وصلتني أسئلة جميلة وعديدة، (ومنها سؤال أختنا الغالية رورو، والذي ما زلت أفكر في النزول به شخصيا، فقط لأجل محبتها لأنها عزيزة علينا جميعا). غير أني أفضل الآن إرجاء جميع الأسئلة لأجل سؤال واحد، وهو سؤال حيّ، مُلِـح، بل كان محل النقاش قبل فترة هنا في منتديات الكنيسة. السؤال ببساطة هو:
هل يحزن المسيحي الحقيقي ويعاني ويتألم مثل بقية البشر؟
انقسم الرأي أثناء النقاش في هذا السؤال، وسأذكر الرأيين الرئيسيين:
رأي الملكة هيلانه:
تنفي الملكة هيلانه أن يعاني المسيحي من الحزن والألم النفسي مثل أي شخص آخر، ورغم أني لا أحفظ بالطبع نص كلماتها، رغم ذلك أذكر الفكرة العامة، التي تشير عموما إلى وجود الإنسان دائما في محضر الرب مع الثقة المطلقة في تدبيره، إضافة إلى "ثمر الروح" (محبة، فرح، سلام.....)، أي بما ينفي عموما وقوع الإنسان المسيحي فريسة للأحزان.
رأي الأستاذ كريتيك:
أخونا الأستاذ كريتيك من ناحية أخرى كان يعارض رأي الملكة، وكانت حجته أن السيد تبارك اسمه هو ذاته القائل "نفسي حزينة جدا حتى الموت"، فإذا كان السيد المسيح نفسه ـ عبر ناسوته ـ يطويه الحزن والألم حتى هذه الدرجة، كيف ننكرها نحن بعد ذلك على الإنسان لمجرد أنه صار مسيحيا؟
تنفي الملكة هيلانه أن يعاني المسيحي من الحزن والألم النفسي مثل أي شخص آخر، ورغم أني لا أحفظ بالطبع نص كلماتها، رغم ذلك أذكر الفكرة العامة، التي تشير عموما إلى وجود الإنسان دائما في محضر الرب مع الثقة المطلقة في تدبيره، إضافة إلى "ثمر الروح" (محبة، فرح، سلام.....)، أي بما ينفي عموما وقوع الإنسان المسيحي فريسة للأحزان.
رأي الأستاذ كريتيك:
أخونا الأستاذ كريتيك من ناحية أخرى كان يعارض رأي الملكة، وكانت حجته أن السيد تبارك اسمه هو ذاته القائل "نفسي حزينة جدا حتى الموت"، فإذا كان السيد المسيح نفسه ـ عبر ناسوته ـ يطويه الحزن والألم حتى هذه الدرجة، كيف ننكرها نحن بعد ذلك على الإنسان لمجرد أنه صار مسيحيا؟
رأيي الشخصي: كنت أميل شخصيا لرأي الملكة هيلانه، وحتى "نفسي حزينة جدا حتى الموت" كنت أعتبرها جزءا من الآلام، بداية الآلام في الحقيقة، لا باعتبارها عرضا إنسانيا طبيعيا. رغم ذلك نجد في الكتاب إشارات أخرى تؤيد ما ذهب إليه أخونا كريتيك، ليس فقط في باب الحزن عند السيد المسيح ولكن في باب المشاعر الإنسانية السلبية عموما، كالغضب مثلا في أورشليم عندما قلب موائد الصيارفة... (أم أن هذا لم يكن غضبا بالمعنى الذي نعرفه؟)
أرفع الأمر لحضراتكم: ما هو الرأي المسيحي السليم فيما يخص مشاعر الحزن والمعاناة حين تهاجم الإنسان المسيحي؟ هل يدل ذلك بالضرورة على فتور الإيمان وخمود الروح وغياب ثمرها؟ ثم ماذا لو طال الأمر ولم يكن شعورا عارضا، بل سيطر على الإنسان حتى بلغ حدا يكره فيه حتى حياته: هل كل ذلك مشاعر إنسانية طبيعية؟ وماذا عن الذين لا يفارق الفرح ولا السلام قلوبهم: هل هؤلاء شواذ، غير طبيعيين؟
شكرا مقدما لكل الإجابات
* * *