3. فتقدم إليه المجرب وقال له: «إن كنت ابن الله، فقل لهذه الحجارة أن تتحول إلى خبز!»
4. فأجابه قائلا: «قد كتب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله!»
5. ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة، وأوقفه على حافة سطح الهيكل،
6. وقال له: «إن كنت ابن الله، فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه قد كتب: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على أيديهم لكي لا تصدم قدمك بحجر!»
7. فقال له يسوع: «وقد كتب أيضا: لا تجرب الرب إلهك! »
8. ثم أخذه إبليس أيضا إلى قمة جبل عال جدا، وأراه جميع ممالك العالم وعظمتها،
9. وقال له: «أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي!»
10. فقال له يسوع: «اذهب ياشيطان! فقد كتب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد! »
11. فتركه إبليس، وإذا بعض الملائكة جاءوا إليه وأخذوا يخدمونه.
12. ولما سمع يسوع أنه قد ألقي القبض على يوحنا، عاد إلى منطقة الجليل.
13. وإذ ترك الناصرة، توجه إلى كفرناحوم الواقعة على شاطيء البحيرة ضمن حدود زبولون ونفتاليم، وسكن فيها،
14. ليتم ما قيل بلسان النبي إشعياء القائل:
15. «أرض زبولون وأرض نفتاليم، على طريق البحيرة ما وراء نهر الأردن، بلاد الجليل التي يسكنها الأجانب،
16. الشعب الجالس في الظلمة، أبصر نورا عظيما، والجالسون في أرض الموت وظلاله، أشرق عليهم نور ! »
17. من ذلك الحين بدأ يسوع يبشر قائلا: «توبوا، فقد اقترب ملكوت السماوات! »
18. وبينما كان يسوع يمشي على شاطيء بحيرة الجليل، رأى أخوين، هما سمعان الذي يدعى بطرس وأندراوس أخوه، يلقيان الشبكة في البحيرة، إذ كانا صيادين.
19. فقال لهما: «هيا اتبعاني، فأجعلكما صيادين للناس!»
20. فتركا الشباك وتبعاه حالا.
21. وسار من هناك فرأى أخوين آخرين، هما يعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه، في القارب مع أبيهما يصلحان شباكهما، فدعاهما ليتبعاه.
22. فتركا القارب وأباهما، وتبعاه حالا.
23. وكان يسوع يتنقل في منطقة الجليل كلها، يعلم في مجامع اليهود، وينادي ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وعلة في الشعب،
24. فذاع صيته في سورية كلها. فحمل إليه الناس مرضاهم المعانين من الأمراض والأوجاع على اختلافها، والمسكونين بالشياطين، والمصروعين، والمشلولين، فشفاهم جميعا.
25. فتبعته جموع كبيرة من مناطق الجليل، والمدن العشر، وأورشليم، واليهودية، وما وراء الأردن.