وقال إنه بهذا معطى الحياة "لأن خبز الله هو النازل من السماء، الواهب حياة للعالم" (يو6: 33).
وكرر عبارة "نزلت من السماء" (يو6: 38). وفسر نزوله من السماء بقوله:
2 " خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم ".
" وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28). وركز على عبارة خروجه من عند الآب بقوله لتلاميذه " الآب يبكم لأنكم قد أحببتموني، وآمنتم أنى من عند الآب خرجت" (يو16: 27). وكرر هذا المعنى أيضاً في حديثه مع اليهود (يو8: 42).
3 إذن هو ليس من الأرض، بل من السماء، وقد خرج من عند الآب.
هذا هو موطنة الأصلي. أما وجوده بين الناس على الأرض بالجسد، فلذلك لأنه " أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد في شبه الناس" (في2: 7). ولكنه لابد أن يصعد إلى السماء التى نزل منها.
أما عن هذه الأرض، فهو كائن قبلها، بل هو الذى أوجدها، لأن " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كلن" (يو1: 3) أما هو فقد كان في الآب منذ الأزل، وهذا هو مكانه الطبيعى، بل هذه مكانته...
4 ونزوله من السماء وصعوده إليها، أمر شرحه لنيقوديموس، فقال:
ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى من السماء، ابن الإنسان الذى هو في السماء" (يو3: 13).
والمقصود بالسماء هنا سماء السماوات، التى لم يصعد إليها أحد، ولم ينزل منها أحد، إلا المسيح باعتباره أقنوم الابن " الكائن في حضن الآب" (يو1: 18) في سماء السماوات حيث عرش الله،
كما قال في العظة على الجبل إن السماء هي كرسى الله (متى5: 34) أي عرشه.
وقوله " ابن الإنسان الذى هو في السماء " معناها أنه كائن في السماء، بينما هو على الأرض يتكلم، مما يثبت لاهوته أيضاً لوجوده في السماء وعلى الأرض في نفس الوقت.
ومعجزة صعوده إلى السماء (أع1: 9) هي تأكيد لقوله لتلاميذه " أيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28).
5 وهو ليس في السماء كمجرد مقيم، إنما له فيها سلطان:
فقد قبل إليه روح القديس اسطفانوس أول الشمامسة الذى قال في ساعة رجمه
" أيها الرب يسوع اقبل روحى" (أع7: 59).
وهو الذى أدخل اللص إلى الفردوس أي السماء الثالثة (2كو12: 2، 4) إذ قال لهذا اللص
" اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43).
من هو الذى يقبل الأرواح، وله السلطان أن يدخلها إلى الفردوس إلا الله نفسه؟! وهكذا كان المسيح.
6 وهو الذى أعطى الرسل مفاتيح السماء أيضاً:
فقال لبطرس ممثلاً لهم " وأعطيهم مفاتيح ملكوت السموات" (متى16: 19). وقال للتلاميذ جميعاً " كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (متى18: 18).
وهنا نسأل من له سلطان أن يسلم مفاتيح السموات للبشر، ويعطيهم سلطاناً أن يحلوا ويربطوا فيها سوى الله نفسه؟!
7 ومن سلطان المسيح في السماء، أنه تسجد له كل القوات السمائية.
وفي هذا يقول الرسول " لكى تجثو باسم يسوع كل ركبه ممن في السماء، ومن على الأرض؟" (في2: 9). وسجود الملائكة له دليل على لاهوته. وقد قال عنه الرسول أيضاً: هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين علاقة المسيح بالسماء واثبات لاهوته بدلائل كثيرة
8 إنه أعلى من السموات، وإنه في السماء يشفع فينا:
فقال " إذ هو حي كل حين ليشفع فيهم. لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات" (عب7: 25، 26).
إذن من علاقة المسيح بالسماء، يمكن إثبات لاهوته بدلائل كثيرة.
1 نستطيع أن نستنتج أن السيد فوق الزمن من قوله لليهود:
" قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 58).
ومعنى هذا أن له وجوداً وكياناً قبل مولده بالجسد بالآف السنين، قبل أبينا إبراهيم، وقد فهم اليهود من هذا أنه يتحدث ضمناً عن لاهوته، لذلك " رفعوا حجارة ليرجموه" (يو8: 59).
2 وصرح أيضاً أنه قبل جده داود:
فمع أنه من نسل داود حسب الجسد، إلا أنه قال في سفر الرؤيا " أنا يسوع... أنا أصل وذرية داود" (رؤ22: 16). وعبارة ذرية داود مفهومة وواضحة، لأنه من نسله، ولكن كلمة (أصل) هنا، تعنى أنه كان موجوداً قبل داود... وقد شهد بهذا أيضاً أحد الكهنة الجالسين حول العرش الإلهي، فقال ليوحنا الرائي " هوذا قد غلب الأسد الذى من سبط يهوذا، أصل داود" (رؤ5: 5)...
3 وهو أيضاً قبل كوكب الصبح:
إن الكتاب يعطيه وجوداً قبل داود ويهوذا وإبراهيم، فيقول له الرب في المزمور " من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك" (مز110: 3).
4 بل هو قبل العالم وقبل كل الدهور.
هكذا في مناجاته للآب في (يو17: 5) يقول له " مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذى كان لي عندك قبل كون العالم" (يو17: 5). ويقول له أيضاً " لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17: 24). إذن فهو موجود قبل إنشاء العالم.
5 هو قبل الخليقة، التى به قد خلقت:
ففي حديث القديس بولس الرسول عنه باعتباره " صورة الله غير المنظور" (كو1: 15) قال " الكل به وله قد خلق. الذى هو قبل كل شئ، وفيه يقوم الكل" (كو1: 16، 17). إذن فهو كائن قبل كل شئ. لماذا؟ لأن الكل به قد خلق.
6 وطبعاً كونه قد خلق كل شئ، يعنى أنه كائن قبل كل شئ.
ذلك يقول القديس يوحنا الإنجيلي " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان" (يو1: 3). وقال " في العالم كان، والعالم به كون" (يو1: 10). مادام العالم به كون، إذن هو قبل كون العالم، وقبل كل شئ.
7 بل إن وجوده أزلى (منذ الأزل).
لعل أوضح ما قيل عن وجوده قبل الزمن، نبوءة ميخا النبى الذى يقول " وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذى يكون متسلطاً على إسرائيل. ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مى5: 2).
وهنا يصفه بالأزليه، وهي من صفات الله وحده. فما معنى عبارة " مخارجه من القديم منذ أيام الأزل " معناها هو الآتى:
8 أنه خرج من الآب منذ الأزل، أي ولد من الآب منذ الأزل،
باعتباره الابن في الثالوث القدوس، إنه عقل الله الناطق. وعقل الله كائن فيه منذ الأزل وهو حكمة الله (1كو1: 24)، وحكمة الله كائنة فيه منذ الأزل.
ومادامت الأزليه صفة من صفات الله وحده، فهذا دليل أكيد على لاهوت المسيح، لأنه أزلى، فوق الزمن.
9 وله أيضاً صفة الأبدية:
ولعل صفة الأبدية فيه تتضح من قول الرسول " يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8). وقول المسيح لتلاميذه " ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى28: 20).
وعن هذه الأبدية يقول عنه دانيال النبى " سلطانه أبدي ما لن يزول. وملكوته ما لا ينقرض" (دا7: 14).
الله هو الموجود في كل مكان
1 الوجود في كل مكان صفة من صفات الله وحده.
وهكذا يقول له داود النبي " أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحى الصبح، وسكنت في أقاصى البحر، فهناك أيضاً تهدينى يدك وتمسكني يمينك" (مز139: 7 10).
2 الكائن الموجود في كل مكان، لاشك أنه كائن غير محدود.
والله هو الكائن الوحيد غير المحدود. وعلى ذلك تكون هذه صفة خاصة به وحده. إذ لا يوجد كائن سواه غير محدود. إن الله في السماء، وفي نفس الوقت على الأرض. لأن السماء هي كرسيه، والأرض هي موضع قدميه" (متى5: 34: 35)، (اش66: 1). وما وجود الله في أماكن العبادة سوى نوع من وجوده العام. وهكذا قال له سليمان الحكيم عند تدشين الهيكل " هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذى بنيت" (1مل8: 27).
3 ولا يمكن لكائن آخر غير الله أن يوجد في كل مكان،
وإلا أصبح هو الآخر غير محدود، بينما هذه هي إحدى الصفات المميزة لله وحده. فإن استطعنا أن نثبت أن المسيح موجود في كل مكان، أمكن بذلك اثبات لاهوته.
المسيح موجود في كل مكان
1 إنه بعد المؤمنين به وعداً لا يستطيع أن يصرح به سوي الله وحده.
فهو يقول لهم " حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى، هناك أكون في وسطهم" (متى18: 20).
ومعنى هذا أن السيد المسيح موجود في كل بقاع الأرض، إذ قد انتشرت الكنيسة حتى وصلت إلى أقاصى الأرض. تصور يوم الأحد مثلاً، والمسيحيون في العالم كله مجتمعون باسم المسيح في صلواتهم في الكنائس، والمسيح وسطهم في كل مكان يصلون فيه... ألا يعنى هذا أنه موجود في كل مكان على الأرض.
2 وفي نفس الوقت الذى يحدد فيه كل الأرض، هو موجود أيضاً في السماء،
إذ قد صعد إلى السماء كما رآه الرسل (أع1: 9)، وهو عن يمين الآب كما رآه اسطفانوس (أع7: 56).
3 وهو في نفس الوقت في الفردوس،
مع الذين انتقلوا من عالمنا، ودليلنا على ذلك قوله للص اليمين " اليوم تكون معى في الفردوس" (لو23: 43). وأيضاً قول القديس بولس الرسول " لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذاك أفضل جداً" (فى1: 23).
وحيثما ينتظر الأبرار، وهذا يتفق مع وعده للكنيسة حينما قال " وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى28: 20).
5 وفي حديث السيد المسيح مع نيقوديموس، صرح بهذه الحقيقة،
فقال له " ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو في السماء" (يو3: 13). أي أنه كان في السماء فس نفس الوقت الذى كان فيه يكلم نيقوديموس على الأرض.
فهو على الأرض يكلم نيقوديموس، وهو الذى صعد إلى السماء وهو موجود في نفس الوقت في السماء.
6 والسيد المسيح ليس فقط موجوداً على الأرض حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه،
بل هو أيضاً موجود في قلب كل مؤمن محب له. وفي ذلك يقول " إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبى، وإليه نأتى، وعنده نصنع منزلاً" (يو 14: 23) أي أن كل إنسان محب لله هو بيت للمسيح، ينزل للسيد في قلبه ويعيش معه في كل مكان يحل فيه، وفي كل أقامته وتنقلاته، وهكذا استطاع بولس الرسول أن يقول:
" أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل2: 20).
7 والسيد المسيح لا يوجد فقط حيثما يوجد الأبرار القديسون.
بل أيضاً في الأمكنة التى ضل فيها الأشرار، يبحث عنهم ويفتقدهم ويقرع على أبواب قلوبهم. وهكذا يقول " هأنذا واقف على الباب واقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل وأتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20).
# استنتاج :
ثابت من كل الكلام الذي قلناه أن السيد المسيح كائن غير محدود، موجود في كل مكان:
في السماء وفي الفردوس، وفي نفس الوقت على الأرض، في أماكن العبادة، وفي اجتماعات المؤمنين، وفي قلوب محبيه. كما أنه يقرع على أبواب قلوب الضالين والمبتعدين عن وصاياه. ينتقل مع كل إنسان حيثما انتقل، ويكون معه وهو مستقر هو مع الأحياء، ومع الذين انتقلوا أيضاً.
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث موقع الانبا تكلا
قدرته على الخلق
لاشك أن الخالق هو الله.
وقصة الخليقة تبدأ بعبارة
" في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك1: 1).
والإصحاح الأول من سفر التكوين يشرح كيف خلق الله كل شئ.
وفي سفر اشعياء يقول الله " أنا الرب صانع كل شئ،
ناشر السموات باسط الأرض" (اش44: 24).
" أنا الرب صانع كل هذه" (اش45: 7).
1 ومع ذلك هناك آيات في الكتاب
تذكر أن المسيح هو الخالق:
أ (يو1: 3) يقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان " وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضاً بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضاً " كان في العالم، وكون العالم به" (يو1: 10)..
ب (عب1: 1) ويقول بولس الرسول " الذى به عمل العالمين ".
ج (كو1: 16) ويقول أيضاً " فإن فيه خلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كانوا عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق.
د (1كو8: 6) ويقول أيضاً " به جميع الأشياء ونحن به ".
2 وقد ذكر الكتاب معجزات للسيد تدل على الخلق.
منها معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين (لو9: 10 17).
وهنا خلق مادة لم تكن موجودة،
أمكن بها إشباع هذه الآلاف.
ويزيد هذه المعجزة قوة أن الجميع أكلوا وشبعوا. ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر أثنتا عشرة قفة. فمن أين أتت كل هذه الكسر. إنها مادة لم تكن موجودة، خلقها الرب يسوع. وهذه المعجزة العظيمة ذكرها كل الإنجيليين الأربعة.
ويشبة هذه المعجزة إشباع أربعة آلاف من الرجال عدا النساء والأطفال.
وذلك من سبع خبرات وقليل من السمك (متى15: 32 38) ثم رفعوا ما فضل عنهم سبعة سلال مملوءة. وهنا أيضاً خلق مادة لم تكن موجودة. والقدرة على الخلق هي من صفات الله وحده.
3 ومن معجزات الخلق أيضاً تحويل الماء خمراً في عرس قانا الجليل (يو2).
وهنا عملية خلق:
لأن الماء مجرد أوكسجين وأيدروجين، فمن أين أتى الكحول وباقى مكونات الخمر؟
لقد خلق السيد كل هذا في تلك المعجزة، التى مما يزيد قوتها أنها تمت بمجرد إرادته في الداخل، دون أية عملية، ولا رشم ولا مباركة، ولا حتى صدر منه أمر كأن يقول فليتحول الماء إلى خمر... إنما قال " املأوا الأجران ماء، فملأوما. ثم قال لهم استقوا الآن (يو2: 7، 8). وهكذا صار الماء خمراً بمجرد إرادته. أراد أن تخلق مادة الخمر فخلقت حتى بدون أمر.
4 ومن معجزات الخلق أيضاً منح البصر للمولود أعمى (يو9).
هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين *** قدرة المسيح على الخلق - ومعطى الحياة والبراهين ***
لقد خلق له السيد المسيح عينين لم تكونا موجودتين من قبل. وخلقهما من الطين مثلما خلق الإنسان الأول.الطين الذى يضعونه في عين البصير فيفقده البصر، وضعه السيد في محجرى الأعمى فصار عينين.
ويزيد هذه المعجزة قوة أن الرب أمر المولود أعمى أن يغتسل بعد ذلك في بركة سلوام.
والمفروض أن الاغتسال بالماء يذيب الطين، ولكنه على العكس أمكن هنا أن يثبت الطين العينين في المحجرين، ويربطهما بشرايين وأنسجة وأعصاب...
ولكل هذا قال الرجل المولود أعمى لليهود " منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عيني مولود أعمى (يو9: 32).
هنا ويوجهنا سؤال لاهوتي هام وهو:
5 كيف يكون المسيح خالقاً، بينما الخلق من صفات الله وحده؟
لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله. إذن فهل هو الذى خلق الكون أم الله الآب هو الذى خلق الكل ظ إن الله الآب خلق العالم كله بالابن، خلقه بعقله، بفهمه بمعرفته، بكلمته، أي بالأقنوم الثاني. لذلك يقول الرسول " الذى به عمل العالمين ". به أي بعقله، بحكمته...
المسيح مُعطي الحياة
1 يقول عنه يوحنا الإنجيلي
" فيه كانت الحياة" (يو1: 4).
والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا، وفي الأبدية وهذا عمل من أعمال الله وحده.
أ (مر5: 22، 35 42) إقامة ابنه يا يرس وكانت مسجاة على فراشها في البيت. وأهلها يبكون ويولولون كثيراً.
ب (لو7: 11 17) إقامة ابن ارملة نايين، وكان محمولاً على نعش في الطريق. وجمع كثير من المدينة حوله.
ج (يو11) إقامة لعازر بعد موته بأربعة أيام، وكان مدفوناً في قبره، وقالت أخته عنه قد أنتن.
والمهم في هذه المعجزة الثلاثة أنها تمت بالأمر.
مما يدل على لاهوته،
وعلى أنه مانح الحياة،
وسنعرض لهذا الأمر بالتفصيل عند حديثنا عن اثبات لاهوت المسيح من معجزاته.
3 ويكفى تعليقاً على معجزاته في إقامة الموتى،
قول السيد المسيح " لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى، كذلك الابن يحيى من يشاء" (يو5: 21). وهنا مساواة بينه وبين الآب، وأيضاً جعل منح هذه الحياة متوقفاً على مشيئته.
4 قال السيد المسيح عن نفسه إنه " المواهب الحياة للعالم" (يو6: 33) باعتباره " خبز الحياة" (يو6: 35).
وقال " أنا هو خبز الحياة " " النازل من السماء " " إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد " " والخبز الذى أنا أعطى هو جسدي الذى أبذله من أجل حياة العالم " " من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 35 58).
وهذا الفصل السادس من إنجيل يوحنا يقدم المسيح كمعطى للحياة، من خلال سر الافخارستيا،
تقديم جسده ودمه، وأيضاً من جهة قول المسيح " وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54).
5 وتحدث المسيح عن ذاته بأنه يعطى الحياة الأبدية،
كما قال " خرافي تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيهما حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد. ولا يحفظها أحد من يدى" (يو10: 27، 28). ونلاحظ هنا عبارة " أنا أعطيها ".
6 كذلك منح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به.
فقال " لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ".
* * *
7 كذلك في حديثه مع المرأة السامرية، شجعها أن تطلب منه " الماء الحى ".
وقال لها " من يشرب من الماء الذى أعطية أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذى أعطية يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو4: 10 14).
" إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو8: 36).
قال هذا يبشرهم بأنه جاء ليحرره من خطاياهم.
وقال القديس يوحنا الانجيلى
" من له فله الحياة. ومن ليس له ابن الله، فليست له حياة" (1يو5: 12).
وهكذا جمع في آية واحدة بين عبارتى الابن وابن الله ليدلا على كائن واحد.
وقال أيضاً
"ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم"
(1يو4: 14).
وعبارة الابن وحدها تعنى المسيح.
وقال القديس يوحنا المعمدان
" الآب يحب الابن، وقد دفع كل شئ في يده.
الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية.
والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله"
(يو3: 35، 36).
وواضح أن استعمال كلمة (الابن) هنا خاص بالسيد المسيح وحده، يضاف إليه بركات الإيمان به، ودفع كل شئ إلى يدية، أي كل سلطان، حتى سلطان منح الحياة الأبدية. إن المسيح كان يتحدث عن نفسه باعتباره الابن وابن الله.
واليهود كانوا يفهمون هذه البنوة لله بمعناها اللاهوتى:
مزق رئيس الكهنة ثيابة وقال: قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود"
(متى26: 65).
ويقول إنجيل يوحنا
" من أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضاً إن الله أبوة معادلاً نفسه بالله"
(يو5: 18).
لاهوته هذا كان سبب طلبهم قلته إذ قالوا له
" لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" (يو10: 33).
وهذه هي التهمة التى قدموه بها للصلب، وقالوا لبيلاطس
" لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله"
(يو19: 7).
وليست البنوة العامة تدعو إلى الحكم بالموت، هذه التى يقول فيها اشعياء النبى
" أنت يارب أبونا" (اش64: 8).
ولكنها البنوة الخاصة التى يفهم منها لاهوته، وأنه معادل لله.
ابن الله الوحيد
لقد أطلق على السيد لقب ابن الله الوحيد،
لتميزه عن باقى أبناء الله الذين دعوا ابناء بالمحبة، بالإيمان، بالتبنى،
أما هو فإنه الابن الوحيد الذى من نفس طبيعة الله وجوهره ولاهوته.
وقد دعى ابناً في المواضع الآتية:
1 " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر" (يو1: 18)
أى أنه أعطى خبراً عن الله، أى عرفنا الله عن طريق ابنه المنظور لنا بتجسده، بينما الآب غير منظور في لاهوته.
وهكذا قال في موضع آخر لتلميذه فيلبس
" الذى رآنى فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب؟!" (يو14: 9).
2 ورد تعبير الابن الوحيد في قوله أيضاً
" هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).
3 " الذى يؤمن به لا يدان. والذى لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو3: 18).
وكون الإيمان بهذا الابن الوحيد يؤهل للحياة الأبدية، ويمنع الدينونة، فهذا دليل على لاهوته، إن سلك الإنسان حسبما يليق بهذا الإيمان.
4 كذلك قال القديس يوحنا في رسالته الأولى
" بهذا اظهرت محبة الله فينا، أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكى نحيا به" (1يو4: 9). ولا يمكن أن نحيا به إلا إن كان هو الله، لأن الله هو مصدر الحياة.
5 وقال في الاصحاح الأول من انجيله
" والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً" (يو1: 14).
وهنا يتحدث عن المجد اللائق به كابن الله الوحيد.
هذه خمسة شواهد من الكتاب تتحدث عن السيد المسيح باعتباره الابن الوحيد للآب، تمييزاً له عن باقى البشر.
أما دليل بنوته على لاهوته
فيكفى في هذه الآيات أنه سبب الحياة، وبه تكون الحياة الأبدية.
●● وصف البدعة:- يدعون بأن الآب خلق الإبن ، ثم قام هذا الابن المخلوق – كما يدعون – بخلق المخلوقات الأخرى !!! وهكذا يعتبرونه إلهاً مختلفاً عن الله!!! وإلهاً ليس كلى القدرة!!! ●وبلغ تشويش الشيطان فيهم إلى درجة الخلط بين المسيح وبين الملاك ميخائيل!!!
●● الـــرد : كمبدأً عام : كل فكر يتعارض مع آيات الكتاب المقدس ـــ ولو مع واحدة منه ـــ يكون فكراً ضالاً ، لأن جميع آيات وتعاليم الكتاب هى مقدسة ومتساوية فى الأهمية: [من عثر فى واحدة صار مجرماً فى الكل] يع 10:2. وهذه الهرطقة تتعارض مع الكثير من الآيات، مثل:-
(1)]كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان[ يو1 :3
● أى أن المسيح الإبن الكلمة هو كلى القدرة، إذ أنه هو الخالق الوحيد لكل الكون ، بل ويستحيل على أى أحد غيره أن يخلق أى شئ نهائياً ،إذ تقول الآية : ] وبغيره لم يكن شئ مما كان]، أى أنه هو الأقنوم الذى لا قيام بدونه ، أى يستحيل الوجود بدونه. ● فلو كان الابن هو مجرد أداة مخلوقة– كما يدعون– لكان من السهل على خالقه أن يخلق الألآف غيره، ولما قيل: ]وبغيره لم يكن شئ مما كان [ !!!! ، إن هذه الآية وحدها تكفى لإثبات فساد بدعتهم.
● ولو كان الإبن شخصاً مختلفاً عن جوهر الآب – كما يدعون - لأصبح الآب عاجزاً عن الخلق بمفرده بدون هذا الشخص الغريب عنه والذى: ]بغيره لم يكن شئ مما كان[ !!!! أى أن الآب هو إله عاجز !!! فهل هذا الكلام يقبله عقل أو ضمير ؟؟؟؟
● ولو لم يكن الابن والأب واحداً ومن ذات الجوهر الواحد ، لأصبح كلاً من الاثنين المنفصلين عاجزاً تماماً عن العمل بقدرته الذاتية، فتسقط صفة الإلوهية عنه. ●وهكذا تسقط صفة الإلوهية عنهما كليهما وليس عن الإبن فقط كما إدعت بدعتهم الشيطانية .
● وفوق ذلك ، فلو لم يكن الابن من ذات جوهر الآب وواحداً معه ، لأصبحت الشركة بين الآب والابن فى خلق الكون ، هى شركة بين فردين منفصلين ،وليست شركة إقنومية بين أقانيم– لا قيام بدونهم- متساوين من ذات الجوهر الواحد للإله الواحد الذى لا شريك لـه، كما هى بالحقيقة فعلاً.
● لذلك فان هذه البدعة تؤدى إلى بدعة تعدد الآلهة، وهذا ضد إيمان المسيحية بالتوحيد: [الله واحد] رو3: 30.
(((ملحوظة - الشركة الإقنومية فى الإله الواحد، الذى لا شريك له:- ●● الله : كائن ، عاقل ، حي ● و كل أعمال الله تتم بالثالوث القدوس، فيعملها الآب (الذات أو الكيان الإلهي) بالإبن الكلمة (العقل والمنطق أو الحكمةالإلهية) فى الروح القدس (الحياة الإلهية). ●الله الواحد هو خالق الكون بالثالوث المقدس: الآب بالإبن فى الروح القدس، لذلك مكتوب: [الذى (أى الآب) به (أى بالابن) عمل العالمين] عب 1: 2، وعن الروح القدس: [ترسل روحك (أى الروح القدس) فتخلق] مز104: 30. أى أن الخلق يتم بالثالوث القدوس معاً، فى شركة إقنومية ليس لها مثيل، فى الإله الواحد الذى لا شريك لـه. ●وكذلك أيضاً، فإن الله الواحد هو المخلص الوحيد للعالم كله، بالثالوث القدوس: [أنا هو ... قبلى لم يصور إله وبعدى لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيرى مخلص... وأنتم شهودى يقول الرب وأنا الله] أش 43: 10-12، [لا مخلص غيرى] هو 13: 4، وهو ما يتطابق مع المكتوب عن رب المجد: [ليس بأحد غيره الخلاص] أع 4: 12، وأيضاً: [مخلصنا الله..المسيح مخلصنا] تى1: 3، 4، وأيضاً: [المسيح مخلص العالم] يو4:42. وعن الروح القدس: [إن كان أحد لا يولد من الماء والروح (أى الروح القدس) لا يقدر أن يدخل ملكوت الله] يو3: 5.
●ونفس الأمر سنجده فى كل أعمال الله الأخرى، فكلها تتم بالثالوث القدوس معاً، لأن الأقانيم – كلهم – لا قيام بدونهم، فعن التحكم فى الكون (=ضابط الكل)، مكتوب: [حامل كل الأشياء بكلمة قدرته] عب1: 3، [الأرض بكلمة الله قائمة] 2بط3: 5،وأيضاً عن الإبن: [يقول الرب الكائن والذى كان والذى يأتى، القادر على كل شئ (بى بانطوكراتور= ضابط الكل) ] روء1: 8 )))
● كما أن إدعائهم بأن الإبن الكلمة هو إله آخر غير الله، سيكون تجديفاً على المسيــــح بأنه شيطــان !!! لأن: [الله واحد] رو3: 30 وكل الآخرين شياطين : [كل آلهه الأمم أصنام] 1 أى 26:16، [ما ذبح للوثن...يذبحونه للشياطين] 1كو10: 19 وهكذا يفترون على رب المجد ويجعلونه من الأصنام والشياطين، فهل يقول هذا الكلام إلا الشيطان؟؟؟؟ لذلك فإنهم أعداء المسيح وأتباع: [ضد المسيح]
1 يو18:2، لذلك يحذرنا الإنجيل: [فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا لـه سلام، لأن من يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة]. 2يو 10 .
(2) [الكل به ولـه قد خلق] كو 16:1.
أى أن المسيح الكلمة هو الخالق الوحيد لكل الوجود ، وأنه خلق كل شئ لأجل ذاته هو ، وليس تنفيذاً لرغبة شخص آخر خارج عن جوهره ، وذلك لأنه خلق الخليقة بدافع حبه لها . وهذه الآية تثبت فساد بدعة هؤلاء الذين يدعون بأنه خلق الخليقة بدون إرادته بل لمصلحة شخص آخر خارج
عن جوهره، إذ أنهم يفصلون الآب عن الإبن ويدعون بأنهما شخصين مختلفين وليسا إلهاً واحداً ليس له ثان.
(3) [أجاب توما وقال له ربى وإلهى. قال لـه يسوع لأنك رأيتنى يا توما آمنت ، طوبى للذين آمنوا ولم يروا] يو 28:20 ، 29 .
● آمن توما بعد شك ،وأعلن إيمانه بالمسيح قائلاً لـه [ربى وإلهى].
● [ربى وإلهى]: تقبل الرب هذا الإيمان ومدح كل المؤمنين به.
● [ربى وإلهى]: هذا هو الإيمان الصحيح الذى يعلنه الإنجيل على لسان توما الرسول الذى كرز – فيما بعد ذلك - بهذا الإيمان واستشهد من أجله .
● [ربى والهى]: هذا هو الإيمان الذى لا يصح غيره ،وكل من لا يؤمن بأن المسيح هو ربى وإلهى يسقط من المسيحية ويرتد إلى أشباه اليهودية (أمـا اليهوديةالحقيقية،فقدآمنت بالمسيح،وأصبحت مسيحية )، فإنه الحد الفاصل بين المسيحية واليهودية.
(4) [هذا يقولـه إبن الله... أنا هو الفاحص الكلى والقلوب، وسأعطى كل واحد منكم بحسب أعماله] روء 18:2 – 23
●من هو فاحص القلوب إلا الله وحده ؟؟؟.
●ومن هو العاطى لكل واحد بحسب أعماله ، إلا الله وحده ؟؟؟؟ ●فكيف يكفرون بلاهوته !!!!.
●● إن إقنوم الإبن لـه كل ملء اللاهوت ، كما أنه هو واحد فى جوهر اللاهوت مع الآب والروح القدس، لذلك قال ] أنا والآب واحد[، كما جمع الأقانيم الثلاثة فى آية واحدة ،إذ قال:
] عمدوهم بإسم الآب وإلإبن والروح القدس[مت 19 :28 ، لأن الإبن هو الله والآب هو الله والروح القدس هو الله ، لأن كل إقنوم له كل ملء اللاهوت لأنهم واحد. والآب والإبن والروح القدس هم الله الواحد . هذا هو سر الطبيعة الإلهية كما يعلنه الله. ● هذا هو السر الأعمق و الأعظم من جميع الأسرار الإلهية الأخرى ( مثل سر خلقة الكون من العدم ، و خلقة الكائنات الحية من التراب ، وخلقة الأرواح الملائكية و البشرية ... الخ) ، وكلها يستحيل علينا معرفة أى شىء عنها إلا من خلال ما يعلنه لنا الإله الحقيقى ، خالق الكل و صانع المعجزات ، و الصادق وحده ، فما يقوله هو الحق : [ ليكن اله صادقاً وكل إنسان كاذباً] رو4:2
(5) [المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب] 1تى 6: 15
● [المبارك]: مثلما هو مكتوب: [ليبارك كل بشر اسمه القدوس] مز145: 21، وأيضاً: [احمدوا رب الأرباب] مز136: 3، وأيضاً عن رب المجد مكتوب أنه [الكائن على الكل إلهاً مباركاً] رو9: 5.
● [العزيز]: مثلما هو مكتوب: [قدموا للرب مجداً وعزاً] مز29: 1، لأنه هو مخلصنا وفادينا المكتوب عنه: [إنى أنا الرب مخلصك وفاديك عزيز يعقوب] أش 49: 36.
● [الوحيد]: لأنه هو الابن الوحيد بحسب الجوهر، وليس كالكثيرين الذين هم أبناء بالتبنى وبالمشابهة فى بعض الصفات●هو الابن الوحيد بحسب الجوهر المكتوب عنه: [هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به] يو3: 16● هو الابن الوحيد بحسب الجوهر المكتوب عنه [الذى لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد] يو 3: 18.
● [ملك الملوك ورب الأرباب]: أى أنه هو صاحب السيادة المطلقة على الجميع بلا استثناء واحد، وهذه الصفة لا يمكن أن يوصف بها إلا الله وحده، لذلك مكتوب: [الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب] تث10: 17. وكلمة [الرب إلهكم] هى نفس ما قاله توما الرسول لرب المجد: [قال لـه ربى وإلهى] يو20: 28. أما [إله الآلهة] فلإنه يوجد فى العالم آلهة كثيرون، هم كلهم شياطين، والإله الحقيقى الوحيد هو خالق الجميع وحده، لذلك فإنه هو إلههم جميعاً، قبلوا ذلك أم رفضوه.
● وهذه الصفة الإلهية مذكورة عن رب المجد فى مواضع عديدة، مثل: [ويدعى اسمه كلمة الله.. ملك الملوك ورب الأرباب] روء19: 12-16، وأيضاً: [والخروف (أى الذبيحة الكفارية، أى المسيح المصلوب عنا) يغلبهم لأنه هو رب الأرباب وملك الملوك] روء 17: 14.
(6)]أنا هو الطريق والحق والحياة [ يو14: 6
● [الطريق]: أى أنه هو السبيل الوحيد للمعرفة الحقيقية، والطريق الوحيد للوصول إلى ملكوت السموات، فبدونه يستحيل دخول السماء، وعن ذلك مكتوب: [لنا... ثقة بالدخول إلى الأقداس (أى التى فى السماء) بدم يسوع، طريقاً قد كرّسه لنا حديثاً (أى جديداً) حياً بالحجاب أى جسده] عب10: 19-20. أى أنه – بفدائه لنا على الصليب – صار لنا الطريق إلى السماء.
● [الحق]: أى أنه الحق المطلق الذى ليس فيه باطل، مثلما أنه [النور الحقيقى] يو1: 9، أى النور المطلق الذى ليس فيه ظلمة البتة. ولذلك مكتوب أنه [القدوس الحق] روء3: 7.
● [الحياة]: هو الحياة ذاتها، مثلما قال أيضاً: [أنا هو القيامة والحياة] يو11: 25. وهو معطى الحياة، مثلما قال: [خرافى ... أنا أعطيها حياة أبدية] يو10: 38، وأيضاً مثلما قال [أنا حىّ، فأنتم ستحيون] يو 14: 16، لذلك مكتوب عنه: [المسيح حياتنا] كو3: 4.
● ومثلما سبق وذكرنا، فإن كل أمور الله تتم بالثالوث القدوس، لأن الأقانيم هى لا قيام بدون أىّ منها، فلذلك فإن الحياة أيضاً هى من الآب بالابن فى الروح القدوس، لذلك مكتوب: [الله أعطانا حياة أبدية، وهذه الحياة هى فى ابنه] 1يو5: 11، كما أنه مكتوب: [ونحن فى الحق فى ابنه يسوع المسيح، هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية] 1يو5: 20، وأيضاً عن أن الإبن هو الحياة الأبدية، مكتوب: [فإن الحياة أظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا] 1يو1: 2. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين رد مختصر، على الطعن فى : لاهوت المسيح
● فكما أن الثالوث القدوس – الإله الواحد – هو خالق كل شئ: الآب بالإبن فى الروح القدس، فكذلك أيضاً هو معطى الحياة لكل أحد، ولكن بعض الآيات تركز على عمل الآب وبعضها يركز على عمل الابن وبعضها يركز على عمل الروح القدس، ولكن آيات الكتاب المقدس تتكامل معاً ولا تتعارض.
(7) [ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمانوئيل] أش 14:7
(8) [لأنه يولد لنا ولد ، ونعطى إبناً ،وتكون الرياسة على كتفه ، ويدعى إسمه عجيباً مشيراً ، إلهاً قديراً ، أباً أبدياً ، رئيس السلام] أ ش 6:9
● إن هاتين الآيتين تعلنان منذ القديم بكل وضوح عن أن المولود من العذراء هو عمانوئيل: [الذى تفسيره الله معنا] مت 23:1 ، وأنه [ إلهاً قديراً]، فكيف ينكرون لاهوته ؟؟ ●إن الإنجيل يعلن فى الآيات الكثيرة أن الإبن الكلمة هو الإله القدير والخالق الوحيد والمعبود من كل قبائل الأرض والمسجود لـه ممن فى السماء وممن على الأرض، وأنه هو المخلص الوحيد والديان الوحيد، وأنه ملك الملوك ورب الأرباب، ورئيس الرؤساء، وقدوس القديسين، فكيف يكفرون بلاهوته ؟؟؟؟ أليس هذا دليلا ً على أنهم: [معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك ، وإذ هم ينكرون الرب الذى إشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً]2بط 2 :1. ● وأما نحن المسيحيين ، فلنتبع قول الإنجيل: [أيها الأحباء ، إذ سبقتم فعرفتم، إحترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء، فتسقطوا من ثباتكم ، ولكن إنموا فى النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح لـه المجد الآن والى الدهر آمين] 2 بط 17:3 ، 18، ولنتبع وصية الإنجيل: [ثم نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب، وليس حسب التعليم (حرفيًا: التقليد) الذى أخذه منا] 2تس3: 6.
(9) [ومنهم (أى من العبرانيين) المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين] رو 5:9.
●●هذه الآية تشير إلى المسيح الواحد، من وجهتى نظر متكاملتين: --
●فمن زاوية النظر إلى ناسوته : فإنه من نسل داود لأنه تجسد من العذراء إبنة داود.
● ومن زاوية النظر إلى لاهوته : فانه هو إله الكل بلا إستثناء ، لأنه ليس إله إلا هو . فهو الإبن الكلمة ، الواحد المساوى فى الجوهر مع الآب والروح القدس ( لأن الآب والإبن والروح القدس هم الله الواحد ، إذ أنهم جوهر واحد ولاهوت واحد. فعندما نقول: الله الآب ، فإننا نعنى الله الواحد، وأيضاً عندما نقول: الله الابن فإننا ايضاً نعنى الله الواحد ، وكذلك بالنسبة للروح القدس . فكل إقنوم يعبر عن كل ملء اللاهوت ، وفى نفس الوقت فإن الآب والإبن والروح القدس هم إله واحد ليس سواه. وهذا هو سر الطبيعةالإلهية كما أعلنه الله ذاته).
(10) [فيه يحل كل ملء اللاهوت
جسدياً] كو 9:2
● لاحظ كيف أن الإنجيل إستخدم تعبير]كل[ بالإضافة إلى تعبير ] ملء [ ليضاعف التأكيد على الحلول الإقنومى وأن المسيح هو الإله الكامل، لكى ينفى كل الشكوك اليهودية. ●● وهذه الآية أيضاً تلفت أنظارنا إلى زاويتى النظر إلى المسيح الواحد :
● فمن زاوية النظر إلى لاهوته تؤكد على أنه الله بكل ملء لاهوته: [كل ملء اللاهوت]
● ومن ز اوية النظر إلى ناسوته تؤكد على أن اللاهوت حل فى هذا الناسوت: [جسدياً]
وهكذا تكتمل معرفتنا بالمسيح الذى هو ]الكلمة صار جسداً [ يو14:1، أى أنه الله الذى ظهر فى الجسد فرأته عيون البشر (1يو1:1)، فأحبوه حباً شديداً وصل إلى درجة الإستشهاد من أجل إسمه القدوس. ولم يكن ممكناً للبشر أن يحبوا الله غير المنظور وغير المدرك ، بكل هذا الحب ، لولا أنهم رأوه فى تجسده وتعاملوا معه وإكتشفوا حلاوته ومحبته الفائقة. إن فيلبس لم يجد ما يقوله لوصف حلاوة المسيح ، إلا بأن قال لنثنائيل ]تعال و انظر[ يو 46:1.
(11) [إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد] فى 6:2 ،7 :
( أ ) الإنجيل هنا يرد على رفض اليهود للمساواة بين الإبن والآب: [كان اليهود يطلبون أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط (بعمل المعجزات فيه ) بل قال أيضا أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله] يو 18:5، فيرد الإنجيل عليهم بأن هذا ليس اختلاسًا، بل إنه حقه، لأنه هو الله.
( ب ) وهذه الآيات تشير إلى:زاويتى نظر إلى المسيح الواحد ، إذ أن له [صورة الله]، كما أن له [صورة عبد].
●● وكمــــا أن [صورة عبد] تعنى الطبيعة الإنسانية فعلاً ، فكذلك [صورة الله] تعنى الطبيعة الإلهية فعلاً ، والمكتوب عنها [كل ملء اللاهوت] كو 9:2 ●فإن المسيح لـه طبيعة اللاهوت الكاملة وطبيعة الناسوت الكاملة ، معاً فى إتحاد معجزي عجيب بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ، وبغير إنفصال، لأن لاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة.
● ويمكن تشبيه ذلك– مع الفارق طبعاً- بإتحاد الطبيعة النارية والطبيعة الحديدية فى الحديد المحمى بالنار، إذ لا تختلط طبيعة النار بطبيعة الحديد ، كما لا يمكن بعد اتحادهما فى ذلك الكيان الاتحادى الواحد، أن نفصل– ولا حتى فى أذهاننا- النار فى جانب والحديد فى جانب آخر ، فإن من يتغافل ويمسك الحديد، يحترق بالنار المتحدة به.
(جـ) وهنا يؤكد الإنجيل أن مساواة الإبن بالله الآب ليست اختلاساً لحق ليس من حقوقه-كما يدعى اليهود وأتباعهم-بل إنها حق طبيعى له،إذ أن له [صورة الله] أى الطبيعة الإلهية، مثلما أن لـه [صورة عبد] أى الطبيعة الناسوتية المنظورة ، فى اتحاد معجزى فى المسيح الواحد.
(د) وعندما تتعارض أفكار اليهود أو حتى الناس كلهم ، مع كلام الله، فإننا نقول لهم: [ليكن الله صادقاً وكل إنسان كاذباً] رو 4:3
(هـ) معنى [أخلى نفسه] : ●كان الله فى العهد القديم يظهر وسط مظاهر رهيبة، فعندما نزل على جبل سيناء، إرتج الجبل وإشتعل كالآتون، فإمتلأ موسى النبى والشعب بالخوف والرعب (عب12: 21) ●ولكنه فى تجسده تخلى عن كل المظاهر العظيمة، مخفياً لاهوته وكل مظاهر عظمته ، وظاهراً فى [صورة عبد] مرذول ومحتقر: [كان منظره مفســـداً (حرفيًا: بلا مجد) أكثر من الرجل (ح : الإنسان) ... لا صورة له ولا جمال..محتقر و مخذول..رجل أوجاع] أش 52 :14 – 53 : 3 ، وبسبب هذه المظاهر المملوءة ضعفاً ومهانة:[إحتقره هيرودس] لو 23: 11.
●● والهدف من ذلك هو عدم تعطيل الفداء الذى تجسد من أجله ، إذ لو ظهر فى هذا الناسوت كما كان يظهر قديماً، لما جرؤ أحد على إلقاء القبض عليه وصلبه، مما يعطل الفداء.
(و) وقد رضى الرب بتحمل كل التزامات وتبعات هذا التخلى ، فقد رضى بأن تنســب إليه – نظريـــاً فقط – كل الصفات التى لهذا الناسوت ، مثل العبودية: [صورة عبد] حتى أنه يقول [إلهــــــى وإلهكـــم] ،ومثل إنحطاط الكرامة حتى أنه أحتمل وصفه بأنه [محتقر]، ومثل إنحطاط العظمة حتى أنه يقول [أبى أعظم منى] فى سياق تشجيعه لتلاميذه- بعدما ملأ الحزن قلبهم- لكى يحتملوا مفارقته لهم بالصعود إلى السماء، إذ يقول لهم: [لو كنتم تحبوننى لكنتم تفرحون لأنى أمضى إلى الآب]، فإنه بالحقيقة يتكلم ، ولكن من زاوية النظر إلى تجسده الذى ظهر فيه متخلياً عن عظمة المظاهر الواجبة لـه، والتى ستعود للظهور بعدما ينهى خطوات الفداء للبشرية، فهو من زاوية النظر إلى ناسـوته ليـس فقط أقل عظمة من الآب ، بل إنه كان ظاهراً بمظاهر أقل عظمة من البشر أنفسهم: كان فقيراً ليس لـه ما يأكله وليس لـه أين يسند رأسه، وهكذا دفع الجزية كالعبيد ،كان مستسلماً تماماً لضاربيه وشاتميه وصالبيه ،كان من زاوية النظر إلى ناسوته أقل من الكل، فإنه [وضع نفسه] فى 8:2، بإرادته هو ، لكى يتمم لنا الفداء الثمين . ولأن الناسوت- المتحد به كل مِلء اللاهوت- إحتمل هذه المهانة، فقد تمجد مجداً فائقاً أيضا ، إذ أصعده معه إلى سماء السماوات - لأن اللاهوت لم يفارق الناسوت إطلاقا - وأجلسه معه فى العرش الإلهى، حتى أن الإنجيل يسمى العرش: [عرش الله والخروف] رؤ 3:22 ، وكلمة الخروف هى رمز للذبيحة، أى الناسوت المذبوح لأجلنا على الصليب والمتحد به اللاهوت بلا إفتراق أبدا.
(ز) ولكن اللاهوت لا يتأثر بأى شئ إطلاقاً ولا يتغير أبداً، فان اللاهوت لم يتأثر بالتخلى عن مظاهر العظمة التى تظهر أمام خليقته ، لأن عظمة اللاهوت هى نابعة من قيمة اللاهوت اللامحدودة والغير متغيرة ، الله لا يتأثر بتعظيمنا وتمجيدنا لـه ولا يتأثر بكفراننا به وبإحتقارنا لـه، لذلك يقول عن الذين كانوا يهاجمونه: [من سقط على هذا الحجر يترضض. ومن سقط هو عليه يسحقه] مت 44:21 ، أى أن من يهاجمه لن يضره فى شئ، بل إن المهاجم للمسيح هو الذى سيؤذى نفسه كمن ينطح الصخر ، وأما من سقط المسيح عليه فانه يسحقه سحقاً. ولأن اللاهوت لا يتأثر مطلقاً، فإن المسيح - بالرغم من شدة مظاهر المهانة والتحقير – يقول: [أنا والآب واحد]، [كل ما للآب هو لى]، [أنا هو القيامة والحياة]، [أنا هو نور العالم] – إذ أنه: [ النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان ]- لذلك قال لليهود: [أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق]، وأيضاً : [ ليس أحد صعد الى السماء ، إلا الذى نزل من السماء ، إبن الإنسان الذى هو فى السماء] يو13:3 ، أى أن نزوله للأرض ثم صعوده للسماء ، لم يؤثرا على بقائه الدائم فى السماء ، أى أنه هو المالىء الكل ( أف 10:4).
أى أن مظاهر الضعف ليس لها أى تأثير على جوهر اللاهوت الذى يؤثر ولا يتأثر، و يغير ولا يتغير. ● فهو وإن كان [محتقراً] أش 3:53 عند النظر إليه من زاوية ناسوته ، إلا أنه هو [رب المجد] اكو 8:2، و[رب الأرباب وملك الملوك] روء 14:17، من زاوية النظر إلى اللاهوت المتحد بالناسوت (اتحاداً معجزياً دائماً بدون إختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا انفصال). ●وبسبب هذا الاتحاد المعجزى، فإن الكنيسة تسبحه قائلة: "قدوس الله... الذى ولد من العذراء ... الذى صُلب عنا ... الذى قام ...." فقد صار ينسب للاهوت– نظريًا فقط- هذه الأمور التى تحدث للناسوت الذى اتحد به. ويمكن تشبيه ذلك، بأننا ننسب للنار- نظريًا فقط- أنها تنطرق، عندما نقول أننا نطرق الحديد النارى (المحمى بالنار)، والمثال مع الفارق طبعًا. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين رد مختصر، على الطعن فى : لاهوت المسيح
(12) [أنا والآب واحد] يو 30:10.
هذا الإعلان الصريح قاله الرب حين طالبه اليهود بأن يعلن عن حقيقة ذاته علانية ، وهم فهموا جيداً أنه كان يعنى الوحدانية فى الجوهر بين الآب والإبن ، ولكنهم غضبوا ورفضوا ورفعوا حجارة ليرجموه ، أما هو فلم يتراجع عن الحق بل أكده بكل قوة ، ثم خرج من بين أيديهم بقوة قدرته على كل شئ. ●وهى وحدانية كاملة فى جوهر اللاهوت، لذلك قال: [الذى رآنى فقد رأى الآب... أنا فى الآب والآب فىّ] يو14: 9-10.
(13) [ليس أحد يعرف الإبن إلاّ الآب، ولا أحد يعرف الآب إلاّ الإبن، ومّنْ أراد الإبن أن يعلن له] مت 11: 27
● أى أن المعرفة بالآب والإبن، هى معرفة متبادلة ومتساوية ومقصورة عليهما فقط
●كما لا يمكن لأى أحد أن يعرف الآب إلاّ :-- [ مَنْ أراد الإبن أن يعلن لـه ] ، أى أن المعرفة بالآب هى مستحيلة بدون الإبن، ذلك لأن الإبن هو الإقنوم الذى لا قيام بدونه. ●والذين ينكرون أن الآب والإبن واحد فى الجوهر، سيجعلون الآب عاجزاً عن الإعلان عن ذاته بدون هذا الشخص الغريب عن جوهره- كما يدعون- فهل يصح هذا الكلام؟؟؟
(((وهذه المعرفة الإقنومية، مذكورة أيضاً عن الروح القدس، إذ أنه مكتوب: [أمور الله لا يعرفها إلاّ روح الله] 1كو2: 11. ●إذن فالمعرفة الإقنومية هى متبادلة ومتساوية، بين الأقانيم الثلاثة ●وعن أن الروح القدس هو الذى لا قيام بدونه، الضرورى واللازم لإعلان الله عن ذاته، مكتوب: [فأعلنه الله لنا بروحه، لأن الروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله] 1كو2: 10. وآيات الإنجيل تتكامل ولا تتناقض))).
●وهذه المعرفة هى معرفة ذاتية، لأن الإبن هو من الآب وواحد مع الآب، لذلك قال لليهود: [أنا أعرفه لأنى منه]، وهم فهموا أن ذلك يعنى المعرفة الذاتية الناتجة عن الوحدانية فى الجوهر، ولكنهم: [فطلبوا أن يمسكوه]، ولكن [ساعته لم تكن قد جاءت] يو7: 29، 30.
(14) [عمدوهم بإسم الآب والابن والروح القدس] مت 19 : 28
●الإنجيل يعلن أن الآب والابن والروح القدس ليس لهم ثلاثة أسماء ، بل إن لهم إسماً واحداً فقط، إذ لم يقل: "بأسماء"، بل قال [بإسم]، لأنهم جوهر واحد ، هم الله الواحد .
● ولو كان الابن والروح القدس مخلوقين- كما يدعون- لما كــان يصح أبداً إدماجهما مع الآب فى إسم واحد ، إذ كيف يوضع الخالق مع المخلوق فى مقام واحد ؟؟؟؟
● ولكن الحقيقة هى أنهم واحد ، مثلما قال الرب [أنا والآب واحد] يو 30:10، وأما بخصوص الروح القدس فهو [روح الله] الذى [يفحص كل شئ حتى أعماق الله]1كو 2 :10،11، فهل يمكن أن يكون روح الله – الذى يفحص أعماق الله - من طبيعة مختلفة عن الله ؟؟؟؟ ● ولكن مثلما أن اليهود قديماً رفضوا مساواة الآب والإبن ،فسقطوا من الحياة الأبدية وماتوا فى خطاياهم (يو3: 36 ،8: 24 )، فكذلك- الآن أيضا- أتباعهم يتبعونهم .
(15) [دعى التلاميذ مسيحيين] أع 26:11
● هذا هو اسم المؤمنين الذى يقرره الإنجيل والذى يجب عليهم أن يحملوه.
● هذا هو الإسم الجديد الذى تنبأت عنه النبوات: [وتسمين (عن صهيون) باسم جديد يعينه فم الرب] أش 2:62 ،إذن لم يعد شعب الله يتسمى بإسم صهيون أو الأسماء اليهودية الأخرى ، بل يتسمون مسيحيين، كما عين فم الرب فى الإنجيل المقدس ●هذا هو الاسم الذى يجب أن يتعبد له الكل: [لتتعبد لـه كل الشعوب] دا 7: 4 ●لذلك فإن الرسل يفتخرون بتسمية أنفسهم عبيدًا لـه: [عبد.. المسيح] 2بط1: 1، يه1، فى1:1، يع1:1...إلخ. ولولا اتحاد اللاهوت بالناسوت لما كان يصح عبادته، إذ لا تحق العبادة إلاّ لله وحده، فإننا لا نعبد ناسوتًا مجردًا، بل نعبد كل ملء اللاهوت المتحد بالناسوت اتحادًا معجزيًا بغير فصل ولا إنفصال. لذلك فإن الذين ينكرون اللاهوت يسقطون من المسيحية ويتحولون إلى بدعة عبادة البشر ●هذا هو الإسم المخلص المكتوب عنه: [ليس إسم آخر تحت السماء، قد أعطى بين الناس، به ينبغى أن نخلص] أع 12:4● هذا هو الإسم الذى به صنع الرسل المعجزات: [بإسم يسوع المسيح الناصرى قم وإمش] أع 6:3 ●هذا هو الاسم الذى به تتقدس كل أعمالنا وأقوالنا، كما هو مكتوب: [ كل ما عملتم بقول أو فعل، فإعملوا الكل باسم الرب يسوع] كو3: 17.
●هذا هو الإسم الذى قاومه اليهود وهددوا الرسل حتى لا يبشروا به: [أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الإسم] أع 28:5 ، والذى بسببه جلدوا الرسل ، وأما الرسل فإنهم: [ذهبوا فرحين،من أمام المجمع، لإنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل إسمه] أع 41:5، وإستمروا يبشرون به حتى إستشهدوا من أجله.
(16) [متى أدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد لـه كل ملائكة الله (أى بدون استثناء، بكل رتبهم)، وعن الملائكة يقول: الصانع ملائكته (أى أنهم مخلوقين).. وأما عن الابن: كرسيك يا الله إلى دهر الدهور (لأنه الخالق. يو1: 3).. ثم لمن من الملائكة قال قط (بمعنى الاستحالة) إجلس عن يمينى (مثلما للابن مع الأب).. أليس جميعهم أرواحًا خادمة (فإنهم يقفون أمام العرش. روء1: 4) ...إلخ] عب1: 2-14.
● ● الانجيل هنا يرد على التشويش الذى كان اليهود يحاولون إثارته ، بالخلط بين المسيح وبين الملائكة (أع 9:23) ، فيرد الإنجيل عليهم بأنه يستحيل ولا حتى مجرد المقارنة بين المسيح الله الكلمة الخالق المسجود لـه، وبين الملائكة المخلوقين الساجدين لـه ●فإن المسيح هو الخالق [كل شئ به كان] يو1: 3 ، المسجود لـه، الجالس على العرش ●بينما الملائكة أجمعين بكل رتبهم وبلا استثناء، هم مجرد مخلوقين، ساجدين له، واقفين أمامه. ●والمسيح- الخالق المسجود لـه- هو: [رب الأرباب وملك الملوك] روء17: 14، و[قدوس القديسين]، و[رئيس الرؤساء] دا9: 24و8: 25، أى أنه [الأعلى]، الذى فوق الكل على وجه الإطلاق: [فوق كل رياسة وسلطان] أف1: 21. ● السيد المسيح (اللاهوت المتحد بالناسوت ) هو مخلصنا الذى إفتدانا من خطايانا بدمه القدوس : [ مخلصنا يسوع المسيح الذى بذل نفسه لأجلنا (حرفياً : عنا) لكى يفدينا من كل إثم ] تى 13:2و14 ، وأيضاً : [ عالمين أنكم إفتديتم ... بدم كريم ... دم المسيح ] 1بط 18:1و19 (ومثلما فى كل أعمال الله ، أنها بالثالوث القدوس ، فكذلك الخلاص و الفداء هما أيضاً بالثالوث القدوس : الآب بالإبن فى الروح القدس ) ، وعن ذلك تنبأت النبوءات : [ وياتى الفادى الى صهيون ] أش 20:59 ، [ من يد الهاوية أفديهم ] هو14:13 ، وهو ما تم فعلاً : [ بالفداء الذى بيسوع المسيح ] رو 24:3. ● و السيد المسيح ، مخلصنا وفادينا ، هو [ رب المجد ] ، و [ رب الارباب ] ، و [ ملك الملوك ] ، أى : [ رب الجنود ] ، مثلما هو مكتوب : [ إرتفعى أيتها الأبواب الدهرية ، فيدخل ملك المجد ، من هو هذا ملك المجد . رب الجنود هو ملك المجد ] مز7:24-10 ، وعن ذلك مكتوب أيضاً :[ فادينا رب الجنود] أش 4:47 ● هو[ رب الجنود ] الذى اسكت البحر الهائج : [ وقال للبحر إسكت ، إبكم ] مر 39:4 ، مثلما تنبأت عنه النبوءات :[ الزاجر البحر حين تعج أمواجه ، رب الجنود إسمه ] أر35:31، مز 8:89، 9، 8:108، 9 ، ● فإن السيد السيح هو القائل [ أنا هو الأول و الآخر] رؤ 17:1، فهو رب الجنود المكتوب عنه : [ هكذا يقول الرب ملك اسرائيل وفاديه ، رب الجنود ، أنا هو الأول وأنا الآخر ولا إله غيرى ] أش 6:44 ، ● وهو الذى يسبحه السيرافيم قائلين :[ قدوس قدوس قدوس ، رب الجنود ] أش 3:6 ، ● فإنه هو رب الجنود الكائن على الكل الهاً مباركاً (رو5:9) المكتوب عنه : [ الرب إله الجنود ، يهوه (أى الكائن – يو 5:8 – راجع الفقرة 18) إسمه ] هو 5:12 . (ملحوظة : كل أعمال الله الواحد ، يعملها الثالوث القدوس معاً : الآب بالإبن فى الروح القدس ، إنظر صفحة 3)
●بينما الملاك ميخائيل-- الذى يخلطون بينه و بين السيد المسيح -- فهو مجرد: [واحد من الرؤساء] دا10: 13. فأين المقارنة؟؟؟ ●●فكيف يخلطون بين الخالق لكل شئ، وبين مجرد واحد من المخلوقين؟؟ ●●كيف يخلطون بين الذى كل الملائكة- على وجه الإطلاق، بلا استثناء- لـه يسجدون، وبين مجرد واحد من الملائكة الساجدين؟؟
●كيف يخلطون بين الجالس فى العرش الإلهى، وبين مجرد واحد من الخدام الواقفين أمامه (روء1: 4، 8: 2)؟؟ ●●كيف يخلطون بين ملك الملوك ورئيس الرؤساء- على وجه الإطلاق- وبين مجرد واحد من الرؤساء؟؟؟
(17) حكم اليهود بالموت على المسيح لأنه: [قال أن الله أبوه، معادلاً نفسه بالله]، معتبرين ذلك [تجاديف]، ولذلك قالوا: [بحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه إبن الله]. ● ونلاحظ أن المسيح لم ينكر ذلك ، بل أكده بكل قوة ، قائلاً : [أنا هو] . (راجع يو 18:5 ، يو 7:19 ،مر 61:14 –64 ) ، وهكذا جعل من حكمهم، دليلاً على لاهوته ،فقد أبطل كل إتهاماتهم الأخرى ،لكى لا يبقى أمامهم إلاّ الحكم عليه بناء على إعلانه عن لاهوته :- [ بحسب ناموسنا يجب ان يموت لأنه جعل نفسه إبن الله ] ، وهكذا حول حكمهم عليه بالموت إلى برهان أبدى بإعلانه العلنى الواضح عن لاهوته ،لئلا يأتى الشيطان – فيما بعد –ويدعى أن المسيح لم يقل ذلك.
(18) كما كانوا قد حاولوا قتله - قبل ذلك - عندما قال: [قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن] يو 58:8 ، وذلك لأن كلمة : [أنا كائن] ، هى نفس الكلمة اليهودية : ( يهوه ) التى هى من أسماء الله ، لإنها أحد تصريفات فعل الكينونة فى اللغة اليهودية والتى تعنى الدوام فى الماضى والحاضر والمستقبل ، وهو نفس ما قاله المسيح عن نفسه ، فرفعوا حجارة ليرجموه ، فحق عليهم الغضب الإلهي .
(19) وكذلك سبق وحاولوا قتله عندما قال:]أنا والآب واحد [ يو 30:10 ، لان ذلك يعنى مساواته فى جوهر اللاهوت مع الآب ، وهم فهموا ذلك جيدًا، ولكنهم رفضوا الإعتراف بلاهوته بالرغم من كل المعجزات التى عملها أمام عيونهم . ورفضوا كلامه ورفضوا معجزاته حتى بعدما خلق عيوناً للمولود أعمى ، وحتى بعدما أقام لعازر من الأموات بعدما أنـــتن . . . رفضوا كل ذلك ، لأنهم:- [من أب هو إبليس] يو 44:8 ، الذى : [ أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة إنجيل مجد المسيح]2 كو 4:4 ، ولذلك قال الله عنهم: [إحكموا بينى وبين كرمى. ماذا يصنع أيضا لكرمى وأنا لم إصنعه له[ أش 3:5،4، ولذلك حكم هو عليهم قائلاً: [هوذا بيتكم يترك لكم خراباً] مت 38:23 ، وهذا الحكم ينطبق على كل أتباعهم.
● وإننا نسألهم : لو كنتم فى ذلك الزمان ، وسمعتم المسيح يقول: ]أنا والآب واحد [ ، فهل كنتم ستؤمنون به، أم كنتم سترفعون حجارة مع اليهود لترجموه ؟؟؟؟؟
●●ولكل ما سبق ، فان بدعتهم ، هى ضد الإنجيل وضد الله وضد العقل المستقيم،فهى من اختراع الشيطان، أبو كل تجديف وفكر خبيث ملتو ، فى كل العصور.
●كما أنها ضد الحقيقة التاريخية ، التى تؤكد أن المسيحيين فى كل العصور منذ العصر الرسولى وحتى الآن، كانوا يعبدون المسيح الإبن الكلمة، ويتسمون [عبد المسيح] وأنه هو إلههم الذى استشهدوا على إسمه ، وأنه مع الآب والروح القدس الإله الواحد ، الذى ليس سواه. ● وانهم ذاقوا العذابات المريرة من اجل أن ينكروا هذا الإيمان، فلم يتراجعوا عنه أبداً ، مفضلين العذاب والاستشهاد على إنكار لاهوت المسيح.
إن لاهوت المسيح هو فرح ورجاء ونصرة المسيحيين
●●وإننا ندعو كل مَنْ يشك، إلى أن يسأل المسيح ذاته، عن حقيقة ذاته، فإنه المسيح الحىّ، الذى يسمعنا ويستجيب لنا، وإنه يعمل بقوة. ●إصرخ إليه من كل قلبك وقل له: إكشف لى ذاتك، وهو سيفعل بالتأكيد، مثلما فعل مع كثيرين.
نقول " مساو للاب فى الجوهر " ما اهمية هذه العبارة فى قانون الايمان ؟
+ إنه رد على الاريوسية التى لم تفهم معنى قول الرب : " أبى اعظم منى " ( يو 14 : 28 ) . فالآب ليس اعظم من الابن فى الجوهر لأن الابن له نفس طبيعة الآب ونفس جوهره ونفس لاهوته فهو مساو له فى كل شئ.
ولكن عبارة :" أبى أعظم منى " قيلت فى حالة اخلاء الذات فى التجسد . كما قيل إنه : " إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله . لكنه اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " ( فى 2 : 6 - 8 ).
حالة الاخلاء هذه هى التى قيل عنها " أبى أعظم منى " ، أى من صورة العبد التى أخذتها مع بقاء جوهر اللاهوت كما هو .
أعظم من صورة الالام والصليب فى كل ما تحمله الابن فى تجسده من اهانات . أما جوهر اللاهوت المتحد بهذا الناسوت فهو كما هو لم ينقصه تواضع الناسوت شيئا .
وهكذا استطاع فى ناسوته أن يقول ويعمل ما يناسب لاهوته الذى يتساوى فيه مع الآب.
فقد قال : " أنا والآب واحد " ( يو 10 : 30 ) ، " الذى رآنى فقد رأى الاب " ( يو 14 : 9 ) ، " أنا فى الآب والآب فى " ( يو 14 : 10 ) . وقال : " لكى يكرم الجميه الابن كما يكرمون الآب " ( يو 5 : 23 ) . كما انه فى تجسده قال للمفلوج : " مغفورة لك خطاياك " ( مر 2 : 5 ) . وقال نفس العبارة للمرأة الخاطئة التى بللت قدميه بدموعها ( لو 7 : 48 )
وفى تجسده مشى على الماء ( مت 14 : 25 ) ، وانتهر الرياح والامواج فسكنت وهدأت ( مر 4 : 39 ) . وفى تجسده خلق مادة جديدة فى معجزة الخكس خبزات والسمكتين ( مت 14 : 17 - 21 ) ، وفى تحويل الماء إلى خمر فى عرس قانا الجليل ( يو 2 ) . وفى منح البصر للمولود أعمى ( يو 9 ) . وعمل اعمالا كثيرة تدل على لاهوته .....
كذلك قيامته والقبر مغلق ودخوله العلية والابواب مُغلقة ( يو 20 : 19 ) وصعوده الى السماء.
التي لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر.لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد.1كو 2 : 8
+وبداءة جميع الاشياء :__________________________________________
لانه كتب :الذى هو البداءة كو 1 : 18
+ملك البر وملك السلام :__________________________________________
الذي قسم له ابراهيم عشرا من كل شيء.المترجم اولا ملك البر ثم ايضا ملك ساليم اي ملك السلام عب 7 : 2
+ملك الدهور:__________________________________________
1تى 1 : 17 الذى ليس لسلطان ملكوته حدود
++++ لقد منحنا الرب الصالح امتياز الشركة فى ذلك الاسم الاعظم ,الاقدس ,الذى يفوق جميع الاسماء فى 2 : 9
حتى أننا - مكرمين باسم المسيح _ ندعى مسحيين يستلزم هذا بالتالى أنه ينبغى أن يرى هذا اللقب فينا ليس زائفآ ولا بغير معنى بل ببرهان سيرتنا .
القديس غريغريوس النيصى
المقصود بها ليس الطبيعة اللاهوتية وحدها ولا الطبيعة البشرية وحدها
انما اتحاد هاتين الطبيعتين فى طبيعة واحدة هى "الكلمة المتجسد"
فالمسيح الكلمة له لاهوت كامل وناسوت كامل
ولاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير
اتحاداً كاملاً جوهرياً
تعجز اللغة ان تعبر عنه
حتى قيل انه سر عظيم
"عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد"
1 تى 3 : 16
المحاور : اعتقد انك لن تتجاسر وتقول ان السيد المسيح هو الخالق. إلست معي في ذلك؟
التعليق : بل اطالبك بأن تسحب كلمتك هذه فهو فعلاً الخالق لكل شئ في الوجود
المحاور : هل تدرك معني كلمه الخلق؟
التعليق : الخلق هو إيجاد شئ لم يكن موجوداً، وتكوين لغير كائن، وإبداع من العدم. وهو من أبرز الأعمال الإلهية التي يتميز بها الله وينفرد بها، بلا شريك ولامزاحم. لذلك يكني عنه (بالخالق)، دون ظهور اسمه صراحة. و الله وحده هو الخالق لجميع الكائنات بلا استثناء، ويعتبر نسبة الخلق لإنسان، نوعاً من الكفر والإلحــاد والإشــرك باللــه، وهذا أمر ترفضه المسيحية ويحاربه كل من التوارة والإنجيل.
ومن الناحية العلمية، المعروف أن العلماء لا يخلقون، ولكنهم يكتشفون أشياء جديدة كانت موجودة ومجهولة، أو يبتكرون نظرية أو يخترعون جهازاً أو تركيباً معيناً بصورة جديدة، ولكن من مواد موجودة يشكلونها ويطورنها حسب أفكارهم. وإنما لا يستطيعون خلق مادة من العدم.
وهذا أمر مسلم به عملياً أيضاً، أن الإنسان لايستطيع أن يخلق شعرة واحدة بيضاء أو سوداء من لاشئ. وقد عبر السيد المسيح عن ذلك بقوله : (ولاتحلف براسك لأنك لاتقدر أن تصنع شعرة واحدة بيضاء أو سوداء) (متي 5 : 36).
المحاور : معني هذا ان الخلق هو الفيصل بين الاله الحقيقي والالهه الباطله.
التعليق : نعم وقد وبخ الله قديماً اليهود الذين تأثروا بالأفكار والعادات والعبادات الوثنية فقال : (أرفعوا إلي العلاء عيونكم وأنظروا من خلق هذه00أما عرفت أم لم تسمع، إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض00الخ) (أشعياء 40 : 21- 30).
بينما قال عن صانعي تماثيل وأصنام الآلهة الوثنية (قطع لنفسه أرزا، وأخذ سنديانا وبلوطا000يصنع إلهاً فيسجد له. قد صنعه صنما وخر له000يخر ويسجد ويصلي إليه ويقول نجني لأنك أنت إلهي! لا يعرفون ولا يفهمون لأنه قد طمست عيونهم عن الأبصار وقلوبهم من التعقل) (أش 44 : 9- 20). هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين أسئلة عن : السيد المسيح له المجد ج 2 .... القس مرقس عزيز خليل
وفي هذا المعني يقول داود النبي (لماذا يقول الأمم أين هو الههم ان الهنا في السماء كلما شاء صنع) (مز 115 : 2- 8) وقانون الايمان المسيحي يقرر ان السيد المسيح غير مخلوق لانه هو الخالق .
أن قانون الايمان الأثوذكسي- النيقوي- والذي تؤمن به المسيحية بجميع طوائفها ومذاهبها ومللها، يقرر بأن السيد المسيح غير مخلوق وأنه هو خالق الجميع. فهو يبدأ هكذا (بالحقيقة نؤمن بإله واحد الله الآب، ضابط الكل، خالق السماء والأرض مايري ومالايري. نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، اله حق من إله حق. مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر الذي به كل شئ الخ ..
المحاور : ومن اين استقي هذا القانون النيقاوي بنوده؟
التعليق : من الكتاب المقدس بعهديه كما سأوضح لك هناك نبوات العهد القديم تنسب الخلق لأقنوم الابن) السيد المسيح) : وفي أمثال سليمان يقول عن السيد المسيح - ممثلاً في (الحكمة)00كما في إنجيل يوحنا ممثلاً في (الكلمة)- (منذ الأزل مسحت منذ البدء). لما ثبت السموات، كنت هناك أنا، لما رسم دائرة علي وجه الغمر، لما أثبت السحب من فوق، لما تشددت ينابيع الغمر، لما وضع للبحر حده فلا تتعدي المياه تجمعه، لما رسم أسس الأرض، كنت عنده صانعاً) (أم 8 : 23- 31).
كما أن العهد الجديد يشهد للسيد المسيح انه الخالق ومن أمثله ذلك قولاً وفعلاً الآتي : استهل انجيل يوحنا كلامه عن السيد المسيح بالقول : (في البدء كان الكلمة00كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان) (يو 1 : 1، 3).
وتقول الرسالة إلي أفسس (لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها) (أف 2 : 10).
(الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا، الذي هو صورة الله غير المنظورة، بكر كل خليقة. فانه فيه خلق الكل، ما في السموات وما علي الأرض ما يري، مالا يري سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات إم سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل) (كو 1 : 14- 17). (الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً00كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شئ الذي به أيضاً عمل العالمين، الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ماصنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي) (عبرانين 1)...(شاء فولدنا بكلمة الحق لكي تكون باكورة من خلائقه) (يع 1 : 18).
والسيد المسيح في خلاصه يخلق الانسان الخاطئ الذي يؤمن به، خليقة جديدة، فيبرره ويطهره ويحرره ويقدسه، ويغير حياته وأفكاره وأقواله وأعماله وعاداته وآماله وأهدافه. وبذلك يجعله مستحقاً للوصف بأنه (انسان الله) (2تي 3 : 17) أو (المخلوق بحسب الله) (أف 4 : 23) وفي هذا المعني يقول : (إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً) (2 كو 5 : 17).
(لكل واحد منها ستة أجنحة حولها ومن داخل مملوءة عيوناً، ولاتزال نهاراً وليلاً قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر علي كل شئ الذي كان والكائن والذي يأتي000أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت) (رؤيا 4 : 8- 13).
وفي معجزة إشباع الجموع الذين كان عددهم نحو خمسة آلاف رجل عدا النساء والأطفال من خمس خبزات وسمكتين(1) ظهرت قدرة الرب يسوع الخلاقة، إذ تضمنت بركته عمليات متكررة من خلق ألوف الأرغفة والأسماك (مت 14 : 14- 21، مت 15 : 32- 38، لو 9 : 11- 18، يو 6 : 1- 15).
صاحب السلطان علي الارقام
في هذه المعجزة نقف أمام الأرقام فنجد أكثر من خمسة الآف نسمة ،ونجد خمسة أرغفه وسمكتين أي مايشبع غلاماً واحداً وأذا فكرنا ماهي الكمية التي تشبع العدد الذي أمامنا فأننا نحتاج الي عملية حسابية دقيقة بالارقام ولكن لأن الله له سلطان علي الارقام، فهو خالق الاعداد والارقام، يستطيع ان يجعل 5 + 2 = مايحتاجه خمسة الاف و نساء وأطفال ذلك لأنه الله، فالمسيح عندما يكثر (5 + 2) الي أكثر مما يحتاجه خمسة آلاف وأكثر أنما يثبت لنا أن له سلطاناً علي الارقام، وبذلك يعلن أنه الله
معجزة شفاء المولود اعمي. هذه المعجزه تتحدي العلم والعلماء وكافه العصريين المتبجحين لأنها معجزة خلق واضحه وليس في مقدور البشر أن يأتوا بمثلها. فعندما سأل التلاميذ السيد المسيح عن سبب مولد هذا الأعمي هكذا قال لهم (لتظهر اعمال الله). ان هذه الكلمات تؤكد لنا لاهوته إذا الواقع أنه قد أظهر (أعمال الله) في ذلك الأعمي بإعادة البصر اليه، حيث خلق له من الطين عينين جديدتين.
وتابع القديس يوحنا الرسول سرد تفاصيل المعجزة بالكلمات : (قال هذا وتفل علي الأرض وصنع من التفل طيناً وطلي بالطين عيني الأعمي). ولو أن هناك انساناً بصيراً طليت عينيه بالطين لكان معرضاً أن يصاب بالعمي، ولكن السيد المسيح طلي بالطين عيني الأعمي، ومن ذلك الطين عمل للأعمي عينين جديدتين، أليس هو الذي خلق آدم من تراب ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار نفساً حية؟
(كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان) (يو 1 : 3) ولقد أمر السيد المسيح ذلك الأعمي قائلاً : (أذهب اغتسل في بركة سلوام) ليرينا قيمة الطاعة كدليل علي صدق الإيمان (فمضي واغتسل وأتي بصيراً) (يو 9 : 7) ولما حاول الفريسيون أن يسلبوا من هذا الرجل إيمانه بمن أعاد له نور بصره قالوا له : (أعط مجداً لله. نحن نعلم أن هذا الانسان خاطئ. فأجاب ذاك وقال : أخاطئ هو. لست أعلم. إنما أعلم شيئاً واحداً إني كنت أعمي والآن أبصر00 فأخرجوه خارجاً). ولما أخرجوه خارجاً00لم يتركه يسوع وحده.
(فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجاً فوجده وقال له أتؤمن بإبن الله؟ أجاب ذاك وقال من هو ياسيد لأومن به؟ فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو) (يو 9 : 35- 37) وهكذا أعلن الرب حقيقة شخصه لذلك الرجل، الذي أعاد له بقدرة لاهوته نور عينيه. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين أسئلة عن : السيد المسيح له المجد ج 2 .... القس مرقس عزيز خليل
المحاور : جاء في الانجيل ان الاعمي الذي شفاه السيد المسيح لم يري الأشياء بوضوح دفعة واحدة، بل تحسن بصره تدريجياً، وهذا يعني ان السيد المسيح قد أخفق في عمل هذه المعجزة وهذا يتنافي مع كونه الله. فالله يقول للشيء كن فيكون؟
التعليق : جاء في أنجيل معلمنا القديس مرقس الرسول (فأخذ بيد الأعمي وأخرجه الي خارج القرية وتفل في عينيه، ووضع يديه عليه وسأله هل أبصر شيئاً فتطلع وقال أبصر الناس كأشجار يمشون ثم وضع يديه ايضاً علي عينه وجعله يتطلع فعاد صحيحاً وأبصر كل شيء جلياً) (مر 8 : 23 ـ 25) ومن العجيب ان يكون التصور بهذا الأسلوب، فلو علمنا ان سبب ماحدث يرجع الي ضعف ايمان الرجل المريض وليس قوة السيد المسيح الشافية لأندهشنا وزال الشك والريب من القلوب، لأن الشفاء لا يسبق الايمان، بل يسير معه ويكمل مع كماله .
معجزة تحويل الماء إلي خمر : في عرس قانا الجليل نجد السيد المسيح يحول الماء إلي خمر ومعروف من الناحية العلمية أن تركيب الماء من أيدروجين وأكسجين. بينما تركيب الكحول علمياً من كربون وأيدروجين وأكسجين. تركيباً يخالف تركيب الماء تماماً وهذا دليل علي الخلق أيضاً... أن السيد المسيح خلق مادة جديدة فهو الخالق وحيث أن الخلق صفة مطلقة لله وحده. اذن السيد المسيح هو الله.
صــاحب الســـلطان عــــــلي الـــــــــــزمن
في هذه المعجزة يعلن السيد المسيح سلطانه علي الزمن، فنحن نعلم من القوانين الزراعية أن الماء (ماء الأمطار والأنهار) لكي يصبح خمراً في يوم من الايام لابد ان يمر من خلال زراعة شتلات العنب في مراحل نموها المختلفة حتي يصير عنباً ثم يعطي عصيراً يخمر ليصبح خمراً وهذه العملية تحتاج الي شهور وربما سنوات الأمر الذي فعله السيد المسيح في لحظة من الزمان في عرس قانا الجليل فهو صاحب السلطان الذي يستطيع ان يختصر الزمن من سنوات الي لحظات . فهو لا يحد سلطانه بزمن او بقوانين، ومن هو الذي له سلطان علي الزمن غير الله؟ إذا فالمسيح هو الله .
المحاور : مما سبق أقول لك لامانع عندي من الاتفاق معك بأن السيد المسيح هو الخالق. ولكنه يخلق كل ما يخلقه لا من ذاته بل بأذن الله.
التعليق : ان الخلق وكل ماعمله السيد المسيح ويعمله وسيعمله من أعمال الهيه انما هو بسلطانه الذاتي. وحين نقول : (أعمال السيد المسيح الإلهية)، فإننا نعني أعمال الله التي عملها السيد المسيح والتي يستحيل علي البشر عملها، لأنها من خصوصيات الله، ولايجوز نسبتها لغير الله، أو التنازل عنها من الله لمخلوق كائن من كان. ويقتضي المنطق السليم لدي الإنسان المستقيم، ضرورة التسليم بأن صاحب هذه الأعمال هو الله وحده بلا شريك. فاذا ثبت ان السيد المسيح قام بهذه الأعمال الالهيه، لتحتم الاعتراف في الحال وبلا ادني شك أو تردد، بان السيد المسيح هو الله.
وقبل أن نستعرض أعمال السيد المسيح الإلهية، نحب أن نوجه النظر إلي حقيقة تمهيدية هامة، وهي :
ان جميع الأعمال الالهية التي فعلها السيد المسيح، قد قام بها بسلطانه الذاتي، وبارادته الشخصية. ولا عجب في ذلك فإن قوه السيد المسيح وإرادته هما بذاتهما قوة الآب وإرادته، لأنه (هو والآب واحد) (يو 10 : 30). فمن المعروف أن جميع الأنبياء، الذين صنعوا عجائب ومعجزات خارقة للطبيعة، قد استعانوا بقوة الله وبإسمه وباذنه أو بسماح منه. وكذلك الأنبياء الذين تنبأوا بحدوث أمور مستقبله، كانوا يذكرون أنهم يتكلمون باسم الرب، أو أن الله قد أعلن لهم ذلك. وكانوا دائماً يستهلون أقوالهم بعبارة (هكذا قال الرب).
أما السيد المسيح فلم يكن كذلك، فهو لم يستعن بقوة خارجية عنه، ولم يعمل شيئاً باسم أو اذن من أحد. ولم يقل أبداً (هكذا قال الرب، ولكنه قال (الحق أقول لكم)، وقال أيضاً : (وأما أنا فاقول لكم).
المحاور : هل تقصد ان السيد المسيح لم يقل قبل عمل معجزاته (بأذن الله)
التعليق : نعم ...السيد المسيح هو الشخص الوحيد الذي لم يقل أبداً (بإذن الله) :
لقد علمنا الكتاب المقدس أن نقول عبارات (إن شاء الرب وعشنا) أو (إن شاء الله) أو ( بإذن الله) (يع 4 : 15). وقال الرسول بولس لأهل أفسس (ينبغي أن أعمل العيد القادم في أورشليم، ولكن سأرجع إليكم أيضاً إن شاء الله) (أع 18 : 21).
وبذلك يتعين علي الانسان القصير العمر، الذي لا يعرف المستقبل، ان يقدم مشيئه الله قبل الشروع فـــي اي عمــل، وبخـاصة اذا كان يتعلـــق بالمستقبـــل الــذي يدخــل فـي علم الله.
أما السيد المسيح فهو الشخص الوحيد الذي لم يقل مطلقاً في حياته عبارة (بإذن الله) أو (إن شاء الله) وما إليها، وذلك لأنه هو الله نفسه،الذي يفعل بسلطانه وعلمه الكامل وإرادته مايشاء. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين أسئلة عن : السيد المسيح له المجد ج 2 .... القس مرقس عزيز خليل
إن الأعمال الإلهية والمعجزات التي صنعها السيد المسيح تعد بالألوف، وماكتب منها أقل بكثير مما لم يكتب (يو 20 : 30، 21 : 25) وفي جميع هذه الأعمال المعجزية لم يقل هو ولا أحد من الرسل عنه إنه صنعها بإذن الله. ولكنه كان يفعلها بسلطانه الذاتي. ومن قبيل ذلك نسوق الأمثلة العشرة الآتية :
1- أمر السيد المسيح الشاب الميت ابن أرملة نايين في نعشه قائلاً : (ايها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم) (لوقا 7 : 14).
2- وقال له المجد لإبنة الرئيس يايرس الميتة وهي في فراشها : (ياصبية قومي. فرجعت روحها وقامت في الحال) (لو 8 : 54).
3- وقبل أن يقيم السيد المسيح لعازر الذي مات، ودفن أربعة أيام في القبر، قال مقدماً لمرثا أخته (سيقوم أخوك00أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا) (يوحنا 11 : 31، 52).
4- أنتهر السيد المسيح البحر المضطرب والريح العاصفة بقوله للبحر : (اسكت ابكم، فسكنت الريح وصار هدوء عظيم) (مرقس 4 : 39).
5- سجد له الأبرص قائلاً : (ياسيد إن أرددت تقدر أن تطهرني، فمد يسوع يده ولمسه قائلاً : (اريد فاطهر. وللوقت طهر من برصه) (متي 8 : 2، 3).
6- أمر السيد المسيح صاحب اليد اليابسة بأن يمدها، فصارت صحيحة كالأخري (متي 12 : 13). كما أمر المفلوج الذي له 83 سنة مشلولاً قائلاً : (قم أحمل سريرك وامش. فحالاً برأ وحمل سريره ومشي، (يوحنا 5 : 8).
7- انتهر السيد المسيح الشيطان في مجنون كورة الجدريين وأمره بالخروج من المريض، فخرج بعد أن توسل للسيد المسيح بأن لايعذبه ويرسله للهاوية، وأن يأذن له بالدخول في الخنازير (لو 8 : 27- 36).
8- خلق السيد المسيح للمولود اعمي عينين جديدتين، كما خلق من الخمس أرغفة والسمكتين الألوف من الأرغفة والأسماك دون أن يقول (باذن الله) (يو 8، متي 14، 15).
9- غفر السيد المسيح خطايا البشر، بل وأعطي سلطان الغفران لتلاميذه (مرقس 2 : 10، يوحنا 20 : 23).
10- تنبأ السيد المسيح عن خراب أورشليم والهيكل وكورزين وكفر ناحوم، وعن علامات نهاية العالم، وعن أنكار بطرس، وخيانة يهوذا وغير ذلك. ولم يقل (هكذا قال الرب) مثل سائر الأنبياء. وعلم تعاليم جديدة قائلاً (سمعتم أنه قيل للقدماء. وأما أنا فاقول لكم (مت 11 : 20- 24،، يو 13 : 21، 38، مت 5 : 21، 27، 31، 38، 43). هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين أسئلة عن : السيد المسيح له المجد ج 2 .... القس مرقس عزيز خليل
هذه بعض الامثلة لاعمال الهية عملها السيد المسيح- كالخلق والغفران والشفاء واخراج الشياطين واقامة الموتي والتحكم في البحر والريح ونواميس الطبيعة.
نعــــــــــــــــــــــــــم .... ولا
فإذا قيل لنا إنه عملها (بإذن الله وقوته)، قلنا كلا بمعني، ونعم بمعني آخر .. كلا لأنه ليس كالبشر (الانبياء) الذين أتوا بعض المعجزات باذن الله وقوته الخارجة عنهم. ونعم لأنه هو الله صاحب القوة والأمر. ومن هذه الامثلة السابقة، تبين ان السيد المسيح اجري هذه الاعمال الألهية، بسلطانه الذاتي وباذنه الخاص وبقوته الالهية الشخصية.
وهذا واضح ليس فقط من تصريحاته بأنه هو الله وأنه هو والآب واحد، ولكن أيضاً من صيغة الأمر المشمول بالنفاذ المعجل الفوري، دون استعمال عبارات باذن الله وأمثالها التي يستعملها البشر، وإلا تخلت عنهم قوة الله.
ولطالما نادي السيد المسيح (صدقوني لسبب الاعمال نفسها) (يو 14 : 11) وأعلن أن الناس ليس لهم عذر في عدم إيمانهم، بعد أن عمل بينهم أعمالاً- إلهية- لم يعملها أحد غيره (يو 15 : 24) وانه مهما عمل الآب، فهذا يعمله الأبن كذلك. وكما ان الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء00والآب لايدين أحداً ولكن الدينونة للابن فالسيد المسيح هو الذي يدين00لكي يكرم الجميع الابن، كما يكرمون الآب (يو 5 : 19- 23) وقال (الذي رآني فقد رأي الآب) (يو 14 : 9)، (أنا والآب واحد) (يو 10 : 30).
المحاور : هل تقصد بذلك ان الله يتنازل عن اعماله الالهيه لمخلوق؟
التعليق : من الحقائق الهامه والتمهيديه ان الله لايمكن بحال من الاحوال ان يتنازل عن مجده وصفاته وأعماله لآخر. فلا يعقل مطلقاً أن يشرك الله معه مخلوقاً- انساناً أو ملاكاً- ليخلق مثله أو يدين البشر في يوم القيامه أو يتولي الوحي أو يتحكم في الكون أو يعتني بالخليقه ويرعاها أو يشفي أو يخلص. ويحي ويقيم ويريح ويعزي ويستجيب الصلاة والدعاء، ويكون له حق ادخال الفردوس، ومنح الحياة الأبدية لمن يشاء.
إذ لو تنازل الله عن أعمال الإلهية لإنسان، فإنه يكون بذلك قد تخلي عن الوهيته وعن أكبر وأعظم مميزات هذه الالوهية. وفي نفس الوقت يكون قد ساهم في تأليه ذلك الإنسان أو النبي. وهذا محال لأنه يتنافي مع طبيعة الله، ويتعارض مع أقواله وتعاليمه، بل ومع العقل والمنطق السليم.
المحاور : هل تقصد أن هناك فروق بين معجزات الأنبياء وأعمال السيد المسيح علي حسب قولك؟
التعليق : يغيب عن البال الفرق بين العجائب التي نسبت- تجاوزاً- لبعض الأنبياء مثل موسي أو إيليا أو اليشع، وبين الأعمال الإلهية التي عملها السيد المسيح. فالعجائب التي صنعها الأنبياء من أجل دعوة الناس للإيمان بالله وتصديق رسالة النبي، كان صانعها هو الله، وتمت بتوسلات الأنبياء كصلوات موسي من أجل الضربات العشر، وصلوات ايليا من اجل نزول نار من السماء، أو منع المطر أو اقامه ابن الأرملة ... الخ
ولكن لاموسي ولاإيليا ولاغيرهما من الأنبياء استطاع أن ينسب هذه العجائب لنفسه، أو يدعي أنها بقوته الذاتية. كما انه لم يحدث ان احداً من هؤلاء الأنبياء أو غيرهم، نسب لنفسه الالوهية والربوبية والوحدانية مع الآب السماوي مثل السيد المسيح ولم يحدث أن أحد الأنبياء أدعي القدرة علي الخلق أو الخلاص والفداء والغفران واستجابة الصلاة، أو العناية بالبشر. ورعايتهم وسداد أعوازهم، أو حق ادخالهم السماء أو أقامة موتي البشرية في اليوم الأخير، أو منح الحياة الأبدية لمن يؤمنون به، أو حق الدينونة. كما هو الحال بالنسبة للسيد المسيح، الذي أجري هذه الأعمال الإلهية، ونسبها لنفسه، بقدرتة وسلطانه وإرادته الذاتية وأمره. بل ان موسي النبي العظيم قد عوقب بالحرمان من (دخول ارض الموعد لانه لم يمجد الله أمام الشعب، وصنع احدي المعجزات بطريقة تختلف عما كلفه به الله، إذ ضرب الصخره في المرة الثانية ليخرج ماء للشعب، بينما قال له الله (كلم الصخرة) فقط فافسد موسي الرمز للسيد المسيح المرموز إليه بالصخرة التي ضربت مرة واحدة، بمعني أن السيد المسيح صلب مرة واحدة لخلاص العالم.
اذا سلمنا بان السيد المسيح فعل هذه الاعمال الالهية، لتحتم التسليم بالضرورة بان السيد المسيح هو الله، ولا نكون بذلك قد الهنا إنساناً- كما يتوهم البعض- بل نكون قد آمنا بتجسد الله، كما أعلن هو نفسه لنا في كتابه. وليس في ذلك كفر ولا اشراك ولا استحالة، بل هي أعظم بشري مفرحة ومجيدة، إذ لولاها لما عرفنا الله المعرفة الحقيقية ولما خلص إنسان.
المحاور : سمعت من يقول أن السيد المسيح في ادعائه اللاهوتية انما هو مختل العقل0 أما فيما غير ذلك فهو عاقل .
التعليق : سامحك الله وأسمح لي أن أسالك هل هذا قول منطقي؟ فإنه ان كان مختلاً في شيء فلابد أن يكون مخطئاً في الكل، وأن أخطأ في نقطة فلماذا لايخطيء في الأخري؟! وهنا ينتقي القول (من منكم يبكتني علي خطية) (يو 8 : 64)0 وهل يعقل ان مدير شركة يعطي عملاً من أعماله لرجل تنتابه لحظات جنون؟ وهل يعقل ان تعلق حياتنا الأبدية علي شخص ساقط في ضلال أو خداع أو جنون؟! هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين أسئلة عن : السيد المسيح له المجد ج 2 .... القس مرقس عزيز خليل
وبما أنه غير منطقي ان يكون المسيح مختل العقل أو مجنوناً في ادعائه اللاهوتية، حيث أنه عاقل في بقية الأمور، فنحن نجزم بغير شك أن يسوع المسيح بالحقيقة لن يكون إلا الله .
هل السيد المسيح شخص عبقري ذو شخصية مغناطيسيةجعلته يصنع المعجزات
المحاور : هناك من يرون ان السيد المسيح كان شخصاً عبقرياً وكان يتميز بشخصية مغناطيسيه وأنه بالقوة المغناطيسيه التي امتلكها أثر في المرضي بالشلل النفسي فأعاد اليهم الثقه بأنفسهم وهكذا اعطاهم القدره علي العوده لممارسه حياتهم الطبيعيه من جديد.
التعليق : ان المعجزات المدونه في الكتاب المقدس وكانت فوق العبقريه كانت فوق القوي المغناطيسية. كانت فوق القدرة العقلية. كانت فوق الإيحاء وكل أساليب علم النفس في العلاج.كانت معجزات إلهية في كل ماأحاط بهاوفي كل تفاصيلها.
فقد أظهر السيد المسيح فيها قدرته علي شفاء المرضي حتي دون أن يري المريض : ذات يوم جاء يسوع إلي قانا الجليل (وكان خادم للملك ابنه مريض في كفر ناحوم، هذا إذ سمع أن يسوع قد جاء من اليهودية إلي الجليل انطلق اليه وسأله أن ينزل ويشفي ابنه لأنه كان مشرفاً علي الموت. فقال له يسوع لاتؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب) (يو 4 : 46- 48)
ويتوسل الرجل إلي السيد المسيح قائلاً : (ياسيد انزل قبل أن يموت ابني) وعندئذ ينطق السيد المسيح بعبارة قصيرة تعلن عن لاهوته وقدرته فيقول لخادم الملك (اذهب ابنك حي).
(فآمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع وذهب).ويبدو أن إيمانه كان عظيما لدرجة أنه لم يسرع إلي بيته في ذلك اليوم، إذ تيقن أن ابنه قد دبت فيه الصحة من جديد، وأنه لاداعي للاسراع لرؤيته، ولذا قضي يوماً في قانا الجليل لعله قضاه في زيارة أصدقائه. وفيما هو نازل أستقبله عبيده وأخبره قائلين أن ابنك حي). (فاستخبرهم عن الساعة التي فيها أخذ يتعافي فقالوا له أمس في الساعة السابعة تركته الحمي).
(ففهم الأب أنه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع إن ابنك حي فآمن هو وبيته كله) (يو 4 : 50- 53) لقد شفي السيد المسيح ابن خادم الملك بكلمة من فمه، دون ان يصلي السيد المسيح أو يطلب قوه خارجه عنه. لانه هو الحياه... فيه كانت الحياه (يو 1 : 4) وهو واهب الحياه وهذه هي صفه الله وحده لقد قال السيد المسيح كلمته، ودون أن يري المريض فلم يكن هناك أي مجال لممارسة قواه المغناطيسية كما تدعي ويدعي العصريون، بل كانت المعجزة دليلاً ناطقاً علي قدرته الإلهية، ولذا آمن خادم الملك وبيته كله.
+ الكتاب المقدس دعا السيد المسيح رباً حوالي 462 مرة منها 87 مرة في الأناجيل، 76مرة في سفر الأعمال، 260 مرة في رسائل معلمنا بولس الرسول، 30 مرة في الرسائلالجامعة، 9 مرات في سفر الرؤيا.
+
مَن يكون المسيح ؟ وماذا تكون طبيعته ؟ اللَّـه روح " يو 4 : 24 " . والمسيح من روحاللَّـه، إذاً هو من ذات جوهر اللَّـه، وله نفس طبيعته. لذلك دُعيَ قدوساً، وهذااسم من أسماء اللَّـه، حسبما قالت السيدة العذراء في تسبحتها: واسمه قدوسٌ " لو 1 : 49 " .
+
من يكون المسيح؟ وماذا تكون طبيعته؟ إنه من روح اللَّـه ، كما يقول متى الرسول: الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس لذلك حل روح اللَّـه على العذراء مريم، ووجدتحبلى من الروح القدس، ولما كان السيد المسيح قد وُلِدَ من روح اللَّـه، لذلك كانتلولادته نتيجتان حسب رواية لوقا الإنجيلي: أنه قدوس، وأنه ابن اللَّـه وكلاهمايدلان على لاهوته.
+
من سلطان السيد المسيح في السماء ، أنه تسجد له كل القوات السمائية . في هذا يقولبولس الرسول: لكي تجثو بِاسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض " في 2 : 10". وسجود الملائكة له دليل على لاهوته وقد قال عنه أيضاً: يليق بنا رئيس كهنة مثلهذا ، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات " عب 7 : 26 " .
+
كان الختان في العهد القديم علامة عهد مقدس مع اللَّـه ، ودخول إلى العضوية في الجماعة المقدسة . لكن لما جاء الرب متجسداً لم يكن محتاجاً للختان لنفع خاص به ، ولكنه كان خطوة في طريق الصليب والإخلاء بخضوعه تحت الناموس لكي يرفعنا من تحت لعنة الناموس .
+ المسيح عمل جميع أعمال اللَّـه:
فقول السيد المسيح : أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل "يو 5 : 17 " باعتباره خالق وعمل الخلق مستمر .. ثم هو أيضاً الحافظ للكون. لأناللـه خلق الأشياء والموجودات. وعمل الخلق غير عمل الحفظ، لأنه يمكن أن يخلق الشيءثم يفنى بعد ذلك. لكن اللَّـه يصون الشيء ويحفظه من الفناء،ويحفظ للقانون استمراره .
+السيد المسيح فوق الزمان: قال عن نفسه: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " يو 8 : 58 " ومعنى هذا أن له وجوداً وكياناً قبل مولده بالجسد بآلاف السنين ، قبل أبينا إبراهيم ، بل هو قبل العالم وقبل كل الدهور هكذا في مناجاته للآب يقول له: مجِّدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " يو 17 : 5 " ويقول له أيضاً لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم " يو 17 : 24 " .
+السيد المسيح معطي الحياة: يقول عنه القديس يوحنا الإنجيلي فيه كانت الحياة"يو 1 : 4 " والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا ، وفي الأبدية وهذا عمل من أعمالاللَّـه وحده. وقد أعطى الحياة في إقامته للموتى مثل إقامة ابنة يايرس " مر 5 : 22، 35 ـ 42 " وإقامة ابن أرملة نايين " لو 7 : 11 ، 17 " وإقامة لعازر بعد موته بأربعةأيام " يو 11 " . قد قال السيد المسيح عن نفسه أنه : الواهب حياة للعالم " يو 6 : 33 " .
+السيد المسيح وقدرته علي الخلق: من المعجزات التي ذكرها الكتاب عن السيد المسيحالتي تدل على قدرته على الخلق معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين " لو 910 : ،17 " وهنا خلق مادة لم تكن موجودة . وأيضاً منح البصر للمولود أعمى " يو " 9لقد خلق له السيد المسيح عينين لم تكونا موجودتين من قبل . وخلقهما من الطين مثلماخلق الإنسان الأول .
+السيد المسيح هو الكلمة: دعي السيد المسيح بالكلمة وعبارة " الكلمة " هى في اليونانية اللوغوس وهى تعني عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل . فهى تعنى العقل والنطق معاً . ومادام المسيح هو عقل اللَّـه الناطق، إذاً فهو أزلي، لأن عقل الله كأئن فى الله منذ الأزل .
+السيد المسيح مُعطي الحياة: لم يحدث مطلقاً أن إنساناً تحدث بهذا الأسلوب ، الذي به يكون واهباً للحياة، ومعطياً لها ، وأنه يعطي حياة أبدية . لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " يو 3: 15 " وأنه يُحيي مَن يشاء .والذي يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك ، ولا يخطفه أحد من يده ... إنها كلها أعمال من سلطان اللـه .
+ علاقة المسيح بالآب: علاقة الابن بالآب تثبت لاهوته وغالبيتها إعلاناتمن السيد المسيح نفسه عن هذه العلاقة . كون الابن عقل اللـه الناطق أو نطق اللـهالعاقل فهذا يعني لاهوته بلا شك . لأن اللـه وعقله كيان واحد . كما قال السيدالمسيح : أنا والآب واحد " يو 10 : 30 " . وأيضاً قال : كل ما هو لي فهو لك، وما هولك فهو لي " يو 17 : 10 " وهو تصريح لا يمكن أن يصدر عن بشري، لأن معناه المساواةالكاملة بينه وبين الآب.
+ بنوة المسيح للآب: لقد أُطلِقَ على السيد المسيح لقب ابن اللَّـهالوحيد، لتمييزه عن باقي أبناء اللَّـه الذين دعوا أبناء بالمحبة، بالإيمان،بالتبني. أما هو فإنه الابن الوحيد الذي من نفس طبيعة اللَّـه وجوهره ولاهوتهاللَّـه لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر " يو 1 : 18 " .
+ جلوس السيد المسيح عن يمين الآب: إن عبارة الجلوس عن يمين الآب، تعني أنمرحلة إخلاء الذات قد انتهت ودخل الابن في مجده. ولهذا قيل في مجيئه الثاني إنهيأتي بمجده ومجد الآب " لو 9 : 26 " . وقيل أيضاً: قال الرب لربي اجلس عن يميني … "مز 110 : 1 " . وهنا يمين الآب تعني قوة الآب وعظمته.
+السيد المسيح وقدرته علي الخلق: لاشك أن الخالق هو اللـه. وقصة الخليقة تبدأبعبارة: في البدء خلق اللـه السموات والأرض " تك 1 : 1 " . ويقول يوحنا الإنجيلي عنالسيد المسيح: كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان " يو 1 : 3 " وهنا لا يذكرفقط أنه الخالق، إنما أيضاً بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضاً: كان في العالم،وكوِّن العالم به " يو 1 : 10 " ويقول بولس الرسول: الذي به أيضاً عمل العالمين " عب 1 : 2 " .
+ نزول السيد المسيح من السماء: قال السيد المسيح: أنا هو الخبز الذي نزل منالسماء " يو 6 : 41 " وفسَّر نزوله من السماء بقوله: خرجت من عند الآب، وأتيت إلىالعالم . إذاً هو ليس من الأرض ، بل من السماء، وقد خرج من عند الآب. ونزوله منالسماء وصعوده إليها، أمر شرحه لنيقوديموس فقال : ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّالذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء " يو 3 : 13" .
+السيد المسيح موجود في كل مكان: الوجود في كل مكان صفة من صفات اللَّـه وحده وهكذايقول له داود النبي: أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب ؟ إن صعدت إلى السمواتفأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فها أنت " مز 139 : 7 ، 10 " . والسيد المسيح يعدالمؤمنين به وعداً لا يستطيع أن يُصرِّح به سوى اللـه وحده . فهو يقول لهم : حيثمااجتمع اثنان أو ثلاثة بِاسمي فهناك أكون في وسطهم " مت 18 : 20 " . ومعنـى هـذا أنالسـيد المسـيح موجـود في كـل بقـاع الأرض . هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين لاهوت السيد المسيح من الكتاب المقدس
+ قبول السيد المسيح العبادة والسجود: السيد المسيح قَبِلَ السجود من الناس. وكانسجود عبادة، وليس مجرد سجود احترام. وكان ذلك في مناسبة إيمان أو معجزة. كما في منحالبصر للمولود أعمى سجد له. ولما مشى على الماء وجعل تلميذه بطرس يمشي معه، حدث أنالذين في السفينة جاءوا وسجدوا له.
+السيد المسيح هو الأول والآخِر: يقول اللَّـه في سفر إشعياء: أنا هو. أنا الأولوالآخِر ويكرر هذه العبارة أكثر من مرة. والسيد المسيح يقول في سفر الرؤيا: أنا هوالألف والياء ، الأول والآخِر، البداية والنهاية ويكرر هذه العبارة أكثر من مرة،فكيف يمكن التوفيق بين القولين إلا أنهما لشخص واحد هو اللـه.
+السيد المسيح فوق الزمان: "أزلي = لا بداية له " لعل أوضح ما قيل عن وجودهقبل الزمان، نبوءة ميخا النبي الذي يقول : أما أنتِ يا بيت لحم أفراته وأنتِ صغيرةأن تكوني بين ألوف يهوذا فمنكِ يخرج لي الذي يكون مُتسلطاً على إسرائيل . ومخارجهمنذ القديم منذ أيام الأزل " ميخا 5 : 2 "، وهنا يصفه بالأزلية، وهي من صفات اللـهوحده. ومادامت الأزلية صفة من صفات اللـه وحده ، فهذا دليل أكيد على لاهوت المسيح،لأنه أزلي فوق الزمن .
+السيد المسيح له المجد إلى الأبد: يقول معلمنا بطرس الرسول: ولكن انموا فيالنعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى يوم الدهر. آمين " 2بط 3 : 18" . وعبارة ( ربنا ) مع عبارة ( له المجد ) دليل واضح على اللاهوت .
+ الإيمان بالسيد المسيح: الإيمان به يوصل إلى الحياة الأبدية " يو 3 16 : "وعدم الإيمان به يؤدي إلى الهلاك. ولذلك يقول السيد المسيح : إن لم تؤمنواأني أنا هو تموتون في خطاياكم " يو 8 : 24 " . وفي علاقة الإيمان به بالحياة، يقولفي قصة إقامة لعازر: مَن آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل مَن كان حياً وآمن بي فلن يموتإلى الأبد " يو 11 : 25 ، 26" .
+ الإيمان بالسيد المسيح: هذا الإيمان يؤهل المؤمن أن يكون ابناً للَّـه. بأن يولد بعماده من الماء والروح " يو 3 : 5 " . ولهذا قال الكتاب: وأما كل الذينقبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء اللَّـه أي المؤمنون بِاسمه " يو 1 : 12" .
+ الإيمان بالسيد المسيح: من نتائج الإيمان بالمسيح أنه لا يخزى في يومالدينونة . في اليوم الأخير كل مَن يؤمن به لا يُخزى " رو 9 : 33 " ، " رو 10 : 11 " ، " 1بط 2 : 6 " .
+ الإيمان بالسيد المسيح: الإيمان يكون باللَّـه وحده . وبهذا الإيمانتتعلق أبدية الإنسان ومصيره . وهنا نجد نصاً هاماً في الكتاب وهو قول السيد المسيح : أنتم تؤمنون باللَّـه فآمنوا بي " يو 14 : 1 " وهكــذا جعــل الإيمــان بــهمســاوياً للإيمــان بــالآب .
+ الإيمان بالسيد المسيح: هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين لاهوت السيد المسيح من الكتاب المقدس الإيمان به قضية خلاصية ، بها يتعلق خلاصالإنسان. ولهذا قالا بولس وسيلا لسجَّان فيلبي: آمِن بالرب يسوع ، فتخلُص أنت وأهلبيتك " أع 16 : 31 " . طبعاً إن سلك في الأمور المتعلقة بهذا الإيمان ، مثال ذلكقوله : مَن آمن واعتمد خَلَصَ " مر 16 : 16" .
+ الإيمان بالسيد المسيح: به ننال غفران الخطايا كما قال بطرس الرسول فيقبول كرنيليوس: له يشهد جميع الأنبياء أن كل مَن يؤمن به، ينال بِاسمه غفرانالخطايا " أع 10 : 43 " .
+السيد المسيح هو الرب: إن تعبير رب المجد دليل على اللاهوت لأنالمجد ليس له رب إلا اللَّـه وحده ، الكُلي المجد. وتعبير رب المجد أقوى بكثير منعبارة له المجد . وقد قيلت العبارتان عن السيد المسيح. وتعبير رب المجد تكرر مرةأخرى في قول بولس الرسول عن الحكمة الإلهية التي لو عرفوها لَمَا صلبوا رب المجد" 1 كو 2 : 8" .
+السيد المسيح هو الرب: قد استخدم اسم الرب بالنسبة إلى المسيح في ساعةالموت مثل اسطفانوس أول الشمامسة يقول في ساعة موته: أيها الرب يسوع اقبل روحي " أع 59 : 7 " . فهو هنا يعترف أن يسوع هو الرب ويقول هذا بعد أن رآه قائماً عن يميناللَّـه في الأعالي. إنه اعتراف واضح بلاهوته. ومثله اعتراف اللص اليمين الذي قالله : اذكرني يارب متى جئتَ في ملكوتك .
+السيد المسيح هو الرب: عبارة الرب يسوع هيَ آخِر عبارة يختمبها العهدالجديد تعال أيها الرب يسوع. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين" رؤيا 22 : 20، 21 "وكلمة ربنا شهادة واضحة على أنه اللـه. لأننا لا نقول ربنا لبشر.
+السيد المسيح هو الرب: استخدمت الملائكة لقب الرب بالنسبة إلىالسيد المسيح سواء في البشارة بميلاده أو البشارة بقيامته. ففي الميلاد قال الملاكللرعاة: ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينةداود مخلص هو المسيح الرب " لو 2 : 10 ، 11 ". وفي القيامة قال للمريمتين: أنكماتطلبان يسوع المصلوب. ليس هو هَهُنا، لأنه قام كما قال. هلمـا انظـرا الموضـع الـذيكـان الـرب مضطجعـاً فيـه " مت 28 : 5 ، 6" .
+السيد المسيح هو الرب: بعد معجزة القيامة استخدمت كلمة الرب كثيراً،فمنها: ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب " يو 20 : 20 ". فقال له التلاميذ الآخرون ( لتوما ): قد رأينا الرب " يو 20 : 25 ". وهم يقولون أن الرب قام بالحقيقة وظهرلسمعان " لو 24 : 34 ". قال بطرس للمسيح ثلاث مرات: أنت تعلم يارب إني أحبك. " يو 21 : 15،17 " .
+السيد المسيح هو الرب: وقد أُطلِقَ على السيد المسيح لقب ربالأرباب وهو من ألقاب اللَّـه وحده. فقيل في سفر التثنية: لأن الرب إلهكم هو إلهالآلهة ورب الأرباب " تث 10 : 17 ". ونرى أن لقب رب الأرباب أُطلِقَ على السيدالمسيح فقيل في سفر الرؤيا: وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك وربالأرباب " رؤ 19 : 16 " . فمَن يكون رب الأرباب سوى اللَّـه نفسه.
+السيد المسيح هو الرب: الرب اسم من أسماء اللـه وأُطلِقَ اسم الربعلى السيد المسيح في مناسبات تدل على لاهوته ، ولعلَّ منها ذلك السؤال الذي حيَّربه الربُّ الفريسيين، حينما قالوا إن المسيح هو ابن داود. فقال لهم: فكيف يدعوهداود بالروح رباً قائلاً : قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاًلقدميك " مز 109 : 1 " فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة " مت 22 : 43 ـ 46 " .
+السيد المسيح هو الرب: أُطلِقَ لقب الرب على السيد المسيح في أسفارالعهد الجديد . وكمثال لذلك في سفر أعمال الرسل ، قال الرب لشاول : أنا يسوع الذيأنت تضطهده ... فقال : ... يارب ، ماذا تريد أن أفعل؟ " أع 9 : 5 ، 6 ". وقال بولسالرسول : لكن بنعمة الرب يسوع المسيح نؤمن أن نخلص كما أولئك أيضاً " أع 15 : 11" . ولا شك أن هذا دليل على لاهوته .
+السيد المسيح هو الرب: قد استخدم اسم الرب بالنسبة إلى السيد المسيح فيمجال الخلق فقال بولس الرسول : ورب واحد يسوع المسيح ، الذي به جميع الأشياء ، ونحنبه " 1 كو 8 : 6 ".
+ نزول السيد المسيح من السماء: السيد المسيح أعطى الرسل مفاتيح السماء فقد قال لبطرس ممثلاً لهم وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات " مت 16 : 19 ". وهنا نسأل مَن له سلطان أن يُسلِّم مفاتيح السموات للبشر ويعطيهم سلطاناً أن يَحلوا ويربطوا فيها سوى اللَّـه نفسه ؟!.
+ طبيعة المسيح: السيد المسيح هو الإله الكلمة المتجسد ، له لاهوت كامل ، وناسوت كامل ، ولاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، اتحاداً كاملاً أقنومياً جوهرياً ، تعجز اللغة أن تعبر عنه ، حتى قيل عنه إنه سر عظيم " عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر فى الجسد " " 1تى3: 16 " .
السيد المسيح فوق الزمان ... وهناك ادلة كثيرة على ذلك فى الكتاب المقدس :-
1- فى العهد القديم
-----------------------
فى نبوة ميخا النبى عن ميلاده يقول " وانت يابيت لحم افراته منك يخرج لى الذى يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجها منذ ايام الازل ... وهنا يصفه بالازلية ... اى انه ولد من الاب منذ الازل بأعتباره الاقنوم الثانى فى الثالوث القدوس ... انه عقل الاله الناطق ... وهو ايضا حكمة الله " 1 كو 1 : 24 "وحكمة الرب كائنة فيه منذ الازل ..
2- فى العهد الجديد
-----------------------
انجيل يوحنا هو الاكثر الاناجيل ايضاحا لحقيقة ازلية المسيح ... وفى ذلك يقول القديس يوحنا الانجيلى " كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان .. فى العالم كان والعالم به كون " يو 1 : 3 , 10 " ... ومدام العالم به كون ... اذا فهو كائن قبل كون العالم , وقبل كل شئ ...
ويقول الرب عن نفسه مؤكدا حقيقة ازليته فيقول " قبل ان يكون ابراهيم انا كائن " " يو 8 : 58 " ... ومعنى هذا ان له وجود قبل مولده بالجسد بالاف السنين ...
وفى مناجته للآب قال " مجدنى ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم لانك احببتنى قبل انشاء العالم " يو 17 : 5 ...
اذن فهو موجود قبل انشاء العالم .. ومادامت الازلية صفة من صفات الله وحده ... فهذا دليل على لاهوت المسيح .. لانه ازلى فوق الزمان ...
وله ايضا صفة الابدية ... ويتضح ذلك من قوله " هاانا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر " مت 28 : 20 ...وايضا من قول بولس الرسول " يسوع المسيح هو امس واليوم والى الابد " عب 13 : 8 .. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين *** هل السيد المسيح موجود منذ الازل ؟؟ ***
من يقدر أن يتكلّم عن شخصية المسيح الفريدة ويوفيها حقها؟!!.. فكل ما نقوله سيكون محاولة للإقتراب من شخصية المسيح، الذى كان فى متناول كل من أراد الإقتراب إليه؛ مع إلقاء الضوء على بعض الجوانب بقدر ما يعطينا الرب نعمة للفهم أو الكلام.
لكن شخص السيد المسيح بالرغم من أنه أخلى ذاته، وتلامس معنا كبشر من أجل خلاصنا، سوف يبقى شخصاً فريداً جداً وسامياً جداً... والأسرار الكائنة المكنونة فى شخصه سوف تبقى موضوعاً لتأمل وإنبهار القديسين فى الأبدية إلى أبد الدهور. ولن تكفى أزمنة وأجيال ودهور كثيرة لكى يستوعب الإنسان مجد المسيح وشخصيته... وهذا هو فرح الأبدية.
فريدا فى كل شئ
+ السيد المسيح كان فريداً فى طاعته الكاملة للآب السماوى. وبهذه الطاعة الكاملة أرضى قلب الآب.
+ وكان فريداً فى اتضاعه ولهذا قال "تعلّموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت11: 29).
+ وكان فريداً فى وداعته كما كان فريداً فى اتضاعه.
+وكان فريداً فى غفرانه لأعدائه.
+ وكان فريداً فى محبته.
+ وكان فريداً فى حكمته.
+ وكان فريداً فى تأثيره على الخطاة لاجتذابهم نحو حياة التوبة والقداسة.
+ وكان فريداً فى طول أناته لعله يقبل الجميع إلى التوبة، وظهر هذا الأمر واضحاً جداً فى تعامله مع تلميذه الخائن يهوذا الإسخريوطى.
+ وكان فريداً فى نصرته على الشياطين.
+ وكان فريداً فى أنه هو قاهر الجحيم، وهو قاهر الموت، وهو مانح الحياة.
+ وكان فريداً فى أنه هو النور الحقيقى وليس نوراً منعكساً.
+ كان فريداً فى أنه هو المخلّص الوحيد.
+ وكان فريداً فى أنه هو مشتهى الأجيال، والذى دارت حوله كل النبوات والرموز فى العهد القديم.
+ وكان فريداً فى أنه هو صورة الله غير المنظور.
+ وكان فريداً فى أنه إله وإنسان فى آنٍ واحد؛ هو هو نفسه إبن الله وإبن الإنسان.
+ وكان فريداً فى أنه هو إبن الله الوحيد (أنظر يو1: 14). وكلمة "الوحيد" و"الفريد" مقتربتان من بعض. فإنه على الرغم من وجود أولاد لله كثيرين، لكن عبارة "إبن الله الوحيد" لها مدلول خاص. النص اليونانى والترجمة القبطية والقبطية العربية هى "إبن الله الوحيد الجنس"
+ وكان فريداً فى ولادته من العذراء مريم؛ فى أنه مولود بدون زرع بشر.
+ ولذلك دُعى إسمه "عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (أش9: 6). فهو عجيب فى أمور كثيرة.
فريداً فى الجمع بين الأمر وعكسه فى آنٍ واحد :
+ كان فريداً فى أنه هو الميت والحي فى آنٍ واحد.
+ وهو المتألم وغير المتألم فى آنٍ واحد.
+ وهو الجائع وغير الجائع فى آنٍ واحد.
+ وهو النائم والذى لا ينعس ولا ينام فى آنٍ واحد.
+ والذى يعرف ولا يعرف فى آنٍ واحد مثل مسألة اليوم الأخير والساعة...
لهذا دُعى إسمه عجيباً...
+ احتار القديسون فى وصف أمره إذ كان فى طفولته طفلاً وهو قديم الأيام وأزلى فى آنٍ واحد.
+ فوق الزمن وتحت الزمن فى آنٍ واحد.
يجمع الجانب الروحى والجانب اللاهوتى فى آنٍ واحد
لعلنا نلاحظ أن شخصية المسيح فى حديثنا عنها؛ يحتار الإنسان ما بين الحديث من الناحية الروحية ومن الناحية اللاهوتية فى آنٍ واحد. إذا تكلّم المرء روحياً فهو يتلامس مع فكرٍ لاهوتيٍ، وإذا تكلّم لاهوتياً فهو يتلامس مع جانبٍ روحى.
السيد المسيح قدّم صورةً مشرقةً للإنسان الكامل فى كل صفاته الفريدة كإنسان. وقدّم صورة حقيقية لله حينما قال "الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9).
وحينما قال إنه هو الطريق "أنا هو الطريق" (يو14: 6) فلعله كان ضمناً يقصد أنه هو طريق الإنسان إلى الله لأنه كان إلهاً وإنساناً فى آنٍ واحد:
+ هو بين البشر عمانوئيل "الذى تفسيره الله معنا" (مت1: 23) وهو عند الآب نائب عن الإنسان وعن البشرية جمعاء لكل من يؤمن به ويقبل خلاصه العجيب.
+ فهو بالنسبة للبشر: الله الذى حلّ فى وسطهم. وهو بالنسبة للآب السماوى: الإنسان الذى قدّم طاعة كاملة أرضى بها قلب الآب، ودخل إلى الموضع الذى لم يدخل إليه ذو طبيعة بشرية. دخل إلى الأقداس مرة واحدة فوجد فداءً أبدياً.
السماء والأرض تتعانقان على الصليب
حينمـا قال: "أنا هو الطريق" (يو14: 6) رأيناه طريقـاً نحو السمـاء، وهو معلّـق على الصـليب مثل السُلّـم الذى رآه الآب يعقوب منصوباً على الأرض ورأسه يمس السماء. والرب واقف عليه بمجد.
رأيناه معلّقاً بين السماء والأرض فى تقدُمة الذبيحة التى خلّص بها العالم.
كان هو تقدمة البشرية إلى الله، وكان فى نفس الوقت هو عطية الله للبشرية. ولذلك على الصليب نرى السماء والأرض تتعانقان؛ نراه "طريقاً كرّسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أى جسده" (عب10: 20).
كان فى صورة الله (فى2: 6)
قال معلمنا بولس الرسول " فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع أيضاً. الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب مساواته لله إختلاساً. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس. وإذ وُجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 5-8).
كلمة "صورة" التى وردت فى النص السابق عن صورة
الله وصورة العبد باللغة اليونانية وهى (مورفى ) بمعنى الصورة مع الطبيعة، وليس (إيكون ) اليونانية بمعنى مجرد الصورة الخارجية بدون الطبيعة. فالصورة الخارجية لا تحمل نفس الطبيعة: مثل واحد إلتقطت له صورة -هذه الصورة مادتها مجرد ورق وألوان. ولكن صاحب الصورة هو إنسان. ففى هذه الحالة الصورة طبيعتها غير طبيعة الأصل؛ وإن كانت تُعلن عن الأصل... إنها مجرد صورة، وتُسمى - ومثال آخر: الإنسان؛ فهو على صورة الله ولكن طبيعته غير طبيعة الأصل. فاالإنسان مخلوق والله خالق.. هناك فرق واضح فى الطبيعة. أما كلمة (مورفى) التى قيلت عن الإبن الوحيد فى علاقته مع الآب فهىتعنى الصورة التى تحمل الطبيعة نفسها. فالإبن الكلمة حمل صورة أبيه القدوس، وحمل نفس طبيعته وجوهره بغير إنقسام. وفى تجسده أيضاً حمل نفس طبيعتنا البشرية -بغير خطية- جاعلاً إياهاً واحداً مع لاهوته. ولهذا فقد إستخدم أيضاً القديس بولس فى نفس النص السابق كلمة (مورفى ) للإشارة إلى صورة العبد التى إتخذها كلمة الله.
أخلى نفسه هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين شخصية المسيح الفريدة ... بقلم نيافة الانبا بيشوى
"إذ كان فى صورة الله"... "أخلى نفسه" (مبدأ الـ أى الإخلاء)، معناه إنه قَبلَ أن يوجد فى هيئة غير محاطة بالمجد المنظور (His visible glory). لكن لا تعنى إنه فرّغ المحتوى الخاص بطبيعته الأصلية بحيث إنه يفقد طبيعته؛ فكلمة "أخلى نفسه" تعنى إنه وُجد فى هيئة غير محاطة فى ظهوره فى الجسد بمجده المنظور الذى تراه الكائنات العاقلة مثل الملائكة محيطاً بلاهوته...
الأمر الجميل؛ أنه مع هذا يقول القديس يوحنا "رأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءاً نعمةً وحقاً" (يو1: 14). السيد المسيح أخلى نفسه من المجد المنظور الذى يليق بطبيعته الإلهية التى هى نفسها طبيعة الآب والروح القدس. فبالرغم من أنه عندما إلتحف بالناسوتية أخفى هذا المجد المنظور، ظل أيضاً محتفظاً بمجده غير المنظور فى البُعد الروحى الذى قال عنه يوحنا "رأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً".
وشعاع من المجد قال عنه بطرس الرسول رأينا مجده إذ كنا معه فى الجبل "إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى" (2بط1: 17) فهذا شعاع من المجد المنظور على جبل التجلى قَبْل الصليب لكى يقدّم للتلاميذ معونة تسندهم فى وقت التجربة الرهيبة.
لكن العجيب؛ أنه وُجد فى صورة عبد. وليس هذا فقط، بل "إذ وُجد فى الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت" (فى2: 8)، كلمة "هيئة" باليونانى (سكيماتى ) مثلما نقول"إسكيم الرهبنة" أى "شكل الرهبنة".
مجرد أنه أخلى نفسه كإله بالتجسد، فهذا عمل عظيم جداً. ولكنه لم يكفه هذا، بل بعد أن أخلى نفسه فمن حيث تصرّفه كإنسان قال: "وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب".
فهو أخلى نفسه ولم يكتفِ بذلك بل وضع نفسه كإنسان فى طاعة للآب، ووضع نفسه تحت الجميع حتى أنه غسل أرجل تلاميذه... فحتى كإنسان كان متضعاً ووديعاً لكى يكون هو المَثل والقدوة.
فى حكمته قيل عنه "إنسكبت النعمة على شفتيك" (مز45: 2).
إن كان كلام الكنيسة عروس المسيح قد قيل عنه إنه الشهد والعسل "شفتاك ياعروس تقطران شهداً" (نش4: 11)، فماذا يكون كلام رب الكنيسة وعريسها مخلصنا يسوع المسيح "إنسكبت النعمة على شفتيك".. كان كلامه مملوءاً بالحكمة. وفى بساطة علّم بالأمثال.
وعندما كان يحاول الكتبة والفريسيون واليهود أن يصطادوه بكلمة، كانت دائماً إجاباته تُظهر الحكمة العجيبة التى ليست مثل حكمة فلاسفة هذا الدهر، فقد كانت له فلسفته البسيطة التى تَكمُن قوتها فى بساطتها، مثلما قال القديس أثناسيوس عنه فى آلامه قدوس الله الذى أظهر بالضعف ما هو أقوى من القوة تحقيقاً لقول الكتاب: "لأن جهالة الله أحكم من الناس. وضعف الله أقوى من الناس" (1كو1: 25).
فريدا فى أبوته ورعايته
السيد المسيح كان فريداً فى أبوته ورعايته. لذلك دُعى إسمه "عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (أش9: 6) "أباً" نحن نعلم أنه كان دائماً يقول "متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السماوات.." (لو11: 2)، "إن كل ما طلبتم من الآب باسمى يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمى" (يو16: 23،24).
كان دائماً يتكلم عن الآب وكانوا يقولون له: الآن تُخبرنا عن الآب علانية "هوذا الآن تتكلم علانية"(يو16: 29).
كيف نوَفّق بين أن السيد المسيح يعلِّمنا أن ندعو الآب أباً لنا، وبين أنه هو نفسه أيضاً له أبوة روحية بالنسبة لنا؟!! بالطبع الآب فريد فى أبوته، فى تمايزه الأقنومى. فى اللاهوت لا يوجد إلا أب واحد هو الآب السماوى. لكن الله الآب والله الإبن والله الروح القدس فى رعايتهم للبشر يغمرون البشر بعمل الأبوة. فالسيد المسيح من حيث عمله فى الرعاية قال: "أنا هو الراعى الصالح. والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11).. كانت له أبوة روحية بالنسبة للخراف التى بذل نفسه من أجل خلاصها كراعٍ حقيقى ولذلك دُعى إسمه "أباً أبدياً رئيس السلام" (أش9: 6). والروح القدس هو الذى يمنح الأبوة للرعاة الذين يقيمهم فى الكنيسة لرعاية شعب الله. وبقوته وبسلطانه يمارسون عملهم الكهنوتى ويغفرون الخطايا على الأرض. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين شخصية المسيح الفريدة ... بقلم نيافة الانبا بيشوى
فى صلاتنا "أبانا الذى فى السماوات.." نوجّه صلاتنا هذه للآب السماوى باستمرار كما علّمنا السيد المسيح. لكن لابد لنا أن نفهم أن السيد المسيح له أبوة روحية أيضاً بالنسبة لنا. وهذا لا يتعارض مع قول الكتاب فى مواضع كثيرة أنه دُعى "بكراً بين إخوة كثيرين" (رو8: 29)... وقال "إذهبى إلى إخوتى وقولى لهم" (يو20: 17).. ويقول الرسول بولس "فإذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم إشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس. ويُعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عب2: 14،15). باشتراكه معنا فى بشريتنا دُعى أخاً.. دُعى بكراً بين إخوة. ولقب البِكر له معانٍ كثيرة، منها أنه أخذ البكورية -التى أضاعها آدم بسبب خطيته- عن جدارة. وفى بكوريته أعاد إلى آدم كرامته وخلّصه من سلطان الخطية والموت.
أما عن أبوّته الروحية فقد قال القديس غريغوريوس، الناطق بالإلهيات، مخاطباً السيد المسيح }كراعٍ صالح سعيت فى طلب الضال. كأبٍ حقيقى تعبت معى أنا الذى سقطت{.
أبوة السيد المسيح هى التى جعلتنا نشعر بأبوة الله الآب لنا.. لذلك حينما يتكلم عن الآب، يقول أيها الآب أنا قد "عرّفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26) ويقول "الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9).
أبوة الله الآب لنا تلامسنا معها فى شخص السيد المسيح، فعندما شعرنا بأبوة الله فى شخص السيد المسيح، أُستُعلِنت الأبوة بمعناها المطلق بالنسبة للآب السماوى لأن السيد المسيح هو صورة الله غير المنظور... لكن فى علاقته مع الآب؛ الإبن ليست له أبوة على الإطلاق… هو الابن دائماً الكائن فى حضنه الأبوى كل حين. فعندما نتكلّم عن أبوة السيد المسيح –نتكلّم عنه من حيث علاقته بنا كبشر وليس من حيث علاقته مع الآب السماوى.
فريدا فى حنانه وحزمه
رأينا السيد المسيح فى أبوته وهو يترفق بالخطاة، ورأيناه وهو يحذّر من الخطية.. لذلك كان يقول "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3) وفى نفس الوقت نجده يترفق بالخطاة.. أبوة تحنو ولكنها أيضاً لا تتساهل مع الخطأ...
كان فريداً فى أبوته.. يبكّت الخطاة داعياً إياهم إلى التوبة.. يحذّر المنافقين.. لا يتساهل مع المرائين. بل يوبخهم وينذرهم بالويلات، وفى نفس الوقت يسعى فى طلب الخطاة ليجتذبهم إلى التوبة ويعتنى بهم قائلاً لمن لا تعجبهم عنايته الخاصة بالخطاة: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى..لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مت9: 12،13).
للأسف أحياناً يختلط الأمر فى حياة الكنيسة فى أذهان البعض بين أمرين.. بين حنان السيد المسيح وترفقه بالخطاة، وبين حزمه ومواجهته للشر وعدم التساهل معه. فالذى يكتفى بجانب واحد لايعرف أن يحدد المسلك القويم فى ممارسة العمل الرعوى... فإذا أخذ جانباً واحداً مثل محاسبة المخطئ على خطئه، سيفقد الناس إحساسهم بالأبوة الحانية. ولو أخذ فقط جانب الحنان والطيبة، سيفقد الناس إحساسهم بقداسة الكنيسة وقداسة الحياة مع الله، وتهتز فى نظرهم القِيَم والمبادئ. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين شخصية المسيح الفريدة ... بقلم نيافة الانبا بيشوى
لذلك ينبغى استخدام الترفق لقيادة الخطاة إلى التوبة، واستخدام الحزم مع الذين يرفضون التوبة مقسّيين قلوبهم أو يسلكون فى رياء ظانين أن التقوى تجارة.
على الصليب أُعلنت أبوة الله :
ذبيحة المسيح الخلاصية أظهرت أبوة الله الكاملة على الصليب.. أظهرت أن الغفران غفران مدفوع الثمن، وليس غفراناً بدون قيمة. أحياناً عندما نقول إن الغفران مجانى، نقصد أن الله هو الذى دفع الثمن. ولكن عندما ندخل فى عمق الموضوع نقول إن الغفران مدفوع الثمن وثمنه غالٍ جداً "لأنكم قد اشتُرِيتُم بثمن. فمجِّدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو6: 20).
فعلى الصليب أُعلنت محبة الله فى حنانه وأبوته وأيضاً أُعلنت قداسة الله الكاملة كرافض للشر والخطية: لأن السيد المسيح حمل خطايانا فى جسده وقدّم نفسه كفارة عن هذه الخطايا... إذن دَفع ثمناً غالياً للغفران.. إذن الصليب نفسه هو إعلان عن رفض الله للخطية "الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (رو8: 32) وبهذا نرى فى الصليب الرحمة والحق (أو العدل) يلتقيان. لذلك يقول المزمور "الرحمة والحق تلاقيا، البر والسلام تلاثما" (مز85: 10).
لقد قدّم السيد المسيح المَثل والقدوة، لذلك نجده قَبْلَ أن يبكّت الناس على خطية، قال لهم "من منكم يبكّتنى على خطية" (يو8: 46).. وعندما نصح كل إنسان قال "أخرج أولاً الخشبة من عينك. وحينئذٍ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك" (مت7: 5). من أجل ذلك لابد أن يكون الرعاة قدوة فى حياتهم وسلوكياتهم وتوبتهم لكى يستطيعوا أن يوبّخوا الخطاة إذا لزِمَ التوبيخ.
من ألقاب السيد المسيح الشهيرة "مونوجينيس" اليونانية، تُترجم أحياناً فى ترجمتنا القبطية باللغة العربية "الإبن الوحيد الجنس"؛ ويظُن بعض الناس ببساطة أن المقصود بها "الطبيعة الواحدة" أى الطبيعة الواحدة للمسيح حسب عقيدة كنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية التى عبّر عنها القديس كيرلس بعبارة :
"ميا فيزيس تو ثيئولوغو سيساركومينى"
"طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة".
لكن فى الحقيقة، إن كلمة "الوحيد الجنس" لا علاقة لها بهذه القضية إطلاقاً. لأن كلمة "مونوجينيس" مقصـود بهـا "المولود الوحيد" وهى مشتقة من "" بمعنى "الوحيد" + "" بمعنى "المولود أو الجنس".
لكن لماذا يُلقب إبن الله بالإبن الوحيد الجنس؟ لأنه لا يوجد هناك آخر وُلِد من الآب بنفس جوهر الآب وطبيعته الإلهية.. فلأنه الإبن الوحيد المولود بجوهر الآب نفسه حاملاً لذات جوهر الآب وطبيعته، لذلك يقولون "الوحيد الجنس" أى الذى ليس غيره من نفس الجوهر الإلهى (ليس المقصود مولوداً من الجوهر، فهو مولود من الأقنوم لأن الجوهر لا يَلِد) ولكن المقصود: أن ليس غيره مولود من الآب حاملاً لذات جوهر الآب.. لذلك يضيفون فى الترجمة العربية كلمة "الجنس" والمقصود بها "الجوهر أو الطبيعة".
أما كلمة "الوحيد" هنا فالمقصود بها أن ليس أحد غيره مولوداً من الآب بنفس جوهره منذ الأزل. عبارة "الابن الوحيد" وردت عدة مرات فى العهد الجديد ومن أمثلتها ما ورد فى: (يو3: 16) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" والمقصود بعبارة "الابن الوحيد" أنه الوحيد الذى وُلد من الآب بهذه الصورة. أما الروح القدس فهو بالإنبثاق وليس بالولادة لأن الولادة تخص الابن فلا يوجد أى تداخل فى هذه الخاصّية -خاصية الابن الفريدة إنه مولود.
وأيضاً كلمة "مونوس" لا تأتى للطبيعة المتجسدة على الإطلاق لأننا لو قلنا ستكون عبارة أوطاخية لأن معناها "وحيد"، لكن تعنى "واحداً". فتعبيرنا عن الوحدانية مقصود به عدم التقسيم وليس إلغاء الطبيعة الأخرى. فالطبيعة لم تُفقد بسبب الاتحاد، لكن الطبائع استمرت موجودة فى الاتحاد. لذلك لابد أن الذين يتكلمون عن التجسد واتحاد الطبيعتين أن يؤكّدوا بأنه لا يمكن أن تكون إحدى الطبيعتين قد فُقدت فى الاتحاد، وصارت (مونىفيزيس).
فعبارة (ميافيزيس) هى السليمة لأنها تُعنى أن الطبيعتين استمرتا موجودتين فى الاتحاد، وكونتا طبيعة واحدة من طبيعتين.
وعلى أساس هذا يحدث التقارب فى الكريستولوجى بيننا وبين الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية إننا نؤكّد باعتقادنا فى استمرار وجود الطبيعتين فى الاتحاد وقد كونتا معاً طبيعة واحدة متحدة. لا توجد طبيعة إمتصت الأخرى أو هَدَمتها.
فاختصاص السيد المسيح بلقب "الابن الوحيد الجنس" سيأتى بنا إلى قضية رئيسية فى الموضوع لا يوجد فيها أى اختلاف بين المدارس اللاهوتية التاريخية الأرثوذكسية فى هذا الأمر، وهى أن السيد المسيح هو هو نفسه ابن الله، وهو هو نفسه ابن الإنسان فى آنٍ واحد. أما النساطرة فلهم مدرسة مختلفة تماماً ومرفوضة من الأرثوذكس.
ابن الإنسان وابن الله فى آنٍ واحد
مهم جداً فى الحوار "المسيحى-غير المسيحى" أن نقول هذا المفهوم: إننا نؤمن بإله تجسّد وصار إنساناً وليس بإنسان تألّه وصار إلهاً.. فنحن نؤمن بالله الذى صار إنساناً حقيقياً وظهر فى الجسد.. لذلك قال معلمنا بولس الرسول فى رسالته للعبرانيين "يسوع المسيح هو هو أمساً (منذ الأزل) واليوم (الحاضر) وإلى الأبد" (عب13: 8).
قال السيد المسيح لليهود "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 58). "أنا" تعبّر عن أن السيد المسيح له أنا "واحدة" وليس "إثنتان" فهو شخص واحد. لا نقدر أن نغفل هذه الحقيقة فى حديثنا عن شخصية المسيح الفريدة. فهو نفسه الذى وُلد من الآب قبل كل الدهور بحسب لاهوته، وهو نفسه وُلِد فى ملء الزمان من العذراء مريم بحسب إنسانيته (بحسب الجسد).
حينما قال اليهود له "ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت إبراهيم. قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 57،58).. اليهود يكلّمون إنساناً أمامهم، ولكى يؤكّد لهم السيد المسيح أنه شخص واحد وليس شخصين؛ قال لهم: أنا كائن قبل أن يكون إبراهيم. فهل هو كائن بحسب الجسد قبل أن يكون إبراهيم؟ بالطبع لا، لأن جسده الخاص وُجد فى لحظة التجسد من العذراء مريم؛ هذه حقيقة لا ننكرها. ولكنه كائن بحسب لاهوته قبل أن يكون إبراهيم.
كلمة "أنا" هنا تُعبّر عن أن هذا الشخص المتكلّم هو نفسه ابن الله وهو نفسه ابن الإنسان فى آنٍ واحد. هو نفسه إله، وهو نفسه إنسان فى آنٍ واحد.. مثل قول السيد المسيح "ان إبن الإنسان هو رب السبت أيضاً" (مت12: 8) (أنظر كتاب "طبيعة المسيح" لقداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته).
كيف يكون المسيح إنساناً كاملاً بدون أن يتخذ
شخص إنسان فى تجسده؟!
أى بدون أن يأخـذ من العذراء شخص إنسـان. أى لم يأخذ إنساناً من البشر ويحِّل فيه الكلمة. بمعنى أن يأتى بإنسان، والكلمة يحِّل فيه من أول لحظة للتجسد.
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا هو كيف يكون إنساناً كاملاً بدون أن يأخذ شخص إنسان؟!
هو أخذ طبيعة بشرية كاملة بجسد وروح عاقلة، وجعلها خاصة به He made our nature His own. لكن الطبيعة البشرية الكاملة فى شخص كلمة الله هى إنسان كامل؛ إنسان حقيقى وليس على سبيل المجاز.
كيف يكون إنساناً كاملاً وهو لم يأخذ من العذراء شخص إنسان؟! وإنما أخذ طبيعة بشرية كاملة؟
الإجابة على هذا السؤال : إن كلمة "الشخص" باللغة اليونانية هى: بروسوبون "" =prosopon ومعناها: من يتجه نحو الآخر ويتعامل معه ويتبادل العلاقة. فكلمة بروس "" معناها "نحو".
ويوجد أشخاص منفصلون فى الجوهر والكينونة مثل البشر. ويوجد من هم غير منفصلين فى الجوهر والكينونة مثل أقانيم الثالوث القدوس. كل منهم هو فى الآخر ويملأ الآخر. والآب هو أصل الكينونة غير المنقسمة لكلٍ من الابن بالولادة الأزلية والروح القدس بالإنبثاق الأزلى.
فالبروسوبون "" = prosopon الخاص بالابن، والبروسوبون "" الخاص بالآب على الرغم من أنهما يحملان نفس الجوهر ونفس الطبيعة (الجوهر غير المتجزئ، وغير المنقسم) إلا إن الواحد يبادل الآخر العلاقة والحب. مثلما قال السيد المسيح للآب "لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم" (يو17: 24)، وقال له "ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26)، ويقول له "كل ما هو لى فهو لك. وما هو لك فهو لى" (يو17: 10).
إذن من هو البروسوبون ""؟ هو من يحمل الطبيعة بكل مقوّماتها وإمكانياتها ويتبادل العلاقة مع بروسوبا آخرين. هو مالك الطبيعة. وإذا كانت هذه الطبيعة فيها صفة الحب، فهو يمارس الحب بناءً على صفة جوهرية كائنة فيه مع "بروسوبون " آخر فى تبادل العلاقات. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين شخصية المسيح الفريدة ... بقلم نيافة الانبا بيشوى
إذن؛ نقول إن البروسبون هو حامل الطبيعة ومالكها بكل ما لها من مقومات، وفيه تقوم الطبيعة حينما توجد.
فمثلاً الطبيعة البشرية كيف دخلت إلى حيز الحقيقة والوجود؟ إنها وجدت عندما وُجد آدم ثم حواء. فعندما يوجد شخص، توُجد الطبيعة محمولة فيه. فالجوهر (أو الطبيعة) يكون حقيقة عندما يحمله شخص.
وكلمة أقنوم معناها شخص حامل لطبيعة كائنة فيه فهى تشير إلى الشخص، هو والطبيعة التى يحملها.
إذا حَمَلَ شخصٌ طبيعة إلهية، فهو إله. وإذا حمل شخصٌ طبيعة إنسانية، فهو إنسان. وإذا حمل شخصٌ طبيعة ملائكية، فهو ملاك. وإذا حمل شخصٌ محددٌ الطبيعة الإلهية والإنسانية فى نفس الوقت فهو إله وإنسان فى نفس الوقت؛ أى إله متجسد. وهذا ما حدث فى التجسد الإلهى. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين شخصية المسيح الفريدة ... بقلم نيافة الانبا بيشوى
فالسيد المسيح بشخصه الخاص وهو يحمل الطبيعة الإلهية أصلاً منذ الأزل؛ حمل الطبيعة الإنسانية الكاملة فى نفس شخصه هذا. لذلك يقول معلمنا بولس الرسول "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8)... فأصبح مالك الطبيعة الإلهية، هو نفسه يملك الطبيعة البشرية. فهذا الشخص المالك للطبيعة؛ من حيث طبيعته الإلهية: هو إله كامل؛ إله حقيقى. ومن حيث طبيعته البشرية: هو إنسان كامل؛ وإنسان حقيقى. نفس الشخص... لم يضف إلى شخصه شخصاً آخر.
إذاً لا يوجد هنا ضميران للملكية، أحدهما يملك اللاهوت، والآخر يملك الناسوت ولكنه هو هو الذى كان إلهاً منذ الأزل ولازال إلهاً إلى الأبد. صار إنساناً فى ملء الزمان. إنساناً حقيقياً كاملاً.
"كلمة الله جاء فى شخصه الخاص" كما قال القديس أثناسيوس فى كتابه عن التجسد. ولهذا فالإيمان السليم أن شخص المسيح هو شخص واحد وهو نفسه شخص كلمة الله الأزلى.
هنا يحدث خلط بين مفهوم الشخص والطبيعة. لأن الطبيعة هى عاقلةٌ بطبيعتها ويملكها شخص. وقد مَلك الرب الطبيعة الإلهية العاقلة بطبيعتها، فهو بشخصه الإلهى كان يملك الجوهر الإلهى العاقل منذ الأزل. ولما صار إنساناً، صار يملك أيضاً ذهنية البشر أو العقل البشرى أيضاً لنفس الشخص، فأصبح له فِكر الإنسان وأسلوبه فى التفكير وذاكرته أو ذهنية الإنسان بالطبيعة. وله أيضاً ذهنية إلهية أو فكر الله فى وحدة غير ممتزجة بين الطبيعتين وخصائصهما وبلا تغيير، ولا تلغى الواحدة منهما الأخرى بسبب الاتحاد.
لذلك عندما قال أنا لا أعرف ذلك اليوم وتلك الساعة، فهذه العبارة ليس بها أية مشكلة. وقد وردت هذه العبارة فى إنجيل القديس مرقس بحسب النص التالى: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الآب" (مر13: 32). فمثلما شرح القديس أثناسيوس أنه بحسب إنسانيته أخلى نفسه ووُجد فى الهيئة كإنسان وأخذ صورة عبد. فهو لم يقبل من حيث إنسانيته أن يقتنى معرفة هذا اليوم الأخير؛ متنازلاً عن هذه المعرفة بحسب التدبير إلى أن صعد إلى السماوات ورُفع فى المجد.
وقد ورد فى الفقرة (45) من رسالة القديس أثناسيوس الثالثة ضد الأريوسيين ما نصه: "المحبون للمسيح والذين يحملون المسيح، يعرفون أن الكلمة قال لاأعرف، لا لأنه لايعرف، إذ هو بإعتباره الكلمة يعرف (كل شئ)، ولكن لكى يظهر الناحية الإنسانية، إذ أن الجهل خاص بالبشر، وأنه قد لبس الجسد الذى يجهل، والذى بوجوده فيه قال بحسب الجسد "لا أعرف".
ولهذا السبب، فبعد قوله، ولا الابن يعرف، وتحدث عن جهل الناس فى أيام نوح، أضاف مباشرة قائلاً "إسهروا إذاً، لأنكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم" وأيضاً "فى ساعة لا تظنون يأتى ابن الإنسان" (مت24: 42،44). ولكن إذ قد صرت مثلكم من أجلكم، قلت "ولا الابن". لأنه لو كان يجهل كإله كان ينبغى أن يقول "إسهروا إذن، لأنى لا أعرف، وفى ساعة لا أعلمها" لكن فى الواقع ليس هذا هو ما قاله. ولكن بقوله "لا تعلمون" و "فى ساعة لا تظنون"، أوضح بذلك أن الجهل خاص بالبشر، الذين لأجلهم أخذ جسداً مشابهاً لأجسادهم، وصار إنساناً وقال "ولا الابن يعرف" لأنه لا يعرف بالجسد رغم أنه يعرف ككلمة".
وقال أيضاً فى الفقرة (46) من نفس الرسالة :
"عندما سأله التلاميذ عن النهاية، حسناً قال حينئذٍ "ولا الابن" جسدياً، بسبب الجسد، لكى يظهر أنه كإنسان لا يعرف. لأن الجهل هـــو من خصائص البشر، ولكن إذ هـــو الكلمة، وهو الذى سوف يأتى، وهو الديان، وهو العريـس، فهو يعرف متى وفى أية ساعة سيأتى، ومتى سيُقال "استيقـظ
أيها النائم، وقم من الأموات، فيضئ لك المسيح" (أف5: 14). كما أنه إذ صار إنساناً فهو كان يجوع ويعطش ويتألم مع الناس. هكذا مع الناس كإنسان لا يعرف، رغم أنه كإله إذ هو كلمة الآب وحكمته فهو يعرف، ولا يوجد شئ لا يعرفه". هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين شخصية المسيح الفريدة ... بقلم نيافة الانبا بيشوى
إذاً عندما يقول: أنا أعرف، يكون بحسب ذِهنيته الإلهية. وعندما يقول: لا أعرف، فيكون بحسب ذهنيته البشرية... من حيث إنسانيته، هو لا يعـرف، بدون فصل بين اللاهـوت والناسوت.
أُعطى مثلاً بسيطاً : إذا أتى شخص ما على سبيل الفرض وطرق على قـبر السيد المسيح يوم السبت بعـد موتــه على الصليب؛ ونادى "يا يسوع" ولم يفتح له أحد. فذهب لحال سبيله. ثم قابل هذا الشخص السيد المسيح بعد القيامة، وقال له إنه طرق على القبر يوم السبت فهل سمِعَه؟ فإذا قال له السيد المسيح:لم أسمع؛ يكون صادقاً لأنه من حيث الجسد لم يسمع. فالجسد مات موتاً حقيقياً، وبالتالى حاسة السمع الجسدية لم تكن تعمل. وبقوله "لم أسمع" يريد تأكيد موته بحسب الجسد لئلا يظن أحد أنه كان حياً يسمع الطرقات وهو بداخل القبر. العبارة إذن لتأكيد حقيقة إنسانيته الكاملة. وإذا قال له "كنت سامعاً" يكون صادقاً أيضاً لأنه من حيث لاهوته هو سامع لكل الأشياء... هو صادق فى كلامه فى كلتا الحالتين.
العجيب فى شخصية السيد المسيح؛ أنه كان ميتاً وحياً فى نفس الوقت... ميتاً بحسب إنسانيته، وحياً بحسب ألوهيته.. هو ميت وحي فى آنٍ واحد.. مات حقاً بحسب الجسد وفى نفس الوقت لم يمت حقاً بحسب اللاهوت...
وبالمثل فإنه يعرف حقاً بحسب لاهوته، ولا يعرف حقاً بحسب إنسانيته. ولكن عندما رُفع فى المجد؛ دخل ناسوته فى حالة التمجّد التى تليق بالابن الوحيد... ولذلك نقول فى القداس الباسيلى وصعد إلى السماوات وجلس عن يمينك أيها الآب ورسم يوماً للمجازاة... وعبارة "رسم يوماً للمجازاة" تعنى أنه لما رُفع فى المجد، إنتهت فكرة أنه يُخلى نفسه من بعض نواحى المعرفة إنسانياً.
السيد المسيح شابه إخوته فى كل شئ ما خلا الخطية. فلو كان قد عرف اليوم والساعة إنسانياً أثناء وجوده على الأرض؛ فكيف يكون قد شابه إخوته بعد فى كل شئ ما خلا الخطية؟!! معنى معرفته اليوم والساعة؛ أن هناك أحد الأمور لم يشابهنا فيها (وهى معرفة اليوم).
ولكنه إرتضى أن يختبر كل ما هو للإنسان بما فى ذلك الجوع والعطش وبما فى ذلك أيضاً أن ينسب إلى نفسه عدم المعرفة وهذه كانت أكبر ضربة للشيطان أن يقول السيد المسيح "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الآب" (مر13: 32) لأن الشيطان قال لا يمكن أن اللوغوس الذى هو الكلمة الأزلى لا يعرف اليوم والساعة وبهذا شك فى ألوهية السيد المسيح وقدرته أن ينتصر على الموت، فأتم مؤامرة الصلب بكل ما فيها من خيانة وقساوة وعدوان.
لقد نسى الشيطان أن السيد المسيح كان يتكلم فى هذا الأمر بحسب إنسانيته إذ أخلى نفسه وأخذ صورة عبد "وإذ وُجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 8).
لماذا طعن السيد المسيح له المجد بالحربة في جنبه و لم تكسر ساقاه مثل اللصين؟
" ثم اذ كان استعداد فلكي لا تبقى الاجساد على الصليب في السبت لان يوم ذلك السبت كان عظيما سال اليهود بيلاطس ان تكسر سيقانهم و يرفعوا.
فاتى العسكر و كسروا ساقي الاول و الاخر المصلوب معه. و اما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم راوه قد مات.
لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة و للوقت خرج دم و ماء.
و الذي عاين شهد و شهادته حق و هو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم. لان هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه.و ايضا يقول كتاب اخر سينظرون الى الذي طعنوه."
لماذا لم يسمح السيد المسيح لأعدائه أن يدنوا نحو ساقيه اللذين شبهتا بأنهما عمودا رخام؟
أن السيد المسيح قد طعن بالحربة في جنبه للتأكد من موته, أما اللصان فكسرت سيقانهما للتعجل بموتهما:
" فاتى العسكر و كسروا ساقي الاول و الاخر المصلوب معه. و اما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم راوه قد مات." و كان هذا تتميماً لنبوة زكريا النبي :
" و افيض على بيت داود و على سكان اورشليم روح النعمة و التضرعات فينظرون الي الذي طعنوه و ينوحون عليه كنائح على وحيد له و يكونون في مرارة عليه"
و قال يوحا الرائي" هوذا ياتي مع السحاب و ستنظره كل عين و الذين طعنوه "
ذلك لأن أي مصلوب في أمتداد يديه علي الصليب تكون عضلات القفص الصدري مشدوة بطريقة لا تسمح بالتنفس و لكي يستطيع المصلوب أن يتنفس يضغط بكلتا قدميه مرتكزاً عليهما إلي أعلي رافعاً بجهده الضئيل جسده المنهك هذا كل حركة شهيق و زفير لكي تتم عملية التنفس.. فلكي يستعجلوا موت اللصين كسروا سيقانهما حتي يمنعوا تنفسهما فلا يستطيعا الأستنشاق.
و لو أتاحت لهم الفرصة مع الرب يسوع لكان له المجد مات مخنوقاً و لكننا نعلم أنه مات مذبوحاً و رفض أن يموت مخنوقاً ذلك لكي يكون ذبيحة مقبولة لأن كل مخنوق لا يصلح تقديمه ذبيحة لله. و لكن أثر أن يموت مذبوحاً لا مخنوقاً لكي يكون ذبيحة مقبولة قدمتها البشرية و قبلها الأب.
لو كان السيد المسيح قد كسرت ساقاه لأمكن أن يقوم بجسد له رجلان لأن جسد القيامة كامل.
و لكنه سمح أن يفتح جنبه و يتأكد الجميع من موته مذبوحاً و تكون فتحة جنبه شاهدة علي أنه ذبح لكي تخرج الكنيسة من جنبه كما خرجت حواء من أدم و يظل جنبه مفتوحاً يحتمي فيه كل من يحتاج إليه
ألسنا نقول إن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين؟ كيف إذن قد مات؟
يجيب قداسة البابا شنودة الثالث قائلاً:
موت المسيح معناه انفصال روحه عن جسده. وليس معناه انفصال لاهوته عن ناسوته. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين كيف مات المسيح بينما لاهوته لم يفارق ناسوته؟؟
الموت خاص بالناسوت فقط. إنه انفصال بين شقي الناسوت، الروح والجسد، دون أن ينفصل اللاهوت عن الناسوت.
وما أجمل القسمة السريانية التي نقولها في القداس الإلهي، والتي تشرح هذا الأمر في عبارة واضحة هي:
انفصلت نفسه عن جسده. ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده.
انفصلت الروح البشرية عن الجسد البشري. ولكن اللاهوت لم ينفصل عن أي منهما، وإنما بقى متحداً بهما كما كان قبل الموت. وكل ما في الأمر أنه قبل الموت، كان اللاهوت متحداً بروح المسيح وجسده وهما (أي الروح والجسد) متحدان معاً. أما في حالة الموت، فكان اللاهوت متحداً بهما وهما منفصلان عن بعضهما البعض. أي صار متحداً بالروح البشرية على حدة، ومتحداً بالجسد على حدة.
والدليل على اتحاد اللاهوت بروح المسيح البشرية أثناء موته:
أن روح المسيح المتحدة بلاهوته استطاعت أن تفتح الفردوس الذي كان مغلقاً منذ خطية آدم. واستطاعت أن تذهب إلى الجحيم، وتطلق منه كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء ـ من أبرار العهد القديم ـ وتدخلهم جميعاً إلى الفردوس ومعهم اللص اليمين، الذي وعده الرب على الصليب قائلاً "اليوم تكون معي في الفردوس"
(لو23: 43).
والدليل على اتحاد اللاهوت بجسد المسيح أثناء موته:
أن هذا الجسد بقى سليماً تماماً، واستطاع أن يقوم في اليوم الثالث، ويخرج من القبر المغلق في قوة وسر، هي قوة القيامة.
وما الذي حدث في القيامة إذن؟
حدث أن روح المسيح البشرية المتحدة باللاهوت، أتت واتحدت بجسده المتحد باللاهوت. ولم يحدث أن اللاهوت فارق الناسوت، لا قبل الموت، ولا أثناءه ولا بعده.