الكنيسة ( ملف فاخر وجميل ) asmicheal

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية



أملاك الباباوية وسلطانها




بعد أن نجح اللمبارديون في غزوهم شمال إيطاليا واستقرارهم هناك في القرن السابع الميلادي، وقضوا بذلك علي الوحدة الإيطالية التي اجتهد الإمبراطور جستنيان Justinian I نفسه في أحيائها، ظلت إيطاليا حتى القرن 19 مجرد إصلاح جغرافي دون أن تكون لها وحدة سياسية تنظم أمورها، وهنا وقعت إيطاليا بين ثلاثة قوي: اللمبارديون والدوله البيزنطية والبابوية، وكانت البابوية هي القوة الأكثر استفادة في هذا التناهر.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlفالبابوية وازدياد سلطانها السياسي إلى جانب سلطانها الديني غدت تمثل إحدى القوي الحاكمة في إيطاليا، وخير ما يوضح نفوذ البابوية في هذه الفترة هو تضاعف ممتلكاتها الكنيسة، تلك الممتلكات التي لم تضمن للبابوية مورداً مالياً ضخماً فحسب بل حققت لها نوعاً من النفوذ المادي والمعنوي في البلاد.
ذلك أن أساقفة إيطاليا استغلوا فرصة الفوضى السياسية والاجتماعية التي سادت إيطاليا آنذاك واخذوا يمتلكون الأراضي، ويتخذون لأنفسهم صفة الحكام العلمانيين، وقد ساعد رجال الكنيسة علي تحقيق أغراضهم هذه ومطامعهم في الاستيلاء علي الأراضي، أن صغار الملاك في إيطاليا بحثوا عن سلطة قوية يدخلون تحت حمايتها، فلم يجدوا وسط الفوضى الناجمة عن النزاع بين اللمبارديين والبيزنطيين سوي الكنيسة درءاً لهم و ملاذاً، فسلموها أراضيهم مختارين وأصبحوا شبه مستأجرين لها، مقابل حصولهم علي نوع من الحماية والامان وأمام زيادة رقعة أملاك الكنيسة وعلي رأسها البابا فقد ازداد مركز إيرادات البابا في روما، بل وزودها أيضا بوسيلة تمارس بها الكنيسة نفوذها الأدبي والمادي في كل أرجاء إيطاليا، إذ كان للكنيسة منذ عهد قسطنطين الحق القانوني في حيازة الأملاك، وظلت هذه الأملاك في ازدياد مستمر بسبب وصايا أغنياء المسيحيين لها بالأموال، وما كان يهبه لها أشراف روما من أراضى، وقد بلغت هذه السطوة دورتها في عهد البابا جريجورى الكبير (العظيم)، حيث كانت له رسائله ألي أعوان من الأساقفة تدل علي كيفية تنظيمه أدارته لتلك الممتلكات، بل وتظهر الدور الذي لعبة جريجورى نفسه في تنمية موارد الكنيسة، حيث بذل فيما وجهه من تعليمات إليهم حتى وصلت إلى قساوسة الايبارشيات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكانوا آنذاك يعتبرون موظفين كنيسيين يجمعون في عملهم بين واجبات حكام الأقاليم والقضاة والموكلين بتوزيع الصدقات في أماكنهم وبين أعمالهم الروحية وأن كانت ضعيفة إذ نجد التعاليم تشمل أصول تربية المواشي وتنظيم الإيجار وحيازة الرقيق، وجميع الأمور التي تهم كل مالك أرض، وتنظيم الاستيراد. وكانت السروج تأتي من كامبانيا وعروق الخشب من بروتيوم لتستخدمها كنيسة روما، أما صقلية التي كانت فيها اغني الأوقاف وأوسعها مساحة فكانت ترسل إليهم القمح ليفي بحاجة روما.
هذا يدل علي أن نشاط الكنيسة قد حل محل الحكومة الإمبراطورية في روما نفسها، وكانت الإيرادات الضخمة التي يحصل عليها البابا من هذه الطرق تستخدم في:
1- افتداء الأسري.
2- تخفيف ضائقات المجاعات وصيانة المستشفيات والأنفاق عليها .
3- إعانة مختلف الكنائس التي تعرضت لغارات اللوبياردين .
4- كما كانت تقدم منها الرشاوى علي البلاط الإمبراطوري ومختلف الموظفين البيزنطيين الذين يعتبر تعاونهم مع روما أمرا ضرورياً .
هذا في أول الأمر إلا أن الوضع تغير لمصلحة الباباوات الشخصية كما سنرى بعد هذا ألا أن الكنيسة بلغت اكبر مساحة لها من النفوذ في عهد هذا الرجل.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

جريجوري الأول الأكبر بابا روما (590-604)


http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.html
ولد في روما عام 540 من آسرة عريقة من النبلاء، واظهر منذ طفولته نزعة دينية قوية ن فاستغل الثروة التي ورثها عن أسرته في تأسيس ستة أديرة دينية كبيرة في جزيرة صقلية وديراً سابقاً في روما، واستقال من منصبة الكبير الذي عينة فيه الإمبراطور جستين الثاني، ووزع ما تبقي لدية علي الفقراء والمعوزين وانقطع للحياة الديرية، وعندما اجمع رجال الدين علي اختياره لمنصب البابوية عام 560، علي الرغم تمنعة الشديد أخذت تظهر شخصية كبابا علي حقيقتها فولع باللاهوت والاعتقاد في المعجزات وتحمس لحياة الديرية، كما اتصف بالتواضع واتخذ لنفسه لقب " خادم خدام " ولكن كان في مظهره كبابا يتعامل مع السلطات الاخري اتصف بالإعزاز بالنفس والسلطة، ظهر هذا في رسائله إلى معاصريه من الأساقفة والملوك لينهاهم عن المفاسد وبأمرهم بالخير والبر.
أعماله فى روما:
ظهرت شخصيته في السياسة والإدارة والتبشير ن فسلطته في روما كانت اقرب ألي الحكومة الدنيوية منها ألي الدين، فأخذ ينظم وسائل النزوع ضد اللمباردين كأعداد الجنود وتحصين الاسواء وتشييد القلاع وتسليمها، والقيام ببعض الهجمات العسكرية وكان هو الذي يقوم بالتفاوض معهم عن الشعب الروماني حتى عقد معهم معاهده سنة 598 تنهي الحروب بينهما والتي كانت قد استمرت حوالي ثلاثين سنه.
وعلي الرغم من أن اختيار جريجوري العظيم هذا المنصب البابوية تطلب موافقة الإمبراطور البيزنطي، وقبول البابا الجديد لجميع قرارات المجامع الدينية السابقة، ألا أن جريجوري اظهر تمسكه بسيادة كرسي روما علي بقية الكراسي في الشرق والغرب، حتى انه حاول فرض سيادة البابويه القضائية علي كراسي الأساقفة الشرقيين بما فيهم أسقف القسطنطينية ولكنه فشل.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

تنافي السلطة البابوية في روما


كان ضعف النائب الإمبراطوري في إيطاليا وافتقاره في معظم الحالات إلى المال والرجال، يساعد علي ازدياد نفوز البابا المدني في بقية أنحاء إيطاليا، فضلاً عما فعله جريجوري من نفوز البابا مدنيا إلى أفريقيا وأسبانيا وإنجلترا فقد عمل جريجوري علي نشر الكاثوليكية بين القوط الضريبي، وبذلك ادخل أسبانيا ضمن الكنيسة الغربية، كما أرسل بعثه إلى إنجلترا لنشر المسيحية هناك ومحاولة سيطرته سياسيا عليها، وكانت كلمته مسموعة في غاليا.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlعلي أن هذه المكانة السامية التي وصلتها الباباوية في عهد جريجوري الأول Pope Gregory I (العظيم) سرعان ما أدت إلى نوع من التنافس بينهما وبين الإمبراطورية نتيجة لاعتزاز كل من الطرفين بسمو مركزة، وهو تنافس أدى إلى الصدام اكثر من مره في العصور الوسطي، حيث بدأ أول احتكاك بينهما أيام الإمبراطور قنسطانز الثاني (قنسطنطينوس) 641-668 والبابا مارتن الأول 649-655 وكان هذا البابا قد عقد مجمعاً في روما 649 أعلن فيه بطلان المرسوم الذي أصدره الإمبراطور بخصوص تحريم أي نقاش حول الطبيعة الواحدة للسيد المسيح، في الوقت الذي كانت البابوية تطمع في تحريم المونوفيزينية واضطهاد أتباعها، ولم يستطع الإمبراطور أن يغفر للبابا هذه اللطمة، فأمر نائبه في إيطاليا بانتهاز الفرصة للقبض علي البابا، فتم له ذلك أرسل البابا إلى القسطنطينية حيث حوكم ونفي إلى القرم ومات هناك سنه 655.
وقد شجع هذا الإمبراطور علي تحقيق سيطرته والانتقال إلى إيطاليا سنه 663 حيث اشتبك مع اللومبارديين، وقصد روما حيث قدم له البابا فيتاليان (657-6729) فرد من الولاء والتبعية.
إلا أن هذه الأعمال أضرت بسمعه الإمبراطور أكثر مما أفادته، نظراً لأنه لم يتورع عن نهب كثير من التحف والآثار الثمينة التي وجدها في روما، هذا في الوقت الذي لم يغفر الإيطاليون للإمبراطور قنسطانز هذا ما فعله بالبابا مارتن (مارثن) الذي اعتبروه شهيداً.
وكانت هذه الزيارة كذلك أول لبنه في الصراع الكبير بين البابوية والإمبراطور، إذا أحس قنسطانز عندئذ بخطورة ازدياد نفوذ البابوية فحاول أن يقلم أظافرها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فمنح رئيس أساقفته رارافنا – وكان تابعاً لسلطان البابا حق الاستقلال عن البابا. وعدم الخضوع لسلطانه الروحي، وقد استمر هذا الشقاق بين روما وأسقفيه رافنا عشرين عاماً، حتى انتهي الأمر بعوده الأخيرة إلى حظيرة البابوية مره أخرى.
وقد عاد الإمبراطور جستنيان الثاني (685-695) إلى معاودة القبض علي البابا سرجيوس (607-701) وإرساله إلى القسطنطينية، ولكن النائب الإمبراطوري تعرض للحامية البيزنطية المنوط بها تنفيذ الأمر وسانده شعب روما في ذلك، وانتصر البابا بذلك علي الإمبراطور الذي عزل.
وقد ساعدت الفوضي التي تعرضت لها الإمبراطورية البيزنطية في الاثنين وعشرين سنه التالية (695-717) علي ضعف نفوذها في إيطاليا، الأمر الذي أعطي البابوية فرصة للظهور والتمتع بسلطات سياسية اكثر، حتى البابا حنا السادس (701-705) الذي باشر جمع الضرائب في روما، كما عقد المعاهدات مع الحكام اللمبارديين.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

انتصار البابوية الرومانية وازدياد نفوذها

ساءت العلاقات ألي حد كبير بين روما والقسطنطينية في عهد البابا جريجوري الثاني (715، 731) Pope Gregory II عندما أخذ الإمبراطور ليو الايسوري سياسية منع التعامل مع الأيقونات والتعبد لها (اللاايقونية) واستغل جريجوري هذه الأزمة بالإضافة ألي ضعف نفوذ الإمبراطور في أواسط إيطاليا وجميع الضرائب، واصدر قرار بحرمان النائب الإمبراطوري في إيطاليا، وبذلك خرج عن سلطان الإمبراطور، وتحالف مع ملوك اللمبارديين المتدنيين الذين أسسوا كثيراً من الأديرة والكنائس.
ألا انه أعلن انه لا يعادي الإمبراطور رغم كل هذا، ومن ثم أوصل زمام الصراع بين ملوك لمبارويا الإمبراطور ليخرج هو بالغنيمة وحده بعيداً عنهما معاً.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlخصوص وانه وقع في حرب الأيقونات مع الإمبراطور ولكنه خرج منها، أعاد الهيبة للأيقونات ظلت الحروب بين البابويه التي كانت دائماً محافظة علي وضعها السياسي والديني. وبين السلطات السياسية سواء كان إمبراطور القسطنطينية أو ملوك اللمبارد في شمال ووسط إيطاليا إلى، خرجت من كل هذا منتصرة وبيدها مكاسب كثيرة سواء في الأراضي والمال، في السلطة السياسية والحكم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). مستغله الفرصة التي كانت تواثيها سواء عندما كان ينسب الصراع بين السلطتين الزمنيتين الإمبراطور واللومبارد أو بين الأباطرة في الغال وبين المسلمين.
وانتهي الأمر بالبابوية في القرن الثامن ألي، أصبحت أملاكها اقوي وحدة مترابطة في إيطاليا، إذا امتدت من البحر الادرياتي ورافنا شرقاً حتى روما في الغرب في حين فشلت مملكه اللمبارويين في محاولتها لتوحيد إيطاليا.
وهكذا اكتسبت البابوية سلطاناً سياسياً إلى جانب سلطانها الروحي حتى أصبحت عقبة في سبيل الوحدة الإيطالية الكاملة التي لم تتحقق ألا في القرن 19، ألا أنها رغم هذا أصيبت بالكبرياء والغرور، ونست إبان هذا الصراع الكثير من القيم المسيحية والواجبات الخاصة بها ودارت في ملك الشهوات والمال الذي هو اصل لكل الشرور، ومن ثم ضربت نفسها بادواء كثيرة نسميها "أمراض الكنيسة" سنوردها في حينه.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنييسة الغربية

دير كلوني

رأينا صفحه سوداء من مفاسد الكنيسة الكاثوليكية في عصورها الوسطي خلال القرنيين التاسع والعاشر، مما أدي ألي أيقاظ بعض الضمائر التي أفزعها ما أل أليه أمر الكنيسة ورجال الدين في غرب أوروبا، وكان، انبعثت الدعوة ألي الإصلاح في النصف الأول من القرن العاشر في منطقة اللويين جنوب شرق الغال (فرنسا حالياً) حيث كانت الحياة الديرية قوية وسليمة، ويلاحظ، هذه المنطقة كانت متاثرة جداً بحياة الرهبنة البا خومية المصرية.
وهناك وبدأ أحد المصلحين واسمه جيرارد وهذه الحركة الإصلاحية، فبدأ بتأسيس كنيسة قرب نامور في عام 914، ثم الحق بها بعد فترة ديراً، وسرعان ما سارت هذه الحركة الإصلاحية في اللورين سيراً طيباً، في وقت كانت أحوال الكنيسة سيئة للغاية كما رأينا حتى نخر السوس في الأديرة ذاتها وتفشت الأمراض الاجتماعية والنفسية والروحية بين رهبانها أيضا، خاصة وان هؤلاء هم ما يبقي للمسيحي، يراه، إذ هم أهم ثروة للكنيسة.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlفلم يبق صوت للإصلاح ألا في هذا الدير، الذي نادي رهبانه بالعودة إلى تعاليم سلفهم الصالح وذلك بتطبيق نظم القديس بندكت علي الحياة الديرية ولنعلم، هذا البندكت إنما أسس نظمه علي ما وصله بين نظم الأديرة الباخومية المصرية والذي أوصلها إياه جون كاسيانوس كما أوضحنا من قبل
ألا، حركة الإصلاح الكولونية ظلت محلية الطابع، لان أنصار الفساد في الكنيسة استمروا خارج المنطقة اقوي نفوذاً، فنجد، الرجال الدين الفاسدين اللذين قادوهم في دعوتهم الإصلاحية، لان الإصلاح لم يكن في صالحهم، وان الفساد هو الطريق الأكثر ربحاً لهم، ثم انهم القوا حياة الضعف والانحلال الروحي، واصبحوا كالجسد الميت الذي يحاول المصلون بعث الحياة فيه من جديد، وبذلك كان هؤلاء الفاسدون حائلاً قوياً دون حركة الإصلاح.
ومهما كان الأمر فان الحركة الإصلاحية التي ظهرت في إقليم اللوريين هذه لم تكن الوحيدة من نوعها، إذ عاصرتها أخري للإصلاح انبعثت داخل فرنسا أسسها "وليم التقي" دوق اكوتين، حيث أسس ديراً هو الأخر في كلوني Cluny Abbey عام 910 م.
نظام دير كلونى:
روعي في هذا الدير الجديد تجنب الأخطاء والمفاسد التي ترددت فيها بقية الأديرة المعاصرة، ليصبح رأساً لحركة إصلاحية ديريه شاملة، ومن ذلك، دير كلوني لم يقبل أرضا من أمير إقطاعي أو حاكم مقابل خدمات أو ارتباطات إقطاعية مع ذلك الأمير أو الحاكم، وهكذا جاءت جميع المنح التي تلقاها دير كلوني من ارض أو غيرها حرة غير مشروطة، ولا بتنافي عنها حاجتها آلا حسن الثواب والصلاة من اجله بذكري في القداسات فقط.
وإذا كان نظام البندكتيين الذي اخذ من الشركة الباخومية تطلب من الرهبان القيام بقسط كبير من العمل اليدوي في الحقول، إلا انه لوحظ عدم تطبيق هذا المبدأ بصورة تكفل تحقيق الغرض المنشود، لان معظم الأراضي التي كانت تمنح للأديرة عليها فلاحوها المرتبطون بها الذين يقومون بفلاحتها.
ومن هنا وفروا علي هؤلاء الرهبان الجهود والوقت الذي كان يستطيع منهم في العمل اليدوي ليخصص للبحث والصلاة والتعبد تلافياً للفراغ والبطالة التي لا تتماشى وحياة الراهب من اجل هذا اتجه الرهبان الكولونيون إلى الفكر، فدرسوا وصلوا وصاموا، وقد قام نظام هذه الأديرة علي أسس من الطاعة المطلقة والتفاني في خدمة الجماعة لكل فالفرد لا شيء وانما المجموع هو كل شيء، أي التوجة نحو بناء كنيسة روحية هي مجموع من المؤمنين وليس مجرد أفراد لا حياة روحية فيهم.
كذلك أدراك زعماء الحركة الكونية، الأمراض الخطيرة التي تعرضت لها الكنيسة حينئذ إنما جاءت نتيجة ارتباط الكنيسة بالدولة وما نجم عنها من تدخل في أمور السياسية والإدارة التي ما اغني الكنيسة عنها، لان ما لقيصر لقصير ومال لله لله، وازاء هذا عاد أصحاب مبدأ دير كلوني إلي الفصل بين السلطتين الروحية والزمنية، إذ هو أول مرحلة من مراحل العلاج لما أصاب الكنيسة من أمراض عرفناها في اختصار ولعل هذا هو السبب في حرصهم علي، يكون نظامهم الديري تابعاً للبابوية مباشرة دون، يكون للحكام العلمانيين أو الأساقفة المحليين إشراف علي الأديرة الكلونية التي تقع داخل مناطق نفوذهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهكذا أصبحت الأديرة الكلونية تخضع لأشراف مركزي شديد، إذ لا يوجد لها سوي مقدم (ربيت) واحد في الدير الرئيسي بكلوني هو المسئول الأول عن بقية سلسلة هذه الأديرة التي يشرف عليها رؤساء لا يتمتعون باستقلال كبير في اديرتهم ويخضعون خضوعاً مباشراً للرئيس العام في كلوني الذي كان له حق التفتيش عليهم بين الحين والحين لمراقبة سلوكهم واختيار دراساتهم ونموهم الروحي والأخلاقي، وهذا الرئيس كان يخضع بدورة للبابا خضوعاً مباشراً أي لم يفلح هذا النظام عن الكنيسة الرومانية وانما انسلخ عن نظم الحكم والسياسة والادارة التي لا دخل فيها ولا تتدخل هي في شئونه.
وسرعان ما اشتهر دير كلوني وطابت انفس الرعية بوجوده، أحس الشعب، قد افتقده في زمن الظلم، وانتشرت هذه الأديرة في غرب أوروبا انتشاراً واسعاً وفي سرعة فائقة، حتى، كثيراً من الأديرة البندكتية المعروفة في كل من فرنسا وألمانيا تركت نظمها التي بليت أصابها البغض والفساد لتكون ضمن سلسله أديرة كلوني وتحت رئاستها، هذا بالاضافه إلى الأديرة الاخري التي اختارت، تحتفظ باستقلالها ألا انها تأثرت في نظمها بمبادىء الإصلاح الكلوني. فكانت كلونية المخبر.
والذي يهمنا ألان من أمر هذة الحركة إنها لم تلبث، تطورت واتسع افقها، فبعد، كانت تستهدف في أول أمرها إصلاح الحياة الديرية وحدها، إذا بها في القرن الحادي عشر تسعي نحو إصلاح الكنيسة لكل إصلاحا شاملاً معتمدة في ذلك علي ما اصبح للأديرة الكلونية ورجالها من قوة وعظمة ونفوذ واسع عند منتصف القرن الحادي عشر .
حقيقية، الدعوة الكلونية تعرضت لمعارضة قوية من كثير من الأساقفة بل من بعض المؤسسات الديرية الاخري التي آلف أهلها حياة الفساد والكسل الروحي ألا، حركة الإصلاح الكلوني استطاعت، تستمر في طريقها السوي دون، تؤثر فيها هذه الحركات المعارضة
وقد تعرض الرهبان الكلونيون لامراض الكنيسة علي النحو الذي فصلناه من قبل ونجحوا إلى حد ما بالنسبة لامراض السيمونية وزواج رجال الدين ومظاهر الفساد الاخري ألا انهم اصطدموا بمسالة التقليد العلماني أي تدخل الأباطرة والإقطاعيين في سيامة رجال الدين حتى وصلوا إلى الباباوات.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


الموقف العام من التقليد العلماني




كان من الواضح أن هذا الوضع الشائن أفادت منه الدولة الرومانية سياسياً إذ جعل كبار رجال الدين تابعين للحكام العلمانيين، وجعل الوظائف الدينية إقطاعات يمنحها هؤلاء الحكام لرجال الدين، لذلك تمسك أباطرة الدولة الرومانية المقدسة بوجه خاص بهذا الحق واعتبروا تخليهم عنه خسارة كبيرة تحيق بسلطانهم السياسي ولكن الكنيسة هي التي كانت الخاسرة في الواقع بسبب هذا الوضع الشاذ الذي أدى إلى تفككها وعدم ارتباطها تحت زعامة البابوية، بعد أن أصبح تعيين الأساقفة مرتبطاً بإذن من الملك أو الإمبراطور، حتى الأمير الإقطاعي يعينهم لخدمة أغراضه ولتحقيق أهدافه من تخويف الشعب وإرهابه ومعاملته كرقيق في حين أراد الحكم العلمانيون من أباطرة وأمراء أن يسيطروا علي رجال الدين سيطرتهم علي إقطاعاتهم بما حمله من اقناء (عبيد) وان يتحكموا في تعينهم حتى يكونوا أداه طبيعية في أيديهم، ولاسيما، رجال الكنيسة كانوا الفئة الوحيدة المتعلمة – التي تستطيع القراءة والكتابة – ومن ثم اشتدت حاجة الحكام العلمانيين إليهم ليستخدموهم في الأمور الإدارية والحساب. وليس الأمر وقف عند هذا الحد بل تعداه إلى تدخل الملوك والأمراء في اختيار الباباوات أنفسهم، فاخذ أمراء روما يسيطرون علي البابوية، وبوجه خاص بعد وفاة بندكت الثامن عام 1014م، واختاروا لهذا المنصب الخطير من يحقق لهم أغراضهم حتى ولو كان من غير رجال الدين، مما جعل كثيراً من الباباوات يستخدمون الأباطرة الألمان لحماية الباباوية.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlولكن قيام الأباطرة الألمان بحماية البابوية جعل من البابوية صنعه، لهم مما استاء له الكرادلة المصلحين، فانتهزوا فرصة وفاة الإمبراطور هنري الثالث عام 1056، واختاروا البابا ستيفن التاسع (ستيڤن) عقب وفاة البابا فكتور الثاني (ڤيكتور) عام 1057، ويبدو أن هذا الاختيار لم يرق في أعين أمراء روما، فطردوا البابا ستفن التاسع Pope Stephen IX وعينوا البابا بندكت العاشر، وعندئذ تمسك الكرادلة برأيهم ورفضوا الاعتراف بالبابا الجديد حتى تم عزله هو الأخر. ولوضع حد لهذه الفوضى دعا البابا نيقولا الثاني مجمعا دينيا في روما 1059 لتنظيم اختيار البابا وإنقاذ البابوية من الهوة التي غرقت فيها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكان قرر هذا المجمع، يتولي الكرادلة وحدهم – وهم أساقفة روما وضواحيها السبع – انتخاب البابا، علي، يستدعي الشعب ورجال الإكليروس بعد ذلك لمجرد الموافقة علي هذا الاختيار، هذا فضلاً عن ضرورة اختيار البابا من بين رجال الإكليروس في روما نفسها، إلا في حاله عدم توافر المؤهلات والشروط المطلوبة اللازمة للمنصب البابوي في أحدهم، فإذا تقدر لأي سبب أجراء عملية انتخاب البابا في روما فإنه يجوز أجراء هذه العملية في أي مكان أخر.
وبذلك استطاعت البابوية أن تتحرر من نفوذ نبلاء روما وسيطرة الأباطرة جميعاً.
فضلاً عن أن اختيار البابا أصبح ذا شكل انتخابي في هيئة مختارة من صفوة رجال الكنيسة لذلك ليس من المبالغة أن هذا الإجراء كان الخطوة الأولى في سبيل إقامة إدارة مركزية في الكنيسة تستطيع أن تباشر حركة الإصلاح الكنسي بوجه عام.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

أهم الشخصيات الإصلاحية في أوروبا في القرن الحادي عشر

من الشخصيات البارزة التي ظهرت في هذا المجمع الكاردينال هلدبرانت الذي رأى بثاقب بصره إقناع أعضاء المجمع بعدم المساس بحقوق الإمبراطور القائم وهو هنري الرابع علي، يحرم خلفاؤه من أي حق في اختيار الباباوات فيما بعد ذلك، ولم تلبث شهره هلدبراند ومكانته، أدت إلى المناداة به بالإجماع لتولي منصب البابوية في عام 1073 تحت اسم جريجوري السابع، وبذلك بدأت صفحة في تاريخ البابوية بل في تاريخ الكنيسة الغربية الكاثوليكية في العصور الوسطي.
والواقع، البابا جريجوري السابع (1073-1085) لم يكن مجدداً ومتكراً، ولم يسهم ألا بقسط ضئيل في نظريه السمو البابوي، لان هذه النظرية القديمة ترجع إلى أيام اغريغوريوس الأول (590-604) وكثير غيره من الباباوات وحاولوا، يطبقوا هذه النظرية بسمو البابوية في علاقتها مع الأباطرة، ولكن إذا كانت نظرية السمو البابوي في ذاتها ليست وليده أفكار جريجوري السابع ألا، من حقه، يفخر بان أول من طبق هذه النظرية في إصرار وعناد، ذلك انه كان يقدر ضخامة مهمة البابوية وعظم رسالتها، حتى انه قال "أنني لا اقبل البقاء في روما يوما واحد إذا أدركت أنني عديم الفائدة في الكنيسة"
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlوقد بدأ جريجوري عمله بأن عقد مجمعاً في روما عام 1074 لمعالجة مشاكل الكنيسة في ذلك الوقت، وهي كما سبق وعرضنا السيمونية وزواج رجال الدين والتقليد العلماني، وقد اصدر هذا المجمع عده قرارات تنص كل من توصل إلى منصباً في الكنيسة عن طريق الشراء، وان لا يسمح في المستقبل بشراء الحقوق الكنسية وبيعها، كذلك تقرر فصل كل عضو من الكنيسة اتهم بالاستسلام لشهواته.
أما عن زواج رجال الدين، فقد دعا جريجوري السابع الشعب المسيحي إلي عدم التعاون مع أي قس أو أسقف لا يحرص علي التمسك بسنه الرسل وتعاليم البابوية كما منع القساوسة المتزوجين من الخدمة والوعظ في الكنائس، وحرم علي الشعب الاستماع إليهم.
علي انه إذا كان البابا جريجوري السابع قد استطاع مكافحة السيمونية وزواج رجال الدين عن طريق تشريعات داخلية في الكنيسة، فإنه كان من المتعذر عليه مكافحة مبدا التقليد العلماني دون الاصطدام بالحكام العلمانيين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وعلي رأسهم إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة صاحب النفوذ السياسي الواسع في ألمانيا وإيطاليا، وتتضح لنا نظره جريجوري السابع إلى الحكام العلمانيين ومكانتهم من رجال الدين في عبارته الشهيرة (أن قوة الملوك مستمدة من كبرياء البشر، وقوة رجال الدين مستمدة من رحمه الله، وان البابا سيد الأباطرة لانه يستمد فداسته من تراث سلفه القديس بطرس).
أما خير ما يلخص أراء البابا الخاصة بعظمة الوظيفة البابوية وسموها وسلطانها الروحي العالمي، فهي المجموعة التي تنسب أليه والتي جمعت بعد وفاته بقليل حوالي عام 1087، وتعرف بمجموعة باسم الإدارة البابوية أو الأوامر البابوية واهم مواردها:
+ البابا وحده هو الذي يتمتع بسلطة عالمية.
+ البابا وحده يمتلك سلطه رسامة الاساقفه وعزلهم
+ جميع الأمراء العلمانيين يجب، يقبلوا قدم البابا وحده
+ للبابا الحق في عزل الأباطرة
+ لا يجوز عقد أي مجمع ديني عام ألا بأمر البابا
+ ليس لأي فرد، يلغي قراراً بابوياً، في حين انه من حق البابا، يلغي قرارات بقيه الشعب.
+ لا يسال البابا عما يفعل ولا يحاكم علي تصرفاته
+ للبابا، يجيز لرعايا أي حاكم علماني تحلل من العهود و إيمان الولاء الذي اقسموها لحاكمهم.
وهكذا يبدو من المبادئ السابقة، جريجوري السابع أمن إيمانا قوياً بأن البابا له السلطة العليا في حكم المجتمع المسيحي، وانه يعزل الملوك والأباطرة بوصفه نائباً القديس بطرس، فإذا امتنع حاكم علماني عن تنفيذ تعاليم الكنيسة، فإن لها، تحاربه بالأسلحة الروحية والمادية، وبعبارة أخري فإن جريجوري السابع رأي الطريق الوحيد لأصلاح العالم وتخليصه من الفوضى والشرور، هو إخضاعه للكنيسة، وإخضاع الكنيسة للبابوية، لذلك وجه جريجوري السابع مجمع روما الديني عام 1075نحو اتخاذ قرار حاسم بشان التقليد العلماني هذا نصه:
(إن أي فرد من ألان فصاعدا بتقليد مهام وظيفته الدينية من أحد الحكام العلمانيين يعتبر مطروداً من الوظيفة ومحروماً من الكنيسة ومن رعاية القديس بطرس، وإذا جرؤ إمبراطور أو ملك أو دوق أو كونت، أو أي شخص علماني علي تقليد أحد رجال الدين مهام وظيفته الدينية فانه يحرم من الكنيسة فوراً)
ومن الواضح، تطبيق هذا القرار يعني تحرير كافة رجال الدين في الاسقفيات والكنائس والأديرة من إشراف الملوك والأمراء في مختلف البلاد، كما يعني جعل البابا في روما هو المشرف الوحيد علي جميع رجال الدين في كل العالم المسيحي الغربي: من حيث تعينهم أو رسا متهم في مناصبهم والفصل في مشاكلهم والإشراف علي أعمالهم
وهكذا أخذت سياسة جريجوري السابع تنذر بصدام عنيف مع الحكام العلمانيين فرفض وليم الفاتح ملك إنجلترا الاعتراف بسيادة البابوية والتبعية لها، في حين لم يعبأ فيليب الأول ملك فرنسا (1060-1108) بآراء البابا وطلباته، واستمر في سياسته نحو الكنيسة.
أما أباطرة ألمانيا فكان من الطبيعي ألا يقبلوا إقرار جريجوري السابع العنيف الذي يمس سيادتهم وإشرافهم علي رجال الدين في بلادهم، ولا سيما، نحو نصف مساحة أراضى ألمانيا وثروتها كانت في أيدي رجال الدين من اساقفه وأديرة، فكان معني تنفيذ قرار البابا جريجوري السابع خروج هذه الأراضي من قبضه الإمبراطور ودخولها تحت سيطرة البابا، الأمر الذي يجعل الحكومة الإمبراطورية ضرباً من الشكليات أو المستحيلات وبهذا وأوشكت البابوية، تقع في صدام عنيف مع السلطة السياسية وهو النزاع الذي شغل أوروبا طوال القرنيين التاليين، حتى اصبح تاريخها في هذه الفترة من العصور الوسطي يدور حول محور واحد، هو البابوية والإمبراطورية وهنا نشير إلى، البابا جريجوري السابع عندما شرع في سياسته الإصلاحية العنيفة لم يعتمد علي سلاح التشريعات والأوامر البابوية التي أصدرها فقط، وانما اعتمد أيضا علي سلاح قوي، هم رجال الأديرة الكلونية أو كما كانوا يسمون(الرهبان السود) كما اسماهم معاصروهم، من كثرة اصوامهم وصلواتهم، وهؤلاء كانوا قوة عظمي ساندت البابا في سياسته، واعتمد عليهم في تنفيذها، كما اختار منهم مندوبيه ورسله إلى الزعماء العلمانيين والدينيين.

 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

بداية النزاع بين البابوية والإمبراطورية

شاءت الظروف، يتبلور النزاع بين البابا جريجوري السابع Pope Gregory VII والإمبراطور هنري الرابع إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة (1056-1105) حول شغل بعض الاسقفيات الشاغرة وبخاصة في شمال إيطاليا، إذا صر كل من البابا والإمبراطور علي، لكل منهما الحق في سيامه الاساقفه وتمسك كل منهما برأيه لانه رأي، في انتصار خصمه تحطيماً للمبدأ الذي يسعي هو من اجله.
فهنري الرابع وجد في تمسكه برأيه محافظه علي حقه الذي ورثه عن أسلافه، وان يخصه في فرض رأيه أمر تتوقف عليه هيبته في إيطاليا وغير إيطاليا من بلاد الإمبراطورية، لذلك أسرع بتعين اثنين من اتباعه علي أسقفيتي فرمو fermo وسبوليتو spoleto، علي الرغم من أن هاتين الأسقفيتين تقعان فعلاً في دائرة اختصاص البابا.
أما جريجوري السابع فقد تمسك من جانبه بنظرته السمو البابوي بحكم، البابا خليفة السيد المسيح علي الأرض ووريث القديس بطرس في الغرب، كما اعتبر نجاحه في فرض راية علي الإمبراطور أمرا تتوقف عليه هيبته ومستقبل البابوية، فضلا عن سياسته في الإصلاح الكنسي – وهي السياسة التي شرع فعلاً في تنفيذها.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlثم تأزم الموقف بشكل خطير عندما عين هنري الإمبراطور أسقفا جديداً لميلان هو الأسقف تدالد tedald في عام 1075، وحينئذ أدرك البابا انه لابد من العمل السريع، ويبدو، جريجوري السابع كان مستعداً عندئذ التحدي والصراع
فارسل رسالة شديدة اللهجة إلى هنري الرابع في أواخر عام 1075 انذره فيها بالعزل وهدده بالويل والعذاب، هو لم يخضع لرأي البابوية، وفي ذلك الوقت ثارت ثائرة الإمبراطور فعقد تجمعاً في ورمز worms في يناير 1076 قرر فيه بطلان انتخاب البابا جريجوري السابع بل وعزله من منصبه.
وعندما سمع البابا بذلك قابله بهدوء، ودعا هو الأخر بعقد مجمع في الفاتيكان في فبراير 1076 قرر فيه توقيع الحرمان علي هنري الرابع وعزله من منصبه وتحرير جميع رعاياه واتباعه من إيمان الطاعة والتبعية التي اقسموها له. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبذلك بدأت الحرب بينهما ومع أن موقف الطرفين كان حرجاً وصعباً ألا انه من الواضح، هنري الرابع وجد نفسه في موقف اصعب من خصمه، لان البابا كان يستطيع أن يعتمد علي عطف كثير من أبناء العالم المسيحي بوصفه الأب الروحي للكنيسة، في حين كان هنري الرابع لا يستطيع حتى الاعتماد علي ولاء رعاياه بعد أن وقع عليه البابا قراره بالحرمان بوصفه مسيحياً وعقوبة العزل بوصفه ملكاً.
وبعبارة أخري فإن كفتي البابوية والامبراطوريه لم تكونا متعادلتين أبدا عند بداية النزاع بل طيلة أدوار النزاع الآتية، لان البابا كان يستطيع، يعتمد دائماً علي أسلحه قويه أهمها شعور الشعب من حوله، فضلاً عن الأسانيد المستفادة من الكتاب المقدس التي تعطي البابا هذا الحق العظيم، في حين استند الإمبراطور فيما ذهب إليه إلى:
1- القانون الروماني الذي يمجد الإمبراطورية وسلطتها وهو مستمد من أصول وثنية يسهل علي البابوية الطعن فيها.
2-الجيش الإمبراطوري الذي ثبت عجزه في اكثر من مناسبة عن إخضاع البابوية
3- والواقع، الإمبراطور لم يجد له نصير سوي تلك الفئة قليلة العدد من رجال الدين والإيمان الذين عرفوا بالسيمونية وسوء السيرة، وهؤلاء لم يكن لهم من النفوذ أو المقومات الخلفيه ما يجعل منهم سنداً حقيقياً للإمبراطور، أما ذو المكانة من القديسين وكبار رجال الدين فقد شايعوا جميعاً البابوية في موقفها المعادي للملك .
وهكذا تلفت هنري الرابع حوله فلم يجد من يعتمد عليه من الدوقات والأمراء، إذ كانوا جميعاً يخشون نزعته الاستبدادية، فكان، عقد أمراء ألمانيا وأساقفتها مجمعاً في تريبور tribur في اكتوبر 1076 وقرروا فيه الخروج علي طاعه هنري الرابع وإنذاره باختيار إمبراطور غيره علي ألمانيا، لم يغفر له البابا في مده أقصاها فبراير 1077 م علي، يقضي الفترة ما بين اكتوبر 1076 وفبراير 1077 في أحد الأديرة محروماً من الإمبراطورية
وكان، انسحب هنري الرابع إلي ذلك الدير الذي جعل يفكر فيه في حاله، وان كان الموقف لم يكن في حاجه إلى تفكير، ذلك أنه وجد نفسه وحيداً أمام خصم عنيد لا يرحم، فلا بدله من التراجع والاستسلام إذا أراد إنقاذ عرشه، مما تطلب من هنري الرابع سرعة العمل قبل، يجتمع أعداؤه في ألمانيا فيؤدي ذلك إلى مظاهره عدائية ضد الملك تضعف مركزه وتجعل البابا يتشدد في موقفه، واخيراً لم يجد الإمبراطور هنري الرابع حلاً أمامه سوي، يرحل سراً إلى البابا، في الوقت الذي كان البابا قد بدأ رحلته إلى ألمانيا، ولكنه أسرع عندما علم، خصمه هنري الرابع عبر الألب ساعياً إليه، واحتمي البابا في قلعه " كانوسا" التابعة لماتيلدا ملكه تسكانيا، وكان البرد قاسياً عندما اخذ هنري الرابع يصعد الطريق الجبلي الواعر إلى قلعه كانوسا، حيث بقي ثلاثة أيام واقفاً علي الجليد أمام أبواب القلعه الموصدة في وجهه، حتى تعطف عليه البابا وسمح له بالمثول بين يديه علي الشرط بأن يسلم للبابوية بكل ما نطلبه دون أي قيد وكان ذلك في يناير 1077.
ويقال، الإمبراطور دخل علي البابا حافي القدمين مرتدياً ثوباً من ثياب الرهبان المصنوعة من الصوف الخشن، حتى أذا ما وجد نفسه أمام خصمه ارتمي عند قدميه وانفجر باكياً وهو يصيح " اغفر لي يا أبتاه المقدس "
فغفر له البابا بعد أن فرض عليه شروطاً قاسيه وزوده بالنصح والإرشاد اكتسب بهذا هنري الرابع غفران البابا وطالب بولاء رعاياه ولكن بعد، دفع الثمن غالياً، كلفه كرامته ومكانته، فها هو حاكم الامبراطوريه العظيم بذل نفسه أمام البابا ويعترف للبابوية بحقوقها كاملة حتي حرمانه من رعاية الكنيسية وعزله من منصبه، وها هو حليفه قيصر وشارلمان ارتضي، يقف البابا منه موقف الحكم بينه وبين شعبه،، شاء أمرهم بالخروج علي طاعه وان شاء أمرهم بالامتثال له، لذلك ليس من المبالغة، نقرر، الضربه التي أنزلها البابوية بالإمبراطور في كانوسا كانت قاصمه، وان الأخيرة لم تسترد هيبتها ومكانتها السابقة مطلقاً بعد ذلك.



 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

تقييم الموقف في نظر الرأي العام الأوروبي

الواقع أن هنري الرابع لم يستفد كثيراً من مقابله كانوسا، كما أن هذه المقابلة لم تكن مكسباً علي طول الخط بالنسبة للبابا جريجوري السابع، حقيقة أن البابا خرج من هذه الجولة مرفوع الرأس بعد أن حقق سمو الباباوية، ولكن مسلك جريجوري نفسه العنيف أساء إلى نسبة كبيرة من نفوس الرأي العام المسيحي، فعاب كثيرون علي البابا شدته وقسوته وهو رجل الدين الذي يجب أن يتسم بالرحمة والخلق السمح؛ فهو الأب الرحيم.
أما هنري الرابع فسرعان ما استكشف أن خسارته في كانوسا كانت كبيرة، لأن خضوعه للبابوية علي ذلك الوجه لم يفده شيئاً في استرضاء أعدائه وخصومه الخارجين عليه في ألمانيا، بل أن أنصاره في لمبارديا في شمال إيطاليا أساءهم جداَ أن يقول الإمبراطور ما وجهه أمام البابا بهذا الشكل، فنادوا بخلعه وإحلال ابنه محله، هذا في الوقت الذي اعتبر أمراء المانيا فرار الملك سراً إلى كانوسا خروجاً علي العهد الذي اخذه علي نفسه تنفيذاً لقرارات مجمع تريبور التي قضت بانزوائه في أحد الأديرة حتى يغفر له البابا.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlولذلك عقد الأمراء الألمان مؤتمراً في فورخهايم forhheim في مارس من عام 1077 قرروا عزل هنري الرابع عن العرش واختيار رودلف دوق سوابيا ملكاً بدله، وهنا حرص الامراء قبل البدء في الاجراءات الخاصة بتتويج الإمبراطور الجديد علي يد أسقف مينز، علي أن يأخذوا عليه موثقاً بألا يطالب بأي حق وراثي لأبنائه في العرش وألا يتدخل في حرية انتخاب الأساقفة.
علي أن شعور العطف علي هنري الرابع اخذ بتزايده في سرعة حتى بلغ حدا أصبحت عنده معظم المانيا في جانبه، ما عدا سكونيا التي ناصرت رودولف، وقد استمرت الحرب الأهلية بين الطرفين قرابه ثلاثة أعوام (1077- 1080) وفتحت باب النزاع من جديد بين كل من هنري الرابع وجريجوري السابع، وذلك أن البابا اختار أن يقف موقف الحياد في المرحلة الأولى من مراحل هذه الحرب بين هنري ورودلف حتى يحصل هو من الطرفين علي اعتراف بسيادته.
وعندما انتصر رودلف علي خصمه في يناير 1080 أعلن البابا رأيه صراحة في انه يؤيد رودلف وعقد مجمعاً دينياً في نفس العام قرر فيه إعادة توقيع الحرمان علي هنري الرابع وإقصائه من العرش الإمبراطوري.
وهكذا اخذ جريجوري السابع ينادي بأنه قبل أن تحل بداية العام التالي سيكون هنري الرابع قد فقد عرشه وحياته أيضا، ولكن شاءت الظروف ألا يتحقق له شيئاً من هذا، ذلك أن هنري الرابع أدرك أنها معركة حياة أو موت فاظهروا إصرارا وحماساً بالغين، ولا سيما بعد أن آمن بوجود أنصار كثيرة له في إيطاليا وألمانيا، لذلك رد هنري الرابع علي البابا بعقد مجمع في بركسن brixen في يونيه 1080 دعا إليه انصاره من اساقفه ألمانيا وشمال إيطاليا، وتقرر في هذا المجمع عزل البابا جريجوري السابع من الكنيسة وانتخاب جيوبرت رئيس أساقفه رافنا ليخلفه في منصب البابوية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد امتاز هذا البابا الجديد الذي اتخذ اسم كلفت الثالث بالخبرة الطويلة والكفاية العظيمة، فأسرع مؤتمر بركسن إلى رافنا ليوجه الأمور في شمال ايطاليا ضد منافسة جريجوري السابع، وهكذا اشتد النضال وتعقد الموقف بعد، وجد علي المسرح اثنان من الباباوات يتنازعان الكرسي البابوي واثنان من الملوك يتنازعان العرش الإمبراطوري، واختار الحظ أن يقف في جانب هنري الرابع وكلمنت الثالث في المانيا وإيطاليا جميعاً، إذ دارت معركة حاميه في أكتوبر 1080 انتصر فيها رودلف إلا أنه قتل فور فوزه ففاز هنري الرابع.
أسرع هنري الرابع بعد هذا ليعبر جبال الألب ويقابل خصمه الثاني جريجوري السابع وتوجه بجيوشه إلي روما، وفي هذه المرحلة الحاسمة لم يجد البابا جريجوري إلا الاعتماد علي حليفه ماتيلدا، إلا أن قوات ماتيلدا أصيبت بهزيمة ساحقه من هنري الرابع، في روما أسرع هنري الرابع لعقد مؤتمر ديني في مارس 1084 قرر فيه عزل جريجوري السابع وحرمانه من الكنيسة، وأعقب ذلك اعتلاء كلمنت كرسي البابوية في روما وتتويج هنري الرابع إمبراطور في كنيسة القديس بطرس.
أما جريجوري السابع فقد احتمي بقلعة سانت إنجيليو في روما، ومن هناك جعل يستحث حلفاؤه في جنوب ايطاليا للإسراع لنجدته.




 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,959
النقاط
113
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

اتمنى ان اكون مثل كل الناس استطيع الدخول للكنيسة ولكن الاسف انا محروم من هذه النعمة الكبرى صلواتكم لى
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

نهاية حزينة لروما وجريجوري السابع


http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlقدم أهل جنوب إيطاليا إلي روما لا حرصاً علي سلامه البابا جريجوري السابع، ولكن خوفاً من ازدياد نفوذ هنري الرابع في إيطاليا مما يهدد مصالحهم ومطامعهم في الوصول إلى الحكم، و أحس هنري أن قواته قد حققت عن مواجهتهم، فغادر بهم روما قبل أن يصلوها متجها إلى ألمانيا.
وهنا أسرع أهالي روما إلى إغلاق أبواب مدينتهم في وجه الغزاة خوفاً من قسوتهم ألا انهم افتحوا المدينة في مايو 1084 وانسابوا في شوارعها ينهبون ويدمرون كل ما تصل إليه أيديهم حتى احترقت احياء باسرها، وبيع آلاف من أهل روما في أسواق الرقيق، ثم انسحب الغزاة بعد ذلك إلى جنوب إيطاليا تاركين روما تنعي مجدها وحرقها وقد أثارت هذه الأحداث الرأي العام المسيحي ضد جريجوري، من جديد، فهو الذي تسبب في كل هذا الخراب الذي حل بأهل مدن في ذلك الوقت، لذلك خشي جريجوري السابع أن يبقي وحيداً في روما وسط مظاهر السخط التي أخذت تنهال عليه، واثر مرافقه حلفائه من هؤلاء الغزاة إلى وصوله إلى بلدة سالرنو حيث مات في مايو 1085، وكانت أخر عبارة فاه بها جريجوري السابع وهو علي فراش موته " لقد أحببت العدالة وكرهت الظلم، ولذا أموت مغترباً "




 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

التقليد العلماني واستمرار الصراع بين البابوية والامبراطورية

بعد وفاة البابا جريجوري السابع لم تضع حلاً لمشكله التقليد العلماني، لاسيما وأنه هناك بابا نصبه الأباطرة هو البابا كلمنت الثالث، فكان يوافقهم علي كل ما يرون بينما ظل كرسي روما بعد وفاه جريجوري شاغراً لمدة سنه، ثم تناوب عليه فكتور الثالث في مايو 1086 ومات سريعاً في 1087 فاختار الكرادلة (اوربان الثاني) الذي سار علي نهج جريجوري في الإصلاح الكنسي معتمداً علي التحالف بين البابوية والإمبراطورة ماتيلدا والنورمان في جنوب إيطاليا، وبسبب هذا نشب الصراع بينه وبين البابا الإمبراطوري كلمنت الثالث، وتوجه الصراع بين أوربان والإمبراطور هنري الرابع من جديد في ألمانيا وإيطاليا فأرسل هنري جيشاً هزم جيش ماتيلدا والإيطاليين واستولي علي قلاعها ما عدا قلعة كانوسا شديدة الاستحكامات، فظن ابنه (كونراد) أن هذا عمل إلهي فخرج علي أبيه وأعلن الثورة ضده في عام 1093 حيث قام رئيس أساقفة جنوب إيطاليا بتتويجه ملكاً علي إيطاليا.












 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

جهود البابا أوربان الثاني وعودة الصراع مع الإمبراطور


- أخذ Pope Urban II يجوب البلاد يدعو لسلطة البابا علي الكنيسة وتقويه جانبها، ومما دعم موقفه إعلانه الحرب الصليبية علي المسلمين في عام 1065 في مجمع عقده في كليرمونت، فجعل من الكنيسة زعيمه فعلية للعالم المسيحي في هذا الصراع الذي امتد لسنوات ضد المسلمين.
- كما عمل علي توطيد مركزه في إيطاليا وتصفيه مشكلاته مع نورمان جنوب إيطاليا وتوفي فجأه في 1099 ومات بعده البابا الامبراطوري كلمنت الثالث.
</SPAN>عودة الصراع بين البابا الجديد والإمبراطور:
حاول الإمبراطور هنري الرابع Henry IV تسوية الخلاف مع الكنيسة إلا أنه وجد أن الشروط التي http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlوضعها البابا اوربان جعلت الصلح يتعذر لأنها كانت في صف الكنيسة أكثر، كما أصدر البابا الجديد باسكال الثاني قرار بحرمانه من رحمه الكنيسة، فاستسلم هنري الرابع وترك العرش لابنه ومات في 1105.
وفي عهد الإمبراطور الجديد (هنري الخامس) شب الصراع من جديد حول التقليد العلماني انتهت بشروط عرضها البابا عليه وكانت:
- تتنازل الكنيسة عن كل مالها من أراضى وحقوق إقطاعية وقضائية حصلت عليها أيام شارلمان.
- تكتفي الكنيسة بالعشور والتبرعات الخيرية.
- في مقابل ذلك تنتهي مصلحه الإمبراطور في التمسك بتقليد الأساقفة (التقليد العلماني) علي أن يعود هذا الحق للبابا وحده.
وفي هذا يتضح مدي تضحية الكنيسة بالماديات في سبيل الحقوق الروحية، وكان من الطبيعي أن يقبل الإمبراطور هنري الخامس هذا العرض الذي يعطيه ملكيه أراضى الكنيسة وأملاكها الواسعة، ولكن خرجت مشكله أخري نتيجة لهذا، وهي موقف الأساقفة ورجال الكنيسة الذين كانوا أمراء إقطاعيين وعاشوا علي مستوي الأمراء في حياتهم الخاصة فقاموا بمظاهرات كبيرة في روما في كنيسة القديس بطرس وقتل الكثير من الشعب وقبض علي عدد من الأساقفة بمعرفة ملك ألمانيا وتدخل هنري الخامس من جديد وتنازل البابا عن هذا الحق الروحي ليعود التقليد العلماني مرة ثانية إلى يد الإمبراطور.
إلا أن هذا الوضع لم يرض أراخنة الكنيسة فثاروا علي البابا، فلم يسعه إلا أن ينقض وعده واتفاقه، فانقسمت الكنيسة علي نفسها أمام قوي الأباطرة والأمراء وفر البابا تحت هذه الضغوط إلى جنوب إيطاليا ومات هناك في 1118.
ولما تولي بعده البابا كالكتس الثاني في 1119 عقد مجمعاً دينياً في ريمس وتفاهم الإمبراطور الذي كان قد مل هذا الصراع، وبذلك أخذ الطرفان يبحثان عن حل توفيقي للمشكلة، واظهر البابا للإمبراطور أن هدف البابوية ليس إضعاف الإمبراطورية وتقليل شأنها وإنما تعظم قدرها وتقويه نفوذها، وبهذا عقدت بينهما اتفاقية ورمز worms في سنه 1122. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ونصت علي أن يكون انتخاب الأساقفة ورؤساء الأديرة خارج ألمانيا وفق القانون الكنسي دون أي تدخل من جانب السلطة العلمانية، وبعد الاحتفال بتقليد الأسقف دينياً يستطع الإمبراطور أن يكلفه أو يزوده بأية سلطة، أما في ألمانيا فيكون اختيار الأساقفة عن طريق الانتخاب، وللإمبراطور أو مندوبه حق حضور عمليه الانتخاب دون الالتجاء إلى السيمونية أو العنف، وبعد أن يتم انتخاب الأسقف قانونياً يقلده الإمبراطور علمانياً قبل تقليده دينياً.
هكذا وضعت هذه الاتفاقية حداً للنزاع حول التقليد العلماني، أنهت الدور الأول من أدوار النزاع بين السلطتين الدينية والسياسية في أوروبا.





 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

المرحلة الثانية من الصراع بين الإمبراطورية والبابوية

مر قرابة قرن من الزمان ووصل إلى كرسي البابوية البابا ادريان الرابع Pope Adrian IV ووصل إلى الإمبراطورية فردريك الأول، وجعل كل منهما بسعي لتقويه مركزه خصوصاً وان كلا منهما كانت له شخصيته القويه بالاضافه إلي الحروب الصليبيه التي كانت رحاها دائرة في الشرق
فلما بدأ الامبراطور يجور علي حقوق البابا حتى أنه حبس كبير اساقفه لوند الذي كان صديق حميماً للبابا ادريان الرابع، وعندما دخل مندوب البابا علي الامبراطور عام 1157 حياه بعبارة غريبة هي "أن البابا يحيك كوالد والكرادلة يحيونك كاخوة "
فدهش فردريك من هذه التحية التي جعلت من الكرادلة اخوة مساويين للإمبراطور، كما، الإمبراطور دهش من رسالة البابا المرسلة إليه والتي احتوت عبارة فوداها، التابع الإمبراطوري يعتبر منحه من البابا، فالبابا بذلك يمنح الإمبراطورية للإمبراطور، فثار لكرامته وايده الاساقفه الألمان في ذلك (لاحظ انقسام الكنيسة بين كنيسة ألمانية تتبع الإمبراطور واخري في روما تتبع البابا) أدرك الإمبراطور، قبوله لهذه الرسالة هو تنازل عن حقه واعلان تبعيته لهذا البابا، ولذلك رد مدافعاً عن حقه " أننا نتسلم الإمبراطور من الله عن طريق انتخاب الأمراء، فأن شريعة الله تقضي بان يكون حكم العالم بواسطة سيفي الإمبراطورية والبابوية، كما قضت تعاليم القديس بطرس، بان يجب علي الناس، يخافوا الله ويكرموا الملك (رسالة بطرس الأولي الايه 17) وعلي هذا فإن كل ما يقوله بأننا تسلمنا التاج الإمبراطوري إقطاعا من البابا يعتبر باطل العقيدة لانه يخالف أوامر الله وتعليم بطرس الرسول.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlوقع هذا الرد وقع الصاعقة علي رأس البابا، وكان عليه، يتجنب سوء الصدام بينهما ولو، سوء النية قد توافر بين الطرفين، وان هذا الحادث قد كشف النقاب عن حقيقة شعور كل منهما تجاه الأخر ومهد الطريق لصدام قريب بينهما
فالإمبراطور بدأ يدخل بنفوذه في منطقه نفوذ البابا في شمال إيطاليا وساعده علي ذلك خوف بعض الآراء وضعفهم هناك بالإضافة إلى ضعف البابا نفسه لكبر سنه وتوفي في 1159 وخلفه الكاردينال رولاند باسم البابا اسكندر الثالث وظل في منصبه قرابة 22 سنه (1159- 1181) تمسك أثناءها بحقوق الباباوية ودخل النزاع إلى مرحله العنف بين الإمبراطور وبينه سيما وانه كانت تحكمها علاقات سيئه قديمة بينهما، فاستعمل البابا في روما سلاح الحرمان ضد بابا ألمانيا مما آثار الإمبراطور، واراد، يكسر أنيابه حتى بالسلاح لو استطاع ألا، اساقفه ألمانيا أنفسهم وهم التابعون له لم يوافقوه علي، يشهر السلاح ضد الكنيسة مهما كان الأمر، فتألف حلف علماني بزعامة الإمبراطور الذي ثار لكرامة الامبراطوريه، وعقد رجال الاكليروس في روما حلفاً واحد برئاسة البابا اسكندر قراراً بحرمان الإمبراطور من رحمه الكنيسة.
وهنا نفذ الإمبراطور فكرته وهو استعمال القوه العسكرية فزحف علي روما بجيش جرار، فهرب البابا إلى جنوب إيطاليا حيث النورمان المحاربين الأشلاء بالاضافه إلى انتشار مرض الطاعون في جيشه ففتك بالكثير من رجاله ولم يستطع العودة عندما حوصر من الجنوب بالنورمان ون الشمال بتحالف دويلات شمال إيطاليا والطاعون ينهش رجاله فهزم أسس حلفاء البابا في هذا المكان مكاناً باسمه واعتبروها معجزه علي يديه وسمي المكان بمدينه الإسكندرية نسبه إلى البابا اسكندر شمالي مدينه جنوا.
أخيرا لم يجد الإمبراطور فردريك مفراً من الخضوع والتسليم، فدخل البندقية منكس الأعلام حيث كان البابا اسكندر الثالث في انتظاره يحيط به جموع حافلة من الكرادلة تلمع عيونهم بالفرحه بهذا الانتصار الذي عدوه انتصار ألهيا، ولم تلبيث، تكررت تمثيلية كانوسا بعد مرور مائه عام، فآتي الإمبراطور فردريك الأول العظيم حليفه فتجرد شارلمان كما كان ينادي ليرتمي بين قدمي البابا اسكندر الثالث باكياً طالبا ً منه الصفح والغفران، مثلما فعل سلفه العظيم هنري الرابع مع البابا جريجوري السابع 1077
وهكذا تم الصلح بين الإمبراطورية والبابوية في أغسطس عام 1177 أي بعد مائه عام بالتمام فوافق فردريك الأول علي رد جميع الأراضي المغتصبة من الباباوية، وتعهد كل من الطرفين بمساعده الطرف الآخر ضد أي عدو يهدده، علاوة علي عما وافق عليه الإمبراطور من عمل هدته مع حلفاء البابا النورمانديين في صقليه لمده خمس عشره سنه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهدنة أخرى مع المدن اللمباردية في شمال إيطاليا لمده ست سنوات وقبل، تنتهي هذه الهدنه الاخيرة مع المدن اللمباردية ثم توقيع صلح كونستانس سنه 1083 بين المدن اللمباردية والإمبراطور، وهو الصلح الذي نص علي، تتمتع هذه المدن بجميع أركان الاستقلال السياسي والقضائي والاقتصادي والعسكري، مع احتفاظ الإمبراطور ببعض الظاهر التي تصور سيادته اسمياً، مثل موافقته علي تعيين حكام المدن وفرض الضرائب البسيطة للمساهمة في نفقات جيوش الامبراطوريه
علي انه من الواضح، هذه الشروط لا تحفي الحقيقة الواقعة وهي، المدن اللمباردية أصبحت دويلات مستقلة بمقتضى معاهده كونستانس وأن نفوذ الإمبراطور في شمال إيطاليا اصبح اسمياً وان الباباوية قد أخذت وضعها بشكل كبير.
ومن هنا نري في هاتين الحلقتين من الصراع بين الامبراطوريه والبابوية أن:
1- أ الكنيسة كانت سلطه وكانت إقطاعية تبحث عن نفوذها السياسي والاقتصادي ولو بحد السيف أو الثوارات.
2- تبحث عن نفوذها وتقويته حتى باندلاع الحروب الصلبيه في الشرق التي خاب أثرها وتركت الكنيسة الشرقية المظلومة تدفع قسطاً كبير من الثمن
3- أن الباباوات في انتصار تهم علي الأباطرة دخلهم الزهو والافتراء فتركوا جانب الروح وبحثوا عن لذة الجسد فتركوا الكتاب المقدس وبحثوا عن المال والسيف.
4-ذهبت نفوس الشعب المسكين تحت أرجل هؤلاء أولئك دون تقديم أي عمل روحي.








 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية



البابوية في أوج عظمتها، والحركات الدينية في أواخر العصور الوسطى



بلغ نفوذ البابوية الروحي والفكري والدنيوي ذروته في القرن الثالث عشر، </SPAN>عندما أصبح البابا وكأنه ملك عظيم يتمتع بسلطان سياسي فوق سلطانه الروحي، ويهيمن علي كنيسة ضخمة ذات إدارة منظمة، لها قوانينها وتقاليدها ومحاكمها، فإذا أراد البابا أمرا فإرادته هي النافذة يطيعها الملوك والأباطرة، بل ويحرصون علي تنفيذها، وإلا تعرضوا لعقوبة الحرمان والطرد من رحمه الكنيسة وما يتبع ذلك من متاعب لا قبل لهم بها في داخل بلادهم وخارجها.</SPAN>
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlوتبدو لنا هذه الصورة أوضح ما تكون في عهد البابا انوسنت الثالث (1198- 1216) Pope Innocent III الذي استطاع أن يلعب دوره بمهارة في السياسة العالمية لغرب أروبا، وأن يفرض كلمته علي أعظم حكام الغرب، بل والشرق أيضا، المسيحيين، ولعل ما أسهم به بشكل واضح في توجيه سياسة الامبراطورية الرومانية المقدسة ما يدل علي ذلك، فقد ناصر الامبراطور اوتو الأول ضد هوهنشتادفين وكان سلاحاَ له الأخر، وفي فرنسا أخذ يمد انوسنت كذلك أنفه في شئونها الداخلية في عهد ملكها فيليب اوغسطي حتى إذا ما أراد الملك، يقف موقفا حازما من البابوية إذا بالبابا انوسنت يوقع قراراً بحرمانه هو وبلاده وكان ذلك سنه 1200 مما أجبر الملك إلى الإذعان إلى البابا وإصلاح أموره معه حرصاً علي مكانته في دولته، وفي إنجلترا نجد إنها أيضا لم تنج هي الأخرى من سلطه البابا انوسنت الثالث هذا وعناده معها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وما كان من موقف الملك حنا حول تعيين كانتربري سنه 1207 وكيف أن البابا أصر علي رفض مرشح الملك وأصدر ضده وضد بلاده قراراً بالحرمان سنه 1208 – 1209 بل وان انوسنت استحث فيليب اوغسطي علي غزو انجلترا، ليوقع بين الجارتين فرنسا وانجلترا، مما دفع الملك حنا إلي أن يذعن أخيراً سنه 1213 لرغبه البابا انوسنت الثالث ويقبل شروطه وهو صاغر.
أما في الشرق فكان موقف البابا انوسنت الثالث متسلطاً فعندما استولت الحملة الصليبية الرابعة علي بلدة زارا ثم علي القسطنطينية سنه 1204 مما أدي إلي قيام الإمبراطورية اللاتينية في القسطنطينية علي أنقاض الدولة البيزنطية، كانت البابوية هي المتسلطة تتحكم في إسقاط أباطرة وإقامة آخرين وكيف كان ملوك أوروبا يحرصون علي الخضوع لكلمتها، حتى أننا يمكننا القول أن الحاكم الفعلي للعالم المسيحي عند مستهل القرن الثالث عشر كان البابا انوسنت الثالث.




 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


أهم مظاهر السيادة البابوية


كان أهم مظاهر السيادة البابوية في ذلك العصر اتساع نشاط المحكمة البابوية في روما، حتى صار الكثيرون يلجأون إلي روما في القضايا الصغيرة والكبيرة علي السواء، مما جعل القانون الكنسي يتخذ صفه عالمية من جهة كما جعل البابوية علي صله وثيقة بأطراف العالم المسيحي من جهة أخري، وقد توسعت البابوية في ذلك العصر في نظام المبعوثين أو المندوبين، فكان البابا يرسل مندوبا أو أكثر إلي إيه جهة من جهات العالم المسيحي لحل مشكله أو قضيه أو إبلاغ عن رغبة بابوية معينه، وعن طريق هؤلاء المبعوثين استطاع البابا أن يقف علي أحوال الكنيسة المسيحية http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlفي مختلف البلاد الأوربية من ناحية وان يضمن تحقيق مصالحه وتنفيذ رغباته من ناحية أخري</SPAN>.
</SPAN>
اقتصاد البابوية:
</SPAN>كان من الواضح أن هذه الإدارة البابوية المترامية الأطراف كانت في حاجة إلي موارد مالية ضخمة تسد مطالبها بمظاهرها، وهنا استطاع البابا، يحصل من الأملاك والأراضي البابوية علي نفس العوائد والرسوم التي حصل عليها الملوك والأمراء من أراضيهم، زيادة علي الأموال التي حصلت عليها البابوية من الأديرة والملوك والأمراء الذين ينشدون حمايتها في مختلف أنحاء أوروبا. </SPAN>
كذلك اعتادت بعض البلاد الغربية وحكامها أن يدفعوا ضريبة معينه للبابوية، كما أدى ازدياد نشاط المحكمة البابوية إلي أضافه مورد مهم نتيجة للرسوم القضائية التي تفرض علي المتقاضين، ثم جاءت الحروب الصليبية لتهيئ للبابوية مورداً جديداً ضخماً، إذ أخذ الباباوات في القرن الثالث عشر يفرضون ضريبة إيراد علي رجال الكنائس لتمويل الحركة الصلبية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فإذا أضفنا إلي كل ذلك أيراد صكوك الغفران التي أكثرت البابوية من بيعها لطالبي التوبة والمغفرة والرسوم التي كان البابا يتقضاها عند تقليد رجال الدين (السيمونية) مهام منصبهم أدركنا في النهاية أن البابوية لم تعد فقيرة ككنيسة الإسكندرية مثلاً عديمة هذه الموارد كلها، وإنما متعددة مصادر الثروة حتى أصبحت أحيانا تناطح الإمبراطورية في مواردها ونسي الباباوات من هم وما هي واجباتهم في الدين والروحانية ورعاية أبناء الله الذين ائتمنهم عليهم ومن أيديهم يطلب دمهم. </SPAN>










 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

الاسر البابلى للكنيسة

إذا كان النفوذ البابوي قد بلغ ذروته في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، إلا أن البابوية سرعان ما تعرضت لهزات عنيفة زلزلت عرشها وأضعفت مركز الكنيسة وقللت من هيبتها، ومهما تعددت أسبابها التي حاول بها المؤرخون تفسير الأزمات التي أدت إلى أضعاف مركز الكنيسة بوجه عام ومركز البابوية علي وجه الخصوص أبان القرنين الرابع عشر والخامس عشر، فإن هناك سبباً واحداً جديراً بأن يستدعي الانتباه ألا وهو: تطور العقلية الأوروبية والمجتمع الأوروبي بوجه عام تطوراً علمانياً دنيوياً، فالآفاق الجديدة التي أخذت تتفتح أمام الغرب نتيجة للنشاط التجاري والتطور السياسي وتدفق العلوم الجديدة التي احتضنتها.







 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

الجامعات الناشئة

إذا كان النفوذ البابوي قد بلغ ذروته في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، إلا أن البابوية سرعان ما تعرضت لهزات عنيفة زلزلت عرشها وأضعفت مركز الكنيسة وقللت من هيبتها، ومهما تعددت أسبابها التي حاول بها المؤرخون تفسير الأزمات التي أدت إلى أضعاف مركز الكنيسة بوجه عام ومركز البابوية علي وجه الخصوص أبان القرنين الرابع عشر والخامس عشر، فإن هناك سبباً واحداً جديراً بأن يستدعي الانتباه ألا وهو: تطور العقلية الأوروبية والمجتمع الأوروبي بوجه عام تطوراً علمانياً دنيوياً، فالآفاق الجديدة التي أخذت تتفتح أمام الغرب نتيجة للنشاط التجاري والتطور السياسي وتدفق العلوم الجديدة التي احتضنتها.



















 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

بعض المحاولات الإصلاحية والمصلحون


1) برنارداف كليرفو (1090-1153)

www-St-Takla-org___St-Bernard-of-Clairvaux.jpg




ولد Bernard of Clairvaux من أب تمتع بروح الفروسية وأم تقية، فتميز بغيرته علي الدين فدخل أحد الأديرة وهو في الثانية والعشرين من عمره، وأخذ معه إلى الدير أخوته وثلاثين آخرين، وقد أهلته صفاته علي أقرانه في حياة الزهد الورع، فضلاً عن أنه اختار ديراً يعيش فيه الرهبان عيشة التقشف الصارم فكانوا يكتفون بوجبة واحدة من الطعام كل يوم وفترة قصيرة للراحة والنوم، وكانوا يقضون بقية يومهم في العبادة والتأمل، وكان طعامهم خاليا من اللحوم والأسماك والبيض، ألا أن كل هذا النظام الصارم لم يشبع رغبة برنارد، فعرض علي نفسه نظاماً خاصاً اشد قوة وصرامة فاعتلت صحته. </SPAN>
وبعد دخوله الدير بعامين وقع عليه الاختيار لكي يقوم هو علي رأس مجموعة من الرهبان لتأسيس دير جديد في واد يقع في منطقة نائية في شرق فرنسا وهو الذي حمل اسم " دير كليرفو " الذي حاز شهره فائقة لأنه ضم أفاضل الرهبان. وقد تأثر كثيرون من الرهبان بشخصيه برنارد فدخلوا هذا الدير كي يكونوا علي مقربه منه، وكان لحياته وعلاقاته الشخصية ومعاملاته وعظاته اليومية التي كان يلقيها في كنيسة الدير تأثير بالغ علي الرهبان المحيطين به. </SPAN>
ولم يقف تأثير برنارد عند حدود دير كليرفو، ولكنه تخطي أسوار الدير حتى بلغ كل أوروبا ومع أن هذا الدير لم يكن يمتلك شيئاً من الممتلكات أو الأموال إلا أنه حاز شهرة كبيرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكان السر في ذلك هو شخصية رئيسه برنارد نفسه، الذي تميز بحياته النقية وسيرته الطاهرة، فقصده الناس يلتمسون منه النصح والهداية، فقدم العون للجميع، واستوي لديه الغني والفقير، كما أنه لم يحابي الوجهاء أو يرهب السلطان، فأرسل الرسائل إلى الباباوات وملك فرنسا يلومهم فيها علي عدم الاهتمام بواجباتهم والالتزام بمسئولياتهم في جرأة نادرة. </SPAN>
ولقوة تأثيره علي الناس أوكل إليه البابا أمر الدعوة للحملة الصليبية الثانية فكان لخطبه تأثير بالغ في كل من ألمانيا وفرنسا، وكان الإمبراطور قد استقر رأيه علي عدم الاشتراك في تلك الحملة، ولكنه ما أن سمع خطب برنارد حتى هب ووضع علي صدره شارة الصليب الحمراء وانضم إلى صفوف المقاتلين. </SPAN>
 
التعديل الأخير:
أعلى