كلمة يشوع (ישׁוע) ، تعنى يخلص ، ولذا فكلمة الخلاص ومشتقاتها تجئ من الاصل (يشوع) كثيرا ما اشار الروح القدس على لسان الانبياء بان الرب قد صار خلاصا (خروج 15: 2) (اشعياء 12: 2) ، وبالرجوع لارميا النبى نجد ان المسيح القادم سيدعى بالرب (ارميا 23: 5-6) وبهذا فما قاله الانبياء السابقين عن كون الرب صار خلاصا ، هى نبوة عن ان المسيح الرب سيخلص(يشوع) وهو الاسم الذى سُمّى به المسيح
التحقيق متى 1: 21فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». وجاءت فى الترجمة العبرية للعهد الجديد והיא ילדת בן וקראת את שמו ישוע כי הוא יושיע את עמו מעונותיהם׃
لا يقتصر الامر فى تلك النقطة على مجموعة نبوات تقول ان المسيح الرب سيكون ( يشوع ) ولكن الامر اكبر من هذا ، فالله وضح ايضا بالرموز ، سأذكر مثل واحد فقط . موسى النبى الذى اخرج شعبه من مصر وقادهم فى البرية لاربعين سنة بهدف الوصول لارض الموعد ، اخطأ امام الله فى شكه وحرمه الله من دخول ارض كنعان ، وقال لموسى ان تلميذه (يشوع بن نون) هو الذى سيدخلهم ارض الموعد ( ارض كنعان ) ويقسم الارض للشعب . (تثنية 1: 37-38) يشوع بن نون رمزاً للمسيح يشوع ، الذى جاء ليدخلنا الى ارض الموعد الحقيقى ( ملكوت السموات )
وقد فهم اليهود جيدا ان المخلص القادم سيدعى المسيح ، لذا ففى الترجومات الارامية -والتى تمثل فهم اليهود لنصوص العهد القديم- نجد ان اليهود فى كتاباتهم وتعليقهم على النبوات التى تشير للمسيح فهم ذكروا اسم المسيح صراحة (מְשִיחָא) ، اذ هم علموا ان هذة الايات ستتحقق فيه . وسأعرض هنا بعض الشواهد الهامة لبعض الاسفار.
كلمة غصن التى جاءت فى سفر اشعياء هى عبرياَ ( اللغة الاصلية للعهد القديم ) جاءت هكذا (נצר) وتنطق ( نتصر ) .
النبوة السابقة حددت بوضوح ان احد اجداد المسيا القادم هو يسّى ، من اجل هذا قال (جذع يسّى) وقوله (يسّى) ينبّه ذهننا للتو الى بيت لحم . والجذع الذى هو قريب من الارض ، يشير الى الاصل او مكان الولادة مم لا شك فيه ان هناك سببا خاص جعل اشعياء النبى يستعمل الكلمة (נצר نتصر) بدلا من (צמח تسماه) والتى تم استخدامها فى ايات اخرى ، وهنا سنكتشف دقة الوحى الالهى على لسان اشعياء النبى
كلمة ناصرة عبريا هى (נצרת) ونطقها عبريا هى (نتصرت) وهى تتكون من مقطعين (נצר) وهى تعنى غصن + (ת) وهى تاء التأنيث العبرية ، اى ان مدينة الناصرة تعنى مدينة الغصنة (غصن مؤنث) ويرجع ذلك لان المدينة كانت منفردة وعلى جبل عالى فى الجليل (لوقا 4: 29) لذا فنبوة دانيال قد تحققت ، اذ جاء المسيح من مدينة الناصرة ومعناها مدينة الغصن (متى 2: 23)
وحيث ان المسيح يسوع عاش بالناصرة بداية عمره ، اصبح اسمه يسوع الناصرى كما جاء فى (مرقس 10: 47) مرقس 10: 47فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ، ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ:«يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي!»
كلمة ناصرى بالعبرية هى (נצרי) ونطقها عبريا هى (نتصرى) وهى تتكون من جزئين (נצר)اىغصن، (י)وهى للنسب مثلــىفى كلمة ( مصرى او مسيحـى ) وليست جزء من اصل الكلمة .
اى ان يسوع الناصرى تعنى حرفيا : يسوع الغصنى او يسوع الذى ينتمى لمدينة الغصن . وبهذا فإن نبوة (زكريا 6: 12) القائلة ]الْغُصْنُ اسْمُهُ[ ، قد تحققت حرفيا كما جاء فى(مرقس 10: 47) وغيره من الشواهد
وكان التلاميذ يدعون المسيح دائما بالرب ، وغيرهم من التابعين . (متى 17: 4) (متى 18: 21) (لوقا 5: 8) (لوقا 9: 54) (لوقا 10: 17) (لوقا 10: 40) (لوقا 11: 1) (لوقا 19: 8) .. الخ .
في مدراش تهليم عن المزامير (200- 500م)، في تفسيره لـ (مزمور 21: 1) يقول: «الله يدعو الملك المسيا باسمه هو. لكن ما هو اسمه؟ الإجابة: الرب (يهوه) رجل الحرب» (خروج 15: 3). وفي مصدر يهودي آخر، إيكاراباتي (200- 500م) «المراثي في شرح التوراة واللفائف الخمس» نقرأ في تعليق على (مراثي 1: 16) : «ما هو اسم المسيا؟ يقول أبا بن كاهانا (200- 300م): اسمه يهوه كما نقرأ في (إرميا 23: 6) «وهذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب (يهوه)...». وقال الرب لربي أو قال يهوه لربي (أدوناي)- أي أنه رب داود، ليس فقط شخصياً، ولكن أيضاً بصفته ممثلاً لشعب إسرائيل الحقيقي والروحي. وإذ يخاطبه كرب لإسرائيل والكنيسة، يقتبس المسيح قوله كما يرد في ثلاثة أناجيل قائلاً إن داود يدعوه رباً وليس ربه.
لوقا 7: 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ:«قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ». كلمة افتقد جاءت فى اليونانى هكذا (ἐπισκέπτομαι) والترجمة العربية الادق لهذة الكلمة هى (زار) كما جاءت هذة الكلمة قبل ذلك فى (متى 25: 43) ،
لوقا 7: 16 (ترجمة كينج جيمس)
And there came a fear on all: and they glorified God, saying, That a great prophet is risen up among us; and, That God hath visited his people
في ترجمة (إشعياء 7: 14) يقول ترجوم إشعياء: «لذلك يعطيكم الرب نفسه آية ها العذراء تحبل بطفل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل». (Stenning, TI, 24) ويقول دليتش تعليقاً على (اشعياء 9: 6) «إن (إيل) الموجودة في آخر الاسم (عمانوئيل) هو اسم الله، كما يورده إشعياء دائماً في نبواته. والنبي واعٍ تماماً للمقابلة بين إيل وبين أدم كما في (اشعياء 31: 3). (قارن هذا مع هوشع 11: 9) (Delitzsch, BCPI, 252)
اشعياء 44: 6هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ، رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَلاَ إِلهَ غَيْرِي. من النص السابق يمكن ان نستنتج بسهولة ان قائله هو اقنوم الابن ( اقنوم الكلمة ) ، اذ ان الانبياء اعلنوا ان المسيح القادم هو ملك اسرائيل (زكريا 9: 9) ، وهو فادى اسرائيل (اشعياء 59: 20)
شيلون = المسيح يقول ترجوم أونكيلوس Targum Onkelos أن " انتقال الحكم من يهوذا لن يتوقف من بيت يهوذا ولا الكاتب من أبناء أبنائهم حتّي يأتي المسيّا ".
وجاء فى سيودو يوناثان Pseudo Jonathan " الملك والحكام لن يتوقفوا من بيت يهوذا.... حتّي يأتي الملك المسيّا".
ويقول ترجوم Yerushalymi " لن يتوقف الملوك من بيت يهوذا... حتّي مجئ الملك المسيّا... الذي ستخضع له كل سيادات الأرض"
وجاء فى التلمود البابليّ (Sanhedrin 98b)؛ قال Johanan " لقد خُلق العالم لأجل المسيّا، فما هو اسم المسيّا؟ تقوم مدرسة الرابّي شيلا (Rabbi Shila) اسمه شيلوه لأنه مكتوب " حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ ".
ويقول رابّي راشي RaShi إلى أن يأتي المسيا، الذي سيُعْطَى له كل الملك، فأنَّ كلّ الشعوب ستترجّي قدومه .
ويقول مدراش راباه 97 Midrash Rabbah في تعليقه علي هذه النبوّة [ المسيا الملك سيأتي من سبط يهوذا كما هو مكتوب في (إشعياء 11: 10): " وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْداً ". وكما جاء سليمان من سبط يهوذا، الذي بنى الهيكل الأول، وزربابل الذي بني الهيكل الثاني، هكذا سيجئ المسيّا الملك من سبط يهوذا ليُعيد بناء الهيكل، هذا المسيّا كُتب عنه في (مزمور89: 34-37) "لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ. مَرَّةً حَلَفْتُ بِقُدْسِي أَنِّي لاَ أَكْذِبُ لِدَاوُدَ. نَسْلُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَكُونُ وَكُرْسِيُّهُ كَالشَّمْسِ أَمَامِي. مِثْلَ الْقَمَرِ يُثَبَّتُ إِلَى الدَّهْرِ. وَالشَّاهِدُ فِي السَّمَاءِ أَمِين" ].
توضيح : معنى هذا فإنَّ الهويَّة السبطية وصولجان سبط يهوذا لن يزولا من يهوذا إلا بعد مجيء المسيح المنتظر، شيلوه، أي يأتي المسيا، شيلوه، أولاً ثمّ يلي مجيئه زوال الحكم من يهوذا. ولم يكن سبط يهوذا مجرّد سبط من الأسباط الإثني عشر فحسب إنما صار اسمًا للمملكة الجنوبية، مملكة يهوذا، عند انقسام إسرائيل إلي مملكتين بعد وفاة سليمان الحكيم والملك، والتي إتخذ اليهود، كلّ بني إسرائيل، منها أسمهم "يهود" من "يهوذا". ولذا فالتفسير الدقيق للنبوة هو؛ أنَّ الهوية القومية ليهوذا كسبط وكمملكة والتي تتضمن الحق في تطبيق الشريعة الموسويه وتوقيع العقوبات الكبرى، ومنها حكم الموت، على الشعب، كما هو مكتوب في شريعة موسى، لن تزول من مملكة يهوذا، اليهود، ولا المشرع من بين رجليه إلا بعد أن يأتي شيلوه أي المسيح (المسيا) وله يكون خضوع شعوب. كما تؤكّد هذه النبوّة على أن شيلوه أو المسيا سيأتي قبل أن يُحصر الحق في تطبيق الشريعة الموسوية بما فيها توقيع العقوبات الكبري القومية ليهوذا مباشرة.
التحقيق يسجل لنا التاريخ الكتابي أنَّ مملكة يهوذا فقدت سلطانها القومي لمدة 70 سنة أثناء السبي البابلي (من سنة 606 إلى 537 ق م)، ولكنها احتفظت بالعصا السبطية أو الهويّة القوميّة، ولم يزول القضيب من يهوذا أثناء السبي في بابل. فقد ظلّ اليهود يحتفظون بقضائهم وسلطانهم القضائي وتطبيق شريعتهم على شعبهم حتّى وهم في السبي.(1) وفي خلال القرون الخمسة السابقة للميلاد وقع اليهود تحت نير الإمبراطوريات الفارسية واليونانية والرومانية، مثلهم مثل بقية بلاد الشرق الأوسط، ولكنهم ظلّوا محتفظين بهويّتهم السبطيّة وحقهم في تطبيق شريعتهم، بما فيها توقيع عقوبة الموت حتى سنة 6-7ميلادية، كما يسجّل المؤرخ والكاهن والعلامة اليهوديّ يوسيفوس المعاصر لتلاميذ المسيح (36-100 م) في كتاباته، فبعد موت هيرودس الكبير سنة 4 ق م ملك عرش اليهودية بدلاً عنه أبنه أرخيلاوس من قبل أغسطس قيصر، ولكن اليهود لم يقبلوه مطلقًا فعُزل من وظيفته سنة 6 أو7 ميلادية ونُفي إلى فيّنا بالغال ولم يحل محله أي ملك يهودي بل تحوّلت اليهوديّة في هذا التاريخ إلى ولاية رومانيّة وحكمها أول والى رومانى اسمه كوبونيوس Coponius من قبل الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر ويقول يوسفوس المؤرخ "وانحصرت منطقة أرخيلاوس إلى ولاية رومانية وأُرْسل كوبونيوس كوالي روماني وقد وضع الإمبراطور في يديه سلطان الحياة والموت" (2)
ويؤكد هذا ايضا ليمان (Augustin Leman) فى كتابه «يسوع أمام مجمع السنهدريم» اذ يقول «تقلُّصت السلطة القضائية لمجمع السنهدريم قبل محاكمة المسيح بثلاثة وعشرين عاماً»، ومن هذا الوقت لم يصبح لمجمع السنهدريم حق إصدار أحكام الإعدام. (قبل المسيح بـ 23 عام اى عام 7 ميلاديا لان المسيح صلب ومات فى اوائل ابريل 30 ميلاديا )
ومنذ ذلك التاريخ " كان الوالي (الروماني) هو الممثل المباشر لقيصر ومسئولاً عن حكم الولاية... وكان هو أيضًا الحاكم المحليّ والقاضي. وكان رئيس الكهنة تابعًا له ومسئولاً أمامه عن سلوك اليهود. وكان للوالي حق تعيين رئيس الكهنة كما كان يحق له عزله. وخلال عصر الولاة استمرّ اليهود خاضعين لقادتهم كما استمرّت المحاكم اليهوديّة المسماه بالسنهدريم تؤدّي أعمالها. ولكن دائمًا تحت سيطرة الوالي الذي جرّد هذه المحاكم من سلطة الحكم علي شخص بالإعدام" (3)
ويقول المؤرخ تاسيتوس: «احتفظ الرومان لأنفسهم بحق استعمال السيف، وتركوا كل ما عدا ذلك».
والمؤرخ اليهودي يوسيفوس هذه الحادثة التي تؤكّد أنَّ السنهدريم لم يكن له، في وجود الوالي الروماني، سلطة أنْ يحكم على أحد بالموت
كما سجّل التلمود ردّ فعل اليهود وحزنهم لتأكّدهم من زوال الهويّة السبطيّة من يهوذا واعتقادهم أنَّ المسيّا لم يأتِ بعد، يقول ليمان(Augustin Leman) في كتابه " يسوع أمام السنهدريم مسجّلاً قول الرّابّيّ راشمان ((Rabbi Rashman "عندما وجد أعضاء السنهدريم أنفسهم محرومين من حقهم على الحياة والموت تملّكهم رعب عام وغطوا رؤوسهم بالمسوح صائحين: ويل لنا لأن القضيب (الصولجان) زال من يهوذا ولم يأتِ المسيّا" (4). كانوا يصيحون في يأس وحزن في أورشليم بينما كان المسيّا، شيلوه، الذي له القضيب والصولجان ينموا في مدينة الناصرة، يسوع الناصري.
وقد زال الحكم والصولجان من يهوذا نهائيّا بل وزالت اليهودية نفسها سنة 70م عندما دمّر الرومان أورشليم وطردوا اليهود عن الأرض فتشتتوا في العالم، وأكمل الرومان هذا الدمار والشتات سنة 132م وتغيّر اسم أورشليم إلى إيلياء.
(1)Chuck Missler, The Creator Beyond Time and Space, Until Shiloh Come. (2) Jos. Jewish Wars2: 8. (3) عن كتاب " محاكمة يسوع المسيح" للفقيه الإنجليزي فرنك ج باول ترجمة إبراهيم سلامة. ص33. (4) Chuck Misster, Until Shiloh Come & Jerusalem Talmode, Sanhedrie, filio 24.
التحقيق أولا: المقصود بأسبوع هنااسبوع من السنين وليس اسبوع من الأيام , لأن دانيال حين كان يقصد أسبوع من الأيام كان يذكر ذلك صراحة كقوله :" فى تلك الأيام أنا دانيال كنت نائحاً ثلاثة أسابيع أيام". (دانيال 10: 2)
ثانيا: سبعون أسبوعا = 70 × 7 = 490 سنة .
وقد قسمها دانيال الى ثلاث مراحل: 1- سبعة اسابيع = 7 × 7 = 49 سنة 2- اثنان وستون اسبوع = 62 × 7 = 434 سنة 3-الاسبوع الاخير = 1 × 7 = 7 سنة
والان لندرس هذة المراحل الثلاث :
1- سبعة اسابيع = 49 سنة(الاية 25) وهى من خروج الأمر ببناء اورشليم لإتمام تجديدها فعلا ، هذا وقد خرج الامر بتجديد اورشليم فى السنة السابعة لأرتحشستا الملك ( عزرا 7: 8) وكان هذا فى سنة 457 ق.م حسب رواية علماء الكتاب المقدس والتاريخ اليهودى أيضاً . وقد تمت الإصلاحات بيد عزرا الكاهن، كما تم بناء سور اورشليم بيد نحميا وانتهت هذة الفترة سنة 408 ق.م، اى بعد 49 سنة تماما من خروج الامر بتجديد اورشليم ، ولماذا كانت المدة طويلة ؟ السبب أن البناء كان متقطعاً بسبب المضايقات والمؤامرات (راجع سفر نحميا) وهذا معني يعود ويبني سوق وخليج في ضيق الازمنة .
2-اثنانوستون اسبوع = 62 × 7 = 434 سنة (الاية 25) وهى تبدأ من سنة 408 ق.م وتستمر 434 سنة وفى نهايتها يظهر قدوس القديسينالمسيح الرئيس أى 408 - 434 = 26 ، وبهذا نصل الى سنة 26 بعد الميلاد . وهو الوقت الذى ظهر فيه السيد المسيح للخدمة وهو فى الثلاثين من عمره. هذا ومن الثابت أن السيد المسيح ولد فعليا سنة 4 ق.م .فهذه النبوة تحدد بالضبط ميعاد ميلاد المسيح وميعاد بدء خدمته لأن المعروف أن المسيح ككاهن والكاهن يبدأ خدمته في سن الثلاثين. ولو كنا موجودين أيام ميلاد المسيح لكنا نحسب ميعاد ولادته كالتالي. [1] نحدد ميعاد صدور الأمر بتجديد أورشليم. [2] نضيف عليه 49 + 434 فنحدد بهذا ميعاد بدء ظهوره. [3] نطرح 30سنة لنحدد ميعاد ولادته.
3- الاسبوع الاخير = 1 × 7 = 7 سنة (الاية 27) فى وسط الاسبوع الاخير اى بعد ثلاث سنين ونصف من خدمة السيد المسيح يُبطل الذبيحة ويضع حدا لفرائضها الطقسية ، وذلك بتقديم ذاتهذبيحة على الصليب ، وبهذا اصبحت ذبائح العهد القديم لا قيمة لها ، فقد حلت ذبيحة السيد المسيح مكانها. هذا ووفقا للحسابات التى قام بها علماء التاريخ والكتاب المقدس فإن السيد المسيح قد صُلب فعلا فى اوائل ابريل 30 ميلاديا.
ويثبتعهدا مع كثيرين فى اسبوع واحد : (الاية 27) وفى خلال الثلاث سنين ونصف التى خدمها السيد المسيح ، ثم الثلاث سنين ونصف التالية والتى خدمها الرسل والتلاميذ انضم للكنيسة جمهور كثير من المؤمنين من مختلف بلاد العالم.
وعلى جناح الارجاس مُخرّب : (الاية 27) وقد ترجمت فى الترجمة السبعينية اليونانية وكذلك فى الترجمة القبطية " وعلى الهيكل رجسة الخراب " وذلك اشارة الى هيكل سليمان المدنس بخطايا اليهود والمحتل بيد الرومان تمهيدا لتحطيمه بالكامل على يد تيطس الرومانى سنة 70 م . وقد لفت المسيح نظر تلاميذ هالى ذلك حين قال (متى 24: 15) فَمَتَى نَظَرْتُمْ رِجْسَةَ الْخَرَابِ الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ .
هنا يعطى القديس لوقا قرينه لتحديد زمان ميلاد السيد المسيح بالتدقيق فهو : 1- فى زمان اوغسطوس قيصر واليا على سورية. 2- فى وقت الاكتتاب الأول. 3-فى وقت أن كان كيرنيوس واليا على سورية. وحيثان كيرنيوس تعين واليا على سورية مرتين : الاولى من سنة 6 إلى 4 ق.م . والثانية من سنة 6 إلى 9 ق.م . والاولى وقت أن كان أوغسطوس قيصر امبراطوراً لروما . فيتحتم بذلك ان يكون ميلاد المسيح من 6 - 4 ق.م . وقد اضيف من الابحاث والبراهين الاخرى بواسطة علماء الفلك الكبار مثل كيلر وزملائه ما يثبت ان ظهور النجم العظيم فى السماء للمجوس كان فى نفس هذا التاريخ اى فى حدود 4 ق.م .
التحقيق الهيكل الاول بناه سليمان الحكيم وانتهى بناؤه 957 ق.م ، وتهدم فى الهجوم البابلى 586 ق.م الهيكل الثانى بناه تم بناؤه بأمر من كورش الفارسى وتعرض لمشاكل كثيرة فى بناؤه ، وانتهى بناؤه 515 ق.م وتم تدميره على يد تيطس الرومانى 70 م . ولم يتم بناء الهيكل بعد ذلك وحتى الان .
جاء المسيح للعالم فى عام 4 ق.م ، وصلب ومات وقام من الموت عام 30 م ، وقد تنبأ المسيح نفسه عن خراب الهيكل من بعده (ارجع لنبوة : خراب الهيكل)
انا اجمع = اى ان الله هو الذى سيخلصهم ،وهذا حدث بواسطة الكلمة اى المسيح الذى قال عن نفسه انه الراعى الصالح (يوحنا 10: 11) ، والمسيح اقام الرعاة الاخرين اى التلاميذ والرسل .
كاتب هذة النبوة هو حزقيال النبى والذى تنبأ (586 ق.م – 564 ق.م ) اى بعد موت داود النبى بأكثر من 4 قرون ، ومع ذلك تجده يقول ان الله سيرسل داود راعيا لشعبه ، حزقيال النبى هنا يتنبأ عن المسيح الراعى اصل وذرية داود (رؤيا يوحنا 22: 16) ، وتنبأ بنفس الشكل ارميا النبى (ارميا 30: 9) ، (ارميا 23: 5) ، (ارميا 33: 15) . للاستزادة (ارجع لنبوة : من نسل داود)
التحقيق قام الكثير من الرعاة الغير امناء والذين ينطبق عليهم وصف النبوات فى الوقت الذى كان فيه المسيح . قال المسيح يوحنا 10: 7فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. 8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.
ومن الذين ينطبق عليهم النبوات : 1- معلمى اليهود فى ذلك العصر . وهم طائفة الفريسيين والكتبة والصدوقيين. وكانوا ذئاب فى وسط الشعب ، فهم يهتمون بمراكزهم ولا يهتمون بشعبهم ولامهم المسيح كثيرا (متى 23) وهذا بعض ما كانوا يفعلونه فى الشعب . لوقا 16: 14وَكَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، فَاسْتَهْزَأُوا بِهِ.
2- الذين ادعوا انهم انبياء ومسحاء مباشرة قبل المسيح .
أ- تيوداس وهذا كان قبل ميلاد المسيح بفترة قصيرة جدا اعمال الرسل 5: 36لأَنَّهُ قَبْلَ هذِهِ الأَيَّامِ قَامَ ثُودَاسُ قَائِلاً عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ شَيْءٌ، الَّذِي الْتَصَقَ بِهِ عَدَدٌ مِنَ الرِّجَالِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةٍ، الَّذِي قُتِلَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَبَدَّدُوا وَصَارُوا لاَ شَيْءَ.
ب- يهوذا الجليلى وهذا كان فى وقت ميلاد المسيح ، ايام الاكتتاب الاول اى عام 4 ق.م اعمال الرسل 5: 37بَعْدَ هذَا قَامَ يَهُوذَا الْجَلِيلِيُّ فِي أَيَّامِ الاكْتِتَابِ، وَأَزَاغَ وَرَاءَهُ شَعْبًا غَفِيرًا. فَذَاكَ أَيْضًا هَلَكَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَشَتَّتُوا.
اما الراعى الصالح الذى وعد الرب بمجيئه ، والذى قال عنه حزقيال النبى انه داود الجديد ، جاء فى هذة الاحوال المتردية ، ليرعى شعبه ، ليس فقط الاسرائيلين بل العالم كله .
كان أهل سبأ وشبا يسكنون في العربية ويقول ماثيو هنري في (متى 2: 1 و11) إن المجوس كانوا «رجالاً من المشرق اشتهروا بالعرافة (إشعياء 2: 6). وتدعى العربية أرض المشرق (تكوين 25: 6). ويدعى العرب «بنو المشرق» (قضاة 6: 3). والهدايا التي قدموها كانت من نتاج بلادهم»
إن الحديث في (ارميا 30: 20) إلى (33: 26) حديث نبوي عن المسيا، وتتحدث الأصحاحات الأربعة عناقتراب خلاص الرب، وعن مجيء المسيا الذي سيقيم مملكة داود على عهد جديد أساسه مغفرةالخطايا (31: 31- 34). وفي هذه المملكة ستجد كل نفس حزينة متعبة تعزيتها (أعداد 12- 14و25). وكنموذج لهذا يعطي الله تعزية للأمهات اللاتي فقدن أطفالهن لأجل المسيح.
التحقيق عندما جاء المسيح وهو طفل بصحبة امه ويوسف النجار الى مصر ، ارتجفت اوثان مصر من هيبة الرب يسوع وجلال إلوهيته وقوته , وتزلزلت الأرض تحت أقدامها ومالت بثقلها الحجرى فتحطمت وتكسرت أمام رجلى الصبى القادم غلى مصر وقد روى المؤرخون هذه الحادثة فقالوا : " أن الأصنام كانت تتكسر لدى ظهوره أمامها , والبرابى أقفرت من شياطينها (1) وذاب قلوب كهنة الأصنام خوفاً وهلعاً , ودهشة وفزعاً , فهرعوا إلى حكام مصر لينصرهم على القادم الصغير ولكنه لم يكن سلطان الظلمة له سيطرة عليه , وفى أثناء هروب العائلة المقدسة من بلدة إلى أخرى كان يؤمن بعض المصريين بالرب يسوع وولكنه كان يجد الكره والعداوة من بعضهم ألاخر ومن كهنة الأوثان وخدامها لفقدهم أرزاقهم , فحلت على الأولين بركته وعلى الآخرين هيبته .
وما احلى تعليق دينيس DENYS LE CHARTREUX على أشعياء النبى (أشعياء 19: 1) فقال : " كما تحطم تمثال داجونأمام التابوت المقدس هكذا سقطت تماثيل مصر عند مجئ يسوع , إذ لم تقوى على مواجهة حضوره " (2)
أما المؤرخ بلاديوس PALLADIUS أسقف هيلينوبوليس Helenopolis وهو من رجال القرن الرابع الميلادى ذهب بنفسهإلى إقليم الصعيد إلى " منطقة الأشمونيين " حيث ذهب الرب يسوع مع مريم ويوسف إتماماً لكلام الرب على لسان أشعياء (أشعياء 19: 1) الذى قال : " هو ذا الرب يركبعلى سحابة سريعة ويدخل مصر , فتتزلزل أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر فى داخلها " وقال المؤرخ : " وقد رأينا أيضاً هناك بيت الأوثان حيث سقطت جميع الأوثان التى فيه على وجوهها عندما دخل مخلصنا المدينة " (3)
(1) راجع مقال " دخول السيد إلى مصر " للأب يعقوب موزر - مجلة الصلاح - مايو 1933 ص 235 (2)" Comme I' idole de Dagon se brisa devant I'arche saint, ainsi les idoles de I' Egypte tombe'rent a' Ia'rrive'e de Je'sus, ne pouvant supporter sa pre'sence". M. JULLIEN. L'Egypte, p. 243. (3) PALLADIUS. The Paradius, london. 1906vol, p. 304.
التحقيق هذا ما حدث اذ جاء يوحنا المعمدان نبيا قبل المسيح، جاء بروح ايليا الصارخة ضد الخطية . وعندما تكلم يوحنا لمعمدان قائلا (أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ)نجد ان الرب يسوع جاءه ليعتمد منه ، وحدث انشقاق السماء فى تلك اللحظة واُعلِن مجد الرب . وهذا ما تنبأ عنه اشعياء النبى بطريقة حرفية فى (اشعياء 40: 3-5)
