الكنيسة الغربية ولد في أسبانيا بعد وفاة برنارد بقليل، وبعد الانتهاء من دراسته الجامعية سيم كاهناً، وفي الثلاثين من عمره قام بجولة في جنوب شرقي فرنسا، وشهد الحرب الشرسة التي شنها الباباوات ضد ما أسموه هرطقة الالبين. </SPAN> واقتنع دومينيك (دومنيك) بأن أسلوب الحوار والتعليم وإعلان الحقائق الإيمانية هو الأسلوب الأمثل لمواجهه التعاليم المنحرفة التي شعر بأنه يجب أن تضع الكنيسة حداً لها. </SPAN> وطرح فكرة تكوين مجموعة من الوعاظ تجوب البلاد طولا ً وعرضاً لتعليم الناس الأحوال الإيمانية، لكن البابا انوسنت الثالث تردد في التصريح له بذلك، إلا أنه تمكن من الحصول من البابا هونوريوس الثالث سنه 1216 علي تصريح بتأسيس نظام رهباني هو ما عرف بالنظام الدومنيكاني، وبدأ فوراً بالتنفيذ، وقد أيده وانضم إليه عدد كبير من الشبان الذين رأوا أن الحاجة ماسة فعلاً لنشر التعليم الصحيح ولم تمض 4 سنوات علي بدء تنفيذ هذه الفكرة حتى كانت قد تأسست في مناطق مختلفة من أوربا أربعة بيوت تضم عدداً كبيراً من الرهبان الدومنيكان، وسرعان ما انتشر عمل هؤلاء الرهبان الذين راحوا يعملون بغيرة وحماس شديدين.</SPAN> وإحساسا منه بخطورة مهمة التعليم حاول دومنيك أن يستميل إليه عددا من الجامعيين وقد تمكن بالفعل من إقناع عدد كبير منهم بالانضمام إلى قوافل العمل بهذا النظام.</SPAN> وجعل شعار نظامه هذا كلباً يحمل مشعلاً مضيئاً، وهذا الشعار مستمداً أيضا من اسمهم " دومنيى كينز". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). </SPAN>وهو مع بعض التلاعب اللفظي يعني " طلاب الرب للحراسة "، باعتبارهم حراساً للكنيسة وحفظه للإيمان، وحمل المشعل يشير إلى أنهم يحملون مشعل الحق لإنارة الجنس البشري. </SPAN> وفي آخر أيامه ابدي دومينك رغبته في الذهاب علي رأس بعثه تبشيرية تحمل الإنجيل إلى القبائل الوثنية في جنوب روسيا غير أن صحته لم تساعده علي تحقيق هذه الرغبة بنفسه فأرسل من رجاله مجموعات إلى هناك. </SPAN> وتوفي بعد ذلك بأربع سنوات مخلفاً وراءه جيشاً جراراً من الرهبان الذين انتشروا في العالم حاملين نور الإنجيل إلى كل مكان. </SPAN>
</SPAN>
صفات هذا النظام:</SPAN></B> </SPAN>تميز رهبان هذا النظام بسمو المعرفة والتعمق في العلم، خرج بين صفوفهم رجال عظماء سجل التاريخ أسماءهم مثل توما الاكويني. </SPAN> ومع هذا النظام الدومنيكاني كان قريباً من النظام الفرنسيسكاني إلا أن الدومنيكان كانوا وعاظاً متجولين ويجمعون التبرعات في تجوالهم لتنفيذ مشروعاتهم لاعتقادهم بأن هذا الأسلوب أكثر نجاحاً بينما كان الفرنسيسكان يخدمون الناس وفي نفس الوقت يعملون عمل أيديهم للحصول منه علي حاجاتهم بعرق جبينهم. </SPAN>
ولد Thomas Aquinas توماس أكويناس في قرية اكوينو الواقعة بين روما ومونت كاسينو في سنه 1224 في أسرة كريمة، وتلقي تعليمه الأول في دير سانت كاسينو ثم تمم دراسته بعد ذلك في مدرسة نابولي. </SPAN> ورغم أنف أسرته انضم في عام 1243 إلى صفوف الدومنيكان الذين أرسلوه للعمل تحت رئاسة البرت اوف كولون الذي كان واحد من كبار الاساتذه في كولون، وقد قضي مع هذا الأستاذ عده سنوات في كولون وباريس وفي عام 1257 حصل توما علي درجه الدكتوارة. </SPAN> وفي عام 1252 طلبوه ليكون معلماً في باريس، ومن ذلك التاريخ راح يدرس ويكتب إلي أن توفي في عام 1274 وكان يومها في طريقه لحضور المجمع العام في مدينة ليون وقد عاش الاكويني حياة التقوي والورع في ظل النظام الدومنيكاني، كما أنه ساهم مساهمة نافعه في نشر المعرفة والتعاليم الدينية في عصر عنت فيه المعارف وكان متأثرا بآراء أرسطو وأفكاره في علم المنطق، تلك الأفكار وهي في القرن 12 م كانت مدخله إلي دراسة الكتاب المقدس. </SPAN> وكسائر أتباع النظام الدومنيكاني لم يعترف الاكويني بعقيدة الحبل بالعذراء بلا دنس التي كانت من أهم العقائد في الأيمان الكاثوليكي وفي الجدل العقائدي الذي ثار بين الكنيستين الشرقية والغربية لعب هذا العالم الجليل دور كبيراً.</SPAN> وقد اشتهر توما الاكويني بموسوعة اللاهوتية الكبيرة التي قسم فيها أبحاثه إلي أقسام ثلاثة القسم الأول خصصه للإلهيات والقسم الثاني يدور البحث فيه حول الإنسان والقسم الثالث كان موضوعه هو شخص السيد المسيح كإنسان وإله معاً. </SPAN> ففي الجزء الأول يتعرض الكلام عن: وجود الله، طبيعته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والله عنده هو المحرك الأعظم أو ألعله الأولى لجميع الأشياء، فهو البداية والنهاية والمنتهي لكل شئ في الوجود.</SPAN> وفي الجزء الثاني، تحدث عن الإنسان كمخلوق ساقط، لكنه رغم كل هذا في وسعه أن يتمتع بالفداء، بعد ذلك يتطرق لبحث السلوك الإنساني بفضائله ورذائله، ثم يدرس موضوع الناموس والنعمة </SPAN> بينما في الجزء الثالث يتحدث عن المسيح الفادي الذي فتح للإنسان طريق العودة الي الله وقد استخدم الاكويني اتساع معرفته بالكتب المقدسة في إثبات صحة العقائد الكنسية كما كتب شرحاً لبشائر الإنجيل ورسائل بولس الرسول استند فيه الي أقوال أباء الكنيسة. </SPAN> وفي عام 1323 قرر البابا يوحنا 22 التصريح بتداول مؤلفات الاكويني. </SPAN>
Saint Francesco D'assisi واحد من أعظم القادة الدينيين الذين كانوا فرسان العصور الوسطي في عالم المعرفة الروحية، ولد في مدينة اسيس (أسيسي أو أسيزي) في عام 1182 وكان أبوه واحد من كبار تجار المنسوجات، في منطقه وسط إيطاليا وكانت أمه فرنسية أخذ عنها حب الموسيقي والغناء، وعلي الأخص أناشيد الفروسية التي كان يتغنى بها الشعراء المتجولون كان اسمه الأصلي يوحنا برنادون، أطلق عليه اسم فرانز ومعناه الرجل الفرنسي ربما لتعاطفه مع الجنس الفرنسي أو حبه للروايات الفرنسية. </SPAN> وقد اشتهر في أول عهده بالإسراف في أنفاق المال ومنافسة أبناء النبلاء في الأناقة وحب الملبس الفاخر لكنه منذ البداية كان محباً للفقراء والمساكين ويمكن انه كان ذات يوم مشغولاً ببيع المنسوجات لأحد تجار المدينة فمر به شحاذ يطلب إحسانا فلما فرغ من البيع كان الشحاذ قد مضي وتركة فما كان من فرانز ألا انه ترك تجارته وبضاعته وراح يركض في الطرقات بحثاً عن هذا الشحاذ وما أن وجده حتى أعطاه مالاً كثيراً ولما كبر فرانز (فرنسيس) انخرط في سلك الجيش وانضم إلى جماعات المحاربين الذين كانوا منتشرين في مدينه اسيسي فكان أشجع فرسان عصره. وفي شبابه أصيب بمرض شديد وبينما هو يتألم في فراشة سرح بفكره في السيد المسيح وانتابه نشاط ديني جعله ينشغل بالله ويتجه إلى إظهار نشاط كبير في خدمه المحتاجين وبدلا من الاتجاه إلى أشبه ميوله نحو الفروسية وجه كل اهتمامه نحو المنبوذين والبؤساء وبالأخص المصابين بالبرص عندما كان الناس يأنفون منهم. ويقال لن كان ذات مرة يمتطي جواده وأثناء مروره في أحد الشوارع قابل إنسانا أبرصاً، ففكر في أن يرجع من الطريق الأخر ولا يري الإنسان، ألا انه عاد إلى نفسه ليقاوم هذا ألا حساس وقفز بحصانه إلى الإمام وما أن اقترب من هذا الأبرص حتى نزل من ظهر حصانه وركض نحو الرجل وقدم له شيئاً من المال ولكنه أحس بأنه لم يفعل شيئاً يستحق الذكر فعاد إلى الرجل واحتضنه وقبله. وذهب بعد ذلك إلى مستشفي للبرص في أسيسي واشترك في إسعاف نزلائها وتعامل معهم لأمراض يأنف منهم الناس ولكن كأخوة في المسيح وكان غريباً في تلك الأيام، يهتم الناس بالبرص أو يظهروا لهم الحنان. </SPAN> كذلك اظهر فرانسز اهتماماً عظيماً بتعمير بعض الكنائس القديمة المهدمة والمهجورة وهو بهذه الإعمال كان يعبر عما يعتمل في نفسه من شوق غامر ورغبه عارمة في خدمه الله. </SPAN> وقد غضب عليه أبوه وحاول، يمنعه من هذه الخدمة التي كان قد كرس نفسه لها ولكنه فشل في منعه واستمر في خدمته فاعتبره أبوه عاقا أو أصابه مس من الجنون. ولكن فرانسز أعلن هذه في مال أبيه وممتلكاته وراح يجول العالم كرجل فقير. </SPAN> توجه بعد ذلك إلى إحدى الكنائس وفي أثناء خدمته سمع الكاهن يردد الجزء من الإصحاح العاشر من بشارة القديس متي البشير والخاص بإرسال يسوع تلاميذه إلى العالم لكي يكرزوا ببشارة الملكوت فاعتبرها فرانسز دعوه خاصة موجهه إليه من الرب رأسا فأطاعها في الحال. </SPAN> ومع انه كان علمانياُ ألا انه راح يعظ في المدينة بطريقه فعاله ومؤثرة لأنه كان يقدم للناس المسيحية في بساطتها وكان الفعل الأكبر في تأثيره علي سامعيه راجعاً إلى إخلاصه ومحبته ليسوع خاصة عندما رآه الناس وقد تخلي عن كل إراداته وأمواله ومقتنياته وملابسه الأنيقة الفاخرة، حتى أصدقاءه هجرهم وراح يتجول مرتدياً جلباباً من الصوف الأحمر وحول حقويه منطقه من جلد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ورغم هذا الحرمان الذي فرضه علي نفسه لم ينقصه شئ من فرحه وغبطته وخفه روحه هذه الخصال كلها جذبت الناس إليه والي طريقته في خدمه السيد المسيح. </SPAN>
</SPAN>
كثافة خدمة القديس فرنسيس الأسيزي:</SPAN></B>
انضم إلية اثنان من آهل بلدته وبعد فترة قصيرة التف حوله عدد من الشبان الذين تنافسوا علي الخدمة ومعرفه الرب يسوع وكان أحدهم تاجراً باع كل ما يملك أعطاه للفقراء واختار أن يحيا حياة الفقر الاختياري، التي فرضها فرانسز علي نفسه وبعد ذلك راح يفكر في تكوين أخواته يحيا أفرادها معا ويكرسون دواتهم لخدمه أخواتهم الإنسانية باسم المسيح وقد بدأ تكوين الأخوية الفرنسيسكانية في عام 1209 أو 1210 بعد، حصل فرانسز من البابا انوسنت الثالث علي موافقته المبدأية علي نظام جماعته. ومنذ البداية أعلن فرانسز لاتباعه انه لا يريدهم، يعتزلوا في الدير ولا انهم يركزوا اهتمامهم علي خلاص أنفسهم فقط ولكن عليهم أن يذيعوا بين الناس محبه المسيح فراحوا يتجولون من قريه إلى أخرى ومن مدينه إلى مدينه يذيعون الأنباء السارة (الإنجيل) بين الناس مقتدين بسيدهم الذي كان يجول يصنع خيراً. فخدموا الفلاحين في قراهم والتجار في ساحات أسواقهم، وسكان المدن في مجتماعتهم، ووجهوا عناية خاصة للمرضي بالبرص ولم يكن مصرحاً للراهب الفرنسيسكاني أن يمتلك أكثر من عباءة ورداء وكتاب مقدس وقلاية في دير وكانوا يكرهون المال كراهية شديدة ربما كان ذلك بسبب الضربة القاصمة التي أصابت رجال الدين في تلك الأيام ورد فعل لها بسبب حبهم للمال ويحكي، واحداً من هؤلاء الرهبان جاء مرة ومعه قطعه من النقود فما أن رآها القديس فرانسز معه حتى أخذها منه، وبعد أن نظر أليها بازدراء القي بها في روث البهائم. </SPAN> كان فرانسز ورفاقه يسيرون جماعه معاً مهللين مترنمين بمحبة الله، فكانوا يجذبون الناس إليهم وعرفوا بين الناس برجال الله الفرحين، وقد استمدوا هذا الفرح من رئيسهم الذي كان دائماً هكذا. </SPAN> في ذلك الوقت كان المسيحيون منشغلين بالحروب الصليبية ضد العالم الإسلامي، بسبب وضع يده علي الأماكن المقدسة المسيحية وفي غمره هذا النزاع نسي المسيحيون واجبات الكنيسة كما نسوا أن المسيح يحب ولا يكره بينما لجأوا هم إلى الاقتتال! لكن فرانسز نادي بوسيلة أخرى غير هذه وغامر بالوقوف في وجه هذا التيار الجارف. وكان يقول: "ماذا نجني من وراء قهر السلطان؟ ولماذا لا نكسبه بالمحبة بدلاً من القتال؟" وفي عام 1218 أبحر مع جماعة من رفاقه حاملين دعوة الحب والسلام فنزل إلى مصر وانضم إلى جيش الصليبيين وكانوا يومئذ في حملتهم الخامسة وذات يوم تسلل خفية. إلى معسكر المسلمين هو وأخ أخر له، وكان الاثنان يعلمان تماما مدي خطورة هذه المغامرة لكنها تشجيعاً وتقدماً في هدوء وفي أثناء سيرهما كانا يردد، كلمات المزمور الثالث والعشرين " الرب راعي فلا يعوزني شئ..." وفجاه وقعا في اسر العرب فقيدوهما بغلظة وراحوا يوقفونها أمام ضابط الجيش واحد ابعد الأخر بدعوى أنهما جاسوسين وباستجوابهما أجاب فرانسز لم يرسلنا أحد من البشر لكن الله هو الذي أرسلنا لكي نحمل إليكم رسالة محبه بدل هذه الحرب التي يشنها عليكم بنو قومنا". فتفرس فيهم السلطان بهوتا واستمع إلى أقواله باحترام وانتباه لأنه أعجب بشجاعته وغيرته ومغامرته في التسلل إلى معسكرات أعدائه واستبقاه أياما في ضيافته وأحسن معاملته وبعد أحاديث طويلة دارت بينه وبين السلطان عاد فرانسز مشيعاً بالحفاوة والإكرام بعد، اظهر للأمير العربي جانباً من جوانب محبه المسيح طغي علي مظاهر القتال العنيف الذي كان محتدماً آنذاك بين المسيحية والإسلام. </SPAN>
</SPAN>
انتشار النظام الفرنسيسكانى :</SPAN></B>
سرعان ما انتشر النظام الفرنسيكاني أو(الاخوة الأصاغر) إذ حذا حذو فرانسز أخوه كثيرون من أغنياء التجار وعاشوا حياه الزهد والتقشف، وقضوا أوقاتهم في الصلاة والتعبد والخدمه، والعناية بالمرضي وبخاصه البرص واشتغلوا بأيديهم في الحقول والمزارع لكسب قوتهم بعرق جبينهم، وعندما لا يجدوا عملاً كانوا يشحذون، ومن ثم سموا بـ"الرهبان الشحاذون". وعندما انعقد مؤتمرهم السنوي سنه 1217 كانت لهم فروع في ألمانيا وهنغاريا وأسبانيا وبدأ يرسلون الإرساليات والبعوث التبشيرية إلى المناطق الوثنية غير مبالين بما ينتظرهم هناك من أخطار، الأمر الذي أدي إلى اعتراض أحد الكرادلة علي هذا النوع من الخدمة، فقال له فرانسز "أتظن، الله قد سمح بقيام هذا النظام من اجل الخدمة في بلادنا فقط؟، الله قد دعانا للخدمة بين الناس من جميع الأجناس لأنها من حياتهم الروحية وقيادتهم إلى الخلاص." </SPAN> وفي عام 1220 عاد فرانسز الاسيس من رحلته التي قام بها إلى الشرق ألمه كثيراً، يري المسئولية عن الكنيسة الذين أوكل إليهم أمر الأشراف علي الأخوة قد ابتعدوا بالنظام عن ثوابته الأصلية فقد كان يدعو أتباعه إلى التجرد الكامل وعدم امتلاك شيء ما كما انه كان يري أن الأديرة التابعة لنظامه يجب أن تتميز عن غيرها من الأديرة التي كانت منتشرة في ذلك العهد، والتي كانت تملك إقطاعيات واسعة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فهو كان يري في حياته وحياة تابعيه حياة السيد المسيح الذي لم يكن له أين يسند رأسه وكان مقتنعا تماما بان عدم امتلاك شيء من حطام الدنيا هو السبيل إلى التحرر من هموم العالم لأنه لا يستطيع إنسان، يخدم سيدين. </SPAN> فقد رأي عند عودته هذه، بعضاً من أخواته بدأ يمتلك بعض المقتنيات كما أحس انه لم يعد في مقدوره الاستمرار في الإشراف علي هذا النظام وربما يكون قد اقتنع كذلك بان الرهبان لا يستطعون، يدبروا أمر أنفسهم بأنفسهم خاصة وان أعدادهم كانت قد زادت زيادة كبيرة، فطلب من البابا، يتولى الأشراف علي النظام الفرنسيسكاني كله واستعفي هو من إراداته. وشيئاً فشيئاً عاد هذا النظام كغيره من الأنظمة الرهبانية الأخرى إلى الضعف ومات فرانسز الاسيس St. Francis of Assisi وهو في الخامسة والأربعين من عمره بعد، حاز شهره كبيرة. </SPAN>
</SPAN>
اثار الفرنسيسكان فى تلك الفترة:</SPAN></B>
لعبوا دواراً كبيراً في نشر العلم فحيثما ذهبوا أنشأوا المدارس واهتموا بالتعليم ومن الانتقادات التي وجهت إليهم انهم بدلا من تخرج صفوف من علماء الكتاب المقدس والقادة الدنيين وجهوا جهودهم كلها إلى إنشاء المدارس ونشر العلم إلا وان هؤلاء النقاد فاتهم، نشر العلم بين الناس خدمه يدخل الدين من خلالها. </SPAN> نجح الفرنسيسكان كذلك في نشر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية في بلاد الشرق عندما نجحت إحدى الحملات الصليبية في إقامة مملكه لاتينية وبطريركية لاتينية، كما لعبوا دوراً أيضا عندما اكتسح التتار أقطار أوروبا فحصلوا من المغول علي تصريح بتقديم خدماتهم بين الناس وحيث مارس الفرنسيسكان خدماتهم كانت هذه الخدمات تؤدي إلى إنعاش الحياة الدينية بين الناس لهذا تعددت طلبات أر سال بعوث إليهم لتقديم رسالة الإنجيل وخدمات المحبة وقد عاصر ظهور الفرنسيسكان ظهور النظام الدومنيكاني وقد تأثر كل من النظامين بالأخر واظهر كل منهما غيره عظيمة في تقديم المواعظ للناس ومما هو جدير بالذكر، الفرنسيسكان والدومينيكان لعبوا دوراً كبيراً في مسانده البابوية ومعاونتها وتحقيق الصورة التي طالما راودت خيال البابا انوسنت الثالث. ومن الفرنسيسكان ذهب مرسلون كثيرون إلى إنحاء العالم ومازال نشاطهم واضح بين ظهراني الدنيا.
الكنيسة الغربية 5) رايموندمل (1235-1315) ولد في جزيرة ماجوركا عام 1235 واستحق، يلقب " بطل الحروب الصلبية " لانه اخذ خطا متميزاً فيها فان كان فرسان الحملات الصلبيه قد تعاملوا مع أهل الشرق بشريعة العين بالعين وتسلحوا في حروبهم بالسيوف والرماح، كان رايموند متسلحاً بالإنجيلوالمحبة والسماح وكان ميدانه بلاد شمال أفريقيا. </SPAN>
الكنيسة الغربية حياة الشعب في تلك الفترة كان هناك فرق كبير بين مستوي حياة القادة أمثال برنارد ودومنيك وفرانسز الاسيس. وبين عامة الشعب الذين تشبعت نفوسهم بروح الخوف كنتيجة حتمية لما استقر في قلوبهم في ضوء نظام العبادة الذي كان شائعاً في ضوء العقوبات الكنسية وسيف الحرم ومحاكمه التفتيش وأهوالها. </SPAN> وكان الشعب ينظر إلى الله كديان قاسي شديد البطش والعقاب لا سبيل لإرضائه غير ممارسه الأسرار وإطاعة التعاليم التي يتلقونها عن أباء اعترافهم، وسيطرت علي عقول العامة الخرافات والأوهام ولعل مبعث هذا كان ممارسه طقوس الكنيسة علي غير علم أو يقين، خاصة وان معظمهم كانوا جهال وفقراء. </SPAN> لم يكن الناس يعرفون شيئاً اسمه محبة الله أو الثقة فيه، لهذا كانوا يواظبون علي الممارسات الكنسية لا عن رغبة بل عن رهبه وتفاديا لعقاب يصبه الله علي المتهاونين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كل هذا كان حال الناس بشكل عام في كل بلاد أوروبا وخصوصاً غربها عدا ألمانيا حيث تميز الناس بالتقوى وإطاعة الإنجيل. </SPAN> ولم يكن هذا بسبب دور متميز قامت به الكنيسة هناك لكن لأن الألمان أنفسهم كانوا مدققين في حياتهم الخاصة، تشهد بذلك الترانيم التي كانوا ينشدونها في بيوتهم وكنائسهم وكان الآباء يعلمون أبناءهم الوصايا العشر والصلاة الربانيةوقانون الأيمان، كما كانوا يعلمونهم بعض الصلوات. </SPAN> كما كانوا يعلمونهم كذلك، الله هو مانح كل الخيرات، وأن كل عطية صالحه وموهبة تامة هي من فوق نازله من عند أبى الأنوار وان الصلاة هي السبيل الوحيد لتمتعهم بالعناية الإلهية وحصولهم علي العطايا والمواهب السماوية. </SPAN> إلا انه تجدر الملاحظة إلى أنه لا يجب أن تأخذ فترة العصور الوسطي علي إطلاقها أنها كانت فترة خضوع أبكم من جميع الناس وتسليماً مطلقاً بكل ما نادت به الكنيسة فقد سجلت التواريخ أسماء الأشخاص عارضوا حركات مقاومة لهذه الاتجاهات نذكر منها: </SPAN>
أحد أعضاء مدينه ليون، وبينما كان حاضراً أحد اجتماعات مجلس المدينة توفي فجأة صديق له من أعضاء المجلس فاثر فيه هذا الحادث تأثيرا عميقاً وراح يفكر في انه ربما وقع له مثل ما دفع لزميله. وفي عام 1173 أثار انتباهه شاعر موسيقي كان يتجول في شوارع المدينة وهو ينشد اجزاء من ترنيمة أحد القديسين، فاخذ الشاعر معه إلى منزله لكي يسمع منه المقطوعة وفي اليوم التالي، قصد واحد من الكهنة المرموقين وسأله عن الطريقة التي يستطيع بها، ينال القداسة العملية فأجابه الكاهن: "، أردت، تكون كاملاً أذهب بع كل ما عندك أعطه للفقراء " </SPAN> وكان الدو مستعداً لان يفعل أي شيء يعينه علي بلوغ غايته، لذلك لم يترددوا ويتوان ومضي ونفذ ما أشار به الكاهن وباع كل ما عنده وقضي ثلاثة أيام من كل أسبوع يطعم فيها الفقراء . </SPAN> واودع ابنتيه في دير العذارى وقد تفرغ لخدمه الله ودعا مواطنيه، يحذوا حذوه، فانزعجت زوجته لهذا التحول في تفكيره وتصرفاته ولجأت إلى الأسقف متوسلة إليه، يمنعه من تنفيذ فكرته: لكنه أصر علي قراره ولم تنفع معه محاولاتها. </SPAN> http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlوانضم إليه عدد كبير من مواطنيه أطلقوا علي أنفسهم اسم (فقراء ليون) وتصادف، اجتاح البلاد قحط شديد وكانت هذه المجاعة فرصه سانحة لوالدو ورفاقه لإظهار محبتهم لمواطنيهم وتضحيتهم من أجلهم. </SPAN> في أول الأمر كانوا والدوا ورفاقه يصلون لاختيار القداسه في حياتهم الشخصية، وكانت الخدمه والتضحية هي طريقهم لنوال هذا الاختيار، لكن هالهم الفساد والتفتيش بين رجال الدين، فقررا العمل لعلاج هذا الفساد. </SPAN> وللوصول إلى معرفة اعمق للتعاليم الدينية قررا والدو، يقوم بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة القومية، وبمعرفة ثلاثة من الدارسين تمكن والدو من أعداد ترجمه العهد الجديد وسفر المزامير واجزاء أخري من أسفار العهد القديم، وفي الوقت عينه قام والدو بجمع مجموعه كبيرة من أقوال الأباء وتعليقاتهم علي بعض اجزاء من الكتاب المقدس وخصوصاً أقوال الأباء: القديس امبروسيوس و القديس جيروم و القديس اغسطينوس والبابا اغريغوريوس الأول. </SPAN> وراح والدوا ورفاقه يجولون الشوارع حاملين في أيديهم الكتب التي انجزوها وساروا من شارع إلى شارع ومن مدينه إلى مدينه يقدمون للناس رسالة الإنجيل وكانت خدمتهم ناجحة وبنفس الحماس الذي اندفع به السبعون رسولاً حاملين البشارة السارة إلى كل العالم القديم انطلق (فقراء ليون) اثنين اثنين في الأسواق ويفسرون الكتاب المقدس للناس في الشوارع وفي الطرقات، واما الكنائس فكان قد اغلق معظمها في وجوههم وكان الكهنة يحاولون عرقله مساعيهم ويضعون العقبات في طريقهم، وقد اصدر أسقف ليون قرار بمنع والدو ورفاقه من مباشرة خدمتهم. </SPAN> وفي عام 1179 توجه اثنان من رفاقه والدوا إلى روما يشكون إلى البابا من المعاملة السيئة التي يلقونها علي نشاطهم ويرجونه، يسمح لهم بالعمل والخدمه دون معوقات وقد اخذ معهما نسخه من ترجمه الكتاب المقدس التي كان قد أعدها زعيمهم، ورحب البابا بهما وعبر لهما عن تقديره لهم وتضحياتهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). في هذا الوقت كان (مجمع لاتيران) منعقداً، وكان من بين المسائل التي أدرجت في جدول أعماله موضوع إصلاح أحوال الكنيسة، وقدم البابا لهيئة المجمع التماس (والدو) الذي كان يطلب فيه الترخيص له ولرفاقه بمباشرة نشاطهم، فقرر المجمع أحاله الالتماس إلى لجنه تتولى فحص أعمال جماعه (فقراء ليون) أو أصدقائه والدوا الذين اصبحوا يعرفون باسم (الوالديين) </SPAN>Waldensians. وكان من بين أعضاء اللجنة شخص إنجليزي اسمه (والترمايس)، سجل عده ملاحظات عن هذه الجماعة منها انه ليس لهم مقر ثابت لكنهم يتنقلون من مكان إلى أخر، حفاه الإقدام يعملون اثنين اثنين، لا يملكون شيئاً ما يعيشون علي نظام الكنيسة الأولى، كل شيء بينهم مشتركاً، وهم علمانيون لم يحصلوا علي شيء من العلم ولا يجب، يضيع المجمع وقته في الانشغال بطلبهم. </SPAN> ورغم ما سجله هذا الرجل عنهم ألا انه نسي مدي تأثيرهم علي الشعب رغم (انهم بداو بداية بسيطة، لكن علينا ألا ننسي انهم قد يصبحون في المستقبل قوة لا يستهان بها، وربما يطردوننا من البيت لو أننا سمحنا لهم بدخوله) </SPAN> ولذلك سمح البابا لوالدو ولرفاقه ممارسه نشاطهم، ولكن تحت أشراف الاكليروس، إذ رأي انه من الحكمة، تخمد الكنيسة هذه الحماسة الدينية، وكان إلى هذه اللحظة والدو ورفاقه من الكنيسة الكاثوليكية، ويعملون من داخلها، </SPAN> فوالدو لم ينسي فضل الكنيسة الكاثوليكية علية فكاهن كاثوليكي هو الذي هداه إلى معرفة الله وأيمانه لإيداع ابنتيه في الدير، وبفضلها تعمق في دراسة الإنجيل فلم يحاول مقاومة سلطانها، واستمر فترة طويلة داخل الكنيسة في حدود ما سمح له البابا في مجمع لاتران. </SPAN> ألا، الكهنة هم الذين ضايقوه هو ورفاقه، وراحوا يضعون العقبات في طريقه ولذلك أعلن (الوالديون) عدم الاعتراف بسلطان الكنيسة الذي يمثله هؤلاء الكهنة، أعلنوه انه حيث روح الرب هناك تكون الحرية، وعندما كان يطلب منهم الامتناع عن الوعظ كان جوابهم بقول بطرس ويوحنا الأعضاء السهندريم (أن كان حقا أمام الله تشجيع لكم اكثر من الله فاحكموا انتم) (أع 4: 19) </SPAN> ومن هنا اعتبر الوالديون متمردون علي السلطان الرسولي: وخارجين علي القانون الكنسي واصبحوا اعرضه لصدور الحكم بتكفيرهم، وتوقيع اقصى العقوبات عليهم ألا انهم لم يكترثوا. </SPAN> فتقرر بعد ذلك طردهم وحرمهم من عضويه الكنيسة وذلك في مجمع فيردنا سنه 1184 واصدر قراراته ضدهم وضد عدد من الجماعات الأخرى التي كانت قد ظهرت آنذاك وتضمن القرار نداء يمنع الشعب من قبول وعظهم أو الاستماع إلى تعاليمهم. </SPAN> أما الوالديون فظلوا ينشرون تعاليمهم في أقاليم في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا حيث لقيت تعاليم أذانا صاغيه كثيرة لدرجه، كان الناس يعتبرون تعاليم إنجيلا جديداً فالتفت حولهم شعوب كثيرة رغم مقاومة السلطات المدنية ايضالهم إرضاء لخاطر رجال الاكليروس، لدرجه، احرق منهم كثيرون وهرب والدو إلى بوهيميا ليكون بعيداً عن يد البابا حيث أسس هناك كتيبه كبيرة لها شعب كثير وتزايد اتباع والدو، حتى عام 1198 وتحت تأثير أسقف نورين قام إمبراطور ألمانيا (اوتو الرابع) بإصدار قرار إمبراطوري بالقضاء علي الوالدين، فتعرضوا للاضطهاد الشديد حتى نهاية القرن السابع عشر. </SPAN>
الكنيسة الغربية 44- بطرس دي برويز وهو أول كاهن بدأ ينادي بتعاليم جديدة في القرن الثاني عشر وكان قد قرأ الإنجيل بإمعان، فاقتنع اقتناعاً تاماً بفكره عباده الله بالروح والحق، وكان من رأيه أيضاً أن المعمودية لا تصح قبل الأيمان لذلك رفض معمودية الأطفال ونادي بإعادة تعميد المؤمنين الذين سبق تعميدهم أطفال "وقال بأن ما جري لهم في الصغر ليس معمودية علي الإطلاق لذا اسمي هذا المذهب (مذهب تجديد المعمودية). وقد اعترض بطرس Peter of Bruys أو Pierre De Bruys علي ذبيحة القداس التي كانت الدعامة الرئيسية التي يقدم عليها أهم طقس في الكنيسة، كما هاجم بعنف الصدقات والصلوات وكل شيء مما كان يقدم من أجل الموتى والراحلين وكان يقول (إن فرصه الاستفادة من وسائط النعمة تظل متاحة للإنسان طالما بقي في الحياة، أما بعد الموت فلا شيء يغير من وضعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كما اعترض علي مباني الكنائس الفخمة بقوله (ليس هناك ما يدعو للتفنن في إقامة المباني الفخمة الضخمة،، الله روح، ولا يهمه المظهر في شيء، وكل ما يهمه هو القلب النقي والروح المنسحق) (أن الإنسان يستطيع أن يعبد الله في أي مكان في سوق أو دكان، وهو يصغي لنا ويكون معنا هناك تماما كما لو كنا في كنيسة). وبدأ بطرس خدمته في موطنه لكن أهلها طردوه من هناك، وظل عشرون عاما يجوب مناطق جاسكوني ولانجدك وبروفنس، وكان يعظ بحرارة وينتقد العبادة المظهرية التي تعتمد علي مخاطبة الحواس فقط، وانضم إليه كثيرون من أهالي بروفنس وتعمدوا علي يديه مره ثانية، وبعد ذلك أصبحوا ينقذون الكهنة. </SPAN> 1-واضح هنا كيف كان الجهل يخيم حتى علي الكهنة فلما درس الإنجيل درسه هو من وجهة نظره فخرج بهذه الآراء المتطرفة التي مهدت لآراء البروتستانت فيما بعد وهذه نتيجة أخطاء الكاثوليك. واعتدوا علي الكنائس وهدموا المذابح واحرقوا الصلبان. وفي عام 1224 وأثناء وجوده في لا يخدك وبتحريض من الكهنة قبضوا عليه ووضعوه فوق خازوق أشعلوا فيه النيران.
كان بعد حمله بطرس دي برويزPeter of Bruys، قام رئيس دير كلوني بحمله نشطه لاعادة الأمور إلى نصابها في الكنائس التي دمرها اتباع بطرس وذلك عن طريق نشر تعاليم الكنيسة وعقائدها بقصد إعادة المسيحيين إلى حظيرة الأيمان الكاثوليكي وكان يركز جهده علي هذا اكثر من العمل علي اقتلاع المعترضين من تربه الكنيسة. وفي هذا الوقت كان هناك راهب من دير كلوني يدرس الإنجيل ووصل إلى الاقتناع بأن المسيحية تتطلب القيام بعمل إيجابي لخدمه الشعب، فقرر، يودع السلبية والانزواء، وخرج من الدير وراح يقدم خدمته للناس الذين كانت بهم حاجه ماسة وشديدة إلى مثل هذه الخدمه التي لم يفطن أحد إلى تقديمها إليهم وكان هذا الراهب النشط هو: هنري دي لوزان Henry of Lausanne. ترك هذا الرجل الدير دون استئذان وجعل يتنقل من بيت لبيت في لوزان يعظ الناس ويعلمهم الحياة الروحية بحسب تصوره الشخصي لهذه الحياة في ضوء ما قراه في الإنجيل وانتقل من لوزان إلى وسط فرنسا وتبعه كثيرون وكونوا جماعه رسوليه كان هو رئيسها. http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlولم يكن متطرفاً لبطرس دي برويز، الذي رفض وجود أي رمز في الكنيسة. حتى ولو كان هذا الرمز هو الصليب، لكنه حيثما ذهب كان بتقديمه يحمل صليباً كدعوة موجهه للناس كي يحملوا صليب المسيح. وبداية كان وعظه يركز علي وجوب التوبة وعدم جدوي الحياة التي تخلو من ثمر الأيمان، لكنه لم يستمر هكذا وانما كان في عظاته بعد ذلك يتطرق إلى تحذير الناس من الكهنة ذوي الميول السيئة والدينونة، معلمنا، هؤلاء بسيرتهم وقدرتهم السيئة هذه وتعاليم وانما يقودون الناس إلى حياة الشر، كما انتقد بشده الرؤساء الدينية لانهم لا يقومون هؤلاء الكهنة الأشرار ويقدموهم إلى محاكمه تأديب كنيسية. وقد أعلن هنري الرابع تأييده للرهبان المصلحين في مطالبتهم بضرورة عودة الاكليروس إلى حياة العزوبة وعدم الزواج. وكان هنري في حد ذاته ملفتاً للنظر لانه كان شاباً قوي البنيان حليق اللحية قصير الشعر حافي القدمين يرتدي ثياباً بالية في برد الشتاء القارس وكان يعيش في الهواء الطلق علي التلال وتحت الأشجار، وكان يقدم معظم خدماته للفلاحين البسطاء. محاولاً، يقدم لهم خدمه الإنجيل، فدعوه (خادم الله العظيم) وتقدموا أليه معترفين بخطاياهم وتعرية بعدم جدوي الأساليب التي كانوا يلجأون أليها من قبل للحصول علي غفران خطاياهم. وهذا يدل علي حاله الضياع الديني والروحي التي عاشها شعب العصور الوسطي لان الباباوات انشغلوا عنهم بحروبهم ضد الإمبراطور من اجل الجاه والسلطه والمال والاساقفه من اجل الإقطاع والرفاهية وغاب الشعب من حسابهم فتلمس هذا الشعب المنكوداي قبس من نور يسير أليه، ولكن لا يلبث أن يقودهم هذا القيس إلى الجهل آخر لان هو لم يدرس ولم يفهم ما يقوله الروح للكنائس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وحدث في يوم أربعاء أيوب من عام 1116 كان اثنان من تلاميذ هنري يسيران في إحدى المدن الرئيسية بمقاطعة (مين) إيطاليا يسألان الأهالي عما إذا كان ممكناً، يأتي معلمها هنري لزيارة مدينتهم ليقدم لهم بعض المواعظ، لان شهرته كانت تسبقة إلى هناك استقبلها الأهالي استقبالاً حافلاً ورحبوا بالفكرة، ولم تكن الكنيسة قد لصدرت أي حكم ضد هنري ورفاقه بعد. عندما بدأ هنري رحلته إلى روما طلب الأسقف من رئيس الأساقفة، يرخص له بتقديم مواعظ هناك وكانت عظاته تجذب الناس لانهم لم يسمعوا مواعظ من قبل فالتف حوله الكهنة الشبان وعامة الشعب وينما كان يذهب كانت الناس تتبعه وهذا بعكس الإهمال جانب الكنيسة للشعب مما آثار حفيظة كبار رجال الاكليروس ألا، الجمهور لم يأبه بهم وكرد فعل لموقفهم المعارض لهنري قاطع الناس الكنائس ووجهوا النقد إلى رجال الدين لإهمالهم لهم علي ضوء ما سمعوه من هنري فلجا الكهنة إلى السلطات المدنية لحماتهم من غضب الجماهير ثم أرسلوا لهنري خطايا يتهمونه فيه بتجاوز حدود الرخصة الممنوحة له وان خرج علي تعاليم الكنيسة وحاولوا إلصاق تهمه الهرطقة به. والعمل علي أحداث انقسام في صفوف الكنيسة وانذروه بأنه، لم يمتنع عن الوعظ في أي مكان ايبارشية روما فانه بعرض نفسه للحكم بالفصل من عضوية الكنيسة ألا انه لم يهتم. وكان الناس يعتبرونه مرشدهم الروحي واندفعوا يقدمون له الهدايا من الفضه والذهب إعلانا عن تأييدهم لموقفة وتشجيعاً له علي عدم الصمود في مواجهه قادة الكنيسة ولكي يكون هذه التقدميات مصرفا ماليا له لسد حاجته هو ورفاقه إذا ما نفذت الكنيسة تهديداتها وحكمت بحرمة. وقد وجد هلدبرت أسقف المنطقه التي كان هنري يبشر فيها ويعظ، الشعور قد اصبح معبأ ضده بسبب موقفه من هنري، فلم يسقبله الناس بمثل ما كانوا يستقبلوه من قبل بل قالوا له (لقد اصبح لنا ألان كاهن آخر افضل واعظم منك سلطاناً، وكان سبب كره رجال الدين لهنري هو خوفهم من انه سيكشف أخطاءهم أمام الشعب ولم يشا هلدبرت، يستخدم سلطانه الكهنوتي ضد هنري وتعاليمة لانه وجد انه لن يجني من مراء هذا سوي الفشل نظر الحب الشعب لهنري، ولذلك التقي هذا الأسقف بهنري لقاء خاصة وطلب منه، يترك المدينة إلى أي مكان آخر فترك هنري البلده وذهب إلى الجنوب في المنطقة التي كانت ميداناً لنشاط بطرس دي برويز فاعتبره رئيس دير كلوني خليفة بطرس هذا فقرر احتجازه في دير كليرفو تحت أشراف برنارد رئيس الدير الذي أطلق سراحه بعد فترة قصيرة. عاد هنري إلى جنوب فرنسا وكان يعظ في المناطق المحيطة بتولوز والبي، وحيث كانت تعيش جماعه كبيرة وقويه من المعارضين للكنيسة الكاثوليكية، وكانوا تحت حماية حكام تلك الاقاليم. وظل هنري يباشر نشاطه بنجاح كبير لمدة عشرة سنوات، وإذ لاحظ رئيس دير كليرفو مدي قوة هذه الجماعة وتأثير هنري عليها طالب حكام تلك المناطق بوضع حد لتلك التعاليم المخالفة لتعاليم الكنيسة، خاصة وان الناس هناك كانوا قد هجروا الكنائس وامتنعوا عن العباده فيها وممارسة طقوسها وراح رئيس الدير يجوب بنفسه تلك الاقاليم يقدم للناس تعاليم الكنيسة ويقال، برنارد أحرز نجاحاً كبيراً في إعادة الكثير إلى الحظيرة. بعد ذلك القي القبض مرة أخرى علي هنري وكبل بالسلاسل وقدم للمحاكمة في عام 1148 واصدر المجمع الذي تولي محاكمته حكماً بإعدامه (لاحظ كيف، المجمع يحكم بالإعدام) لكن شمشون رئيس الأساقفة توسط له وطلب تخفيف الحكم، ولعله يثوب واستبدل الحكم بالسجن مدي الحياة حيث مات فيه.
بعد إحراق بطرس دي برويز Peter of Bruys والقاء القبض علي هنري دي لوزان Henry of Lausanne اصبح اتباعهما ابتداء من منتصف القرن الثاني عشر يعرفون باسم الالبين نسبة إلى مدينة في لايخدك اسمها (البي) تقع علي بعد 41 ميلاً من تولوز جنوباً. ويحتمل، يكون أعضاء هذه الجماعات قد جاءوا من الشرق وكانوا جماعات متفرقة جمع بينهما موقفها الناقد لسلبيات رجال الاكليروس الكاثوليكي وكانت أعداءهم تتزايد بشكل مستمر، وعقائدهم كانت تشابه عقائد كانت تشابه عقائد الدوسيتين الذين كانوا يمنعون الزواج، ولا يعترفون بالعهد الجديد. وفي عام 1139 حكم مجمع لاتيران الثاني بأنهم هراطقه، كما حكم عليهم بذلك أيضا، مجمع لاتيران الثالث Third Council of the Lateran عام 1179 وبعض المجامع الإقليمية الأخرى وحتى هذا الوقت كانت الكنيسة في مقاومتها لهذه الهرطقات تكتفي بإرسال واعظ يقدمهم للناس تعاليم الكنيسة، لكن البابا انوسنت الثالث أراد، يلجا إلى القوة لمقاومة هذه الجماعات فأرسل مندوباً عنه علي رأس قوة مسلحه وفوضه في القضاء علي هذه الحركة بكل الوسائل، وقد مثل رسل البابا باتباع هذه الجماعة ابشع تمثيل! لكن يداً خفية امتدت إلى مندوب البابا وقتلته فتوقفت الحمله إلى حين. http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlبعد ذلك أرسل البابا مندوبا أخر هو (ارنولد) رئيس دير كليرفو لإنهاء المهمة التي بدأها (بطرس دي كاسينو) كما عين سيمون دي مونتيفور) قائد اللقوات العسكرية وصدرات لهم الأوامر بالا يرحموا أحد. ولاذ الالبيون بالكونت (ريمون السادس) كونت تولوز فبسط عليهم حمايته رغم انه لم يكن من شيعتهم، لكن بعد ذلك وتحت تأثير رجال الدين اعترف بأنه كان مخطئاً في هذه الحماية أرغم علي حمل السلاح ضدهم، واذ وصلت الحمله العسكرية الي مدينة بزييه، سأل رئيس الحملة مندوب البابا ماذا يفعل بسكان المدينة، فاجاب ابادتهم جميعاً، وقد سقطت في يد الحمله مدن وقري كثيرة كانت معاقل للالبين، وهنا ظهرت فكره محاكم التفتيش التي تحدثنا عنها، فعقد مجمع في تولوز عام 1229 وقرر هذا المجمع انشاء محاكم التفتيش وفي عام 1232 اصدر البابا جريجوري التاسع قراراً بتجديد اختصاصات هذه المحاكم
الحرب ضد الألبين: اتسمت حرب الاكليروس ضدهم بالعنف الشديد والوحشية منقطعة النظير، ولذا كيف، البابا وكيل المسيح المحب يأمر بهذا. لدرجة، الباقي من الشعب هرب الي الجبال والي البلاد المجاورة دون معونه أو زاد والمحاربون خلفهم يعملون السلب والنهب وعندما وقعت في أيديهم معاقل الالبين لم يرحموا امرأة ولا طفلاً ولا شيخاً وانما اعملوا فيهم الإحراق والقتل والتنكل، فدمروا المدن واحرقوا البيوت ومن المؤسف كان كل ذلك باسم الدين!!! وفي جنوب إيطاليا، قامت حركة مشابهة لحركة الالبين أسسها كاهن من لمبارديا اسمه (ارنولد) وصل الي الاقتناع بأن الكهنة يجب، يعودوا الي نمط الحياة التي كانت سائدة في الكنيسة الأولي ليس من ناحية السلوك فقط بل من جهة موقفهم من الممتلكات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وطبق علي نفسه هذه التعاليم فارتدي زي الرهبان وعاش زاهداً لا يملك من حطام الدنيا شيئاً فوجدت تعاليمه صدي في نفوس الناس، واشتد سخطهم علي ما وصل أليه رجال الدين الكاثوليك، فجعل البابا انوسنت الثاني باتخاذ موقف منه، ففي عام 1139 اصدر مجمع لاتيران الثاني قرارا ضد ارنولد الذي هرب الي فرنسا من إيطاليا ومنها الي جبال الألب حيث وجد جماعات من الالبين واصبح واحداً من قادتهم. قد كتب برنارد رئيس دير كليرفو للبابا يطلب، يضمن سلامه ارنولد هذا وان يكتفي بإحراق كتبه بعد ذلك بقي ارنولد في سويسرا خمس سنوات وعاد بعدها الي روما وهناك ثارت مشاعر الشعب الذي كفر البابا والإمبراطور وما كان بينهما من صراعات ألا، البابا والإمبراطور تواجد ضد الشعب وقمعوا حركاته بالعنف!! وتم تسليم ارنولد للسلطات المدنية فاعدم شنقا في روما وبعد إعدامه قاموا بإحراق جسده، واعتبره آهل روما من الشهداء والقديسين
نبدأ في التعرف عليهم بقراءة جزء من رسالة كتبها عام 1147 افرينوس عميد كاتدرائية ستينفيلد بالقرب من كولون Cologne الي برنارد رئيس دير كليرفو Bernard of Clairvaux حيث قال (لقد اكتشفنا بيننا جماعة من الهراطقة. وقف اثنان منهم في أحد الاجتماعات وراحا يرددان بعضاً من أقوال السيد المسيح والرسل، وهؤلاء الناس يدعون أنهم وحدهم الكنيسة الحقيقية لأنهم دون سواهم، يسلكون بحسب تعاليم المسيح ورسله، وهم يستخدمون الصلاة الربانية فقط في الذبيحة، ثم يتناولون جسد المسيح ودمه وبالإضافة الي معمودية الماء يتظاهر هؤلاء بأنهم يعتمدون بالروح القدس ونار، مشيرين بهذا إلي شهادة يوحنا المعمدان وهم ينادون بأن كل واحد من المتمتارين يمكنه أيضا أن يعمد الآخرين، كما أن كل مؤمن بوسعه أن يصلي علي عنصري الذبيحة المقدسة كما أنهم لا يقرون الزواج، (ولا ادري لهذا سبباً). http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlكما كتب افرينوس أيضا عن جماعة أخري يقول (انهم لا يعترفون بمعمودية الأطفال، وينكرون، الموضوع علي المذبح هو جسد المسيح الحقيقي، مدعين أن الكهنة قد فقدوا قدرتهم علي التقديس، كما أنهم يشجعون الزواج بأكثر من زوجه واحدة كما أنهم لا يؤمنون بشفاعة القديسين ولا بالصيام، ويقولون أن التوبة هي وحدها طريق الخلاص والغفران، وأنه لا وجود للمطهر لأن نفوس الراقدين تمضي فور موتهم أما إلي الراحة وأما إلي العذاب وقد زاد عدد هؤلاء زيادة عظيمة وانضم إليهم عدد كبير من الكهنة والرهبان). أما برنارد فكان يكتب ضد العنف ويقول (أنا أشجع غيرة الناس علي الكنيسة وتعاليمها وأحيي فيهم تحمسهم في توقيع العقوبات علي الخارجين عليها ولكني أرى أن أفضل السبل لمقاومة هذه الحركات هو حث الناس وتحريضهم علي طريق التعليم الصحيح ومنه إلي العودة إلي أحضان الكنيسة، أما استخدام القوة أو العنف ضدهم فأنا لا أوافق عليه). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفي وصفه لأولئك القوم كتب برنارد يقول (لو سألتهم عن إيمانهم أجابوك إجابات مسيحية سليمة وعندما يحدثونك لا تسمع عنهم شتيمة أو كلمه نابيه، هم يعملون بأيديهم ليكسبوا قوت يومهم......ومن ثمارهم تعرفونهم، لقد ترك الرجال نساءهم والنساء تركن رجالهن والكهنة الذين اتبعوا تعليمهم تركوا كنائسهم) وهكذا كان برنارد يشير إلي جماعه كاثاري الذين كانت منهم جماعه في كولون ولم يعترف هؤلاء بسلطان الكهنة أو بالتقليد الكنسي، كما كانوا يعترضون بشدة علي زيادة الأضرحة والأماكن المقدسة وعبادة الصور والقديسين، وكانوا في تعليمهم يركزون على الأعمال الصالحة، وبعضهم لم يقر شرعية الحرب والقسم، وكانوا يجوبون الأسواق يعظون التجار ويعلمونهم، وكانوا يحيون حياة مشتركة علي نفس أسلوب الكنيسة الأولى وفي عام 1160 توجه فريق منهم من ألمانيا إلي إنجلترا وراحوا ينشرون تعاليمهم هناك.
كان هناك شبة كبير بين هؤلاء وبين الوالدين، ألا أنهم احتفظوا ببساطة الإيمان واشتهروا بين جيرانهم بحياة التقوى والطهارة والمعرفة العميقة وقد ابتعدوا عن الكنيسة نهائياَ وعاشوا منفردين وراحوا يمارسون عبادتهم بطريقتهم الخاصة باللغة اللاتينية. وأعضاء هذه الجماعة كانوا من (فلاحين الكتاب المقدس) إذ كانوا يواظبون علي قراءته بطريقه جعلتهم أكثر منهم عن غيرهم بالنسبة لمفاهيم ذلك النصر، وكانت لديهم ترجمات عديدة للكتاب المقدس وأجزاء منه، وكانت جماعه الأخوة متعاونة ومترابطة في جميع أنحاء أوروبا وكان لهم نشاط كبير بين العمال في المدن، والفلاحين في الريف. وبالرغم من ظهور هذه التيارات المتعارضة والمحتجة التي كانت تتزايد يوما بعد يوم فإن الكنيسة لم تستفد منها، إذ وجهت كل همها إلي إسكات هذه الأصوات دون الاهتمام بما يجب أن تفعل لإصلاح نفسها، ومعالجة أوجه القصور والنقص في خدماتها كما إنها لم تحاول، تلافي الأخطاء، فكانت محاكم التقسيم هي رد الفعل الوحيد لظهور هذه الحركات والتيارات وكان لهذه المحاكم أسوأ الأثر في تطور الأحداث التي واجهتها الكنيسة فيما بعد. والآن نستعرض ما آلَت إليه أحوال الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا في نهاية العصور الوسطي، كَهَزّات أتت بعده النهضة والإصلاح الديني.
إن أهم سمه تميزت بها جماعات المصلين في غرب أوروبا في القرن الثاني عشر. والذين كان الاكليروس يعتبرهم "مخالفين" أو " معاندين" هي سمة: الزهد والدعوة الي البساطة الأولى كمد روحي للكنيسة الشرقية في مصر وقد انتعشت هذه الاراء في وقت كانت الكنيسة فيه قد تردت في مساوئها: من اتجار في المناصب الدينية (السيمونية) والسماح لرجال الدين بالزواج بعد، رفلوا في أسباب النعيم باحثين عن وراثية لهم في هذا، وغير ذلك من أمراض آلمت بالكنيسة كبيع صكوك الغفران.....الخ وافتضح أمر البابوية وكبار الأساقفة. وطرحت قضية " الاكليروس " علي بساط الشك من أساسها نظراً لما أصابته من ثراء فاحسن، وكان النبلاء الإقطاعيون يتطلعون الي الفرصة السانحة ليقضوا علي أملاك الكنيسة الشاسعة علهم يصيون شيئا منها، ولكن البابوية كانت تفرض من الحماية والحصانة علي تلك الأملاك في الوقت الذي كانت تنظر بقلق الي نشاط هؤلاء النبلاء الطامعين في أملاكها خاصة في فرنسا. http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlوفي عام 1207 طلب البابا انوسنت الثالث من الملك فيليب أغسطس التدخل علي رأس حمله صلبيه لقمع النبلاء في الجنوب الفرنسي ألا، فيليب كان يخشي، ينتهز ملك إنجلترا " يوحنا" الفرصة للانقضاض علي الشمال الفرنسي القريب منه إذا اقدم رجاله علي شن حملة علي النبلاء في الجنوب الفرنسي. واخيراً بعد، نفد صبر البابا " انوسنت الثالث " أعلن في 15 يناير 1208 قيام حمله صلبيه ضد نبلاء الجنوب الفرنسي ووعد من يشارك في هذه الحمله بالغنائم التي تقع في أيديهم من أملاك هؤلاء المارقين في نظره هو. وارسل البابا قاصداً رسولاً لتهدئة الأوضاع في الجنوب الفرنسي ألا، مهمته باءت بالفشل الأمر الذي حدا بالبابا بان يرسل قراراً بالحرمان الديني ضد " ريمون السادس " صاحب تولوز وقوبل هذا الحرمان باغتيال القاصد الرسولي من أحد اتباع ريموند وعليه فقد دعا البابا " انوسنت الثالث " الي حمله صلبيه ضد المنشقين، استجاب لها الآلاف من الفرسان المتطوعين من الشمال الفرنسي أملا في ثروات الجنوب وغنائمه وقد قامت هذه الحمله بمذابح رهيبة اشهرها تم في حصار وسقوط بلدة " بيزيه " حيث قتل الصليبيون 15.000 من السكان دفعة واحدة ومن ثم كانت اكبر عملية إرهابية في تلك الفترة. وبعد وفاة فيليب أغسطس اصدر الملك " لويس الثامن " قراراً لارضاء البابا في روما باقامه وتشكيل محاكم التفتيش في جنوب وشمال فرنسا، وكانت هذه المرة هي الأولى التي يصدق فيها القانون الفرنسي علي عقاب المهرطقين بالحديد والنار وليس بالمناقشة في محبة لان الله يريد، الجميع يخلصون والي معرفة الحق يقبلون بعد هذا أمر " لويس الثامن " جيوشه بالاستيلاء علي مدينة " افنيون " بسبب رفضها لجيوش البابا بالعبور علي اراضها نحو الجنوب، فدمرت أسوارها واسباح فرسان الشمال خيرات وحرمان الجنوب الفرنسي تحت شعار الصليب ومحاكم التفتيش. وكان " لويس التاسع " ملك فرنسا أسوأ حاكم علماني شجع علي تثبيت أقدام محاكم التفتيش في فرنسا، لكي يرضي معاصريه من الباباوات لذلك سموة " القديس لويس " واسند مهمة التفتيش والمحاكمه الي رهبان الدومنيكان الذين بدءوا بإرهاب صغار القساوسة وبسطاء الناس بجبروتهم، أرسلوا الي المحرقة أعداد لا تحصي بتهمه الخروج علي تعاليم الكنيسة، بالاضافه الي من امتلأت بهم جحور السجون، وغياهب السبي. ويحدد المؤرخين سنه 1233 علي وجه التحديد كبداية لإرساء محاكم التفتيش في فرنسا جميعها وقد خول الملك الفرنسي رجلاَ يدعي " روبرت لي يتي " صلاحيات كبيرة كمفتش عام علي هذه المحاكم، وقد رهب هذا الرجل فرنسا كلها ما بين عامي 1233، 1239 إذ شنق 183 شخصاً دفعة واحدة في مقاطعه (شامباني). وفي عهد الملك الفرنسي فيليب الرابع الذي تولي ما بين عامي 1285 – 1314 كلف وزيره وحامل أختامه بتلفيق التهم لجماعه رهبان الموعد الذين لعبوا دوراً كبيراً في الحملات الصلبية في فلسطين ومن هذه الاتهامات: عباده الشيطان والانحلال الأخلاقي والفجور وبهذا تعرضوا لصنوف من العذابات داخل زنزانات سجونهم إلى حد أن واحداً منهم عندما بلغ العذاب مداه به صاح قائلاً: أنني علي استعداد، اعترف لكم بأنني قد قتلت الله شريطة، تكفوا عن تعذبتي وترحموني من الحرق بالنار. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ثم اصدر البابا قرار بمصادرة أملاكهم في كل أنحاء العالم المسيحي ثم أمر بإقامة محكمه تفتيش خاصة للتحقيق معهم لأدانتهم. وفي سنه 1310 صدر حكم محكمة التفتيش بإحراق 63 راهباً من رهبان الداوية بتهمة عباده الشيطان والانحلال وفي سنه 1314 اكتملت المأساة حيث اقتيد رئيس رهبان الداوية جاك دي مولية وبعض رفاقه إلى المحاكمة وتقررا احراقهم جميعاً بتهمة ملفقة، ومنذ ذلك التاريخ صار تلفيق الاتهامات ونشر الفضائح الكاذبة والإرهاب كان اكبر سمه للملكية الفرنسية تحت رعاية الكنيسة الغربية حتى قيام الثورة الفرنسية في عام 1789. وحتى جماعة الفرنسيسكان لم تنج من بطش محاكم التفتيش، فقد نادي فريق منهم بضرورة الرجوع بالعقيدة إلى حياة البساطة الأولى، ولكن البابا " يوحنا الثاني والعشرين " (1316- 1334) قرر تقديمهم إلى محاكم التفتيش سنه 1318. وتابع الباباوات إرهابهم للفكر بواسطة محاكم التفتيش لكل صوت ينادي بالإصلاح وبالرغم من المذابح الرهيبة انتشرت دعوة الإصلاح الديني إلى بوهيميا وجنوب شرق ألمانيا. وفي سنه 1229 عين البابا مفتشاً كنيسياً عاما علي ألمانيا هو (كوزاد) الذي جر الآلاف من الأبرياء إلى المشانق أو المحاق وكان يكفي عنده، يشار إلى جار من جاره بأي شاية ضد الدين فيجر أهل البيت جميعاً إلى المشانق وقد ضج الناس من الإرهاب الذي اتبعه كونراد هنرا، حتى، بعض الأساقفة نصحوا إلية بالاعتدال، ولكنه لم يكن يطيع بل يزداد في طغيان تحت سمعهم وبصرهم. وبعد، استشري الغضب بالشعب هاجمة بعض النبلاء وقتلوه سنه 1233 فتنفس الألمان الصعداء .
50- اليهود ومحاكم التفتيش في أسبانيا والبرتغال أكدت التشريعات المطبقة علي اليهود بوحي من الكنيسة ما قيل من انهم أناس رفضهم الله ولعنهم، أقيم من حولهم سياج عزل صحي يقي أرواح المسيحيين من عدواهم، وانكمشت الاتصالات علي الصعيد الاجتماعي معهم، وتعددت حوادث اضطهادهم وطوردوا من مكان لمكان، فقد طرد اليهود من فرنسا أعيدوا أربع مرات فيما بين عامي 1182، 1321 وفي عام 1322 طردوا مرة أخرى حيث لم يبق منهم يهودي واحد في فرنسا خلال الأربعين عاما التالية، وفي أسبانيا حيث ازدهر اليهود في ظل الحكم الإسلامي ثم المسيحي، بدأ اضطهادهم بوحي من الكنيسة عام 1492 طرد اليهود جميعاً من أسبانيا وثم ذلك في 2 أغسطس من نفس العام وهو يوم اتخذه اليهود يوما للحداد في حياتهم. وبذلك استبعد اليهود في نهاية القرن الخامس عشر بصورة تكاد تكون تامة من كل غرب أوروبا باستثناء أجزاء بسيطة في ألمانيا وإيطاليا ومن ثم احتشدوا في الإمبراطوريتين الشرقيتين الباقيتين وهما: حيث تجمع اليهود الاشكلنازيم واليهود شمال أوروبا، وفي الإمبراطورية العثمانية حيث تجمع اليهود السفارديم من الأصل اللاتيني أو الأسباني.
وانتشرت بتزايد نفوز الكنيسة السياسي ظاهرة اليهود الذين أخفوا ديانتهم عندما وجدوا أنفسهم بين اختيار الموت أو التحول إلى المسيحية. واضطرت جموع كثيرة منهم إلى هذا التحول في الظاهر، وهم مقيمون سرا على ديانتهم اليهودية، ومصممون على ثقتهما لأولادهم جيلا بعد جيلا، وقد عرف هؤلاء في أسبانيا باسم (المارانوس حيث انفتحت أمامهم أبواب العمل في المحاماة والحكومة والجيش والجامعات، بل وفى الكنيسة نفسها، وتمت لهم السيطرة على أوجه النشاط في أسبانيا، وكان لفظ (مارنوس Marrano) هذا اصطلاحاً أسبانيا يرجع إلى العصور الوسطى ويعنى (الجنزير) وفى ذلك ما يشير إلى مقدار ما كان يشعر له الأسباني العادى من احتقار نحو هؤلاء اليهود غير المخلصين الذين ازدادوا عددهم وزاد نفوهم. وعلى امتداد القرن 15 ادأ الناس يكرهون أولئك المنافقين اليهود الذين اصبحوا مسحيين مظهرا ويهود مخبرا، أولئك الذين احتكروا المراكز المالية الهامة، وارتبطوا بالعرش، بحيث أصبحوا يمثلون أحد مظاهر القهر الملكي، وتقرر في عام 1464 النظر في أمر هؤلاء المسيحيين الجدد، إذ فوضت الكنيسة في عام 1478 ثلاث شخصيات بالتصرف في الأمور التي تنطلق بالمرتدين، وكان ذلك أنما يعنى بداية محاكم التفتيش في أسبانيا، وصلت الأمور إلي أقصى غاية المدة في عام 1480 حين قرر عدد من أغنياء التجار المسيحيين الجدد في مدينة (سيفيل) مقارنة محاكم التقسيم، غير، أمرهم انكشف وحوكموا وأعدموا، وفي عام 1481 احرق ستة رجال وأمراه أحياء، وأعدم رئيس الجماعة، وطرد اليهود من أسبانيا نهائيا عام 1492، وانتقل اغلبهم للبرتغال التي طردتهم هي الأخرى عام 1497 ورحل موظفهم على أفريقيا، واعتنق الباقون المسيحية دون إخلاص، حيث احتفظوا بديانتهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبدأت محاكم التفتيش في البرتغال عام 1536 حيث عذب وأعدم عدد من المسيحيين الجدد ونتيجة لهذا القهر والاضطهاد وترك المسيحيون الجدد أسبانيا والبرتغال إلى الشرق الوسط وإيطاليا وهولندا وإنجلترا، واصبح لبعضهم وضع قوى جداً في البلاط التركي، وأدوا في مقرهم الجديد إلى الديانة اليهودية علنا، واعترفت بهم فرنسا رسمياً عام 1730، ومارسوا ديانتهم علناً في هولندا في مطلع القرن 17، وازداد نشاطهم في البحرية التجارية الهولندية بحيث سيطروا على ربع انهم شركة الهند الشرقية الهولندية. وكان عدد المارانوس في إنجلترا محدودا غير، وتغير كرومويل رحب بهم أملا في الحصول على عونهم على حصل لندن مركزا للتجارة الأوربية، وحدد في عام 166 ميثاق رسمي يحمى الطائفة اليهودية ومنحوا حرية العبادة عام 1673 وعوملوا معاملة مساوية لباقي السكان. واتجه المارانوس في الوقت نفسه إلى الاهتمام باستكشاف العالم الجديد ومولوا هذه العمليات، وهناك ما يدعو للاعتقاد، (كريستوفر كولومبوس) كان ينتمي إلى أخري عائلات المسيحية الجدد، وانتقلت أعداد منهم إلى البرازيل في القرن السادس عشر وإلى المكسيك. أما عدد المارانوس في العالم اليوم فمحدود للغاية أو كان الاعتقاد ساندا بان محاكم التفتيش قد قضت نهائياً على أثار اليهود في أسبانيا والبرتغال، يميز، يهوديا بولنديا يدعى (شوارز) كان يعيش في لشبونة جميع معلومات عام 1917 تدل على تجمعات من المارنوس مازالت تلتزم بالتعاليم اليهودية، وقد بدأت أعداد المارنوس القليلة تضمحل حاليا حيث تزاوجت أجيالها الجديدة مع غير اليهود وهاجر بعضها إلى إسرائيل ولا يحتمل، تبقى فئة المارانوس في أسبانيا والبرتغال طويلا.
الكنيسة الغربية رأينا فيما عرضناه كيف كانت قوة الإكليروس سببا في قوة الكنيسة وامتداد سلطانها وكيف كانت عظيمة رجال الدين أمثال جريجورى السابع وانوسنت السابع سببا في خضوع الحكام والأباطرة لهم. ولكن في فترة أواخر العصور الوسطى ابتدل الحال غير الحال، وبعد هذه النهضة العامة التى اشتعلت نيرانها في الكنيسة بهدف الإصلاح النسبي، على أيدي رهبان دير كلوتى وغيرهم من الأنظمة الرهبانية الأخرى انحسرت هذه الموجه ليعود الفساد من جديد وبشكل أكثر بشاعة ويقبض في نفس الوقت على أصوات المصلحين بيد من حديد.
أحوال الأكليروس عم الفساد بينهم وأصبح رجال الدين في حالة يرثى لها من الفساد، أصبحت المباذل التي يرتكبونها على كل لسان، وارتفعت بعض الأصوات تستنكر تصرفاتهم، وتدين أعمالهم، لكنهم تمادوا في غيمهم معتمدين على مالهم من سلطان، استطاعوا به، يسكتوا أصوات معارضيهم ومنتقديهم. ولقد لعبت الأموال الطائلة التي أتخمت بها خزائن رجال الدين وجيوبهم دورا كبيرا، في إهمالهم لواجباتهم الرعوية وسقوطهم في المساخر والشرور، لأنه أصبح في مقدورهم تحقيق كل ما يطلبون، ولو، كانت فيهم قلة قليلة من المتميزين ولكن لم يكن لهم أي تأثير. وفى خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، زاد الفساد وبصورة بشعة أثارت عليهم الرأى العام، وقد وصف سكرتير البابا بنيديكت الثالث عشر حال رجال الدين فقال (أن واحد في الآلف منهم هو الذي كان يواظب على القيام بأعباء خدمته)
الرهبان: قاوم الرهبان حالة الانحطاط الخلقي التي سادت تلك الفترة، لكن إلى حين، ولم يلبثوا، أصبحوا هم في أديرتهم يعانون من الحالة نفسها، وأصبح الكثيرون من الرهبان مستعدين لخطايا عديدة، مدمنين للخمر، واصبح منهم الكثيرون محط الهزء والسخرية بسبب ما كانوا يعملون من شرور. حتى الأنظمة الحديثة أنظمة (الرهبان الشحاذين) ظلت زمانا طويلا تقود ركب الإصلاح ولكن لم تمكث تحت الضغوط، استسلمت وجرفها نفس التيار. ألا، هذا لا يعنى، كان هناك جماعات رهبانه ظلت متمسكة بمبادئ الكتاب المقدس.
أين كان الشعب: انشغل الإكليروس بمصالحهم أهملوا واجباتهم الرعوية قبطية الحال انحط حال العب، خاصة وأن الوعظ في الكنائس كان نادرا لحمل منظم الكهنة، وقد أدى هذا ألي جهل الشعب بتعاليم الله والكنيسة، فالقداس كان يتلى باللغة اللاتينية التي كانت غير مفهومي لدى العامة، بل كان منظم رجال الدين يجهلونها فرددوها كالببغاوات دون، يدرون ماذا يقولون، لكنهم حفظوه من تكرار تلاوته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كانت مواعظ الرهبان الفرنسيسكان والدومنيكان الذين كانوا في هذه الفترة هي المواعظ الموجودة، ثم ما لبث، فتر حماسهم أمام ما عانوه من اضطهاد الكنيسة لهم وخفت صورتهم. ظهر عجز الكنيسة وفشلها في عدم قدرتها على مواجهة حاجات الشعب المتزايدة والذي كان يزيد بمعدلات كبيرة، فابتداء من القرن الثاني عشر الميلادي زاد عدد السكان في مدن أوربا زيادة كبيرة، فابتداء من القرن الثاني عشر الميلادي زاد عدد السكان في مدن أوربا زيادة كبيرة، الأمر الذي كان يتطلب مضاعفه الجهود والخدمات التي كانت تقدمها الكنيسة لهم، لكن الذي حدث هو العكس، إذا، اهتمام الكهنة بمصالحهم الخصية. أدى ألي عدم الاهتمام بحاجات الشعب، وكان هناك عجز واضح وملموس في أعداد الكنائس والكهنة في أماكن كثيرة، فعاش آلاف البشر في فقر لا يجددون أي معونة حتى من الكنيسة الفئية، لا عداء روحي ولا جسدي وطغى حب المال على الإكليروس فتوقفوا عن مساعدة الفقير وصموا ذاتهم عن أنين اليتيم والأرملة. ثم، تركيز الاهتمام في العبادة على ممارسة الأسرار والالتجاء إلى القديسين بشكل شاذ وكثير أورثهم شراء الغفران بالمال، كل هذا أدى ألي انحطاط الروحيات بين الناس، وعدم اهتمامهم بالتدقيق. وأمام كل هذا بدأت هزات عنيفة وتوجهات إلى الإصلاح الجذري في الكنيسة وصدام مبين بين الرجعية والتقدمية في الكنيسة الكاثوليكية نراه في الأوراق الآتية: فالشعب المضغوط يبحث عن متنفس إصلاح يعطيه هامشان من الراحة من وطأة الكنيسة التي كان يجب، تكون مبعث هذه الراحة. وقد تضافرت عدة جهود في ذلك: ما بين الرهبان الواعدين الذين وجودا في العودة إلى البساطة والعبادة الصحيحة على نمط كنيسة مصر وبين فئات الشعب التي حاولت، تضحي وتبذل ضد فساد الكنيسة الذي وصل حتى إلى أرزاقهم ومعيشتهم، مما دفع هذه الفئة كل في مكانه إلى الكفاح ضد الكنيسة في فسادها، وهكذا سنرى هذا الكفاح متمثلاً في:
52- الطبقة الوسطى (البرجوازية) والإصلاح الديني أدى ظهور الطبقة الوسطى التجارية وسكان المدن في أوربا ألي تغيير وجه الحياة فيها، فتغيرت نظرة الناس ألي عادات وتقاليد العصور الوسطى في أوربا، فأخذت هذه العادات والتقاليد تتزعزع أسسها مع انهيار المجتمع الإقطاعي وبناء المتجمع البورجوازي نتيجة انتعاش التجارة واكتشاف الطرق التجارية براويجوا وإنشاء المدن التجارية نتيجة تجتمع التجار لتتبادل التجارة، وانتعاش رؤوس الأموال التي أظهرت شخصية هذه الطبقة في مواجهة الإقطاع والرأسمالية ومنها الكنيسة الكاثوليكية نفسها، مما اخذ معه البناء السياسي والفكري والديني والقانوني والفلسفي في الانهيار أمام هذا البناء الجديد في نفس المسارات. فكانت الكنيسة الكاثوليكية في ظل العلاقات الإقطاعية قد استطاعت، تصوغ الدين في شكل يتفق مع هذه العلاقات فعملت علي تمجيد حياه الزهد والتقشف والنهي عن التمتع بجمال الحياة ونعيمها بالنسبة للشعب فقط دون رجالها ودعت هؤلاء الناس إلى تعذيب النفس وحرمانها استعدادا لنعيم الاخره وذلك بغرض حمل الشعب علي قبول الاستغلال الإقطاعي في إذعان واستسلام.
وكانت الكتبة تطلب إلى الناس اتباع تعاليمها دون مناقشة الأمر الذي أمات فهم الروح البحث والابتكار بل والتعليم علي أساس، الجهل يسهل قياده الشعب، واعمي إنسان العصور الوسطي عن رؤية جمال العالم وفكره وثقافته. فقد كان الجمال في نظره رجساً من عمل الشيطان ولم تصبح الدنيا في رأيه ألا مضيفه إلى الدار الآخرة، وحببوا أليه الجهل ليكون مقبولا لدي الله لان في نظرهم – دليل علي صدق العقيدة وقوة الإيمان. وفي الوقت الذي كانت فيه الكنيسة تقوم بهذا إزاء الجماهير الكادحة كانت تمارس الاستقلال المادي لهذه الجماهير، بأشد مما كانت تمارسه طبقة النبلاء والإقطاعيين، وكان الباباوات في روما يعيشون عيشة الترف، وانغمس بعضهم في حمأة الرذيلة كما تمتع بعض رجال الكنيسة بالكثير من الحقوق والامتيازات الدينية والمدنية التي لم يكن يتمتع بها سائر أفراد المجتمع آنذاك وكانت الكنيسة إلى جانب امتلاكها ألا قطاعات واسعه معفاة من الضرائب لها الحق في جمع نوع من الضرائب في شكل العشور. وفي الوقت نفسه لم تكتفي الكنيسة بما كانت تتمتع به من مركز هام في المجتمع الإقطاعي بحكم دورها الديني، بل أراد الباباوات إخضاع الأباطرة لسلطتهم وبمعني أخر إخضاع السلطة المدنية للسلطة الدينية رغم، المسيحية تؤكد، الكنيسة والدوله تستمدان سلطتهما من الله الذي أوكل لواحدة حكم الروح والأخرى سلطه الإدارة (أعط مال قيصر لقيصر وما لله لله) الأمر الذي أدى إلى النزاع بين البابوية والامبراطوريه كما مر بنا هنا في قسم التاريخ بموقع الأنبا تكلاهيمانوت. وقد كان من الطبيعي مع انهيار المجتمع الإقطاعي وظهور طبقه جديدة علي أنقاض هذا المجتمع وهي البورجوازية بمفاهيم ومُثَل جديدة وبأسلوب في الحياة والتفكير يختلف عن أسلوب العصور الوسطي، أن تصحوا أذهان الناس علي مساوئ الكنيسة ومفاسدها وان تتمرد نفوسهم علي قيودها ونظرياتها فوقعت سلسله من ردود الفعل – رأيناها في الأوراق السابقة – وبناء هيكل كنسي جديد يتفق مع علاقات الإنتاج الجديدة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وما ترتب علي هذه العلاقات من قيام بناء علوي جديد. ولقد لعبت الطبقة البرجوازية bourgeoisie الدور الرئيس في تحطيم سلطه الكنيسة الكاثوليكية في عصورها الوسطي هي الطبقة الثورية كما رأينا وكان قد سبق لها، بلغت مركزا مرموقا في المجتمع بفضل ثرائها القائم علي رأس المال ولكن هذا المركز مع ذلك كان لا يتلاءم مع قوتها وقدرتها علي التوسع والامتداد وبالتالي لما كان النظام الإقطاعي هو الذي يقف حائلاً دون نموها وتطورها فقد كان عليها، تحطم هذا النظام. ولكن الكنيسة الكاثوليكية كانت المركز الدولي العظيم للإقطاع وهي التي وحدت أوروبا الغربية الإقطاعية وجعلت فيها برغم كل الحروب الداخلية نظاما سياسيا موحد أيقف إزاء الكنيسة الاغلايقية الأرثوذكسية المنشقة عليها (هذا في رأي الكاثوليك) والممالك الإسلامية علي حد سواء أحاطت الأنظمة الإقطاعية بهالة من القداسة ونظمت طبقاتها دفعه النموذج الإقطاعي واخيراً كانت الكنيسة اقوي سيداً اقطاعي وتملكت ثلث ارض العالم الكاثوليكي ولهذا كان لابد قبل توجية هجوم ناجح إلى النظام الإقطاعي الفاسد في كل بلد لابد من تحطيم نظامه المركزي المقدس وفضلاً عن هذا فقد صاحب نمو البرجوازية عملية إحياء العلوم العظيمة من تلك وميكانيكا وطبيعة وتشريح وفسيولوجياً في حين كان العلم في العصر الإقطاعي الخادم المطيع للكنيسة ولم تكن تسمح له بان يتخطي الدود التي رسمتها العقيدة رغم، المسيحية دين انفتاح علي الثقافة والعلوم والتعليم ما دامت لا تبعد الإنسان عن الحياة مع الله. يتبين من كل ذلك، البورجوازية كانت هي الطبقة التي يعنيها اكثر من غيرها النضال ضد دعاوى الكنيسة الكاثوليكية ذلك، كل صراع في ذلك الوقت ضد الإقطاع كان لابد، يجري تحت ستار ديني أي يجب، يكون موجها ضد الكنيسة أولا . ولكن إذا كانت الضحية بدأت من البرجوازية فقد كان من المحقق، يتردد صداها في طبقات أخرى فقد تردد صداها في جماهير الفلاحين الذين كان عليهم، يكافحوا من اجل وجودهم ضد سادتهم الإقطاعيين، كما تردد صداها في طبقة الفرسان الذين كان عليهم، يكافحوا ضد سيطرة كبار النبلاء
لماذا ألمانيا؟! هناك جمله أسباب جعلت هذه الظروف تنضج في ألمانيا بذات وتفسر لماذا قامت حركة الإصلاح الديني في ألمانيا بدلاً من قيامها في انجلترا أو السويد مثلاً فمن ناحية: أصبحت المدن الجديدة من نهاية القرن الرابع عشر ذات أثر راجع في مقدرات الشعوب الألمانية فإن المدن من أمثال فرانكفورتFrankburt وستراسبورجStrassburg ونورمبرج وغيرها من مراكز النشاط التجاري والصناعي قد أخذت تلعب دورها ما في حياة ألمانيا فقد ظهرت طبقة من ممولين الذين برز من بينهم (بيت فوجر) سيطرة علي تجارة ألمانيا مع إيطاليا الشمالية والأراضي المخفضة (بلجيكا وهولندا حالياً ومع الشرق أيضاً وكان المال هو أهم مصادر قوتها وقد أصبحت هذه الطبقة قبله أنظار الأمراء وكان الحكام يطلبون منها لسد احتياجهم وبفضل هذه المركز الاقتصادي الممتاز فرض البورجوازيون سيطرتهم الواسعة علي كافة نواحي الحياة في زمانهم. وإلي جانب هذه الطبقة كانت توجد طبقة الفرسان و كانوا ساقطين علي الأوضاع وكان خلال هذه الطبقة من النبلاء الضعفاء قد بدء من القرن السادس عشر عندما تضاءلت قيمة أراضيهم بسبب التطور الاقتصادي، فلم تصبح الأرض هي مصدر الثروة الوحيد، كما تغيرت أساليب القتال وادوانه وفنون الحرب فنقدت هذه الطبقة مبرر بقائها ومع، قلائل منهم استطاعوا الاحتفاظ بشيء من امتيازاتهم مثل فرسان الراين وسوابيا وفرانكونيا، فان الأغلبية الكبري خضعت لسيادة الأمراء الأقوياء ولم نحتفظ ألا بالقليل من امتيازات النوعية ولهذا اصبح هؤلاء الفرسان متحفزين للثورة ضد النظام الاجتماعي و السياسي القائم وإلي هذه الساخطة كانت توجد طبقة أخري أشد سقطاً هي " طبقة الفلاحين " فقد كان هؤلاء يعشون علي هامش الحياة بمعزل عن التطورات العميقة التي شاهدتها المدن الإلمانيا حيث كانت أفراد الطبقة البرجوازية قد قطعوا شوطاً بعيداً في مجال التقدم والرفاهية وكان هؤلاء الفلاحين ألمان يعشون عبيداً في قيود اقطاعين وكانوا محل استغلال مشترك من الأمراء ورجال الكنيسة والفرسان إذا كانوا نهباَ بشي أنواع الضرائب: نقداً أو عينياً ومسخره وتحرم عليهم كثيراً فقد كانوا يحرمون حتى من ممارسة صيد السمك في الأنهار و القنوات وصيد الحيوانات في الغابات لأنها أرض إقطاع في حين كانت تنتهب أراضيهم وبيوتهم وأعراضهم كان أعدائهم لرجال الدين شديداً فقد نددوا بالأعباء المالية التي فرضتها عليهم هؤلاء وبإسرافهم في فرصة ضريبة العشور وغيرها من الضرائب والرسوم المختلفة تحت مسميات وأنواع مختلفة. وبالإضافة ألي ذلك فهناك أسباب أخرى تفسر قيام حركة تفسر قيام حركة الإصلاح الديني في ألمانيا، وهي، الألمان كانوا يحقدون منذ القدم علي الكنيسة الكاثوليكية في روما، إذ كان النزاع المستمر بين البابا والإمبراطور الألماني (إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة) سبباً في، كل فريق كان يشعر نحو الأخر بعداء شديد وفضلاً عن ذلك ففي الدول الأوربية الأخرى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كانت تقاليد الحكم في أيدي ملوك أقوياء استطاعوا حماية رعاياهم من جشع رجال الدين ولكن في ألمانيا حيث كان الإمبراطور يحكم مجموعه من الأمراء الأقوياء وليس له ظل من السلطة فان البرجوازية بين كانوا تحت رحمة القساوسة والمطارنة مباشرة الذين كانوا يحاولون جمع المال لصالح تلك الكنائس الضخمة التي كان إنشاؤها هواية الباباوات في عصر النهضة. وهناك سبب مهم أخر هو، ألمانيا كانت موطن الطباعة، منذ اخترع يوحنا جوتنبرح (1397 – 1468) الطباعة بالحروف المصفوفة في منتصف القرن الخامس عشر فأزال العقبات في سبل انتشار العلوم وتوصيلها إلى عامة الشعب وكان الكتاب المقدس أول كتاب طبع بهذه الطريقة في سنة 1455، وبذلك لم يعد محظوظا محجبا بالأسرار في صورة كبار رجال الدين الذين تولوا تفسيره إذا كانوا قد فسروه، بل اصح كتابا من الكتب المتداولة في كثير من البيوت، الذي كان بها يعرف اللغة اللاتينية، ومن هنا بدأت أسر بأسرها تقرأ الكتاب المقدس، الأمر الذي كان مخالفاً لنظام هذه الكنيسة من قبل، وتبين للناس عندئذ، القسوس كانوا يعلمونهم أشياء كثيرة تختلف للأسف عما هو موجود في النصوص الكتابية التي بين أيديهم، مما أثاره في نفوسهم الشك في رجال الدين واشتدا الحملة ضدهم. في ذلك الحين كانت الظروف تتجمع داخل الكنيسة وتدفع للثورة عليها. وتنقسم هذه الظروف إلى قسمين! الأول: يتصل بفساد الكنيسة الثاني: يتصل بمحاولات الإصلاح. ففيما يختص بفساد الكنيسة ففي النصف الثاني من القرن الخامس عشر، كان عدد كبير من رجال الكنيسة، وعلى رأسهم البابا يعيشون عيشة الترف والمجون، وتحولت الولايات البابوية إلى دول علمانية من الناحية العملية، استخدم فيها البابا كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق أغراضه السياسية، ومن هذه الوسائل: التآمر والقدر والاغتيال بالسم، والحروب. وفي الفترة التي سبقت حركة " مارتن لوثر " جلس على كرسى البابوية أثناء من الباباوات يعتبران بحق مسئولية عن تدهور سمعة البابوية وانحدار مركزها هما! اسكندر السادس 1492 – 1503) ويوليوس الثاني (1503 – 1515) فبالنسبة لحياة اسكندر السادس، فقد كانت حياته محزنة، فقد كرسى حياته لإشباع ملذاته وتحقيق اطماعة، وغلاق مراتب الشرف على أبنائه، وتنمية ثرواتهم، وكان قد أقام علاقة بأجدى السيدات المتزوجات وتدعى فانوتزا vamogga وانجب فيها بفضل هذه الصلة غير الشرعية أبناءه الأربعة: دون جوان وشيزار وجوبي goPe وابنته لوكرنريا، كما كان له ابناء اخرون من نساء أخريات، وقد أقام ابنه شيزار بورجيا borgia قسيساً تم كاردينالا فارتكب من الجرائم ما جعل روما ترتجف رعباً من مجرد ذكر اسمه، ولم يتورع عن قتل أخيه دون جوان، عندما خشي، يشاركه سطوته ونفوذه واستخدم البابا وابنه جميع الوسائل المشروعه وغير المشروعه لتحقيق أهدافها مثل: الرشوة والاغتيال علي أوسع نطاق في سلاح الحرمان البابوي. أما البابا يوليوس الثاني فلم يكن يقل في أطماعه الدينونه عن سابقه اسكندر السادس وإن سلك في سبيلها طريقا مختلفا عن طريق أل بورجيا وهو طريق الحرب والسياسة فقد وقف يوليوس الثاني موقف المحارب والسياسي يقود الجيوش ويقاتل الأعداء ويدبر المكائد ويعقد المخالفات وذلك لاعادة تأسيس ممتلكات الكنيسة، حتي يعتبر بحق مؤسس أملاك البابوية في القرن السادس عشر. وقد كان من الطبيعي، تتأثر ميول كبار رجال الكنيسة بميول هؤلاء الباباوات، فانكبوا بدورهم علي الدينونات، وطرحوا العناية بالشئون الدينية والروحانيات جانبا وصار من المألوف، ينظر أصحاب هذه المراكز الدينية ألي وظائفهم باعتبارها مصدر إيراد فقط. أصبحت الوظائف الكنسية تباع غالبا في سوق المساومات مع هؤلاء الباباوات وصارت هذه الوظائف بفضل تحايل الإكليروس شبه وراثية ما داموا قادرين علي دفع المال. وقد ترتب علي ذلك، أهملت الواجبات الكنسية ونفذت الكنيسة مكانتها العالية التي تبوأتها، واهتز الأساس الروحي والأخلاقي الذي أقامت عليه نفوذها وهيمنتها في العصور الوسطي ومن هنا بات المسيحيون في غرب أوروبا يدعون إلى إصلاح الكنيسة والقضاء علي الانحرافات الخطيرة فيها، وتطوير نظمها وتنظيم علاقاتها مع سائر العالم المسيحي. وقد أخذت هذه الدعوة تم بعده أدوار وتتعرض لعدة تطورات. نقلتها من مجرد الدعوة الي إصلاح الكنيسة إلى الدعوة إلى إصلاح العقيدة ذاتها! وهذه الدعوات جميعها وهي التي تحولت إلى حركات هي التي يطلق عليها في مجموعها (حركة الإصلاح الديني).
ثانياً: حركة الإصلاح الديني من الداخل : أن الدعوة إلى إصلاح الكنيسة يعبر عنها بالإصلاح من الداخل، أي من داخل الكنيسة ذاتها، فتقوم الكنيسة علي أيدي رجالها بازاله مفاسدها وتنظيم شئونها واصلاح نفسها بنفسها. وكان قوام هذا الاتجاه عقد المجامع تباعا وفي فترات علي يد رجال الدين الكاثوليك الذين عقدوا المجامع الدينية لإدخال الإصلاح اللازم للكنيسة من داخلها بل، أخر هذه المجامع هو المجمع الديني الذي عقد في بال basle في 1431، أراد، يضع القرارات التي تصدرها المجامع الدينية فوق قرارات البابا أراد، يحد من سلطه البابا ويمنع عنه بعض الموارد الكنسية ولكن اتملاء البابا نقولا الخامس في سنه 1447 كرسي البابوية قضي علي هذه المحاولة، الأمر الذي أدى إلى فشل حركة المجامع الدينية في إدخال الإصلاح المطلوب من داخل الكنيسة. وقد كان من كبار المصلحين الدنين الذين أرادوا، تقوم الكنيسة بإصلاح نفسها يوحنا رويخلين (1455- 1522) وديزيديروس ليرازنوس (1467- 1536). أما يوحنا رويخلين فهو (أنساني) ينتمي إلى الحركة الإنسانية في عصر النهضة، وتنقضي في الدراسات العبرية، وكان طيلة حياته المركز الحقيقي لكل الدراسات الإغريقية والعبرية في ألمانيا وقد استعان باللغة العبرية في تفسير العهد القديم أثار بكتاباته ضجة من الجدل وكشف هو وتلاميذه واتباعه عن مساؤيء الكنيسة، ونقدوا البدع والخرافات التي انتشرت فيها مما أدي في النهاية إلى تكون قسم من الرأي العام معاد لكنيسة روما ولكنه مع ذلك لم يستهدف إطلاقا الخروج علي الكنيسة أو الانفصال عنها وانما كان هدفه، تقوم الكنيسة بإصلاح نفسها. أما ديزيدلوس ارازموس فهو أنساني أيضا وهو الزعيم المعترف به في حركة الاستنارة في أوروبا حتي أيام فولتير، وقد نادي بإصلاح عيوب الكنيسة واسهم في إثارة الرأي العام ضد البابوية والكنيسة وان لم يستهدف هو أيضا الانفصال عن الكنيسة أو الخروج عليها. وتتمثل أهميته من ناحية الإصلاح الديني: في ترجمته إلى اللغة اللاتينية القسم اليوناني من الكتاب المقدس، أي الإنجيل أو العهد الجديد وارفق مع هذه الترجمة النص اليوناني الأصلي القديم فكشف بهذه الترجمة الصحيحة ما في الترجمة اللاتينية القديمة للكتاب المقدس والتي راجعها القديس جيروم في القرن الرابع واعتمدتها الكنيسة الكاثوليكية والمعروفة بالفولجات من أخطاء في بعض المواضع وبذلك لم تعد نسخة الإنجيل المكتوبة باللاتينية منذ القرن الرابع شيئاً مقدساً. وقد كثر تأثير ذلك علي الفكر المسيحي عظيماً، فإذا كان في وسع الرجل العلماني، ينفذ من وراء اللغة اللاتينية وهي الرسمية للاكليروس إلى اللغتين الأصليتين اللتين كتب بهما الكتاب المقدس وهما العبرية التي كتب بها العهد القديم واليونانية التي كتب بها العهد الجديد وإذا كانت نسخة الإنجيل المكتوبة باللاتينية والمقررة من الكنيسة الكاثوليكية قد فقدت قداستها، فقد كان لابد، تظهر فكرة، الإنسان يستطيع الاتصال بربه مباشرة دون وساطة الاكليروس (وهذا بالطبع شطط نتج عن أخطاء الكنيسة ومحاولات الإصلاح الفاشلة هذه) ومع فشل الكنيسة في إصلاح نفسها بنفسها وعدم استجابتها لرغبات المصلحين انتقلت حركة الإصلاح الديني إلى مرحلتها الثانية وهي مرحله فض الإصلاح من الخارج وهي التي قام فيها مارتن لوثر لذي قام بمحاولات منه لاصلاح العقيدة ذاتها، فارتكب الشطط وخرج بعقيدة أخري عندما خرج علي عقيدة الكاثوليكية وليس فقط علي فساد الكاثوليكية واكليروسها. الرتيبة فوق قرارات البابا ونارادان يحد من سلطة البابا، ويمنع عنه بعض الموارد الكنيسة ولكن اتملاء البابا نقولا الخامس في سنة 1447 كرسى البابوية قض على هذه المحاولة الانر الذي أدى إلى فشل حركة المجامع الدينية في إدخال الإصلاح المطلوب من داخل الكنيسة وقد كان من كبار المصلحين الذين أرادوا، تقوم الكنيسة بإصلاح نفسها يوحنا ويخلين John reuchlin (1455 – 1522) ويزيد بروس ايرازمواس desideruis erasmus (1467 – 1536) أما يوحنا ويخلين فهو (أنساني) ينتمي إلى حركة الإنسانية في عصر النهضة، وينخفض في الدراسات العبرية، وكان طيلة حياته المركز الحقيقي لكل الدراسات الأفريقية والعبرية في ألمانيا، وقد استعان باللغة العبرية في تفسير العهد القديم، وأنار بكتاباته خيمة من الجدل وكشف هو وتلاميذه واتباعه عن مساؤى الكنيسة، ونفذوا البدع والخرافات التي انتشرت فيها مما أدى في النهاية إلى تكوين قسم من الرأي العام معاد لكنيسة روما، ولكنه مع ذلك لم يستهدف إطلاقا الخروج على الكنيسة أو الانفصال عنها وأنما كان هدفها، تقوم الكنيسة بإصلاح نفسها أما ديزيد لويس ارانوس فهو أنساني أيضاً وهو الزعيم المعترف به في حركة الاستنارة في أوربا حتى أيام فولتير، وقد نادى بإصلاح عيوب الكنيسة وأسهم في أثاره الرأي العام هذه البابوية والكنيسة، وأن لم يستهدف هو أيضا الانفصال عن الكنيسة أو الخروج عليها. وتتمثل أهميته من ناحية الإصلاح الديني: في ترجمته إلى اللغة اللاتينية القسم اليوناني من الكتاب المقدس، أي الإنجيل أو العهد الجديد، وارفق مع هذه الترجمة النص اليوناني الأصلي القديم، فكشف بهذه الترجمة الصحيحة ما في الترجمة اللاتينية القديمة للكتاب المقدس والتي راجعها القديس جيروم في القرن الرابع واعتمدتها الكنيسة واعتمدتها الكنيسة الكاثوليكية والمعروفة بالفولجانا the vulgate من أخطاء في بعض المواقع وبذلك لم تعد نسخة الإنجيل المكتوبة باللاتينية منذ القرن الرابع شيئاً مقدسا وقد كثر تأثير ذلك على الفكر المسيحي عظيماً، فإذا كان في وسع الرجل العلماني، ينفذ من وراء اللغة اللاتينية وهى اللغة الرسمية للاكليروس إلي اللغتين الأصليتين اللتين كتب هما الكتاب المقدس وهما العبرية التي كتب بها العهدة الديم واليوانية التي كتب بها العهد الجديد وإذا كانت نسخة الإنجيل المكتوبة باللاتينية والمعتمدة من الكنيسة الكاثوليكية قد فقدت قداستها، فقد كان لابد، تظهر فكرة، الإنسان يستطيع الاتصال بربه مباشرة دون وساطة الكاثوليكية قد فقدت قداستها، فقد كان لابد، تظهر فكرة، الإنسان يستطيع الاتصال بربه مباشرة دون وساطة الاكليروس (وهذا بالطبع شطط نتيج عن أخطاء الكنيسة ومحاولات الإصلاح الفاشلة هذه) ومع فشل الكنيسة في إصلاح نفسها بنفسها، وعدم استجابتها لرغبات المصلحين انتقلت حركة الإصلاح الديني إلى مرحلتها الثانية، وهى مرحلة فرض الإصلاح من الخارج، وهى التي قام فيها مارتن لوثر بإخلاصه الذي انتهى ألي فرضه بمحاولات منه لاصلاح العقيدة ذاتها، فارتب الشطط كل الشطط وخرج بعقيدة أخري، عندما خرج على عقيدة الكاثوليكية وليس نفط على فساد الكاثوليكية واكليروسها.
شملت حركة النهضة الكبرى في أوربا كل نواحي الحياة من ثقافة وفكر وفن فتناولت قضايا السياسة والحرية والديمقراطية، الفكر الليبرالي في التأليف والفن وما لبثت أن وصلت يد الإصلاح العام في أوربا إلى الكنيسة؛ تلك المؤسسة التي سيطرت على كل فكر وفن حتى السياسة! "وكانت قد كبلت العقل الأوربي بأغلال الحرام والحلال، فشلت الفكر واسترقت العقول، ووصف الحدود غير الصحيحة لتحرك كل من يملك فَشَلَّت الفكر واسترقت العقول، ووصف الحدود غير الصحيحة لتحرك كل مَنْ يملك الحركة لدرجة أن خرج عليها الخارجون وانتقدها النقادون، وقد تصدت لهم كما رأينا بالعنف لإسكات صوت العقل والفكر السليم وبالجهل ليسود الإكليروس ويحققون ثرواتهم وجاههم . إلا أنه منذ القرن الحادي عشر بدأت إرهاصات الإصلاح، حيث تعرض أهله إلى التعذيب والتشتيت والحرم، واستمرت هذه الحركة تنمو ويشتد عودها حتى ألغيت بداية من القرن الرابع عشر، وقد تقدم للإصلاح الديني عدد كبير من المصلحين نورد أهمهم:
كان John Wycliffe أحد خريجي جامعة اكسفورد وعن أستاذا فيها اختير لان تكون مستشارا دينيا للملك في إحدى خريجي جامعة اللاهوتية مع البابوية، فكانت هذه بداية عداء الكنيسة له فبدأ يكشف حادة الترف التي كان الإكليروس يحبونها وتورطهم في المشكلات السياسية التي لا شأن لهم بها، وكانت محبة في نقاشه معهم أفكار القديس اغسطينوس وفلسفته تعرض أيضاً للضرائب التي كانت تفرضها الكنيسة على الأمراء وذوى النفوذ بدعوى العشور وكان البلاد والملوك غير راضية عن هذا الأسلوب، وفى سنة 1377 طلبة أسقف لندن ليمثل أمامه ليحاكمه ولكن الأمراء والنبلاء وفروالة الجماعة ألا، البابا أصدر أمر بالقبض عليه، ألا، الملك حماه في قصره.
آراء جون ويكليف: 1 – هاجم البابا هجوما ما عنيفاً ومباشرا عندما قال: عن الكنيسة ليست متمركزة في البابا والكرادلة لكن في شركة المؤمنين حيث يكون المسيح موجودا ورئيسا لها كما، ليس للبابا قوة في الربط والحل اكثر من أي كاهن، وعندما مسألة الإيمان أنه لا يحب على أي إنسان، يتبع البابا أو حتى أحد القديسين ألا عندما يفتدى هؤلاء بالمسيح " لانه بعد ذلك وحل به الأمر إلي، وصف البابا بعدد المسيح 2 – اختلف جون ويكلف مع الكاثوليك بالنسبة لسر الافخارستيا فالأصل هو استحالة الخبز والخمر جسد الرب ودمه، أما هو فأمن بأن الجسد والدم كانا حاضرين حقاً، لكن لم يكن هناك تحويل وتغيير في الخبز والخمر، وكان هذا أساس فكر لوثر فيما بعد ولهذا اشتدت معارضة البابا ورجال الاكليروس له، وفي سنة 1382 وأن كبير أساقفة كنتريرى افكارديكلف، ومنعه من إلقاء محاضراته في جامعة اكسفورد لكن بسبب حماية أصدقائه له لم يستطيعوا مهاجمة، ومات سنة 1384 ترجم ويكليف الكتاب المقدس إلى اللغة الانجيلزية الدراجة من لفة الفولجاتا اللاتينية لأن يبدو أنه لم تكن يجيد العبرية واليونانية، ألا أنه بهذا استطاع، يوصل كلام الله الرجل الشارع والفقير والجاهل الذين كانوا محرومين منه، ولكن كانت المعارضة تصفه بأنه ألقى الدرر قدام الخنازير " وما لبثت ترجمته هذه أن مُنِعَت في سنة 1408. ومن كلماته عن الكتاب المقدس " أنه لا شئ يجب الإيمان به ما لم يكن مؤسسا على هذا الكتاب، ولا يجب إضافة شئ لتعليمة... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هذا الكتاب هو الحق الكامل الذي يجب، ندرسه ويدرسه كل مسيحي، فهو نموذج لكل منظور، وأذا كان التكلف في اكسفورد يتغير في كثير من الأحيان ألا، الأسفار المقدسة نعم نعم لا لا، فهلا لا تتغير أبدا، لأن كلمة الله باقية إلي الأبد
من جهود وتكليف في الإصلاح أيضاً: نظم ويكليف فريقاً من " الكهنة الفقراء " الذين تجولوا كارزين في الأرياف، على منال الوالدانيين، مرتدين ابسط الثياب، يمشون حفاة، وقد ازداد عددهم بعد موته، وأصبح لهم تأثير كبير مكنهم من تقديم مشروع قانون في البرلمان استنكروا فيه أدانوا رذائل الكنيسة لكن بحلول عام 1401 قويت المعارضة حتى أجازوا قانونا يدين الولاديين باعتبارهم هراطقة فإذا قبض على أفراد منهم كان لابد من إعدامهم حرقا، فمات منهم عدد كبير بهذه الطريقة ومع ذلك بقيت الحركة لعديد من السنين.
وهو رجل الإصلاح في بوهيميا (لتشيكو لوفاكيا الان)، ولد من أبويين قرويبن 1373. وتعلم في جامعه براج، وبعد حصوله على درجتين البكالوريوس والماجستر رسم للكهنوت 1401، واستمر أستاذاً في الجامعه، فاهتم بأعمال جون ويكيلف، وانقسم الدارسون حول فكره هل تأثر حقيقة بفكر تكليف أم لا، ألا انه نبت فعلا انه تأثر به. كان هس John Hus, Jan Huss, John Huss يكرز ويفط في إحدى كنائس براج جاذبا إليه انتباه الجمهور الفقير، وكان له أعداء في الكنيسة والجامعة، كان ذلك وقت الشقاق البابوي، وكان الولاء في بوهيميا منقسما وجادل الملك، يكون مخابرا أو ساند هس وزملاءه في الجامعه، وكانت الجامعه نفسها بنقسمه بين الاحزاب الألمانية والبوهيمية، الفريق الألماني انفصل ليكون جامعه ليبنرج وأصبح هس مدير الجامعه البوهيمية التي أصبحت الان معهدا احفروا ضعف، ألا انه نظر إليه بارتياب اكثر فاكثر، ليس فقط من العصبه الألمانية الأكاديمية اكن أيضا من الكنيسة رئيس الاساقفه براج الذي كان في وقت سابق متعاطفاً مع هس، اصدر بتشجيع البابا أمرا بحرمان هس، لكن الملك والشعب احتجوا لان هس كان اصبح وقتئذ رمز للوطنية واستمر في هجماته علي البابوية خصوصاَ علي بيع صكوك الغفران، مرة أخري صدر الأمر البابوي بحرمان هس ووضعت مدينة براج تحت الحرم البابوي، وحرمت عليها كل المواسم الدينية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وحرصاً علي سلامته فاقنع الملك جون هس، يختفي كانت هذه هي الفترة التي آلف فيها اشهر أعماله (عن الكنيسة). وبسبب سيرة وراء آراء جون ويكليف التي أدنيت من الجامعه ومن البابوية، نظر إلى جون هس كجزء من الثورة التي بدأت. والذي هدد حياة الكنيسة ذاتها، قالوا "انه يمثل نوعا من الفوضوية، وهو المبدأ الذي كان يدعو إلى نبذ البابوية، وان يداس الاساقفه تحت النعال، والي تكسيح الرهبنة واستفزاز الثورة السياسية الاجتماعية" ربما لم يفطن هس نفسه في بادئ الأمر، ألا انه كان ينظر إليه كشخص خطير جداً يستحق اقس الإجراءات، وفي 1414 دعي مؤتمر في كونستانس وصدر قرار بابوي بحرمانه وسجنه كما أدان المجلس ويكليف وامر، يحرق جسده الذي سبق دفنه من مده طويلة. ألا انه بعد ذلك حكم عليه بالهراطقه واحرقوه علي قائم خشبي في 6 يوليو 1415.
57- نهضة إحياء العلوم شهد القرن الخامس عشر في أوروبا نهضة مشرقة تمهد السبيل إلى الإصلاح المنشود، وهي ما سماها المؤرخون (أحياء العلوم والآداب the renaissance) حيث كانت الشعوب الغربية مبهورة بالاكتشافات الحديثة التي أعلنتها البرتغال. واستهوتهم أيضا الاكتشافات العملية والأفكار الأدبية والغنية التي أعلنها العلماء والفنانون، وكانت كتابات اليونان والرومان القديمة هي قناديل الفكر في تلك الفترة، أنهل منها الأوربيون ليترجموها لتكون قاعدة انطلاقهم الجديد، وفي هذه الإثناء انهارت الإمبراطورية الرومانية الشرقية في يد الأتراك وتسقط القسطنطينية في أيديهم، فيفر منها العلماء إلى الغرب حاملين معهم كتبهم وثقافتهم القديمة وتبدأ أوروبا كلها لتكشف التقارب عن كنوز اليونان القدامى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كما ساعدت الجامعات حينئذ علي التعمق في هذه العلوم ونسخت الكتب وطبعت لأول مرة بعد أن اخترع يوحنا جوتنبرج الألماني آلة الطباعة وطبع علي رأس ما طبع الإنجيل المقدس وقد دبت هذه النهضة الجديدة أولا في إيطاليا ومنها انتقلت إلى أنحاء أوروبا، ولكن كثيرين في تعبدهم للآداب الوثنية القديمة بدأوا يرتدون إلى الوثنية ويحتفظون بالمسيحية اسماً، مما أصبح خطراً أخر علي الكنيسة (انظر نتيجة الكنيسة لأولادها في حين تري العكس في كنيستنا القبطية في هذه الفترة رغم ما كان فيها من الاضطهاد) لذلك نري في أواخر القرن 15 وخلال القرن 16 رجالا عظماء ينهضون لصد هذا التيار الإلحادي والعبث الديني، ويكافحون في سبيل إصلاح الكنيسة حتى الدم مثل.