وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الاجتماع إلى اسم الرب

643198233.jpg

دخلت مقادس الله، وانتبهت إلى آخرتهم ( مز 73: 17 )

المقادس لها مكانها البارز في الكتاب الثالث من سفر المزامير (مز73 إلى 89).

والجميل أن مزامير هذا القسم عددها17، كما أن الآية17 في أول مزامير هذا القسم تحدثنا عن المقادس.
والرقم 17 في الكتاب المقدس هو رقم النعمة والشركة.

والمقادس مبدئيًا تأخذ فكرنا إلى هيكل الله، حيث كان يوجد التابوت (عرش الله)، وتوجد الشريعة داخل التابوت (كلمة الله)، ويوجد مذبح البخور (الصلاة)، وفي الخارج يوجد شعب الله (جماعة المؤمنين العبَّاد). وهكذا الآن، فإن الذهاب للاجتماع إلى اسم الرب يتضمن وجودنا في محضر الله، واستماعنا إلى كلمة الله، ورفع الصلاة لله، والتمتع بالتسبيح لله، والتقابل مع شعب الله.

وما أشد حاجتنا إلى هذا كله!

كم لنا من البركات التي لا تُحصى عندما نوجد في ”اجتماعنا“، هذا المكان الذي قال عنه داود: «هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا! ... لأنه هناك أمر الرب بالبركة، حياةٍ إلى الأبد» ( مز 133: 1 ، 3).

فنحن في محضر الرب نستمع إلى تسبيح القديسين، وفي التسبيحة يمكن أن يكون حديث من روح الله إلى قلوبنا. أو قد نستمع إلى صلاة أحد القديسين، ويكون في صلاته هذه شفاء لجروحنا. حقًا ما أبرك الوجود في محضر الرب!

وما أشد خطورة تجاهل اجتماع المؤمنين معًا والرب حاضر في وسطهم!

بالإضافة إلى هذا، فأنا في محضر الرب أجد جماعة من السيَّاح السماويين. وهذا معناه أني لست وحدي، بل لي إخوة يشاركونني ظروفي نفسها (قارن 1تس2: 14؛ 1بط5: 9). وسأكتشف أن هذه الجماعة، مع أنه ليس لها نصيب في أفراح العالم ومُتعه الزائلة، إلا أن كل ينابيعهم في المسيح.

إنهم أُناس عزّهم بالرب، طُرق بيته في قلوبهم، عابرين في وادي البكاء يُصيرونه ينبوعًا ( مز 84: 5 ، 6)، ومع أنهم يسيرون فوق سهول وجبال، لكنهم سائرون صوب أفراح الخلود، وأمامهم كل أثمار الوعود.

ومع أنهم ما زالوا في رحلتهم المُضنية نحو السعادة الأبدية الكاملة، إلا أنهم فيها مغمورون في التعزيات السماوية!
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
حادثة لها مغزى!

987869557.jpg


وضرب أهل بيتشمس لأنهم نظروا إلى تابوت الرب ... فناح الشعب لأن الرب ضرب الشعب ضربة عظيمة ( 1صم 6: 19 )
كم نندهش كثيرًا عندما نعرف أن عدد الذين ماتوا هنا لنظرهم داخل التابوت يكاد يكون ضعف عدد الذين ماتوا في الحرب مع الفلسطينيين، عندما أخذوا معهم التابوت دون أمر صريح من الرب ( 1صم 4: 10 ).

صحيح أن كِلا الأمرين خطأ، وكِلا الأمرين تطلَّب استعلان قضاء الرب، لكن يظل الخطأ الأكبر والأصعب هو محاولة الإنسان فصل رحمة الله المتمثلة فيما قدَّمه من علاج كامل في الدم، عن أحكامه وبره كما هي مُعلنة في شريعته!!

إن الخطية التي من أجلها عاقب الله أهل بيتشمس بكل صرامة هي جُرأتهم في أن يكشفوا ما قد غطَّاه الله.
فلكي يستطيعوا أن ينظروا ما بداخل التابوت، كان لا بد أن يزيحوا كرسي الرحمة من مكانه، وهم بذلك أظهروا لوحي الشهادة (الناموس)، وفصلوا الرحمة (كرسي الرحمة) عن القضاء (لوحي الشريعة)،
وكانت النتيجة الحتمية لذلك هو موت المُذنب.

إن الكروبين الواقفين ووجهاهما لأسفل لم يكونا ينظران إلى القداسة التي تستوجب الحكم على المعتدي، لكنهما كانا يتفرسان فيما قد مجَّد الله.
الله الذي تمجد في الذبيحة، فلقد كان هناك الدم الذي يفصل بين الشريعة والمُطالبين بتنفيذها.

فكم هو جدٌ خطير أن تُكشف الشريعة!! فأي شيء يحجب رعودها ( خر 19: 16 )؟!

ومَنْ يستطيع أن يُوقف القضاء المُعلَن، والذي تنادي به؟ إن الشريعة تُعبِّر عن بر الله وتستوجب الموت واللعنة لكل متعدٍّ ( غل 3: 10 ).

إن الرجل الوحيد الذي كان يستطيع الوقوف أمام الله كمَن حفظ الشريعة هو الرب يسوع له كل المجد، فهو الذي أكمل الناموس، فلقد كان مميَّزًا عن كل نسل آدم الساقط، ولكنه بدلاً من أن يأتي إلى الأرض كمنفِّذ لقضاء الناموس، تحمَّل هو سيف القضاء في نفسه ( زك 13: 7 ).

إن نفس القلب الذي حفظ الناموس، ولم يكسره ( مز 40: 8 )، هو الذي حمل القضاء المستوجب على الشعب بسبب تعديهم للناموس.

إن عاصفة الغضب قد انقضَّت عليه، ومن ثمَّ فإن عدل الله لا يمكن أن يقترب من هؤلاء الذين قد التجأوا إليه كملجأ لهم.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كل الأشياء تحلّ لي

511461729.jpg


كل الاشياء تحلُّ لي، لكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحل لي، لكن لا يتسلط عليَّ شيء ( 1كو 6: 12 )

«كل الأشياء تحلُّ لي لكن ليس كل الأشياء توافق». هذه الآية ورَدَت في 1كورنثوس6: 12 وتكررت مرة ثانية في الأصحاح10: 23، والتكرار دليل على أهميتها وارتباطها الوثيق بالحياة العملية.


والعبارة «كل الأشياء تحلُّ لي» رغم أنها تكررت أربع مرات في الآيتين، فإنها في كل مرة تُتبَع بكلمة «لكن» وهي توضح أن الرسول لم يكتب وصية كأنه يقول افعلوا ما يَحلو أو يروق لكم، ولكن كلامه ورَدَ في صيغة الرَّد على بعض الأشخاص الذين أساءوا فهم الحرية المسيحية.
والرسول ردّ عليهم بكامل الآية التي نتأمل في معناها.


أولاً: العبارة «تحلُّ لي» معناها أن هذا الأمر، أو هذا الشيء قانوني أو مشروع، وكلمة «لكن» تعني أنه يمكن أن لا يكون موافقًا، أي غير نافع أو غير مفيد. هناك مَن يعترض ويقول: طالما الأمر لا يضر، فلماذا لا أعمله؟

يا عزيزي المُخلِص، الكتاب المقدس يعلِّمنا أن نعمل الذي يفيد بطريقة إيجابية. لتوضيح المعنى، نفترض أن أمامك فرصة لشراء سيارة، لو أردت أن تبيعها لن تخسر، وهناك فرصة أخرى لشراء سيارة مختلفة، وبنفس ثمن الأولى، أفضل من حيث الجودة وعند بيعها سوف تربح، يا تُرى أي نوع تفكِّر في شرائه؟

ثانيًا: «كل الأشياء تحلُّ لي لكن لا يتسلَّط عليَّ شيء»، أي حتى الأشياء المشروعة يجب أن لا تتسلط عليَّ، وفي هذه العبارة رسالة لمَن يحاول أن يبرر التدخين أو المُسكرات أو أي نوع من أنواع الإدمان، قائلاً إنه لم يَرِد في الكتاب المقدس ما يفيد عدم مشروعيتها، ومعروف للجميع أن كل ما يدمن عليه الإنسان فهو عبد له.

ثالثًا: «كل الأشياء تحلُّ لي ولكن ليس كل الأشياء تبني»، أي ليس كل الأشياء تؤدي إلى بنيان الشخص وتقدمه روحيًا. الخاطئ تقوده لطلب الخلاص، والمؤمن لمزيد من التقوى وحياة التكريس، وكل ما يعطل أو يعوق هذا التوجه لا يبني. وعبَّر الرسول بولس عن هذه الفكرة إيجابيًا فقال:
«فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئًا فافعلوا كل شيء لمجد الله»، وأيضًا عبَّر عنها سلبيًا وقال:
«لذلك إن كان طعام يُعثر أخي فلن آكل لحمًا إلى الأبد، لئلا أُعثر أخي»، وبذلك يا عزيزي يتضح أن عبارة «كل الأشياء تحلُّ لي» ليست عبارة مُطلقة.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الإيمان والرجاء

638505267.gif


لنتمسك بإقرار الرجاء راسخًا، لأن الذي وعد هو أمين ( عب 10: 23 )

قبل مجيء الرب الأول، كان المؤمنون يتطلعون إلى الأمام بالإيمان والرجاء إلى الخيرات العتيدة الآتية: فإذ آمنوا بالوعد كانوا يتوقعون بالرجاء مجد مُلك المسيا.

وفي حالتنا لا تزال هذه الوحدة بين الإيمان والرجاء كما كانت قديمًا وإن كانت تبدو وفي صورة مزدوجة؛ فالإيمان يستند على الماضي أي على عمل المسيح الكامل، بينما الرجاء يتطلع إلى المستقبل أي إلى رجوع مخلِّصنا.
وعلى قدر ما نتحقق من يسوع كالرب الحي، على قدر ما نتطلع إلى الأمام منتظرين وطالبين سرعة مجيئه وخارجين للقائه.

فإن كنا نؤمن أنه جاء، فإننا نرجو أيضًا أنه سيجيء. وإن كنا نعرف نعمة الله المخلِّصة التي ظهرت، فإننا أيضًا نتطلع بالرجاء الواثق إلى مجيء إلهنا ومخلِّصنا العظيم. وهكذا نجد أن ”الرجاء“ يتناول علاقة المسيح بالمؤمن من شتى نواحيها، حتى إن بولس عندما قال مرة: «أنا واقفٌ أحاكم على رجاء الوعد الذي صار من الله لآبائنا» ( أع 26: 6 )، إنما كان يتكلم من أعماق قلبه.

فالإيمان الذي بلا رجاء هو إيمان ميت. لا يرى المسيح حيًا، ولا يشتاق أن يرى المسيح راجعًا، ولم يعرف المسيح في يوم من الأيام مصلوبًا.

أما نحن المؤمنين فقد وُلدنا ثانيةً لرجاءٍ حيّ، وقد خلصنا بالرجاء والآن ننتظر التبني فداء أجسادنا.
فإن كان رجاؤنا في المسيح قاصرًا على هذه الحياة فقط، وإن كان أُفقنا الذي نرنو إليه بأبصارنا محدودًا بهذه الأرض، وإن كنا لا نتطلع إلى الأمام إلى ظهور إلهنا ومخلِّصنا العظيم، فنحن والحق يُقال أشقى جميع الناس وأتعسهم حالاً.

وإقرار رجائنا شيء عملي وفاحص للغاية. فنحن بالرجاء نقرّ ونعترف أننا غرباء ونُزلاء على الأرض، وأننا نطلب أمورًا سماوية، ونعمل تاعبين في انتظار مكافآت سماوية، مدَّخرين لأنفسنا كنوزًا سماوية.

كما أن رجاءنا يحتم علينا أن نترك خطايا العالم ومسراته وأمجاده، وأن نطهِّر ذواتنا كما أن المسيح طاهر.

وإن كنا نقرّ الرجاء، تحتم علينا أيضًا أن نبتهج حتى ولو كنا في ضيق، وأن ننظر إلى آلام وتجارب الحياة الحاضرة كأشياء لا تستحق المقارنة بالمجد العتيد، وحينئذٍ يكون الرجاء، وهو مستند على الإيمان، مُعززًا ومعضدًا للإيمان، ومالئًا إيانا بالشجاعة والصبر في طريق سيرنا.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
دعوة النعمة المجانية

108270597.jpg


إنسان صنعَ عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين، وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوِّين: تعالوا لأن كل شيءٍ قد أُعد. ( لو 14: 16 ، 17)
لما قال أحد المتكئين في بيت فريسي: «طوبى لمَن يأكل خبزًا في ملكوت الله» ( لو 14: 15 )، أجابه الرب إن العشاء مُعدّ، وأن النعمة قد جهزت كل شيء، وإن الدعوة مُقدمة إليه مجانًا ليأتي ويأكل من الخبز السماوي (ع16، 17).
سبق أن أُرسلت الدعوة للمدعوين، أما الآن فإنه يطلب إليهم الحضور لأن وقت العشاء قد أتى وكل شيء قد أُعدَّ، ولكن يا للأسف فقد «ابتدأ الجميع برأيٍ واحد يستعفون» (ع18).

لم يَقُل واحد منهم في صراحة ”أنا لا أذهب“، ولكنهم امتلأوا بالأعذار والحجج، وعلى هذه الكيفية عينها لا زال الكثيرون يقابلون دعوة النعمة المجانية، فهم لا يعلنون صراحةً استغناءهم عن المسيح وخلاصه، ولكنهم في الواقع يهملون المسيح والخلاص، بل يحتقرون النعمة لأجل منفعة عالمية أو شهوة جسدية أو ظل باطل ( لو 14: 18 - 20).

ولنلاحظ أنه لم يوجد أحد غير مدعو للعشاء بسبب خطاياه، لأن الله لم يحسب للناس خطاياهم ( 2كو 5: 19 )، بل دعاهم بالنعمة الغنية التي أعدت غفرانًا كاملاً لأشر الخطاة.

أما الضيف الذي لم يُقبَل في الوليمة المذكورة في متى22: 1- 14 فلم يُرفض بسبب خطاياه، بل بسبب رفضه واحتقاره ثياب العرس، أو بعبارة أخرى لرفضه نعمة الله المجانية في المسيح يسوع.

فالملك لم يتكلم مع ذلك الرجل عن خطاياه، بل عن هذا الأمر الواحد وهو الإتيان إلى هناك بدون ثياب العرس. ثم إن رفضه لنعمة الله التي فيها وحدها الكفاية لسد أعوازه، قد أبقى خطاياه عليه حتى تُحدر به إلى الظلمة الخارجية.

المسيح وحده هو خلاص الخاطئ، وفيه وحده سد جميع حاجاته «الله أعطانا حياةً أبدية، وهذه الحياة هي في ابنه» ( 1يو 5: 11 ).

فمن الواضح إذًا أن مَن يقبل الابن له حياة أبدية، ومَن يرفضه لن يرى حياة، لأن الحياة هي في الابن. فالمسألة الوحيدة هي: هل قبلت الابن كحياتك الأبدية؟ إن كنت قد قبلته فلك الكل؛ الحياة والبر والغفران والسلام والقبول.

فيا أيها الخاطئ الذي بلا مسيح ولا نعمة تعال، فإن إلهك يناديك، والمخلِّص يدعوك، والروح القدس يحثك قائلاً:

«كل شيءٍ قد أُعد».

فالبيت واللباس والترحاب والوليمة الملوكية، الكل ينتظرك، فلماذا لا تأتي؟

لماذا لا تأتي الآن؟ :)
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
بولس والسعي نحو الهدف

520190067.jpg


ليس أني قد نلت أو صرت كاملاً، ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح يسوع ( في 3: 12 )

لا يعتبر الرسول نفسه أنه قد صار كاملاً. ومفهوم الكمال هنا يتعلق بموضوع التشبُّه بالمسيح.
فلم تخطر على بال الرسول أية فكرة مَفادَها أنه من الممكن بلوغ حالة من اللا خطية، أو الوصول إلى وضع في هذه الحياة حيث لا يعود من المستطاع إحراز أي تقدم إضافي بعد. لقد أدرك أن ”الاكتفاء هو مقبرة التقدم“.

لذا كان يسعى في سبيل تتميم القصد الذي من أجله خلَّصه الرب يسوع. فالرب يسوع كان قد أدرك الرسول وهو في طريقه إلى دمشق، وكان القصد من هذا اللقاء الخطير أن يصبح بولس، منذ ذلك الوقت فصاعدًا، قديسًا ومثالاً، يُظهر الله من خلاله ما باستطاعة المسيح القيام به في حياة الإنسان. لم يكن بعد قد أصبح مُشابهًا للمسيح بشكلٍ كامل. كانت هذه العملية ما تزال مستمرة في حياته؛ كما أن بولس كان حريصًا جدًا على أن يستمر في حياته عمل نعمة الله هذا، وأن يتعمَّق أيضًا ويتوطَّد.

وهذا الرجل الذي كان قد تعلَّم أن يكون مكتفيًا بما لديه من أشياء مادية ( في 4: 11 )، لم يكن البتة ليقنع بأية إنجازات روحية حققها. فهو لم يحسب نفسه أنه ”وصل“ كما نقول في أيامنا الحاضرة. لكنه ماذا فعل بعد هذا؟
«ولكني أفعل شيئًا واحدًا» ..

كان رجلاً صاحب مقصد واحد.
كان له هدف واحد وطموح واحد .. «إذ أنا أنسى ما هو وراء» وهي عبارة لا تشير إلى خطاياه وإلى سقطاته فحسب، بل أيضًا إلى امتيازاته الطبيعية، وإنجازاته، ونجاحاته التي كان قد وصفها في مَطلع هذا الأصحاح ( في 3: 4 - 6)، بل إلى انتصاراته الروحية أيضًا .. «وأمتَد إلى ما هو قدام»، أي امتيازات الحياة المسيحية ومسؤولياتها من جهة العبادة والخدمة والنمو الشخصي للخُلق المسيحي.

وكان بولس يرى نفسه كأنه عدَّاء في سباق، ويبذل قصارى جهده في سعيه نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع (ع14).

إن الغرض هو خط الوصول في نهاية حلبة السباق؛ أما الجعالة، فهي المكافأة التي تُعطى للفائز.
وهنا الغرض قد يشير إلى نهاية سباق الحياة، وربما، بأكثر تحديد إلى كرسي المسيح حيث يقدِّم
المؤمنون حسابًا عن أنفسهم. كما أن الجعالة ستكون إكليل البر الذي يذكر بولس بشأنه في مكان آخر أنه سيكون من نصيب الذين يكملون الشوط ( 2تي 4: 8 ).

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
النعمة
562759400.jpg


ونعمـة فـوق نعمـة ( يو 1: 16 )

ظن الكثيرون وربما أنا وأنت، أن النعمة تتساهل مع الشر، وإذ إن الخلاص بالنعمة فلا حاجة للدموع المقدسة. ولكن دعني أؤكد أن كلمة الله تُعلن:
إما التوبة وإما الهلاك.

والنعمة المُخلِّصة هي بذاتها المعلِّمة إيَّانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ( تي 2: 12 ).
يقينًا هناك خطايا وشهوات دفينة وعبوديات ربما تأخذ عشرات السنوات للحرية، وذلك ربما لضعف الإرادة والإدمان الطويل، ولكن تظل النعمة المخلِّصة هي النعمة المعلِّمة.

وإن لم تتعلم شيئًا على الإطلاق من النعمة لعشرات السنوات فأتوسل إليك لتتوقف للحيظة وتراجع حساباتك هل خلصت أم لا؟ وهيا بنا لنرى ما هي النعمة.

* النعمة هي نشاط المحبة في مشهد الخطية: الأمر الواضح في نظرة النعمة لبطرس يوم إنكاره.
فالنعمة هي محبة الله ظاهرة في مشهد خراب الإنسان ومنتصرة على الشر الكائن فيه. ليست بمحاربة الشر والقضاء عليه، بل بالارتفاع فوقه والتعمق تحته والإحاطة به من كل الجوانب.

* النعمة ليست هي التساهل مع الشر وإلا لفقدت طبيعتها كالنعمة. فهي المحبة المنتصرة على الشر وليست المتساهلة معه. فإله كل نعمة الذي ذهب خصيصًا (دون سؤال من أحد) لمفلوج بيت حسدا (يو5) ليشفيه إذ أحس بتهاونه بالنعمة الشافية، فهو لم يهتم حتى أن يعلم مَنْ شفاه ( يو 5: 13 )!! فإذا به تبارك اسمه يحذره في المقابلة الثانية: قد برئت فلا تخطئ أيضًا لئلا يكون لك أشرّ ( يو 5: 14 ).
فالنعمة لا تتساهل مع الشر.

* إنها غلبة الشر بالخير وليس بالقضاء: انظر المرأة الزانية (يو8) أمامه، وكيف غلب ـ تبارك اسمه ـ شرها بخيره. كيف أخرجها من ورطتها الرهيبة!! ولكنه لم يترك شرها بلا علاج، بل غلبه بالخير. أمَا دانكِ أحد؟ .. ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تُخطئي أيضًا ( يو 8: 11 )؛ مُعطيًا إياها قوة لعدم الخطية.

* والنعمة تُعطى لنا على طول طريق الإيمان:
نعمة فوق نعمة وليس نعمة بعد نعمة.
فالنعمة لا تنتظر حتى ينفذ ما لدينا من نعمة لتعطينا قسطًا آخر، ولكنها تعطينا قسطًا (كوم من النعمة) يلو الآخر حتى تصبح حياتنا أكوامًا من النعمة «انموا في النعمة».
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
اجتماع الصلاة
1099130501.jpg


وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات ( أع 2: 42 )

تأمل في احد اجتماعات الصلاة. إنك لو استطعت أن ترى صلوات المؤمنين لرأيت بخورًا عَبِقًا صاعدًا إلى محضر الله.

لا يهم مكان الاجتماع في سِعَته وجماله أو ضيقه وبساطته، إذ أنه طالما كانت القلوب مملوءة بالمسيح، فإن عظمة الأرض بأكملها لا تستطيع أن تقدم شيئًا أثمن من الصلاة.

إن تلك النفوس المنسكبة في الصلاة، وكلمات الإيمان الصادرة إلى الله، والتدريبات التي يُجريها الروح القدس في القلوب، هذه كلها ولو أنها غير منظورة، إلا أنها هامة وعميقة الأثر، وهي مُحمّلة بنتائج ستتضح لنا في الأبدية.
هذه هي الصلاة الحقيقية.

إن الذين يغيبون عن اجتماع الصلاة يفقدون امتيازهم في أن يكوِّنوا جزءًا من ممارسات هذا الاجتماع ونشاطه.


ربما لا تتوفر لدى البعض فكرة صحيحة عن قيمة اجتماع الصلاة، ويعتبرونه كأنه اجتماع ثانوي، بل إن هناك الكثيرين، ممن تدينهم ضمائرهم، إذا غابوا عن اجتماع كسر الخبز، ولكنهم ينظرون إلى اجتماع الصلاة كأنه أمر اختياري. إنهم لم يلاحظوا أن وعد الرب في وجوده مع الاثنين أو الثلاثة إنما هو مرتبط بصفة خاصة بالصلاة:
«وأقول لكم أيضًا: إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه، فإنه يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السماوات، لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» ( مت 18: 19 ، 20).


فالرب إذًا في وسط اجتماع الصلاة.

يا لها من حقيقة هامة!

ربما لم يفكر البعض في اجتماع الصلاة بهذا الاعتبار. ويظن الكثيرون أن هذا الاجتماع هو فقط للتعزية الروحية، أو لتقوية أنفسنا، ولذلك فهم لا يفكرون في أمر حضورهم في هذا الاجتماع أو غيابهم عنه، ولكن الحقيقة هي أن الرب هناك.


واجتماع الصلاة يُعتبر من الاجتماعات التي تحتل المكان الأول، فهو الثاني بعد مائدة الرب. والوحي يسجل ما كانت تتميز به الكنيسة الأولى: «وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات» (أ‘2: 42).

هل يُسرّ المؤمن أن يغيب عندما يحضر الرب؟
أَ لسنا بهذا نخطئ إذ لا نفكر كما ينبغي في قيمة اجتماع الصلاة في نظر الله؟

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عيناه جالستان في وقبيهما

689517094.jpg


عيناه كالحمام ... جالستان في وقبيهما ( نش 5: 12 )
وصفت العروس عيني الحبيب بأنهما «جالستان في وقبيهما» (أي مستقرتان في مكانهما»، وتعني أن نظرته لخاصته ثابتة وليس فيها تغيير، فخاصته هم عطية الآب له، ولا يمكن أن يتغير قلبه من نحوهم أو تتحول نظرات محبته عنهم. إنهم في يده، ولا يستطيع أحد أن يخطفهم منه، وأخيرًا سيكونون معه في المجد حيث هو. وإذا تأملنا مليًا في علاقة الرب بخاصته كما هي مُبيَّنة في إنجيل يوحنا13 إلى 17 نفهم جيدًا مغزى قول العروس عن عيني حبيبها إنهما «جالستان في وقبيهما».

ولقد كانت عينا الإنسان الكامل الرب يسوع المسيح، طوال أيام حياته على الأرض، جالستين ومستقرتين في وقبيهما، فلم تؤثر عليهما مباهج هذا العالم ومغرياته، كما لم تزعجها الآلام التي كانت أمامه.
فقد أخذه إبليس فوق جبلٍ عالٍ جدًا وآراه جميع ممالك العالم ومجدها، وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي، فانتهره الرب، وقال له: «اذهب يا شيطان! لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد».

حقًا ما أبعد الفرق بين الرب يسوع الإنسان الثاني وبين الإنسان الأول!
فإن حواء إذ رأت (بعينيها) أن الشجرة جيدةٌ للأكل، وأنها بهجةٌ للعيون، وأن الشجرة شهيةٌ للنظر، أخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل. كما أن سليمان، أحكم إنسان في يومه، لم تكن له العينان المستقرتان، فقد قال بحق عن نفسه: «مهما اشتهته عيناي لم أُمسِكهُ عنهما» ( جا 2: 10 ).

وكما أن الرب ـ له المجد ـ لم تبهر عينيه مباهج وأمجاد هذا العالم، فإن أحزان جثسيماني وآلام الجلجثة لم تجعله يرتد إلى الوراء «السيد الرب فتح لي أُذنًا وأنا لم أُعاند. إلى الوراء لم أرتد. بذلت ظهري للضاربين، وخدَّيَّ للناتفين. وجهي لم أستُر عن العار والبصق ... لذلك جعلت وجهي كالصوَّان وعرفت أني لا أَخزى» ( إش 50: 5 - 7). فقد كانت عيناه جالستين ومستقرتين في وقبيهما فلم ترهبه الآلام التي كانت أمامه «وحين تمت الأيام لارتفاعه (فوق الصليب) ثبَّت وجهه لينطلق إلى أورشليم» ( لو 9: 51 ).

ما أعظمه مثالاً لنا نحن الذين قبلناه مخلصًا وربًا ومثالاً كاملاً لنا «لتنظر عيناك إلى قدامك، وأجفانك إلى أمامك مستقيمًا» ( أم 4: 25 )، وليحفظنا الرب من «شهوة العيون».
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
حكمة الصمت
639686973.jpg


لو قلت أُحدِّث هكذا، لغدرت بجيل بنيك ( مز 73: 15 )

واحدة من أخطر نتائج الكلام أنه يمكننا بألسنتنا أن نُعثر الآخرين. والعثرات بمعناها البسيط هي أن تضع أمورًا تعطل الناس عن مواصلة السير، أو تسبب لهم السقوط.

ولقد تحدَّث المسيح مع تلاميذه عن العثرات بعبارات قوية جدًا، عندما قال لهم: «مَن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخيرٌ له أن يُعلَّق في عُنقه حجر الرحى، ويُغرق في لُجة البحر» ( مت 18: 6 ).


لذلك فما أجمل تصرف آساف في مزمور73: 13- 15. فهو في أثناء شروده وحيرته أمسك تمامًا عن الكلام.
فلقد ختم كلمات الحيرة بعبارة خطيرة: «حقًا قد زكَّيت قلبي باطلاً، وغسلت بالنقاوة يدي.
وكنت مُصابًا اليوم كله، وتأدبت كل صباح». ولكن بعدها مباشرة قال: «لو قلت أُحدِّث هكذا، لغدرت بجيل بنيك» (ع15).


وكم هو جميل أن نرى مؤمنًا خارج المقادس، ومع ذلك فإن له المشاعر المقدسة، إذ لا يريد أن يُعثر أحد إخوته الصغار المؤمنين بالرب!

وهي علامة صحية تدل على وجود خوف الله في القلب، حتى عندما لا يكون المؤمن في وضعه الصحيح.

فآساف لم يشارك الآخرين بالشكوك التي راودته في لحظات ضعف إيمانه، وكأنه تذكَّر الحكمة القديمة التي قالها واحد: ”خبِّرني بما أنت متأكد منه، ودَع شكوكك لنفسك، فأنا عندي من الشكوك ما يكفيني“.


لم يُرِد آساف أن يُعثر البسطاء في الإيمان بتلك النتائج المُريعة التي وصل إليها من خلال أفكاره مع نفسه. وهو هنا يتكلم كإسرائيلي حقًا لا غش فيه، وهو إن كان قد فَقَد القدرة على النظرة الصحيحة، لكن الشيء الجميل أنه لم يفقد الضمير الصالح.

وما أكثر تحذيرات الكتاب المقدس، ولا سيما في العهد الجديد من مسألة عثرة البسطاء والضعفاء، فمثلاً يقول الرسول بولس: «لا تُهلك بطعامك ذلك الذي مات المسيح لأجله» ( رو 14: 15 )، ثم يقول:
«فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء، ولا نُرضي أنفسنا» ( رو 15: 1 ).

ولكن قبل أن ينطق الرب بكلماته الخطيرة عن الإنسان الذي به تأتي العثرة ( مت 18: 6 ، 7)، وقبل أن يسجِّل الوحي الكريم كلمات الرسول بولس القاطعة ( رو 15: 1 - 3)، كان هذا الأمر مكتوبًا على أفئدة الأتقياء.

وإن كان بولس قال إنه سيستغني عن أكل اللحم لئلا يُعثر المؤمنين، فإن آساف قرر أن يمسك عن الكلام لئلا يغدر بهم.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مغارة حقل المكفيلة
190186843.jpg

دفن إبراهيم سارة امرأته في مغارة حقل المكفيلة ( تك 23: 19 )
معنى الاسم «المكفيلة» يعبِّر عن حقيقة القيامة، ويعني ”رجوع“ أو ”عودة“ أو ”ذات البابين“.
وبالرجوع إلى المرة الأولى التي وردَ فيها الكلام عن «المكفيلة» (تك23)، يمكننا أن نخرج بدروس وحقائق نافعة:

1ـ «وماتت سارة في قرية أربع» (ع2).
و«أربع» إشارة للعالم باتجاهاته الأربعة، وقد سادَ عليه الموت بدخول الخطية «بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس» ( رو 5: 12 ).
وقد تغيَّر اسمها إلى «حبرون» أي ”الشركة“. فالمؤمنون سائرون في العالم بأقدامهم، لكنهم في السماء بقلوبهم، إذ صار لهم شركة مع الله، وأصبحت سيرتهم في السماوات ( في 3: 20 ).

2ـ أمام مشهد الموت يتيقن المؤمن أنه غريب ونزيل، وهذا ما أقرّه إبراهيم أمام بني حث «أنا غريب ونزيل عندكم» (ع4).

وهذا الشعور يجعل المؤمن يتوق للوطن السماوي «فنثق ونُسرُّ بالأولى أن نتغرَّب عن الجسد ونستوطن عند الرب» ( 2كو 5: 8 ).

3 ـ تكلَّم إبراهيم إلى بني حث بخصوص «مغارة حقل المكفيلة» ليدفن ميته (ع4، 9).
و«حث» تعني ”رعب“ أو ”رهبة“ إشارة إلى الموت «آخر عدو يُبطل» ( 1كو 15: 26 )، الذي هو «ملك الأهوال» ( أي 18: 14 )، وإلى «أهوال الموت» ( مز 55: 4 ).

4 ـ اسم صاحب المغارة «عفرون بن صوحر»، «عفرون» معناه ”تراب“، وهذا ما قضى الرب به على الإنسان بعد السقوط «لأنك تراب وإلى تراب تعود» ( تك 3: 19 ).
و«صوحر» معناه ”لامع“، صورة لِما سيحدث للجسد «وكما لبسنا صورة الترابي (الجاف)، سنلبس أيضًا صورة السماوي (اللامع)» ( 1كو 15: 49 ).

5 ـ اسم المغارة «المكفيلة» يعني ”رجوع“ أو ”عودة“، وقد قال الرب:
«تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة» ( يو 5: 28 ، 29).

6 ـ كانت المغارة في طرف الحقل (ع9)، والحقل يُستخدم للزرع، حيث تُدفن الحبوب وإذا بها تنبت زرعًا وتأتي بثمرٍ كثير «هكذا أيضًا قيامة الأموات:

يُزرع في فساد ويُقام في عدم فساد. يُزرع في هوان ويُقام في مجد. يُزرع في ضعف ويُقام في قوة» ( 1كو 15: 42 - 44).

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
السماء والغمر بين الدينونة والبركة

1072986683.jpg


.. في ذلك اليوم، انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم، وانفتحت طاقات السماء ( تك 7: 11 )

في مشهدين مختلفين في سفر التكوين جاء ذكر السماء والغمر؛ المشهد الأول هو مشهد دينونة وغضب، أما المشهد الثاني فهو مشهد بركة ورضى.

المشهد الأول في تكوين7: 11 حيث جاء الطوفان على الأرض التي امتلأت من شر الإنسان، فأهلك الرب بالمياه كل نفس حية ولم يخلص سوى نوح وبيته.

ونرى في طاقات السماء التي انفتحت صورة لدينونة السماء؛ غضبة العدل الإلهي الرهيب التي انصبت فوق رأس ربنا المعبود يسوع وهو مُعلَّق على الصليب.
بينما نرى في ينابيع الغمر العظيم التي انفجرت صورة لمدى كراهية وبُغضة سكان الأرض للمسيح، سواء في محاكماته المتتالية، أو في الثلاث ساعات الأولى للمسيح فوق الصليب.

أما المشهد الثاني فنرى فيه السماء والغمر مرتبطان ببركة يعقوب ليوسف ابنه «من إله أبيك الذي يُعينك، ومن القادر على كل شيء الذي يُباركك، تأتي بركات السماء من فوق، وبركات الغمر الرابض تحت» ( تك 49: 25 )، فبركات السماء من فوق تُكلمنا عن البركات الروحية التي صارت لنا عن طريق ارتباطنا بالمسيح يسوع، وبركات الغمر الرابض تحت تتكلم عن الخيرات الزمنية التي ننعم بها من مطلق صلاح الله وجوده منقطع النظير.

إذًا إن وضعنا الصورتين جنبًا إلى جنب (تكوين 7: 11 مع 49: 25)
نستخلص درسًا ثمينًا:

فأولاً السماء والغمر ارتبطا بالدينونة، ثم بعد ذلك ارتبطا بالبركة. الدينونة أولاً ثم البركات. وكان لا بد أن يأخذ المسيح مكاننا كنائب وبديل عنا فوق الصليب، مُحتملاً من ناحية قسوة الدينونة الرهيبة وهول غضب الله، ومن ناحية أخرى شر وتطاول الإنسان.
ومن ثم أصبح من حق كل مَن يؤمن بالمسيح إيمانًا قلبيًا أن يتمتع بالبركات «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح» ( أف 1: 3 ) «الذي لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يَهَبنا أيضًا معه كل شيء؟» ( رو 8: 32 ).

إذًا الإنسان يسوع المسيح الذي كان يومًا هدفًا لكراهية الأرض ولغضب السماء، هو نفسه المصدر الوحيد لكل البركات، فالغبطة والسعادة نصيب مَن يرتبط به، والبؤس والشقاء لمَن يرفضه ويزدري به.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
حنَّة وتسبيحها

396143014.jpg

وكانت نبية، حنة بنت فنوئيل .. في تلك الساعة وقفت تُسبح الرب، وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فِداءً في أورشليم ( لو 2: 36 - 38)

«حنة» اسمها يعني ”نعمة“ وهي جزء من البقية الأمينة التي كانت تنتظر مجيء المسيا وأدركت أن إتمام المواعيد هو على مبدأ النعمة، وليس على مبدأ الاستحقاق.

وكانت متقدمة في السن، وأرملة نحو أربع وثمانين سنة، ومن ضمن خمس أرامل ذكرهن لوقا في إنجيله، وهن علاوة على حنة (لو2)، أرملة صرفة صيدا (لو4)، أرملة نايين (لو7)، الأرملة التي لها خِصم في المدينة، التي ذُكرت في مَثَل قاضي الظلم (لو18)، ثم الأرملة المسكينة التي ألقت فلسين في الخزانة (لو21).

لقد كرست حنة نفسها لخدمة الرب، فكانت «لا تفارق الهيكل، عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهارًا»، وكانت منتظرة إتمام الوعد بمجيء المسيا. وعلاوة على ذلك، فقد «وقفت تسبح الرب، وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم»، أي أنها نشرت الأخبار السارة بمجيء المسيا بين شعبه.

وتوصف حنة أنها «نبية» مثل النبيات الأخريات اللواتي ذكرهن الكتاب: مريم أخت هارون ( خر 15: 20 )، ودبورة ( قض 4: 4 )، وخَلدة ( 2مل 22: 14 )، وامرأة إشعياء ( إش 8: 3 )، وبنات فيلبس المبشر ( أع 21: 8 ).

وكانت حنة من سبط أشير الذي يعني ”سعيد“ أو ”مبارك“، ويُقال عن هذا السبط «أشير، خبزه سمين وهو يعطي لذَّات ملوك» ( تك 49: 20 )، وقد قدمت لذَّات لملك إسرائيل الرب يسوع المسيح، فنقرا أنها «في تلك الساعة وقفت تسبح الرب، وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم».

وإن كنا نرى في سمعان وهو يحمل الصبي يسوع على ذراعيه، صورة للمؤمن وهو يمسك بكل البركات والمواعيد العظمى والثمينة، فإننا نرى في حنَّة الشهادة بقوة الروح القدس للذين ينتظرون الفداء وللذين امتلكوه.

من المرجح أن سمعان البار كان من سبط يهوذا الذي يعني اسمه ”حمد“ أو ”تسبيح“، وأما زكريا الكاهن فقد كان من سبط لاوي الذي يُقال عنه «يضعون بخورًا في أنفك ومُحرقات على مذبحك» ( تث 33: 10 )، وأما حنة فقد كانت من سبط أشير الذي يُقال عنه «أشير، خبزه سمين وهو يعطي لذَّات ملوك» ( تك 49: 20 )، وها هم يقدمون التسبيح ويقدمون الخبز السمين لملك الملوك ورب الأرباب.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الابتهاج

923813274.jpg

.. فتبتهجون بفرحٍ لا يُنطق به ومجيد ( 1بط 1: 8 )
الابتهاج اختبار شخصي. فنحن قد نفرح مع الفرحين لكننا لا نفرح نيابة عنهم.

وقديمًا قال صاحب الأمثال: «القلب يعرف مرارة نفسه، وبفرحه لا يشاركه غريب» ( أم 14: 10 ).
ونحن لا يقدر أحد أن ينزع منا الفرح الذي يمنحه لنا المسيح. ومن الخير أن نذكر أنه من الممكن ـ ونحن نجتاز عالمًا من الضيق كالذي نعيش فيه ـ

أن يتحول حزننا إلى فرح بواسطة الكيمياء الإلهية. فبإشارة من الرب يسوع الذي لا يعرفه العالم تصبح دموع آلامنا خمرًا جيدة تُفرح قلوبنا.

إن ثمر وجود الروح داخلنا:
فرح. ونتعلَّم من هذا أن الروح القدس بنشاطه الصامت في قلوبنا يولِّد فيها إحساسًا غامرًا بالفرح الصحيح الذي لا يستمد مقوماته من أسباب عالمية أو طبيعية. وشكرًا لله فإن هذه العطية ممنوحة لنا في كيل فائض.
ولذلك فإن كؤوسنا ريَّا بواسطة الروح القدس. ومن هنا قيل عن التلاميذ في بكور تاريخ الكنيسة إنهم امتلأوا من الفرح والروح القدس ( أع 13: 52 ).

إن المسيح المرتفع ممسوح الآن بزيت الابتهاج أكثر من رفقائه ( عب 1: 9 ).
لقد صُلب مرة، لكن الله، بالقيامة والصعود، عرَّفه سبيل الحياة، وملأه سرورًا مع وجهه ( مز 16: 11 مز 23: 5 ). ومن هنا فإن ثمر الروح القدس الذي انسكب يوم الخمسين هو فرح. وهذا الفرح هو سماوي طبيعةً ونشأة. وعمل الروح القدس فينا هو أن يملأ القلب بفرح الرب. ومن حقنا أن نخصص لأنفسنا لغة المرنم: «مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا» (مز23: 5).

فهل هذه الوفرة من الفرح اختبارنا جميعًا؟ وإلا، فما السبب؟ هل أعمال الجسد تعطل فينا ثمر الروح؟
هوذا الرسول يصلي من أجل القديسين في رومية أن «يملأهم إله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان، ليزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس» ( رو 15: 13 ) وقال الرب يسوع: «كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم، ويكمل فرحكم» ( يو 15: 11 ).

إن المسيح نفسه هو مصدر هذا الفرح، والروح يهدينا إليه فنبتهج بفرح لا يُنطق به ومجيد، فإن الرب يمنحنا من فرحه. وعطيته الموعودة يصفها بفمه الكريم «يثبت فرحي فيكم» ( يو 15: 11 ).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الصلاة والاتكال

311831311.jpg


"أقول للرب ملجأي وحصني، إلهي فأتكل عليه"
(مز 91: 2 )

إن الصلاة هي التعبير عن الاتكال، والاتكال هو الوضع الصحيح للمخلوق نحو خالقه.
فالله وحده هو الذي يكفى ذاته، أما كل مخلوق، سواء أدرك ذلك أو لم يدرك، فهو بالفعل معتمد على سواه. والصلاة في مفهومها الأساسي هي التعبير عن هذا الاتكال. أن ندرك ذلك يعنى أننا نعيش الحق، أما أن ننكره، أي نعيش بالحياة بدون صلاة، فهذا يعنى السلوك في الظلمة.

إن الإنسان إذا عصى الله، فقد شعوره بالاعتماد على خالقه. لقد حلّ الرُبط، وتحلل من الارتباط الأدبي بمركز الكون المبارك. وإذ ضلّ في سُبل الظلام والخطية، ظن أن أفضل وأعظم شئ هو أن يصبح مستقلاً. هذا هو ذات مبدأ حياته، وهو مبدأ مزيف، فهو "يصنع .. كذباً" (رؤ 21: 27 ) .

لذلك كانت لمحة جديدة في حياة شاول الطرسوسى، لفت الرب نظر حنانيا إليها حين أرسله إلى شاول، إذ قال له "قم واذهب .. واطلب .. رجلاً طرسوسياً اسمه شاول لأنه هوذا يصلى" (أع 9: 11 ) .
فهذا شئ جدير بالملاحظة. فبالأمس كان ينفث تهدداً وقتلاً، أما الآن فهو على ركبتيه. إن إنساناً في مثل هذه الحالة يكون قد عاد إلى مكانه الصحيح، واتضع كمخلوق أمام خالقه، وتصالح معه.

لذلك فإن الصلاة هي واحدة من أول وأصدق غرائز الحياة الإلهية في الإنسان. ومن وجهة النظر هذه، يمكن أن يُقال أن أول تنفس حقيقي من النفس نحو الله، هو بداية الشركة التي لن تنقطع. عندها يكون قد بدأ نبع سيفيض ويفيض إلى الأبد كالمياه التي يعطيها المسيح للنفس والتي تصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية.

وليس المقصود أن هذه الشركة والعلاقة ستأخذ دائماً شكل الطلب، فهذه هي الصورة التي نأخذها من طبيعة المشهد المحيط بنا الآن في عالم الخطية والاحتياج.

لكن في المستقبل حيث المشهد مختلف، لن يكون التعبير عن الاحتياج هو الطلب، لأنه عندئذ سيحّل الاكتفاء محل الاحتياج، وكل إناء سيمتلئ، كما نرنم:

الرجــــاء سيتحـــول إلـــى واقـــع سعيـــــد

والإيمــان إلـــى عيــان،

والطلبات إلى تسبيح

 

عاشقة البحر

New member
عضو
إنضم
24 ديسمبر 2009
المشاركات
128
مستوى التفاعل
11
النقاط
0
الإقامة
السماء
:new5::new5::new5: نشكر الله حين من جهة جميعكم ... مُتذكرين بلا انقطاع ...، صبر رجائكم، ربنا يسوع المسيح،
أمام الله وأبينا ( 1تس 1: 2 ، 3)
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
:new5::new5::new5: نشكر الله حين من جهة جميعكم ... مُتذكرين بلا انقطاع ...، صبر رجائكم، ربنا يسوع المسيح،
أمام الله وأبينا ( 1تس 1: 2 ، 3)
ميرسى كتير للاية الجميلة
ربنا يعوضكم ويباركم
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تدعو اسمَهُ يسوع

517982936.jpg



يا يوسف ابن داود ... مريم امرأتك ... ستَلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم ( مت 1: 20 ، 21)
«ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأةٍ، مولودًا تحت الناموس» ( غل 4: 4 ).

هذا هو أساس عمل الفداء. يوجد، بلا نزاع، سجايا أخرى للطفل المقدس. وحيث أن إنجيل متى يقدم المسيح بصفة خاصة كالمسيا، وفاءً للوعد المقدم لأمة اليهود، فإنه يذكر نَسَبه في مولده في الزمان راجعًا به إلى إبراهيم وداود ( مت 1: 1 ).
إن إنجيل متى لا يعلنه لنا فقط كمَن «جاء» من امرأة، و«جاء» تحت الناموس، ولكنه كنسل إبراهيم الموعود له أن تتبارك فيه جميع شعوب الأرض، كما يعلنه كابن داود، ومن ثمَّ وارث كرسيه ومُلكه. وهكذا في هذا الأصحاح (متى1) تمتزج وتُستعلَن أمجاد لاهوت وناسوت الرب المبارك.

إن ما نعنيه بكلمة ”تمتزج“ هو أن سجايا شخص المسيح، كالله المتجسد، يُعلَن عنها لنا في اسمه وعمله.
فمثلاً، إن نحن تمثلناه كذرية داود، فإننا نفطن في الحال أنه أيضًا أصل داود، أي أنه ابن داود وهو أيضًا رب داود.

هذا أمر يمكن رؤيته بوضوح عند تأمل معنى اسم «يسوع» الذي أُمر يوسف أن يدعوه به عند ولادته، والذي معناه ”يهوه خلاصي“ أو ”الله المخلِّص“.
فإن كان الأمر هكذا، فما أروعك من موضوع للتأمل والسجود حين نتمثلك بعين الإيمان! طفلاً مولودًا في العالم من أبوين وضيعين حسب مقاييس البشر، ومُعلَنًا عنك من قِبَل السماء أنك يهوه المخلِّص!
نعم، هو الله الذي أصغى قديمًا إلى أنين شعبه إسرائيل في مصر، ورأى مذلتهم وسمع صراخهم من أجل مسخِّريهم، وعَلِمَ أوجاعهم فنزل ليُصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة تفيض لبنًا وعسلاً، والذي قال لموسى:
«أنا الرب. وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء.
وأما باسمي يهوه فلم أُعرف عندهم» ( خر 6: 2 ، 3).

لقد كان هو هو ذات الله، ذات ”شداي“؛ الله القدير، المعروف للآباء، الذي جاء إلى العالم كطفل. وإن يكن طفلاً، فليكن اسمه مباركًا إلى الأبد، فقد جاء كمخلِّص لشعبه.

وهكذا نستطيع أن نقول إن الظلال التي حجبت الله عن شعبه قبلئذٍ قد انقشعت وولى الظلام الأدبار وظهر الله. حقًا لقد كان هذا هو فجر يوم النعمة المبارك.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تشجيع للمُعيي

1092212458.gif


من أجل ذلك، إذ لنا هذه الخدمة ـ كما رُحمنا ـ لا نفشل ... لذلك لا نفشل ( 2كو 4: 1 ، 16)

هناك أربعة مواقف مختلفة يمكن أن نختبر فيها الإعياء وارتخاء القلب وفقدان الشهية للإقدام على فعل شيء:

الموقف الأول في الصلاة. لقد قال الرب يسوع مثلاً به يوضح حقيقة «أنه ينبغي أن يُصلى كل حينٍ ولا يُملّ» ( لو 18: 1 ).
فربما نُحبَط لأن طلباتنا في الصلاة تبدو وكأنها لم تُجَب. بالطبع يجب ألاّ نطلب رديًا ( يع 4: 3 )، ولا ما ليس حسب مشيئة الله ( 1يو 5: 14 )، بل وعلينا أن نتوقع أن مثل هذه الطلبات لا تُستجاب.

لكن لقد طلبت الأرملة في المَثَل طلبًا شرعيًا، وبالرغم من ذلك بَدَا وكأنها فشلت مبدئيًا.

وكم نشعر بخيبة الأمل عندما يبدو لنا أن صلواتنا لم تُستَجب!

ويلفت الرسول بولس انتباهنا إلى موقف آخر يمكن أن نختبر فيه الإعياء، هو الإعياء في عمل الإنجيل، لذلك يحرِّضنا مرتين في الرسالة الثانية إلى كورنثوس ألاّ «نفشل» ( 2كو 4: 1 ، 16).

إننا نندهش من كونه هو لم يفشل عندما نقرأ اختباراته! «مكتئبين في كل شيءٍ .. مُتحيرين .. مُضطهدين .. مطروحين .. حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع .. نُسلَّم دائمًا للموت من أجل يسوع» ( 2كو 4: 8 - 11)، وكلها أمور بالطبع تثبِّط عزيمة أكثر الخدام جسارة.

والموقف الثالث له ارتباط بهذا أيضًا. ففي أفسس3: 13 كتب الرسول بولس عن «شدائده» وعبَّر عن رغبته في ألاّ «يكلِّوا» فيها. إن خدمة الرب تعرِّض الخادم إلى الشدائد، وقد اختبر الرسول بولس مقاومة من كل حدب وصوب، وجرَّب السجن والرجم وكُسرت السفينة به.

وهذه الاختبارات في حد ذاتها كانت كفيلة بأن تُحبط الرسول مُنشئةً فيه نوعًا من الإعياء الروحي.

وهناك موقف رابع يمكن أن نختبر الإعياء فيه، حيث كتب الرسول بولس «فلا تفشلوا في عمل الخير» ( 2تس 3: 13 ). فأن يكتب الرسول مثل هذه العبارة، فهذا معناه أنه يمكن أن نفشل في عمل الخير.

إن أعمال اللطف لمَن يعادون الإنجيل تبدو أحيانًا بلا تأثير، وحتى المؤمنين أحيانًا ينالون محبة من إخوتهم وعونًا، لكنهم يبدون غير شاكرين وغافلين عن التكلفة التي تكلَّفها المعطي.

عزيزي: هل ارتخى قلبك؟ صلِ، وصلِ أيضًا!
استمر خادمًا السيد بالقوة التي يمنحها لخدامه وتذكَّر الوعد «وأما مُنتظرو الرب فيجددون قوةً» ( إش 40: 31 ).

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
صفات رجاؤنا السماوي

501194820.jpg

لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء .. ( 1تس 4: 16 )

يعرض لنا العهد الجديد خمس صفات تميز رجاء مجيء الرب، ونريد بكلمات قليلة أن نتأمل في كل صفة من هذه الخمس:

1ـ في تيطس2: 11- 14
نقرأ عن الرجاء المبارك، ونظرًا لأن الكلام هنا عن مجيء الرب في المعنى الواسع، لذلك يكلمنا الروح القدس عن الظهور المجيد كما عن الرجاء المبارك.

2ـ ثم في 1تسالونيكي4: 13- 18 نقرأ عن هذا الرجاء أنه رجاء معزي. وقد قصد الروح القدس أن يستعرضه في تلك الرسالة لأن القديسن في تسالونيكي كانوا ينتظرون الرب له المجد ليُقيم ملكوته، لذلك لما رقد البعض منهم، حزنوا ظنًا منهم أن أولئك الراقدين سيُحرمون من أمجاد الملكوت. فأوضح لهم الرسول قائلاً: «إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيُحضرهم الله أيضًا معه». فأولئك الراحلون لا بد أن يُحضروا مع الرب حينما يأتي لإقامة ملكوته. ... «وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام».

3 ـ وفي رسالة 1يوحنا: 1- 3 نقرأ أن هذا الرجاء، رجاء مُطهّر. نحن مُطالبون أن نكون طاهرين كما هو طاهر. ويا له من مقياس! فإذ لنا هذا الرجاء بأنه أيضًا آتٍ، ماذا تكون النتيجة؟ «كل مَن عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر» ـ أي أن ذاك الكامل، هو المقياس الموضوع أمامنا بالنظر إلى رجائنا.

4 ـ وفي رسالة 1بطرس1: 3- 5 يعرض لنا الوحي هذا الرجاء كرجاء حي، ولماذا؟ لأن الذي عليه ترتكز كل آمالنا تقدم إلى الصليب ثم إلى القبر، ولكنه الآن جالسًا عن يمين العظمة في السماوات. هو الشخص الحي في المجد، وعليه فرجاؤنا حي وليس ميتًا. لأن مخلِّصنا الجالس على عرش أبيه ليس مخلِّصًا ميتًا بل مخلِّص حي، ينتظر حتى يرى جميع مفدييه حوله لمدحه ومجده.

5 ـ وأخيرًا في رسالة يعقوب5: 8
يكلمنا الروح القدس عن رجاء مُثَبِّت، حيث يقول الكاتب «فتأنوا أنتم وثبّتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب» هنا يدعونا الروح القدس أن نتأنى. ولأن الرب يسوع المسيح منتظر الآن في منتهى الصبر وهو عن يمين الآب، لذلك ينبغي أن نتأنى نحن شعبه.

 
أعلى