الكنيسة ( ملف فاخر وجميل ) asmicheal

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

وهو رئيس الحوار الاسلامي المسيحي

لا اعرف اذا كان ما زال بهذا المركز..


:download:

شخصية روحانية جميلة المطران جورج
يا ريت تنزل لنا كليمو

لينكات لسماعة
بس لو بيتكلم لبنانى
افضل اقرا لة

حتى افهم


فعلا اللة لا يترك نفسة بلا شاهد
فى كل مكان وعصر

 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


نشأة البابوية في الكنيسة الغربية

تطلب موقف الكنيسة الغربية المتعاظم، ومحاكاتها للإمبراطورية قيام شخصية عظيمة علي رأسها، كما كان للإمبراطورية إمبراطور يتزعمها، وهنا نلاحظ فارقا واضحاً بين كنيستي الشرق والغرب، ففي الشرق أسلمت الكنيسة زمامها للأباطرة الذين ازداد تدخلهم في الشئون الكنسية، وبخاصة بين القرنين السادس والثامن، بحيث جعلوا يتدخلون. لا في سياسة الكنيسة الخارجية فحسب، بل في نظمها وسياستها الداخلية أيضا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبهذا أصبح من العسير وقف تدخل الإمبراطور البيزنطي في شئون الكنيسة الشرقية، حتى أصبح إمبراطور القسطنطينية يمثل نوعا من القيصرية البابوية، أي الجمع بين السلطتين الدينية والسياسية، وهذه السياسة هي التي وضع أساسها قسطنطين نفسه منذ اعترافه بالمسيحية وإنشائه القسطنطينية.
كما استن قسطنطين سنة جديدة اتبعها خلفاؤه من بعده، وهي قيام الإمبراطورية بدعوة المجامع الدينية العامة لبحث مختلف مشكلات الكنيسة من هرطقيات أو وضع تنظيمات تتخذ بشأنها صدور القوانين.
وتكشف العوامل التي هيئات لأسقفية روما هذه الأهمية والزعامة علي غيرها من أسقفيات الغرب.ذلك أن معروف أن أهمية الأسقف تتناسب عادة والأهمية السياسية والاقتصادية للمدينة التي يقوم فيها كرسيه الأسقفي.
وإذا كان الشرق الروماني غنيا بمدنه الهامة التي صارت مراكز لكراسي دينية كبري مثل كرسي الإسكندرية وكرسي أورشليم وكرسي إنطاكية والقسطنطينية، فإن الغرب لم يكن يوجد به آنذاك سوي روما.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


النزاع بين الكرسي في القسطنطينية والكرسي في روما



اعتمدت القسطنطينية علي أنها مركز الأباطرة، ومحل أقامتهم، وبالتالي يحق لأسقفها أن تكون له الزعامة الدينية علي العالم المسيحي، كما كان لإمبراطورها الزعامة السياسية هناك، إلا أنه مما أضعف من موقفها أن تراث الكنيسة انتقل عن طريق الرسل إلى الكنائس التي أسسها مثل كنيسة إنطاكية والإسكندرية وروما.. وهنا اقتصرت القسطنطينية إلى مثل هذا التشريف، لان أحد من الرسل لم يشرفها بالذهاب إليها أو الاستشهاد فيها.
أما روما فيكفيها فخراً ذهاب بطرس وبولس ومرقس إليها واستشهاد الأولين في أراضيها.
وبهذا تزرع أساقفة روما وحاولوا فرض سيطرتهم الدينية علي العالم المسيحي من وقت لآخر أول الأمر، حيث لم يكن أساقفها محل اعتبار مثل أقرانهم الشرقيين، ولذلك أصر الشرق علي موقفه من زعامة المجامع الكنسية حتى مجمع خليقدونيا عام 451 م، فقد حاول زعماء الكنيسة الشرقية تأكيد هذه المساواة والمكانة والامتيازات بين كرسي روما والقسطنطينية، ولكن مندوب البابا في روما عارض بشدة، مُتَمَسِّكاً بأنه خليفة بطرس الرسول، واعترفت به الاسقفيات التابعة له. وفي سنة 455 أصدر الإمبراطور فالنشيان الثالث إمبراطور روما مرسوم يقضي بخضوع جميع أساقفة الغرب لبطريرك روما، وساعده علي ذلك ازدياد التجاء أساقفة الغرب إلى استئناف أحكام المجامع والأحكام القضائية..
وهكذا سارت الأمور حتى تحققت للبابوية في روما سيادتها الفعلية في صورة عالمية بدءاً من عهد البابا جريجوري الأول (العظيم) 590- 604 بوصفة خليفة القديس بطرس.
وكان هذا التعظيم من شأن البابوية الرومانية مؤسساً علي الخلافات الدينية، التي نظروا إليها من زاويتها السياسية بعكس بابا الإسكندرية وزملائه في الشرق، مثلما حدث في مجمع خليقدونيا عام 451، وهو المجمع الذي حمل بذور الانشقاق بين الكنيستين بشكل نهائي وواضح.


 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

انتشار المسيحية في أوربا



تسيدت أوروبا في عصورها القديمة نهايتها وعصورها الوسطي علي المشرق كله تقريباً في ذلك الوقت، وكانت سيادتها سياسية وإدارية، إلا أن المشرق كانت له الباع الطولي في نشر سيادته الروحية والدينية علي أوروبا.
فمن الشرق خرج الدين والروحانية لينشر في العالم القديم ومنه جنوب أوروبا مكان الإمبراطورية الرومانية، وبتوالي الزمن ظهرت تأثر مناطق بعينها من الشرق علي الإمبراطورية، وكان من هذه المآثر أفعال ما تزال واضحة ومعترف بها هناك إلى اليوم.
وعندما نتناول موضوع انتشار المسيحية في أوروبا بدءاً ببلاد الإمبراطورية الرومانية، إنما يجب أن نوضح مآثر مصر وفضلها علي أوروبا كلها – وليس فقط علي الإمبراطورية الرومانية في هذا المجال.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlفقد كان لمصر بالذات فضل السبق في تعريف الأوروبيين بالدين المسيحي، بل وبنظمه وطقوسه، حتى وشاركت مصر في إدخال شيئ من التحضر علي الأقوام المتخلفة هناك لتخرجها من ظلمات الجهل والوحشية إلى نور الإيمان والحضارة الإنسانية.
فمصر التي لم تكن سوي ولاية الفتح الرومانية، إلا أنها أخذت علي عاتقها احتضان العلم والدين والحضارة التي ورثتها عن آلاف السنين لتقدمهم لقاء لا شئ إلى كل من كان يطلبها، بل واستغلت الاضطهاد والطبقة العظيمة التي مرت بها بسببه لتعطي بسخاء هؤلاء المضطهدين، إيمانا وحبا وسماحة وحضارة.
"أنتم أردتم بي شراً أما الله فقد أراد بي خيراً".
هكذا كانت مصر في قرونها الأولى بالنسبة لأوروبا وغطرستها في القرون الأولى،
- حدث أيام الإمبراطور دقلديانوس وشريكة مكسيميانوس، واللذان اتخذا القتل أسلوبا لعلاقاتهما أن كانا يجندان من شعوبهما جيوشاً وكتائب لتكون قريبة من أماكن الاضطهاد، إلا أنه حدث أن تمرد أهالي غاليا (فرنسا) علي الإمبراطور مكسيميانوس ولم يستطع أن يقمع ثورتهم، فاستعان بزميله دقلديانوس، الذي استعان بدوره كان قد شكلها من أبناء صعيد مصر الذين كانوا يتميزون بالشجاعة وقوة الأبدان وكانت تسمي باسم البلدة التي منها كان هؤلاء الأبطال وهي (طيبة) الأقصر الآن، وكان علي رأسهم شاب مسيحي شجاع قلبه متوقد بالأيمان هو "موريس" أمر الإمبراطور هذه الكنيسة بأن تتوجه إلى غاليا وتنقسم قسمين، الأول يتجه إلى حدود غاليا ويرابط هناك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بينما يتوجه الثاني إلى الحدود الشمالية الشرقية (سويسرا الآن) ولما كان من عادة الإمبراطور ليلة الحرب أن يسجد مصلياً للأوثان ويقدم البخور لها، طلب إلي الكنيسة أن تكون معه في هذه الصلاة، ولكن لانهم كانوا مسيحين رفضوا هذا الشرف الباهت، وبذلك يكونون رافضين لأوامر الإمبراطور وبتكرار هذا الطلب منهم وبتكرار هذه المأساة وسقوط العشرات قتلي وشهداء لم يتركوا مبادئهم ولم يطيعوه، وظل كذلك حتى أفناهم وكان أخرهم موريس الشاب القبطي الصعيدي الذي اظهر شجاعة وقوة أيمان، خاف منها الإمبراطور نفسه.
ولذلك تأسست باسمه في هذه المنطقة (سويسرا) كنائس وبلاد وبحيرات للان وبعد أن خصبت الأرض بدماء المصريين الشهداء علي مرأى ومسمع من الأوربيين الوثنيين دخل الإيمان قلوبهم، حيث كان ملحقاً بهذه الكنيسة كتيبة من البنات كممرضات، نال بعض منهم الاستشهاد وطرد الباقيات في الجبال والأحراش يلقين مصيرهن علي يد الوحوش والقبائل المتوحشة هناك، ولكن الله كان معهن، فانتشرن بين هؤلاء الأهالي الوثنيين المتوحشين ينشرون الدين الذي رأوا الشهداء يتساقطون من اجله، كما علموهم النظافة من استحمام وتصفيف للشعر وتجهيز للطعام وكانت علي رأسهن (القديسة فيرنيا) حيث بدأت من منطقة الحدود البلجيكية الفرنسية الآن واستقرت في سويسرا، وظلت هؤلاء الفتيات المصريات يعملن بنشر الروح والحضارة حتى توفين جميعاً، وأقيمت لهن كنائس هناك، بل وظلت صورة فيرنيا عالقة بأذهان السويسريين إلى اليوم حيث أقاموا تمثالاً موجوداً في حديقة السفارة بالقاهرة.
- كذلك أنه أثناء نفي القديس أثناسيوس الرسولي في النصف الثاني من القرن الرابع هو وبعض أبنائه من الرهبان والقسوس تركهم يبشرون في شمال فرنسا ثم واصلوا إلى إنجلترا حيث أسسوا هناك كنيسة (كنيسة الصحراء) مازالت موجودة للآن، ومنهم عرف أهل تلك البلاد المسيحية والرهبنة.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

الإمبراطورية الرومانية و الرهبنة المصرية



الرهبنة موهبة روحية مصرية الأساس، وبدأت بالتوحيد وانتهت إلي البرية وحياة الشركة أيام القديس باخوم (القديس باخوميوس) في صعيد مصر الذي شيد أول دير في العالم في الفترة ما بين 315- 320م، قرب دندرة، وكان بمثابة الخميرة التي خمَّرَت العجين كله.
فانتشرت الرهبنة في شكلها الديري في الشرق والغرب، والأخير هو موضوعنا فقد أسست أخت القديس باسيليوس دير للراهبات عام 358 في إقليم بوسطن بآسيا الصغرى، أما أخوها القديس باسيليوس فقد أسس علي غرارة. أديرة في قيصرية الجديدة في أسيا الصغرى حوالي عام 360م، ومنها انتشرت الأديرة في جنوب أوروبا، علي أساس العمل الجماعي لرهبان بشكل أديرة القديس باخوم.
كان نظام الشركة الرهبانية جذاب لكل من سمعة، فأخذت الجماعات الرهبانية في جنوب أوروبا وغربها وجذورها، ومنهم من زار صحراء مصر وشاهد بنفسه، ومنهم من سمع ممن زارها وقرأ لمن كتب عنها.
وكان من أعلام الرهبنة الديرية في أوروبا في القرن الرابع والخامس القديس كاسيانوس (360- 435) و مارتن التوري (316- 397) والقديس بتركت (480- 543). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويعتبر كاسيان هو المؤسس الحقيقي للديرية الغربية في غاليا كما كانت هناك أديرة للراهبات علي نهج الأديرة في مصر والتي درسوها في بلادهم علي يد رهبان القديس اثناسيوس أو أرسلوا بعض الرهبان إلى مصر لينقلوا نظمها وقد انتشرت الأديرة البندكتية في شمال إيطاليا ووسطها، وقد تخرج الكثيرون من مدرسة بندكت الرهبانية الديرية.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

الأديرة الأيرلندية


قامت من إيطاليا إرساليات ديريه إلى الشمال حيث قصدت إنجلترا وغاليا للتبشير هناك ألا أنها لقيت في طريقها نوعا من الأديرة الكلتية (السلتية Celtic) التي انتشرت من ايرلندا (حيث آثار رهبنة مصر أيام اثناسيوس الرسول) وغاليا (فرنسا) والمانيا.
وكانت ايرلندا هي البلد الوحيد من البلاد المعروفة للقدماء في غرب أوروبا الذي لم يفتحه الرومان خوفاً من القراصنة هناك الذين كانوا يشنون أعنف الغارات علي الرومان.
وحدث أنه في إحدى هذه الغارات أسر الايرلنديون شاباً اسمه سوكات soccat، وهو الذي أصبح فيما بعد القديس باتريك (توفي في 461) والذي أسس الكنيسة الايرلندية وذلك انه بعد أن قضي ست سنوات أسيرا في ايرلندا فر إلى غاليا حيث تعلم ودرس الدين المسيحي وعاد إلى ايرلندا ليبشر بالمسيحية رغم سابق وجودها هناك إلا انه توسع في التبشير بها وأسس أسقفية أرماج شمال شرق ايرلندا في عام 445 وانتشرت هناك الأديرة، وكان أهم مؤسسيها هو القديس كولومبيا Columbia حوالي 563 وتبعة الكثيرون بعد ذلك.

 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


الوارِدون من أوروبا إلى الصحراء المصرية



لم يكن فضل مصر علي الإمبراطورية الرومانية وعلي أوروبا قاصراً علي الإرساليات المصرية كما رأينا، وإنما جذبت الصحراء المصرية بريحها أنظار الكثير من الأوروبيين، فمنهم من عاش ومات فيها، ومنهم من جاء ليتزوَّد من علومها وروحانيتها ليعود محدثاً بكم فعل، وقد وفد هؤلاء كثيرون، ألا أننا سنقتصر علي البعض منهم:


روفينوس:
الذي وفد علي مصر حوالي عام 371 وكان من مدينة اكويلا علي شاطئ البحر الادرياتيكي بإيطاليا، وجاء إلى مصر بصحبة سيدة ثرية من إيطاليا لتعرف علي (ميلاتيا)، فقصد الصحراء وقابل الكثير من قديسيها وكان أيام الإمبراطور فالنس المضطهد، فذاق معهم مرارة الاضطهاد.
ولما عاد القديس روفين بما كتبة عن هؤلاء الأباء المصريين أذاع ما سمعة ورآه عنهم وكيف كانوا يعيشون السماء علي الأرض، ونشر سيرة كثير من القديسين المصريين وشرح نظام الرهبنة التوحيدية والديرية في الصعيد والفيوم ووادي النطرون.




ارسانيوس (معلم أولاد الملوك):
حيث عينة الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (ثيؤددسيوس الكبير) معلما لولديه اركاديوس وهونوريوس، إلا أنه رحل إلى مصر نتيجة خدعة في البلاد وتخويفهم له من انتقام الأمير هونوريوس، فجاء الأنبا أرسانيوس إلى صحراء مصر وتتلمذ وهو المعلم علي يد رهبانها، وعاش في برية الأنبا مكاريوس واتصف بالاتضاع والصمت مداوما علي الحياة النسكية إلى أن تنيح في مصر.



بلاديوس:
وفد القديس بالليديوس Palladius of Galatia (القديس بلاديوس) علي مصر في 388 في عهد ثيؤدوسيوس الكبير. كتب سير الأباء الرهبان في مصر في كل حجارة – أسماءهم – حياتهم – أحاديثهم – معجزاتهم.
تردد على مصر مرتين وكتب كتابه الذي ترجم تحت اسم (بستان الرهبان).




ايرونيموس:
دخلت قلبه الغيرة المقدسة من روفينوس الذي حظي بزيارة الصحراء المصرية المباركة ورهبانها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فعمل إيرونيموس علي زيارتهم هو كذلك. وجمع الكثير من تواريخ كنيسة مصر وآبائها ونظم أديرتها بل ترجم إلى اللاتينية نظم وكتب القديس باخوم سنة 404 وبذلك وضع أمام كنيسة الغرب صورة منتظمة لهذا النوع من الحياة الدينية في مصر.




كاسيانوس:
جاء كاسيانوس في القرن الرابع من جنوب أوروبا إلى الصحاري المصرية مرتين حيث كتب وصفا كاملا لمصر: كنائسها وأديرتها ومبانيها وحياة رهبانها، وسيرهم وأحاديثهم ومعجزاتهم – وأقوالهم ودراساتهم.
وفي عودته للمرة الثانية مر علي القسطنطينية حيث رسمة القديس يوحنا فم الذهب قساً، ومن مصر ورهبانه أسس في جنوب فرنسا – كما قلنا – ديرين أحدهم باسم فكتور والأخر باسم ليران، وتعتبر كتاباته خير ما كتب في أدب الأباء.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


المبشرون في أوروبا


كانت أوروبا هدفا من أهداف التبشير الرسولي منذ نهاية القرن الأول المسيحي، فقد بشر جنوبها من الرسل المكرمين مثل:
يوحنا ومرقس ولوقا وبولس وبطرس وغيرهم من تلامذتهم ومدارسهم.
ولكن لقصر مدة غربتهم في الأرض لم يبشروا من أوروبا إلا جنوبها مثل أسيا الصغرى (تركيا حالياً) وبلاد الإغريق (اليونان) وإيطاليا وأسبانيا، إلا أن التطور وهو سنة الزمن، جعل المحبين للمسيح يتكبدون مشاق عبور جبال الألب التي تتوسط أوروبا، وكانت الحد الشمالي لأملاك الإمبراطورية، وكان ما بعدها مهملاً، تسكنه قبائل متوحشة، مما اعتبر الرومان منفي لمن يريدون التخلص منه، وهذا ما حدث لقديسين مصريين سبق الحديث عنهم.
ولكن لم يقتصر التبشير علي المصريين التي حملتهم أجنحة الاضطهاد ليكونوا رسل سلام وحب ودين جديد، وإنما نفر من أهل أوروبا نفسها ليقوموا بهذا العمل الروحي الجليل ولتبدأ بأقصى شمال أوروبا آنذاك وهي إنجلترا وايرلندا والتي تقع شمال غربي أوروبا.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

التبشير في إنجلترا



باتريك (432: 461):
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlولد باترك (بترك) Patrick عام 389 من أب فلاح يعمل في أرضه في وادي نهر سيفرن في إنجلترا، وكانت كما قلنا أن جيوش الدولة الرومانية تخشى تلك المناطق بسبب القراصنة، وفعلاً حدث أن هاجم هؤلاء القراصنة بلدة باتريك وحملوه عبداً باعوه في ايرلندا، ولم يحمل معه شيئاً إلا حديث أبيه كالبرنيوس عن الله وعظمته وجلاله، فكان يصلي إلى هذا الإله وهو يرعى الخنازير لسيده الذي اشتراه وكان وثنياً، فكان كثير الاختلاء في الغابات والصلاة ليلاً في ضوء القمر، ولذا كان يضربه سيده أما هو فكانت كلماته " شكراً لله" وبعد غربة ست سنوات استطاع أن يهرب في سفينة ليلاً تحمل كلاب صيد لبيعها في إنجلترا، قذفته علي الشاطئ دون أن يعرف أين هو، ولكن بعد شهور من التيه وصل إلى أبية وبعد فترة أحس انه يحب المسيح ويريد أن يبشر في الايرلندين بهذا الحبيب، فذهب إلي بلاد الغال حيث تعلم الكثير عن المسيح حيث كانت هناك الأديرة ومدارس الدين وذلك ليعد نفسه مرسلاً إلى ايرلندا فوصلها عام 432، وكان قد وصلها من قبلها بزمن بعض رهبان القديس اثناسيوس، فبني لهم كنائس من الخشب ودعاهم إلى المسيح فتجمع كثير من الشبان الذين ترهبوا وعلمهم الحرف كي يعيشوا منها، ولكن ملك الجزيرة أعدَّ له كميناً هو وأتباعه، ولكن الرب نجّاه منه وأسس هناك أسقفية.





أغسطينوس:
أرسل البابا اغريغوريوس الأول إلى إنجلترا بعثة قوامها أربعون راهباً برئاسة أغسطينوس الذي كان رئيساً لأحد الأديرة الرومانية، وكان اغسطينوس أول مَنْ شغل منصب رئيس أساقفة إنجلترا، وقد اتخذ كنتربري مقراً له.
وكانت سفريته إلى إنجلترا مودعاً البابا في عام 596، وقد سمعوا وهم في طريقهم إلى إنجلترا الكثير عن وحشية الإنجليز وتخلفهم، مما جعله هو ومن معه يترددون كثيراً في رحلتهم، أرسلوا إلى البابا يستأذنون في العودة، ولكنه رد عليهم "خير لكم لو لم تبدءوا المهمة، من أن تبدءوها ثم تعودوا خاسرون، وعهدي بكم أقوياء لا تؤثر فيكم متاعب الرحلة، ولو قول أهل السوء وتثبيط عزائمكم، فسيروا علي بركة الله إلى المهمة التي تعهدتم بها، والله حارسكم وراعيكم يا أولادي الأحباء "
عادت لأوغسطينوس شجاعته هو وأصحابه، ومرّوا بفرنسا حيث أخذ معه بعض التراجمة الذين يتكلمون الإنجليزية.
وصلوا إلى كنت عام 597، أي بعد سنة من السفر علي الشاطئ الجنوبي الشرقي لإنجلترا، وكان ملك كنت يدعي (أيثر لبرت) فلما علم بمجيئهم من روما لا يريدون حرباً. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وإنما كنيسة يصلون فيها، لم يضطرب لاسيما وان زوجته الملكة (برثا) كانت مسيحية سراً من اصل غالي وكانت تذهب أحيانا إلى كنيسة سان مارتن بكانتربري.
فرحت الملكة بنبأ وصول هؤلاء إلا أن زوجها الوثني طلبهم ليعرف هدفهم، فوقفوا بين يديه حاملين الصليب وهم يتزعمون ويصلون، وفهم منهم أنهم يصلون من أجله، وأنهم أتوا ليعلموه الدين الجديد وحسب، فسمح لهم بالتبشير، وأعطاهم منازل للإقامة وكثيرون ممن سمعوا تعاليم اغسطينوس آمنوا وتعمدوا حتى أمن الملك نفسه، وسمح ببناء كنائس أخرى.
وهكذا دخلت المسيحية إنجلترا.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

بونيفاس (بونيفاسيوس) مبشر هولندا و ألمانيا



بعد أن رسخت المسيحية أقدامها في إنجلترا، فكر أهلها في إرسال رسل إلي بقية القارة في النصف الأخير من القرن الثامن، كان انتشار المسيحية في هولندا و بلجيكا وشمال ألمانيا، قائماً علي أكتاف نفر قليل من شتات الرسل الذين وفدوا في أيرلندا (أرلندا).
وكان نصيب هولندا وألمانيا المبشر بونيفاس الذي وجد في نفسه من حداثته رغبة جادة لحمل رسالة الإنجيل إلى أرض آبائه وأجداده التي رحلوا منها أولا قبل أن يستوطنوا إنجلترا، فكان أول أسقف إنجليزي مرسل ختم حياته بالاستشهاد بيد الوثنيين.
وان كان بونيفاس بذل جهوداً في مناطق هولندا وألمانيا معا كانت مملكه الفرنجة التي كان يحكمها شارل مارتل (في شمالي فرنسا وغرب ألمانيا) وكان بين الفرنجة المسيحيين وبين الإقليم الذي هو هولندا ألان (فريزيا يومئذ) عداء شديد وحروب هوالية، ولكنهم انضموا بعضهم لبعض أمام الغزو الإسلامي في ذلك الوقت مما سهل مهمة بونيفاس، وأصبح رئيس أساقفة ألمانيا.




نشأة بونيفاس:
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.html ولد بونيفاسيوس Saint Boniface في بلده صغيرة في تلال ديفون عام 670 وكان يسمي (وينفرد) معناه الجميل الجذاب، وتربي علي السلام والوداعة والمحبة.
ولما بلغ السابعة من عمره أرسله أبواه إلى مدرسة من المدارس التي كانت ملحقة لدير في ذلك العصر، ليتعلم القراءة والكتابة، فكان صبياً مجتهداً، انتقل بعد إنهاء الدراسة بها إلي مدرسة أعلى بالقرب من مانشستر، وفي هذه المدرسة تعلم الشعر والتاريخ ودراسة الكتاب المقدس حتى أصبح عالماً كبيراً، وقدر له مَنْ عرفوه أنه سيكون يوما رئيساً لذلك الدير.
ولكن أحلام الصبي لم تقف عند هذا الحد وإنما كان يحب أن يحمل رسالة المسيح إلى قبائل الوثنية في بلاد الجرمان التي هاجر منها آباؤه وأجداده واستوطنوا هذه الجزر التي ولد فيها، وفاتح أحباءه في هذا فوافقوه علي هذا.
فذهب إلى لندن سيرا علي الأقدام ونزل هو وبعض أصدقائه سفينة من الخشب حملتهم إلى ساحل هولندا، فوجد هولندا في حرب مع شارل مارثل الفرنسي. فأحس بخيبة أمل، إذ لم يكن الوقت مناسباً للتبشير فعاد مره أخرى إلى إنجلترا وكانت تنتظره مسألة أخرى هي انه لما عاد إلى ديره وجد رئيسه قد مات وطلب الرهبان منه أن يكون رئيساً للدير، فرفض لان هذا سيمنعه من فكرته وهي التبشير بين الوثنيين.
ففكر أن يعود إلى التبشير عن طريق السفر إلى أوروبا واستأذن البابا هناك للذهاب للتبشير في القبائل التي تسكن عند جبال الألب في وسط أوروبا.
وفعلاً سافر عن طريق فرنسا وعبر جبال الألب إلى روما، وقابل البابا اغريغوريوس الثاني فأعجب البابا به جداً وأذن له بالتوجه إلى ألمانيا.
وأثناء سفرة علم بموت ملك هولندا الشرس الذي كان يحارب شارل مارثل ملك فرنسا، واحس أن الباب قد فتح أمامه للسفر إليها، فاتخذ طريقة علي الجبال إلى هولندا حيث التقي بمبشر أخر يدعي (وليبورد)، وفي أثناء رحلتهما واجها كثير من الأحداث.
ولما وصل بونيفاس إلى عمله بين قبائل الكون في ألمانيا وجد بعضهم راسخين في الدين الجديد وبعضهم يحتفظ بالوثنية إلى جانب المسيحية، وكانوا شعوباً يعيشون في الغابات والجبال والبرك، فكانوا شرسين تعرضوا لبونيفاس وزميلة بالقتل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن بونيفاس اجري أمامهم تعليماً عملياً، إذ وجدهم يقدسون إحدى الأشجار علي أنها تجلب لهم الحظ والحياة، وان من يتناولها بسوء فيموت. فقام أمامهم وقطعها ولم يحدث له شئ، وهنا أفهمهم أن المسيحية هي الدين الحق.
وكان يسير بين الناس ويعظهم ويعمدهم ويقيم الكنائس، ويجمع الأموال للصرف علي الأرامل والأيتام، فأحبة الناس إذ كان يعتمد علي القدوة اكثر من العظات لانه لم يكن يتقن اللغتين الألمانية أو الهولندية، فكان أيمانهم بالأعمال أكثر من الأقوال.
ولما بلغ الخامسة والسبعين من عمرة القي بونيفاس أردية الأسقفية جانبا ولبس ملابس الرهبان العادية الخشنة وشرع مع 12 من زملائه وكان في ألمانيا وذهب إلى هولندا وعمل هناك وأحبه كل الهولنديين.
وفي يوم من أيام صيف عام 755 نصب بونيفاس خيمته علي شاطئ البحر ليجذب بقية الشعب إلى عظاته، وحدث أن أقبل عليه فجأة قوم في شكل عصابة مسلحة بالرماح والتروس وقتلوه هو وزملائه ونال إكليل الشهادة.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

انسكار والتبشير في الدنمارك والسويد



كانت هذه البلاد وثنية حتى القرن التاسع الميلادي حتى ذهب أليها مبشراً: انسكار: (80 – 865).
وهو رجل فرنسي من اصل شريف، وكان راهباً في دير كوربي، وكان يحب أن يبشر الوثنيين، فطلب ملك الدنمرك من ملك فرنسا شارعان أن يرسل أليه أحد من يبشروا بلاده بالإنجيل، فهنا أرسل انسكار الذي ذهب إلى هناك مع بعض رفاقه وظل يعمل حتى توفي في عام 865.
وواصل أحد زملائه الرسالة في السويد وحقق هو وزملائه نجاحاً كبيراً حتى عام 1075، وعندما حدد إعلان رسمي من ملك السويد بان الوثنية هي الدين الرسمي طردهم من هناك بينما اصدر ملك الدنمرك قانوناً بان المسيحية هي الدين الرسمي للدوله كما وصلت إلى النرويج وأيسلندا فرق تبشيريه من إنجلترا، وقد ساعدهم ملك الدنمرك الذي دخل المسيحية كما رأينا علي النجاح عندما تولي هو ملك تلك البقاع وارغم أهل النرويج علي المسيحية حتى دخل ملكهم فيها واعتمد في 1017وتبعة رعاياه هناك، ومن النرويج خرجت البعثات التبشيرية إلى أيسلندا.
وحوالي سنه 1000 صدر قرار يلزم سكان أيسلندا باعتناق المسيحية وقبول المعمودية.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


دخول المسيحية جنوب شرق أوروبا


وسكان هذه المناطق هي الشعوب السلاقية وقد وصلتها الرسالة عن طريق الكنيسة الشرقية، حملها إليهم أخوان من تسالونيكي هما كيرلس وميثوديوس وكان كيرلس وهو أحضرها أستاذ للفلسفة في القسطنطينية، وذهب في زيارة إلى شبة جزيرة القرم بناء علي طلب الإمبراطور ميخائيل الثاني عام 860 الذي طلب معلماً مسيحياً يستطيع الدفاع عن الأيمان المسيحي، فذهب واستقر في مدينة نشرسون فترة حيث تعلم لغة البلاد وبدأ في التبشير هناك.
وانتقل الأخوان إلى مورافيا وبلغاريا، وقد وضع كيرلس الأبجدية السلافية وقررا كتاب الصلوات ومات كيرلس، بينما تولي ميثوديوس رئاسة أساقفة مورافيا وبانوني (هنغاريا) وأسس الكثير من الكنائس هناك وتوفي في عام 885.
 

عادل نسيم

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 نوفمبر 2009
المشاركات
3,338
مستوى التفاعل
73
النقاط
0
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

أ . إسميشيل
شكراً علي المجهود الرائع المبذول في تجميع كل ما يتعلق بالكنيسة وتقديمه بأسلوب شيق وجميل الرب يكافيء تعبك ويعوضك بمحبته
17997843go2.gif

 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

بداية الصراعات في الكنسية الغربية: أوروبا والإسلام



عندما بدا الإسلام في التحرك علي يد العرب في القرن السابع الميلادي، كان العالم آنذاك مشغولاً بحروب شرسة بين الفرس والروم، وكلا البلدين أبديا صدوداً لرسل الإسلام حينما وصلوا يدعون أهلها الدين الجديد، مما دفع العرب إلى استعمال القوة للجهاد.
ولقد كان الأمن غربياً أن يتجاسر العرب علي مهاجمه " الأسدين" فارس وروما كما كانا يسميان في وقت واحد، وكانا اكبر إمبراطوريتين عرفهما العالم عند مستهل القرن السابع.
http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlوقد بدأ احتكاك قوات المسلمين بقوات الروم في بادية الشام في عام 629 اي في العام التالي مباشرة لانتهاء الحرب من الروم والفرس، كانت الدولة البيزنطية تعاني حينئذ الأمرين من جراء ما تطلبه حروبها من فارس من جهة ومن البرابرة المهاجمين لاراضيها من البلقان من جهة أخرى، زيادة علي النزعة الانفصالية التي أخذت تقوي عند أقباط مصر والآراميين في سوريا والأرمن عند أطراف أسيا الصغرى، مما هدد كيان الدولة ووحدتها تهديداً خطيراً.
وبدأت جيوش العرب بقيادة أبىعبيدة بن الجراح تعمل في الشام ضد الروم فأرسل الإمبراطور هرقل إمبراطور الروم جيشا بقيادة أخيه تيودور لإنقاذ فلسطين ولكن أتاه جيش عربي أخر بقياده خالد بن الوليد من العراق، فانزل الجيشان الهزيمة بالروم في موقعة أجناد ين 634.
تم اتساع خالد بن الوليد في شمالي الشام حتى هزم الروم ثانية في موقعة اليرموك عام 636 وبذلك استولي علي الشام بما فيها القدس مابين عامي 637-638هذا بالنسبة لاملاك الروم في الشام، أما في شمال أفريقية فقد فتحوا مصر عام 641 وفتحوا برقة في عام 643 ثم توقفت الفتوحات بسبب الفتنه التي قامت في الدولة الإسلامية بقيام الخلافة الأموية في دمشق 660.
وفي سنة 664فتح العرب ولاية أفريقية حيث أسس عقبة بن نافع مدينة القيروان واتساع العرب في شمال أفريقية مكونين زاوية عربية إسلامية تحف الدولة الرومانية، وبدأو يستولون علي بعض جزر البحر المتوسط ليقتربوا من جسم الامبراطوريه ذاتها فاستولوا علي جزيرة سرد نيا 711 وعبر طارق بن زياد المضيق الذي عرف باسمة ليفتح أسبانيا فيما بين سنتي 711، 713
وبفتح أسبانيا خسرت الكنيسة الغربية خسارة كبيرة، إذ فقدت بلاداً ارتبطت أصول المسيحية الأولى مثلها مثل بلاد أخري كانت بمثابة أجزاء أساسية من الوطن المسيحي مثل شمال أفريقيا وأسبانيا،
ألا أن العرب المسلمين لم يكفوا عن مهاجمه الدولة البيزنطية براً أو بحراً حتى كان أوائل القرن الثامن، وعندئذ اعتقد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك (715- 717) أن الوقت قد حان للقيام بحمله كبري تستولي علي القسطنطينية وتطيح تماما بالامبراطوريه البيزنطية، واختار الخليفة أخاه مسلمة ليكون علي رأس هذة الحملة التي شقت طريقها عبر أسيا الصغرى حتى بلغت البسفور وعبرته إلي الشاطئ الأوربي عام 717. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبينما أطلق المسلمون علي القسطنطينية من ناحية البر، إذا بالأسطول الإسلامي يهاجمها من البحر، حتى كادت المدينة تقع في أيدي المسلمين، لولا النار الإغريقية التي لعبت دورها كسلاح شتت سفنهم في الوقت الذي أغرى الإمبراطور ليو الابسوري (717-741) البلغار بمهاجمة المسلمين من الخلف، وعندما سمع الخليفة عمر بن عبد العزيز بحرج موقف العرب المسلمين أمرهم بالانسحاب في عام 718بعد أن ظلوا محاصرين القسطنطينية اكثر من عام، وهكذا تم إنقاذ القسطنطينية وكذلك الإمبراطورية البيزنطية من خطر محقق.
وبعد أن فشل المسلمون في الاستيلاء علي القسطنطينية في أوائل القرن الثامن تشجع البيزنطيون، واخذوا يدفعون خطر المسلمين تدريجياً من أسيا الصغري، حتى غامر الإمبراطور قسطنطين الخامس بشن هجوم علي الشام عام 745 منتهزاً فرصة ضعف أواخر عهد الدولة الأموية، وفي عام 746 أحرز البيزنطيون نصراً بحرياً علي المسلمين واستردوا جزيرة قبرص، ولم تلبث سنة 750 أن شهدت سقوط الخلافة الأموية وقيام الدولة العباسية في بغداد، هذة الدولة العباسية التي دخلت بجيوشها إلى الدولة البيزنطية من جديد وكسبت معارك كثيرة.
ألا انه رغم كل هذا استطاعت الدولة البيزنطية أن تعتمد ألي النهاية لاستبقاء ما بقي لها فنجحت في صد العرب المسلمين عن حدودها الشرقية، كما نجح الفرنجة في أبعاد خطرهم عن الأندلس وغرب أوروبا، وحافظت بذلك علي أوروبا الوسطي وحضارتها العظيمة.
وان كانت الحروب الساخنة قد توقفت، فان الحرب الباردة بدأت في شكل التنافس الحضاري بين أوروبا والشرق العربي الإسلامي، وقد رجحت كفة العرب في العلوم والثقافة وبدأ الغرب يخطبون ودهم، فنجد الإمبراطور شارلمان الفرنجي يصادق هرون الرشيد ويتبادلان الهدايا، لينعم عهدهما بالهدوء والاستقرار.
وظل الحال هكذا حتى جاءت الحروب الصليبية فيما بين القرنيين الحادي عشر والثالث عشر إلا أنها كانت كفقاعة لم تأت ألا بنتائج سيئة علي كلا من الطرفين وكانت أوروبا سببها.

 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية


انتابت الكنيسة الغربية الكثير من التطورات خلال العصور الوسطي، وكان أهم مظهرين لهذه التطورات:


أ‌-</B> ظهور البابوية
ب‌-
</B> انفصال كنيسة روما عن كنيسة القسطنطينية

أولاً: هناك عوامل أدت ألي ظهور البابوية كقوة واضحة وقوية ناوأت الإمبراطورية ذاتها منها:
</SPAN>

1-</B> انه فيما بين 400، 868 لم تقم في غرب أوروبا حكومة مدنية قوية يحسب لها حساب، وهذه الفترة هي التي عانت فيها أوروبا الغربية الكثير من غزو البرابرة أولاً ثم هجمات العرب، وبعد موت الإمبراطور شارلمان وتقسيم الامبراطوريه لم يعد في أوروبا كلها حاكم له ثقله.
وفي هذه الفترة، نجد انه في روما التي كانت مركز السلطة وعاصمة الامبراطوريه كان الأسقف يمارس اختصاصات الحاكم السياسي بالإضافة إلى رئاسته الدينية، كما انه منذ وفاة شارلمان عملت الكنيسة علي تحرير نفسها من سلطة الأباطرة وظهرت البابوية كقوة تنحي لها الجباة، إذ كان البابا ينكر علي الأباطرة أي تتويج لهم لم يمارس البابا، إذا للبابا الحق في تتويج الأباطرة وإلا اعتبر التتويج باطلاً، كما حدث أيام تتويج الإمبراطور لويس التقي عندما لم يعترف البابا بتتويج أبيه له أعاد هو تتويجه في عام 816، وما فعلة البابا اغريغوريوس الرابع 833 Pope Gregory IV من اعلانة في شكل أمر للأباطرة مستقبلاً لانه لا يجب ألا تنسوا أن الحكومة الروحية التي يهيمن عليها البابا اعلي قدراً من السلطة الامبراطوريه التي لا تعدوا أن تكون زمنية ومؤقتة. </SPAN>

http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlوالتقط الباباوات هذا الخيط ونسجوا علية حقوقاً كثيرة وتأكيدات عديدة علي أن حقهم اكثر من الإمبراطور حتى في إدارة البلاد، وفي هذا قال البابا نيقولا الأول أن الإمبراطورية الرومانية لا تكون ألا حيث يريد البابا. ولم يشأ أن يعترف بان الإمبراطور البيزنطي إمبراطور رومانياً وكان هذا بداية انشقاق بين الكرسين القسطنطيني والروماني. ووصل الأمر بهذا البابا إلى اعلانة الواضح " أن الحاكم الذي لا يطيع أوامر الكنيسة الرومانية وتعليماتها يعتبر عاصيا، ويستحق اللعنة والحرمان "
ثم جاء تتويج الإمبراطور شارل الثاني إمبراطور بين البابا يوحنا الثامن Pope John VIII سنة 875 ليؤكد أن الامبراطور صنعة البابا وربيبة، واعلن أن البابا عندما توجه إنما عبر عن إرادة الله في التفضل علية بهذا التشريف " ومنحة " التاج الإمبراطوري. علي انه إذا كانت الكنيسة قد أخذت تسعي خلال سنوات الفوضى التي عمت أوروبا في القرن التاسع للتحرر من سلطة الدولة بدأ أمرا غير عملي في ظل النظام الإقطاعي.
هذا في الوقت الذي لم تجد البابوية إمامها سابقة تستند أليها في تأكيد سيادتها علي الملوك من جهة وعلي بقية رجال الكنيسة من جهة تخري، وهنا لجأ رجال الكنيسة إلي التزييف والتزوير لاختلاف سوابق تستند إليها البابوية في تحقيق أهدافها.
وهناك وثيقتين زورهما رجال الكنيسة لتحقيق أغراضهم ومبادئهم الأولي: وتسمي هبة قسطنطين Donation of Constantine ، والغرض منها إثبات سلطه البابوية السياسية وسيادتها علي الغرب الأوروبي، وهذه الوثيقة المزورة عبارة عن مرسوم قيل أن الإمبراطور قسطنطين أصدره عندما انشأ القسطنطينية، وتنازل بمقتضاه للبابوية عن روما، بل عن كل أراضى الإمبراطورية الغربية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويبدو أن هذه الوثيقة زورت في القرن الثامن من بعد أن منح الإمبراطور بيبين الأول (القصير) البابا سلطة سياسية في أراضى إيطاليا عام 755، فأراد رجال الكنيسة عندئذ أن يحيطوا هبة بيبين هذة بجو من الشرعية التقليدية التي تثبت أن حق البابوية في مباشرة السلطة الزمنية قديم يرجع إلى أيام قسطنطين الكبير نفسة، ورغم ما شاب هذة الوثيقة من إشاعات وتزوير فقد استمرت البابوية تعتمد عليها، وتتخذها أساسا لسلطانها السياسي علي الشعب حتى اكتشفت تزويرها عام 1439 في عصر النهضة الإيطالية
أما الوثيقة الثانية فظهرت حوالي 850- 857 واسمها " الأحكام البابوية المزورة forged decretals وتنسب إلى شخص وهمي هو ايسيدور، وان كان لا يمكن القول برأي قاطع في حقيقية نشأتها، وكل ما هناك انه يبدو زورت في روما نفسها وكان الهدف الأساسي من وضعها خدمة مصالح الأساقفة المحليين من جهة والبابوية من جهة أخري، لأنها ترمي إلى إضعاف سيطرة رؤساء الأساقفة علي الأساقفة وفي نفس الوقت تعمل علي إعلاء شان البابوية وتضخيم نفوذها.
ومن هذه الأسس بدأ الأساقفة يتجاهلون رؤسائهم ويلجاؤون إلى البابوية لأنصافهم.


- أين كان الشعب في هذه المعارك؟
أن الخوف الذي زوره الباباوات كما رأينا وجعلوا منه سيفاً مسلطاً علي رقاب الأباطرة والأساقفة، والحرب بين الأساقفة ورؤسائهم، كل هذا كان في حاجة إلى تغيب الشعب عن التدخل فيها.فكانت الجماهير رغم هذا تنظر إلي الاكليروس الغربي نظرة ليس ملؤها الاحترام فقط بل والتقديس أيضا، وخاصة وقد أعلن الباباوات عصمتهم من الخطأ وانهم خلفاء الرسل والتلاميذ.
والشعب ينظر إليهم كرجال البر والتقوى، في وقت كان معظم الحكام تتحكم فيهم أهوائهم وتستعبدهم شهواتهم، فمثلاًَ نجد أن البابا نيقولاوس الأول (858- 867) يستغل خطيئة الإمبراطور في منطقة اللورين شرقي فرنسا يهجر زوجته ويقترن بأخرى بأذن من رئيس الأساقفة مملكته، فيجد البابا في هذا تصرفات مشينة لا يليق حتى بأخلاقيات فيبطل هذا الأذن وهذا الزواج ويرغمه علي طرد زوجته الثانية، ليعيد أليه زوجته الأولى، ويدخل في صراع مع الأسقف الذي أذن له بهذا. </SPAN>
وهكذا تري أن البابا مثل سلطاناً اعظم من سلطة الملوك والأباطرة، واعلن أن هذا السلطان هو القانون الأخلاقي.
</SPAN>

- كما استغل الباباوات فرصة الخراب الشامل الذي ساد أوروبا في بداية العصور الوسطي، واصبح الناس في حاجة إلى من يضمد لهم جراحهم فلجاوا إلى الجانب الديني اكثر من السلطة السياسية التي أثبتت فشلها آنذاك.


- كما أن الإرساليات الدينية التي أرسلها الباباوات للتبشير بالمسيحية في أوروبا، لعبت دوراً كبيراً في توسيع نفوذ الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، لان كل إقليم كسبة البعثات التبشيرية كانت كسباً لبابا روما وتوسيعاً لدائرة نفوذه، كما رأينا في بونيفاس وغيرة.


- كان لانتشار الإسلام أثره في توثيق الصلة بين البابوية والكنائس، لانه في بلاد الشرق التي خضعت للخلفاء المسلمين نال الكنائس فيها كثيراً من الظلم في حين أن كنائس الغرب كانت بعيده عن هذا فنالها ما نال من الباباوات.


- من العوامل التي ساعدت أيضا علي ازدهار البابوية، امتلاك الباباوات للكثير من الإقطاعيات التي اقطعها إياها الأباطرة، فكانت للباباوات جيوش في تلك المقاطعات، كما انهم فرضوا علي سكانها الضرائب، تماماً كما كانت تفعل الحكومات المدينة ن وقد ظل الباباوات يحكمون تلك المقاطعات حتى عام 1870.



 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

الصراع بين الكنيستين في القسطنطينية في روما - السيمونية

من التطورات الهامة التي واجهتها الكنيسة في هذه الفترة من تاريخها، وانقسامها إلي معسكرين فقد بدأ الانفصال في عام 867 م عندما وقع صدام بين بابا روما وبطريرك القسطنطينية فقام أحد المجامع الشرقية بعزل الأول من منصبة، ثم جاء بعد ذلك مجمع أخر، الغي هذا القرار بعد سنتين من صدوره، واستمرت الخلافات حتى عام 1054 بسبب بعض الاختلافات البسيطة في بعض القصائد اللاهوتية.
ثم حدث بعد ذلك صراع بين الاثنين فاصدر البابا حكماً يقطع البطريرك ومعاونيه من عضوية الكنيسة وكانت هذه خاتمه المطاف، ومن ذلك الوقت فصاعدا انقسمت الكنيسة الكاثوليكية إلى معسكرين أحدهما في الشرق ويضم الكنيسة اليونانية وتتبعها مناطق اليونان وشبه جزيرة البلقان وروسيا ومعظم المسيحيين في بلاد أسيا الصغري وسوريا وفلسطين، بينما استمرت بقية أوروبا في حظيرة الباباوية، خاضعة لقوانين الكنيسة الرومانية.
وراح كل معسكر من المعسكرية يدعي انه هو وحده الكنيسة الكاثوليكية الحقة، ويرفض الاعتراف بالمعسكر الأخر .
وكان من بدايات أمراض الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى هي مشكلة السيمونية، أي شراء الرتب الكنسيّة!
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية أمراض الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى:




2) زواج رجال الدين

المعروف أن معظم الأساقفة ظلوا عزاباً في حين اقبل بعضهم علي الزواج. وسار علي دربهم القساوسة وصغار رجال الدين، مدعين انه لا يوجد نظام كنسي يمنع الأساقفة ورجال الدين من الزواج، وأن ما وجد من تشريعات في ذلك فإنه يصعب تطبيقها، علي الرغم من جهود البابا جريجوريوس العظيم في سبيل ذلك.
وهكذا ظلت الكنيسة تري ضرورة إلزام رجال الاكليروس بالعزوبة أسوة بالرهبان، والسبب في إقبال رجال الدين علي الزواج وجود اتجاه منذ القرن العاشر إلى توريث الوظائف الإقطاعية، مما أدى بدورة إلى اتجاه رجال الدين إلى الزواج ليورثوا لأولادهم لهم أولاد هذا العز الأمر الذي جعل منهم طبقة وراثية وانزل ابلغ الضرر بالكنيسة، وظلت الكنيسة تكافحهم إلى أن أعلنت في مجمع روما سنوات 1050، 1059، 1061 تحريم التعامل مع القساوسة المتزوجين .
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية

أمراض الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى:



3) التقليد العِلماني

وهذه المشكلة تختلف عن سابقتها في كونها تنقل اتصالاً مباشرا لسلطة الحكام العلمانيين، والمقصود بالتقليد العلماني هو أن يقوم الحكام العلمانيون – من أباطرة وملوك وامراء – بتقليد رجال الدين مهام مناصبهم الدينية، والمعروف أن القانون الكنسي نص منذ القدم علي أن يكون تعيين القساوسة بواسطة اساقفهم وان يقوم القساوسة وغيرهم من رعايا ألا سقفية بانتخاب الأسقف، واخيراً يعتمد كبير الأساقفة (البابا) هذا الاختيار، ولكن هذه الأوضاع تغيرت علي مر الأيام واصبح أصحاب ألا راضي من الإقطاعيين يقومون بتعيين الأساقفة، في حين تولي الأباطرة والملوك تعين الأساقفة، فكيف أن يسلم أحدهم خاتم الأسقفية وعكازها ألي أحد الأفراد ويقول له تسلم أسقفية كذا، فيصبح أسقفها.
واصبح نيران القوي في يد العلمانيين بعد أن كانت سلطة الكنيسة هي سلطة الإمبراطور وأكثر وقد أفاد هذا الوضع الدولة سياسيا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إذ جعل كبار رجال الدين تابعين للحكام العلمانيين، وجعل الوظائف الدينية بمثابة اقطاعات يمنحها هؤلاء الحكام لرجال الدين ولذلك تمسك أباطرة الدولة المقدسة بوجد خاص بهذا الحق، واعتبر تخليهم عنه خسارة كبيرة تحقيق السلطانهم السياسي.
ولكن الكنيسة هي التي خسرت خسارة كبيرة من جراء هذا الوضع الشاذ، الذي أدى إلى تفككها وعدم ارتباطها تحت زعامة البابوية، بعد أن اصبح الأساقفة أذنابا للملك والإمبراطور يعينهم لخدمته وتحقيق اغراضة، لا لخدمة الكنيسة وتحقيق أغراضها فكانت الكنيسة تريد من رجالها أن يخضعوا للبابوية وحدها، وينصرفوا لخدمة وظائفها الدينية، في حين أراد الحكام العلمانيون أن يسيطروا علي رجال الدين سيطرة إقطاعية، وأن يتحكموا في تعينهم حتى يكونوا أداة طيعة في أيديهم، ولا سيما أن رجال الكنيسة كانوا الفئة الوحيدة المتعلمة، ومن ثم اشتدت حاجة الحكام العلمانيين إليهم في الشئون الإدارية.
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
رد: الكنيسة ( ملف فاخر وجميل )

الكنيسة الغربية



حركة الإصلاح في الكنيسة الرومانية



بدأت دعوة الإصلاح في النصف الأول من القرن العاشر في منطقة اللورين غربي فرنسا، حيث بدأ أحد المصلحين واسمه جيرار هذه الحركة بتأسيس كنيسة وألحق بها ديراً، وطبق نظم بركات علي الحياة الديرية، ألا أن هذه الحركة ظلت محلية، إذ أصلحت ما حولها بينما بقية المناطق ظلت كما هي، لان رجال الدين قاوموا حركة الإصلاح حيث لم يكن في مصلحتهم ذلك، وفي تلك الفترة تم إنشاء دير كلوني، وظهر رهبان في القرن 11 ووضعوا خطة عامة شاملة للإصلاح من ثلاثة بنود:


http://st-takla.org/Gallery/Gallery-index_.htmlأولاً: إعلان الحرب علي السيمونية التي حزبت الكنيسة فوصل إلى المناصب الكنسية من هم غير أهل لها، كما امتلأت جيوب النبلاء والحكام بهذه الرشاوي.


ثانياً: إجبار الاكليروس علي الالتزام بحياة العزوبة، وكانت هي الأصل في الكنيسة الكاثوليكية علي أساس قول السيد المسيح بأن المتزوج يعمل ما يرضي زوجته أما المتبتل فيعمل ما يرضي الله وكان هؤلاء المصلحون يعتقدون أنهم لو تمكنوا من تنفيذ هذين البندين، فإنهم سيحققون قدراً كبيراً من الإصلاح بتحرير الكنيسة من روح العالم.


ثالثاً: تطهير حياة رجال الإكليروس الشخصية من الخطايا التي كانوا مستعبدين لها فطالبوا بإعطاء البابا سلطات أوسع لإصدار أحكام رادعة على كل مَنْ يخرج علي تعاليم الكنيسة وقوانينها.
وقد بدأ هؤلاء الرهبان المصلحون تنفيذ برنامجهم في عام 1049 عندما ارتقي الكرسي البطريركي واحد منهم (البابا ليو التاسع Pope Leo IV) وقد تبني هذا البابا برنامج الإصلاح المشار إليه فتحسنت الأحوال نوعا ما.



وكل من جاء بعد ذلك من الباباوات كان يتبنى برنامج الإصلاح، وعلي رأس هؤلاء الباباوات المصلحين يقف البابا (هلدبراند) الذي كان أعظمهم جميعاً، والذي قاد بنفسه حركة إصلاحية رائعة.
 
أعلى