لماذا خلق الله الإنسان, بالرغم من معرفته أن الإنسان سوف يخطئ؟هناك من يدعي أن الله خلق الإنسان ليعبده, و لكن هذا القول يتنافي مع كمال الله بل ويتهم الله بالنقص و حاجته للإنسان ليعبده و حاشا لله ذلك. فالله لا ينقصه شيء يناله من مخلوق, إنساناً كان أو ملاكاً. و الله من الناحيةاللاهوتية لا يزيد أو ينقص . فهو لا يزيد شيئاً بتمجيدنا و لا ينقص بعدم تمجيدنا.و إنما خلق الله الإنسان لمحبته للإنسان فلقد أحبنا الله قبل أن نوجد. و لهذا أوجدنا, خلق الله الإنسان لينعم عليه بنعمة الوجود.و لعل أبسط مثال يمكن أن يقال هنا هو مثال الأم فالأم تعلم كم سيكلفها جنينها من مشقات و متاعب بدأ من وجوده في رحمها و مولده إلى تعليمة و أخطاءة و .... و لكن مع كل هذا تحافظ على جنينها قدر استطاعتها و تكون سعيدة به لماذا؟ أليس لحبها له قبل أن يوجد. "فالله محبة" (1يو 4 : [لماذا وضع الله الوصية؟الله خلق للإنسان عقل و إرادة حرة و هي تعني حرية الإختيار فلذلك كان لابد من وجود محك إختيار أمام الإنسان ليجد قيمة لهذا العقل و تلك الإرادة الحرة و يختار طريق الحياة أو الموت.مثال علي ذلك: لو أعطيتك كشاف ( مصباح) هل ستعرف قيمته و تستغلة لو لم تجد نفسك في مكان مظلم, فلو كنت لن تمر في أي مكان مظلم يكون هذا الكشاف بلا فائدة. و الله كلي القدرة و العلم و الحكمة لا يخلق شيء بلا فائدة.ألم يكن الله يعلم أن الإنسان سيخطئ لِمَ لم يريحه من تجربة الشيطان؟الله يعلم أن الإنسان سوف يسقط و يعلم أيضاً أنه سوف يخلص الإنسان. و يحول شر الإنسان الذي صنعه بنفسه إلي خير له.كان يمكن أن يخلق الله الإنسان بطبيعة معصومة من الخطأ, أو أن يجعله مسيراً نحو الخير, و في هذه الحالة ما كان الإنسان يستحق أن يكافأ. لأنه لم يدخل امتحاناً و ينجح فيه. لذلك خلقه الله بإرادة حرة و سمح للشيطان أن يجربه.لو كان الله أراح الإنسان من تجربة الشيطان لبقي في جنة عدن الأرضية, و لكن الله أعد له ما هو أفضل. "ما لم تر عين و لم تسمع أذن و لم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه." (1كو 2 : 9.)