رد على: لهذا أرفض الأسلام كأنسان!!!!!!!
اي محاولة للبحث عن تفاصيل حياة الرسول تصطدم بحائط من الخرافات بناه كُتاب سيرة الرسول في القرن الثامن الميلادي ومابعده. نزلت الرسالة على الرسول وعمره حوالي اربعين عاماً. قبل نزول الرسالة كان محمد رجلاً عادياً من بني هاشم، يعمل في التجارة، مثله مثل رجال كثيرين من قريش في ذلك الوقت. وبالطبع، لم يكن عرب مكة في القرن السادس الميلادي، يعرفون كتابة شهادات الميلاد لاطفالهم، ولم يكن لديهم تقويم متفق عليه. وعندما ابتدأ محمد بتبليغ رسالته، لم يكن احدٌ ممن حوله مهتماً لمعرفة في اي يوم من ايام الاسبوع ولد، ولا في اي عام، وإنما كان همهم محاربة دينه الجديد. وحتى حين مات لم يتفق الناس على اي يوم مات فيه، قال بعضهم انه مات في اليوم الثامن والعشرين من صفر وقال آخرون في اليوم الثالث عشر من ربيع الاول في العام الحادي عشر للهجرة. ومع هذا نجد مؤرخين مثل " ابن كثير" الذي الف " مختصر السيرة النبوية" في القرن الثامن الميلادي يخبرنا بالتفصيل عن حمل امه به، ويوم مولده، وكل المعجزات التي ظهرت يوم ان وُلد وحتى يوم ان حملت به أمه.
ونعلم من كتب السيرة كذلك ان النبي ولد مختوناً ومسروراً، اي مقطوع حبل السرة. وولد وبصره شاخص الى السماء. فلو ولد النبي وحبل سرته مقطوعاً لمات قبل ان يولد لان حبل السره هو الذي يوصل الاوكسجين الى الطفل في الرحم والى ان يصرخ الطفل صرخته الاولى يكون اعتماده على حبل السرة كلياً، كما يؤكد الطب الحديث، فاذا انقطع حبل السرة قبل ان يولد الطفل، مات ذلك الطفل.
وتقول السيرة النبوية لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله ارتجس إيوان كسرى، وسقطت منه اربع عشرة شرفة، وخمدت نار الفرس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاصت بحيرة ساوة .
ولنسأل انفسنا سؤالاً بسيطاً. اذا كان الله قد ارسل محمداً لاهل مكة والجزيرة العربية في المكان الاول، كما يذكرنا القرآن في عدة آيات انه انزله قرآناً عربياً، لماذا ارتجس ايوان كسرى في العراق وخمدت نار المجوس في بلاد فارس ولم يحدث شئ في مكة وجوارها، أما كان الاجدر في الليلة التي ولد فيها رسول الله ان يسطع النور الباهر في الكعبة ليقنع اهل مكة ان الله مرسل رسولاً منهم؟
وواضح ان كل هذه خرافات " Mythology" نسجها كُتّاب السيرة النبوية حول النبي بدون تمحيص وبدون اي اعتبار لعقل اي انسان يقرأ هذه الكتب. فيحدثنا ابن كثير، مثلاً، ان آمنة بنت وهب، ام النبي، قالت لحليمة السعدية التي ارضعته: " حملت به فما حملت حملاً قط اخف منه". ونحن نعلم ان محمداً لم يكن له اخوة ومات ابوه وامه حبلى به. فكيف تقول انها ما حملت قط حملاً اخف منه وهي لم تحمل غيره؟ وان كانت تعني حمل اشياء اخرى غير الجنين، فهي لا بد قد حملت عدة اشياء اخف من الجنين الذي يزن في المتوسط ثلاثة كيلوجرامات.
كل ما نستطيع ان نحصل عليه من السيرة النبوية هو ان محمداً ولد في عام الفيل، اي حوالي عام 570 للميلاد وان ابوه مات وهو بعد في بطن أمه، وارضعته حليمة السعدية، وماتت امه وعمره خمسة او ستة سنوات ورباه عمه ابو طالب. وكان يرعى الغنم وهو طفل ثم مارس التجارة لحساب أمرأة ثرية اسمها خديجة بنت خويلد، وتزوجها فيما بعد وكان عمره آنذاك خمسة وعشرين عاماًً وهي عمرها اربعون عاماً. وصار محمد مسؤولاً عن تجارة خديجة، يسافر بها الى الشام من وقت لآخر. وقد اتاح له هذا الزواج التفرغ للتأمل في شؤون الكون واللجوء الى غار حراء من وقت لآخر