أما الليلة فمع لؤلؤة جديدة من بحر الحب...
من ليل القاهرة الساحر، من عبق ضفاف النيل إذ تنفث عطر الجمال، من رحيق القمر فى عيون الشوق، ومن خمر الحب فى قلوب العاشقين، مع واحدة من أجمل وأشهر أغنيات السيدة نجاة، من أحلى وآبدع ما لحن الموسيقار الأستاذ محمد عبد الوهاب، ومن أروع وأرق ما كتب الشاعر الكبير نزار قبانى، أغنية "متى ستعرف كم أهواك!"
هكذا كتبت عن هذه الأغنية سابقا، واليوم أكرر نفس الكلمات لأن إحساسي بها أبدا لم يتغير. إنني أتأمل صور الماضي وكيف كانت القاهرة 1970 على سبيل المثال.. أتخيلني في نفس هذه الشوارع، عند كوبري قصر النيل، أشم عبق النهر وأرى على مرمي البصر أنوار الضفاف، وهنا، وهنا تحديدا، أسمع نغمات هذه الأغنية تنساب في الهواء.. متى ستعرف كم أهواك يا أملا.. أبيع من أجله الدنيا وما فيها.. وتمر الصبايا أمامي مسرعات لأن الوقت تأخر والسهرة قد بدأت، يتلفتن بحمرة خجل ما عدت أراها، فيكرر قلبي مبتسما: الدنيا وما فيها.. ويعلو الصوت وأنا أمضي نحو ميدان التحرير الذي يشبه رونقا وتألقا ميادين باريس، وكيف لا ونحن في القاهرة، باريس الشرق وعروسه.. وفي الميدان أخيرا تصدح نجاة، صوت الحب الدافئ كما كانوا يسمونها: إرجع إليّ.. إرجع إليّ إليّ إليّ.. وأهرول في الشوارع التي كانت ما تزال تنصت كلها كي تسمع موسيقى "الأستاذ" حين تنطلق.. أهرول وفي الهواء برد خفيف.. وفي القلب أحلام مطر.. إرجع إليّ إليّ.. فبعدك لا عقد أعلقه.. ولا لمست عطوري في أوانيها......
[YOUTUBE]wLw4FVzj2Ig[/YOUTUBE]
متى ستعرف كم أهواك
****************
متى ستعرف كم أهواك يا أملا
أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
لو تطلب البحر فى عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس فى كفيك أرميها
أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا
وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا
أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا
وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا
أنـا أحبك حاول أن تسـاعدنى
فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا
وإن من فتح الأبواب يغلقهــا
وإن من أشعل النيـران يطفيهــا
يا من يفكر فى صمت ويتركنى
فى البحر أرفع مرسـاتى وألقيهـا
كفاك تلعب دور العاشقين معى
وتنتقى كلمــات لست تعنيهــا
كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها
وأسعدتنى ورود سوف تهديهــا
وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه
وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا
وكم تمنيت لو للرقص تطلبنى
وحيـرتنى ذراعى أين ألقيهـــا
ارجع إليّ فإن الأرض واقفـة
كأنما الأرض فرت من ثوانيهـا
إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه
ولا لمست عطورى فى أوانيهــا
لمن صباى لمن.. شال الحرير لمن
ضفـائرى منذ أعـوام أربيهــا
إرجع كما أنت.. صحوا كنت أم مطرا
فمــا حياتى أنا إن لم تكن فيها
* * *
رسـالة إلى رجـــل
(النص الأصلى)
[YOUTUBE]62AhXZ6aCFU[/YOUTUBE]
متى ستعرف كم أهواك يا رجلا* أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنـا * بحالهــا وسأمضي في تحديهـا
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه * أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا * وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا
أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا * وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا
أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي * يـا قصة لست أدري مـا أسميها
أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني * فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا
وإن من فتح الأبواب يغلقهــا * وإن من أشعل النيـران يطفيهــا
يا من يدخن في صمت ويتركني * في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا
ألا تراني ببحر الحب غارقـة * والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا
إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا * مــا زال يقتل أحلامي ويحييهـا
كفاك تلعب دور العاشقين معي * وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا
كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها * وأسعدتني ورود سوف تهديهــا
وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه * وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني * وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا
ارجع إلي فإن الأرض واقفـة * كأنمـا الأرض فرت من ثوانيهــــا
إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه * ولا لمست عطوري في أوانيهــا
لمن جمالي لمن شال الحرير * لمن ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا
إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا * فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا
ولهواة الطرب والسهر ـ الحفل كاملا
[YOUTUBE]BClDtdATPKE[/YOUTUBE]
* * *