2. فقال يربعام لزوجته: «تنكري حتى لا يكتشف أحد أنك زوجتي، وامضي إلى شيلوه حيث يقيم أخيا الذي أنبأني أنني سأملك على هذا الشعب،
3. وخذي له معك عشرة أرغفة وكعكا وجرة عسل، وانطلقي إليه وهو يخبرك بمصير الغلام».
4. فنفذت زوجة يربعام ما طلبه منها، ووصلت إلى بيت أخيا في شيلوه، وكان أخيا قد طعن في السن، وكل بصره.
5. وقال الرب لأخيا: «ها هي زوجة يربعام مقبلة لتسألك عن مصير ابنها المريض، فأجبها بما أقوله لك، لأنها ستدخل إليك متنكرة».
6. فلما سمع أخيا وقع خطواتها وهي داخلة من الباب قال: «ادخلي يا زوجة يربعام. لماذا تتنكرين؟ إنني أحمل إليك أخبارا سيئة.
7. اذهبي وبلغي يربعام قضاء الرب إله إسرائيل: لقد رفعتك من وسط الشعب، ونصبتك رئيسا على شعبي إسرائيل،
8. ومزقت المملكة عن بيت داود ووليتك عليها، ولكنك لم تكن كعبدي داود الذي حفظ وصاياي وتبعني من كل قلبه ليصنع ما هو صالح في عيني.
9. لقد ارتكبت من السيئات ما فاق جميع الذين كانوا قبلك، فصنعت لنفسك آلهة أخرى، أصناما مسبوكة، لتثير غيظي، وقد طرحتني خلف ظهرك.
10. لذلك ها أنا مزمع أن أبتلي بيتك بشر عظيم، وأبيد كل ذكر من نسلك، عبدا كان أم حرا، وأفني بيتك كما تفني النار الروث الجاف،
11. فتأكل الكلاب كل من يموت لك في المدينة، وتنهش طيور السماء كل من يموت لك في الحقل، لأن الرب تكلم».
12. وأضاف أخيا: «أما أنت فانهضي وانطلقي إلى بيتك، وحالما تدخلين المدينة يموت الولد،
13. فينوح عليه الإسرائيليون ويدفنونه، لأن هذا وحده من نسل يربعام يوارى في قبر، لأن الرب إله إسرائيل قد وجد فيه، من دون سائر بيت يربعام، شيئا صالحا.
14. ويقيم الرب لنفسه ملكا على إسرائيل ليبيد بيت يربعام اليوم.
15. ثم يعصف الرب بإسرائيل، فيهزهم كاهتزاز القصب في الماء، ويستأصلهم من هذه الأرض الخيرة التي وهبها لآبائهم، ويشتتهم إلى ما وراء النهر لأنهم أقاموا لأنفسهم أصناما وأثاروا غيظ الرب.
16. وينبذ إسرائيل من جراء خطايا يربعام التي ارتكبها واستغوى إسرائيل معه فأخطأوا».
17. فعادت زوجة يربعام إلى ترصة. وما إن وصلت إلى عتبة باب البيت حتى مات الغلام،
18. فدفنه الإسرائيليون وناحوا عليه، تماما حسب كلام الرب الذي نطق به على لسان عبده أخيا النبي.
19. أما بقية أعمال يربعام وكيف حارب وكيف ملك، فهي مدونة في كتاب أخبار أيام ملوك إسرائيل.
20. ودام ملك يربعام اثنتين وعشرين سنة، ثم مات ودفن مع آبائه، وخلفه على العرش ابنه ناداب.
21. أما رحبعام بن سليمان فقد ملك في يهوذا وكان عمره إحدى وأربعين سنة حين ملك، واستمر حكمه سبع عشرة سنة في أورشليم، المدينة التي اختارها الرب من بين جميع مدن إسرائيل ليضع اسمه عليها، وكان اسم أمه نعمة العمونية.
22. وارتكب شعب يهوذا الشر في عيني الرب، فاستثاروا غيظه كما لم تستثره خطايا آبائهم التي ارتكبوها.
23. وأقاموا هم أيضا لأنفسهم مرتفعات وأنصابا وتماثيل على كل تل مرتفع، وتحت كل شجرة خضراء.
24. وتكاثر في الأرض العاهرون من ذوي الشذوذ الجنسي، واقترفوا كل موبقات الأمم التي طردها الرب من أمام بني إسرائيل.
25. وفي السنة الخامسة للملك رحبعام هاجم شيشق ملك مصر أورشليم.
26. واستولى على خزائن بيت الرب وخزائن قصر الملك، وسلب كل ما فيها، لاسيما الأتراس الذهبية التي عملها سليمان.
27. فصنع الملك رحبعام عوضا عنها أتراسا نحاسية، سلمها لرؤساء حرس باب قصر الملك.
28. فكان كلما دخل الملك إلى هيكل الرب يحملها الحراس أمامه، ثم يعيدونها إلى غرفة الحرس.
29. أما بقية أحداث حياة رحبعام وكل ما قام به من أعمال، أليست هي مدونة في كتاب أخبار أيام ملوك يهوذا؟
30. وظلت رحى الحرب دائرة بين رحبعام ويربعام طوال حياة رحبعام.
31. ثم مات رحبعام ودفن مع آبائه في مدينة داود، واسم أمه نعمة العمونية وخلفه ابنه أبيام على العرش.