؟ عمرك كله لا يكفي لكي تستقبلي وتفهمي حقا ما تحاول شجرة واحدة فقط هنا أو هناك أن تخبركٍ به! ألا ترين؟ ألا تنظرين على الأقل وتقفي قليلا لتتأملين؟ اخرجي بالتالي فضلا من هذه الدائرة الذاتية الخانقة لكي تكتشفي الحياة حقا، بل لكي تعيشي ابتداء لأنك لم تعبشي أصلا ولم تبدأي حياتك بعد! معظمنا بالأحرى موتى يتمدد كل منهم داخل شرنقته الذاتية الخاصة التي لا يخرج منها أبدا، من ثم عميان حقا لا يرون للأسف أي شيء، بل جثث تكاد تنتن في عزلتها ووحدتها وسجنها البارد الرهيب!

أعرف أنك لا تقرأين رسائلي ومع ذلك أكتب على أي حال، حسب إرادة الرب ومشيئته، ومَن يدري لعلك تقرأين ذات يوم. فلا تحزني يا أمي الغالية ولا تحمّلي الأمور أكثر مما تحتمل. ربنا يرشدك ويرشدنا جميعا ويقتح عيوننا وقلوبنا ويفيض علينا بنعمته ومحبته وأنواره، لأجلك ختاما أطيب المنى وعلى المحبة دائما نلتقي.
:16_4_10:

_____________________

ملاحظة: معلش يا ست نعومة لا أستطيع التعليق على أي شيء في قسم المباركين ولا أستطيع حتى دخول هذا القسم أصلا، لأني ببساطة عضو "غير مبارك".
icon10.gif
(من ضمن الأسباب هو إني مش عايز ألبس أبدا البدلة الخضرا بتاع المباركين دي وعجباني الجلابية الزرقا بتاع المطاريد والغلابة ـ راجل فقري بقا تقولي إيه!)
icon10.gif
عموما دي قصة طويلة ليس محلها هنا، لكن معلش سامحيني لعدم المشاركة بأي موضوع هناك.


 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76

سلام المسيح يا ست نعومة وكل سنة وإنتي طيبة والأسرة جميعا بكل خير. :)

معلش يا أمي التوقيت بس يمكن غير مناسب. علاوة على ذلك فكثرة الشكوى نتيجتها الطبيعية بل الحتمية أن يتصرف الناس هكذا عنا بل أن يهربوا حتى منا ومن رسائلنا. الشكوى الدائمة هي في الحقيقة علامة من علامات "الفامباير" (Vampire) أو "مصاص الدماء" كما يسمونه في الدراسات الروحية وحتى النفسية أحيانا. طبعا بالمعنى المجازي وليس كما بأفلام الرعب، لأن الفامباير هنا لا يمتص حقا دماء الآخرين حرفيا ولكنه يمتص طاقتهم الداخلية. يتركهم بالتالي بعد كل لقاء معه في حالة جفاف وتعب وربما إعياء شديد، نفسيا ووجدانيا وحتى جسديا أيضا. بل في بعض الحالات المتطرفة ـ عندما يكون الفامباير قوي جدا وجائع جدا ـ قد يموت الإنسان بالفعل بعد لقائه مع شخص كهذا خاصة إذا كان لقاء طويلا!

طبعا لا أقصدك بذلك ولكن فقط أفسر لماذا قد ينصرف الناس لا إراديا عن شخص معين: أحد أهم الأسباب هو أنه ببساطة كثير الشكوى، لا يتغيّر، لا يطوّر من نفسه أبدا أو من حياته وعلاقاته ولا يريد، يحمل دائما "عقلية الضحية" ويعيش وفقا لها، وهكذا. الناس لا يستطيعون التعامل طويلا مع شخص كهذا أبدا، خاصة وأنهم بالفعل يستشعرون في أعماقهم ـ ولو دون وعي ـ أنه قد يكون فامباير حقا كما قلنا، دون أن يعرف هو نفسه ذلك. بل قد يكون بالعكس شخصا جميلا، طيبا نقيا، لكنه مع ذلك يعيش للأسف على طاقة الآخرين ومشاعرهم وانتباههم، يستنزفهم طوال الوقت ويستنزف عقولهم وقلوبهم دون أن يقصد، يكاد حتى يقتلهم تماما في النهاية من فرط التعب والإعياء والجفاف الذي يسببه لهم!

***

عموما أنتِ بالتأكيد لم تصلي أبدا لهذا الحد، ولكني أحذرك من الوصول إليه دون أن تشعري. أيضا هناك لا شك أسباب أخرى عديدة لصمت الناس، أهمها على الأقل أن عدد الحاضرين بالفعل هنا محدود جدا فيما أعتقد، سواء لظروف المنتدى عموما أو لظروف التوقيت وأيام الصوم الطويلة حاليا وهكذا.

على أي حال لا تحزني يا أمي ولا تحمّلي الأمور أكثر مما تحتمل. ثقي أننا نعتز كثيرا بك ونصلي دائما لأجلك. فقط كُفي عن الشكوى، فضلا كفي تماما عن الشكوى، حتى لا ينزعج الناس أكثر من ذلك ويخافوا منك وربما حتى يهربوا من أمامك مستقبلا (وأقصد هنا الشكوى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كما في طلبات الصلاة مثلا). بدلا من ذلك أكتبي لنا ـ مثلا ـ عن الأخبار الحلوة واللحظات الإيجابية الجميلة أيضا في حياتك، خاصة مع أخيكِ هذا الذي طالما شكوتِ منه. بدلا من ذلك أرسلي إلينا على الأقل صلاواتك أيضا لأجل الآخرين، طالما أنك تصلين بالفعل من أجلهم كما تقولين.

بكل حال انسي "نعومة" دي تماما يا أمي. اخرجي من "دائرة نعومة" الشخصية الفردية الضيقة ـ بقصة أخوها وقصة مرضها وكل قصصها بلا استثناء ـ إلى فضاء الحياة والآخرين والخليقة الرائعة كلها من حولك. أنتِ أمام معجزة حقيقية باهرة بكل ما تعنيه الكلمة ليس في كل إنسان بل في كل عصفور أو حتى بعوضة! ألا ترين؟ عمرك كله لا يكفي لكي تستقبلي وتفهمي حقا ما تحاول شجرة واحدة فقط هنا أو هناك أن تخبركٍ به! ألا ترين؟ ألا تنظرين على الأقل وتقفي قليلا لتتأملين؟ اخرجي بالتالي فضلا من هذه الدائرة الذاتية الخانقة لكي تكتشفي الحياة حقا، بل لكي تعيشي ابتداء لأنك لم تعبشي أصلا ولم تبدأي حياتك بعد! معظمنا بالأحرى موتى يتمدد كل منهم داخل شرنقته الذاتية الخاصة التي لا يخرج منها أبدا، من ثم عميان حقا لا يرون للأسف أي شيء، بل جثث تكاد تنتن في عزلتها ووحدتها وسجنها البارد الرهيب!

أعرف أنك لا تقرأين رسائلي ومع ذلك أكتب على أي حال، حسب إرادة الرب ومشيئته، ومَن يدري لعلك تقرأين ذات يوم. فلا تحزني يا أمي الغالية ولا تحمّلي الأمور أكثر مما تحتمل. ربنا يرشدك ويرشدنا جميعا ويقتح عيوننا وقلوبنا ويفيض علينا بنعمته ومحبته وأنواره، لأجلك ختاما أطيب المنى وعلى المحبة دائما نلتقي.
:16_4_10:

_____________________

ملاحظة: معلش يا ست نعومة لا أستطيع التعليق على أي شيء في قسم المباركين ولا أستطيع حتى دخول هذا القسم أصلا، لأني ببساطة عضو "غير مبارك".
icon10.gif
(من ضمن الأسباب هو إني مش عايز ألبس أبدا البدلة الخضرا بتاع المباركين دي وعجباني الجلابية الزرقا بتاع المطاريد والغلابة ـ راجل فقري بقا تقولي إيه!)
icon10.gif
عموما دي قصة طويلة ليس محلها هنا، لكن معلش سامحيني لعدم المشاركة بأي موضوع هناك.



5a936e33138c1e2845102f958cc44321.gif
833ba4cd6532fbd1af178ad5e8d36419.gif

8438f6399fbb7dd28a41e668a3434c0a.gif


وتقبلوا مني التورتات الجميلة
546ca9d94d0f366b1ae60e8ccad5ac3d.gif

[/SIZE][/FONT][/COLOR]
 
أعلى