6. اسألوا وتأملوا: أيمكن للرجل أن يحمل؟ إذا ما لي أرى كل رجل يضع يديه على حقويه كامرأة تقاسي من المخاض، وقد اكتسى كل وجه بالشحوب؟
7. ما أرهب ذلك اليوم إذ لا مثيل له! هو زمن ضيق على ذرية يعقوب، ولكنها ستنجو منه.
8. في ذلك اليوم، يقول الرب القدير، أحطم أنيار أعناقهم، وأقطع ربطهم، فلا يستعبدهم غريب فيما بعد.
9. بل يعبدون الرب إلههم، وداود (أي المسيا) ملكهم الذي أقيمه لهم.
10. فلا تفزع يا(نسل) عبدي يعقوب، ولا تجزع ياإسرائيل، فإني أخلصك من الغربة، وأنقذ ذريتك من أرض سبيهم، فيرجع نسل إسرائيل ويطمئن ويستريح من غير أن يضايقه أحد.
11. لأني معك لأخلصك، يقول الرب، فأبيد جميع الأمم التي شتتك بينها. أما أنت فلن أفنيك بل أؤدبك بالحق ولا أبرئك تبرئة كاملة».
12. لأن هذا ما يعلنه الرب: «إن جرحك لا شفاء له وضربتك لا علاج لها.
13. إذ لا يوجد من يدافع عن دعواك، ولا عقار لجرحك، ولا دواء لك.
14. قد نسيك محبوك، وأهملوك إهمالا، لأني ضربتك كما يضرب عدو، وعاقبتك عقاب مبغض قاس، لأن إثمك عظيم وخطاياك متكاثرة.
15. لماذا تنوحين من ضربتك؟ إن جرحك مستعص من جراء إثمك العظيم وخطاياك المتكاثرة، لهذا أوقعت بك المحن.
16. ولكن سيأتي يوم يفترس فيه جميع مفترسيك ويذهب جميع مضايقيك إلى السبي، ويصبح ناهبوك منهوبين،
17. لأني أرد لك عافيتك وأبريء جراحك، يقول الرب، لأنك دعيت منبوذة، صهيون التي لا يعبأ بها أحد».
18. وهذا ما يعلنه الرب: «ها أنا أرد سبي ذرية يعقوب إلى منازلهم، وأرحم مساكنهم، فتبنى المدينة على رابيتها، وينتصب القصر كالعهد به.
19. وتصدر عنهم ترانيم الشكر مع أهازيج أصوات المطربين، وأكثرهم فلا يكونون قلة، وأكرمهم فلا يستذلون.
20. ويكون أبناؤهم مفلحين كما في العهد الغابر، ويثبت جمهورهم أمامي، وأعاقب جميع مضايقيهم.
21. ويكون قائدهم منهم، ويخرج حاكمهم من وسطهم فأستدنيه فيدنو مني، إذ من يجرؤ على الاقتراب مني من نفسه؟
22. وتكونون لي شعبا وأكون لكم إلها».
23. انظروا، ها عاصفة غضب الرب قد تفجرت، زوبعة هائجة تثور فوق رؤوس الأشرار.
24. لن يرتد غضب الرب المحتدم حتى ينجز وينفذ مقاصد فكره. وهذا ما ستفهمونه في آخر الأيام.