موضوع بدون ردود

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
مع بدايات



كل سنه وأنتم طيبين

عاوزين نعمل موضوعات

عن الصوم

بدون ردود

شاركوا معانا

بموضوعاتكم الجميله

ولو بصوره

ننتظر تفاعلكم معنا



 

R.O.R.O

اسندنى فى ضعفى
عضو مبارك
إنضم
20 يونيو 2012
المشاركات
18,394
مستوى التفاعل
4,653
النقاط
113
الإقامة
حضن يسوع
images
 

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart
thumb.php


أيـُها المسيح الإله، يا من واضعْتَ عظمتك فأخليتَ نفسكَ آخذاً صورة إنسان ، فنهجْتَ لنا طريق الخلاص الموصِل إلى الملكوت. وأرشدتنا بصومك المقدّس إلى الحياة الحقّة غير الفاسدة. وظفرْتَ على الشرير الذي ظفَرَ علينا فأخرجنا من الفردوس بسبب شهوتنا... ومنحتنا شريعة الصوم والصلاة. قوّنا يا ربّ على ان نحفظ أجسادنا من شهوة الشّبع، ونوجّه حواسّنا: السّمع الى قبول وصاياك المقدّسة، والذّوق الى التلذّذ بكلامك المحيي، واللمس الى الجهاد في الصّالحات. طهّر حواسّنا الباطنيّة فنحقق فينا صورة الإنسان الجديد الذي خُلق على مثالك: الفكرَ فيتروّى في عجائبك، والعقلَ فيدرك تدبيرك، والكلمة فتصلح بتعاليمك، والمعرفة فتحدثك، والضمير فيؤخذ بحبّك، حتّى تنبع جميع أفكارنا وتصرفاتنا من فوق، وتشدّنا إلى فوق، فنرفع وجوهنا إليك، وإنساننا الباطن والظاهر نقيٌّ طاهر، فنقضي الصوم في قداسة النفس والجسد والصلاة الدائمة والسيرة الحسنة، ونؤهل لعيد فصحك المجيد وللقيامة في أجواء قديسيك ننعم معهم بخيراتك الأبدية ونسبّحك إلى الأبد. آمين.​
 

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart

jajageorge

اشتهى الملكوت
عضو مبارك
إنضم
24 مارس 2012
المشاركات
2,980
مستوى التفاعل
261
النقاط
0
الإقامة
lمصر
وهكذا حيث أن سقطة آدم بدأت بشهوة الأكل
لذلك بدأ الرب يسوع بعلاج خطيتنا بالصوم عنا
الصوم يؤهل النفس للانتعاش الروحى .
والاتصال بالله ،
وامتلاء القلب بحب الله دائماً
الصوم يقترن بالصلاة وهذا يعنى أن الصوم بدون صلاة هو كبت وحرمان
ولكن بالصلاة يتحول لانطلاق روحى للنفس
إنى أحب كنيستى القبطية الأرثوذكسية التى تعلمنى
أن الصوم يجب أن يكون انقطاع كامل عن الأكل حتى الساعة التاسعة
( الثالثة بعد الظهر ) وهى نفس الساعة التى طلب فيها الرب قطرة الماء
إنه حب ليسوع المصلوب
عريسها يجعلهـا تشـاركه عطشه من أجل أبنائه
ومن أجل توبته
إن الصوم الكبير هو أعظم فرصة لأولاد الكنيسة
ليعبروا عن كل ضعفات النفس خاصة الأشياء الصعبة جداً والمستعصية علينا .

(القمص بيشوى كامل)
 

R.O.R.O

اسندنى فى ضعفى
عضو مبارك
إنضم
20 يونيو 2012
المشاركات
18,394
مستوى التفاعل
4,653
النقاط
113
الإقامة
حضن يسوع
لا تصم بالخبز والملح, وأنت تأكل لحوم الناس بالدينونة والمذمة. لا تقلأنك صائم صوما نظيفا وأنت متسخ بكل الذنوب.
( الانبا يوساب الأبح)
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
تأملات في الأسبوع الأول من الصوم الكبير


التوبة هي هدف الأسبوع الأول:

أولًا: الخطية والذات:

الخطية مدمرة للإنسان "كل الرأس مريض ليس فيه صحة" (أش 5:1).

ازدواج الشخصية والرياء هما بداية البعد عن الله "كالفضة المغشوشة " (إش 1: 22)

الذات هي أخطر عدو في رحلة الصوم "كفوا عن الإنسان" (إش 2: 23).

"لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ..." (مت 6: 25).


ثانيا: التوبة والاعتراف


• الاعتراف بالخطية ضرورة للتوبة- والاعتراف دعوة من الله وبدون الاعتراف تضعف قوة الصوم، لذلك تقرأ لنا الكنيسة من سفر إشعياء هذه الأقوال: "هلم نتحاجج يقول الرب: إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف" (إش 18:1).

• الاعتراف والصوم كلاهما صلب للذات: "ادخل إلى الصخرة، اختبئ في التراب من أمام هيبة الرب" (إش 2: 10).



ثالثا: الإيجابية في التوبة:


• "تعلموا فعل الخير" (إش 1: 17).

لا بد في الصوم من الإكثار من عمل الخير:

طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم

والمسيح يرحمهم في يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم.

• "صهيون تفدى بالحق وتائبوها بالبر" (إش 1: 27).

فالصوم أروع مجال لظهور بر الله في حياة التائبين. ما أجمل التوبة التي تؤهل الإنسان لبر الله.

• التوبة مسيرة في نور الرب "هلم فنسلك في الرب" (إش 2: 5).

فالسلوك في وصايا السيد المسيح الرب- المكملة لمسيرة التوبة هي مسيرة في نور الرب.

• الإنسان التائب يجذب النفوس البعيدة للحياة مع الله "وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب، إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله..." (إش 2: 3).

• في أول الرحلة الله يسألني: أنت تعبد كم إله؟ هل بالحقيقة تؤمن بإله واحد؟... الله أم المال؟ الله أم الجسد؟ الله أم اللبس؟ الله أم المظاهر؟ الله أم الذات.



• والتعليمات الأولى في أول هذه الرحلة هي:


1- وضوح الرؤيا "اطلبي ملكوت الله وبره (فقط) ".

2- لاتهموا بالغد.

هذه تعليمات أساسية للسائرين في رحلة الصوم- إنهم يطلبون ملكوت الله وبره... والباقي يزداد، هم يسيرون بلا هم. فالله هو حياتهم ونور طريقهم وقوتهم ومعونتهم... إنها خطرت ثابتة وقوية نحو الحياة الأبدية التي نعيشها الآن بلا هم وبلا تعريج.

تبدأ الرحلة في دعوة واضحة وصريحة في إنجيل قداس أحد الاستعداد للدخول إلى المخدع والحديث مع الآب.

"إذا صليت فأدخل مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء... كذلك إذا صنعت صدقة أو صمت فليكن كل شيء للآب في الخفاء..." (مت 6: 4- 7).

مركز انطلاق الرحلة:


الكنيسة تعلن لنا أن المخدع هو مركز انطلاق رحلة الصوم، وإذا لم يبدأ بالمخدع فإن رحلة صومنا تكون قد انحرفت عن طريقها السليم. وكون الكنيسة تبدأ الصوم بتوجيهنا إلى المخدع هذا يعنى أيضا ً أن الصوم ليس متعلقا ً فقط بالجسد، بل هو يعتبر بالأكثر بالروح والملكوت. فأسبوع الاستعداد هو أسبوع المخدع .
أغلق بابك:

إن الرحلة تبدأ بعد غلق الباب- الباب الذي يطل على العالم، عندئذ ينفتح أمامنا باب آخر يطل على السماء "أبانا الذي في السموات- رأيت بابا ً مفتوحا ً في السماء" (رؤ 1:4).

"فالصيام. ليس تقييدًا أو سجنًا للحواس وإنما انطلاق بها بغير معطل نحو التأمل في الله". .
صلى إلى أبيك:

لقد وضعت الكنيسة مقياسًا لدرجة إيمان الموعوظين الذين يسمح لهم بنوال سر العماد. والمقياس هو أن تظل الكنيسة تعلم الموعوظين عن صلاة أبانا الذي- وأبوة الآب... وفي اللحظة التي يستوعب ويدرك الموعوظ أبوة الله له، هذه اللحظة تؤهله لنوال سر العماد.
أبيك الذي في الخفاء:


هذا هو سر صلاة المخدع التي تفطنت بها الكنيسة فوضعت فيها أعمق الصلوات مثل العذارى الحكيمات في انتظار العريس، والمرأة الخاطئة عند قدمي الرب يسوع (صلاة المخدع في نصف الليل). حيث في المخدع نكتشف خطايانا مع المرأة، ونمسك بقدمي الرب ليحرر أقدامنا من طريق الضلالة، ونذوق الحب الإلهي، ونتعلم الانسحاق... وهكذا يكون هدف رحلة صومنا هو الدخول إلى داخل النفس (في الخفاء) حيث يطهوها الرب بدمه، ويكرسها هيكلًا له، ويزينها بمواهبه ليكون لها نصيب مع العذارى الحكيمات في ملاقاة العريس.

وحيث أن الرحلة هي إلى داخل النفس فلا بد أن تتم في الخفاء ، إن العلاقة السرية بين النفس البشرية والمسيح هي علاج خفية تبدأ في المخدع، لذلك يلازم الصوم قلة الكلام، وقلت الزيارات- والانعكاف على القراءات الروحية وحضور القداسات.

أخي إن أبانا السماوي يدعوك إلى شركة مقدسة معه في الخفاء تبدأ بها صومك وصلواتك وصدقتك- فاحذر أن تهملها!!

تدريب: إن تدريب أسبوع الاستعداد هو صلاة المخدع والعبادة في الخفاء، حيث يستمر معنا هذا التدريب طول الصوم وما بعد الصوم.
تسليم الحياة للآب السماوي:

إن إنجيل الأحد الأول من الصوم يدعو لتسليم الحياة للآب (مت 6: 24- 34). "لا تهتموا لحياتكم... لا للأكل، ولا للباس، ولا للجسد... لا تهتموا للغد". والسبب في عدم الاهتمام هو أن " أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها" (مت 6: 32).
تدريب هذا الأسبوع :


هو دعوة للحياة المطمئنة في رعاية الآب، وتنفيذ الآية. لا تهتموا بالغد جسديًا ونفسيًا وروحيًا.

إن الوصية المسيحية مملوءة بالمجازفة، ولكن ضمانها رعاية الآب. فالمرأة التي أعطت الفلسين جازفت بقوتها، والصوم يحاربنا فيه الشيطان بأننا نجازف بحاجات الجسد والقلق على الصحة والجسد، والعطاء فيه مجازفة بالمال... هذا هو اختبارنا هذا الأسبوع: التسليم الكامل لرعاية ووصية الآب.​
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
وتحديد موعد الصوم الصوم وموعد العيد


الصوم الكبير مدته 55 يومًا دعي بالكبير لأنه يحتوي على ثلاث أصوام هي:

1. أسبوع الاستعداد أو بدل السبوت.

2. الأربعين يومًا المقدسة التي صامها الرب يسوع صومًا إنقطاعيًا

3. أسبوع الآلام.


وفي هذا الصوم لا يؤكل السمك الذي يؤكل في الصوم الصغير (صوم الميلاد) وذلك زيادة في التقشف والتذلل أمام الله ونحن نمضي من وراء السيد المسيح مشاركين له في صومه عنا وفي تألمه وموته من أجلنا وهكذا نحمل الصليب معه بقدر استطاعتنا.

ويختلف موعد هذا الصوم من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد الذي يحدد في أي سنة من السنين بحسب قاعدة حسابية مضبوطة (نوردها فيما بعد في نفس الكتيب) بحيث لا يأتي قبل يوم ذبح خروف الفصح أو معه وإنما في يوم الأحد التالي له حسب تعاليم كنيسة الإسكندرية والتي تبعها العالم كله في القرون الأولى للمسيحية بحيث لا يأتي المرموز إليه قبل الرمز وبحيث لا نعيد مع اليهود، مع الاحتفاظ بيومي الجمعة لتذكار صلب السيد المسيح والأحد لقيامته.

ولابد قي الصوم من الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت، وفترة الانقطاع هذه تختلف من شخص إلى آخر بحسب درجته الروحية واختلاف الصائمون في سنهم واختلافهم أيضًا في نوعية عملهم ولمن لا يستطيع الانقطاع حتى الساعة الثالثة من النهار فأن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن.

وأيضًا فأن الأب الكاهن هو الذي يحدد الحالات التي تصرح فيها الكنيسة للشخص بعدم الصوم ومن أهمها حالات المرض والضعف الشديد.

أما عن الأسماء التي تعرف بها أسابيع الصوم الكبير فهي تتفق مع قراءات هذه الأسابيع فلقد قسمت الكنيسة الصوم الكبير إلى سبعة أسابيع يبدأ كل منها يوم الاثنين وينتهي يوم الأحد، وجعلت لأيام كل أسبوع قراءات خاصة ترتبط بعضها البعض ويتألف منها موضوع عام واحد هو موضوع الأسبوع.


وموضوعات الأسابيع السبعة هي عناصر لموضوع واحد أعم هو الذي تدور حوله قراءات الصوم الكبير كلها وهو "قبول المخلص للتائبين".

الأحد الأول يدعى أحد الكنوز أو الهداية إلى ملكوت الله: فيه تبدأ الكنيسة بتحويل أنظار أبنائها عن عبادة المال إلى عبادة الله وإلى أن يكنزوا كنوزهم في السماء.

الأحد الثاني أحد التجربة: تعلمنا فيه الكنيسة كيف ننتصر على إبليس على مثال ربنا يسوع الذي أنتصر عليه بانتصاره على العثرات الثلاث التي يحاربنا بها وهي الأكل (شهوة الجسد) والمقتنيات (شهوة العيون) والمجد الباطل (شهوة تعظم المعيشة).

الأحد الثالث أحد الابن الشاطر: فيه نرى كيف يتحنن الله ويقبل الخاطئ على مثال الابن الضال الذي عاد إلى أبيه.

الأحد الرابع أحد السامرية: يشير إلى تسليح الخاطئ بكلمة الله.

الأحد الخامس أحد المخلع: يرمز إلى الخاطئ الذي هدته الخطيئة وقد شدده المخلص وشفاه.

الأحد السادس أحد التناصر: فيه تفتيح عيني الأعمى رمزًا إلى الاستنارة بالمعمودية. منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

الأحد السابع أحد الشعانين :
فيه نستقبل السيد المسيح ملكًا..

والصوم فترة نمو روحي ومن لا يشعر بذلك فأن مرجعه إلى أن صومه تم بطريقة خاطئة فهو إما جسداني لا روح فيه وإما اتخاذه غاية في ذاته بينما هو وسيلة توصل إلى الغاية، والغاية هي إعطاء الفرصة للروح. وللشعور بلذة وحلاوة الصوم يجب أن يقترن بالصلاة والصدقة والعمل بكل الوصايا وبهذا يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.. وسمات الصوم المقبول نجدها في ما جاء بسفر يوئيل النبي (2 : 2).

ولمن يسأل عن تسمية الأصوام بأسماء مثل صوم الرسل فإننا نعلم أن كل الأصوام المقررة في الكنيسة تصام لله ومنها صوم الأباء الرسل وقد دعي بهذا الاسم لا لأنه خاص بهم أو أنه يصام لهم لأن الأصوام كلها عبادة لله، ولكن لأنهم أول من صاموه في بداية خدمتهم ويطلق عليه "صوم الخدمة" وأيامه تبدأ من اليوم التالي ليوم عيد العنصره (حلول الروح القدس) وتنتهي يوم 5 أبيب تذكار استشهاد الرسولين بطرس وبولس ويحدد أيامه يوم عيد القيامة المجيد الذي يتقدم ويتأخر بحسب القاعدة الحسابية المعروفة.
أما عن الشواهد الكتابية التي تتحدث عن الصوم في الكتاب المقدس فهي كثيرة جدًا:


(خر34 :28 وقض 20 :26 و1 صم 7 :5، 6، 31 : 11 -13 و2 صم 1 :12، 12 :16 و1مل 19 : 8،21 :27 وعز 8 :21،23 ونح 1 : 4، 9 :1و أس 4 : 3، 16، 9 : 30، 31 ومز 35 :13 وأش 58 :3-7 وأر 36 :9و دا 9 :3،10 : 2،3 ويونان 3: 5، 7 ويوئيل 2 : 12،15و زك 8 : 19 ومت 4 :2، 6 : 16،9 :15،11 :18، 19 : 21 وأع 13 :1-3، 27 :9، 21 و1كو 7 :5 و2كو6 :5،11 :27).

وعن الانقطاع عن بعض الأطعمة:


أعطى الله الإنسان أن يأكل من بقول الأرض وأشجارها (تك 1: 29، 2: 16) ولم يسمح له بتناول اللحم إلا بعد الطوفان (تك 9: 3، 4) وهذه هي الطريقة التي استخدمها دانيال ورفاقه بأن يأكلوا فقط من بقول الأرض (القطاني) في صومهم (دا 1 : 12، 10 :2).

ومن هذه الشواهد نعلم أن رجال الله مارسوا الصوم بطريقتين:


الطريقة الأولى : مارسوه تبعًا للظروف والأحوال التي حدثت ومسهم فيها أو كاد البلاء فالتجأوا إلى الله بواسطة الصوم والنوح والتذلل ليدفعه عنهم، ويعلمنا الكتاب أن هذا الصوم مارسه تارة شخص واحد بمفرده، وتارة عائلة أو قبيلة فقط، وتارة مارسته الأمة كلها وقد جعل بعضه سنة دائمة (أس9 :3،31).

الطريقة الثانية : مارس الصوم رجال الله وشعبه كفريضة واجبة وجزء واجب للعبادة مثل الصلاة،وقد صامه الفرد منهم أو العائلة أو مجموع الأمة كما جاء في النصوص المتقدمة (الشواهد)

ومن غير المقبول أن يقبل المسيحي أحد طرق الصوم (صوم الفرد) ويرفض الصوم الآخر (صوم الجماعة) كما تعلم بعض الطوائف المحتجة معتمدة على وصية السيد المسيح بأن يكون الصوم خفيًا لا يهدف إلى التباهي أو التظاهر (مت 6 : 17، 18). وهو ما نراه غير متعارضًا مع أصوامنا العامة (تماما كالصلاة فصلاة الكنيسة عامة - وهو ما تمارسه جميع الطوائف- لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع صلاة المخدع الفردية السرية). وكما تعلم الكنيسة أبنائها في الصلوات العامة أن تكون قلوبهم وأفكارهم في حضرة الله قائلة "ارفعوا قلوبكم" رغم وجودهم في وسط الجماعة هكذا تدعو الكنيسة أن يكون الصوم بهدف التذلل والتقرب من الله مصحوبًا باقتناء الفضائل الروحية والصلوات الجماعية والفردية والصدقات السرية والمطانيات وغيرها من أشكال العبادة التي يطالبنا الله بها وليس بهدف الفخر أو التباهي أو التظاهر الذي تقاومه الكنيسة بكل قوة. ولا يمكننا أن نهمل جميع الشواهد الكتابية التي نرى فيها صوم الكنيسة عامة المرشدة بروح الله القدوس في أوقات محددة فقط لهاجس أن يصوم الشخص لهدف التظاهر.

وهو ما أكد عليه البروتستانت أنفسهم في كتاباتهم وقد جاء في كتاب "كشف الظلام في حقيقة الصلاة والصيام" المطبوع في بيروت سنة 1856م صفحة 108 ما يلي:

"الإنسان الذي يطالع الكتب المقدسة بفكر خال من الغرض لا يستطيع أن ينكر وجوب ممارسة الصوم فأننا نرى المخلص يكلم تلاميذه عن الصوم كإحدى الواجبات الدينية كما يتكلم عن الصلاة والصدقة".

وفي صفحة 111 من هذا الكتاب " وكذلك نرى وجوب الصوم مما يقتضيه كلام السيد المسيح من أن تلاميذه يصومون إذا ارتفع العريس عنهم " "وأيضًا علم المسيح بفائدة الصوم وفاعليته في ازدياد إيمان تلاميذه وقوتهم حيث يقول لهم "أن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة "" وبحسب ما كان يعلم الرب يسوع من وجهة وجوب الصوم هكذا كان يفعل وكذلك تلاميذه لم ينسوا هذه التعاليم بعد صعوده عنهم لأننا نقرأ في أعمال الرسل أنهم كانوا يصومون كما نجد في الرسائل أيضًا عدة إشارات إلى ذلك".

وبعد كل ما تقدم مما يؤكد على أهمية الصوم وضرورته وموافقته للكتاب المقدس ينبغي أن نعلم أن الصوم هو فترة روحية مقدسة يهدف فيها الصائم إلى سموه الروحي، وهذا يحتاج إلى بعض التداريب الروحية وهي تختلف من شخص إلى آخر بحسب احتياج كل إنسان وقامته الروحية ويستطيع أن يمارسها بإرشاد أب الاعتراف. وبإيجاز نجيب على من يقول أنه يستطيع الصوم عن الطعام ولكنه لا يستطيع أن يحفظ لسانه من الخطأ بما قاله مار اسحق " أن صوم اللسان خير من صوم الفم " وعليه أن يدرب لسانه على الصمت وإن لم يستطع يستخدم هذه التداريب الثلاثة: لا تبدأ حديث إلا لضرورة، أجب بإجابات قصيرة، اشغل فكرك بعمل روحي يساعدك على الصمت كالصلاة أو التأمل في آية من آيات الكتاب المقدس.

ولمن يقول: "ماذا أفعل إذا واجهتني الأفكار الشريرة أثناء الصوم؟ نقول لا تجعل للأفكار الشريرة مكان في ذهنك سواء في الصوم أو في عير الصوم كما قال أحد القديسين:" أنك لا تستطيع أن تمنع الطيور من الطيران فوق رأسك ولكنك تستطيع أن لا تدعها تعمل لها داخل رأسك عشًا" وذلك بالاستعانة الدائمة بالصلوات السهمية فحينما تجد فكرًا شريرًا يقترب منك أطلب من الله مباشرة أن يبعد عنك هذا الفكر وحاول الانشغال بأمر مفيد آخر أو حول فكرك إلى أمر إيجابي يخص حياتك الروحية أو الدراسية.

ولمن يحدد لنفسه تدريب روحي في بداية الصوم ولكنه لا يستطيع تنفيذه نقول له جاهد ولا تيأس وأعلم أن الصوم فترة حروب روحية كما حدث للسيد المسيح (مت 4) وهي أيضًا فترة انتصار لمن يشترك مع المسيح في حربه،وأعلم أن الشيطان عندما يرى صومك وتوبتك يحسد عملك الروحي فيحاربك ليفقدك ثمرة عملك يقول يشوع ابن سيراخ " يا ابني إن تقدمت لخدمة ربك هيئ نفسك لجميع المتاعب" ولذلك ابدأ تدريبك من جديد، وتأكد من مناسبة هذا التدريب لك من خلال استشارة أب الاعتراف، واعلم أن الصديق يسقط سبع مرات في اليوم ويقوم.

ولمن يسأل عن هل شرب السجائر يفطر في الصوم العادي أو الانقطاعي نقول أنه قطعًا يفطر في الصوم الانقطاعي، وشرب السجائر في حد ذاته مكروه جدًا بل وخطيئة في أحيان كثيرة ويحسن الامتناع عنها بتاتًا بقوة الإرادة ولأن كل شيء مستطاع للمؤمن الذي يقول أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني حاول مرة ومرة بل ولو لزم الأمر مرات وقل للخطيئة لا تشمتي بي ياعدوتي فأني أن سقط أقوم. ولتكن فرصة الصوم مناسبة رائعة للتغلب على هذه العادة المكروهة وعلى غيرها مما يسيطر على حياتنا من أشياء تؤثر على حياتنا الروحية وعلاقتنا مع الله.

أما عن الطلاب المغتربين وهل يحق لهم الصيام في غربتهم أم لا؟ فأننا نرى أن هذه حالات خاصة فمن استطاع الصوم كان مثله مثل دانيال النبي والفتيه الذين معه.. ومن لا يتاح له الطعام الصيامي يمكنه العرض على الأب الكاهن الذي يرشده إلى الطريقة المناسبة له، ففي بعض الأحوال يمكن أن تقوم المدن الجامعية بتقديم وجبات للطلاب الصائمين حينما يتقدم مجموعة من الطلاب بطلب ذلك، وفي حالات أخرى كان يستغني الطلاب عن اللحوم وما شابه في وجبتهم، وربما تتمكن بعض بيوت الطلبة التابعة للكنيسة في تقديم هذه الوجبات، أو يشترك مجموعة من الطلبة في إعدادها إذا سمحت الظروف. وإذا تعذر كل ذلك يستطيع أب الاعتراف أن يعطي تصريحًا بالفطر إذا رأى ضرورة لذلك.

ولمن يسأل لماذا سمح السيد المسيح للشيطان أن يجربه ثلاث مرات؟ ولماذا لم يعاقبه ويقبض عليه فورًا في هذه الحالة؟

نقول : أن ربنا يسوع المسيح عند ما تجسد أي أتخذ جسدًا وتأنس أي صار إنسانا صائرًا في شبه الناس.. مشابهًا لنا في كل شيء ما خلا الخطيئة.. وبعد معموديته وقبل بداية خدمته اقتيد بالروح أي بروحه القدوس إلى البرية ليجرب من إبليس بعد صومًا دام أربعين نهارًا وأربعين ليلة، وقد أنتصر عليه بكلمة الله المكتوبة فيما جربه به، ولم يعلن له لاهوته لأنه من المعلوم أن ربنا له المجد في تجسده أخفى لاهوته _وأن كان لم يفارق ناسوته – عن الشيطان من أجل إتمام عمل الفداء الذي جاء من أجله. لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد..لقد كان يمكنه معاقبة الشيطان ولكن كيف كان يكمل عمل الفداء؟

وبعد فإننا نطمئن شبابنا خاصة وأبناء الكنيسة عامة إلى أن جميع أصوامنا مثلما تعلم به الكنيسة لا يختلف عن ما جاء به الكتاب المقدس لا كثيرًا أو قليلًا.

كيف تعرف تاريخ يوم عيد القيامة والأعياد التي تتبعه:


لمعرفة تاريخ يوم عيد القيامة المجيد والأعياد التي تتبعه في أي سنة من السنين:

يؤخذ تاريخ السنة (سنة الشهداء) المراد معرفة تاريخ يوم عيد القيامة فيها ويطرح منه عدد (1) والباقي يقسم على (19) وباقي هذه القسمة يضرب في (11) والناتج يقسم على (30) والباقي من هذه القسمة يطرح من عدد (40) (قاعدة ثابتة) فيكون الباقي هو تاريخ يوم ذبح خروف الفصح فأن كان من (1 إلى 23) كان في شهر برمودة وإن كان من (25 إلى 30) كان في شهر برمهات ثم تبحث عن اسم هذا اليوم ويوم الأحد التالي له يكون هو يوم عيد القيامة المجيد.

ومثالًا هذه السنة سنة 1718 ش. (2002م) :-

1718 – 1 =1717 ÷19=9 والباقي 7×11=77 ÷30 =2 والباقي 17 يطرح من (40) فيكون الباقي (23) هو يوم ذبح الخروف ويكون في شهر برمودة ويوافق يوم أربعاء والأحد التالي له 27 برمودة هو يوم عيد القيامة المجيد.

(ملاحظة :- اذا كان ناتج الضرب في (11) لا يقبل القسمة على (30) نعود إلى الرقم (11) ونطرحه من (40) وفي حالة ما اذا كان ناتج الطرح من (40) يزيد عن (30) تسقط منه عدد (30) فيكون الباقي هو تاريخ يوم ذبح خروف الفصح).


الأعياد التي تتبعه


1- لمعرفة تاريخ يوم عيد الصعود المجيد ترجع إلى تاريخ يوم عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف تاريخه عدد (9) وتسقط من المجموع عدد (30) والباقي هو تاريخ عيد الصعود في شهر بشنس.

وإن كان عيد القيامة في برمودة تضيف إلى تاريخه عدد (9) والناتج هو تاريخ عيد الصعود في شهر بشنس أيضًا وإن زاد الناتج عن (30) نسقط منه (30) والباقي هو تاريخ عيد الصعود في شهر بؤونه.

2-لمعرفة تاريخ عيد العنصرة ترجع إلى يوم عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف إليه عدد (19) وتسقط من المجموع عدد (30) فيكون الباقي هو تاريخ عيد العنصرة في شهر بشنس.

وأن كان عيد القيامة في شهر برمودة تصيف إلى تاريخه عدد (19) والمجموع هو تاريخ عيد العنصرة في شهر بشنس وان زاد المجموع عن (30) تسقط منه (30) فيكون الباقي هو تاريخ عيد العنصرة في شهر بؤونة.

3- لمعرفة عدد أيام صوم الرسل ترجع إلى يوم عيد القيامة وتحدد كم يومًا مضت من الشهر فأن كان في شهر برمهات تأخذ باقي برمهات وتضيف إليه عدد (45) فيكون المجموع هو عدد أيام صوم الرسل. وإن كان العيد في برمودة تأخذ باقي برمودة وتضيف إليه عدد (15) فيكون المجموع هو عدد أيام صوم الرسل.

4- لمعرفة يوم رفاع صوم نينوى ترجع إلى يوم عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف إليه العدد (20) ومن المجموع تسقط عدد (30) فيكون الباقي هو تاريخ رفاع صوم نينوى في شهر طوبة. وأن كان العيد في شهر برمودة تضيف إلى تاريخه عدد (20) فيكون المجموع هو تاريخ رفاع صوم نينوى في شهر طوبة وأن زاد المجموع عن (30) نسقط منه (30) ويكون الباقي هو تاريخ رفاع الصوم في شهر أمشير.

5- لمعرفة يوم رفاع الصوم الكبير ترجع إلى تاريخ عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف إلى تاريخه عدد (4) فيكون المجموع هو تاريخ يوم الرفاع في شهر طوبة وأن زاد عن (30) نسقظ منه (30) فيكون الباقي هو رفاع الصوم الكبير في شهر أمشير. وإن كان العيد في شهر برمودة تضيف إلى تاريخه عدد (4) فيكون المجموع هو تاريخ يوم الرفاع في شهر أمشير وأن زاد عن (30) نسقط منه (30) فيكون الباقي هو تاريخ يوم رفاع الصوم الكبير في شهر برمهات.

معرفة اسم يوم النيروز:

لمعرفة اسم يوم ذبح خروف الفصح يلزم معرفة اسم أول يوم في السنة ولمعرفة ذلك :-

يؤخذ تاريخ السنة المراد معرفة اسم أول يوم فيها ويطرح منه عدد (4) والباقي يقسم على (28) وما يتبقى يضاف إليه ربعه بلا كسور ويقسم على (7) (إذا زاد عن السبعة) والباقي هو الرقم الذي يحدد اسم اليوم بحسب الجدول الآتي الذي يبدأ دائمًا بيوم الأربعاء :-

الرقم 1 2 3 4 5 6 7
أربعاء خميس جمعة سبت أحد اثنين ثلاثاء

ومثالًا هذه السنة _ 1718 -4 = 1714 ÷28 =61 والباقي 6 +1 (الربع بلا كسور) =7 وهو رقم يوم الثلاثاء (بحسب الجدول) وقد كان أول السنة يوم ثلاثاء.ولمعرفة أسماء أوائل الشهور فأن لو كان أول توت يوم ثلاثاء فأن أول بابه يكون يوم خميس وأول هاتور يوم سبت وأول كيهك يوم الاثنين وهكذا الخ.. ويلاحظ أن أول شهر برمودة دائمًا يوافق اسم أول يوم في أي سنة.

كما يلاحظ أن في السنة التي تلي الكبيسة وهي التي تقبل القسمة على أربعة بدون باق ينتقل اسم اليوم بدل من رقم واحد إلى رقمين.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

الصوم محبة مسامحة

إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ابوكم السماوي ايضا ...فان جاع عدوك فاطعمه وان عطش فاسقه ، لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه ( رو20- 21)

ايها الاحباء : الاحد القادم هو الاحد السابق للصوم المقد س


ان هذا اليوم معروف باحد الغفران ، حيث بعده ندخل باذن الله الصيام الكبير المقدس . الذي هو ليس بنظام اكل خاص فقط وانما هو اعمق من ذلك بكثير ها نحن داخلون فترة حرب وجهاد روحي مع قوى الشر الكامنة فينا .

فليس الهدف ان نصوم عن طعام فقط وانما نحن نحارب شهواتنا ومغريات هذا العالم

يقول القديس بولس الرسول في رسالته اليوم ، علينا ألا نهتم باجسادنا لقضاء حاجاتها كالاكل او الملبس انتم تعرفون المثل الانجيلي الذي يقول : انظروا الى طيور السماء انها لا تزرع ولا تحصد وابوكم السماوي يقيتها . لذلك لا نتهم للمأكل او الملبس ، علينا ان نكنز في فترة الصوم لنا كنوزا في السماء تقربنا من الله ، وتساعدنا ان نرث الملكوت السماوي .

ايها الاحباء في صلواتنا السحرية لهذا اليوم كما في انجيل اليوم هناك محوران تدور حولها كل صلواتنا وطقوسنا لهذا اليوم .

المحور الاول : هو اقامة تذكار لطرد آدم من الفردوس ، الذي جلس هناك يبكي ، ألا يشبه طرد آدم وحواء من الفردوس حالة الانسان بعد السقوط ، حالة البكاء والشقاء التي تستحق التوبة والنحيب ، كما تقول التراتيل عندنا.

السبب لطرد آدم وحواء من الفردوس هو غياب الصوم ، فالصوم هو الاداة التي تعيد المصالحة بين الادميين والله .

يقول القديس باسيليوس الكبير : بدأ الصوم في الفردوس ، لا تأكل من شجرة الخير والشر ، طرد ابوين الاولين من الفردوس بسبب عدم الصوم . بالصوم نحن ندخل الى الملكوت .

المحور الثاني: هو الغفران ، اي طلب الغفران من الله ووهب الغفران للقريب ، هذا ما يتكلم عنه انجيل اليوم . اذ يتكلم عن غفران الله وغفراننا للاخرين مباشرة قبل كلامه عن الصوم ، لاجل هذا الكنيسة تنهي استعدادها للصوم بالغفران لكي ندخل الصوم بالفرح وبالسلام وبالقوة .

هذا يعني اننا سنتصالح مع الله بالصوم الذي نبدأه بالغفران للقريب والمصالحة معه ، قد يكون من السهل ان نساعد الفقير ونحسن الى انسان غريب او قريب ، لكن الاصعب هو ان نسامح الانسان القريب .

لهذا وضعت الكنيسة في طقوسها ، والطقس يعني اسلوب المنظور والعملي لمارسة الايمان ، ان يلتقي المسيحيون اليوم مساء احد الغفران في صلاة الغروب . حيث يتبادلون في نهاية الصلاة القبلة الاخوية ويصافح كل منهم الاخر ويقول له سامحيني يا اخي لاجل المسيح . علامة للمصالحة والمحبة التامة .

لان الغفران والصفح والمسامحة هو الحب الذي يشفي المرض ويزيل الالم ، مغفورة خطاياك قم وامش .

هناك سؤال دائما يطرح كم من مرة اغفر ذنوب اخي ، هل سبع مرات؟ سؤال طرحه بطرس الرسول للرب يسوع ، ونحن من الممكن ان نسأله ايضا للرب يسوع ونسأله لانفسنا بالرغم من اننا نعرف الجواب الوافي وذلك من خلال الرب يسوع لبطرس ، بالغفران سبعبن مرة سبع مرات ، اي ما يعني ان نعفر ذنوب الاخرين على الدوام وبدون تعداد .

ان نغفر ذنوب الاخرين دائما يعتبر امر في غاية الصعوبة ، فنحن بشر لنا طبيعة ضعيفة ، فكرامتنا وعزة النفس التي نملكها تمنعنا من ان نغفر او تجعلنا متزمتين براينا ولا نقبل الاخرين .

فكيف ان نسامح من خدعنا وجرحنا واراد الشر .فهل كان الرب يسوع يعلم بصعوبة هذا الامر؟ نعم بالتأكيد كان يعلم بذلك ، لذلك يعتبر الغفران عنصر اساسي في الايمان المسيحي.

لقد علمنا يسوع منذ بداية رسالته على الارض على ضرورة الغفران وذلك من خلال الصلاة الابانا علمها لتلاميذه ولنا نحن من بعدهم ، اذا من الواجب والضروري ان نغفرذنوب الاخرين لكن نحن ننال الغفران ، الغفران يتطلب محبة كبيرة وايمان كبير وشجاعة لكي نستطيع ان نغفر وفي نفس الوقت ننال الغفران .

فلقد ارانا يسوع بجسده البشري الضعيف قوة ايمانه بالله الآب وكيف تحمل الآم الصليب وطلب ان تغفر ذنوب جلاديه وصالبيه، فالبعض منا يقول بانهم ليسوا يسوع لكي يستطعيوا ان يغفروا ذنوب الاخرين. هذا الكلام غير صحيح وغير مثمر ، بل يعني اننا لم نفهم رسالة يسوع ودعوة يسوع الحقيقية لنا ،

فنحن يجب ان نكون اقوياء ، ثابتين في الايمان لكي نستطيع غفران ذنوب الاخرين . هذه القوة التي نالها تلاميذ المسيح حين حل الروح القدس عليهم ، ونحن من بعدهم حين نقبل الروح القدس ونتركه يعمل فينا .( لنا امثلة كثيرة من الرسل والقديسين سلكوا في نفس طريق معلمهم يسوع لكي يكونوا لنا ايضا مثالا صالحا في الغفران ، مثل القديس استفانوس.

الشيطان يحاول دائما العمل في نقاط ضعفنا ، في الكبرياء وعزة النفس ، نعم الشيطان يجربنا كما حاول من قبل ان يجرب الرب يسوع ،لكن الرب يسوع استطاع ان يتغلب على الشيطان بطبيعته البشرية ، اذا نحن ايضا لنا القدرة على ان نتغلب على الشيطان بايماننا بان الرب يسوع صلب ومات وقام من بين الاموات ، كل هذا من اجل مغفرة خطايانا .

ايها الاحباء: الله يقول لنا في هذا النص الذي قراناه الآن : مهما كانت قسوة وعناد الانسان فامام المحبة والغفران يستلم ويضعف وتخور قوته، اي ان المحبة تقوى على كل جبروت . لن تستطيعوا ان تغفروا او تسامحوا من القلب الا اذا طلبتم المساعدة من الله لانكم في الحقيقة امام عدو شرس وخبيث يوحي لكم بان الاهانة كبيرة ، اين الكرامة .. انت مجني عليك . فاهزموا عدوكم الحقيقي اولا بطلب القوة من الله لتغفروا .

عندما تغفروا من قلبكم بقوة من الله فستتمتعون بشعور جديد لم تحسوه من قبل ، هو شعور بانكم فعلا تحبون هذا الشخص وعلى استعداكم لمساعدته ، تشعرون باحساس الفرح وبانكم تطيرون فوق الارض بحرية .

لذلك يا احبائي : فان الصوم ليس فترة تعذيب للذات ، انما هو فترة تسودها المحبة والشعور بمحبة وفيضان النور علينا ، الصوم هو فترة يملؤها النعم والبركات السماوية التي يسكبها الله في قلوبنا وفي حياتنا .

الصوم هو فترة نتعلم فيها المحبة ، والمحبة هي كل شيء في المسيحية ومتى وجد الانسان المحبة وجد الله المحبة ، وهذا ما يعنيه قول الانجيل : ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر اباكم السماوي زلاتكم ، والمحبة لا يقابلها الا المحبة .

ولكم اخير ا يا احبتي جميعا: ان تكونوا من داخلين الى الملكوت وليكون صومكم مباركا ومفعما بالنعم السماوية وصياما سهلا موصلا لجميعنا الى الملكوت السماوي .

وان تحيوا حياتكم كلها حياة الغفران دائما .

فالآن وقت التوبة ابدوأ صيامكم بكلمة : اغفر لي يا اخي لاجل المسيح ودخلوا الصيام وصافحوا بعضكم بعضا بقبلة السلام لكي تقولون مع الملائكة المسيح قام​
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
آحاد الصوم الكبير


الأحد الأول للصوم الكبير | أحد الاستعداد
الأحد الثاني من الصوم الكبير | أحد التجربة
الأحد الثالث للصوم الكبير | أحد الابن الضال
الأحد الرابع للصوم الكبير | أحد السامرية
الأحد الخامس للصوم الكبير | أحد المخلع
الأحد السادس للصوم الكبير | أحد المولود أعمى | أحد التناصير
الأحد السابع للصوم الكبير | أحد الشعانين

هنبتدى

الأحد الأول للصوم الكبير | أحد الاستعداد

مين هيشارك
معانا
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

الأحد الأول للصوم الكبير | أحد الاستعداد

القمص أثناسيوس فهمي جورج


(مت 6: 20)

تركز الكنيسة في هذا الأسبوع على الاستعداد، وتتحدث عن الصدقة والصلاة والصوم كممارسات تقوية، وعن أبانا الذي في السموات، وعن عدم الاتكال على المال، والبعد عن الرياء والغش والعصيان
(أش 1: 3).

فهدف الكنيسة هو العبادة بلا رياء، والعمل في خفاء، والاتكال على الله، والتوبة الإيجابية وأعمال البر، فنرى ملكوت الله وتتدفق فينا الحياة الإلهية.

نسمع المسيح نبع الحياة ينادينا لكي نجعل كل كنوزنا في السماء ويحذرنا من محبة المال،
(لا تقدرون ان تخدموا الله والمال، لا تهتموا لحياتكم.. اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم.. فلا تهتموا بالغد).

ويجوز أن نسمى هذا الأسبوع "أبانا الذي في السموات"، حيث نشعر باهتمام الآب بنا، فلا نعود بعد نهتم بالعالم موجهين أنظارنا نحو السماء.. ان سبب الامراض النفسية والعصبية والقلق والخوف والرعب من المستقبل، هو ان كنزنا في الأرض حيث قبض الريح.

وترفعنا الكنيسة لكي ننشغل بالسماء حيث كنزنا الحقيقي، فنرى الله ونحيا في احضانه، بعيدًا عن كنوز الأرض التي يفسدها السوس وتتعرض للصدأ وطمع اللصوص، نحيا في عبادة (الصدقة في الخفاء -لقاء الصلاة والحب الداخلى- الصوم والنسك ببهاء وسرور) سماوية نقية نسمع فيها للمشورة الإلهية بأن السماء والأرض تزولان (مت 24: 35).

وتلفت الكنيسة أنظارنا إلى مراحم الله لنلتزم بها، وتطالبنا لنصالح خصمنا ونبعد عن المنازعات، وتكون طبيعتنا هي العطاء بسخاء كطبيعة داخلية تنبع عن حنين مستمر لنقل ممتلكاتنا إلى السماء فيتحول كنزنا إلى فوق.


والصوم هو وضوح الرؤيا ووضوح الهدف حتى لا يصيع العمر ولا تفنى السنين، بل نسعى نحو غايتنا السمائية وننشغل بأيدينا، ولأننا لا نقدر أن نعبد الله ونحب المال في ذات الوقت، لذلك قصدت الكنيسة في أحد الأستعداد أن تختار هذا الإنجيل لتسألنا عن سلامة الإيمان وسلامة القلب، وكل من لا يحترس لنفسه يكون نصيبه مع إمرأة لوط، والغنى الغبى، وحنانيا وسفيرة، لذلك نصلى في مديحة الأحد (كونوا في المال زاهدين وأتجروا في العشر وزنات ولا تسلكوا في الأمور بوجهين فالله يعلم ظاهرها وخافيها).

وتوصينا الكنيسة في إنجيل هذا الصباح بالتسليم (قال لا تهتموا بالغد بالمرة فالغد بشأنه يهتم، وإطلبوا ملكوت الله وبره والباقى يزاد لكم ويتم).

وفيما نتجمع حول الكنز السماوى وطلب ملكوت الله، لابد أن نقتنى البصيرة الداخلية (العين البسيطة) التي تجعل الجسد نيرا، له هدف سماوى لا يتذبذب بين النور والظلمة (فلا تكونوا ذى لسانين والشرائع لا تحابوا فيها) فالعين يشبهها الآباء بالقائد إن سقط أسيرا ماذا ينتفع الجند بالذهب؟ وبربان السفينة الذي إن بدأ يغرق ماذا تنتفع السفينة بالخيرات التي تملأها؟!

والعين البسيطة هي التي لا تنظر في إتجاهين ولا تتضارب أهدفها بل يكون لها هدف واحد وفكر واحد بسيك وفريد غير منقسم ولا متذبذب، تلك العين البسيطة التي لا تعرج بين السماء والأرض لأن حب المال يجرى ورائه كثيرون، فيتسبب في بؤسهم وإستعبادهم له، وكل من يخدمه (أى المال) يخضع للشيطان القاسى المهلك، ويصير مهلكا حينما يسحب القلب إلى الإهتمام به والإتكال عليه حيث ظلمة القلق والإرتباط بشكليات العالم، فعوض الإهتمام بالحياة ذاتها ينشغل بالأكل والشرب، وعوض الإهتمام بالأبدية ينشغل بالعالم والأمور التافهة.

كفانا عروجا بين الفريقين، ولنحيا في الكنيسة أمنا ساعيين نحو خلاصنا ولنردد مع القديس أغسطينوس شفيع التائبين "لقد خلقتنا يا رب متجهين إليك وستظل قلوبنا قلقة إلى أن تستريح فيك".. إنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟

ولنتأمل الذين كان يذكرهم بولس الرسول بالخير، والآن يذكرهم باكيا إذ أحبوا العالم الحاضر وغنى هذا الدهر وهم أعداء صليب المسيح، . وينبهنا القديس يوحنا الرسول: من أراد أن يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله، ولكن إن أردتم أن تتعلموا إحتقار أباطيل العالم. إسألوا إبراهيم أب الآباء الذي كان يمتلك خيرات كثيرة ولكنه كان يرفع وجهه إلى اله السماء وينظر إلى الميراث الأبدى والمدينة التي لها الأساسات.

إسألوا داود النبي الذي لم تشغله مهام الملك، ولا هموم الغنى عن شركته الحقيقية مع الله، وكان يسأل ويلتمس أن يسكن في بيت الرب ويتفرس في هيكله المقدس.

إسألوا الرسل الحواريين الأطهار الذين تركوا كل شيء وحسبوه نفاية وخسارة من أجل فضل معرفة المسيح، وصاروا كفقراء، ولكنهم يغنون كثيرين، وكأن لا شيء لهم وهم يملكون كل شيء.. (ها قد تركنا كل شيء وتبعناك)، إسألوا القديس أنطونيوس العظيم الذي باع 300 فدان وتبع الرب، هل أعوزه شيء في كل أيامه التي عاشها حتى بلغ 105 سنة؟ إسألوا الأنبا بولا أول السواح الذي ترك العالم والأقرباء والميراث، إسألوا الغرباء الصغار مكسيموس ودوماديوس اللذين تركا الملك والغنى والكراسى.

لقد أوصانا الرب بالبعد عن إهتمامنا الباطل بالعالم (لا تهتموا) من أجل التطلع للحياة الأبدية (إهدنا إلى ملكوتك)، لأنه من منا إذا إهتم يقدر أن يزيد عن قامته ذراعا واحدا، لأنكم أنتم الذين لا تعرفون أمر الغد، لأنه ما هي حياتنا؟ إنها بخار يظهر قليلا.. فلا تكون أفكارنا مرتبطة بالأرضيات، نعمل ولا نهتم، ينصب إهتمامنا على ما هو أعظم لأجل بلوغنا الحياة الأبدية الدائمة.

وتمتعنا بالأحضان الأبوية في هذا الصوم يجعلنا نتدرب على الإتكال والتسليم ويقينية الإيمان والرجاء الذي لا يخزى.. احيانا: ثيرة نكتئب ونحزن ونرتبك وننسى إننا في يد الله الذي يحوط على كنيسته بسور من نار، وأعطاها الوعد الإلهي أن كل أله صورت ضدها لا تنجح وكل لسان يقوم عليها في القضاء تحكم عليه، وإنه هو في وسطها فلا تتزعزع إلى الأبد، وتعلمنا الكنيسة في تقليدها الليتورجى أن نصلى في تسليم كامل لله (إقتتنا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك إسمك القدوس هو الذي نقوله فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس).. فلنتأمل طيور السماء التي يقويها الآب السماوى، واثقين إنه يعلم إحتياجاتنا، فالإرتباك بالأمور المنظورة هو نصيب من بلا رجاء في الحياة العتيدة، والذين بلا مخافة من جهة الدينونة المقبلة.
 
أعلى