كان كاهنًا قديسًا في روما، وكان مع القديس ماريوس Marius وعائلته، يساعد ويشجع المعترفين والشهداء على تحمل العذابات والمعاناة، التي كانوا يقاسونها في اضطهاد الإمبراطور كلوديوس الثاني Claudius II. اُعتقل وأُرسِل بأمر من الإمبراطور إلى حاكم روما، الذي حاول معه بوعود كثيرة أن يحوله عن الإيمان ولكنه فشل. فأمر بضربه ضربًا مبرحًا ثم قطع رأسه في الرابع عشر من فبراير حوالي سنة 270م. ويقال أن الأسقف يوليوس الأول Julius I بنى كنيسة قرب Ponte Mole تذكارًا للقديس فالنتين، وحاليًا الجزء الأكبر من رفاته موجود في كنيسة St. Praxedes. يبدو أن عادة الغربيين في الاحتفال بعيد فالنتين في الرابع عشر من فبراير تعود إلى محاولة الكهنة الغيورين لمقاومة عادة وثنية كانت موجودة في تلك الأيام يتبادلون فيها في عيد الإلهة Februata Juno في الخامس عشر من الشهر بطاقات عليها أسماء للبنات. عمل الكهنة على تبديل تلك العادة بتبادل بطاقات عليها أسماء للقديسين في الرابع عشر من الشهر. تفسير آخر لتلك العادة هو القول الشائع الذي نجده مدونًا في كتابات شوسيه Chaucer عن بداية تزاوج الطيور في يوم عيد القديس فالنتين. العيد يوم 14 فبراير
كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللاتينية "لوقانوس " أو"لوكيوس" وتعني "حامل النور"، أو "المستنير".
هو ثالث الإنجيليين، وكاتب سفر أعمال الرسل، ورفيق القديس بولس في أسفاره وكرازته وأتعابه، ولا يمدّنا التاريخ بمعلومات عن حياته السابقة قبيل تعرّفه على بولس الرسول. يتشكك البعض في التقليد القديم الذي يقول أنه كان من السبعين رسولاً - وهو رأي أبيفانيوس في القرن الرابع - وأنه أحد تلميذيّ عمواس اللذين التقى بهما الرب عشية قيامته.
هو الوحيد من بين كتاب العهد الجديد الذي لم يكن يهوديًا بل كان أمميًا، غالبًا من إنطاكية سوريًا
من أبرز شهداء الإسكندرية الذين استشهدوا أيام حكم الإمبراطور ساويرس Severus فيلسوف مسيحي اسمه ليونيدس، كان رجلاً متزوجًا وكان أكبر أولاده السبعة هو العلامة أوريجينوس الذي أحبه بشدة واهتم بتعليمه بكل دقة بنفسه. حين تأججت نار الاضطهاد ضد المسيحيين في الإسكندرية بقيادة ليتوس Laetus حاكم مصر، قُبِض على ليونيدس وحُبِس. وكان أوريجينوس الذي بلغ من العمر آنذاك سبعة عشر عامًا يشتعل قلبه بشهوة الاستشهاد ومتحمسًا بشدة للسعي نحوه، حتى أن والدته أغلقت على كل ملابسه حتى تمنعه من الخروج، فكتب أوريجينوس رسالة مؤثرة إلى أبيه يحثّه على التقدم بكل شجاعة وفرح لنيل الإكليل المعد له، وأضاف قائلاً: "لا يشغلنَّك أمرنا يا أبي حتى تفكر في تغيير رأيك من أجلنا". استشهد ليونيدس سنة 202م بقطع رأسه، وصودِرت أملاكه وانحدرت أسرته إلى فقرٍ شديدٍ. Butler, April 22.
نشأتها في مدينة أخميم كانت هناك أسرة فقيرة ماديًا ولكنها غنية بالسيد المسيح، الزوج اسمه موسى والزوجة تدعى ياشمنوفا. انتقل الزوج تاركًا هذه الأسرة لترعاها عناية السماء. ترك ابنه الشاب اسمه باخوم يبلغ من العمر ثماني عشر عامًا يعمل ويكدّ لينفق على الأم والأخت الطفلة ضالوشام. كانت الأسرة مواظبة على الكنيسة، تحب الله من عمق القلب، فتشرّبت ضالوشام حياة الإيمان منذ نعومة أظافرها. اضطهاد باخوم حين أعلن الإمبراطور دقلديانوس اضطهاده للمسيحيين، أرسل جنوده في كل مكان يبحثون عن الذين يعترفون بالسيد المسيح، فقابلوا الشاب باخوم الذي كان مملوء قوة وإيمانًا، فاعترف دون خوف أو تردّد أنه مسيحي. ربط الجنود رأسه بحجر كبير حول رقبته وجرّوه وقالوا له في استهزاء: "إن كان إلهك قويًا فليخلصك من هذا العذاب". أما باخوم فأخذ يصلّي لكي يثبته الرب في الإيمان، فلما سمعت والدته وأخته الصغيرة البالغة من العمر ثمانية أعوام ذهبتا إلى الوالي لكي تعترفا معه. لما وصل الجنود أمام الوالي تم فك الحجر الكبير من باخوم المجاهد، ووقف باخوم أمام الوالي وكذلك كانت والدته وأخته قد وصلتا. وحينما وقفت هذه الأسرة الفقيرة أمام الوالي تعجّب كثيرًا لأنهم فقراء ماديًا، فأغراهم بالمال ولكنهم رفضوا كل غنى لأن غناهم هو المسيح، فأمر الوالي بضرب باخوم بسياط البقر حتى سقط على الأرض مثل ميت. شجاعة الطفلة الصغيرة ضالوشام لما رأت الطفلة الصغيرة ضالوشام ما حدث لأخيها للحال تشجّعت وقالت للوالي: "أنا مسيحية"، فهدّدها وقال لها محذرًا أنه سيفعل بها مثلما فعل بأخيها، وأخذ يغريها بالمال وبإحضار ملابس غالية الثمن عوضًا عن الملابس والخرق البالية التي على جسدها، فرفضت هذه الفتاة الصغيرة سنًا الكبيرة في إيمانها وقالت له: "إن الرب يسوع هو سترة جسدي ويسعدني أن أكون متشبهة به حينما كان مقمطًا بخرق في مزود البقر". تعجّب الوالي لشجاعة هذه الطفلة واشتعل غيظًا وأمر الجنود بضربها مثل أخيها بدون شفقة أو رحمة، فوقعت على الأرض فاقدة الوعي وللحال أُضيء المكان بنور سماوي وإذ برئيس جند الرب ميخائيل يقف وسطهما ويرشمهما بعلامة الصليب المقدّسة وشفاهما من كل جراحاتهما. لما رآهما الوالي بلا أي جروح اندهش وتعجّب وقال لهما في مكر شديد: "إن آلهتي قد وقفت بجانبكما، والآن خذا هذه الثياب الجميلة وقدّما بخور للآلهة كي تعفو عنكما". فقالا له: "نحن لا يغرينا أي شيء من متع العالم، فنحن أغنياء جدًا بالمسيح. نحن ننظر إلى الأمور الأبدية التي لا ترى، لا يهمنا أي تعذيب ولا يفرقنا شيء عن السيد المسيح، فافعل بنا ما تريد". وللحال أمر الوالي بوضع جمر نار على صدر ضالوشام وكذلك تحت جنبيها بلا رحمة حتى تحترق من شدة النار، وأكملوا هذا العمل بتقييدها بسلاسل حديدية وألقوها في وعاء كبير به ماء مغلي وتحته نيران مشتعلة. كذلك الشاب باخوم استخدموا ضدّه عذابات كثيرة، ولكن ملاك الرب أنقذهما وهما يسبحان الله. أخيرًا أمر الوالي بقطع رقبتهما ونالا إكليل الشهادة.
يا جمعا ممكن نزود فى العبه يبقا طربنا عصفرين بحجر كل و احد يحط سيره لشخصيه يعمل موضوع بها فى سير القدسين و يجيب اللنك هنا فى العبه و بكد فدنا المنتدى و فى نفس الوقت بنلعب و نتسلى
ترهّب هذا القديس منذ حداثته وقام بعبادات كثيرة، وكان محبًا للانفراد والوحدة وكان يكثر من البكاء في الصلاة طالبًا من اللّه أن ينجيه من مكائد الشيطان. سيامته بطريركًا ولما تنيّح البابا ميخائيل السادس والخمسون بقيت الكنيسة أربع عشرة سنة بدون بطريرك بسبب الكوارث القاسية التي حلّت بها، فأغلقت كثير من الكنائس، وحلّ النزاع بين المسيحيين بسبب سوء الرعاية. سخّر الرب لهم الأنبا باخوم أسقف طحا، وكانت له مكانة سامية لدى الوالي خماروية، فتوسط لديه فسمح بإقامة بطريرك للكنيسة القبطية وأعطاه تصريحًا بذلك.وقع الاختيار على هذا الأب ليكون بطريركًا مكانه فرُسم سنة رغمًا عنه في شهر بشنس عام 625ش الوالي 910م في عهد خلافة المقتدر بن المعتضد. رعايته واهتمامه بخلاص نفسه أخذ يهتم بشؤون الكنيسة ولم تمنعه مهام البطريركية عن عباداته ونسكه إذ كان يقضي أغلب الأيام في البرية، وإذا جدّ ما يستدعي قيامه إلى مصر أو الإسكندرية كان يذهب ثم يعود ثانية إلى البرية. وكان يجاهد ضد الجسد والشيطان بالإكثار من الصوم والصلاة والسهر والتواضع. وكان يستيقظ في الليل ويأخذ مجرفة من حديد ويلبس ثوبًا رثًا ويمرّ على دورات المياه التي بالقلالي فيغسلها وينظفها. وأقام على هذه الحال حتى نظر اللّه إلى تواضعه وانسحاق قلبه فرفع عنه الآلام ومنحه نعمة الانتصار على الخطية والذات. الالتزامات المادية سار على خطة سلفه في فرض ضريبة على كل أسقفٍ يُرسم جديدًا لكي يدفع الرسم المطلوب لكنائس الإسكندرية التي تعهد بها البابا ميخائيل في وقت ضيقه. كما أنه لم يلغِ الضريبة الشخصية التي كانت مفروضة على أعضاء الكنيسة القبطية لتسديد طلبات ابن طولون، بل ظل يتقاضاها حتى يتمكن من ترميم الكنائس المتهدّمة. وأقام هذا الأب عابدًا ومجاهدًا وواعظًا إحدى عشر سنة ثم تنيّح بسلام سنة 911م.
من مدينة برجة بأعمال بمفيلية، دفعته محبته للسيد المسيح أن يجاهر بإيمانه، فقبض عليه بارنباخس الأمير من قبل دقلديانوس. فاعترف أمامه بالسيد المسيح ممجدًا إياه بالتراتيل البهية، ثم ذمّ الأصنام ولعنها، فغضب عليه الأمير وأمر أن يصلبه على خشبة. سبَّح السيد المسيح الذي أهّله للشهادة على اسمه، ثم أسلم روحه بيد الرب ونال إكليل الشهادة. العيد 5 برمهات.
وُلدت في مدينة أنقرة بتركيا، التهب قلبها بالحب الإلهي، فكانت تقضي معظم الليل في الصلاة والتسبيح لله. اُعتقل والدها وهي صغيرة السن، وإذ تقدم لها عريس اعتذرت لوالدتها معلنة لها رغبتها في حياة البتولية وتكريس قلبها ووقتها لعريسها السماوي. لكن الأم لم توافق على ذلك وأرغمتها على الزواج. حياة البتولية إذ تمت مراسيم الزواج كانت ماجنا تطلب من الله أن يهبها الحكمة ويقودها في طريق البتولية. كانت ماجنا تقدم الأعذار لعريسها فلم يقترب إليها. وإذ كانت تشتهي البتولية بكل حبٍ صادقٍ مرض زوجها وسرعان ما انتقل من هذا العالم. حياة الرهبنة قامت ماجنا بتوزيع كل ما ورثته عن زوجها على الفقراء والأرامل والكنائس وبيوت الغرباء، ثم التحقت بأحد أديرة الراهبات بأنقرة، حيث كان يضم قرابة ألفين راهبة. آمنت ماجنا بضرورة العمل اليدوي المستمر، فكانت تقوم بتنظيف الدير بفرحٍ شديدٍ مع ممارسة الصلوات والجلسات الهادئة مع الكتاب المقدس، وكانت تأكل مرة واحدة في المساء. كانت موضوع دهشة الراهبات وحبهن. حتى أنه إذ أصيبت بمرض شديد تدفق الراهبات على قلايتها، وبصعوبة بالغة أوصتهن بالجهاد المستمر حتى يتمتعن بالإكليل السماوي. وضعت يديها على صدرها على شكل الصليب وسلمت روحها الطاهرة في يدي خالقها ومخلصها
أتى ملاك الرب وجلس تحت البطمة التى في عفرة التي ليوآش الابيعزري. وابنه جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين. فظهر له ملاك الرب وقال له. الرب معك يا جبار البأس. فقال له جدعون اسألك يا سيدي اذا كان الرب معنا فلماذا اصابتنا كل هذه واين كل عجائبه التي اخبرنا بها آباؤنا قائلين ألم يصعدنا الرب من مصر. والآن قد رفضنا الرب وجعلنا في كف مديان. فالتفت اليه الرب وقال اذهب بقوتك هذه وخلص اسرائيل من كفّ مديان. أما ارسلتك. فقال له اسألك يا سيدي بماذا اخلص اسرائيل. ها عشيرتي هي الذلّى في منسّى وانا الاصغر في بيت ابي. فقال له الرب اني اكون معك وستضرب المديانيين كرجل واحد. فقال له ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع لي علامة انك انت تكلمني. لا تبرح من ههنا حتى آتي اليك واخرج تقدمتي واضعها امامك. فقال اني ابقى حتى ترجع. فدخل جدعون وعمل جدي معزى وايفة دقيق فطيرا. اما اللحم فوضعه في سل واما المرق فوضعه في قدر وخرج بها اليه الى تحت البطمة وقدّمها. فقال له ملاك الله خذ اللحم والفطير وضعهما على تلك الصخرة واسكب المرق. ففعل كذلك. فمدّ ملاك الرب طرف العكاز الذي بيده ومس اللحم والفطير فصعدت نار من الصخرة واكلت اللحم والفطير. وذهب ملاك الرب عن عينيه. فرأى جدعون انه ملاك الرب فقال جدعون آه يا سيدي الرب لاني قد رأيت ملاك الرب وجها لوجه. فقال له الرب السلام لك. لا تخف. لا تموت. فبنى جدعون هناك مذبحا للرب ودعاه يهوه شلوم. الى هذا اليوم لم يزل في عفرة الابيعزريين وكان في تلك الليلة ان الرب قال له خذ ثور البقر الذي لابيك وثورا ثانيا ابن سبع سنين واهدم مذبح البعل الذي لابيك واقطع السارية التي عنده وابن مذبحا للرب الهك على راس هذا الحصن بترتيب وخذ الثور الثاني واصعد محرقة على حطب السارية التي تقطعها. فاخذ جدعون عشرة رجال من عبيده وعمل كما كلّمه الرب. واذ كان يخاف من بيت ابيه واهل المدينة ان يعمل ذلك نهارا فعمله ليلا فبكر اهل المدينة في الغد واذا بمذبح البعل قد هدم والسارية التي عنده قد قطعت والثور الثاني قد أصعد على المذبح الذي بني. فقال الواحد لصاحبه من عمل هذا الامر. فسألوا وبحثوا فقالوا ان جدعون بن يوآش قد فعل هذا الامر. فقال اهل المدينة ليوآش اخرج ابنك لكي يموت لانه هدم مذبح البعل وقطع السارية التي عنده. فقال يوآش لجميع القائمين عليه انتم تقاتلون للبعل ام انتم تخلصونه. من يقاتل له يقتل في هذا الصباح. ان كان الها فليقاتل لنفسه لان مذبحه قد هدم. فدعاه في ذلك اليوم يربعل قائلا ليقاتله البعل لانه هدم مذبحه واجتمع جميع المديانيين والعمالقة وبني المشرق معا وعبروا ونزلوا في وادي يزرعيل. ولبس روح الرب جدعون فضرب بالبوق فاجتمع ابيعزر وراءه. وارسل رسلا الى جميع منسّى فاجتمع هو ايضا وراءه وارسل رسلا الى اشير وزبولون ونفتالي فصعدوا للقائهم. وقال جدعون لله. ان كنت تخلص بيدي اسرائيل كما تكلمت فها اني واضع جزّة الصوف في البيدر فان كان طل على الجزّة وحدها وجفاف على الارض كلها علمت انك تخلص بيدي اسرائيل كما تكلمت. وكان كذلك. فبكر في الغد وضغط الجزّة وعصر طلا من الجزّة ملء قصعة ماء. فقال جدعون لله لا يحم غضبك عليّ فاتكلم هذه المرة فقط. أمتحن هذه المرة فقط بالجزّة. فليكن جفاف في الجزّة وحدها وعلى كل الارض ليكن طل. ففعل الله كذلك في تلك الليلة. فكان جفاف في الجزّة وحدها وعلى الارض كلها كان طل فبكر يربعل اي جدعون وكل الشعب الذي معه ونزلوا على عين حرود. وكان جيش المديانيين شماليهم عند تل مورة في الوادي. وقال الرب لجدعون ان الشعب الذي معك كثير عليّ لادفع المديانيين بيدهم لئلا يفتخر عليّ اسرائيل قائلا يدي خلصتني. والآن ناد في آذان الشعب قائلا من كان خائفا ومرتعدا فليرجع وينصرف من جبل جلعاد. فرجع من الشعب اثنان وعشرون الفا. وبقي عشرة آلاف. وقال الرب لجدعون لم يزل الشعب كثيرا. انزل بهم الى الماء فانقيهم لك هناك. ويكون ان الذي اقول لك عنه هذا يذهب معك فهو يذهب معك وكل من اقول لك عنه هذا لا يذهب معك فهو لا يذهب. فنزل بالشعب الى الماء. وقال الرب لجدعون كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب فأوقفه وحده. وكذا كل من جثا على ركبتيه للشرب. وكان عدد الذين ولغوا بيدهم الى فمهم ثلاث مئة رجل. واما باقي الشعب جميعا فجثوا على ركبهم لشرب الماء. فقال الرب لجدعون بالثلاث مئة الرجل الذين ولغوا اخلصكم وادفع المديانيين ليدك. واما سائر الشعب فليذهبوا كل واحد الى مكانه. فاخذ الشعب زادا بيدهم مع ابواقهم. وارسل سائر رجال اسرائيل كل واحد الى خيمته وأمسك الثلاث مئة الرجل. وكانت محلّة المديانيين تحته في الوادي وكان في تلك الليلة ان الرب قال له قم انزل الى المحلّة لاني قد دفعتها الى يدك. وان كنت خائفا من النزول فانزل انت وفورة غلامك الى المحلّة وتسمع ما يتكلمون به وبعد تتشدد يداك وتنزل الى المحلّة. فنزل هو وفورة غلامه الى آخر المتجهزين الذين في المحلّة. وكان المديانيون والعمالقة وكل بني المشرق حالّين في الوادي كالجراد في الكثرة. وجمالهم لا عدد لها كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة. وجاء جدعون فاذا رجل يخبر صاحبه بحلم ويقول هوذا قد حلمت حلما واذا رغيف خبز شعير يتدحرج في محلّة المديانيين وجاء الى الخيمة وضربها فسقطت وقلبها الى فوق فسقطت الخيمة. فاجاب صاحبه وقال ليس ذلك الا سيف جدعون بن يوآش رجل اسرائيل. قد دفع الله الى يده المديانيين وكل الجيش وكان لما سمع جدعون خبر الحلم وتفسيره انه سجد ورجع الى محلّة اسرائيل وقال قوموا لان الرب قد دفع الى يدكم جيش المديانيين. وقسم الثلاث مئة الرجل الى ثلاث فرق وجعل ابواقا في ايديهم كلهم وجرارا فارغة ومصابيح في وسط الجرار. وقال لهم انظروا اليّ وافعلوا كذلك. وها انا آت الى طرف المحلّة فيكون كما افعل انكم هكذا تفعلون. ومتى ضربت بالبوق انا وكل الذين معي فاضربوا انتم ايضا بالابواق حول كل المحلّة وقولوا للرب ولجدعون فجاء جدعون والمئة الرجل الذين معه الى طرف المحلّة في اول الهزيع الاوسط وكانوا اذ ذاك قد اقاموا الحراس فضربوا بالابواق وكسروا الجرار التي بايديهم. فضربت الفرق الثلاث بالابواق وكسروا الجرار وامسكوا المصابيح بايديهم اليسرى والابواق بايديهم اليمنى ليضربوا بها وصرخوا سيف للرب ولجدعون. ووقفوا كل واحد في مكانه حول المحلّة فركض كل الجيش وصرخوا وهربوا. وضرب الثلاث المئين بالابواق وجعل الرب سيف كل واحد بصاحبه وبكل الجيش. فهرب الجيش الى بيت شطّة الى صردة حتى الى حافة آبل محولة الى طبّاة. فاجتمع رجال اسرائيل من نفتالي ومن اشير ومن كل منسّى وتبعوا المديانيين فارسل جدعون رسلا الى كل جبل افرايم قائلا انزلوا للقاء المديانيين وخذوا منهم المياه الى بيت بارة والاردن. فاجتمع كل رجال افرايم واخذوا المياه الى بيت بارة والاردن. وامسكوا اميري المديانيين غرابا وذئبا وقتلوا غرابا على صخرة غراب واما ذئب فقتلوه في معصرة ذئب. وتبعوا المديانيين. واتوا براسي غراب وذئب الى جدعون من عبر الاردن وقال له رجال افرايم ما هذا الامر الذي فعلت بنا اذ لم تدعنا عند ذهابك لمحاربة المديانيين. وخاصموه بشدة. فقال لهم ماذا فعلت الآن نظيركم. أليس خصاصة افرايم خيرا من قطاف ابيعزر. ليدكم دفع الله اميري المديانيين غرابا وذئبا. وماذا قدرت ان اعمل نظيركم. حينئذ ارتخت روحهم عنه عندما تكلم بهذا الكلام وجاء جدعون الى الاردن وعبر هو والثلاث مئة الرجل الذين معه معيين ومطاردين. فقال لاهل سكوت اعطوا ارغفة خبز للقوم الذين معي لانهم معيون وانا ساع وراء زبح وصلمناع ملكي مديان. فقال رؤساء سكوت هل ايدي زبح وصلمناع بيدك الآن حتى نعطي جندك خبزا. فقال جدعون. لذلك عندما يدفع الرب زبح وصلمناع بيدي ادوس لحمكم مع اشواك البرية بالنوارج. وصعد من هناك الى فنوئيل وكلمهم هكذا. فاجابه اهل فنوئيل كما اجاب اهل سكوت. فكلم ايضا اهل فنوئيل قائلا عند رجوعي بسلام اهدم هذا البرج. وكان زبح وصلمناع في قرقر وجيشهما معهما نحو خمسة عشر الفا كل الباقين من جميع جيش بني المشرق. والذين سقطوا مئة وعشرون الف رجل مخترطي السيف وصعد جدعون في طريق ساكني الخيام شرقي نوبح ويجبهة وضرب الجيش وكان الجيش مطمئنا. فهرب زبح وصلمناع فتبعهما وامسك ملكي مديان زبح وصلمناع وازعج كل الجيش ورجع جدعون بن يواش من الحرب من عند عقبة حارس. وامسك غلاما من اهل سكوت وساله فكتب له رؤساء سكوت وشيوخها سبعة وسبعين رجلا. ودخل الى اهل سكوت وقال هوذا زبح وصلمناع اللذان عيرتموني بهما قائلين هل ايدي زبح صلمناع بيدك الآن حتى نعطي رجالك المعيين خبزا. واخذ شيوخ المدينة واشواك البرية والنوارج وعلّم بها اهل سكوت. وهدم برج فنوئيل وقتل رجال المدينة وقال لزبح وصلمناع كيف الرجال الذين قتلتماهم في تابور. فقالا مثلهم مثلك. كل واحد كصورة اولاد ملك. فقال هم اخوتي بنو امي. حيّ هو الرب لو استحييتماهم لما قتلتكما. وقال ليثر بكره قم اقتلهما فلم يخترط الغلام سيفه لانه خاف بما انه فتى بعد فقال زبح وصلمناع قم انت وقع علينا لانه مثل الرجل بطشه. فقام جدعون وقتل زبح وصلمناع واخذ الاهلّة التي في اعناق جمالهما وقال رجال اسرائيل لجدعون تسلط علينا انت وابنك وابن ابنك لانك قد خلّصتنا من يد مديان. فقال لهم جدعون لا اتسلط انا عليكم ولا يتسلط ابني عليكم. الرب يتسلط عليكم. ثم قال لهم جدعون اطلب منكم طلبة ان تعطوني كل واحد اقراط غنيمته. لانه كان لهم اقراط ذهب لانهم اسمعيليون. فقالوا اننا نعطي. وفرشوا رداء وطرحوا عليه كل واحد اقراط غنيمته. وكان وزن اقراط الذهب التي طلب الفا وسبع مئة شاقل ذهبا ما عدا الاهلّة والحلق واثواب الارجوان التي على ملوك مديان وما عدا القلائد التي في اعناق جمالهم. فصنع جدعون منها افودا وجعله في مدينته في عفرة وزنى كل اسرائيل وراءه هناك فكان ذلك لجدعون وبيته فخا. وذلّ مديان امام بني اسرائيل ولم يعودوا يرفعون رؤسهم. واستراحت الارض اربعين سنة في ايام جدعون وذهب يربعل بن يوآش واقام في بيته. وكان لجدعون سبعون ولدا خارجون من صلبه لانه كانت له نساء كثيرات. وسرّيته التي في شكيم ولدت له هي ايضا ابنا فسماه ابيمالك. ومات جدعون بن يوآش بشيبة صالحة ودفن في قبر يوآش ابيه في عفرة ابيعزر وكان بعد موت جدعون ان بني اسرائيل رجعوا وزنوا وراء البعليم وجعلوا لهم بعل بريث الها. ولم يذكر بنو اسرائيل الرب الههم الذي انقذهم من يد جميع اعدائهم من حولهم. ولم يعملوا معروفا مع بيت يربعل جدعون نظير كل الخير الذي عمل مع اسرائيل . قضاة 6 :11-8: 35
حدث في ايام حكم القضاة انه صار جوع في الارض فذهب رجل من بيت لحم يهوذا ليتغرب في بلاد موآب هو وامرأته وابناه. واسم الرجل أليمالك واسم امرأته نعمي واسما ابنيه محلون وكليون. افراتيون من بيت لحم يهوذا فأتوا الى بلاد موآب وكانوا هناك. ومات أليمالك رجل نعمي وبقيت هي وابناها. فأخذا لهما امرأتين موآبيتين اسم احداهما عرفة واسم الاخرى راعوث واقاما هناك نحو عشر سنين. ثم ماتا كلاهما محلون وكليون فتركت المرأة من ابنيها ومن رجلها
فقامت هي وكنتاها ورجعت من بلاد موآب لانها سمعت في بلاد موآب ان الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزا. وخرجت من المكان الذي كانت فيه وكنتاها معها وسرن في الطريق للرجوع الى ارض يهوذا. فقالت نعمي لكنتيها اذهبا ارجعا كل واحدة الى بيت امها. وليصنع الرب معكما احسانا كما صنعتما بالموتى وبي. وليعطكما الرب ان تجدا راحة كل واحدة في بيت رجلها. فقبّلتهما ورفعن اصواتهنّ وبكين. فقالتا لها اننا نرجع معك الى شعبك. فقالت نعمي ارجعا يا بنتيّ. لماذا تذهبان معي. هل في احشائي بنون بعد حتى يكونوا لكما رجالا. ارجعا يا بنتي واذهبا لاني قد شخت عن ان اكون لرجل. وان قلت لي رجاء ايضا باني اصير هذه الليلة لرجل وألد بنين ايضا هل تصبران لهم حتى يكبروا. هل تنحجزان من اجلهم عن ان تكونا لرجل. لا يا بنتيّ فاني مغمومة جدا من اجلكما لان يد الرب قد خرجت عليّ. ثم رفعن اصواتهنّ وبكين ايضا. فقبّلت عرفة حماتها واما راعوث فلصقت بها. فقالت هوذا قد رجعت سلفتك الى شعبها وآلهتها. ارجعي انت وراء سلفتك. فقالت راعوث لا تلحّي عليّ ان اتركك وارجع عنك لانه حيثما ذهبت اذهب وحيثما بتّ ابيت. شعبك شعبي والهك الهي. حيثما مت اموت وهناك اندفن. هكذا يفعل الرب بي وهكذا يزيد. انما الموت يفصل بيني وبينك. فلما رأت انها مشدّدة على الذهاب معها كفّت عن الكلام اليها فذهبتا كلتاهما حتى دخلتا بيت لحم وكان عند دخولهما بيت لحم ان المدينة كلها تحرّكت بسببهما وقالوا أهذه نعمي. فقالت لهم لا تدعوني نعمي بل ادعوني مرّة لان القدير قد أمرّني جدا. اني ذهبت ممتلئة وارجعني الرب فارغة لماذا تدعونني نعمي والرب قد اذلّني والقدير قد كسّرني. فرجعت نعمي وراعوث الموآبية كنتها معها التي رجعت من بلاد موآب ودخلتا بيت لحم في ابتداء حصاد الشعير
عمد النبي هوشع في القرن الثامن ق.م. إلى تدوين هذا السفر بإرشاد من الله. وهو يشتمل على جزأين غير متساويين. يعالج الجزء الأَول حياة هوشع (الفصول 13)؛ ويدور الجزء الثاني حول رسالته التي حملها إلى سكان المملكة الشمالية (الفصول 414)
. كان هوشع نبي المملكة الشمالية لبني إسرائيل، وعاش قبل انهيارها في عام 722 ق.م. واستغرقت خدمته طوال 40 سنة، فكان بذلك معاصرا للأنبياء عاموس وإشعياء وميخا. لقد رمزت حياة هوشع العائلية التعسة إلى وضع المملكة المزري، فكما هجرته زوجته لتمارس الدعارة هكذا نبذ بني إسرائيل الله وسعوا لعبادة أوثان الأُمم. ولكن كما ظل هوشع على حبه لزوجته الخائنة ثم ردها أخيرا إلى منزله فإن الله ثابر أيضا على حبه لبني إسرائيل ووعد أن يستردهم إلى عبادته وتقواه في يوم ما. نقع في هذا الكتاب على أمرين متناقضين هما أمانة الله ومحبته، وضلال إسرائيل وخيانتها. إن الصورة التي يرسمها النبي لله هي صورة حية للأمانة والعناية والغفران والمحبة والرأْفة. فمحبة الله المستمرة هي موضوع هذا الكتاب. أما صورة إسرائيل فهي صورة الزوجة الخائنة الخاطئة المتمردة الخليعة، التي تتسم بالجهل والحماقة لرفضها ما يطلبه الله منها وعدم رغبتها في مرضاته. ولكن كما انتصر حب هوشع في نهاية الأمر فإن محبة الله قادرة أن تجري تغييرا معجزيا في حياة كل من يقبل إليه تائبا..
في القرن السابع ق.م.، وبوحي من الله، تنبأ النبي ناحوم، صاحب هذا الكتاب، بدمار نينوى عاصمة مملكة أشور. كان الأشوريونَ قد قضوا على السامرة في سنة 722 ق.م. ولكنهم لاقوا نفس هذا المصير من جراء كبريائهم ووحشيتهم في سنة 612 ق.م. يصف ناحوم بقسوة أسباب دمار نينوى فيشير إلى عبادتها للأصنام، وفظاظتها، وجرائمها، وأكاذيبها، وخيانتها، وخرافاتها، ومظالمها. كانت مدينة مليئة بالدم (3: 1)، ومثل هذه المدينة لا يحق لها البقاء. تنم رسالة هذا الكتاب عن قداسة الله وعدله وقوته. يتحكم الله بالأرض قاطبة حتى بأُولئك الذين لا يعترفون به. هو يعيِّن تخوم الأُمم، وكل أُمة تتعدى على شريعته مآلها الدمار. ومع ذلك، وعلى الرغم من قضاء الدينونة فهناك أيضا رسالة رجاء تُومض في ظلمات هذا الليل المخيف: إن الله بطيء الغضب (1: 3)، وصالح (1: 7)؛ ويقدِّم البشائر السارَّة لكلِّ من يطلب البركة بدلاً من دينونة الله (1: 15).
وحي على نينوى. سفر رؤيا ناحوم الالقوشي الرب اله غيور ومنتقم. الرب منتقم وذو سخط. الرب منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على اعدائه. الرب بطيء الغضب وعظيم القدرة ولكنه لا يبرئ البتة. الرب في الزوبعة وفي العاصف طريقه والسحاب غبار رجليه ينتهر البحر فينشفه ويجفف جميع الانهار. يذبل باشان والكرمل وزهر لبنان يذبل. الجبال ترجف منه والتلال تذوب والارض ترفع من وجهه والعالم وكل الساكنين فيه. من يقف امام سخطه ومن يقوم في حمو غضبه. غيظه ينسكب كالنار والصخور تنهدم منه. صالح هو الرب حصن في يوم الضيق وهو يعرف المتوكلين عليه. ولكن بطوفان عابر يصنع هلاكا تاما لموضعها واعداؤه يتبعهم ظلام ماذا تفتكرون على الرب. هو صانع هلاكا تاما. لا يقوم الضيق مرتين. فانهم وهم مشتبكون مثل الشوك وسكرانون كمن خمرهم يؤكلون كالقش اليابس بالكمال. منك خرج المفتكر على الرب شرا المشير بالهلاك هكذا قال الرب. ان كانوا سالمين وكثيرين هكذا فهكذا يجزّون فيعبر. اذللتك. لا اذلّك ثانية. والآن اكسر نيره عنك واقطع ربطك. ولكن قد اوصى عنك الرب لا يزرع من اسمك في ما بعد. اني اقطع من بيت الهك التماثيل المنحوتة والمسبوكة. اجعله قبرك لانك صرت حقيرا هوذا على الجبال قدما مبشّر مناد بالسلام عيّدي يا يهوذا اعيادك اوفي نذورك فانه لا يعود يعبر فيك ايضا المهلك. قد انقرض كله قد ارتفعت المقمعة على وجهك. احرس الحصن راقب الطريق شدّد الحقوين مكّن القوة جدا. فان الرب يرد عظمة يعقوب كعظمة اسرائيل لان السالبين قد سلبوهم واتلفوا قضبان كرومهم. ترس ابطاله محمّر. رجال الجيش قرمزيّون. المركبات بنار الفولاذ في يوم اعداده. والسرو يهتزّ. تهيج المركبات في الازقة. تتراكض في الساحات. منظرها كمصابيح. تجري كالبروق يذكر عظماءه. يتعثرون في مشيهم. يسرعون الى سورها وقد اقيمت المترسة. ابواب الانهار انفتحت والقصر قد ذاب. وهصّب قد انكشفت. أطلعت. وجواريها تئنّ كصوت الحمام ضاربات على صدورهنّ. ونينوى كبركة ماء منذ كانت ولكنهم الآن هاربون. قفوا قفوا ولا ملتفت. انهبوا فضة انهبوا ذهبا فلا نهاية للتحف للكثرة من كل متاع شهي. فراغ وخلاء وخراب وقلب ذائب وارتخاء ركب ووجع في كل حقو. واوجه جميعهم تجمع حمرة اين مأوى الأسود ومرعى اشبال الأسود. حيث يمشي الاسد واللبوة وشبل الاسد وليس من يخوّف. الاسد المفترس لحاجة جرائه والخانق لاجل لبواته حتى ملأ مغاراته فرائس ومآويه مفترسات. ها انا عليك يقول رب الجنود. فاحرق مركباتك دخانا واشبالك ياكلها السيف واقطع من الارض فرائسك ولا يسمع ايضا صوت رسلك ويل لمدينة الدماء. كلها ملآنة كذبا وخطفا. لا يزول الافتراس. صوت السوط وصوت رعشة البكر وخيل تخبّ ومركبات تقفز وفرسان تنهض ولهيب السيف وبريق الرمح وكثرة جرحى ووفرة قتلى ولا نهاية للجثث. يعثرون بجثثهم من اجل زنى الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة امما بزناها وقبائل بسحرها. هانذا عليك يقول رب الجنود فاكشف اذيالك الى فوق وجهك وأري الامم عورتك والممالك خزيك. واطرح عليك اوساخا واهينك واجعلك عبرة. ويكون كل من يراك يهرب منك ويقول خربت نينوى من يرثي لها. من اين اطلب لك معزّين هل انت افضل من نوأمون الجالسة بين الانهار حولها المياه التي هي حصن البحر ومن البحر سورها. كوش قوتها مع مصر وليست نهاية. فوط ولوبيم كانوا معونتك. هي ايضا قد مضت الى المنفى بالسبي واطفالها حطّمت في راس جميع الازقة وعلى اشرافها القوا قرعة وجميع عظمائها تقيدوا بالقيود. انت ايضا تسكرين تكونين خافية. انت ايضا تطلبين حصنا بسبب العدو جميع قلاعك اشجار تين بالبواكير اذا انهزّت تسقط في فم الآكل. هوذا شعبك نساء في وسطك. تنفتح لاعدائك ابواب ارضك. تأكل النار مغاليقك. استقي لنفسك ماء للحصار. اصلحي قلاعك ادخلي في الطين ودوسي في الملاط. اصلحي الملبن. هناك تأكلك نار يقطعك سيف يأكلك كالغوغاء. تكاثري كالغوغاء تعاظمي كالجراد. اكثرت تجّارك اكثر من نجوم السماء. الغوغاء جنّحت وطارت. رؤساؤك كالجراد وولاتك كحرجلة الجراد الحالّة على الجدران في يوم البرد. تشرق الشمس فتطير ولا يعرف مكانها اين هو. نعست رعاتك يا ملك اشور اضطجعت عظماؤك تشتّت شعبك على الجبال ولا من يجمع. ليس جبر لانكسارك. جرحك عديم الشفاء. كل الذين يسمعون خبرك يصفّقون بايديهم عليك لانه على من لم يمرّ شرّك على الدوام ناحوم 1: 1-3: 19
صلّى اسحق الى الرب لاجل امرأته لانها كانت عاقرا. فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته. وتزاحم الولدان في بطنها. فقالت ان كان هكذا فلماذا انا. فمضت لتسأل الرب. فقال لها الرب في بطنك امّتان. ومن احشائك يفترق شعبان. شعب يقوى على شعب. وكبير يستعبد لصغير
فلما كملت ايامها لتلد اذا في بطنها توأمان. فخرج الاول احمر. كله كفروة شعر. فدعوا اسمه عيسو. وبعد ذلك خرج اخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب. وكان اسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما
فكبر الغلامان. وكان عيسو انسانا يعرف الصيد انسان البرية ويعقوب انسانا كاملا يسكن الخيام. فاحب اسحق عيسو لان في فمه صيدا. واما رفقة فكانت تحب يعقوب. وطبخ يعقوب طبيخا فاتى عيسو من الحقل وهو قد اعيا. فقال عيسو ليعقوب اطعمني من هذا الاحمر لاني قد اعييت. لذلك دعي اسمه ادوم. فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك. فقال عيسو ها انا ماض الى الموت. فلماذا لي بكورية. فقال يعقوب احلف لي اليوم. فحلف له. فباع بكوريته ليعقوب. فاعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس. فاكل وشرب وقام ومضى. فاحتقر عيسو البكورية
وكان في الارض جوع غير الجوع الاول الذي كان في ايام ابراهيم. فذهب اسحق الى ابيمالك ملك الفلسطينيين الى جرار. وظهر له الرب وقال لا تنزل الى مصر. اسكن في الارض التي اقول لك. تغرب في هذه الارض. فاكون معك واباركك. لاني لك ولنسلك اعطي جميع هذه البلاد وافي بالقسم الذي اقسمت لابراهيم ابيك. واكثر نسلك كنجوم السماء واعطي نسلك جميع هذه البلاد وتتبارك في نسلك جميع امم الارض. من اجل ان ابراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي اوامري وفرائضي وشرائعي. فاقام اسحق في جرار
وسأله اهل المكان عن امرأته. فقال هي اختي. لانه خاف ان يقول امرأتي لعل اهل المكان يقتلونني من اجل رفقة لانها كانت حسنة المنظر. وحدث اذ طالت له الايام هناك ان ابيمالك ملك الفلسطينيين اشرف من الكوّة ونظر واذا اسحق يلاعب رفقة امرأته. فدعا ابيمالك اسحق وقال انما هي امرأتك. فكيف قلت هي اختي. فقال له اسحق لاني قلت لعلي اموت بسببها. فقال ابيمالك ما هذا الذي صنعت بنا. لولا قليل لاضطجع احد الشعب مع امرأتك فجلبت علينا ذنبا. فاوصى ابيمالك جميع الشعب قائلا الذي يمسّ هذا الرجل او امرأته موتا يموت
وزرع اسحق في تلك الارض فاصاب في تلك السنة مئة ضعف وباركه الرب. فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم حتى صار عظيما جدا. فكان له مواش من الغنم ومواش من البقر وعبيد كثيرون. فحسده الفلسطينيون. وجميع الآبار التي حفرها عبيد ابيه في ايام ابراهيم ابيه طمّها الفلسطينيون وملأوها ترابا. وقال أبيمالك لاسحق اذهب من عندنا لانك صرت اقوى منا جدا. فمضى اسحق من هناك ونزل في وادي جرار واقام هناك
فعاد اسحق ونبش آبار الماء التي حفروها في ايام ابراهيم ابيه وطمّها الفلسطينيون بعد موت ابيه. ودعاها باسماء كالاسماء التي دعاها بها ابوه. وحفر عبيد اسحق في الوادي فوجدوا هناك بئر ماء حيّ. فخاصم رعاة جرار رعاة اسحق قائلين لنا الماء. فدعا اسم البئر عسق لانهم نازعوه. ثم حفروا بئرا اخرى وتخاصموا عليها ايضا. فدعى اسمها سطنة. ثم نقل من هناك وحفر بئرا اخرى ولم يتخاصموا عليها. فدعا اسمها رحوبوت. وقال انه الآن قد ارحب لنا الرب واثمرنا في الارض. ثم صعد من هناك الى بئر سبع. فظهر له الرب في تلك الليلة وقال انا اله ابراهيم ابيك. لا تخف لاني معك واباركك واكثر نسلك من اجل ابراهيم عبدي. فبنى هناك مذبحا ودعا باسم الرب. ونصب هناك خيمته وحفر هناك عبيد اسحق بئرا
وذهب اليه من جرار ابيمالك وأحزّات من اصحابه وفيكول رئيس جيشه. فقال لهم اسحق ما بالكم أتيتم اليّ وانتم قد ابغضتموني وصرفتموني من عندكم. فقالوا اننا قد رأينا ان الرب كان معك. فقلنا ليكن بيننا حلف بيننا وبينك ونقطع معك عهدا ان لا تصنع بنا شرا. كما لم نمسّك وكما لم نصنع بك الا خيرا وصرفناك بسلام. انت الآن مبارك الرب. فصنع لهم ضيافة. فأكلوا وشربوا. ثم بكروا في الغد وحلفوا بعضهم لبعض وصرفهم اسحق. فمضوا من عنده بسلام. وحدث في ذلك اليوم ان عبيد اسحق جاءوا واخبروه عن البئر التي حفروا وقالوا له قد وجدنا ماء. فدعاها شبعة. لذلك اسم المدينة بئر سبع الى هذا اليوم
ولما كان عيسو ابن اربعين سنة اتخذ زوجة يهوديت ابنة بيري الحثّي وبسمة ابنة ايلون الحثّي. فكانتا مرارة نفس لاسحق ورفقة
وحدث لما شاخ اسحق وكلّت عيناه عن النظر انه دعا عيسو ابنه الاكبر وقال له يا ابني. فقال له هانذا. فقال انني قد شخت ولست اعرف يوم وفاتي. فالآن خذ عدتك جعبتك وقوسك واخرج الى البرية وتصيّد لي صيدا. واصنع لي اطعمة كما احب وأتني بها لآكل حتى تباركك نفسي قبل ان اموت
وكانت رفقة سامعة اذ تكلم اسحق مع عيسو ابنه. فذهب عيسو الى البرية كي يصطاد صيدا ليأتي به. وأما رفقة فكلمت يعقوب ابنها قائلة اني قد سمعت اباك يكلم عيسو اخاك قائلا. ائتني بصيد واصنع لي اطعمة لآكل واباركك امام الرب قبل وفاتي. فالآن يا ابني اسمع لقولي في ما انا آمرك به. اذهب الى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيّدين من المعزى. فأصنعهما اطعمة لابيك كما يحب. فتحضرها الى ابيك لياكل حتى يباركك قبل وفاته. فقال يعقوب لرفقة امه هوذا عيسو اخي رجل اشعر وانا رجل املس. ربما يجسّني ابي فاكون في عينيه كمتهاون واجلب على نفسي لعنة لا بركة. فقالت له امه لعنتك عليّ يا ابني. اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي. فذهب واخذ واحضر لامه. فصنعت امه اطعمة كما كان ابوه يحب. واخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الاكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت والبست يعقوب ابنها الاصغر. والبست يديه وملاسة عنقه جلود جديي المعزى. واعطت الاطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها
فدخل الى ابيه وقال يا ابي. فقال هانذا. من انت يا ابني. فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك. قد فعلت كما كلمتني. قم اجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك. فقال اسحق لابنه ما هذا الذي اسرعت لتجد يا ابني. فقال ان الرب الهك قد يسّر لي. فقال اسحق ليعقوب تقدم لاجسّك يا ابني. أأنت هو ابني عيسو ام لا. فتقدم يعقوب الى اسحق ابيه. فجسّه وقال الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو. ولم يعرفه لان يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو اخيه. فباركه . وقال هل انت هو ابني عيسو. فقال انا هو. فقال قدم لي لآكل من صيد ابني حتى تباركك نفس. فقدّم له فاكل. واحضر له خمرا فشرب. فقال له اسحق ابوه تقدم وقبّلني يا ابني. فتقدم وقبّله. فشم رائحة ثيابه وباركه. وقال انظر. رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الرب. فليعطك الله من ندى السماء. ومن دسم الارض. وكثرة حنطة وخمر. ليستعبد لك شعوب. وتسجد لك قبائل. كن سيدا لاخوتك. وليسجد لك بنو امك. ليكن لاعنوك ملعونين. ومباركوك مباركين
وحدث عندما فرغ اسحق من بركة يعقوب ويعقوب قد خرج من لدن اسحق ابيه ان عيسو اخاه أتى من صيده. فصنع هو ايضا اطعمة ودخل بها الى ابيه وقال لابيه ليقم ابي وياكل من صيد ابنه حتى تباركني نفسك. فقال له اسحق ابوه من انت. فقال انا ابنك بكرك عيسو. فارتعد اسحق ارتعادا عظيما جدا. وقال فمن هو الذي اصطاد صيدا وأتى به اليّ فاكلت من الكل قبل ان تجيء وباركته. نعم ويكون مباركا. فعندما سمع عيسو كلام ابيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا. وقال لابيه باركني انا ايضا يا ابي. فقال قد جاء اخوك بمكر واخذ بركتك. فقال الا ان اسمه دعي يعقوب. فقد تعقبني الآن مرتين. اخذ بكوريتي وهوذا الآن قد اخذ بركتي. ثم قال أما ابقيت لي بركة. فاجاب اسحق وقال لعيسو اني قد جعلته سيدا لك ودفعت اليه جميع اخوته عبيدا وعضدته بحنطة وخمر. فماذا اصنع اليك يا ابني. فقال عيسو لابيه ألك بركة واحدة فقط يا ابي. باركني انا ايضا يا ابي. ورفع عيسو صوته وبكى. فاجاب اسحق ابوه وقال له هوذا بلا دسم الارض يكون مسكنك. وبلا ندى السماء من فوق. وبسيفك تعيش. ولاخيك تستعبد. ولكن يكون حينما تجمح انك تكسر نيره عن عنقك
فحقد عيسو على يعقوب من اجل البركة التي باركه بها ابوه. وقال عيسو في قلبه قربت ايام مناحة ابي. فاقتل يعقوب اخي. فأخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها الاكبر. فارسلت ودعت يعقوب ابنها الاصغر وقالت له هوذا عيسو اخوك متسلّ من جهتك بانه يقتلك. فالآن يا ابني اسمع لقولي وقم اهرب الى اخي لابان الى حاران. وأقم عنده اياما قليلة حتى يرتد سخط اخيك. حتى يرتد غضب اخيك عنك وينسى ما صنعت به. ثم ارسل فآخذك من هناك. لماذا اعدم اثنيكما في يوم واحد
وقالت رفقة لاسحق مللت حياتي من اجل بنات حثّ. ان كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حثّ مثل هؤلاء من بنات الارض فلماذا لي حياة
فدعا اسحق يعقوب وباركه واوصاه وقال له لا تأخذ زوجة من بنات كنعان. قم اذهب الى فدّان ارام الى بيت بتوئيل ابي امك وخذ لنفسك زوجة من هناك من بنات لابان اخي امك. والله القدير يباركك ويجعلك مثمرا ويكثّرك فتكون جمهورا من الشعوب. ويعطيك بركة ابراهيم لك ولنسلك معك. لترث ارض غربتك التي اعطاها الله لابراهيم. فصرف اسحق يعقوب فذهب الى فدّان ارام الى لابان بن بتوئيل الارامي اخي رفقة ام يعقوب وعيسو
فلما رأى عيسو ان اسحق بارك يعقوب وارسله الى فدّان ارام ليأخذ لنفسه من هناك زوجة. اذ باركه واوصاه قائلا لا تأخذ زوجة من بنات كنعان. وان يعقوب سمع لابيه وامّه وذهب الى فدّان ارام رأى عيسو ان بنات كنعان شريرات في عيني اسحق ابيه. فذهب عيسو الى اسماعيل واخذ محلة بنت اسماعيل بن ابراهيم اخت نبايوت زوجة له على نسائه
فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران. وصادف مكانا وبات هناك لان الشمس كانت قد غابت. واخذ من حجارة المكان ووضعه تحت راسه فاضطجع في ذلك المكان. ورأى حلما واذا سلّم منصوبة على الارض وراسها يمسّ السماء. وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. وهوذا الرب واقف عليها فقال انا الرب اله ابراهيم ابيك واله اسحق. الارض التي انت مضطجع عليها اعطيها لك ولنسلك. ويكون نسلك كتراب الارض وتمتدّ غربا وشرقا وشمالا وجنوبا. ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الارض. وها انا معك واحفظك حيثما تذهب واردك الى هذه الارض. لاني لا اتركك حتى افعل ما كلمتك به
فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حقا ان الرب في هذا المكان وانا لم اعلم. وخاف وقال ما ارهب هذا المكان. ما هذا الا بيت الله وهذا باب السماء. وبكّر يعقوب في الصباح واخذ الحجر الذي وضعه تحت راسه واقامه عمودا وصب زيتا على راسه. ودعا اسم ذلك المكان بيت ايل. ولكن اسم المدينة اولا كان لوز. ونذر يعقوب نذرا قائلا ان كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي انا سائر فيه واعطاني خبزا لآكل وثيابا لالبس ورجعت بسلام الى بيت ابي يكون الرب لي الها. وهذا الحجر الذي اقمته عمودا يكون بيت الله وكل ما تعطيني فاني اعشّره لك
ثم رفع يعقوب رجليه وذهب الى ارض بني المشرق. ونظر واذا في الحقل بئر وهناك ثلاثة قطعان غنم رابضة عندها. لانهم كانوا من تلك البئر يسقون القطعان. والحجر على فم البئر كان كبيرا. فكان يجتمع الى هناك جميع القطعان فيدحرجون الحجر عن فم البئر ويسقون الغنم. ثم يردون الحجر على فم البئر الى مكانه. فقال لهم يعقوب يا اخوتي من اين انتم. فقالوا نحن من حاران. فقال لهم هل تعرفون لابان ابن ناحور. فقالوا نعرفه. فقال لهم هل له سلامة. فقالوا له سلامة. وهوذا راحيل ابنته آتية مع الغنم. فقال هوذا النهار بعد طويل. ليس وقت اجتماع المواشي. اسقوا الغنم واذهبوا ارعوا. فقالوا لا نقدر حتى تجتمع جميع القطعان ويدحرجوا الحجر عن فم البئر. ثم نسقي الغنم
واذ هو بعد يتكلم معهم اتت راحيل مع غنم ابيها. لانها كانت ترعى. فكان لما ابصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله وغنم لابان خاله ان يعقوب تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر وسقى غنم لابان خاله. وقبّل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى. واخبر يعقوب راحيل انه اخو ابيها وانه ابن رفقة. فركضت واخبرت اباها. فكان حين سمع لابان خبر يعقوب ابن اخته انه ركض للقائه وعانقه وقبّله وأتى به الى بيته. فحدّث لابان بجميع هذه الامور. فقال له لابان انما انت عظمي ولحمي. فاقام عنده شهرا من الزمان
ثم قال لابان ليعقوب ألانك اخي تخدمني مجّانا. اخبرني ما اجرتك. وكان للابان ابنتان اسم الكبرى ليئة واسم الصغرى راحيل. وكانت عينا ليئة ضعيفتين. واما راحيل فكانت حسنة الصورة وحسنة المنظر. واحب يعقوب راحيل. فقال اخدمك سبع سنين براحيل ابنتك الصغرى. فقال لابان ان اعطيك اياها احسن من ان اعطيها لرجل آخر. أقم عندي. فخدم يعقوب براحيل سبع سنين. وكانت في عينيه كايام قليلة بسبب محبته لها
ثم قال يعقوب للابان اعطني امرأتي لان ايامي قد كملت فادخل عليها. فجمع لابان جميع اهل المكان وصنع وليمة. وكان في المساء انه اخذ ليئة ابنته واتى بها اليه. فدخل عليها. واعطى لابان زلفة جاريته لليئة ابنته جارية. وفي الصباح اذا هي ليئة. فقال للابان ما هذا الذي صنعت بي. أليس براحيل خدمت عندك. فلماذا خدعتني. فقال لابان لا يفعل هكذا في مكاننا ان تعطى الصغيرة قبل البكر. اكمل اسبوع هذه فنعطيك تلك ايضا بالخدمة التي تخدمني ايضا سبع سنين أخر. ففعل يعقوب هكذا. فاكمل اسبوع هذه. فاعطاه راحيل ابنته زوجة له. واعطى لابان راحيل ابنته بلهة جاريته جارية لها. فدخل على راحيل ايضا. واحب ايضا راحيل اكثر من ليئة. وعاد فخدم عنده سبع سنين أخر
ورأى الرب ان ليئة مكروهة ففتح رحمها. واما راحيل فكانت عاقرا. فحبلت ليئة وولدت ابنا ودعت اسمه رأوبين. لانها قالت ان الرب قد نظر الى مذّلتي. انه الآن يحبني رجلي. وحبلت ايضا وولدت ابنا وقالت ان الرب قد سمع اني مكروهة فاعطاني هذا ايضا. فدعت اسمه شمعون. وحبلت ايضا وولدت ابنا. وقالت الآن هذه المرة يقترن بي رجلي. لاني ولدت له ثلاثة بنين. لذلك دعي اسمه لاوي. وحبلت ايضا وولدت ابنا وقالت هذه المرة احمد الرب. لذلك دعت اسمه يهوذا. ثم توقفت عن الولادة
فلما رأت راحيل انها لم تلد ليعقوب غارت راحيل من اختها وقالت ليعقوب هب لي بنين. وإلا فانا اموت. فحمي غضب يعقوب على راحيل وقال ألعلي مكان الله الذي منع عنك ثمرة البطن. فقالت هوذا جاريتي بلهة. ادخل عليها فتلد على ركبتيّ وأرزق انا ايضا منها بنين. .فاعطته بلهة جاريتها زوجة. فدخل عليها يعقوب .فحبلت بلهة وولدت ليعقوب ابنا فقالت راحيل قد قضى لي الله وسمع ايضا لصوتي واعطاني ابنا. لذلك دعت اسمه دانا. وحبلت ايضا بلهة جارية راحيل وولدت ابنا ثانيا ليعقوب. فقالت راحيل مصارعات الله قد صارعت اختي وغلبت. فدعت اسمه نفتالي
ولما رأت ليئة انها توقّفت عن الولادة اخذت زلفة جاريتها واعطتها ليعقوب زوجة. فولدت زلفة جارية ليئة ليعقوب ابنا. فقالت ليئة بسعد. فدعت اسمه جادا. وولدت زلفة جارية ليئة ابنا ثانيا ليعقوب. فقالت ليئة بغبطتي لانه تغبطني بنات. فدعت اسمه اشير
ومضى رأوبين في ايام حصاد الحنطة فوجد لفّاحا في الحقل وجاء به الى ليئة امه. فقالت راحيل لليئة اعطني من لفّاح ابنك. فقالت لها أقليل انك اخذت رجلي فتاخذين لفّاح ابني ايضا. فقالت راحيل اذا يضطجع معك الليلة عوضا عن لفّاح ابنك. فلما اتى يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة لملاقاته وقالت اليّ تجيء لاني قد استأجرتك بلفّاح ابني. فاضطجع معها تلك الليلة. وسمع الله لليئة فحبلت وولدت ليعقوب ابنا خامسا. فقالت ليئة قد اعطاني الله اجرتي لاني اعطيت جاريتي لرجلي. فدعت اسمه يسّاكر. وحبلت ايضا ليئة وولدت ابنا سادسا ليعقوب. فقالت ليئة قد وهبني الله هبة حسنة. الآن يساكنني رجلي لاني ولدت له ستة بنين. فدعت اسمه زبولون. ثم ولدت ابنة ودعت اسمها دينة
وذكر الله راحيل وسمع لها الله وفتح رحمها. فحبلت وولدت ابنا. فقالت قد نزع الله عاري. ودعت اسمه يوسف قائلة يزيدني الرب ابنا آخر
وحدث لما ولدت راحيل يوسف ان يعقوب قال للابان اصرفني لاذهب الى مكاني والى ارضي. اعطني نسائي واولادي الذين خدمتك بهم فاذهب. لانك انت تعلم خدمتي التي خدمتك. فقال له لابان ليتني اجد نعمة في عينيك. قد تفاءلت فباركني الرب بسببك. وقال عيّن لي اجرتك فاعطيك. فقال له انت تعلم ماذا خدمتك وماذا صارت مواشيك معي. لان ما كان لك قبلي قليل فقد اتّسع الى كثير وباركك الرب في اثري. والآن متى اعمل انا ايضا لبيتي. فقال ماذا اعطيك. فقال يعقوب لا تعطيني شيئا. ان صنعت لي هذا الامر اعود ارعى غنمك واحفظها. اجتاز بين غنمك كلها اليوم. وأعزل انت منها كل شاة رقطاء وبلقاء وكل شاة سوداء بين الخرفان وبلقاء ورقطاء بين المعزى. فيكون مثل ذلك اجرتي ويشهد فيّ برّي يوم غد اذا جئت من اجل اجرتي قدامك. كل ما ليس ارقط او ابلق بين المعزى واسود بين الخرفان فهو مسروق عندي. فقال لابان هوذا ليكن بحسب كلامك. فعزل في ذلك اليوم التيوس المخطّطة والبلقاء وكل العناز الرقطاء والبلقاء. كل ما فيه بياض وكل اسود بين الخرفان. ودفعها الى ايدي بنيه. وجعل مسيرة ثلاثة ايام بينه وبين يعقوب. وكان يعقوب يرعى غنم لابان الباقية
فأخذ يعقوب لنفسه قضبانا خضرا من لبنى ولوز ودلب وقشر فيها خطوطا بيضا كاشطا عن البياض الذي على القضبان. واوقف القضبان التي قشرها في الاجران في مساقي الماء حيث كانت الغنم تجيء لتشرب. تجاه الغنم. لتتوحم عند مجيئها لتشرب. فتوحّمت الغنم عند القضبان وولدت الغنم مخطّطات ورقطا وبلقا. وافرز يعقوب الخرفان وجعل وجوه الغنم الى المخطّط وكل اسود بين غنم لابان. وجعل له قطعانا وحده ولم يجعلها مع غنم لابان. وحدث كلما توحّمت الغنم القوية ان يعقوب وضع القضبان امام عيون الغنم في الاجران. لتتوحّم بين القضبان. وحين استضعفت الغنم لم يضعها. فصارت الضعيفة للابان والقوية ليعقوب. فاتّسع الرجل كثيرا جدا. وكان له غنم كثير وجوار وعبيد وجمال وحمير
فسمع كلام بني لابان قائلين اخذ يعقوب كل ما كان لابينا. ومما لابينا صنع كل هذا المجد. ونظر يعقوب وجه لابان واذا هو ليس معه كامس واول من امس. وقال الرب ليعقوب ارجع الى ارض آبائك والى عشيرتك. فاكون معك
فارسل يعقوب ودعا راحيل وليئة الى الحقل الى غنمه. وقال لهما انا ارى وجه ابيكما انه ليس نحوي كامس واول من امس. ولكن اله ابي كان معي. وانتما تعلمان اني بكل قوتي خدمت اباكما. واما ابوكما فغدر بي وغيّر اجرتي عشر مرات. لكن الله لم يسمح له ان يصنع بي شرا. ان قال هكذا. الرقط تكون اجرتك ولدت كل الغنم رقطا. وان قال هكذا. المخطّطة تكون اجرتك ولدت كل الغنم مخطّطة. فقد سلب الله مواشي ابيكما واعطاني. وحدث في وقت توحّم الغنم اني رفعت عينيّ ونظرت في حلم واذا الفحول الصاعدة على الغنم مخططة ورقطاء ومنمّرة. وقال لي ملاك الله في الحلم يا يعقوب. فقلت هانذا. فقال ارفع عينيك وانظر. جميع الفحول الصاعدة على الغنم مخطّطة ورقطاء ومنمّرة. لاني قد رأيت كل ما يصنع بك لابان. انا اله بيت ايل حيث مسحت عمودا. حيث نذرت لي نذرا. الآن قم اخرج من هذه الارض وارجع الى ارض ميلادك
فاجابت راحيل وليئة وقالتا له ألنا ايضا نصيب وميراث في بيت ابينا. ألم نحسب منه اجنبيتين. لانه باعنا وقد اكل ايضا ثمننا. ان كل الغنى الذي سلبه الله من ابينا هو لنا ولاولادنا. فالآن كل ما قال لك الله افعل
فقام يعقوب وحمل اولاده ونساءه على الجمال. وساق كل مواشيه وجميع مقتناه الذي كان قد اقتنى. مواشي اقتنائه التي اقتنى في فدّان ارام. ليجيء الى اسحق ابيه الى ارض كنعان. واما لابان فكان قد مضى ليجزّ غنمه. فسرقت راحيل اصنام ابيها. وخدع يعقوب قلب لابان الارامي. اذ لم يخبره بانه هارب. فهرب هو وكل ما كان له وقام وعبر النهر وجعل وجهه نحو جبل جلعاد
فأخبر لابان في اليوم الثالث بان يعقوب قد هرب. فأخذ اخوته معه وسعى وراءه مسيرة سبعة ايام. فادركه في جبل جلعاد. وأتى الله الى لابان الارامي في حلم الليل. وقال له احترز من ان تكلم يعقوب بخير او شر. فلحق لابان يعقوب ويعقوب قد ضرب خيمته في الجبل. فضرب لابان مع اخوته في جبل جلعاد
وقال لابان ليعقوب ماذا فعلت وقد خدعت قلبي وسقت بناتي كسبايا السيف. لماذا هربت خفية وخدعتني ولم تخبرني حتى اشيعك بالفرح والاغاني بالدف والعود. ولم تدعني اقبّل بني وبناتي. الآن بغباوة فعلت. في قدرة يدي ان اصنع بكم شرا. ولكن اله ابيكم كلمني البارحة قائلا احترز من ان تكلم يعقوب بخير او شر. والآن انت ذهبت لانك قد اشتقت الى بيت ابيك. ولكن لماذا سرقت آلهتي
فاجاب يعقوب وقال للابان اني خفت لاني قلت لعلك تغتصب ابنتيك مني. الذي تجد آلهتك معه لا يعيش. قدام اخوتنا انظر ماذا معي وخذه لنفسك. ولم يكن يعقوب يعلم ان راحيل سرقتها
فدخل لابان خباء يعقوب وخباء ليئة وخباء الجاريتين ولم يجد. وخرج من خباء ليئة ودخل خباء راحيل. وكانت راحيل قد اخذت الاصنام ووضعتها في حداجة الجمل وجلست عليها. فجسّ لابان كل الخباء ولم يجد. وقالت لابيها لا يغتظ سيدي اني لا استطيع ان اقوم امامك لان عليّ عادة النساء. ففتّش ولم يجد الاصنام
فاغتاظ يعقوب وخاصم لابان واجاب يعقوب وقال للابان ما جرمي ما خطيتي حتى حميت ورائي. انك جسست جميع اثاثي. ماذا وجدت من جميع اثاث بيتك. ضعه ههنا قدام اخوتي واخوتك. فلينصفوا بيننا الاثنين. الآن عشرين سنة انا معك. نعاجك وعنازك لم تسقط. وكباش غنمك لم آكل. فريسة لم احضر اليك. انا كنت اخسرها. من يدي كنت تطلبها. مسروقة النهار او مسروقة الليل. كنت في النهار يأكلني الحرّ وفي الليل الجليد. وطار نومي من عينيّ. الآن لي عشرون سنة في بيتك. خدمتك اربع عشرة سنة بابنتيك وست سنين بغنمك. وقد غيّرت اجرتي عشر مرات. لولا ان اله ابي اله ابراهيم وهيبة اسحق كان معي لكنت الآن قد صرفتني فارغا. مشقّتي وتعب يديّ قد نظر الله فوبّخك البارحة
فاجاب لابان وقال ليعقوب البنات بناتي والبنون بنيّ والغنم غنمي وكل ما انت ترى فهو لي. فبناتي ماذا اصنع بهنّ اليوم او باولادهنّ الذين ولدن. فالآن هلم نقطع عهدا انا وانت. فيكون شاهدا بيني وبينك
فأخذ يعقوب حجرا واوقفه عمودا. وقال يعقوب لاخوته التقطوا حجارة. فاخذوا حجارة وعملوا رجمة واكلوا هناك على الرجمة. ودعاها لابان يجرسهدوثا. واما يعقوب فدعاها جلعيد. وقال لابان هذه الرجمة هي شاهدة بيني وبينك اليوم. لذلك دعي اسمها جلعيد. والمصفاة. لانه قال ليراقب الرب بيني وبينك حينما نتوارى بعضنا عن بعض. انك لا تذلّ بناتي ولا تأخذ نساء على بناتي. ليس انسان معنا. انظر. الله شاهد بيني وبينك. وقال لابان ليعقوب هوذا هذه الرجمة وهوذا العمود الذي وضعت بيني وبينك. شاهدة هذه الرجمة وشاهد العمود اني لا اتجاوز هذه الرجمة اليك وانك لا تتجاوز هذه الرجمة وهذا العمود اليّ للشرّ. اله ابراهيم وآلهة ناحور آلهة ابيهما يقضون بيننا. وحلف يعقوب بهيبة ابيه اسحق. وذبح يعقوب ذبيحة في الجبل ودعا اخوته ليأكلوا طعاما. فأكلوا طعاما وباتوا في الجبل
ثم بكّر لابان صباحا وقبّل بنيه وبناته وباركهم ومضى. ورجع لابان الى مكانه