الكنيسة ( ملف فاخر وجميل ) asmicheal

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

58- سافونارولا


وهو أحد الرهبان الذين هربوا في تلك أيام من أباطيل العالم وشروره ولجأوا إلى حياة الرهبنة فكان دافعه استياؤه من الكنيسة ومن الانحطاط الذي وصلت أليه وكانت في نظرة أشبه بفاجرة متنكرة ثوب سيدتها التي كانت قد طردتها لتحل محلها، فلم يسعه ألا، يفتح فاه ويرفع صوته شاكيا أليها فساد الكنيسة وظلم الدولة فكان لمناداته وقع عظيم في فلورنسة في إيطاليا، حيث كانت الجماهير الحاشدة تزدحم في الكنيسة لسماع عظاته، وقد تاب الكثيرون علي يديه واستدعاه حاكم المدينة المستبد والذي كان يدعي لورنز دي مديتش وكان علي فراش الموت واعترف له بخطاياه وتنبأ سافونارولا Savonarola الشاب الجريء عن قضاء الهي وشيك الوقوع علي المدينة ما لم تتب عن أخطائها وقد صدقت نبوءته إذ غزا ملك فرنسا البلاد، وانقلبت الأحوال واصبح اسم سافونارولا اشهر من نار علي علم حتى لقد انتخبته الشعب ليفاوض ملك فرنسا في أمر الصلح واخطر الملك الغازي تحت تأثيرة وقوة ضجته وتهديده بان أهل فلورنسا سيدفعون الظلم ويجاهدون في سبيل حريتهم إلى أخر رجل، يخلي المدينة ويرحل عنها بجنده، وكان هذا تماما لنبوة ثانية نادي به الراهب سافونارولا، مما رفع شانه في عيون الشعب وإذ ينقضي عهدا استبداد واسرة المدينتين نتيجة إليه الإبصار كالزعيم المرموق، فيشير على الشعب، يشيدوا المملكة على مبادئ جديدة من الحق والبر، كي يغدو صاحب النفوذ المطلق في وطنه. يستخدم كل مواهبه وسلطانه لخير الآنه والبلاد، غير عابثى براحته وحياته حتى أنه لم يعتزل حياة الرهبنة بل ظل يجاهد نفسه في التقشف والعنية الخشنة. وقد أطاعه الشعب وصاحوا بأسماعهم إلى نصحة وارشاده، فأعادوا النظام الدستوري والقوا المحاكم القانوينة، وقضوا على فساد الآداب وانتعشت المدينة بحياة دينية جديدة وسليمة.
ولكن كان سافونارولا له أعداء، فقام الذين اخبروا من إصلاحه وأشار عليه الجهال من الشعب فأنكروا خدمته لبلادهم، وتكريس نفسه للخير العام، وتآمروا على إسقاطه وقد سنحت لهم الفرصة عاجلاً، فإن سافونارولا لم يقنع بإصلاح المدينة، " بل كان يحلم بإصلاح البابوية، فرح يشهر بالبابا الكسندر، ويطلع الناس على عيوبه ويدعو الملوك المسيحية إلي عقد مؤتمر عام للبحث في القضية ولكن قوة العالم صدمته وبطشت به فحرمه البابا الكسندر وساعد أعداءه فقبضوا عليه وعذبوه أهانوه واحرقوا كتبة ومؤلفاته، ثم علقوه في الميدان الكبير بمدينة فلورنسا من رحيله واحرقوا جسده بالنار.
لم تفلح النهضة العملية في إصلاح حال الكنيسة لأنها كانت نهضة وثنية في قلبها وجوهرها ورضيت، تخضع في الظاهر السلطة الكنيسة لأنها لم تكن تعنى بالحق المسيحي، وعنيت فقط بالحق الإنساني في المجرد، ولم يكن إحياء العلوم والآداب إحياء للأخلاق، فلقد ظهرت في الدينة والد ويلات الإيطالية طفاة أشرار متجبرون، احتقروا كل شرائع الآداب والأخلاق واشهد التاريخ من قبل مجتمعا تلمت ثقافته الرفيعة، واحضبت مواهبه وملكاته، وظهرت فيه قوى الابتكار آلتي أبدعت روائع الفن، ومع ذلك تحرفيه الفساد والتعفن الأخلاقي نقول ما شهد التاريخ، والمجتمع الإيطالي في النصف الأخير من القرن 15، ويكيفه، يكون المجتمع الذي انجب قيصر بورجيا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهو ابن اسكندر بورجيا أحد باباوات ذلك العصر، " الذي كان مثله ومثاله، هذا العصر السئ الذي كتب فيه ميكافيللى كتابه (الأمير) الذي مجد فيه أنانية الأمراء القاسية الباردة الخليقة، وحتى حين تنظر ألي صور الشهداء والقديسين التي أبدعها فنانو ذلك العصر، والى روائع روفائيل الفنان العظيم Raphael نحس على الرغم من جمالها وروعتها وسموها بأنها مبتكرات إنسانية خلت من الروحانية.
وفي تلك الفترة تولى شئون الكنيسة رجال أمثال الفاسد اسكندر السادس (1492 – 1503) ويوليوس الثاني (1503 – 1513) وليون العاشر (1513 – 1521) وهؤلاء الباباوات، ولو انهم لم يخلو من بعض المحاسن، كانوا رجال دينا بعيدين عن الدين، فأسكندر السادس من أل بورجيا الأسبانيين، كان رجل دنيا تماما، والحقيقة أننا لا نستطيع، ندافع عن مسلكه، كما، المؤرخين – حتى الذين كتبوا منهم تحت إشراف الكنيسة لم يستطيعوا تسويق أعماله واخلاقه، ورغم هذا كله لم يهمل واجباته الدينية، أما يوليوس الثاني فكان من اعظم باباوات روما، وهو الذي عمل على إعادة بناء كنيسة القديس بطرس والتي تعدا أعجوبة في عالم بناء الكنائس، وهو الذي استخدم أعاظم الرجال الفنية من أمثال روفائيل وميخائيل انجلو، وكان رجلا قليل الشهوات لا يؤخذ عليه شئ في ملكه أيام توليه عرس البابوية، ومع ذلك كان رجل دنيا فكان يجب، يسير الجيوش على خصومه، ويتولى قيادتها بنفسه، ويحاضر المدن ويلبس أحيانا البدلة العسكرية أما ليون العاشر فهو من أل مدينتى، وكان يشجع العلوم والفنون ويقال انه اولع بكتب القدمين حتى كاد يفضل أساطير الوثنين على حقائق المسيحية، وكان رجلا شديد الحيلة والدهاء متقلبا في سياسته.
وكان الرهبان قد صاروا طبقة ممقوتة في الكنيسة، فهم أرادوا الفراء من العالم وتركوا كل شئ، ولكن العالم الشرير الأثيم الذي حملوه في قلوبهم تعقبهم في عزلتهم في البرية ومناسك الزهد، وابتلع العالم وشهواته جهود الرهبان وجهادهم ألا انه كانت هناك قله منهم صمم الذين تمسكوا بأهداب الدين والرهبانية السليمة وبأساليب التقشف والزهد الحث الآن على الأخيار الصالحين بأن الإنسان لن يقدران، يخلص نفسه وأن أعمال الناموس الذي يبغض الخطية ويفتقد المذنبين إلي الجبل الثالث والرابع تلك كانت النظرية الدينية الجديدة التي ألحت على الراهب لوثر على القيام بثورته.




 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

59- مارتن لوثر


كان هم ما أثار مارتين لوثر Martin Luther هو موضوع الغفران، فقدا من الكاثوليك، كل أعمال الشر تنال جزاءها أما في هذه الحياة أو في تلك الفترة التي تعقب الموت والتي سموها (المطهر) والتي تتأهب فيها النفس للسعادة الخالدة، وقد آمنوا، البابا يستطيع، يقصرها نتيجة الغفران للأحياء والأموات، وكانت تلك الغفرانات تباع بالمال على، وكلاء البابوية أساءوا استخدم هذه أيضاً، واتخذوانها وسيلة لا تبزاز الأموال، وإلا وهى إنها قلب الله وتخجل الكنيسة، وقد دخل كثيرون من أخيار الكاثوليك ضد هذه المساؤى، وسفهوا علينا تصرفات بائعى صكوك الغفران.
وفي سنة 1517 اصدر البابا ليون العاشر غفرانا لما للشعب شاملا العالم المسيحي كله إن "وكان الغرض منه الحصول على المال الازم لإتمام بناء كنيسة القديس بطرس في روما، وكان رئيس الأساقفة البرت منيز وكيلا عن البابا في بيع الغفرانات في بعض أجزاء الإمبراطورية الألمانية يومئذ، ولكن قبل، نصف الأموال التي جمعها من أبرشية اغتصبها لنفسه وسدد بها بعض ديون التي كان قد افتراضها، ومن تم نري هذا النظام الذي وضعته القرون الوسطى يتحول الآن إلى تجارة حقيرة كان لوثر في ذلك الوقت راهبا حسب نظام القديس اغسطينوس كما كان أستاذ العلوم الدين وراعيا لكنيسة ويتبرج، وكان يرى التائبين الذين يعترفون له بخطاياهم، والذين اشترط عليهم الندم والتوبة وانسحاق القلب، يقدمون له صكوك غفرانهم بديلا، فأحس بأنه قد أهبه في خدمته وفي أقداس واجباته، وكان قد لهم في صراعه الروحي، وبوحي رئيسه وبعض زملائه، الإيمان هو الشرط الكافي الوافي للتبرير، " وقد استمأزت طبيعته الدينية من تدنيس هذه الظواهر الروحية الداخلية، ومن " بيع النعمة بالذهب " وفى عشرة حماسه أعلن باب كنيسة ويتنبرج بحوته الخمسة والتسعين عن منح الغفران، وكان قد كتبها باللاتينية، وعلى حسب عادة ذلك الزمان تحدى فيه الخصوم ودعاهم إلي حوار علني، وكانت مكتوبة بأسلوب وصياغة تثير تفكير الخاصة من العلماء دون العامة في الشعب الألماني، وقال، غفران الخطايا يمنح لكل مسيحي يتوب ويندم بدون الحاجة إلي صك، وإن غفران البابا ليس ألا إعلانا للغفران الإلهي، وان إنجيل نعمه الله يابى التصرفات المخزية التي يقترفها تجار منح الغفران ولم يكن لوثر يقصد مهاجمة البابا أو نظام الكنيسة، ولكنه أحس، الحبر الأعظم حين يقف على المخازى التي يقترفها وكلاؤه في حق الناس يؤثرا، تهدم كنيسة الفريسى بطرس وتحرق بالنار على، تبنى على دماء الشعب وعظامه،
أحس الراهب لوثر انه يدافع عهن وجهه نظر البابا ويفضح المتاجر به الاثنين، ولكن المعركة التي اضطر إلى خوضها في سبيل عقيدته ساقته سوقا إلى الشطط الذي إليه فيما بعد، واخطر إلى، يعلن جهرة، الإيمان الذي استقاه من الأسفار المقدسة، والذي بات مصدر قوته وحياتها يناقض العقائد التي اندست في خلال القرون الوسطى وحسب ربل نظام الكنيسة الحالي كله، على، مع ذلك ارتضى بناء على رجاء بوعدهم وطلبوا أقامه مناقشه علينه له في ليبنرج، فأحس لوثر انه اصبح في حل من تعهده، وراح يقارع خصومه وجها لوجه، واخطر، يصرح علانية، سلطة البابوية في ألمانيا، يصمت بشرط، يصمت خصومة أيضا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). علي أن هؤلاء لم يبروا بوعدهم وطلبوا إقامة مناقشة علنية له في ليبزج، فأحس لوثر انه اصبح في حل من تعهده وراح يقارع خصومه وجهاً لوجه واخطر، يصرح علانية، سلطة البابوية ليست ذات مصدر الهي وأنها من ابتكارات تطور التاريخ أشبه بسلطة الإمبراطور الألماني وان الاعتراف بهذه السلطة ليس من مقتضيات الخلاص.
اتخذ لوثر الخطوة الحاسمة وبعد، رفض المثول بين يدي البابا الذي استدعه في روما وبعد، جاهر في مناظرة خصومه بان لا يؤمن بالسلطة البابوية وبعد، نشر عقائد إيمان الكنيسة باللغة الألمانية لكي يفهمها الشعب وبعد كل هذا لم يكن بر من اللجوء إلى الشعب الألماني ذاته بألفاظ تستعر بنار الحماس مناديا إياه، يطالب بحرية الفرد في الدين.
والذي هدف إليه لوثر ألان هو أتشاء كنيسة ألمانية قومية مستقلة وحرية الإفراد في كثير من الشئون الدينية فقد أعلن مثلاً، الرجال والنساء، يكونوا رهبانا وراهبات إذا شاءوا ولكن من حقهم أيضا، يهجروا الأديرة إذا لم تطمئن نفوسهم إلى هذه الحياة واصر علي، خلاص الناس رهين بالإيمان بالله لا بالأعمال الصالحة التي يعملونها.
وقال، صلوات البشر واعمالهم ينبغي، تصدر عن وازع محبه الله والاعتراف بفضله وهو المشفق الرحوم غافر الذنوب ولم يقبل، تكون الصلوات والأعمال الحسنة بمثابة رصيد حساب روحي يستعين علي نيل الخلاص.
ومما علم به، حياة الرهبان والراهبات ليست اسمي من الذين يخدمون الله بأعمالهم اليومية في مفترق الحياة، أمن بان الكهنة رجال عاديون اختبروا لتمثيل الشعب وقيادته في العبادة فقط وليسوا أشخاصا خلقت عليهم الكنيسة نقودا وخواصا لن تنزع منهم.
وكان من جراء هذا كله، حرمة البابا وامر بإحراق كل كتاباته فما كان من لوثر ألا، احرق كتاب (قانون الكنيسة) وانثني طلابه ومريدوه في انفعال شديد يحرقون الرسالة البابوية ومؤلفات خصوم زعيمهم في مدينة ويتنبرج.
وعند ذاك كان الأمراء الألمان السبعة الذين حولهم اختيار الإمبراطور قد بايعوا تشارلز الخامس ملكا عليهم، فاستدعي تشارلز لوثر إليه ليجهر بعقائده أمام الجمعية الوطنية (مجلس النواب الألماني) في مدينة (درمس)، فانطلق مع بعض أنصاره في عربة مغطاة وأمامهم المنادي الإمبراطوري وقد رفع علمه الأصفر ذا النسر المزدوج دلاله علي انهم في حصن الإمبراطور، وكان لوثر يخطب في الناس في كل مكان يقف فيه في الطريق، فأثار حماس الجماهير الصاخبة واندفع الناس من بيوتهم يحيونه وهو داخل المدينة وفي أثناء انعقاد مجلس النواب كتبت علي الجدران عبارات تهديد تنبئ بان الثورة ستكون مسلحة إذا أصاب لوثر مكروه وعندما وقف لوثر أمام الإمبراطور في اليوم التالي قرر في غير مواربة انه لا يتقيد لا بأوامر البابا ولا بقرارات المجامع العامة، وهو لا يخضع ألا لضميره ولأسفار الكتاب المقدس وختم كلامه قائلاً " علي هذا عاهدت نفس وسأكون علي العهد مقيماً أعانني الله "
ثم عاد لوثر إلى مقره وكان الإمبراطور تشارلز الخامس يلتمس في ذلك الوقت فضلاً من البابا فعزل الأمراء الالمان الذين انتصروا للراهب مارثن لوثر، تم استدعاء الباقين أعلن فيهم، لوثر خارج علي القانون وقد حدث ذلك قبل، تمضي عشرون يوما علي منا درة لوثر المدنية.
علي، الضارة كانوا متأهبين وبينما كان في طريقه خرجت مجموعه الخيالة من غابه واوقعوا العربة وحملوه معهم وهناك في قلعه ورتبرج الكبرى أخفاه آمر ساكوني ووضعه تحت حمايته وقد بقي مدة متخفيا في بذله فارس فقير، ومن مخبأة كتب رسائل إلى أصدقائه وأنصاره وهناك شرع أيضا في ترجمه العهد الجديد إلى اللغة الألمانية بعبارة سهله الفهم وترجم فيما بعد بمعونة علماء آخرين أسفار العهد القديم أيضا.
وكانت ألمانيا في ذلك الحين علي حال من الفوضي والاضطراب، فالإمبراطور كان اكثر الوقت متغيبا في أملاكه، وكان يكون كل أمير مستقلاً في إمارته أما الفلاحين الكادحون والفرسان الفقراء فقد انطوت نفوسهم علي التمرد والمرارة وعضد الناس لوثر سوقين إلى ذلك بعوامل متباينة، فبعضهم ناصره لكراهيتهم الضرائب التي فرضها البابا ورغبتهم في، يديروا ألمانيا الحرة المتحدة والبعض الأخر كالفلاحين توسموا، تكون مناداته بالحرية المسيحية وسيله لإعتاقهم من أغلال العبودية واخرون يهدفون، يهدموا كل الأشياء من النظم القديمة وخلق عالم جديد.
أغلقت الجامعة في ويتبرج وعطلت العيادة في الكنيسة واضطهد الرهبان والراهبات وبات لوثر في موقف حرج خانق، فهو لم يرد، يحطم كل النظم القديمة ولا، يفرض تعاليمه علي الشعب فرضا وخشي نشوب ثورة اجتماعية تذهب بكل جهوده وتعاليمه، فاضطر، يخرج من مخبأة ويهدئ ثائرة الشعب في ويتنبرج حتى عادت الأمور إلى مجاريها، وجاهد لإخماد ثورة الفلاحين، علي انه حينما فشل في ذلك واشتدت الثورة وهاجم الثوار القلاع والأديرة حرص الأمراء علي قتلهم وإخماد ثورتهم في غير هوادة ولا رحمه. ولكن لوثر ندم علي ذلك فيما بعد وأنب نفسه علي هذه الغلطة.
غرست الآراء التي أذاعها لوثر في أوراق كثيرة من ألمانيا، وراح هو بقيه حياته يعلم وينشر دعوته وينظم الكنيسة الجديدة ويتعهد حياتها وثقافتها، وقد تزوج من (كاترين فون بورا) التي كانت راهبة، وعاش وإياها حياة هنية مع أطفالها في البناء الذي كان قبلاً ديرا له في ويتنبرج وهناك كتب المؤلفات الدينية ونظم الترانيم التي يرددها البروتستانت ألان.
ولما تفشي الطاعون ف ويتنبرج ظل لوثر فيها بين الشعب، وهكذا نشأت الكنيسة البروتستانتينه نتيجة عيوب رجال الإكليروس الكاثوليك وشطرت الكنيسة الغربية شطرين ولم ينقضي وقت طويل حتى ساءت العلاقات بين الفريقين وشك كل واحد في نوايا الأخر وبدأت تفرق أوروبا في حروب دينية اتسعت بها الهوة وانتشر التعصب الديني.
وبعد موت مارثن لوثر خرج شخص أخر ليخلق نظاما جديداً يؤكد به حق الكنيسة المطلق في الحرية والاستقلال عن الدولة وهذا الشخص هو.




 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


60- اللوثرية وبدعة صكوك الغفران

+ مؤسسها "مارتن لوثر" Martin Luther

+ نشأته: ولد مارتن لوثر فى مدينة " أيزليبن " اى سكسونيا وهو ينتمى الى أسرة قروية فقيرة اذا عاش عيشة بائسة كما تأثر فى حياه بالخدمات التى انتشرت وقتئذ التى كانت تنادى بتصوير السيد المسيح للناس بأنه (المنتقم الجبار الذى يتوعد الناس بأقصي العقاب والعذاب) ورغم فقر أسرة (مارتن لوثر) إلا، والده صمم على تعليمه راغبا فى، يصبح ابنه أحد رجال القانون وبالفعل درس مارتن القانون فى جامعة " أرفورث " وحصل على ماجستير القانون سنة 1505 ولكنه سرعان ما ترك القانون ودخل سلك الرهبان المعروفين باسم " جماعة سانت اغسطين " وفى هذا الدير أشبع رغبته فى التأمل والتفكير فى خلاص الدرج وبعد عامين من الرهبنة التحق بجامعة " فتبزج " ليكمل دراسته الدينية وتفوق وحصل على شهادة دينية تعادل الدكتوراه وفى سنة 1512 اصبح أستاذ اللاهوت فى الجامعة وصار من الأساتذة فى الوعظ والتدريس، واجد. </SPAN>


حياته فى الدير وبداية نشر أفكاره: -

لقد ظلت حالة القلق ملازمه له طوال الفترة التى قضاها فى الدير وعلى الرغم من دراسته لعلم اللاهوت ورغم تنسكة وتقشفه فقد ظل يتخوف " من فكرة العقاب والعذاب " الى توصله الى فكرة كان لها أثرها فيما طرحه بعد ذلك من مقولات قالها: -
(أن الأيمان هو خير وسيلة لتخليص الروح، وأن التبرير يكون بالأيمان وحده) ومعنى هذا، الأيمان برحمة الله هو خير وسيلة للخلاص من عقاب واذخ لوثر ينشر أفكاره (التبرير باليمان) وبعد ذلك زالت منه مرحلة القلق والخوف من العقاب والعذاب إلا، فكرته هذه كانت تعنى انتقدا لوسائل الكنيسة الكاثوليكية فى التبرير خاصة بعد زيارته لروما سنة 1530 ومشاهدته لمضاهر الانحلال والفساد الذى اصبح عليه رجال الكنيسة وبعد ذلك اخذ لوثر ينادى بضرورة عودة الكنيسة الى اصل الكتب المقدسة وضرورة نشر المني الذى يساعد الشعب على فهم أصول دينهم.
+ وفى هذا الوقت اصدر البابا (لاون العاشر) صكوك الغفران ليبيعها ويحصل على الأموال اللازمة لبناء كنيسة القديس (بطرس بروما) ووصل الى سكونيا مندوبة الخطيب البارز (حنا تنزل).
ملحوظة: - قد وقع حنا تنزل أثناء بيعة ترويجة لصكوك الغفران عندما قال (أن الرجل الذى ارتكب الخطيئة مع العذراء المباركة نفسها فان هذه الصكوك كفليه بان تمنحه الغفران الكامل) (وهذا القول فى قمة الوقاحة والخطورة) لاجل بيع صكوك الغفران وهنا كان لابد من حدوث ما بين (مارتن لوثر) بعقيدته الجديدة (التبرير بالأيمان) وبين ممارسات الكنيسة الكاثولكية التى أرهقت رعاياها نفسيا وماديا.
+ لذا زد لوثر وثيقته الشهيرة التى اسلمت على 95 حجة ودليل على فساد الكنيسة ورفض فكرة صكوك الغفران واخذ يحرص الشعب على رفضها وعلق وثيقته الشهيرة على باب الكنيسة فى (فتبزج) يوم 31 أكتوبر سنة 1517 ومن بدأت المواجهة بين البابا ومارتن لوثر أو المواجهة بين فكرتين مختلفين تعبر كل منهما عن مرحله من المراحل، ولم ينجح البابا فى، يرجع لوثر عن أفكاره بل سرعان ما استفللت وتزايدت اعداد المؤيدين له والمتلجئين على الكنيسة يوما فيوما.
بعد ذلك طلب البابا من رئيس جماعة (سانت اوغسطين)، يقنع لوثر بالعدول عن أفكاره وبالفعل عقد مجمع (هيدلبرج) سنة 1518 لمناقشة أفكاره لوثر لكنه لم يتراجع وتمسك بالأفكار التالية: -
1- أن كل مسيحي معمد انما يمكن اعتباره رجل من رجال الدين
2-أن روما مدينة منحلة اخلاقيا
3-أن البابا عدو للمسيح
4- ضرورة زواج رجال الدين وجعل الطلاق امر مشروع
وبعد ذلك جمع أفكاره كلها ودفعها فى الأسفار ثلاثة اسماها (وسائل الإصلاح) وبدا فى رواجها الأولى وجهها الى المدنيين باللغة الألمانية.
وحثهم فيما على المساهمة فى اصلاح الكنيسة، والثانية كتبها باللغة اللاتينية ووجهها الى رجال الدين، والثالثة وجهها الى البابا لاون العاشر وتتعلق بالحرية المسيحية


+ لوثر يستدعى للمثول أمام الرايت الإمبراطورى: -

وأمام الرايت الإمبراطورى طولب لوثر، تعرف بخطيتئة لكنه (رفض) معتبرا نفسه انه قد اصبح بطلا شعبيا فلا يصح انه يتنازل مكانته معتبرا اذا انه هو الذى يعبر عن شعور الألمانيين الكارهين لروما.
وبعد ذلك وفى نفس الجلسة التى صدر اتهام لوثر فيها بخروجه عن القانون وادانته أيضا الكنيسة وأصدرت أمر بحرمانه لكنه تمكن من الهرب الى احد القلاع التى مكثت بها حوالى سنة ترجم فيها العهدين القديم والجديد الى اللغة الألمانية.
وبذلك قد أتاح الفرصة العامة الشعب للاطلاع على الإنجيل وقد بني كنيسة بعدها استمدت هذه الكنيسة نظامها من الكتاب المقدس ومن أفكار لوثر وخاصة فكرة (التبرير بالأيمان).
واجتاحت أثار مارتن لوثر معظم الطبقات وفئات المجتمع الألمانى مما أدى الى قيام بعض الحركات هذا الأمر الذى دفعه للخروج من عزلته ليمدد.
موقفه أبان هذه الحركات التى هى نتاج لهذه الحركة اللوثرية:


نتائج اللوثرية

حدث ثلاث حركات بذلك هما: -

1- المطالبة بإعادة التعمير:-
ينادون بإعادة التعمير ويطالبوا بعدم الاكتفاء بتعمير دار الأطفال فان تعليم الانجيل كما فهموا تنادى بتعميد البالغين أيضا ولقد تطرف بعض زعماء هذه الطائفة اذا انهم طلبوا بتعدد الزوجات لدرجة، بعضهم اصبح له عشر زوجه وكانت تنادى ايضا انه لا يجوز لمسيحي اشهار السلاح فى وجه مسيحي ولكن كانت نصيحة لوثر لهم الالتزام بالهدوء ولكن سرعان ما قضت السلطان على هذه الطائفة.
إلا أنها تعد من النتائج التى أسفرت عنها اللوثريه.
</SPAN>
2- ثورة الفرسان:-

هؤلاء الفرسان هم الإقطاعيين الذين امتلك كل واحد منه إقطاعية صغيره شيد فوقها مقره ونسبوا السيادة والسلطة كلها الى الامبراطور كما، اوضاعهم تدهورت أواخر العصور الوسطى " وقد اتخذوا أفكار مارتن لوثر سندا لهم واتخذوا يخربون الكنائس ويتولون على أموالها ودمروها وطردوا الرهبان". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكان على راس هؤلاء (فون هتن) الذى أيد أقوال لوثر من، البابا رجل غريب ينهب أموال الشعب وظهر كثير بعد ذلك من الفرسان لكن لوثر امتنع عن تأييد حركة الفرسان ورفض أسلوبهم العنيف كما، الأمراء الفلاحين قدموا هذه الحركة مما أدى الى فشلها.

3- ثورة الفلاحين: -

أهم مطالبهم – الحرية – المساواة خفض ضريبة العشور " كانت تؤدى للكنيسة – تحرير قيمة إيجار الأرضي ". والذى يهمنا، لوثر لم يؤيد هذه الثورة هى، الموقف الذى اضعف الحركة اللوثريه وتضؤل نفوذها.
وبعد ذلك عقد مجمع " أوجسبرج " فى سنة 1530 والذى حاول فيه الإمبراطور التوفيق بين عقائد " البروتستانت " " و الكاثوليك " ورغم مرونة ممثل لوثر فى هذا المجمع " ملانكتون " إلا، رجال الدين الكاثوليك أصروا على اتخاذ كل وسائل اللزمة للقضاء على لوثر وابتسامه ومذهبه الجديد وبدعته هذه وبعد ذلك جاء رؤساء الكنيسة البروتستنتية بحلف يدعى " أوجسبرج " سنة 1555 ونجح هذا الصلح الذى عنه انقسام ألمانيا حيث سادت اللوثريه فى تصحيح فى الشمال بينما بقيت الكاثوليكية فى الجنوب، الملاحظة الجديدة بالذكر، الصلح أعطي الحرية فقط فى الاعتقاد وللأمراء دون الرعية يجب وان تدين بدين الأمراء.
+ على أى حال، صلح أوجسبرج هذا لم يعترف إلا لعقيدتين فقط هما " الكاثوليكية " " البروتستانتية " فى الوقت الذى كانت فيه بدأت دعوات الإصلاح تأخذ طريقها الى انحاء أوربا ودول الغرب.





 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


61- جون كالفن (1509-1564)




كان جون كالفن (أو يوحنا كالفين) كاثوليكيا فرنسيا من الأغنياء المثقفين، وقد أراد له أبوه أن يكون كاهنا ولكنه عدل عن ذلك ليكون محاميا وفيما هو يدرس القانون تعرف علي اثنين من علماء البروتستانت كان أحدهما يترجم الكتاب المقدس إلى اللغة الفرنسية وكان الآخر يدرس العهد الجديد في اليونانية، وبفضل تأثيرهما عليه راح يدرس الكتاب المقدس واقتنع بعقائد البروتستانت وكان كالفن مفكراَ نابها منظما موهوبا . فصار في قليل من الزمن زعيم الجماعة البروتستانتية في باريس ولما هبت عاصفة الاضطهاد فر إلى سويسرا لكي تواتيه الفرصة للدفاع عن قضيته ومحاولة إقناع ملك فرنسا وكان الملك يحب علماء البروتستانت ولكنه كان كاثوليكيا خاضعاً لنفوذ أمه المتعصبة ومشيريها الذين ادخلوا في روعه شر العقيدة البروتستانتية وانهم خارجون علي القانون.
وكان كالفن John Calvin أول من كتب تفسيراً ودفاعا عن العقيدة الجديدة، كتبه أولا باللاتينية الفصحى ثم نقله إلى اللغة الفرنسية، أهداه أولا إلى ملك فرنسا، ثم نشره بين الناس، فكان لتفكيره الرائق وعلمه اثر في هذا.
وفي السنة التي صدر فيها هذا الكتاب وهي سنه 1536 كانت مدينه جنيف بسويسرا قد أسست أول كنيسة بروتستانتية، ونصبت عليها كاهنا فرنسياً، ولما بلغ الراعي نبأ قدوم كالفن بحث عنه وألح عليه أن يبقي في المدينة ويتخذها مركزا لدعوته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ومن هنا صارت مدينة جنيف السويسرية مركزا هاما للبروتستانتية.
ولقد انطوت حياة كالفن علي عقيدتين أ- عظمه الله وجلاله، فالله يعرف كل شيء يحدث وهو يسمح به.
ب-حياة البر، فالبشر أحرار في الإرادة ومسئولون حين يختارون الخير أو الشر كما وضع للكنيسة نظاماً إصلاحيا في نظره جاري فيه نظم لوثر علي أساس أن العظة هي عنصر العبادة المسيحية، ولكنه أصر علي إجراء (الشركة المقدسة) كل أحد (أي التناول) علي أن يمتنع عنها كل الآثمون، وهؤلاء ينبغي، يعاقبوا بأيدي سلطات مدنية بناء علي أمر الكنيسة حتى تصلح سيرتهم وحياتهم.</SPAN>
</SPAN>
أما هذه الحركة الإصلاحية التي ظهرت في تمرد الكنيسة البروتستانتية وخروجها علي الكاثوليكية، حاولت الكنيسة الكاثوليكية نفسها إصلاح أحوالها، وقد علم هذا الفعل الرهبنة اليسوعية التي أنشأها اغناطيوس لويولا ومجمع ترنت الذي انعقد في عام 1545. </SPAN>





 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


62- أغناطيوس لويولا (1491-1556)
(اليسوعيين | اليسوعيون)





في سنة 1521 أصيب فارس أسباني شاب اسمه أغناطيوس لويولا Ignatius of Loyola بجرح خطير في معركة بين الأسبان والفرنسيين، وأثناء مرضه طلب أن يقرأ بعض القصص فقدموا له بعض سير القديسين، فتحول بعد قراءتها إلى خادم للمسيح وقائد لجماعة من الخدام في العالم.
بدأ حياة الجهاد بالتعبد في كهف، وهناك كتب صلوات وتأملات روحية (الرياضات الروحية) التي مازال يصلى بها إلى اليوم. تعلم اللغة اللاتينية مع صبية المدارس ثم دخل الجامعة الإسبانية، ثم جامعة باريس حيث ألتف حوله أنصاره الذين عرفوا باليسوعيين (الجزويت، الجيزويت) The Jesuit.
وقد شرع هؤلاء اليسوعيين فى مكافحة مساوئ عصرهم بالدعوة والتعليم وسماع الاعتراف وإغاثة الفقراء وتلقين الأطفال عقائد الدين، وأظهروا للبابا كل الولاء وتفانوا فى خدمته وإطاعة أوامره، وقد نذروا عذرويتهم للرب وتركوا مقتنيات العالم، وعاشوا حياة مروضة خاضعة لصفوف الحرمان والإذلال دون تذمر.
ومن أوائل أتباع لويولا القديس فرانسز سافير، وهو من النبلاء الذين أستوطنوا المنطقة بين فرنسا وأسبانيا. وكان قد ألتقى يويولا فى جامعة باريس، وكان يرتل الأناشيد الدينية فى الطريق ويخدم الفقراء في المستشفيات، وأنطلق إلى روما سيرا على قدميه ولما أمره رئيسة يويولا للتبشير في الهند حيث أسس البرتغاليون مستعمراتهم أطاع وذهب إلى هناك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ورحل فى سفينة برتغالية مما كانت معه رحلة خطرة وصل الهند بعد 13 شهرا قضاها في العناية بمرضى الطاعون الذين كانت تحملهم السفينة وإعداد طعامهم وغسل ثيابهم.
ولما وصل إلى الهند أخذ في تعليم الدين وتعليم الأطفال هناك وتعميدهم. وكان الأطفال يسيرون خلفه ينشدون التراتيل، وترجم لهم الصلاة الربانية وقانون الإيمان والوصايا العشر وتسبحة السيدة العذراء وغير ذلك، وأرسل من تلاميذه إلى سيلان، أما هو فقد رحل إلى ملقاتم إلى اليابان، حيث أعتنق ثلاثة من نبلاء اليابان المسيحية على يديه وفى 1552 أبحر إلى الصين ووصل إلى جزيرة سان تشان حيث مات هناك وعلى يد هؤلاء اليسوعيين تأسست كثير من المدارس والأديرة والكنائس الفخمة، ولأنهم عقدوا العزم من خلال هذا النشاط أن يفنوا البروتستانتية باعتبارها عدوتهم.




 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية



63- مجمع ترنت



Council of Trent عقد فى 1545 حضرة الكاثوليك وأدار مناقشات الإيطاليون واليسوعيون، وكان دفهم تدعيم البابوية وتسفيه البروتستانتية، وقد شرح مجمع ترندت العقائد الكاثوليكية بإيضاح وجلاء وخصوصا ما كان محل جدل وشك لدى البروتستانت، وأكد المجمع على الأساقفة ورجال الدين، يتولوا تعليم الشعب، يمتنعوا عن حياة البذخ وأن ينشئوا المدارس الدينية لتعليم القساوسة وتدريبهم.
وظهرت بين هذا المجمع روح الإصلاح الجديدة مع حزب الكهنة، وكأنما أيقظها نزاعها مع البروتستانتية.




 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية



64- الإصلاح الديني في إنجلترا



لم تتخلف إنجلترا عن ركب الإصلاح الديني، ففي الوقت الذي كانت تجتاح الكنيسة رياح التغيير والإصلاح والتنافس مع الكنيسة البروتستانتية الوليدة، كانت في إنجلترا ثلاثة أحزاب ترنو ألي الإصلاح:
أ- الكاثوليك الذين أرادوا إصلاح المساوئ القديمة واسترداد السلطة البابوية.
ت‌- البروتستانت الذي رغبوا في القضاء علي كل شيء له مساس بالكاثوليكية.
ث‌-
حزب بين بين، ولم يرد أن يكون للبابا سلطان علي إنجلترا علي أن تحتفظ الكنيسة الكاثوليكية بطابعها الكاثوليكي والطقوس والتقاليد القديمة بعد تنقيتها من المساوئ التي علقت بها.
وقد انتصر الحزب الثالث لفكرة السلطة الملكية بديلاً عن السلطة البابوية بأن أخضعوا الكنيسة لسلطان الدولة خضوعاً لم تتحرر منه حتى اليوم.
وكان كذلك في إنجلترا جماعات من متطرفي البروتستانتية، عاشوا علي الصرامة والتزمت والتدقيق في حياة الطهر والتقوى ولذلك سموا (الطهوريين).
وكان منهم من رغب في النظام الأسقفي في الكنيسة بينما أراد آخرون أن يقيموا النظام المشيخي، ورأي فريق ثالث أن تتألف الكنيسة من جماعات مسيحية تختار رعاتها وتكون حرة في أداء شعائرها دون تدخل من الدولة أو أي سلطة مركزية كنسية ولذلك سموا بالمنشقين أو المستقلين.
وقد رغبت هذه الجماعات الحرة عن كل الطقوس الخارجية في العبادة وكل أشكال الصلوات الوضعية، وكل الرموز وكل النقوش في الكنائس ولم تقبل حتى الحركات المألوفة في العبادة كالركوع والسجود ورشم الصليب، وذهبوا مع كالفن في العبادة، أصروا فقط علي الحياة المسيحية الطاهرة تحت رقابة راعي الكنيسة لذلك كان أولئك الطهورين أمناء أطهار أقوياء ليس منهم السكير أو الشرير. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكانوا ضيقي الفكر فريسي النزعة ولذلك تعرضوا للاضطهاد والغرامات والسجن حتى فروا إلى هولندا، وكانت هولندا مفتوحة لكل نشاط بروتستانتي، وكانت الحياة قاسية عليهم هناك حيث عملوا في أي عمل لكسب لقمة العيش، ولكنهم لم يغيبوا عن ملاحقة منافسيهم الذين كانوا يقبضون عليهم ويحرقون كتبهم ويعذبوهم، ففروا إلى العالم الجديد (أمريكا) ليعيشوا هناك ولما رأسوا علي أول منطقه عاشوا فيها وسموها (بليموث) وسميت طائفتهم باسمها.
وكان رائدهم هناك هو جون روبنسون John Robinson.



 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

65- يوحنا بنيان

www-St-Takla-org___John-Bunyan.jpg



أو جون بينيان John Bunyan) نشطت حركة الاستقلاليين في إنجلترا خصوصا بعد زوال الملكية مؤقتاً بعد قتل الملك شارل الأول، وقامت جمهورية كرومويل 1649- 1661، وثاروا في عهدهم وكسروا التماثيل في الكنائس وحطموا نوافذ الكنائس وآلات الموسيقي فيها وأحرقوا الملابس الكهنوتية، وفي عهد كرومويل هذا أشعل النار البروتستانتية وظائف الكنيسة، وما أن عادت الملكية مرة أخرى حتى انقلب الوضع، وانتقل النفوذ والسلطان ألي كنيسة الدولة الرسمية من جديد، وسنت الشرائع الصارمة تفرض علي رجال الدين الخضوع لقوانين الكنيسة، وعدم ممارسة التعليم والوعظ قبل الحصول علي تصريح رسمي، وفرض علي الكنيسة ورجالها أن يقسموا غيبيا بطاعة الملك وقوانينه، فامتنع عدد كبير منهم وتحدوا القانون فتعرضوا للسجن والتشريد فلجأوا إلى تعليم الشعب في الحقول والخلوات.



 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


66- المعمدانيون

كانوا من بين طائفة المستقلين، درجوا علي أن يعمدوا الناس كباراً وصغار بعد أن يبلغوا سن الرشد ويعترفوا علانية بأيمانهم بالمسيح، واشترطوا أن تكون المعمودية بالتغطيس في الماء علي نحو ما فعل المسيحيون الأوائل، وكان من أشهر هؤلاء يوحنا بنيان الذي سجن في عهد تشارلز الثاني بعد كرومويل.
وكانت في عهد يوحنا بنيان أوروبا غارقة في الحروب. وفي إنجلترا أصرت الحكومة علي أن يذهب الشعب إلى كنائس خاصة بعينها يعينها القانون وان يستعمل كتابا خاصا للعبادة الدينية وكان يوحنا بنيان من جماعة الأحرار المنشقين الذين طاردتهم الشرطة وقسا عليهم حكم القانون، فالصقوا به تهمة تسليح رجاله وأتباعه وعصيان أوامر الحكومة وإثارة حرب أهلية.
ولد يوحنا بنيان في قرية (الستوي) علي مقربة من مدينة بدفورد بإنجلترا وكان أبوه سمكريا فاشتغل مع أبيه في هذه الحرفة، وكان فقيرا مذعورا فكان وهو في العاشرة من عمرة لم يكن ينام بشكل عادي وإنما كان نوما متقطعاً، تنتابه نوبات من وخز الضمير، تساوره المخاوف فكان شابا قلق النفس يغالبه اليأس، كان شبح الخطية ماثلاً أمامه دائما يعذبه في يقظته وفي نومه، واعترف مرة وقال " كنت زعيما لأصدقائي أقودهم إلى مسالك الرذيلة والإثم " وأحس وهو شاب أن الله المنتقم يتعقب الخطاة، وخشي الأبدية ورهبتها وفزع الموت ولم يرحب به إلا في أواخر حياته.
ماتت أمه وهو في السادسة عشرة ولما نشبت الحرب في إنجلترا شارك فيها وظلت هذه الحرب ماثله أمامه حتى ظهرت في كتاباته "سياحة المسيحي" (الكتاب موجود لدينا في المكتبة الاستعارية بكنيسة القديس تكلاهيمانوت بالإسكندرية) التي يصور فيها بطل قصته مزودا بالسيف والرمح والخوذة، والحصون والأبواب والحاميات وغير ذلك من معطيات الحرب تزوج وهو في الحادية والعشرين من فتاه فقيرة كانت تمتلك خزانه كتب عكف علي قراءتها فكانت بداية حياته الدينية، وهكذا كانت حياته سلسله من الأمراض النفسية والعقد أظهرها في قصصه وكتاباته، فتارة يكتب قصة شاب يبحث عن الأيمان ويتحمل في سبيل ذلك الكثير من العقد والعناء وتارة يستعمل أبطال قصصه العنف والقسوة في سبيل تثبيت الأيمان كان يعقد حلقات دراسية لدراسة الكتاب المقدس، فاعتبر هذا العمل خروجا علي القانون وعصيانا لأوامر الحكومة فقدم للقضاء والمحاكمة وطالبة القضاة بالتعهد بعدم العودة لهذا مستقبلا لقاء أن يطلقوا صراحة فرفض فاضطروا إلى الحكم عليه بالسجن 12 سنه مخبرا أمام القضاة أنه يوم أن يطلق سراحه يوم أن يعود إلى الجهر بتعليم الإنجيل.
قضي بنيان 12 سنه في سجنه بصير وفي أثناء فترة السجن كتب كتابه "الاقتداء بالمسيح" وبعد أن خرج من السجن عاد للخطب والوعظ والكتابة والتأليف وتدور كلها حول التوبة ونوال الغفران.





 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

67- سان فنسان دي بول



بينما كان الإصلاح سائرا بخطي ثابتة في البروتستانتية، كانت الكنيسة الكاثوليكية أيضا تهذب من نفسها خالعه عنها تذمت الماضي وجموده وحاولت تنفيذ مقررات مجمع ترنت، أصلحت رتب الرهبنة أنشأت المدارس لتدريب رجال الدين واعدادهم، وقامت الكنيسة بإسعاف الفقراء أغاثه المعوزين، وعاش في فرنسا في القرن السابع عشر كاهن كاثوليكي هو فنسان دي بول Vincent de Paul.

كان من طبقه الفلاحين بدأ عمله في بيت متواضع سمي دار لعازر، ولذلك سميت جماعته (لعازاريون) في باريس حيث اخذ يدرب فسوسا ليكونوا مرسلين فعلمهم الوعظ بأسلوب بسيط يفهم من عامه الشعب ويرسلهم إلى ريف فرنسا وفي باريس درب سيدات من فضليات نساء فرنسا سماهن (سيدات المحبة) علي حمل الأطعمة والهدايا للمرضي في المستشفيات والعناية بالأطفال المهلين في الشوارع بسبب الفقر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وامتد العمل من باريس إلى فرنسا ليشمل نساء الريف وفتياته واتخذت سيدات المحبة زيا خاصا (قبعات بيضاء عريضة وأزياء زرقاء خشنه، فمن أثناء الحرب الأهلية التي تفشت أثناءها الأمراض بدفن الموتى من المرض والقتلى من الحرب وكذلك دفن الجياد النافعة وحمل الطعام للجياع، وضحوا بحياتهن في سبيل ذلك.
وكان فنسان دي بول موهبة عجيبة للتأثير علي الرجال والنساء ودعوتهم للقيام بأعمال الخير من اجل محبة السيد المسيح كما وضع نظاما لافتداء المسيحيين الذين كان الأتراك يبيعونهم كعبيد بعد الاستيلاء علي السفن التي كانت تقلهم، حيث كان هو نفسه قد بيع هو صغير في الجزائر.
أرسل دعاه مبشرين إلى جزيرة مدغشقر، ووضع برامجا لمعونة الفقراء من الفلاحين والحرفيين وتدريبهم علي هذه الحرف بشكل أجود حتى لا نعطي للجائع سمكه ولكن نعلمه كيف يصطاد ليأكل ويبيع ويعيش.



 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


68- إنكماش الكنيسة الغربية، وكونها سبب من أسباب الثورة الفرنسية



كانت الكنيسة الفرنسية في القرن 18 هيئه شبه مستقلة استقلالا ذاتيا، تتدخل في حياة المجتمع السياسي والاجتماعي والاقتصادي علي جميع المستويات، وتفلت في الوقت المناسب من هيمنة الدولة.
ومع، الكهنة هناك لم يتجاوز عددهم المائة ألف فانهم ملكوا عشر الأرض فضلا عن التمتع بدخل لاستهان به من العشور المفروضة علي الفلاحين، وكانوا يحكمون أنفسهم بمجامع تعقد مرة كل خمس سنوات.
وكان للكنيسة أرادتها الخاصة وهي مسئوله عن ماليتها وكانت معفاة من الضرائب، ولكنها قدمت منحة استطاعت بها، تفرض الضغط المالي علي الحكومة عن طريق التهديد بقطع هذه المعونه للخزانه أو خفضها.
ولم تكن الكنيسة مستقلة ذاتيا وحسب بل أنها مارست كثيرا من السلطة التي طالبت بها الحكومات المدنية فيما بعد فقد كانت تهيمن علي التعليم هيمنة تكاد تكون تامة، وكان الأعلام في قبضتها جزئيا لان منبر الكنيسة كان الوسيلة الوحيدة لنشر الدعوة لسياسات الحكومة علي جمهور كبير معظمة من الأميين، أضف ألي ذلك، الكنيسة كان في استطاعتها منع المطبوعات التي كانت تري فيها خطرا علي الدين أو علي الأخلاق.
ولم تكن الكنيسة مالكه كبيرة للأرض فقط، بل كانت مصدر للعماله في المدن وعلي سيبل المنال فقد كانت الطوائف والطرق الدينية تمد معظم المستشفيات بموظفيها وكان النبلاء والبورجوازيون قد ترابوا في مدارسها، والسكان جميعاُ يحتفلون بأعيادها الدينية وكانت أملاكها تشغل أجزاء كبيرة من المدن، ففي تولوز في الجنوب وابخيه شغلت المباني الكنيسة وحدائقها نحو نصف ساحة المدينة وكان نظام الكنيسة الفرنسية مرآه تعكس نظام المجتمع العلماني، فقد فرق هذا النظام تفرقه حادة بين القيادة الكهنوتية الحاكمة والقاعدة من رجال الدين الفقراء، وكانت هذه التفرقة تقوم أساسا علي شرف المولد "
فقد كان الاساقفه كلهم من النبلاء، كذلك كانت رئاسة كثير من المجامع الكنسية والبيوت الدينية للرجال والنساء حكراً علي الطبقة الإقطاعية دون غيرها، بل كثيرا ما كان رؤساء الأديرة ورئيساتها ونظار الكنائس يعنون وهم ما يزالون أحداثا.
وشاع المجتمع بين المناصب، وكفلت الرواتب السخية والمنافع المتجمعة رزقا مربحا لرجال الدين النبلاء.
وقد عين بعض كهنه المجامع الصغيرة في مناصبهم بفضل أسرهم البرجوازية القوية، ولكن الغنائم الكبرى ظلت بعيدة عنهم فقد كانت العشور تنقل لصالح الأديرة أو كهنه الكاتدرائيات، ويترك للخوري إعانة بسيطة، مما دعا الكثيرين منهم إلى استكمالها عن طريق القيام بعمل إضافي متواضع.
أما القساوسة الوكلاء الذين لم يتيسر لهم هذا العمل الإضافي فكانوا يعيشون في فقر موقع.
والي جانب التناقض الداخلي في الكنيسة بين الاساقفه من اصل نبيل ورجال الدين من المراتب الدنيا فقد قام التناقض بينهما وبين الفلاحين، فقد شاركت الكنيسة بوصفها مالكه كبري للأرض، ومالكه ملكية إقطاعية في إدارة أملاكها إدارة غلبت عليها روح الكسب الأمر الذي رأي فيه الفلاحون جشعا وبخلا قبيحين.
وقبل الثورة الفرنسية كان رجال الطبقة الدنيا من الكهنة قد اخذوا يهاجمون ما أسموه بتسليط النبلاء الأرستقراطي داخل الكهنوت. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويطالبون بالمزيد من النفوذ داخل المجامع الخمسية وقد أدي تمرد الخوار نه (جمع خوري) عام 1780 الذي طالبوا فيه بتمثيل اكبر في مكاتب الاسقفيات إلى إعلان ملكي حرم عليهم " تشكيل اتحاد أو حلف " ولما كان قسيس الايبرشيات يسيطرون في الغالب علي مسامع جهود كنائسهم متحققين بعطف الناقدين المثقفين لكبار رجال الدين فقد ضاعف هذا التصدع في صفوف الكنيسة من الخطر علي رؤساء الإكليروس.
وقد أتيح لكهنة مدينة انجية فيما بعد الحصول للقساوسة علي كل القاعدة ألا ربعه في مجلس طبقات الأمة 1789.
وقد لغت التطورات الكامنة داخل الكنيسة ذروتها في عام 1788 حين خرج المجمع الكهنوتي علي تحالفه التقليدي مع التاج وانضم إلى النبلاء في الهجوم علي الملكية فقد أسفرت هذه المواجهة السياسية التي قام بها رجال الدين عن تفاقم الصراعات الداخلية وتحريض القسس علي التحالف بدورهم مع البورجوازية عندما شبت نار الثورة الفرنسية 1789.



 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


69- الكنيسة الأوربية في القرن التاسع عشر



بزغ القرن التاسع عشر وسط أعاصير الثورة الفرنسية The French Revolution، وكان العالم في دورين من أدوار الانحلال الاجتماعي والفكري، فلقد شهد القرن الثاني عشر نهضة الاستنارة الذهنية التي أعطت الناس سعادة النفس وسمو الفكر، وذلك الإيمان الوطيد الذي كان ملاذاً وحمى وحطمت الشكوك الفلسفية تلك النظريات التقليدية الراسخة التي اعتزت بها الكنيسة دهورا، والتي تسلطت على الفرد منذ القرون الوسطى إلي القرنين السادس عشر والسابع عشر وأمسكت بيده في سبل الحياة الآمنة الهادئة.
وبزوال هذه النظريات الدينية التقليدية عن الكون الذي سيطرت عليه الحياة المعنوية الروحية في الفرد والمجتمع، زالت أيضاً الدعامات التقليدية التي قامت عليها الكنيسة والدولة وكان من أثار ذلك تلك الاستنارة العقلية المجردة ونشوب الثورة والاضطراب ومنذ بداية القرن التاسع عشر بدأت عدة تساؤلات:
- هل يمكن إعادة الدعائم التي تحطمت؟
- هل يعود المجتمع المحطم بنيانا راسخا وطيداً من جديد ؟
- هل يسترد العالم المسيحي إيمانه السليم الذي يعصمه من التردي في تيه الضلالات العقلية؟
هذه الأسئلة التي يجيب عنها تاريخ الكنيسة في القرن 19 كانت الثورة قد كلفت الكنيسة الفرنسية ممتلكاتها، لان الدولة صادرتها وجعلتها ملكا لها كذلك تطورت الحوادث السياسية في ألمانيا وسادت في هذا الاتجاه نفسه وأعيد تنظيم الكنيسة بمقتضى معاهدات مع الكرسي البابوي، وعدلت حدود الايبارشيات وفق الحدود الإقليمية على جانب هذا التطور التاريخي استيقظت روح رومانسية تغلب الخيال والعاطفة على العقل، وكانت بمثابة رد فعل للنظريات والآراء الفلسفية التي نادى بها القرن 18.
تعرضت المسيحية في أواخر عصر النهضة لموجه إلحادية نتيجة إهدار الإدارة الاكليريكية الكاثوليكية لكثير من القيم، ولكن ما لبث عصر عودة إلى الحين إلى المسيحية القديمة، وبعد فرض الحرية التي أعقبت الثورة الفرنسية، التمس الناس سلطة عليا ثابتة وطيدة الدعائم، من هنا نشطت الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية في بواكر القرن التاسع عشر مستهدفة حياة جديدة، وتكلفت الكنيسة الكاثوليكية لأول مرة إلى رومانسية القرون الوسطى، فقد كانت تلك القرون الوسطى عصوراً امتلأت بكل عجيب من خفايا الدين وأسراره. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وازدهرت فيها السلطتان (الإمبراطورية والبابوية) ولم يتبق منه إلا البابوية.





 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

70- انفصال الكنيسة عن الدولة




في منتصف القرن 19 ظهرت ظاهرة لها أثرها في تطورا التاريخ في الكنيسة، ونحن إذا القينا نظرة ألي ميسرة التاريخ وتطوره من القرون الوسطى للان، والى العوامل التي قوت مكانه الكنيسة بين الدول العظمى، نجد في منتصف هذه القرن أننا أمام مرحلة جديدة تنتهي بها العلاقات القديمة بين الدولة والكنيسة، فمن قبل أي بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية، خفقت الدولة يوم كانت طفلا في المهد لسلطان الكنيسة، وكان هذه هو الحال أيام جريجوريوس السابع واينوستت الثالث، ثم لما بلغت هذه الدولة رشدها واشتد ساعدها أخفقت الكنيسة لسلطانها، وقد بدأ هذا التطور في القرن الرابع عشر وبلغ ذروته في القرن الثامن عشر.
فأولا تخضع الدولة ثم تخضع الكنيسة للدولة، ألان فتبدل الموقف أعجبت هذه التبعية المتبادلة، ونشهد في منتصف القرن 19 حركة استهدفت تخليص الكنيسة من الدولة وتخليص الدولة من الكنيسة بحيث تكون كنيسة حرة في دولة حرة أيضا.
ومن هنا ترى الاتجاه الفكري في العالم المتحضر اليوم يسير ألي فصل الدين عن الدولة فتتولى الكنيسة مهامها الروحية في حرية تامة، وتضطلع الدولة بمهمة الحكم والقانون والنظام ونرى شعوب القرن وزعمائه يجاهدون لترقية الإحساس الاجتماعي الذي يعبر عنه بالوعي القومي مجرداً عن دين معين.




 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


الإرساليات إلى مصر


71- الإرساليات الكاثوليكية إلى مصر

كانت الكنيسة الكاثوليكية في روما تحاول على مدى قرون أن تضم كنيسة الإسكندرية إليها وفشلت كما رأينا، وكانت محاولاتها في مصر وفى الحبشة .
ولما احتل الفرنسيون مصر 1798 – 1801 دخل بدخولهم كثير من الافرنج، وظلوا في مصر حتى بعد خروج الفرنسيين منها ، ولما تولى محمد على مصر 1805 استخدم هؤلاء في مصالح عديدة، فتابعت في إثرهم الإرساليات اللاتينية من فرنسيسكان وجيزويت وغيرهم .
وفى أيام محمد على نشطت سعايتهم لأن محمد على نفسه مغموراً بخدماتهم، خصوصاً الفرنسيين الذين كان يثق بهم كثيرا، فأراد، يرد لهم الجميل، فطلبوا منه ضم كنيسة مصر إلى روما فاستدعى المعلم غالى الذي كان كبيراً لكتابه وأمره أن يتبع ذلك، فارتبك وضاق من وقوع الفتن الطائفية. فأجاب الباشا بقوله (أن الشمالة الطائفة جميعها إلى مذهب كنيسة روما دفعة واحدة لا تنتهي بدون قلاقل وسفك دماء كثيرين فنرى الأحسن، يكون ذلك بسياسة وتدريب، فنعتنق نحن أولاً المذهب البابوى بشرط إلا نكره على تغيير طقوسنا وعاداتنا الشرقية وبذلك أن تميل افرد الطائفة رويدا رويداً ، فقبل الباشا هذا الرأي وأخبر الإفرنج فرحبوا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وانقلب المعلم غالى وابنه باسيليوس بك وجمع من أتباعهما في مصر وأخميم إلى الكاثوليكية بالظاهر وهم يأملون أنهم بعد حين يعودون إلى حضن الكنيسة ألام، ومع ذلك مازالوا يعتبرون كهنة أرثوذكسيين حق الاعتبار ويعمدون أولادهم عندهم .

غير أن تظاهر المعلم غالى لم يأت بنتيجة، فنبذ هو وأهله من الأرثوذكسيين ولم يتبعه أحد منهم، أرسل المعلم غالى قبطيا من قبله إلى بابا روما لِيُعَيِّنَهُ بطريركاً على مصر، ويكون هو وأتباعه خاضعين له كل ذلك إرضاء للفرنسيين، وأن يستقر بالهم ليحفظوا له مكانه في الحكومة ويخلصوه من المفارق، إلا أن محمد على أدرك خطورة هذا الأمر فيما بعد وقتل المعلم غالى في زمنه في أوائل مايو 1822. وأول بطريرك كاثوليكي أقيم للأقباط هو كيرلس مقار 1899، وعندما رسم بدأ ينشر المنشورات متطاولا فيها على المقام البطريركى داعيا أبناء الكنيسة القبطية إلى الانضمام لروما، ثم طاف في الوجه القبلي ينشر أفكاره، ويزعج الخواطر بتعاليمه فنهض البابا كيرلس الخامس إلى مقاومته، وحرر منشورا يحذر فيه الأقباط من الانقياد لهؤلاء القوم مذكرا إياهم بجهاد آبائهم من أجل الأمانة الأرثوذكسية، وظل الصراع إلى اليوم.






 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

72- الإرساليات البروتستانتية إلى مصر

دخل المذهب البروتستانتي إلى مصر في منتصف القرن 19، عندما جاء مرسل أمريكي إليها يدعى دكتور لانسن أقام بالإسكندرية، وجاء بعده مرسل سكوتلندى هو الدكتور يوحنا هوج، وبعدما لبثا بالإسكندرية مدة أخذا يطوفان البلاد راكبين النيل يدعوان إلى مذهبهما تحت تخويف محمد على للأقباط كما رأينا وفي سنة 1862 جعلا مركز تبشيرهما القاهرة، وبعد أن انطلق الدكتور هوج إلى أسيوط سنة 1865 اتخذها مقرا لعملة التبشيري، أسس بها مكتبة بروتستانتية سنة 1867.
وقد اتبع في جذب الأقباط وسائل ترغيب رخيصة، وبدأ يُصَغِّر من شأن الكنيسة القبطية في نظرهم حتى أن بعض هؤلاء تجرأوا في أسيوط على الهجوم على كنائسها ليلا وكسروا أيقوناتها. فشكاهم البابا ديمتريوس الثاني للخديوي فاصدر أمرا بنفي المبشرين إلى البحر المتوسط، فلجأوا إلى قناصل الدول طالبين حمايتهم فلبوا طلبهم بالطبع، ومنعوا أمر نفيهم، وظلوا يزيدون من أساليبهم الرخيصة في سرقة أبناء الكنيسة القبطية ودخلت بعدهم مذاهب بروتستانتية أخري مثل البلموس والإصلاح والسبتيين والحفاة.. الخ.





 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


73- العمل الإنجيلي في القاهرة



قضي خدام الكنيسة الأوائل بضعة أسباب في سنة 1854 يبحثون عن منزل صحي يقيمون فيه، وقد كان ذلك صعبا بعض الشئ لكن العناية الإلهية وفرت للمرسلين منزلا في أحد الشوارع الضيقة بدرب الجنينة بالموسكي، وقد كان هذا المنزل متسعا فنزل فيه كل من القس بارنيت والقس ماكيج وقرينته – وقبل انتهاء السنة انضم لهم القس و. ف مارتن وقرينته اللذان قدما من الشام وكان برفقتهما شاب يدعي (مراد) جاء لمساعدة القس مارتن. ولكن مارتن سافر إلى أمريكا بعد فترة قليلة ولم يستطيع العودة للخدمة بمصر مرة أخرى لمرض قرينته.
وكانت خدمة المرسلين الأوائل باللغة الإنجليزية وعقدت أول خدمة في 25 / 12/ 1854 وفيها كانوا يقدمون الفكر المشيخي بشكل بسيط. وقد خصصت غرفة في السكن الخاص بالقس ماكيج لعقد الخدمات الروحية بها.
قاد القس بارنيت الخدمة الأولى وكانت حول الآية (2 كو 13: 14) ومنذ ذلك الحين كان يقود الخدمة كل من بارنيت ومارتن وكانت عدد المترددين نحو خمسة وثلاثون شخصا، كما كان بعض الضيوف المشيخين.
وفى 21 يناير 1855 عقدت أول خدمة باللغة العربية وتحدث فيها القس بارنيت وكان عدد الحاضرين يتراوح بين 3 و8 أشخاص. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفى خلال التسعة الشهور الأولى كان المترددون للمرة الأولى نحو 20 شخصاً، وجاء بعضهم بدافع حب الاستطلاع، والبعض الأخر كمدعوين من قبل المسيح. وفي أثناء هذه الخدمات استمر البعض منهم في الحضور، أما البعض الآخر فلم يحضر بعد ذلك.
والى جانب الخدمة باللغة الإنجليزية والخدمة باللغة العربية كان هناك اجتماع للصلاة مساء كل يوم أربعاء، وقضي الخدام جزئا كبيرا من الوقت في العام الأول لخدمتهم في تعلم اللغة العربية وزيارة مدارس مختلف الطوائف لاسيما مدارس الأقباط والروم والأرثوذكس والأرمن كما زادوا المناطق التاريخية.
تأسيس أول كنيسة إنجيلية في مصر:
أشار المجمع المشيخي المصري بتأسيس أول كنيسة إنجيلية بمصر سنة 1860 وقد بدأت هذه الكنيسة في مقر الإرسالية الأول في منطقة درب الجنينة بالموسكي بالقاهرة.
وقد جاءت عملية تنظيم الكنيسة بعدما أزداد عدد الأعضاء والجدير بالذكر أن أول أعضاء قبلوا بالكنيسة كان عددهم أربعة تم قبولهم.
" أول مجلس للكنيسة الإنجيلية بالازبكية".





 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

74- كنيستنا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنائس الغرب




بعد هذا العرض الموجز لتاريخ الكنيسة في الغرب، ما دار فيها وما انتهت إليه من تفريعات بروتستانتية تفرعت هي الأخرى إلى شجرة من الأفرع ابتعدت كلها عن الإيمان الأرثوذكسي القديم وشاهدنا صورا إلا تليق برجال الدين أو بالكنيسة آدني بلا شك إلى ثورة واستنكار من أبنائها لها ولقادتها، ورأينا كيف كان الخيمة باستمرار إلى الماضي إلى التقليد إلى بساطة الكنيسة الأولى.
كل هذا وكانت الكنيسة الأولى هي هنا في مصر ببساطتها وتقليدها وألحانها وقداسها كانت ثمر بها أحيانا سلبيات ولكنها كانت تتداركها بغير خروج على الإيمان أو انحراف عن الرأي المستقيم، قاست الكثير من الاضطهادات ولكنها ظلت حلبة مؤمنة يربها وبشخصيتها حتى وصلت إلى اليوم، فارهة سوداء جميلة، شمس التجارب قد لوحتها، ولكنها رغم الدموع الأنين أوصلت الأمانة الأرثوذكسية كاملة نامية إلى أيدينا، بعد أن دفعت الثمن دما ودمعا وصلاة مستمرة
سعت الكنيسة الأوربية أخيرا إلى فصل الدين عن الدولة بعد صراعات كثيرة بينهما كقوانين تلوننا تارة بالسياسة وأخرى بالدين، في حين كانت كنيستنا القبطية بعيدة عن السياسة فظلت محترفة نفسها على طول المدى.
كثرت ثورة الكنيسة الغربية وبالتالي زاد جاهها، فاتفقت حتى وصلت إلى تجنيد الجيش واخيرا انفجرت من كثرة الشبع، في حين أن كنيستنا بجوعها وفقرها قدمت البركات من: صلوات – قديسين – كتب ومؤلفات في جميع الأفرع، قضت على الجهل الذي كثيرا ما يفرض عليها وفى يوم أن بدأت كنائس الغرب تفيق بعد صراعها مع الشبع والثروة تارة ومع الانفجارات في داخلها تارة أخري، بحيث وجدت أنها فقدت تراثها، ولم تجد من يسلفها غير الكنيسة القبطية.
ولكن مظاهر الحقد التي كانت تسيطر على الغرب تطرق إلى الكنيسة، فبدأت غارات الكاثوليك على كنيسة مصر الأرثوذكسية منذ أزمان طويلة، فبعد بدعة الحروب العلية التي قام بها الغرب برفقه من كنيسة لتخص مآسيها وتغطى أخطائها، دفعت كنيسة الأقباط الثمن على اعتبار أنها كلها مسيحية واحدة في نظر المسلمين، أولئك المسلمون الذين ما لبثوا أن تبينوا الحق من الباطل وعادوا أدراجهم إلى العلاقات الطيبة مع مسيحي مصر من الأقباط ثم نجد أن الكاثوليك في عدة موجات يغيرون على الأقباط لإدخالهم في مذهبهم ويفشلون ففي عهد البابا يوحنا 16 البطريرك المائة والثالث حضر إلي مصر سنة 1692 فضل فرنس يدعى مولبية، وكتب كتابا عن مصر وعن الأقباط. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). قال فيه عنهم انهم اقل جهلا وغشومه ولكنهم متشبثون بما يحسبه غيرهم هرطقة " ثم أورد شاهدا على ذلك فقال " إن المرسلين اللاتيني مع ما كانوا عليه من الجهارة والجداره لم يستطيعوا أن يجذبوا إليهم واحدا منهم رغم طول بقائهم بينهم وعمل كل ما في وسعهم لاقناعهم " وقال "انه لم بقوا المرسلون على اجتذاب القبط إليهم بالإقناع، فدبروا حيلة أخري عندما وزعوا صدقات نقدية على من يحضر منهم إلى كنيستهم فالتجأ إليهم جمع غفير من الفقراء، ولما استبدل رئيس المدير بغيره ألغى التصرف بهذه الكيفية، فتركه هؤلاء الفقراء"
ومما رواه هذا الكاتب عن شدة تمسك الأقباط بعقيدتهم أن لويس الرابع عشر ملك فرنسا طلب منه أن تتجنب ثلاثة من شبان الأقباط الأذكياء من عائلات طيبة ويرسلهم إلى فرنسا ليتعلموا على نفقة الحكومة الفرنسية، فلم يرص أغنياء الأقباط ولا فقراؤهم أن يسلموا أولادهم خوفا من أن يغيروا عقيدتهم، وكان المرسلون الآتين قد فتحوا مدارس لتعليم الشبان، فبمجرد إشاعة الخبر منع الأقباط أولادهم عنها، فأصبحت خاوية ولم يبق مع الكاثوليك الا نفر قليل من الفقراء، الذين أخذوهم من والديهم وهم أطفال وربوهم منذ نشأتهم على المعتقد الكاثوليكي.
غير أن هذه الطريقة التي عمدوا إليها لم تنجح، وان كثيرين من أولاد الأقباط الذين علموهم في روما عندما عادوا إلى أوطانهم عز عليهم ترك معتقدهم الأصلي فرجعوا إليه ثانية فضلا عن ذلك فإنه لم أدرك الأقباط أن المرسلين الكاثوليك لا يأخذون أولادهم لتعليمهم شفقة عليهم وانما ليلقونهم المذهب الكاثوليكي امتنعوا عن تقديم أولادهم إليهم حتى الفقراء منهم "
وقال المسيو كذلك " وحتى الذين كانوا يتصورون جوعا وكنا نعطيهم طعاما امتنعوا عن المجي إلينا خوفا من أن تكلفهم "
وكان بعض الأقباط التابعين لاسقف روما قد غشوه بأن بطريرك الأقباط اظهر رضاءه عن مدارس الإيطاليين، أمر رعيته بتعليم أبنائهم فيها، فلما اطلع مولبيه على الحقيقة افهمه بان البطريرك القبطي لم يكن يعترف بأعمال ولا بوجود المرسلين الإيطاليين، بل كان يفترض عدم وجودهم تماما في البلاد العربية.
ولما رأى الآتين عدم نجاح ساعيهم في مصر حولوا التفاتهم مرة أخرى للحبشة فبعد أن أرسلوا ثلاث إرساليات أخرها كانت سنة 1706 أرسلت بابعاذ من الملك لويس التاسع عشر ملك فرنسا طبيا للحبشة يدعى (دى رول) ليدر يحسن سياسته مع ملكها تمهيد الطريق إلى سنار قبطي الحاكم هناك عليها، وحجز الطبيب لدية أطلق سراح الترجمان لكي يذهب للملك ويطلب منه السماح بدخولها إلى بلاده ولكن ملك الحبشة رد عليه بأن إذا كان قاوما بصفه سائح فلا باس من ترك الحرية له ليدخل بلاده، وأما إذا كان من اليسوعيين فلا يدخل الحشية، وهكذا منع من الوصول إلى جيشه إلا أن الكاثوليك لم يعدموا الحيلة في الدخول إلى مصر، ففي عهد الحملة الفرنسية على مصر 1798 – 1801 دخل بدخولهم كثير من الإفرنج واستقروا فيها حتى بعد خروج الحملة منها، وتمتعوا بحماية فرنسا. ولما تولى محمد على حكم مصر 1805 استخدم هؤلاء في مصالح عديدة، فتتابعت في أثرهم الإرساليات اللاتينية من: الفرنسيسكان والفرير والجزويت، وقدسوا في أيام محمد على بضم كنيسة مصر إلى كنيسة روما، لان التنظيمات الجديدة التي صارت في مصر كان يقوم بها فرنسيون، فلما رأى محمد على نفسه مغمورا بعطف الفرنسيين أراد أن يقابلهم بمثل هذا المعروف، فنصحه أحد قواد جيشه وكان كاثوليكيا أن يسعى في ضم نصارى مصر إلى كنيسة روما فيكون هذا اكبر جميل يصفه الفرنسيين حماه الكاثوليكية في العالم في ذلك الوقت،
فقام محمد على باستدعاء المعلم غالى الذي كان كبير الكتاب في ذلك الوقت وأمره أن يفعل ذلك أي يتبع الكاثوليك، فاضطرب المعلم غالى جدا، وخاف من وقوع الفتنه بين الطائفين فأجاب الباشا " أن استحالة الطائفة جميعا إلى مذهب كنيسة روما دفعة واحدة لا تنتهي بدون قلاقل وسفك دماء كثيرين، فنرى الأحسن أن يكون ذلك بسياسة وتدريب أننا نعتنق نحن أولا المذهب الباباوى بشرط ألا نكره على تغيير طقوسنا وعاداتنا الشرقية وبذلك أن تميل افرد الطائفة رويدا رويداً، فقبل الباشا هذا الرأي واخبر الإفرنج فرحبوا وانقلب المعلم غالى وابنه باسيليوس بك وجمع من إشباعهما في مصر واخميم إلى الكاثوليكية بالظاهر وهم يغمرون انهم بعد حين يعودون إلى حضن الكنيسة ألام، ومع ذلك مازالوا يعتبرون كهنة أرثوذكسيين حق الاعتبار ويعمدون أولادهم عندهم.
غير أن المعلم غالى لم تأت بنتيجة فنبذ هو وأهله من الأرثوذكسي ولم يتبعه أحد منهم، أرسل المعلم غالى قبطيا من قبله إلى بابا روما وليعينة بطريركا على مصر يكن هو اتباعه خاضعين له كل ذلك إرضاء للفرنسين، وتقر بالهم ليحفظوا له مكانه في الحكومة ويخلصوه من المفارق ألا أن محمد على أدرك خطورة هذا الأمر فيما بعد وقتل المعلم غالى في زمني في أوائل مايو 1822 واول بطريرك كاثوليكي أقيم للأقباط هو كيرلس مقار 1899 وعندما رسم بدا ينشر المنشورات متطاولا فيها على المقام البطريركى داعيا أبناء الكنيسة القبطية إلى الانضمام لروما، ثم طاف في الوجه القبلي بنشر أفكاره، ويزعج الخواطر بتعاليمه فاخطر البابا كيرلس الخامس إلى مقاومته، وحرر منشورا يحذر فيه الأقباط من الانقياد لهؤلاء القوم مذكرا إياهم بجهاد إبائهم من اجل الامانه الأرثوذكسية، وظل الصراع إلى اليوم.



 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )



الكنيسة الغربية


هذا البحث للدكتور يواقيم رزق مرقص، وهو أحد الأبحاث المقررة على طلبة الكلية الإكليريكية بشبر الخيمة.
 

AZIZ50

New member
إنضم
27 نوفمبر 2009
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

موضوع فعلا جميل ورائع ....الرب يبارك خدمتك ومجهودك ...

هل فى اجمل من الكنيسة لكى يكتب عنها ...
 
أعلى