موضوع مهم....وطارحه أهم...ومن اجابوا عليه خيرة من اساتذة المنتدى...والسيد (الاستاذ) عبود يعرف كيف يطرح اسئلته في سياق فلسفي لاهوتي بحت....
مداخلتي بسيطة ولا اريد ان اكرر ما تفضل به السادة الزملاء، لكن هذا سؤال يطرحه المؤمن وغير المؤمن...بالنسبة للنفس البشرية، فخالقها هو الله بكل وضوح وبكل سهولة وبكل بساطة....ما اعتقده وما اخشاه ان السيد عبود قد مزج ما بين "نفخ" (ونفخنا فيه من روحنا) - وبين التجسد! هذا ما يبدو لي..واتمنى ان يصححني ان كنت على خطأ...لكن النفس عند السيد المسيح، هي جزء لا يتجزأ من تجسده، وهي جزء لا يتجزأ من قيامته! لكن هناك سؤال مهم يبدوا اننا تغافلنا عنه، وهو هل ان نفس السيد المسيح قبل القيامة، هي نفسها ما بعد القيامة، فأذا كانت نفسها ما بعد القيامة، فما الذي أضيفت اليها، او ما الذي تتمتع بها بعد الموت والقيامة؟ ونحن نقول انه (قام بجسد ممجد)، والممجد هنا تعني الجسد والنفس والروح ولا نفصل بينهما!
اما بخصوص النفس في المسيحية، فهي الوعي الانساني والعنصر المحسوس في التكوين البشري، فالنفس تموت، وقابلة للانتهاء، وقابلة للفناء. وهي بعكس الروح تماما! لذلك يذكر سفر الجامعة ويقول (حِينَئِذٍ، يَعُودُ جَسَدُكَ إلَى التُّرابِ الَّذِي جاءَ مِنْهُ،
وَتَعُودُ الرُّوحُ إلَى اللهِ الَّذِي جاءَتْ مِنْهُ)، فالروح تعود الى خالقها لكن النفس الانسانية لا تعود الا في حالة القيامة!! وسأدخل معك في نقاش فلسفي ولاهوتي قد لا يوافقني فيه بعض الاخوة هنا....ستقول لي اذاً ما الذي سيعود بالنفس البشرية بعد الموت والقيامة؟ سأقول لك: هناك حالتان يعيشهما الانسان بعد الموت، حالة التصاق بالله وبوجوده وتلك هي حالة النعمة، وحالة الانفصال عن الله والعذاب! وتلك هي النار! فهل النار ستأكل الروح التي هي خالدة والتي هي من عند الله؟؟ بالطبع كلا، بل النفس البشرية القائمة ستكون محصورة بين وضعين، حالة النعمة وحالة العذاب...لذلك فالنفس عند الموت تبقى مفنية عند الموت وتشابه بذلك الجسد الفاني، لكن قيامة الانسان هي قيامة النفس وعودة الروح! وهذا بالطبع مع الفارق في حالة المسيح، لان الجسد والنفس متحدتان باللاهوت السامي الذي أطغى صبغته على كليهما مبقياً على انسانيته الجسدية ونفسه البشرية وروحه القدوس!
هل من أسئلة؟