[FONT="]تقديم الكتاب
[FONT="]شرعتُ في تأليف كتابٍ في »[FONT="]علم اللاهوت«[FONT="] لأهمية دراسته لتلاميذ الدين المسيحي، قَدَّمتُ فيه ما جاء في أشهر المؤلَّفات في هذا العِلم، وخاصةً كتاب الدكتور القس تشارلس هودج، أستاذ اللاهوت في مدينة برنستون الأمريكية. وقد أطلتُ الكلام في المواضيع التي كثُر عليها الاعتراض من أهل الفلسفة المادية، وخاصةً ما كان يتعلَّق باللَّه وعلاقته بالكون الماديّ، كالأدلة على وجوده، والخليقة، والمعجزات، بما يبرهن صدق الحقائق الإلهية المعلَنة في الكتاب المقدس الذي هو مصدر علم اللاهوت ومرجعه الوحيد.[/FONT][/FONT]
[FONT="]على أنه لا يبعد أن ينشأ عن التقدم في دراسة العلوم الطبيعية بعض التغيير في تفسير كيفية خلق اللَّه للكون، لأن الكتاب المقدس أوضح أن اللَّه هو الخالق دون أن يشرح كيفية الخلق بالتفصيل. فيجب على اللاهوتي أن يتمسك بتعاليم الكتاب الواضحة، وأن يقبل التوضيح العِلمي لغير الواضح منها، وأن يبذل جهده في دحض بعض الآراء الفلسفية والافتراضات التخمينية التي لا تستحق أن تُقارن بتعاليم الكتاب المقدس الراسخة، لأن كثيرين اليوم تطرَّفوا في رفع شأن العلوم الطبيعية حتى أنكروا حكمة الخالق وعنايته، بل أنكر بعضهم وجوده! فيقول العلماء مثلاً إن خلق العالم استغرق بلايين السنين، ويقول بعض مفسري الكتاب المقدس أنه خُلق في ستة أيام، فيبدو أن هناك تناقضاً بين العلم والدين. ولما كنا نؤمن أن مصدر المعرفة الصحيحة والوحي الصادق هو اللَّه، يكون أن بعض علماء التفسير أخطأوا، ولا يكون هناك تناقض بين العلم والدين. فنحن نحدد اليوم بأربع وعشرين ساعة بناءً على دوران الشمس والأرض، ولم تُخلق الشمس إلا في اليوم الرابع (تك 1: 16). فيكون أن المقصود بكلمة يوم حقبة من الزمان، لا 24 ساعة. كما أن ألف سنة عند اللَّه مثل يوم واحد (مز 90: 4، 2بط 3: 8).[/FONT]
[FONT="]ويشتمل هذا الكتاب على مقدمةٍ مطوَّلة في أصول علم اللاهوت ونظامه، ثم الجزء الأول وهو: »[FONT="]الثيولوجيا[/FONT]«[FONT="] (الكلام في اللَّه) وبعده الجزء الثاني وهو [/FONT]»[FONT="]الأنثروبولوجيا[/FONT]«[FONT="] (الفكر اللاهوتي عن الإنسان) ثم الجزء الثالث وهو [/FONT]»[FONT="]السوتيريولوجيا[/FONT]«[FONT="] (الفكر اللاهوتي عن الخلاص) وأخيراً الجزء الرابع وهو [/FONT]»[FONT="]الإسخاتولوجيا[/FONT]«[FONT="] (الفكر اللاهوتي في الأمور الأخيرة). وقد سمَّيتُه [/FONT]»[FONT="]علم اللاهوت النظامي[/FONT]«[FONT="] ملتمساً من اللَّه أن يجعله مفيداً لجميع أبناء اللغة العربية، ووسيلةً لتقدُّمهم في معرفة ما أُعلن لنا في كتابه العزيز عن طبيعته وصفاته وعلاقته بالكون، وخاصةً الجنس البشري، وسرّ التجسُّد، وعمل الفداء، وحلول الروح القدس. لأن هذه المعرفة هي الحياة الأبدية.[/FONT][/FONT]
[FONT=AF_Najed]القس جيمس أنِس[/FONT]
[FONT="]مقدمة المُرَاجِع[/FONT]
[FONT="]يسرني أن أقدم للقارئ العربي هذا الكتاب الثمين، الذي كُتب في سبعينيات القرن التاسع عشر، وهو مرجع لا يستغني عنه رجل دين ولا طالب لاهوت ولا محب لدراسة العقيدة المسيحية.[/FONT]
[FONT="]ولما كانت لغته قديمة فقد قمت بتحديثه وعَصْرَنته (جعله حديثاً وعصرياً) ليسهُل على أبناء اليوم أن يستفيدوا منه. كما قمت بإعادة تبويبه وكتابة فهرسه بأرقام الفصول والأسئلة، ليسهل على دارسه الوصول إلى ما به من معلومات قيّمة.[/FONT]
[FONT="]وآمل أن يعطي أحد المتخصصين في علم اللاهوت من بلادنا جزءاً من وقته ليكتب مرجعاً نابعاً من قلب بيئتنا. وإلى أن يحدث هذا أرجو أن يسدَّ هذا الكتاب شيئاً من فراغ عدم وجود كتاب متكامل في علم اللاهوت من وجهة نظر الكنيسة الإنجيلية المصرية.[/FONT]
[FONT="]وأودّ أن أوجِّه الشكر القلبي لمن عاونوني على إعداد هذه المخطوطة للطبع. لهم تقديري وشكري. ولولا مجهودهم ما استطعت أن أقدم هذا الكتاب للقارئ بهذه الصورة، التي أرجو أن ترضيهم.[/FONT]
[FONT=AF_Najed]الدكتور القس منيس عبد النور[/FONT]
[/FONT][/FONT]