وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
إبراهيم وجسارة الإيمان

2369357827.jpg


بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ ... تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ ... لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَات.. ( عب 11: 8 - 10)

يُعتبر إبراهيم نموذجًا قلَّ أن يظهر له نظير أو مثيل في جسارة الإيمان، فهو لم يكن ذلك الإنسان الحالم ذا الأوهام والخيالات أو حتى الأُمنيات، بل الرجل الذي تملَّكته الرؤيا السماوية والمجد الإلهي العظيم، فخرج في رحلة معالمها غير معروفة «فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي».

وفي رحلته لم يكن قصبة تحركها الريح، بل كان على يقين شديد أنه في الطريق الصحيح ويتجه نحو الهدف الأعلى والأمجد والأسنى، وهو مدفوع بعنصر فعَّال وبأقوى قوة يمكن أن تحرك أي إنسان، والتي بدونها هيهات أن يفعل هذا أفضل الأبطال أو أقوى الأقوياء، أقصد ”الإيمان“.

ومن دون تردد أو أي شُبهة أعطى ظهره للوطن والأرض والأهل والأصحاب ووجهه عبر الفيافي والقفار.
وفى ثقة لا تتراخى أو تتزعزع راح يضرب رمال الصحراء بعصاه سائرًا خلف الذى دعاه.

بهذا الإيمان أيضًا وقف إبراهيم على أعلى ربوة من الأرض التي رحل إليها يتطلع إلى وطن أفضل من شنعار، وينتظر مدينة أبقى من مدينة الإنسان (بابل)؛ «المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله».

ومع أن ما يراه ليس سوى رمال وأعداء، إلا أنه كان يرى غير المنظور، ويلامس غير الملموس.
لم يكن يعلم كيفية الوصول إليها، لكنه كان يدرك أن الذى دعاه يرى أفضل منه، ويعرف أفضل مما يعرفه. وفى هذا كان سر انتظاره وكفايته، بل وسلامه العميق، وذلك لأنه كان يسلك بالإيمان لا بالعيان. وليس بعجيب حين نراه بعد ذلك يدخل بجسارة الإيمان بغلمانه الثلاث مئة والثمانية عشر فى معركة عجز عن مواجهتها ملوك سدوم وعمورة ومدن الدائرة، ويحوِّل الهزيمة إلى النصر، ويسترد لوطًا بن أخيه ويسترجع الأسرى والأسلاب.

والمؤمنون مثل إبراهيم مدعوون بكلمة الله بطريقة توقظ فيهم مشاعر الاستجابة لها. وهذه الدعوة فردية يختبرها كل منهم. وبالدعوة ينفصلون عن خطاياهم السالفة ومعاشراتهم، ويتقدسون لمستقبل مجيد.
وعبر رحلة الحياة ـ التي هي برية بالنسبة لهم ـ يختبرون سحابة العناية الإلهية ترافقهم إلى أن يصلوا إلى نهر مُنعش، مياهه باردة، يفصل بين حاضرهم والمستقبل، ولا بد لهم أن يعبروه. البعض يعبرونه وسط أمواج عالية، والبعض يعبرونه على اليابسة «لا نرقد كلُّنا ولكننا كلنا نتغيَّر»
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الخاتم والحذاء

7385211503.gif



فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ ... اجْعَلُوا خَاتِمًا فيِ يَدِهِ، وَحِذَاءً فيِ رِجْلَيْهِ ( لو 15: 22 )

«الخاتم» هو ختم المحبة، يتكلَّم عن أمانة العهد، وقد أصبح بعد ذلك رمزًا لوحدة الزواج.
والخاطئ الراجع لا يحصل فقط على «الحُلَّة الأولى» أي شخص المسيح كبرِّه المُكتَسَب، ولكن أيضًا على ختم الله، وهذا الختم هو الروح القدس نفسه: «الذي خَتَمنا أيضًا، وأعطى عربون الروح في قلوبنا» ( 2كو 1: 22 ). نعم، الروح القدس هو ختم محبة الله؛ البرهان على أمانة العهد «لا تُحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء» ( أف 4: 30 ).
وأيضًا الروح القدس هو الذي يجعلنا نتحد مع المسيح، «وأما مَنْ التصق بالرب فهو روحٌ واحد»
( 1كو 6: 17 ).

كما يكلِّمنا «الخاتم» أيضًا عن الملكية: فالمرأة التي ترتدي خاتمي تفعل ذلك كعلامة أنها ملكي ـ أي زوجتي. هكذا أيضًا الروح القدس في داخلنا يعلن أننا ننتمي للمسيح: «إن كان أحدٌ ليس له روح المسيح فذلك ليس له» ( رو 8: 9 ).

ونرى أيضًا في كلمة الله أن «الخاتم» يُعطى كعلامة الكرامة العالية والتقدير: «وخلعَ فرعون خاتمه من يدهِ وجعله في يد يوسف، وألبسه ثياب بوصٍ، ووضع طوق ذهبٍ في عُنقهِ، وأركبه في مركبته الثانية، ونادوا أمامه اركعوا» ( تك 41: 42 ، 43).
وهذا «الخاتم» الذي أعطاه الأب للضال وُضع في يده. وإذ تكلِّمنا اليد عن العمل، ويرمز الخاتم للروح القدس، ألا يدل هذا أنه من الآن فصاعدًا يجب أن تؤدَّى كل أعمالنا بقوة هذا الروح نفسه؟

والآن «حذاءً في رجليه» يتكلم عن إمداد الله للسلوك اليومي. فعندما أخذ موسى التعليمات بخصوص الاستعداد للفصح، قال الرب: «وهكذا تأكلونه: أحقاؤكم مشدودة وأحذيتكم في أرجلكم، وعصيّكم في أيديكم» ( خر 12: 11 ). فهم لم يكونوا مستعدين ليبدأوا رحلتهم إلى أن أصبحت «أحذيتهم» في أرجلهم. وأيضًا عندما أرسل الرب الاثني عشر أوصاهم أن «يكونوا مشدودين بنعالٍ» ( مر 6: 9 ). وفي أفسس6 حيث يحث الرسول المؤمنين أن يلبسوا «سلاح الله الكامل» تأتي إحدى المواصفات: «حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام».
فلن نكون مستعدين للذهاب بإنجيل نعمة الله للعالم الهالك قبل أن تحتذي أرجلنا. وكم هو جميل أن نفارق بين هاتين الآيتين:
«أرجلهم (الأشرار) إلى الشر تجري، وتُسرع إلى سَفك الدم الزكي» ( إش 59: 7 )، «ما أجمل على الجبال قدمي المبشر المُخبر بالسلام، المبشر بالخير، المُخبر بالخلاص» ( إش 52: 7 )!
 

mary naeem

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 فبراير 2010
المشاركات
9,021
مستوى التفاعل
1,236
النقاط
113
شكرا على المشاركة المميزة
ربنا يبارك حياتك
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الكرازة الصحيحة

1984325917.gif


فالله الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فيِ كُلّ مكَاَنٍ أَنْ يَتُوبُوا ( أع 17: 30 )

تُرينا كلمة الله أن جميع الذين كرزوا بالإنجيل اهتموا قبل كل شيء بالتكلم مع السامعين عن التوبة، فلقد تكلموا قليلاً عن جهنم، ولكنهم تكلموا كثيرًا عن التوبة. وهذا النوع من الكرازة يعوز معظم الكارزين الآن، إذ بدونه يكثر المؤمنون بالاسم الذين لم يولدوا ولادة جديدة.

وتُرينا الكلمة بوضوح اهتمام الله بالتوبة. وبالرجوع إلى إنجيل لوقا مثلاً نرى الرب يُعلن أن غرض إتيانه إلى الأرض أن يدعو خطاة إلى التوبة ( لو 5: 32 ).
ومرتين يبيِّن للسامعين أنهم إن لم يتوبوا فلا بد وأن يهلكوا ( لو 13: 3 ، 5)، ومرتين يؤكد أن سبب فرح السماء بالناس إنما هو توبتهم ( لو 15: 7 ، 10).

والرب بعد القيامة يكلِّف تلاميذه بأن يكرزوا باسمه بالتوبة لمغفرة الخطايا لجميع الأمم ( لو 24: 47 )، ومع هذا نجد الكثيرين يكرزون بالإيمان دون أن يقرنوه بالتوبة. إذا رجعنا إلى سفر الأعمال نجد أوائل الكارزين بالإنجيل يطيعون أمر سيدهم ( أع 2: 30 ؛ 3: 19؛ 26: 20).

ومن أعمال11: 18 نرى أن التوبة يجب أن تسبق الحياة إذ يقول: «فلما سمعوا ذلك سكتوا، وكانوا يمجدون الله قائلين: إذًا أعطى الله الأمم أيضًا التوبة للحياة!»، ومعنى هذا أنه قبل أن نقبل الحياة الجديدة التي يهَبها الله «لكل مَن يؤمن به» يجب أن نتوب.

والكرازة بالجحيم والدينونة ليست كرازة بالتوبة.
ففي الكرازة بالتوبة يتحتم علينا أن ننبِّر على قداسة الله، وعلى فسادنا وخطورة خطايانا، والنتيجة لذلك أننا نحصل على مُهتدين أكثر قداسة وثباتًا وتكريسًا لمخلِّصهم، حتى ولو قلّ عددهم.

إن مُهتدٍ واحد لأفضل من ألف من أولئك المزعزعين الذين هم كالزرع المزروع على الأرض المُحجرة. إن خاطئًا واحدًا يُربَح للمسيح، ويحيا حياة التكريس، لهو أكثر قيمة من جماعة كثيرة من الموهومين بأنهم قد خلصوا لأنهم قبلوا عقليًا بعض الحقائق الكتابية، بينما يستمرون في حياتهم في محبة للعالم وبالتبعية في عداوة لله.

والرسول يعقوب يُخبرنا أن أولئك الذين هم مجرد سامعين للكلمة وغير عاملين بها إنما يخدعون نفوسهم ( يع 1: 22 ) فإن لم يعمل الإنسان «أعمالاً تليق بالتوبة» فلا يتوهمن بأنه قد آمن وخلُص.

إن الإيمان هو طريق الحياة، ولكن هذا الإيمان يوجَّه إليه التائبون، الذين يتوقون إلى الخلاص، ليس من الجحيم، بقدر ما هو خلاص من قوة ودَنس الخطية.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مرثا والخدمة

1671728799.jpg


أَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ ( لو 10: 40 )

إن حالة مرثا هذه تنطبق علي بعض الخدَّام تمامًا. فإن الخطأ الذي وقعت فيه مرثا لم يكن هو الخدمة الكثيرة!

فالخدمة ينبغي أن تكون هدف كل مسيحي يخدم بكل طاقاته وإمكانياته وبكل ما أعطاه الرب من قدرة ومن موهبة، ويا ليتنا جميعًا نشغل عقولنا وأيدينا، وأقدامنا بخدمة الرب.
ولم يكن خطأ مرثا في أن تنتهز الفرصة لتقوم بعمل وليمة لهذا الضيف المبارك، ولكن الخطأ الذي وقعت فيه هو أنها انشغلت عقلاً وفكرًا وقلبًا بالخدمة ذاتها لا بالهدف الذي كان يجب أن تهدف إليه الخدمة.

فهي قد اهتمت واضطربت لأجل أمور كثيرة ونسيت الضيف نفسه، حتى قالت له: «يا رب، أمَا تُبالي بأن أُختي قد تركتني أخدم وحدي؟ فقُل لها أن تُعينني!».
لقد نسيت كل شيء ولم تذكر سوى الخدمة وحدها. وهذا بعينه ما يقع فيه بعض الذين يخدمون!

فهم يدرسون في كلمة الرب ويهتمون بالاطلاع في الكتب باحثين مفسرين، لا لشيء إلا للخدمة ذاتها، دون أن تكون لهم شركة مع ذاك الذي يخدمونه.
وإن طغَت الخدمة فوق الشركة فلن تكون قط خدمة مقبولة، إذ لا بد أن تسير الخدمة مع الشركة، ومن ثم تأخذ اتجاهها الصحيح في تحقيق الهدف الذي ينبغي أن تتركَّز فيه أشواق كل مؤمن وهو تمجيد الرب وحده عن طريق هذه الخدمة. فبقدر ما نقوم به من خدمة للرب، بقدر ما يجب أن تكون لنا الشركة القوية معه، والسجود في حضرته الساعات الطويلة في تذلل وخشوع.

إن يشوع لم يتعب قط في حربه مع عماليق، ولكن موسي علي الجبل احتاج إلى اثنين ليدعما يديه في رفعهما أمام الرب، فإن كنا نتعب في الجهاد مع الرب، لكننا سنحصد نتائج وثمارًا مفرحة.
فإن الثمار اللذيذة هي التي تُزرع بالدموع ثم يكون حصادها بالفرح والابتهاج.
فإن كنا نخدم فلا نهمل الشركة والجلوس عند قدمي الرب، وكذلك إن كنا في شركة مع الرب فلا نهمل الخدمة التي بها نمجد اسمه القدوس.

إن أول شيء لازم لحياتنا الروحية هو أن نُطيل الجلوس عند قدمي الفادي، ثم نخرج للخدمة مزوَّدين بالقوة اللازمة لنا للتغلُّب علي كل ما يواجهنا في طريقها من صعاب، ومزوَّدين كذلك بما نأخذه من الرب من حكمة وقيادة وإرشاد.
 

mary naeem

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 فبراير 2010
المشاركات
9,021
مستوى التفاعل
1,236
النقاط
113
شكرا كتير على الوجبات الرائعة
ربنا يبارك حياتك
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الصخرة المضروبة



وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ .. فَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا: اعْطُونَا مَاءً لِنَشْرَبَ! فَقَالَ..لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ ( خر 17: 1 ، 2)

كما في حادثة المَن، كذلك في الصخرة المضروبة، كانت خطية الشعب هي الفرصة التي أتاحت ظهور قوة الله ونعمته. لم يكن في رفيديم ماء ليشرب الشعب. وما الذي فعله الشعب؟ هل تشجعوا، لِمَا اختبروه سابقًا من أمانة الله ورعايته لهم بالشفقة، فالتجأوا إليه بثقة طالبين تداخله في الأمر؟ هل ذكَّرهم المَن والسلوى بكمال قدرة يهوه في سد كل أعوازهم؟ هل تعلَّموا بأن الرب هو راعيهم فلا يعوزهم شيء؟ كنا ننتظر أن يصدر منهم هذا كله.
ولكنهم عوضًا عن أن يذكروا شفقة الله الماضية عليهم وقدرته الفائقة في سد أعوازهم، نراهم يُخاصمون موسى قائلين: «أعطونا ماءً لنشرب». في تذمرهم وعدم إيمانهم، نظروا إلى موسى كالسبب الوحيد في كل بؤسهم، وكانوا على وشك أن يقتلوه في غضبهم.

لقد تخاصم الإسرائيليون مع موسى، ولكنهم في الحقيقة كما قال موسى قد جرَّبوا الرب قائلين بما فعلوا: «أ في وسَطنا الرب أم لا؟».

كان موسى قائدهم المختار، وبذلك كان مُمثلاً ليهوه أمام الشعب. فمخاصمة موسى ما هي إلا مخاصمة الرب، وتذمرهم عند احتياجهم شيئًا ما هو سوى شك، إن لم يكن إنكار، لحضور الرب في وسطهم.
لأنهم لو آمنوا بأن الرب بينهم لتلاشت كل تذمراتهم، ولعلموا يقينًا أن الذي أخرجهم من مصر، وشق لهم مياه البحر الأحمر، وخلَّصهم من فرعون، وقادهم في كل رحلاتهم بعمود من نار ليلاً، وعمود سحاب نهارًا، لا بد وأن يسمع صراخهم في حينه، ويهَبهم ما هم في حاجة إليه.

إن التذمر والشكوى هما من ثمار الشك في مسير الرب معنا. والعلاج الوحيد للتذمرات، ولشِباك الشيطان التي ينصبها لتشتبك فيها أرجل شعب الرب فيفقدون السلام والفرح، هو التمسك الراسخ الوطيد بأن الله معنا، ويقودنا كقطيعه في كل مراحل السفر.

صرخ موسى إلى الرب، والرب سمع صراخه. وبالرغم من خطية الشعب «شقَّ الصخرة فانفجرت المياه. جرَت في اليابسة نهرًا. لأنه ذكرَ كلمة قُدسهِ مع إبراهيم عبدهِ» ( مز 105: 41 ، 42).

فالنعمة لم تَزَل تعمل وتسد حاجات الشعب، لا يعيقها عدم أمانته، لأن أمانة الله من نحو شعبه ثابتة إلى النهاية.
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الهنا عظيم وقدوس يعطى بسخاء وليس كضعفاتنا لكم كل الشكر
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تدبير العناية للخلاص

5983726531.jpg


فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ طَارَ نَوْمُ الْمَلِكِ فَأَمَرَ بِأَنْ يُؤْتَى بِسِفْرِ ..أَخْبَارِ الأَيَّامِ..فَقَالَ الْمَلِكُ:أَيَّةُ كَرَامَةٍ وَعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَاي؟ ( أس 6: 1 - 6)
«في تلك الليلة» .. ويا لها من ليلة حزن ويأس على مردخاي وأصدقائه!
ففي الصباح سيصلبه هامان على الخشبة. وكم ظهرت تلك الليلة طويلة لهامان الذي لم يكن ليطيق الانتظار حتى يرى مردخاي مُعلَّقًا على الخشبة التي أعدَّها له على مرأى من الجميع! ولذلك قام باكرًا جدًا في الصباح لكي يُتمم مأربه بكل سرعة. ولكن الله يتقدَّمه؛ ففي تلك الليلة يطير نوم الملك. ويعمل الملك في أرَقه عملاً يبدو غريبًا، فيطلب ”سفر تذكار أخبار الأيام“، ويجد فيه وصفًا لمؤامرة دُبرت لاغتياله واكتشفها مردخاي، ثم يسأل عن الجزاء الذي ناله مردخاي، ويعرف بأنه لم يُكافأ بشيء.

ولنتصوَّر شعور الملك عندما عرف أن عملاً جليلاً كهذا مرَّ بدون تقدير، ولكن في هذا الأمر الذي نعتبره نكرانًا للجميل نرى يد الله عاملة فوق الجميع، فهو الذي سمح للملك بأن ينسى هذا الأمر، كما فعل في حالة يوسف ورئيس سُقاة فرعون الذي نسيه حتى يستخدمه لتتميم مقاصده في الوقت المعيَّن.

حينئذٍ يدخل هامان للملك ومعه الطلب بأن يرسل الضباط للقبض على مردخاي وصلبه على الخشبة، ولكن الملك يسبقه بالسؤال: «ماذا يُعمل لرجل يُسَر الملك بأن يُكرمه؟».

ولا يوجد في ذهن هامان سوى شخص واحد يُسَرُّ الملك بأن يُكرمَهُ، وهو هامان، وعلى ذلك يطلب كل شيء ما عدا عرش المملكة: «اللباس السُّلطاني الذي يَلبسُهُ الملك ... الفرس الذي يركبه الملك ... وتاج المُلك الذي يوضع على رأسه ... فقال الملك لهامان: أسرع وخُذ اللباس والفرس كما تكلمت، وافعل هكذا لمردخاي اليهودي الجالس في باب الملك. لا يسقط شيءٌ من جميع ما قُلته» (ع8-10).

لا شك أن هامان شك في حواسه، وتصوَّر أن سمعه قد خانه، لأنه كيف أن الشخص الذي أعدَّ له ذلك الموت المُخزي يُجعَل ثانيًا في المملكة؟
إنها فكرة تذهل العقل ولا يمكن أن تُحتمل!!
ولكن كلام الملك هو: «أسرع ... لا يسقط شيءٌ من جميع ما قُلته».

مرارًا وتكرارًا يترك الرب العدو لينتصر على شعبه ـ حسب الظاهر ـ حتى يتصوَّر أنهم في قبضته ولا تستطيع قوة أن تخلّصهم من يده، وحينئذٍ يتقدم الله في الوقت المعيَّن، ويقلب خطط العدو رأسًا على عقب، ويُخلّص شعبه بطريقة تليق به. له كل المجد.
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
ربنا يبارك حياتك اشغر بطاقه قوه روحيه نشكر الله ربنا مودود
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عظمٌ لا يُكسَر منهُ

2501886994.jpg


وَأَمَّا يَسُوعُ...لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ .. لأَنَّ هَذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: عَظْمٌ لاَ يُكْسَرُ مِنْهُ ( يو 19: 33 - 36)
هذه النبوة الواردة في يوحنا19: 36 تربط بين موت المسيح ورمزه في خروف الفصح ( خر 12: 46 ). وهذا يذكِّرنا بوجهة البدلية في موت المسيح. ففي أرض مصر ذُبح خروف الفصح، ودمه رُش لتراه عين الرب يهوه. ولحم الخروف شُويَ بالنار وأُكل على أعشاب مُرَّة وفطير، وكان في ذلك نجاتهم من الدينونة، وأساس خلاصهم من العبودية، وبداية عهد جديد بخروجهم من مصر إلى أرض الموعد. كان الخروف بديلاً عن كل عائلة ذبحته أمام الله. وكل فرد من أفراد العائلة برهن على إيمانه بكلمة الرب بواسطة أكله من الخروف المشوي. وأعياد الفصح التي تعاقبت بعد ذلك سنويًا كانت لأجل التذكير. وهكذا معنا ”المسيح فصحنا قد ذُبح لأجلنا“ ( 1كو 5: 7 )، ونحن قد افتُدينا بدم المسيح الكريم «كما من حمَلٍ بلا عيب ولا دَنَس» ( 1بط 1: 19 ). وعمل المسيح النيابي على الصليب كان لازمًا لأجل فدائنا. وكل فرد ينبغي أن يخصص هذا الموت لنفسه بالإيمان، وكل تعليم يغفل هذه الحقائق مهما تضمن من حقائق أخرى، ومهما كانت الجماعة المسيحية التي تنادي به، لا يمكن أن يصلح أساسًا للخلاص من الدينونة الأبدية.

إنه من المهم أن نلاحظ أن موت المسيح في إنجيل يوحنا مقترن بصُنع الفصح التقليدي الحرفي، بينما في الأناجيل الثلاثة الأخرى يرتبط موت المسيح بصُنع العمل التذكاري بكسر الخبز وشُرب الكأس، وهو العمل الذي جعله الرب احتفالاً تذكاريًا بدلاً من الفصح. وفي هذا الخصوص يمكننا أن نتعلَّم كثيرًا جدًا من نبوات العهد القديم ورموزه.

وفي يوحنا19: 36 إشارة إلى مزمور34: 19، 20 «كثيرة هي بلايا الصدِّيق، ومن جميعها يُنجيه الرب. يحفظ جميع عظامه. واحدٌ منها لا ينكسر».
هذا المتألم الملَكي رغم أنه تألم تحت يد الله القدوسة، والإنسان حكم عليه كما يحكم على شرير آثم، كان لا بد أن يتبرهن برّه وتقواه كصدِّيق بتتميم هذه النبوة.

إن جميع نبوات العهد القديم والجديد على السواء، والتي لم تتم حتى الآن، سوف تتحقق في حينها المناسب. وهذا اليقين من جهة تتميم مواعيد الكتاب يقترن بالبركة عند المؤمن المفدي. وهذا اليقين عينه بالنسبة لغير المؤمن يقترن بالدينونة. وكل تتميم لأية نبوة من نبوات الكتاب سيكون لمجد الله والمسيح. ليتنا جميعًا ننتظر بفرح وصحو إتمام كل نبوة الكتاب.
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
اليك يا رب نرفع عيونا يا سامع صلاه كل البشر شكرا لتعب محبتك
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أُحكم على نفسك

2819735500.jpg


لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنفُسِنَا لمَا حُكِمَ عَلَينَا ( 1كو 11: 31 )

دعونا نتذكر دائمًا أننا مُطالبون أن نحكم على أنفسنا. والمؤمن التقي والمكرَّس، مهما كانت تقواه وتكريسه، فهو دائمًا لديه عدد من الأمور التي يحتاج أن يحكم فيها على نفسه، وإذا لم يُمارس عادة الحكم عليها، فستطور لتكون سبب مرارة كبيرة لنفسه. فإذا كان هناك بعض الغيرة، وقليل من الكبرياء، وقلة في الصبر والاحتمال، واحتداد ولو في بعض الأحيان، وحب الظهور في أحيان أخرى، ولو كانت كلها بنسب صغيرة، فإن عدم الحكم عليها في محضر الله، سيجعلها تكبر وتكبر، وتكون كالسوس الذي ينخر في ساق الشجرة الكبيرة العاتية.

إن فحص القلب بأمانة وانكسار أمام الله، مُمتزجًا برغبة صادقة أن يكون القلب نقيًا أمام الله، مغسولاً من كل ما لا يرضيه أو يمجده، فإن هذا التوجه إذا ترسَّخ في قلبي، سيجعل كل ما في باطني مكشوفًا أمام الرب، وفي محضر الرب أحكم عليه بقلبٍ صادق لكي يعمل الرب عمله فيّ، فأكون مرضيًا أمامه.
أما إذا أهملت الحكم على نفسي مُعتبرًا أن هذه الأمور الصغيرة لا تهم كثيرًا، فلا بد أن تتعمق هذه الخطايا داخلي وتُنتج أمرّ النتائج لنفسي، وتجلب العار على اسم سيدي. وفي الواقع إذا نحن تتبعنا الخطايا الكبيرة التي تكسر القلب، وتابعنا تطورها من البداية، سنكتشف أنها كانت خطايا صغيرة لم نهتم بالحكم عليها، فتطورت وأصبحت خطايا كبيرة ذات نتائج مُحزنة جدًا.

وتوجد ثلاث مراحل متميزة للحكم على الخطية:
فأولاً حكم المؤمن على نفسه، فإذا أهمل الحكم على نفسه، ظهر شره بصورة واضحة، وفي هذه الحالة يجب على الكنيسة أن تحكم على شره.
أما إذا أهملت الكنيسة الحكم على هذا الشر، فستمتد يد الرب لتحكم على الجماعة. لو كان عاخان قد حكم على شره لَمَا كان ذلك الضرر الذي أصاب الجماعة (يش7)، ولو كان الكورنثييون قد حكموا على أنفسهم في الخفاء لَمَا حكم الله على الجماعة علنًا (1كو11).

يا ليت شعب الرب يتعلَّم كيف يسير في النور في محضره الكريم، متمتعًا بالشركة النقية مع الرب، حاكمًا باستمرار على كل ما يصدر من أعمال الجسد ... أولاً بأول يتنقى، وأولاً بأول يستبعد كل ما يعطل شركته وخدمته.
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
موضوع رائع ربنا يزيدك نعمه و بركه
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أهمية السهر
8580276393.jpg


اسْهَرُوا إذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فيِ أيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ.. لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فيِ أيّ هَزِيعٍ يَأْتيِ السَّارِقُ لَسَهِرَ .. ( مت 24: 42 ، 43)

عندما يقول المسيح هنا: ”اسهروا“، يقصد به سهر الجندي في المعركة وهو حامل السلاح.

والسهر في موضوع مجيء الرب يعني أكثر من مجرد معرفة حقيقة هذا المجيء. فأعتقد أن معظم قرائنا إن لم يكن جميعهم لديهم العلم الصحيح عن مجيء المسيح، وعن قرب مجيئه. لكن ما قيمة مجرد معلومات، ما لم تتحول إلى استعداد وترقب لمجيء السيد.

نعم سيأتي المسيح، ولكنه في صورة مختلفة، فهو سيأتي ككوكب الصبح المنير للمؤمنين الحقيقيين الساهرين، كما سيأتي كسارق للنائمين الغافلين، وما أكثرهم بكل أسف في هذه الأيام!

والمسيح هنا لا يشبِّه نفسه بالسارق، بل يشبِّه مجيئه غير المتوقع لغير المؤمنين بمجيء اللص غير المتوقع. واللص عندما يدخل البيت فإنه يأخذ أثمن الأشياء التي لهذا الرجل النائم. ويا للهول عندما يأتي يوم الرب على الكثيرين ويسلب منهم ما وقفوا عمرهم لأجله وأضاعوا أبديتهم بسببه!
وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ ( مت 16: 26 ).

ومع أن مجيء المسيح الديان يختلف عن موت الإنسان، ولكن يمكننا تطبيق هذه الأقوال عينها على حقيقة الموت في أية لحظة. وعليه فسواء مجيء الرب أو ذهابنا نحن إليه ينبغي علينا أن نكون في كل حين مستعدين.

ومع وضوح العلامات التي تحدثنا عن قرب مجيء المسيح، فما أكثر النائمين من حولنا!
يشير إليهم الرسول بطرس في رسالته الثانية3: 3، ثم يعلِّق عليهم قائلاً: «لأن هذا يخفى عليهم بإرادتهم». فإرادتهم العاصية هي التي تجعلهم يتجاهلون الحقائق الواضحة وضوح الشمس عن قرب موعد مجيء الرب. لكن مَنْ الخاسر مِن استهزائهم بتلك الحقيقة؟ يقول سليمان الحكيم: «إن كنت حكيمًا فأنت حكيم لنفسك، وإن استهزأت فأنت وحدك تتحمل» ( أم 9: 12 ). ولذا فإني أوجه سؤالاً للقارئ العزيز: هل أنت مستعد لمجيء المسيح؟
ولكي تكون مستعدًا لمجيء المسيح، يجب أن تكون أولاً قد تقابلت معه كمخلِّص الخطاة، الذي وحده يقدر أن يغسلك من خطاياك بدمه. وهكذا يمكنك أن تعيش بشوق شديد لرؤية مخلِّصك، مَن مات على الصليب ليمحو ذنوبك، ومن ثم فقد طهرنا وأهَّلنا لندخل معه إلى بيت الآب.
 
أعلى