فى مثل هذا اليوم تنيحت القديسة الطوباوية براكسية العذراء وهذه كانت ابنة لوالدين من عظماء مدينة رومية ومن عائلة الملك أنوريوس . وعند نياحة والدها أوصى الملك بها واتفق أن أتت والدتها الى مصر لتحصيل أجرة الأملاك والبساتين التى تركها لها زوجها فأحضرت ابنتها معها وكان عمرها وقتئذ تسع سنين ونزلتا بأحد أديرة العذارى . وكانت راهبات ذلك على غاية النسك والتقشف فلا يأكلن المأكولات الدسمة ولا زيتا ولا فاكهة ، ولا يذقن خمرا ، وينمن على الأرض فأحبت هذه الصبية الدير واستأنست بالخادمة التى فيه . فقالت لها الخادمة : " عاهدينى أنك لا تتركين هذا الدير " فعاهدتها على ذلك ولما أنهت والدتها عملها الذي كانت قد أتت لا جله امتنعت ابنتها عن العودة معها قائلة " أنى قد نذرت نفسي للمسيح ولا حاجة بي الى هذا العالم ، لان عريسى الحقيقي هو السيد المسيح ، . فلما عرفت والدتها ذلك منها وزعت كل مالها على المساكين وأقامت معها في الدير عدة سنين ثم تنيحت بسلام. وسمع أنوريوس هذا الخبر فأرسل يطلبها . فأجابته قائلة بأنها نذرت نفسها للسيد المسيح ولا تقدر أن تخلف نذرها فتعجب الملك من تقواها على صغر سنها وتركها أما هي فسارت سيرة فاضلة وتعبدت تعبدا زائدا فكانت تصوم يومين يومين ثم ثلاثة فأربعة فأسبوعا وفي صوم الأربعين لم تكن تأكل شيئا مطبوخا . فحسدها الشيطان وضربها في رجلها ضربة آلمتها زمانا طويلا إلى أن تحنن الرب عليها وشفاها وقد أنعم الرب عليها بموهبة شفاء المرضى . وكانت محبوبة من الأخوات والآم الرئيسة لطاعتها العظيمة لهن .
وفى إحدى الليالي رأت الرئيسة أكاليل معدة . فسألت لمن هذه ؟ فقيل لها : " لابنتك بركسية " وهى ستجيء الينا بعد قليل " وقصت الام الرؤيا علي الأخوات وأوصتهن ألا يعلمن براكسية بها . ولما حانت أيامها لتترك هذا العالم اعترتها حمى بسيطة فاجتمع عندها الام والأخوات والخادمة وطلبن منها أن تذكرهن أمام العرش الإلهي ثم تنيحت بسلام .
ثم تنيحت بعدها الخادمة صديقتها وبعدها بقليل مرضت الأم فجمعت الأخوات وقالت لهن " تدبرن في من تقمنها عليكن لاني ذاهبة إلى الرب " وفي صباح اليوم التالي افتقدنها فوجدن أنها قد تنيحت . صلا’ الجميع تكون معنا . آمين ..
نياحة البابا بطرس السادس ال104 ( 26 برمهات)
فى مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة تذكار نياحة البابا بطرس السادس البطريرك 104 في سنة 1442 ش ( 2 أبريل سنة 1726 م ) وكان هذا الأب الطوباوى والملاك الروحانى ابنا لأبوين مسيحيين طاهرين من المدينة المحبة لله أسيوط . فربياه أحسن تربية وثقفاه بالعلوم والآداب الكنسية حتى برع فيها . وكان اسمه مرجان ولكنه اشتهر باسم بطرس الاسيوطى فيما بعد
وكانت نعمة الله حالة عليه من صغره فلما بلغ أشده زهد العالم وكل ما فيه واشتاق إلى سيرة الرهبنة . فمضى إلى دير القديس العظيم أنطونيوس بالعربة فمكث فيه وترهب ولبس الزي الرهباني وأجهد نفسه في العبادة ولما نجح في الفضيلة والحياة النسكية والطهارة والتواضع اختاره الآباء الرهبان قسا . فأخذوه رغم أرادته وقاموا به إلى مصر ورسم قسا علي دير القديس العظيم أنبا بولا أول السواح . هو وكهنة آخرون من يد البابا يؤنس الطوخي البطريرك ( 103 ) في بيعة السيدة العذراء بحارة الروم فزاد في الفضيلة وشاع ذكره بين الناس
ولما تنيح البابا يؤنس المذكور وخلا الكرسى بعده مدة شهرين وستة أيام لبثوا يبحثون عمن يصلح لهذه الرتبة الجليلة فاختاروا بعض الكهنة والرهبان وكتبوا أسماءهم في وريقات وضعوها علي المذبح وأقاموا القداس . وفي ثالث يوم وقعت القرعة على هذا الأب بعد الطلبة والتضرع إلى الله أن يقيم لهم المختار من عنده . فتحققوا بذلك أنه مختار من الله . ورسم بطريركا علي الكرسى المرقسى في يوم الأحد 17 مسرى سنة 1434 ش ( 21 أغسطس سنة 1718 م ) في بيعة القديس مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة وكان فرح عظيم بإقامته . وحضر رسامته الشعب المسيحي وبعض من الإفرنج والروم والأرمن وطائفة من العسكر.
ثم بعد ذلك مضى إلى بلاد الوجه البحري وافتقد الكنائس ووصل الإسكندرية لزيارة بيعة مار مرقس الانجيلى لها في 11 برمودة سنة 1438 ش واهتم هناك بإصلاحات معمارية داخل الكنيسة وقبل الرأس المقدسة الطاهرة . ولما أراد الرجوع علم أن جماعة بالإسكندرية تكلموا علي الرأس المقدسة فأخفاها في الدير من ذلك الوقت . ثم قدم قنديلا من الفضة هدية وأسرجه علي قبر البشير . كما أحاطه بحجاب له طاقات تطل علي الداخل ومضى آلي الوجهين البحري والقبلي وفرح به أهل كوره مصر
وفى أيام هذا البابا حضر جماعة من الكهنة والشمامسة من قبل سلطان أثيوبيا ومعهم هدايا فاخرة مع مرسوم من الملك يطلب مطرانا فتشاور في الآمر مع المعلم لطف الله أبو يوسف كبير الأراخنة في القاهرة وباقي أراخنة الشعب علي أبينا المكرم خرستوذلو أسقف القدس الشريف فامسكوه ورسموه مطرانا لانه كان خبيرا كاملا ومعلما عالما وحبرا فاضلا فمضوا به فرحين مسرورين . ودعى خرستوذلو الثالث وتولى هذه الابرشية من سنة 1720 م إلى 1742 م ورسم الأنبا اثناسيوس اسقفا علي أورشليم وقد شيدت في مدة رئاسة هذا البابا كنائس كثيرة وكرست بيده المباركة ومن بينها كنيسة دير العدوية علي البحر جهة المعادى التى جددها المعلم مرقورة الشهير بديك أبيض وكنيسة الملاك ميخائيل القبلي بجهة بابلون وكنيسة مارمينا العجايبى بفم الخليج بمصر عمرهما الثرى الشهير والارخن الكبير المعلم لطف الله يوسف من جيبه الخاص . وبسبب هذا التجديد غرمه الوزير أربعين كيسا من المال دفعها له من ماله كما قام هذا المحسن الكريم أثناء نظارته علي دير القديس أنطونيوس ببناء كنيسة آبائنا الرسل وكرسها مع كنيسة أنبا مرقس بالدير المذكور لأنه كان مملوءا غيرة واهتماما بشئون أمته وكنيسته القبطية وقام أيضا بتحمل مصاريف حفلة إقامة تنصيب البطريرك علي نفقته الخاصة
وانقضت أياما هذا البابا في هدوء واطمئنان وكان يعمل علي تنفيذ القوانين الكنسية فأبطل الطلاق لآي سبب ومضى لهذا الغرض إلى الوالى ابن ايواز وباحث علماء الإسلام فكتبوا له فتاوى وفرمانا من الوزير بأن عدم الطلاق لا يسرى إلا علي الدين المسيحي دون غيره وانه ليس لأحد أن يعارضه في أحكامه فأمر الكهنة أن لا يعقدوا زواجا إلا علي يده في قلايته بعدما اعترضه رجل ابن قسيس كان طلق امرأته وتزوج غيرها بدون علمه فأمر بإحضاره فيفصل بينهما فأبى ولم يحضر فحرمه هو وزوجته وأبيه القمص فمات هذا الرجل بعد أن تهرأ فمه وذاب لسانه وسقطت أسنانه . أما أباه فاستغفر وأخذ الحل من البابا ومات
رعى هذا البابا رعية المسيح رعاية صالحة . ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيح فى يوم 26 برمهات سنة 1442 ش في الصوم الكبير ووضع جسده في مقبرة الآباء البطاركة ببيعة مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة . وأقام علي الكرسى مدة 7 سنين و7 أشهر و 11 يوما . وكان عمره ستة وأربعين سنة تقريبا وعاصر السلطان احمد الثالث العثماني وخلا الكرسى بعده تسعة أشهر واحد عشر يوما. وفئ سنة نياحة هذا البابا وقع وباء الطاعون فى البلاد مع قحط شديد وتنيح قسوس كثيرون وأساقفة ووقع الموت علي الناس من الإسكندرية إلى أسوان واضطر الناس إلى ترك الزرع حتى صاروا يدفنون في الحصر من قلة الأكفان . وفي تلك السنة تلفت زراعة القمح في وادي النيل ولم يسد حاجة البلاد ووقع القحط والغلاء . لطف الله بعباده ونفعنا ببركات وصلوات المثلث الرحمة البابا البطريرك بطرس الاسيوطى . ولربنا المجد دائما . آمين
في هذا اليوم تذكار صلب ربنا يسوع المسيح له المجد بالجسد من أجل خلاص العالم . وقد ذكر الكتاب المقدس انه حدثه ظلمة عظيمة عن وجه الأرض كلها من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة إذ أخفت الشمس شعاعها عندما رأت خالقها محتجبا بالجسد المرئي ومعلقا بإرادته على خشبه الصليب . وقد أمال الرأس وأسلم الروح وتعلمنا الكنيسة المقدسة أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين وأنه نزل إلى الجحيم من قبل الصليب ليخلص المعتقلين فيه . وعلي هذا قال بطرس الرسول : " مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح . الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التى في السجن " ( 1 ) 1 بط 3 : 18 و 19 ففي السموات كان متعاليا ، وفي الأرض مخلصا سبحانه جلت قدرته . لا يخلو منه مكان . الذي فدانا بذاته وفتح لنا باب ملكوته له المجد والقدرة والسلطان إلى الأبد . آمين
نياحة القديس مكاريوس الكبير اب الرهبان ( 27 برمهات)
في مثل هذا اليوم من سنة 8 . ش ( سنة 392 م ) تنيح الأب المغبوط سراج البرية أب جميع الرهبان القديس العظيم الأنبا مقاريوس . ولد هذا القديس فى شبشير من أعمال منوف من أبوين صالحين بارين واسم أبيه القس إبراهيم ولم يكن له ولد فحدث في إحدى الليالي أن أبصر فى رؤيا شخصا من قبل الرب يقول له : ان الله سيرزقه ولدا يكون ذكره شائعا في أقطار الأرض ويرزق بنينا روحانيين وبعد زمن رزق هذا القديس ولدا فسماه مقارة آي الطوباوى وكان مطيعا لوالديه وحلت عليه نعمة الله منذ صغره . ولما كبر زوجه والداه بغير أرادته فتظاهر بالمرض أياما ثم استسمج أباه أن يمضى إلى البرية لتبديل الهواء فسمح له ، فمضى وصلى إلى الرب يسوع أن يساعده علي عمل ما يرضيه فلما صار في البرية أبصر رؤيا كأن كاروبا ذي أجنحة ثم أمسك بيده وأصعده على رأس الجبل وأراه كل البرية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وقال له أن الله قد أعطاك هذا الجبل ميراثا لك ولبنيك من بعدك ولما عاد من البرية وجد زوجته قد ماتت وهي بعد عذراء فشكر السيد المسيح كثيرا وبعد ذلك مات أبواه فوزع كل ما خلفاه له علي المساكين ورأى أهل شبشير طهره وعفافه فأخذوه إلى أسقف أشمون فرسمه قسا عليهم وبنوا له موضعا خارج البلد وكانوا يأتون إليه ويتقربون منه وعينوا له خادما ليبيع له شغل يديه وقضاء ما يحتاج إليه
ولما رأى الشيطان سموه في الفضيلة جلب عليه تجربة شديدة وذلك أنه أوعز إلى فتاة كانت قد ارتكبت شرا مع شاب بأن تدعى أن القديس مقاريوس هو الذي أتى معها هذا الشر . فلما علم أهلها بذلك أهانوه وضربوه ضربا موجعا فتحمله وهو صامت . ولما داهم الطلق هذه الامرأة لتلد لبثت أربعة أيام معذبة ولم تلد حتى اعترفت بكذبها علي القديس وذكرت اسم الشاب الذي أغواها .
فلما رأى ذلك أهل الفتاة رجعوا إليه يستغفرونه عما حصل منهم له . فهرب منهم للابتعاد عن مجد العالم وكان له من العمر وقتئذ 30 عاما وأذ فكر في نفسه ألا يعود إلى قريته ظهر له ملاك الرب وسار معه يومين حتى وصلا إلى وادي النطرون ثم قال له القديس " حدد لي يا سيدي مكانا أسكن فيه " فأجابه : " لا لئلا تخرج عنه فيما بعد فتكون مخالفا لقول الرب . بل البرية كلها لك فأي موضع أردت أسكن فيه " . فسكن في البرية الداخلية حيث الموضع الذي فيه دير القديسين مكسيموس ودوماديوس وهو المعروف الآن بدير البرموس
ولما ذهب لزيارة القديس أنطونيوس قال عنه حينما رآه " هذا إسرائيلي حقا لا غش فيه " ثم ألبسه الاسكيم المقدس وعاد مكانه ولما تكاثر عنده الاخوة بنى لهم كنيسة حسنة . وذاع صيته وسمع الملوك بكثرة العجائب التى كان يعملها وظهر له ملاك الرب وأتى به إلى رأس الجبل عند البحيرة الغربية المالحة الماء وأعلمه أن يتخذ له هذا المكان مسكنا وبنى له قلاية وكنيسة لأن شعبا كثيرا سيجيء إليه (1) وهو المعروف الآن بدير القديس مقاريوس
وظن يوما أن العالم خلا من الناس الأتقياء فجاءه صوت من السماء قائلا : اعلم أن هناك امرأتين في مدينة الإسكندرية تخافان الرب " فتناول عصاه وزاده وقصد إلى الإسكندرية وسأل حتى وصل إلى منزلهما فلما دخل رحبتا به وغسلتا قدميه بماء دافئ ولما سألهما عن سيرتهما قالت له إحداهما : لم تكن بيننا قرابة جسدية . ولما تزوجنا هذين الأخوين طلبنا منهما أن يتركانا نترهب . فلم يسمحا لنا . فعاهدنا أنفسنا أن تقضى حياتنا بالصوم إلى المساء والصلاة الكثيرة وقد رزقت كل منا بولد متى بكى أحدهما تحتضنه الأخرى وترضعه حتى وان لم يكن ولدها ونحن في عيشة واحدة . وحدة الرأي رائدنا والاتحاد غايتنا وعمل زوجينا رعاية الغنم . ونحن فقراء نكتفي بقوت يومنا وما يتبقى نوزعه علي الفقراء والمساكين " فحينما سمع القديس هذا الكلام هتف قائلا " حقا ان الله ينظر إلى استعداد القلوب ويمنح نعمة روحه القدوس لجميع الذين يريدون أن يعبدوه " . فودعهما وانصرف راجعا إلى البرية
وكان في أوسيم راهب أضل قوما بقوله انه لا قيامة للأموات فحضر أسقف أوسيم إلى القديس مقاريوس وشكا إليه أمر هذا الراهب فذهب إليه ولم يزل به حتى أرجعه عن ضلاله وفي يوم نياحته رأى القديسين أنطونيوس وباخوميوس وجماعة من القديسين والملائكة وأسلم الروح بالغا من العمر سبعا وتسعين سنة
وكان قد أوصى تلاميذه أن يخفوا جسده ولكن قوما من شبشير آتوا وسرقوا جسده وبنوا له كنيسة ووضعوه بها حوالي مائة وستين سنة إلى أيام مملكة العرب وبناء القلالى حيث أرجعوه إلى ديره
وقد ورد في مخطوط بشبين الكوم أن القديس ببنوده تلميذه رأى نفس الصديق عند صعوده إلى السماء ، والشياطين يصيحون خلفه قائلين : " قد غلبتنا يا مقاريوس " فأجابهم : " لم أغلبكم بعد " فلما وصل باب السماء صاحوا ثانية : " قد غلبتنا " . فرد عليهم كالأول . ولما دخل باب السماء صاحوا : " قد غلبتنا يا مقاريوس " فقال لهم : تبارك الرب يسوع المسيح الذي خلصني من أيديكم ".صلاته تكون معنا . آمين
استشهاد القديس دوميكيوس ( 27 برمهات)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس دوميكيوس . ومن أمره أنه في أيام الإمبراطور يوليانوس الكافر انقض عليه شابور ارساكيس الثاني ملك الفرس الذي كان مسالما للدولة الرومانية وكان يدفع الجزية للإمبراطور قسطنطين حبيب الله وأعد جيشا لمحاربة الرومان . وفى ذاك الحين نال القديس دوميكيوس إكليل الشهادة لأنه بعد أن قدم يوليانوس الذبائح لأوثانه في مدينة كاسيوس التي تبعد عن إنطاكية ستة أميال حيث يوجد الصنم أبوللون توجه عدو الله مصحوبا بالعرافين والسحرة وزحف الجيش الروماني لمقابلة الفرس وعند مروره علي مكان منعزل شاهد جمهورا كثيرا من الرجال والنساء والأطفال لأن المرضى كانوا ينالون الشفاء بصلوات دوميكيوس خادم الله
في مثل هذا اليوم من سنة 53 ش ( 337 م ) تنيح الإمبراطور البار القديس قسطنطين الكبير . وكان اسم أبيه قونسطا (1) قسطنديوس خلورس ( الأخضر) وأمه هيلانه وكان أبوه ملكا علي بيزنطية ومكسيميانوس علي رومه ودقلديانوس علي إنطاكية ومصر وكان والد قونسطا وثنيا إلا أنه كان صالحا محبا للخير رحوما شفوقا . واتفق أنه مضي إلى الرها وهناك رأي هيلانة وأعجبته فتزوجها وكانت مسيحية فحملت منه بقسطنطين هذا . ثم تركها في الرها وعاد إلى بيزنطية فولدت قسطنطين وربته تربية حسنة وأدبته بكل أدب وكانت تبث في قلبه الرحمة والشفقة علي المسيحيين ولم تجسر أن تعمده ولا تعلمه أنها مسيحية فكبر وأصبح فارسا وذهب إلى أبيه ففرح به لما رأي فيه من الحكمة والمعرفة والفروسية وبعد وفاة أبيه تسلم المملكة ونشر العدل والأنصاف . ومنع المظالم فخضع الكل له وأحبوه وعم عدله سائر البلاد . فأرسل إليه أكابر رومه طالبين أن ينقذهم من ظلم مكسيميانوس . فزحف بجنده إلى إنقاذهم وفي أثناء الحرب رأي في السماء في نصف النهار صليبا مكونا من كواكب مكتوبا عليه باليونانية الكلمات التي تفسيرها " بهذا تغلب " . وكان ضياؤه يشع أكثر من نور الشمس فأراه لوزرائه وكبراء مملكته فقرأوا ما هو مكتوب . ولم يدركوا السبب الموجب لظهوره . وفي تلك الليلة ظهر له ملاك الرب في رؤيا وقال له : اعمل مثال العلامة التي رأيتها وبها تغلب أعداءك ففي الصباح جهز علما كبيرا ورسم عليه علامة الصليب كما رسمها أيضا علي جميع الأسلحة واشتبك مع مكسيميانوس في حرب دارت رحاها علي الأخير الذي ارتد هاربا وعند عبوره جسر نهر التيبر سقط به فهلك هو وأغلب جنوده . ودخل قسطنطين روما فاستقبله أهلها بالفرح والتهليل وكان شعراؤها يمدحون الصليب وينعتونه بمخلص مدينتهم . ثم عيدوا للصليب سبعة أيام واصبح قسطنطين ملكا علي الشرق والغرب .
ولما استقر به المقام بروما تعمد وأغلب عسكره من سلبسطرس البابا في السنة الحادية عشرة من ملكه والرابعة من ظهور الصليب المجيد . ثم أصدر أمرا إلى سائر أنحاء المملكة بإطلاق المعتقلين وأمر ألا يشتغل أحد في أسبوع الآلام كأوامر الرسل وأرسل هيلانة إلى بيت المقدس فاكتشفت الصليب المقدس . وفي السنة السابعة عشرة من ملكه اجتمع المجمع المقدس الثلاثمائة وثمانية عشر بنيقيا في سنة 325 م . ورتب أمور المسيحيين علي أحسن نظام وأجوده ثم جدد بناء بيزنطية ودعاه باسمه القسطنطينية وجلب إليها أجساد كثيرون من الرسل والقديسين وتنيح بنيقوميدية . فوضعوه في تابوت من ذهب وحملوه إلى القسطنطينية . فاستقبله البطريرك والكهنة بالصلوات والقراءات والتراتيل الروحية ووضعوه في هيكل الرسل القديسين . وكانت مدة حياته خمسا وسبعين سنة ولربنا المجد والقوة والعظمة وعلينا رحمته ونعمته إلى الأبد . آمين
نياحة القديس صرابامون أبو طرحة ( 28 برمهات)
كان الطوباوي العظيم والقديس الكبير أنبا صرابامون مطران المنوفية الشهير بأبي طرحه من أشهر الأساقفة التي قام برسامتهم البابا بطرس السابع البطريرك ال 109 ، وقد منحه الله موهبة شفاء المرضى وأخراج الأرواح النجسة . وقد أخرج روحا نجسة من الأميرة زهرى هانم كريمة محمد على باشا الكبير والى مصر ، ولم يرغب في شئ مما قدمه إليه الأمير العظيم ، واكتفى بطلب بعض المؤونة والكسوة لرهبان الأديرة وإرجاع الموظفين إلى الدواوين كما كانوا في سالف الزمان فأعجب به الوالي وأجاب طلبه ، في أثناء وجوده في الأسقفية عمل عجائب كثيرة منها إخراج الشياطين ، وشفاء المرضى بكل بلدة يحل فيها ، مسلمين ونصارى، وقد شاهده كثيرا القمص سيداروس روفائيل عم القمص سيداروس اسحق مؤسس كنيسة المطرانية بشبين الكوم فقال : " كان يؤتي إليه بالمصابين بالأرواح النجسة ، ويضعونهم أمامه وخلفه ، فكان يأخذ بيده قلة ماء ، ويتلو على كل واحد منهم مزمور "خاصم يارب مخاصمي " . فلا يفرغ من قراءة ربعه ، أو نصفه حتى يصرخ الروح النجس بحالة إزعاج شديد " في "عرضك في عرضك "، فيقول بلغته الصعيدية "همله يا أبوي " . ثم يصب جانبا من ماء القلة ، ويرش به المصاب في وجهه ثلاث مرات ، وفى كل مرة يقول إيسوس بي إخرستوس ( يسوع المسيح ) . ففي الحال يخرج الروح النجس . وذات مرة كان بالبتانون في أيام القمص منصور فرج ، وعند زيارة البلدة سأل القمص منصور فرج ،- وكان الأسقف لا يميل إلى خلفة البنات - " عندكش وليدات اليوم يا أبوي منصور " ؟ فأجابه " عندي بنت " فقال : بنت كبه " . وقبل أن يفارق الأسقف البلدة ماتت البنت . وتكرر هذا في زيارة ثانية . ثم أعطاه الله بنتا ثالثة . وعند ذهابه إلى مصر ذهب القمص منصور لزيارته – وكان يصلى في كنيسة حارة زويلة – فسأله الأسقف " عندكش وليدات فأجابه القمص بحزن وصعوبة " ما باقولش يا اخوي " قال الأسقف " ليه يا أبوي " أجابه " أقول تقولي كبه وآنا في احتياج لظفر بنت . الله يجيب وآنت تودي . قال له الأسقف " ما عدتش أقول يا أبوي " وأوقفه أمام الهيكل وقال " يا يسوع الناصري ولدين لأبوي منصور . وأجاب الله طلبه الأسقف وخلف أربعة أولاد هم القمص منصور خليفته وفرج رئيس حسابات المديرية وتوما الذي توظف بالمديرية ومرقس . كما يذكر تاريخه عجائب وتصرفات حكيمة وقد كتبت هذه فقط علي سبيل المثال ( انظر كتاب نوابغ الأقباط في القرن التاسع عشر. توفيق اسكاروس ج 1 ) .
وقد أجرى الله عجائب كثيرة على. يدي البابا بطرس السابع ، اشهرها حادثة وفاء النيل فقد حدث أن النيل لم يف بمقداره المعتاد لآرواء البلاد في إحدى السنين ، فخاف الناس من وطأة الغلاء وشده الجوع إذا أجدبت الأرض ، واستعانوا بالباشا طالبين منه أن يأمر برفع الأدعية والصلوات إلى الله تعالي لكي يبارك مياه النيل ويزيدها فيضانا حتى تروي الأراضي فتأتي بالثمار الطيبة ولا تقع المجاعة علي الناس فاستدعي البابا بطرس السابع رجال الاكليروس وجماعة الأساقفة وخرج بهم إلى شاطئ النهر واحتفل بتقديم سر الشكر وبعد إتمام الصلاة غسل أواني الخدمة المقدسة من ماء النهر وطرح الماء مع قربانة البركة في النهر فعجت أمواجه واضطرب ماؤه وفاض فأسرع تلاميذ البابا إلى رفع أدوات الاحتفال خشية الغرق فعظمت منزلة البطريرك لدي الباشا وقربه إليه وكرم رجال أمته وزادهم حظوة ونعمة .
ومن هذه العجائب المدهشة أيضا حادثة النور في القدس الشريف فقد حدث أن الأمير إبراهيم باشا نجل محمد علي باشا بعد أن فتح بيت المقدس والشام سنة 1832 م أنه دعا البابا بطرس السابع لزيارة القدس الشريف ومباشرة خدمة ظهور النور في يوم سبت الفرح من قبر السيد المسيح بأورشليم كما يفعل بطاركة الروم في كل سنة ، فلبي البابا الدعوة ولما وصل فلسطين قوبل بكل حفاوة وإكرام ودخل مدينة القدس بموكب كبير واحتفال فخم اشترك فيه الوالي والحكام ورؤساء الطوائف المسيحية.
ولما رأي بحكمته أن انفراده بالخدمة علي القبر المقدس يترتب عليه عداوة بين القبط والروم اعتذر للباشا لإعفائه من هذه الخدمة فطلب إليه أن يشترك مع بطريرك الروم – علي أن يكون هو ثالثهم لأنه كان يرتاب في حقيقة النور . وفي يوم سبت النور غصت كنيسة القيامة بالجماهير حتى ضاقت بالمصلين فأمر الباشا بإخراج الشعب خارجا بالفناء الكبير . ولما حان وقت الصلاة دخل البطريركان مع الباشا إلى القبر المقدس وبدأت الصلاة المعتادة . وفي الوقت المعين انبثق النور من القبر بحالة ارتعب منها الباشا وصار في حالة ذهول فأسعفه البابا بطرس حتى أفاق . أما الشعب الذي في الخارج فكانوا أسعد حظا ممن كانوا بداخل الكنيسة فان أحد أعمدة باب القيامة الغربي انشق وظهر لهم منه النور ، وقد زادت هذه الحادثة مركز البابا بطرس هيبة واحتراما لدي الباشا وقام قداسته بإصلاحات كبيرة في كنيسة القيامة.
وفي أيام هذا البابا أراد محمد علي باشا ضم الكنيسة القبطية إلى كنيسة روما بناء علي سعي أحد قادته البابويين وذلك مقابل خدمات القادة والعلماء الفرنسيين الذين عاونوا محمد علي باشا في تنظيم المملكة المصرية . فاستدعي الباشا المعلم غالي وابنه وابنه باسيليوس وعرض عليهما الموضوع فأجابا الباشا بأنه سيترتب علي هذا الضم ثورات وقلاقل بين أفراد الآمة القبطية وحقنا للدماء وتشجيعا لأمر الضم . سيعتنق هو وأولاده المذهب البابوي بشرط أن لا يكرهوا علي تغيير طقوسهم وعوائدهم الشرقية فقبل الباشا منهما هذا الحل وأعلنا بناء علي ذلك اعتناقهما المذهب البابوي . ولم ينضم إليهما سوي بعض الاتباع واستمروا جميعا مع ذلك يمارسون العبادة في الكنائس القبطية
وفي أيامه نبغ بين رهبان القديس أنطونيوس الراهب داود وتولي رئاسة الدير فظهرت ثمرات أعماله في تنظيم الدير وترقية حال رهبانه فاختار البابا بطرس - لفرط ذكائه وحسن تدبيره -في مهمة كنيسة في بلاد أثيوبيا فأحسن القيام بها وكانت عودته لمصر بعد نياحة البابا بطرس .
ومما يخلد ذكر البابا بطرس أن إمبراطور روسيا أوفد إليه أحد أفراد عائلته ليعرض عليه وضع الكنيسة تحت حماية القيصر فرفض العرض بلباقة قائلا : أنه يفضل أن يكون حامي الكنيسة هو راعيها الحقيقي . الملك الذي لا يموت فأعجب الأمير بقوة إيمان البابا وقدم له كل إكرام وخضوع وتزود من بركته وأنصرف من حضرته مقرا بأنه حقيقة الخليفة الصالح للملك الأبدي المسيح الفادي
ولما أتم هذا البابا رسالته واكمل سعيه تنيح بسلام وصلوا عليه باحتفال عظيم في يوم اثنين البصخة أشترك فيه رؤساء الطوائف المسيحية بالكنيسة المرقسية بالأزبكية ودفن بها بجانب البابا مرقس سلفه ومعهما الأنبا صرابامون أسقف المنوفية في الجهة الشرقية القبلية من الكاتدرائية الكبرى بالأزبكية
وأقام علي الكرسي البطريركي 42 سنة و 3 شهور و 12 يوما وخلي الكرسي بعده سنة واحدة و 12 يوما . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما آمين .
نياحة البابا بطرس السابع البطريرك ال 109 ( 28 برمهات)
فى مثل هذا اليوم من سنة 1568 ش ( 5أبريل سنه 1852 م ) تنيح القديس البابا بطرس السابع البطريرك ال 109 ولد هذا الأب بقرية الجاولى مركز منفلوط ، وكان اسمه أولا منقريوس . زهد العالم منذ صغره فقادته العناية الإلهية إلى دير القديس العظيم أنطونيوس فترهب فيه وتعمق في العبادة والنسك والطهارة كما تفرغ إلى مطالعة الكتب الكنسية وتزود بالعلوم الطقسية واللاهوتية الآمر الذي دعا إلى رسامته قسا علي الدير ففاق أقرانه في ممارسة الفضائل وتأدية الفرائض وقد دعي القس مرقوريوس ، ثم رقي قمصا لتقشفه وغيرته وطهارة قلبه
ولما وصلت أخباره إلى مسامع البابا مرقس الثامن استدعاه إليه . وكان قد حضر جماعة من الأثيوبيين من قبل ملك أثيوبيا يطلبون مطرانا بدل المتنيح الأنبا يوساب مطرانهم السابق ومعهم خطابات إلى حاكم مصر والي البابا مرقس الثامن فبحث البابا عن رجل صالح وعالم فاضل فلم ير أمامه إلا القمص مرقوريوس فاختاره لمطرانية أثيوبيا فرسمه مطرانا إلا أنه في وقت الرسامة لم يقلده علي أثيوبيا بل جعله مطرانا علي بيعة الله المقدسة وسماه ثاوفيلس ورسم بدلا منه الأنبا مكاريوس الثاني مطرانا لمملكة أثيوبيا في سنة 1808
وبعد رسامة الأنبا ثاوفيلس مطرانا عاما استبقاه البابا معه في القلاية البطريركية ، يعاونه في تصريف أمور الكنيسة وشؤون الأمة القبطية .
ولما تنيح البابا مرقس الثامن في يوم 13 كيهك سنة 526 ش ( 21 ديسمبر سنة 1809 م ) وكان الاساقفه موجودين بمصر فاجتمعوا مع أراخنة الشعب وأجمع رأيهم علي أن يكون خليفة له فرسموه بطريركا في الكنيسة المرقسية بالازبكية بعد ثلاثة أيام من نياحة البابا مرقس أي في يوم الأحد 16 كيهك سنة 1526 ش ( 24 ديسمبر سنة 1809 م ) . ودعي أسمه بطرس السابع واشتهر باسم بطرس الجاولي وكان أبا وديعا متواضعا حكيما ذا فطنه عظيمة وذكاء فائق وسياسة سامية لرعاية الشعب والكتب المقدسة . وقد وضع كتابا قيما دافع فيه عن الكنيسة وتعاليمها كما قام بتزويد المكتبة البطريركية بالكتب النفيسة وفي عهده رفرف السلام علي البلاد فنالت الكنيسة الراحة التامة والحرية الكاملة في العبادة وتجددت الكنائس في الوجهين القبلي والبحري
. وفى مدة رئاسته عاد الى الكرسى الإسكندري كرسى النوبة والسودان ، بعد أن انفصل مدة خمسمائة عام . ويرجع فضل عودة النوبة الى الحظيرة المرقسية الى أن عزيز مصر محمد على باشا الكبير فتح السودان وامتلك أراضيه وضمها الى الأقطار المصرية فعاد كثيرون من أهل السودان الى الدين المسيحى ، كما استوطن فيه الكثيرون من كتاب الدولة النصارى ورجال الجيش وبنوا الكنائس . ثم طلبوا من البابا بطرس أن يرسل لهم أسقفا ليرعى الشعب المسيحى بهذه الأقطار فرسم لهم أسقفا زكاه شعب السودان من بين الرهبان اسمه داميانوس . وقد تنيح هذا الأسقف فى أيام البابا بطرس فرسم لهم أسقفا غيره . ومن ذلك الحين تجدد كرسى النوبة الذي هو السودان . وقام هذا البابا فى مدة توليه الكرسى الإسكندري برسامة خمسة وعشرين أسقفا على أبرشيات القطر المصري والنوبة ، كما رسم مطرانين لأثيوبيا : الأول الأنبا كيرلس الرابع فى سنة 1820 والثاني فى سنة 1833 م .
في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار بشارة أمنا والدة الإله العذراء القديسة مريم وذلك أنه لما جاء الوقت المعين منذ الأزل من الله لخلاص البشر . أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل إلى القديسة مريم البتول التي من سبط يهوذا ومن قبيلة داود الملك ليبشرها بالحبل الإلهي والميلاد المجيد . كما شهد بذلك الكتاب المقدس بقوله : في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم فدخل إليها الملاك وقال : سلام لك آيتها الممتلئة نعمة . الرب معك مباركة أنت في النساء فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسي أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك " لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحلبين وتلدين أبنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك علي بيت يعقوب إلى الأبد و لا يكون لملكه نهاية’ " فقالت مريم للملاك " كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا ؟ " فأجاب الملاك وقال لها " الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله "
ثم قدم لها دليلا علي صدق بشارته قائلا : " هوذا اليصابات نسيبتك هي أيضا حبلي بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا , لأنه ليس شيء غير ممكن لدي الله " فقالت مريم " هودا أنا أمة الرب . ليكن لي كقولك " فمضي من عندها الملاك (لو 1 : 26 – 38 )
وعند قبولها هذه البشارة الإلهية نزل الابن الوحيد قوة الله الكلمة أحد الثلاثة الأقانيم الأزلية وحل في أحشائها حلولا لا يدرك البشر كيفيته واتحد للوقت بإنسانية كاملة اتحادا كاملا لم يكن بعده افتراق .
فهذا اليوم آذن هو بكر الأعياد . لأن فيه كانت البشري بخلاص العالم وفي مثله تم الخلاص بالقيامة المجيدة لآدم وبنيه من أيدي الشيطان نسأل إلهنا وفادينا أن يتفضل فيغفر لنا آثامنا ويتجاوز عن خطايانا . أمين
تذكار قيامة مخلصنا الصالح من الاموات ( 29 برمهات)
في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار كمال الخلاص بالقيامة المجيدة لأن ربنا له المجد لما أكمل تدبيره على الأرض ، و فى مدة ثلاث وثلاثين سنة وتألم بإرادته في ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر قام من بين الأموات في مثل هذا اليوم الذي فيه بشر أهل العالم بتجسد المسيح الذي كانوا ينتظرونه واليوم الذي بشر فيه الأحياء والأموات ووثقوا بالخلاص كان في يوم الجمعة إلى أن تحقق ذلك في يوم الأحد للأحياء وتيقنوا من قيامتهم بقيامة جسد المسيح الذي هو رأسهم كما يقول الرسول أن المسيح هو الذي أقام المضجعين نسأله كعظم رأفته وسعة رحمته أن يتفضل علينا بمغفرة خطايانا له المجد الدائم إلى الأبد . آمين .
تذكار نقل أعضاء القديس يعقوب الشهير بالمقطع وتجد ترجمة حياته وشهادته تحت البوم السابع والعشرين من شهر هاتور . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين .
تذكار الملاك غبريال ( 30 برمهات)
في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار رئيس الملائكة جبرائيل المبشر الذي لعظم منزلته لدي الله استحق أن يحمل البشارة بابنه الوحيد إلى القديسة مريم البتول . وهو الذي سبق فأنبا دانيال النبي عن عودة الشعب الإسرائيلي من السبي وعن مجيء السيد المسيح له المجد لخلاص العالم وعن أبطال الذبائح آمين
نياحة شمشون أحد قضاة بنى إسرائيل ( 30 برمهات)
في هذا اليوم تذكار شمشون أحد قضاة بني اسرائيل وكان اسم والد هذا البار منوح من سبط دان وكانت أمه عاقرا فأتاها ملاك الرب وبشرها بميلاده وأمرها أن تتجنب النجاسات من الأطعمة وشرب المسكرات ما دامت حاملة به . وأن لا تحلق شعر رأسه لأنه يكون نذيرا لله . وعلي يديه يتم خلاص بني اسرائيل من أهل فلسطين فلما أخبرت بعلها بما كان سأل الله أن يريه الملاك فظهر له وقال " أوص امرأتك أن تحافظ علي تنفيذ ما قلته له " . فحبلت وولدت هذا الصديق وباركه الرب وحل فيه روح الله فوثب تارة علي أسد وشقه وتارة قتل من أهل فلسطين ثلاثين رجلا وأحرق زرعهم فقاموا علي بني يهوذا ليحاربوا ويعطوهم شمشون فأعلمه بنو يهوذا بالأمر فقال لهم " احلفوا أنتم أنكم لا تسلموني لهم ولا تقتلوني " ولما حلفوا له سلم ذاته فأوثقوه بسلسلتين وسلموه لأهل فلسطين فوثبوا عليه ليقتلوه . فحل عليه روح القوة من عند الرب القوي وقطع السلسلتين كخيط الكتان المحترق ثم وجد فك حمار فأخذه وحارب به فقتل ألفا من راكبي الخيل ولما عطش وأشرف علي الموت سأل الله تعالي أن يتجنن عليه وينبع له عين ماء عذب فشرب وتقوي ولما راقبوه وهو داخل غزة ليمسكوه قام في الليل وفك باب غزة وحمله علي كتفيه وسار حتى راس الجبل وبعد ذلك أرسلوا إلى زوجته ووعدوها بعطايا جزيلة لتستعلم منه عن سر قوته ولما أعلمها أن قوته في شعره لأنه نذير لله قامت وأعلمت أعداءه فكمنوا له ولما نام دخلوا عليه وحلقوا رأسه فضعفت قوته فقيدوه ومضوا به إلى بلادهم وأهانوه وقلعوا عينيه وبعد هذا نبت شعره ثانية وعادت إليه قوته فدخل إلى هيكل الوثن في يوم عيد الصنم وكان مجتمعا فيه جميع أهل غزة فوقف في وسط الهيكل وأحاط عمودا بيمينه وأخر بيساره ثم جمع يديه وقال " علي وعلي أعدائي " فسقط العمودان وسقط الهيكل بسقوطهما فمات كل من كان فيه وكان عدد الذين ماتوا في هذا الوقت أكثر من الذين قتلهم طول عمره ثم مات هو أيضا في جملتهم وكانت مدة حكمه في بني اسرائيل عشرين سنة ثم تنيح بسلام ولربنا المجد دائما آمين
نسبة إلي الاله "رينو" إله الرياح القارصة أو اله الموت ، ويصور أحيانا بصورة أفعى نسبة إلي رموتة الأفعى المقدسة اله الحصاد لان فيه تنضج المزروعات ، ويقحل وجه الأرض لأنه موسم الحصاد .
امثال برمودة : برمودة دق بالعاموده " الحصاد "
أشهر ما يتميز به : ورد برمودة
نياحة القديس سلوانس الراهب ( 1 برمودة)
في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس سلوانس الراهب وقد ترهب هذا الطوباوي بدير القديس مقاريوس وسار في الفضيلة وأجهد نفسه بالصوم الطويل والسهر الكثير والأتساع والمحبة حتى سار أبا عظيما وقد أهله الله لرؤية المناظر الإلهية وكان يوصي تلاميذه دائما بأن لا يهملوا شغل اليد ,ان يتصدقوا بما يفضل عنهم وفي أحد الأيام رآه راهب كسلان منهمكا مع تلاميذه في عمل أيديهم فقال لهم لا تعملوا للطعام الفاني . فانه مكتوب : ان مريم اختارت لنفسها نصيبا صالحا لا ينزع منها " فلما سمعه الشيخ قال لتلميذه " أعط الأب كتابا وأدخله الكنيسة وأغلق عليه ليقرأ ولا تدع عنده شيئا يؤكل " ففعل التلميذ ذلك . ولما أتت الساعة التاسعة أكل الشيخ وتلاميذه ولم يدعوا الراهب وفي أثناء ذلك كان الراهب شاخصا بعينيه نحو الباب منتظرا من يدعوه وإذ اشتد الجوع خرج من الكنيسة وقال للشيخ " أما أكل الاخوة اليوم ؟ " فأجابه " نعم " فلماذا لم تدعني للآكل معهم ؟ فأجابه " أنت رجل لا حاجة بك إلى طعام جسدي ويكفيك النصيب الصالح . ولهذا نعمل بأيدينا " فعلم الأخ أنه قد أخطأ فضرب مطانية مستغفرا فأجابه الشيخ قائلا " يا ابني لا بد لمريم من أن تحتاج إلى مرثا لان بمرثا مدحت مريم " فأنتفع الأخ من هذا التعليم وصار مداوما علي العمل بيديه متصدقا بما يفضل عنه .
وقد وضع هذا الأب أقوالا نافعة في الجهاد الروحي ولما أكمل جهاده بشيخوخة صالحة أعلمه الله تعالي بوقت نياحته فاستدعي الرهبان القريبين منه وتبارك منهم وسألهم أن يذكروه في صلاتهم ثم تنيح بسلام . صلاته تكون معنا .
نياحة هارون الكاهن ( 1 برمودة)
في مثل هذا اليوم تنيح الصديق البار هارون أخو موسى أول أنبياء الشريعة وكان من سبط لآوى ، وقد اجري الله علي يديه آيات كثيرة بأرض مصر . وانتخبه هو وبنيه كهنة له وفرض لهم عشور بني إسرائيل مع القرابين ولما قام عليه بنو قورح أبادهم الله بأن أمر الأرض فابتلعتهم أحياء . وقد أرضي الله بحسن سيرته وحفظ شريعته وتنيح بسلام . ولربنا المجد دائما . آمين
غارة عربان الصعيد علي برية شيهيت ( 1 برمودة)
في مثل هذا اليوم أغار عربان الصعيد علي برية القديس مقاريوس الكبير ونهبوا كل ما كان في الكنائس والأديرة فاجتمع الأباء الرهبان وصلوا وتشفعوا بالأباء القديسين فطردهم السيد المسيح ونجي الرهبان من أيديهم .
في مثل هذا اليوم استشهد القديس خرستوفورس . وكان من البلاد التي يأكل أهلها لحوم البشر والذين آمنوا علي يد متياس الرسول - كما جاء في اليوم الثامن من شهر برمهات - وكان ذا هيئة بشعة وجسم كجسم الجبابرة ولكن نفسه كانت وديعة صالحة . ولما وقع أسيرا في يد جند داكيوس الملك الوثني أخذ يوبخ الجند علي تعذيبهم المسيحيين فضربه رئيس الجند فقال له : " لولا وصية المسيح التي تعلمني ألا أقابل الإساءة بمثلها لما كنت أنت وعسكرك تحسبون شيئا أمامي " فأرسل القائد إلى داكيوس يعرفه أمره . فأوفد مائتي جندي لإحضاره فحضر معهم وحدث – وهم في الطريق - أن الخبز فرغ منهم إلا قليل منه فصلي وبارك في هذا القليل فصار كثيرا فأكلوا متعجبين وآمنوا بالسيد المسيح اله خرستوفورس . ولما وصلوا إلى إنطاكية تعمدوا بيد الأنبا بولا البطريرك ولما مثل خرستوفورس أمام داكيوس ارتعب من هول منظره فلاطفه وخادعه وصرفه من أمامه . ثم أرسل إليه امرأتين جميلتين ليستميلاه إلى الخطية . فوعظهما القديس فآمنتا علي يديه بالسيد المسيح معترفين جهارا أمام الملك بأيمانهما بالسيد المسيح فأمر الملك بقطع رأسيهما ونالا إكليل الشهادة . أما هذا القديس فطرحوه في قدر كبير فوق نار متقدة فلم تمسه النار بأذى فتعجب الحاضرون وآمنوا بالسيد المسيح وتقدموا لاخراج القديس من القدر فأمر الملك بتقطيعهم بالسيوف . وأخيرا أمر بضرب عنقه ونال إكليل الشهادة . شفاعته تكون معنا . آمين .
نياحة البابا يوأنس التاسع البطريرك الواحد والثمانين ( 2 برمودة)
في مثل هذا اليوم سنة 1043 ش 29 مارس سنة 1327 م تنيح البابا يوأنس التاسع البطريرك (81) وهو من ناحية نفيا منوفية ويعرف بيوأنس النقادي أحد الأخوين . وفي أيامه جرت شدائد كثيرة علي النصارى فمنهم من قتل ومن حرق ومن صلب وشهروا بهم علي الجمال وألبسوهم العمائم والثياب الزرقاء ، ثم تحنن الله علي الشعب برحمته . وتنيح البابا بحارة زويلة ودفن بدير النسطور بعد أن قام علي الكرسي ست سنين وستة شهور ويما واحدا لأنه تولي الكرسي في يوم أول بابه سنة 1037 ش ( 28 سبتمبر سنة 1321 م ) صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
في مثل هذا اليوم من سنة 862 ش ( 29 مارس 1146 م ) تنيح الأب القديس البابا ميخائيل الحادي والسبعون من بطاركة الكرازة المرقسية وقد اشتاق إلى السيرة الطاهرة فترهب بدير القديس مقاريوس . ولبث في البرية إلى سن الشيخوخة في سيرة صالحة مرضية . فلما تنيح البابا غبريال السبعون . قضي الأساقفة والكهنة والأراخنة ثلاثة شهور في البحث عمن يصلح خلفا له وتقدم لترشيح نفسه راهب من دير القديس مقاريوس يدعي يوأنس بن كدران يعاونه في ذلك الأنبا يعقوب أسقف طنطا . إلا أن أساقفة الصعيد وكهنة الإسكندرية وأراخنة مصر لم يقبلوا ذلك ، أخيرا اتفق الجميع علي اختيار ثلاثة من الرهبان وهم . يوأنس أبو الفتح . وميخائيل من دير القديس مقاريوس . وسليمان الدخياري من دير البرموس . وألقوا قرعة بينهم فأصابت الراهب ميخائيل فرسموه بطريركا في 5 مسري سنة 861 ش ( 29 يوليه سنة 1145 م ) وكان شيخا جليلا محبا للفقراء والمساكين . واتخذ له كاتبا يحرر له ما يرسله إلى الأساقفة والكهنة من العظات والتعاليم . ولما مرض توجه إلى دير القديس مقاريوس وهناك تنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي ثمانية شهور . صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
نياحة يوحنا أسقف أورشليم ( 3 برمودة)
في مثل هذا اليوم تنيح الأنبا يوحنا أسقف أورشليم . وقد ولد من أبوين يهوديين حافظين لشريعة التوراة . فهذباه وعلماه كثيرا حتى نبغ في علم الشريعة وكان يجادل المسيحيين ويناظرهم فثبت له مجيء السيد المسيح وأنه اله حقيقي . فآمن علي يد القديس يسطس أسقف أورشليم ورسم شماسا . ونظرا لكثرة علمه وفضيلته انتخبوه أسقفا علي أورشليم . فلما ملك أريانوس أمر ببناء ما هدم من المدينة ثم بني برجا علي بابه لوحا من رخام مكتوبا عليه اسمه . ومنع المسيحيين من الصلاة في الجلجثة ومن العبور في ذلك المكان ولهذا اشتد ساعد اليهود والأمم فضايقوا المسيحيين كثيرا فأصاب هذا الأب من جزاء ذلك من البلايا والأحزان فطلب إلى الله أن يضمه إليه فقبلت طلبته وتنيح بسلام بعد أن أقام علي كرسي الأسقفية سنتين . صلاته تكون معنا . آمين
استشهاد بقطر وداكيوس وأكاكيوس وإيرينى العذراء ومن معهم من القرن الرابع الميلادى ( 4 برمودة)
في مثل هذا اليوم استشهد القديسون . بقطر وداكيوس وايريني العذراء ومن معهم من رجال ونساء وعذارى . وذلك أنهم كانوا في زمان تملك الملك قسطنطين الكبير وابنه ، اللذين هدما معابد كثيرة للوثنيين ثم حولاها إلى كنائس علي اسم السيدة العذراء وأسماء القديسين . ولما ملك يوليانوس الكافر عضد عبادة الأوثان وأحسن كهنتها وقتل عددا عظيما من المسيحيين ورفع إليه بعضهم خبر هؤلاء القديسين وما أجروه بالبرابي والأصنام فقبض عليهم وعذبهم بأنواع العذاب وأخيرا قطع رؤوسهم فنالوا إكليل الشهادة صلاتهم تكون معنا . ولربنا المجد دائما آمين
في مثل هذا اليوم تنيح النبي العظيم حزقيال بن بوزي الكاهن . وكان هذا الصديق كاهنا ثم سباه نبوخذ نصر إلى بابل مع يهوياكين الملك . وهناك عند نهر خابور في أرض الكلدانيين حل عليه روح الرب فتنبأ بأمور عجيبة مدة اثنتين وعشرين سنة منها قوله عن ميلاد السيدة العذراء والدة الإله وبقائها بعد الولادة عذراء : ان الرب أراه متجها للمشرق وهو مغلق . وقال له : " هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب اله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا (حز 44 : 1 و 2) .وتنبأ عن المعمودية التي تقدس نفس الإنسان وجسمه وتلين قلبه الحجري وتجعله ابنا لله بحلول الروح المقدس عليه وبكت الكهنة علي تركهم تعليم الشعب وحذرهم من ذلك مبينا لهم أن الله يطلب نفوسهم منهم ان هم أهملوا تعليمهم . ثم تنبأ عن القيامة العامة وعن قيامة الأجساد بأرواحها التي كانت متحدة بها وعن مجازاتها بما تستحقه وذكر أقوالا كثيرة نافعة لكل من يقف عليها وأظهر الله علي يديه آيات عظيمة . ولما عبد بنو إسرائيل الأصنام في بابل بكتهم فوثب عليه رؤساؤهم وقتلوه ثم دفنوه في مدافن سام وار فكشاد صلاته تكون معنا . آمين
نياحة يعقوب بن زبدى ( 5 برمودة)
في هذا اليوم تذكار نياحة يعقوب بن زبدي. صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائما أبديا آمين .
استشهاد القديس هيباتيوس أسقف غنغرة ( 5 برمودة)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس هيباتيوس أسقف غنغرة في إقليم بافلاغونيا ، ورأس هذه الأبرشية وساس شعبها في أوائل القرن الرابع ، فحضر المجمع المسكوني النيقاوي الأول سنة 325 م . وكان من آبائه العظام المحامين عن ألوهية كلمة الله ومساواته لأبيه في الجوهر ، مفندا ضلال الهرطقة الأريوسيين والأبوليناريين وانوفاتيانيين وغيرهم . وقد شرفه الله بموهبة صنع العجائب التي فعلها في أوقات كثيرة وبأنواع عديدة ولهذا لقب بالعجائبي . ومن عجائبه أنه في أيام الملك قسطندي بن قسطنطين العظيم ،دخل من البر إلى المخازن الملكية تنين مخيف . فأرسل إلى القديس طالبا منه أن يمضي إلى المخازن ويقتل هذا التنين . فذهب الراعي القديس إلى هناك وبعد أن صلي قال للخدام أن يجمعوا حطبا في ساحة المدينة ويضرموا به النار ففعلوا فأخذ القديس عكازه ووضعه في فم التنين وقادة بها ملجما إلى الأتون فاحترق وتذكارا لهذه الأعجوبة أمر الملك بتعليق رسم القديس علي جدار المخازن وفيما كان القديس راجعا من نيقية بعد انعقاد المجمع المسكوني الأول قاصدا غنغرة خرج عليه فريق من الهراطقة كانوا قد كمنوا له في الطريق ، فوثبوا عليه ورجموه بالحجارة ومات شهيدا ( في يوم 31 آذار ) ثم طرحوا جسده في مخزن تبن فلما علم أهالي مدينة غنغرة بوفاة راعيهم الصالح أسرعوا إلى المحل الذي قتل به ونقلوا بقاياه المقدسة بكل إكرام ودفنوها في المدينة . بركاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
في هذا اليوم تذكار ظهور الرب يسوع له المجد لتوما الرسول , في اليوم الثامن من القيامة المجيدة وذلك كما يقول الكتاب " وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم . فجاء يسوع والأبواب مغلقة ، ووقف في الوسط وقال : سلام لكم . ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا . أجاب توما وقال له : ربي والهي . قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا " (يو 20 : 26 – 29 ) فالقديس توما عندما وضع يده في جنب الرب كادت تحترق يده من نار اللاهوت . وعندما اعترف بألوهيته برئت من ألم الاحتراق . صلاة هذا الرسول تكون معنا . آمين
نياحة مريم المصرية السائحة ( 6 برمودة)
في مثل هذا اليوم من سنة 137 ش (421م ) تنيحت القديسة السائحة مريم القبطية . وقد ولدت بمدينة الإسكندرية نحو سنة 61 ش (345م ) من أبوين مسيحيين . ولما بلغت اثنتي عشرة سنة خدعها عدو البشر . فجعلها له فخا وشركا فاصطاد بها نفوسا كثيرة لا تحصي ومكثت علي هذه الحال الآثمة سبعة عشر عاما حتى أدركتها محبة الله فرأت قوما ذاهبين إلى بيت المقدس فسافرت معهم وإذ لم يكن معها أجرة سفرها ، أسلمت ذاتها لأصحاب السفينة حتى وصلت إلى بيت المقدس وهناك أيضا كانت تأتي هذا الآثم ولما أرادت الدخول من باب كنيسة القيامة شعرت بقوة خفية جذبها من الخلف . وكانت كلما أرادت الدخول تشعر بمن يمنعها وللحال تحققت أن ذلك لسبب نجاستها . فرفعت عينيها وهي منكسرة القلب وبكت مستشفعة بالسيدة العذراء وسألتها بدموع حارة أن تتشفع فيها لدي ابنها الحبيب ثم تشجعت وأرادت الدخول مع الداخلين فلم تجد ممانعة فدخلت مع الساجدين وصلت إلى الله طالبة أن يرشدها إلى ما يرضيه .
ثم وقفت أمام أيقونة العذراء البتول الزكية وتوسلت إليها بحرارة أن ترشدها إلى حيث خلاص نفسها . فأتاها صوت من ناحية الأيقونة يقول : إذا عبرت الأردن تجدين راحة وطمأنينة " فنهضت مسرعة وخرجت من ساحة القيامة . وفي الطريق قابلها إنسان . وأعطاها ثلاثة دراهم من الفضة ابتاعت بها ثلاثة أرغفة من الخبز ثم عبرت نهر الأردن إلى البرية ومكثت بها سبعا وأربعين سنة منها سبع عشرة سنة وهي تقاتل العدو ضد الآثم الذي تابت عنه حتى تغلبت بنعمة الله وكانت تقتات طول هذه المدة بالحشائش وفي السنة الخامسة والأربعين لساحتها خرج القديس زوسيما القس إلى البرية حسب عادة الرهبان هناك في مدة صوم الأربعين المقدسة للاختلاء والتنسك . وبينما هو يسير في البيداء رأي هذه القديسة عن بعد فظنها خيالا وصلي إلى الله أن يكشف له أمر هذا الخيال . فألهم أنه إنسان . فأراد اللحاق به فكان يهرب أمامه ولما رأت أنه لم يكف عن تعقبها نادته من وراء أكمة قائلة : يا زوسيما . ان شئت أن تخاطبني فارم شيئا أستتر به لأني عارية . فتعجب إذ دعته باسمه . ورمي لها ما استترت به فجاءت إليه وبعد السلام والمطانيات سألته أن يصلي عليها لأنه كان كاهنا واستوضحها عن سيرتها . فقصت عليه جميع ما جري لها من أول عمرها إلى ذلك الوقت . ثم التمست منه أن يحضر معه في العام القادم القربان المقدس ليناولها منه .
وفي العام التالي حضر إليها وناولها من السرائر الإلهية ثم قدم لها ما معه من التمر والعدس فتناولت بعض حبات من العدس المبلول , وسألته أن يعود في العام المقبل وحضر إليها في الميعاد فوجدها قد تنيحت ورأي أسدا واقفا بجوارها . وعند رأسها مكتوب : " ادفن مريم المسكينة في التراب الذي منه أخذت " فتعجب من الكتابة ومن الأسد . وفيما هو مفكر كيف يحفر الأرض لمواراتها تقدم الأسد وحفر الأرض بمخالبه فصلي الأب عليها ودفنها . ثم عاد إلى ديره وأخبر الرهبان بسيرة هذه القديسة فازدادوا ثباتا في المراحم الإلهية وتقدما في السيرة الروحية وكانت سنو حياتها ستا وسبعين سنة . صلاتها تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين
نياحة يواقيم البار والد العذراء أم الاله ( 7 برمودة)
في مثل اليوم تنيح الصديق يواقيم (سمي أيضا بوناخير وصادوق ) والد السيدة العذراء والدة الإله بالجسد . وهذا كان من نسل داود من سبط يهوذا وهو ابن يوثام بن لعازر بن اليود الذي يصعد في النسب إلى سليمان بن داود الذي وعده الله أن نسله يملك علي بني إسرائيل إلى الأبد . هذا الصديق كانت زوجته عاقرا وبمداومته معها علي السؤال والطلبة من الله رزقهما ثمرة صالحة حلوة أشبعت كل أهل العالم ونزعت من أفواههم مرارة العبودية ولهذا استحق أن يدعي أبا للسيد المسيح من حيث التجسد العجيب الغريب . وبعد أن أقر الله عينيه بمولد السيدة وفرح قلبه قدم قربانه وزال عنه العار . وتنيح بسلام حيث كانت العذراء ابنة ثلاث سنين . صلاته تكون معنا . آمين
نياحة القديس مقرفيوس ( 7 برمودة)
في القرن السادس المسيحي أيام الإمبراطور جستنيان
نياحة أغابيس وتاودورة والقديس أبي مقروفة ( 7 برمودة)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة أغابيس وتاودوره الشهيدتان وتذكار القديس أبى مقروفة الابن الروحي لأنبا موسى صاحب دير البلينا . شفاعتهم تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
في مثل هذا اليوم استشهدت العذارى القديسات أغابى وايريني وصوفية . وهؤلاء كن من أهل تسالونيقية ، وكن عابدات للمسيح عن آبائهن ثم اخترن عيشة البتولية واتفقن علي السلوك في الفضيلة وكن مداومات علي الاصوام المتواصلة والصلوات الكثيرة مترددات علي أديرة العذارى متنسكات مع الراهبات . فلما تملك مكسيميانوس الكافر (نحو أواخر القرن الثالث ) وأثار عبادة الأصنام وسفك دماء كثيرين من المسيحيين خافت القديسات وهربن إلى الجبل واختبأن في مغارة مداومات علي نسكهن وعبادتهن وكانت هناك امرأة عجوز مسيحية تفتقدهن بكل ما يحتجنه كل أسبوع وتبيع ما يعملنه بأيديهن وتتصدق عنهن بما يفضل . وحدث أن رأي أحد الأشرار كثرة خروج هذه العجوز إلى الجبل . فتبعها عن بعد إلى أن عرف المغارة التي تدخل إليها فاختبأ حتى لا تراه عند عودتها ، وكان يظن أنها تخبئ أشياء ثمينة فلما خرجت من المغارة وابتعدت عنها دخل إليها فوجد الجواهر النفيسة عرائس المسيح وهن قائمات يصلين فربطهن وجذبهن وأحضرهن إلى والي تسالونيقية . فسألهن عن أيمانهن فأقررن أنهن مسيحيات عابدات للمصلوب فحنق الوالي عليهن وعذبهن كثيرا ثم طرحهن في النار فأسلمن أرواحهن ونلن إكليل الشهادة . صلاتهن تكون معنا . آمين
استشهاد 150 شهيد على يد ملك الفرس ( 8 برمودة)
في مثل هذا اليوم تذكار حادثة استشهاد مائة وخمسين من المؤمنين قتلوا في ساعة واحدة بيد ملك الفرس وذلك أن هذا الملك كان قد أغار علي بلاد المسيحيين المتاخمة لحدود بلاده وسبي منهم كثيرين . ولما لم يطيعوه ليعبدوا الشمس والكواكب أمر بقطع رؤوسهم . فنالوا أكاليل الشهادة . صلاتهم تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
ظهور أية على يد البابا سانوتيوس الخامس والخمسين الاسكندرى ( 9 برمودة)
في مثل هذا اليوم ظهرت آية عظيمة علي يد أبينا القديس البابا سانوتيوس الخامس والخمسين من باباوات الإسكندرية ، الذي تولي الكرسي من 13 طوبة سنة 575 ش إلى 24 برمودة سنة 596 ش (سنة 880). وهي أن هذا البابا كان قد صعد إلى برية شيهيت ليصوم الأربعين المقدسة مع الآباء الرهبان . وفي أسبوع الشعانين أقبل كثيرون من العربان علي البرية لنهب الأديرة وأقاموا هناك علي الصخرة الكائنة شرقي الكنيسة وسيوفهم مجردة استعدادا للقتل والسلب . فاجتمع الأساقفة والرهبان وقرروا مبارحة البرية قبل عيد القيامة المجيد ، ورفعوا الآمر إلى البابا سانوتيوس ، فقال له : أما أنا فإني لا أفارق البرية إلى أن أكمل الفصح وفي يوم الخميس الكبير عظم الآمر وزاد القلق فأخذ هذا البابا عكازه الذي عليه علامة الصليب , وأراد الخروج لمقابلة العربان وهو يقول " الأفضل لي أن أموت مع شعب الله " فمنعوه من الخروج ولكنه عزاهم وقواهم ثم خرج إلى العربان وبيده ذلك العكاز . فعندما رأوه رجعوا إلى الوراء وفروا هاربين كأن جندا كثيرين قد صدوهم عن ذلك المكان ولم يعودوا إليه من ذلك اليوم بقصد سيئ , صلاته هذا الأب تكون معنا (ذكر تاريخه تحت اليوم الرابع والعشرين من شهر برمودة ) ولربنا المجد دائما . آمين
نياحة القس زوسيما الراهب ( 9 برمودة)
في مثل هذا اليوم من منتصف الجيل الخامس للميلاد تنيح الأب العابد والراهب المجاهد القس زوسيما . ولد هذا القديس في أواسط الجيل الرابع للميلاد من أبوين مسيحيين قديسين من أهل فلسطين . وفي السنة الخامسة من عمره سلماه لراهب شيخ قديس . فرباه تربية مسيحية وعلمه العلوم الدينية وبعد قليل رسموه شماسا . وصار راهبا تقيا فنما في الفضيلة نموا زائدا .
وكان ملازما للتسبيح والقراءة نهارا وليلا ، وفي وقت العمل أيضا ولما أكمل خمسا وثلاثين سنة في الدير رسموه قسا فتزايد في نسكه وزهده وجهاده وبعد أن قضي كذلك ثلاث عشرة سنة زرع العدو في فكره أنه قد أصبح يفوق كل أهل زمانه في التقوى والفضيلة ولكن الرب شاء أن يرده عن هذا الظن فأرسل إليه ملاكا أمره بالانتقال إلى الدير القريب من الأردن فقام ومضي إليه فوجد فيه شيوخا قديسين أكمل منه في سيرتهم. فتبين له عندئذ أنه كان بعيدا عما ظنه في نفسه فأقام عندهم . وكان من عادة هؤلاء الشيوخ أنهم في أيام الصوم الكبير بعدما يصومون الأسبوع الأول منه ، يتقربون من الأسرار المقدسة ثم يخرجون من الدير وهم يتلون المزمور السادس والعشرين (المزمور السابع والعشرون حسب طبعة بيروت) وعند نهايته يصلون وبعد أن يبارك عليهم الرئيس يودعون بعضهم بعضا ويتفرقون في براري الأردن يجاهد كل منهم علي حده فصار القديس زوسيما يخرج معهم كل عام ويجول في البرية سائلا الله أن يريه من هو أكمل منه فوجد في بعض جولاته القديسة مريم القبطية . واستعلم منها عن سيرتها وسبب تجولها . وطلبت منه التقرب من الأسرار الإلهية فأتاها بها في العام المقبل وقربها ثم أفتقدها في العام التالي ، فوجدها قد تنيحت فواراها التراب وقص سيرتها علي رهبان الدير وبعد أن عاش تسعا وتسعين سنة تنيح بسلام . صلاته تكون معنا . آمين
في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس المجاهد الأنبا ايساك تلميذ الأب الكبير الأنبا أبلوس . زهد هذا القديس العالم منذ صغره . وترهب في برية شيهيت ، وتتلمذ للأنبا أبلوس مدة خمس وعشرين سنة ، أجهد نفسه فيها جهادا أذاب جسمه بقتل الأهواء النفسية ، حتى ملك استقامة العزم ، وأتقن فضيلة الصمت والهدوء أثناء الصلوات والقداسات . وكان من عادته في وقت القداس أنه يظل واقفا مكتوف اليدين حاني الرأس حتى نهاية الصلاة ، ثم يعود إلى قلايته ويغلق بابها عليه ولا يقابل أحدا في ذلك اليوم . ولما سألوه : " لم لا تكلم من يريد كلامك وقت الصلاة أو القداس ؟ " أجابهم قائلا : " للكلام وقت ، وللصلاة وقت " ولما دنا وقت وفاته اجتمع عنده الآباء الرهبان لينالوا بركته وسألوه : " لماذا كنت تهرب من الناس " ؟ فأجابهم " ما كنت أهرب من الناس بل من الشيطان . لأن الإنسان إذا مسك مصباحا متقدا في الهواء ينطفئ . وهكذا نحن إذا ضاء عقلنا من الصلاة والقداس ثم تشاغلنا بالأحاديث فان عقلنا يظلم " . ولما أكمل هذا الأب جهاده الصالح تنيح بسلام . صلاته تكون معنا . آمين
نياحة البابا غبريال بن بطريك الثانى ( 10 برمودة)
في مثل هذا اليوم من سنة 861 ش ( 5 أبريل سنة 1145 م ) تنيح الأب القديس العظيم البابا غبريال الثاني البطريرك السبعون من باباوات الكرازة المرقسية الشهير بابن تريك . هذا البابا كان من كبار مدينة مصر وأراخنتها ، وكان كاتبا ناسخا عالما فاضلا ذا سيرة حميدة . وقد نسخ بيده كتبا كثيرة قبطية وعربية فوعي محتوياتها وفهم معانيها فاختاره مقدمو الشعب ورؤساؤهم لكرسي البطريركية ، وتمت رسامته يوم 9 أمشير سنة 847 ش ( 3 فبراير سنة 1131 م )
وحدث أنه عندما صلي أول قداس في دير القديس مقاريوس كعادة البطاركة قديما أن أضاف علي الاعتراف الذي يتلى في آخر القداس بعد قوله " أؤمن وأعترف إلى النفس الأخير أن هذا جسد ابنك الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي أخذه من سيدتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم " هذه العبارة " وصيره واحدا مع لاهوته " فأنكرها عليه الرهبان خشية أن يفهم من ذلك أنه حصل امتزاج . وطلبوا منه تركها فامتنع قائلا : " أنها أضيفت بقرار من مجمع الاساقفه " وبعد مباحثات طويلة تقرر إضافة هذه الجملة " بدون امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير وذلك خوفا من الوقع في هرطقة أوطيخي فوافقهم علي ذلك .
ورسم في أيامه 53 أسقفا وكهنة كثيرين ووضع قوانين وأحكاما في المواريث وغيرها وتفاسير كثيرة ولم يعرف عنه أنه أخذ درهما واحدا من أحد . ولا وضع يده علي شيء من أموال الكنائس ولا أوقاف الفقراء . ولما طالبه حاكم ذاك الوقت بمال جمع له الأراخنة ألف مثقال ذهب ودفعوها عنه . وقضي علي الكرسي المرقسى أربعة عشر عاما وشهرين ويومين ثم تنيح بسلام صلاته تكون معنا ، ولربنا المجد دائما . آمين
في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة الطاهرة الأم ثاؤذورا . هذه القديسة كانت ابنة وحيدة لوالدين من أغنياء الإسكندرية المسيحيين . فأحبا أن يزوجاها فأحضر لها الكثير من الحلي والملابس الغالية . فلم تقبل هذه القديسة ذلك لأنها كانت تميل بقلبها إلى عبادة الله والجهاد من أجل اسمه . وباعت كل ما أحضره لها والداها وفرقت منه علي المساكين ثم بنت كنيسة خارج الإسكندرية من الجهة الغربية وبعد ذلك قصدت الأب القديس اثناسيوس الرسولي (في القرن الرابع المسيحي) فقص شعرها ورهبنها خارج الإسكندرية فتنسكت نسكا زائدا وجاهدت جهادا روحيا حتى استحقت أن تنظر الإعلانات الإلهية ,ان تميز الملائكة من الشياطين وتعرف الأفكار وكان البابا أثناسيوس يفتقدها كثيرا بتعاليمه حتى أنه لما نفي كان يكاتبها من منفاه بالعظات المفيدة فثبتت في جهادها إلى آخر أيامها وعاصرت خمسة بطاركة وهم الكسندروس واثناسيوس وبطرس وتيموثاؤس وثاؤفيلس . وقد وضعت أقوالا كثيرة نافعة بعضها بالنعمة التي كانت فيها والبعض الأخر مما تعلمته من أولئك الأباء وسئلت مرة " إذا تحدث إنسان مع آخر حديثا رديئا هل يقول له : اسكت أو ينتهره أو يميل عنه بسمعه ؟ " فأجابت قائلة : " كما أنك إذا وضعت أمامك أطعمة كثيرة جيدة وردية لا يمكنك أن تقول لواضعها ارفع هذا أو ذاك لأنه مضر بي . بل تتركها وتأكل ما يطيب لنفسك . هكذا لا يجب أن يقال شيء لمن يحادث غيره بحديث رديء بل يكفي الإنسان أن لا يدع سمعه يتلذذ بما سمع . " وسئلت أيضا : بماذا يغلب الإنسان عدوه الشيطان ؟ " فقالت " بالصوم والصلاة والأتساع " ولما أكملت جهادها تنيحت بسلام بالغة من العمر مائة سنة . صلاتها تكون معنا . آمين
تذكار انبا يوحنا اسقف غزة ( 11 برمودة)
في هذا اليوم تذكار نياحة أنبا يوحنا أسقف غزة شفاعته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الكسندروس أسقف أورشليم . هذا القديس كان أسقفا علي القبادوقية وجاء إلى أورشليم ليتبارك من الأمكنة المقدسة ثم يعود وكان القديس نركيسوس أسقف أورشليم (في القرن الثاني المسيحي) في ذاك الحين قد كبر وشاخ حتى جاوز مائة وعشر سنين . وكان قد عرض علي شعبه مرارا أن يتخلى عن الأسقفية فلم يقبلوا ذلك منه فلما قضي القديس الكسندروس واجب الزيارة وعزم علي العودة إلى القبادوقية مقر كرسيه . سمع أهل أورشليم صوتا سماويا يقول : " أخرجوا إلى الباب الخارجي وامسكوه أول الداخلين ، وأقيموه أسقفا عليكم " فخرجوا ووجدوا هذا الأب فامسكوه فامتنع محتجا بأنه لا يقدر أن يترك رعيته التي أقامه السيد المسيح لرعايتها فأعلموه بالصوت الذي سمعوه وأن هذا أمر الله . فقبل وكتب إلى أهل أبرشيته بما حصل واعتذر مصرحا لهم بإقامة أسقف عوضا عنه . وأقام بأورشليم يساعد أسقفها الأنبا نركيسوس نحو خمس سنوات وبعد نياحة نركيسوس استمر يرعى شعب أورشليم أحسن رعاية إلى أن قبض عليه مكسيميانوس الكافر وعذبه بأنواع العذاب ثم حبسه ، ولما ملك غرديانوس أطلق سراحه ولما مات وملك فيلبس أطلق بقية المعترفين ، ولكن عهد السلام لم يطل إلا قليلا لأن داكيوس قتل فيلبس وقبض علي زمام الملك ثم أثار الاضطهاد علي المسيحيين وأمسك هذا القديس مع كثيرين وعذبهم لاسيما هذا الأب فقد ضربه ضربا موجعا بدبابيس حادة إلى أن كسر أضلاعه . ثم أمر أن يجذب من رجليه ويطرح في السجن فظل به إلى أن أسلم نفسه الطاهرة بيد الرب ونال الملكوت المعد للقديسين . صلاته تكون معنا . آمين
استشهاد انبا يشوع وانبا يوسف تلميذى القديس مليوس بجبل خوراسان ( 13 برمودة)
في مثل هذا اليوم استشهد القديسان الراهبان الأنبا يشوع والأنبا يوسف ، تلميذا الأب القديس ميليوس بجبل خوراسان بالقرن الثالث الميلادى وسترد سيرتهما في اليوم الثامن والعشرين من هذا الشهر ، وهو اليوم الذي استشهد فيه معلمهما الروحاني الأنبا ميليوس . صلاتهما تكون معنا . آمين
نياحة انبا يوأنس بابا الإسكندرية ال105 ( 13 برمودة)
في مثل هذا اليوم تنيح البابا الفاضل والحبر الكامل والحكيم العاقل البابا يوأنس السابع عشر البطريرك ( 105) من بطاركة الكرسي الإسكندري . وكان والدا هذا الأب مسيحيين تقيين من أهل ملوي في الصعيد فلما أتم السنة الخامسة والعشرين من عمره زهد العالم الزائل ومضي إلى دير القديس أنطونيوس وترهب هناك وكان اسمه عبد السيد وأنتقل منه إلى دير القديس الأنبا بولا بعد تعميره فأجهد نفسه في العبادة وانكب علي تثقيف نفسه فتعلم القراءة والكتابة لأنه لم يكن يعرفهما من قبل وتبحر بعد ذلك في دراسة الكتب المقدسة وبعد أن أجهد نفسه في الفضيلة والنسك وتزود بعلوم الكنيسة وكتبها اختاره الأباء الرهبان ليكون قسيسا لهم علي دير أنبا بولا فرسمه البابا يوأنس البطريرك (103 ) مع زميله مرجان الاسيوطي الذي صار فيما بعد البابا بطرس السادس البطريرك (104 ) الذي قبله ولما تنيح البابا بطرس السادس البطريرك ( 104 ) تشاور الأباء الأساقفة والكهنة والأراخنة في من يصلح للبطريركية ووقع اختيارهم علي تقديم هذا الأب فأحضروه من الدير إلى مصر وعملوا قرعة هيكلية - كما جرت العادة - وبعد القداسات التي أقيمت لمدة ثلاثة أيام تمت القرعة فسحب اسمه فرسم بطريركا في كنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة في يوم الأحد 6 طوبة سنة 1443 ش ( 12 يناير سنة 1727 م ) وبعد رسامته وقبل قراءة الإنجيل فتحوا باب مقبرة الأباء البطاركة ليأخذ - كالعادة - الصليب والعكاز من المتنيح سلفه فلما نزل المقبرة وأخذ الصليب , طقطق العظم في المقبرة في وجهه ففزع لوقته وأمر بأبطال هذه العادة قائلا : ان الصلبان أو العكاكيز كثيرة ثم أبطل هذا التقليد وكان الغرض منه أن يتعظ الخلف من مصير السلف حتى لا يغتر بالمركز ويتكبر فتكون رؤيته لمصير سلفه عظة وعبرة دائمة أمامه ولبث البابا بعد رسامته مقيما أسبوعا في مصر القديمة وبعدها توجه إلى القلاية البطريركية بحارة الروم .
وأهتم هذا البابا بتشييد الكنائس والأديرة وترميمها وتكريسها فتم في مدة رئاسته تشييد كنيسة حسنة بدير القديس العظيم أنبا بولا أول السواح بجبل نصر . وكرسها بنفسه وكان في صحبته الأنبا ابرام أسقف البهنسا . وجماعة من الأراخنة . وعلي رأسهم الأرخن جرجس السروجي الذي قام بنفقات هذه الكنيسة وبعد هذا قام البابا ببناء كنيسة مقدسة ومائدة ومبان مختلفة بدير القديس الجليل أنبا أنطونيوس أبي الرهبان وكرسها أيضا بيده الكريمة ، ورسم هناك قمامصة وقسوسا وشمامسة وقام كذلك بالصرف علي هذه العمارات الأرخن المكرم جرجس السروجي وفي السنة التاسعة من رئاسته أي في سنة 1451 ش وردت الأوامر السلطانية بزيادة الضرائب في أرض مصر علي النصارى واليهود ثلاثة أضعاف مقدارها فكانت ضرائب الطبقة العالية أربعة دنانير والمتوسطة دينارين والأخيرة دينارا واحدا ثم زيدت بعد ذلك وفرضت علي فئة القسوس والرهبان والأطفال والفقراء والمتسولين ولم يستثنوا منها أحدا وكان الملتزمون بتحصيلها يحصرون سنويا من قبل السلطان فكانت أيامه شدة وحزن علي أرباب الحرف والفقراء
وحدث في أيامه غلاء عظيم أعقبه زلزال كبير بمصر أستمر في نصف الليل مقدار ساعة حتى تزعزعت أساسات الأرض وتهدمت المنازل وارتجف الناس ثم رحم الله شعبه ورفع عنهم هذه الشدائد المرة .
ولما تنيح الأنبا خريستوذلو الثالث والثاني بعد المائة من مطارنة كرسي أثيوبيا في سنة 1742 م حضر إليه في السنة السابعة عشرة من رئاسته أي في سنة 1460 ش ( 1744 م ) جماعة من أثيوبيا يطلبون لهم مطرانا فرسم لهم الراهب يوحنا أحد قسوس دير أبينا العظيم أنبا أنطونيوس ودعاه يوأنس الرابع عشر في الاسم وعادوا به فرحين .
وقد عمر هذا البابا طويلا وعاش في شيخوخة صالحة راعيا شعبه الرعاية الحسنة ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيح بسلام في يوم أثنين البصخة 13 برمودة سنة 1461 ش ( 20 أبريل سنة 1745 م ) بعد أن جلس علي الكرسي ثماني عشرة سنة وثلاثة أشهر وثمانية أيام ودفن بمقبرة الأباء البطاركة بكنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة وقد كان معاصرا للسلطان أحمد الثالث والسلطان محمود الأول وخلا الكرسي بعده مدة شهر واحد عشر يوما . نفعنا الله ببركاته ,ولربنا المجد دائما . آمين
تذكار ديونيسة الشماسة وتذكار ميديوس الشهيد ( 13 برمودة)
في هذا اليوم تذكار القديسة ديونيسة الشماسة التي أقامها الرسل . وتذكار القديس ميديوس الشهيد , صلاة الجميع تكون معنا آمين .
في مثل هذا اليوم الموافق 9 أبريل سنة 282 م تنيح الأب القديس الأنبا مكسيموس الخامس عشر من باباوات الكرازة المرقسية . ولد هذا الأب بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين فعلماه وهذباه وقد تفقه في اللغة اليونانية ثم درس العلوم الدينية وكان رجلا يخاف الله فرسمه البابا ياروكلاس الثالث عشر شماسا علي كنيسة الإسكندرية ، ثم رسمه البابا ديونيسيوس الرابع عشر قسا ونظرا لتقدمه في الفضيلة والعلم أختاره الأباء الأساقفة لكرسي البطريركية بعد نياحة البابا ديونيسيوس وتولي الكرسي س في 12 هاتور ( 9 نوفمبر سنة 264 م ) , وبعد رسامته بزمن قليل وردت رسالة من مجمع إنطاكية تتضمن أسباب حرم بولس السميساطي والمشايعين له فقرأها علي كهنة الإسكندرية ثم حرر منشورا وأرسله مع رسالة المجمع إلى سائر بلاد مصر وأثيوبيا والنوبة يتضمن تحذرهم من بدعة بولس السميساطي وقد زالت بدعة هذا المبتدع بموته (كما جاء في مخطوط بشبين الكوم) في أيام هذا القديس ظهر إنسان من الشرق " بلاد الفرس أسمه " ماني " قال هذا عن نفسه أنه الباراقليط روح القدس وجاء إلى أرض الشام وجادله أسقفها القديس ارشلاوس وأظهر ضلاله فترك الشام ورجع إلى بلاد الفرس : فأخذه بهرام الملك وشقه نصفين أما الأب مكسيموس فقد ظل مجاهدا وحارسا لرعيته ومثبتا لها بالعظات والإنذارات مدة سبع عشرة سنة وخمسة أيام وتنيح بسلام صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين .
نياحة الانبا باخوم الكبير ( 14 برمودة)
في مثل هذا اليوم كانت نياحة الأنبا باخوم الكبير. صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائما أبديا . آمين .
في هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس أغابيوس أحد السبعين رسولا الذي تنبأ بما أصاب القديس بولس الرسول (أعمال 21 : 10 و11) صلاته تكون معنا . آمين
تذكار تكريس أول هيكل للقديس نيقولاوس ( 15 برمودة)
في مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار تكريس أول هيكل بناه النصارى اليعاقبة (ربما يقصد السريان الموجودين بمصر المقيمون بأرض مصر) ، للقديس نيقولاوس أسقف ميرا أحد آباء مجمع نيقية الثلاثمائة وثمانية عشر . وكان بناؤه بالكنيسة التي علي اسم القديس الأنبا شنوده شرقي البحر . صلاته تكون معنا . آمين
نياحة القديسة الكسندرة الملكة ( 15 برمودة)
في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة الكسندرة الملكة ، زوجة الملك دقلديانوس . وذلك أنه لما خدع الشهيد العظيم جاورجيوس الملك دقلديانوس بأنه سيسجد لآلهته قبل رأسه وأدخله إلى داره فصلي القديس ثم قرأ جزءا من المزامير أمام الملكة وفسر لها ما قرأه ثم أوضح لها الوهية السيد المسيح فدخل كلامه في قلبها وآمنت بالسيد المسيح له المجد . ولما وقف القديس جاورجيوس أمام الأصنام ونادي باسم السيد المسيح تحطمت فخزي الملك ومن معه من ذلك . ولما عاد إلى قصره وأخبر الملكة بذلك قالت له : أما قلت لك لا تعاند الجليليين فان الههم قوي فغضب الملك جدا وعذبها كثيرا ثم ألقاها في السجن حيث تنيحت بسلام . صلاتها تكون معنا . آمين
تذكار نياحة البابا مرقس السادس البطريرك (101) ( 15 برمودة)
في مثل هذا اليوم من سنة 1372 ش ( 20 أبريل 1656 م ) تنيح البابا مرقس السادس البطريرك الإسكندري ( 101) وهو يعرف بمرقس البهجوري لأنه من بهجورة وترهب بدير القديس أنطونيوس . ولما تنيح البابا متاؤس الثاني البطريرك المائة اتفق المعلم بشارة المتقدم علي الأراخنة في ذلك العصر هو وجماعة المصريين علي رسامة هذا الأب ، وترأس احتفال الرسامة الأنبا خرستوذولو أسقف بيت المقدس في يوم الأحد 15 برمودة سنة 1362 ش ( 20 أبريل سنة 1646 م ) ودعي مرقس السادس وبعد رسامته وقع خلاف كبير بينه وبين المعلم بشارة . ومن أعمال هذا البابا المأثورة أنه أصدر أمرا للرهبان بمنعهم من الإقامة في العالم وبعودتهم جميعا إلى أديرتهم فغضب الرهبان من هذا الأمر ولم يوافقوا عليه وامتنعوا عن العمل به وحرك الشيطان عدو الخير أحد الرهبان المدعو قدسي فرفع للباشا عريضة ضد البطريرك ادعي فيها بأنه يمد الناس بالفلقة ويقتلهم بها فاهتم الوالي بالشكوى وأمر بكشف الحقيقة وعند التحقيق أنكر الراهب موضوع الشكوى وظهرت براءة البابا من التهمة الواردة في عريضة الشكوى ولكنه غرم بغرامة دفعها عنه أكابر الدولة وفي 21 طوبة سنة 1365 ش نودي بأن لا يركب النصارى خيولا ولا يلبسوا قفاطين حمراء ولا طواقي جوخ حمراء ولا مراكيب وإنما يلبسون قفاطين زرقاء طول الواحدة عشرون ذراعا . وسافر البطريرك إلى الصعيد وأقام هناك أربع سنوات جمع أثناءها أموالا طائلة وكان أحمق جدا حتى ضج من أعماله سائر الناس والأساقفة والقسوس والاراخنة واستمرت العداوة قائمة بينه وبين المعلم بشارة حتى عاد إلى مصر فاصطلح معه واستقام أمره بعد ذلك . ومن أعماله أنه قام ببناء قاعة الصلاة بدير الراهبات بكنيسة العذراء بحارة زويلة عثر علي خمس أوان من الزجاج ملآنة بالميرون المقدس كما أنه عثر أيضا علي زقين آخرين وهي من ذخائر العصور القديمة فوضع الكل بأعلى مخزن المهمات الكائن فوق مدفن البابا يؤنس الثالث عشر البطريرك (94) بكنيسة العذراء بحارة زويلة . وقد تنيح هذا البابا يوم 15 برمودة سنة 1272 ش ( 20 أبريل سنة 1656 م ) ودفن بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة بعد أن أقام علي الكرسي عشرة أعوام كاملة وقد عاصر كلا من السلطان إبراهيم الأول والسلطان محمد الرابع وخلا الكرسي بعده أربع سنوات وسبعة شهور وستة عشر يوما نفعنا الله ببركاته ولربنا المجد دائما . آمين