جمع الفلسطينيون جيوشهم للحرب فاجتمعوا في سوكوه التي ليهوذا ونزلوا بين سوكوه وعزيقة في أفس دمّيم. واجتمع شاول ورجال اسرائيل ونزلوا في وادي البطم واصطفوا للحرب للقاء الفلسطينيين. وكان الفلسطينيون وقوفا على جبل من هنا واسرائيل وقوفا على جبل من هناك والوادي بينهم. فخرج رجل مبارز من جيوش الفلسطينيين اسمه جليات من جتّ طوله ست اذرع وشبر. وعلى راسه خوذة من نحاس وكان لابسا درعا حرشفيا ووزن الدرع خمسة آلاف شاقل نحاس. وجرموقا نحاس على رجليه ومزراق نحاس بين كتفيه. وقناة رمحه كنول النساجين وسنان رمحه ست مئة شاقل حديد وحامل الترس كان يمشي قدامه. فوقف ونادى صفوف اسرائيل وقال لهم لماذا تخرجون لتصطفوا للحرب. اما انا الفلسطيني وانتم عبيد لشاول. اختاروا لانفسكم رجلا ولينزل اليّ. فان قدر ان يحاربني ويقتلني نصير لكم عبيدا. وان قدرت انا عليه وقتلته تصيرون انتم لنا عبيدا وتخدموننا. وقال الفلسطيني انا عيّرت صفوف اسرائيل هذا اليوم. اعطوني رجلا فنتحارب معا. ولما سمع شاول وجميع اسرائيل كلام الفلسطيني هذا ارتاعوا وخافوا جدا
وداود هو ابن ذلك الرجل الافراتي من بيت لحم يهوذا الذي اسمه يسّى وله ثمانية بنين. وكان الرجل في ايام شاول قد شاخ وكبر بين الناس. وذهب بنو يسّى الثلاثة الكبار وتبعوا شاول الى الحرب. واسماء بنيه الثلاثة الذين ذهبوا الى الحرب اليآب البكر وابيناداب ثانيه وشمّة ثالثهما. وداود هو الصغير والثلاثة الكبار ذهبوا وراء شاول. واما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول ليرعى غنم ابيه في بيت لحم
وكان الفلسطيني يتقدم ويقف صباحا ومساء اربعين يوما. فقال يسّى لداود ابنه خذ لاخوتك ايفة من هذا الفريك وهذه العشر الخبزات واركض الى المحلّة الى اخوتك. وهذه العشر القطعات من الجبن قدمها لرئيس الالف وافتقد سلامة اخوتك وخذ منهم عربونا. وكان شاول وهم وجميع رجال اسرائيل في وادي البطم يحاربون الفلسطينيين
فبكر داود صباحا وترك الغنم مع حارس وحمل وذهب كما امره يسّى واتى الى المتراس والجيش خارج الى الاصطفاف وهتفوا للحرب. واصطف اسرائيل والفلسطينيون صفا مقابل صف. فترك داود الامتعة التي معه بيد حافظ الامتعة وركض الى الصف وأتى وسأل عن سلامة اخوته. وفيما هو يكلمهم اذا برجل مبارز اسمه جليات الفلسطيني من جتّ صاعد من صفوف الفلسطينيين وتكلم بمثل هذا الكلام فسمع داود. وجميع رجال اسرائيل لما رأوا الرجل هربوا منه وخافوا جدا. فقال رجال اسرائيل. أرأيتم هذا الرجل الصاعد. ليعيّر اسرائيل هو صاعد. فيكون ان الرجل الذي يقتله يغنيه الملك غنى جزيلا ويعطيه بنته ويجعل بيت ابيه حرا في اسرائيل
فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلا ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني ويزيل العار عن اسرائيل. لانه من هو هذا الفلسطيني الاغلف حتى يعيّر صفوف الله الحي. فكلمه الشعب بمثل هذا الكلام قائلين كذا يفعل للرجل الذي يقتله. وسمع اخوه الاكبر اليآب كلامه مع الرجال فحمي غضب اليآب على داود وقال لماذا نزلت وعلى من تركت تلك الغنيمات القليلة في البرية. انا علمت كبرياءك وشر قلبك لانك انما نزلت لكي ترى الحرب. فقال داود ماذا عملت الآن. أما هو كلام. وتحول من عنده نحو آخر وتكلم بمثل هذا الكلام فرد له الشعب جوابا كالجواب الاول. وسمع الكلام الذي تكلم به داود واخبروا به امام شاول. فاستحضره. فقال داود لشاول لا يسقط قلب احد بسببه. عبدك يذهب ويحارب هذا الفلسطيني. فقال شاول لداود لا تستطيع ان تذهب لهذا الفلسطيني لتحاربه لانك غلام وهو رجل حرب منذ صباه. فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لابيه غنما فجاء اسد مع دب واخذ شاة من القطيع. فخرجت وراءه وقتلته وانقذتها من فيه ولما قام عليّ امسكته من ذقنه وضربته فقتلته. قتل عبدك الاسد والدب جميعا. وهذا الفلسطيني الاغلف يكون كواحد منهما لانه قد عيّر صفوف الله الحي. وقال داود الرب الذي انقذني من يد الاسد ومن يد الدب هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني. فقال شاول لداود اذهب وليكن الرب معك. وألبس شاول داود ثيابه وجعل خوذة من نحاس على راسه وألبسه درعا. فتقلد داود بسيفه فوق ثيابه وعزم ان يمشي لانه لم يكن قد جرب. فقال داود لشاول لا اقدر ان امشي بهذه لاني لم اجربها. ونزعها داود عنه. واخذ عصاه بيده وانتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي وجعلها في كنف الرعاة الذي له اي في الجراب ومقلاعه بيده وتقدم نحو الفلسطيني. وذهب الفلسطيني ذاهبا واقترب الى داود والرجل حامل الترس امامه. ولما نظر الفلسطيني ورأى داود استحقره لانه كان غلاما واشقر جميل المنظر. فقال الفلسطيني لداود ألعلي انا كلب حتى انك تأتي اليّ بعصيّ. ولعن الفلسطيني داود بآلهته. وقال الفلسطيني لداود تعال اليّ فاعطي لحمك لطيور السماء ووحوش البرية. فقال داود للفلسطيني انت تاتي اليّ بسيف وبرمح وبترس. وانا آتي اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيّرتهم. هذا اليوم يحبسك الرب في يدي فاقتلك واقطع راسك. واعطي جثث جيش الفلسطينيين هذا اليوم لطيور السماء وحيوانات الارض فتعلم كل الارض انه يوجد اله لاسرائيل. وتعلم هذه الجماعة كلها انه ليس بسيف ولا برمح يخلّص الرب لان الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا. وكان لما قام الفلسطيني وذهب وتقدم للقاء داود ان داود اسرع وركض نحو الصف للقاء الفلسطيني. ومد داود يده الى الكنف واخذ منه حجرا ورماه بالمقلاع وضرب الفلسطيني في جبهته فارتزّ الحجر في جبهته وسقط على وجهه الى الارض. فتمكن داود من الفلسطيني بالمقلاع والحجر وضرب الفلسطيني وقتله. ولم يكن سيف بيد داود. فركض داود ووقف على الفلسطيني واخذ سيفه واخترطه من غمده وقتله وقطع به راسه. فلما رأى الفلسطينيون ان جبارهم قد مات هربوا. فقام رجال اسرائيل ويهوذا وهتفوا ولحقوا الفلسطينيين حتى مجيئك الى الوادي وحتى ابواب عقرون. فسقطت قتلى الفلسطينيين في طريق شعرايم الى جتّ والى عقرون. ثم رجع بنو اسرائيل من الاحتماء وراء الفلسطينيين ونهبوا محلّتهم. واخذ داود راس الفلسطيني. وأتى به الى اورشليم. ووضع ادواته في خيمته
ولما رأى شاول داود خارجا للقاء الفلسطيني قال لابنير رئيس الجيش ابن من هذا الغلام يا ابنير. فقال ابنير وحياتك ايها الملك لست اعلم. فقال الملك اسأل ابن من هذا الغلام. ولما رجع داود من قتل الفلسطيني اخذه ابنير واحضره امام شاول وراس الفلسطيني بيده. فقال له شاول ابن من انت يا غلام. فقال داود ابن عبدك يسّى البيتلحمي
وكان لما فرغ من الكلام مع شاول انّ نفس يوناثان تعلّقت بنفس داود واحبه يوناثان كنفسه. فأخذه شاول في ذلك اليوم ولم يدعه يرجع الى بيت ابيه. وقطع يوناثان وداود عهدا لانه احبه كنفسه. وخلع يوناثان الجبة التي عليه واعطاها لداود مع ثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته. وكان داود يخرج الى حيثما ارسله شاول. كان يفلح. فجعله شاول على رجال الحرب وحسن في اعين جميع الشعب وفي اعين عبيد شاول ايضا
وكان عند مجيئهم حين رجع داود من قتل الفلسطيني ان النساء خرجت من جميع مدن اسرائيل بالغناء والرقص للقاء شاول الملك بدفوف وبفرح وبمثلثات. فاجابت النساء اللاعبات وقلن ضرب شاول الوفه وداود ربواته. فاحتمى شاول جدا وساء هذا الكلام في عينيه وقال اعطين داود ربوات واما انا فاعطينني الالوف. وبعد فقط تبق له المملكة. فكان شاول يعاين داود من ذلك اليوم فصاعدا. وكان في الغد ان الروح الردي من قبل الله اقتحم شاول وجنّ في وسط البيت وكان داود يضرب بيده كما في يوم فيوم وكان الرمح بيد شاول. فاشرع شاول الرمح وقال اضرب داود حتى الى الحائط. فتحول داود من امامه مرتين. وكان شاول يخاف داود لان الرب كان معه وقد فارق شاول. فابعده شاول عنه وجعله له رئيس الف فكان يخرج ويدخل امام الشعب. وكان داود مفلحا في جميع طرقه والرب معه. فلما رأى شاول انه مفلح جدا فزع منه. وكان جميع اسرائيل ويهوذا يحبون داود لانه كان يخرج ويدخل امامهم
وقال شاول لداود هوذا ابنتي الكبيرة ميرب اعطيك اياها امرأة. انما كن لي ذا بأس وحارب حروب الرب. فان شاول قال لا تكن يدي عليه بل لتكن عليه يد الفلسطينيين. فقال داود لشاول من انا وما هي حياتي وعشيرة ابي في اسرائيل حتى اكون صهر الملك. وكان في وقت اعطاء ميرب ابنة شاول لداود انها أعطيت لعدريئيل المحولي امرأة. وميكال ابنة شاول احبت داود فاخبروا شاول فحسن الامر في عينيه. وقال شاول اعطيه اياها فتكون له شركا وتكون يد الفلسطينيين عليه. وقال شاول لداود ثانية تصاهرني اليوم. وأمر شاول عبيده. تكلموا مع داود سرّا قائلين هوذا قد سرّ بك الملك وجميع عبيده قد احبوك فالآن صاهر الملك. فتكلم عبيد شاول في اذني داود بهذا الكلام. فقال داود هل مستخف في اعينكم مصاهرة الملك وانا رجل مسكين وحقير. فاخبر شاول عبيده قائلين بمثل هذا الكلام تكلم داود. فقال شاول هكذا تقولون لداود. ليست مسرّة الملك بالمهر بل بمئة غلفة من الفلسطينيين للانتقام من اعداء الملك. وكان شاول يتفكر ان يوقع داود بيد الفلسطينيين. فاخبر عبيده داود بهذا الكلام فحسن الكلام في عيني داود ان يصاهر الملك. ولم تكمل الايام حتى قام داود وذهب هو ورجاله وقتل من الفلسطينيين مئتي رجل واتى داود بغلفهم فاكملوها للملك لمصاهرة الملك. فاعطاه شاول ميكال ابنته امرأة. فرأى شاول وعلم ان الرب مع داود. وميكال ابنة شاول كانت تحبه. وعاد شاول يخاف داود بعد وصار شاول عدوا لداود كل الايام
وخرج اقطاب الفلسطينيين ومن حين خروجهم كان داود يفلح اكثر من جميع عبيد شاول فتوقّر اسمه جدا
وكلم شاول يوناثان ابنه وجميع عبيده ان يقتلوا داود. واما يوناثان بن شاول فسرّ بداود جدا. فاخبر يوناثان داود قائلا شاول ابي ملتمس قتلك والآن فاحتفظ على نفسك الى الصباح واقم في خفية واختبئ. وانا اخرج واقف بجانب ابي في الحقل الذي انت فيه واكلم ابي عنك وارى ماذا يصير واخبرك. وتكلم يوناثان عن داود حسنا مع شاول ابيه وقال له لا يخطئ الملك الى عبده داود لانه لم يخطئ اليك ولان اعماله حسنة لك جدا. فانه وضع نفسه بيده وقتل الفلسطيني فصنع الرب خلاصا عظيما لجميع اسرائيل. انت رأيت وفرحت. فلماذا تخطئ الى دم بريء بقتل داود بلا سبب. فسمع شاول لصوت يوناثان وحلف شاول حيّ هو الرب لا يقتل. فدعا يوناثان داود واخبره يوناثان بجميع هذا الكلام ثم جاء يوناثان بداود الى شاول فكان امامه كامس وما قبله
وعادت الحرب تحدث فخرج داود وحارب الفلسطينيين وضربهم ضربة عظيمة فهربوا من امامه. وكان الروح الردي من قبل الرب على شاول وهو جالس في بيته ورمحه بيده وكان داود يضرب باليد. فالتمس شاول ان يطعن داود بالرمح حتى الى الحائط ففرّ من امام شاول فضرب الرمح الى الحائط. فهرب داود ونجا تلك الليلة. فارسل شاول رسلا الى بيت داود ليراقبوه ويقتلوه في الصباح. فاخبرت داود ميكال امرأته قائلة ان كنت لا تنجو بنفسك هذه الليلة فانك تقتل غدا. فانزلت ميكال داود من الكوّة فذهب هاربا ونجا. فاخذت ميكال الترافيم ووضعته في الفراش ووضعت لبدة المعزى تحت راسه وغطّته بثوب. وارسل شاول رسلا لاخذ داود فقالت هو مريض. ثم ارسل شاول الرسل ليروا داود قائلا اصعدوا به اليّ على الفراش لكي اقتله. فجاء الرسل واذا في الفراش الترافيم ولبدة المعزى تحت راسه. فقال شاول لميكال لماذا خدعتني فاطلقت عدوي حتى نجا. فقالت ميكال لشاول هو قال لي اطلقيني لماذا اقتلك
فهرب داود ونجا وجاء الى صموئيل في الرامة واخبره بكل ما عمل به شاول. وذهب هو وصموئيل واقاما في نايوت. فأخبر شاول وقيل له هوذا داود في نايوت في الرامة. فارسل شاول رسلا لاخذ داود ولما رأوا جماعة الانبياء يتنباون وصموئيل واقفا رئيسا عليهم كان روح الله على رسل شاول فتنبأوا هم ايضا. واخبروا شاول فارسل رسلا آخرين فتنبأوا هم ايضا. ثم عاد شاول فارسل رسلا ثالثة فتنبأوا هم ايضا. فذهب هو ايضا الى الرامة وجاء الى البئر العظيمة التي عند سيخو وسأل وقال اين صموئيل وداود. فقيل ها هما في نايوت في الرامة. فذهب الى هناك الى نايوت في الرامة فكان عليه ايضا روح الله فكان يذهب ويتنبأ حتى جاء الى نايوت في الرامة. فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل. لذلك يقولون أشاول ايضا بين الانبياء
فهرب داود من نايوت في الرامة وجاء وقال قدام يوناثان ماذا عملت وما هو اثمي وما هي خطيتي امام ابيك حتى يطلب نفسي. فقال له حاشا. لا تموت. هوذا ابي لا يعمل امرا كبيرا ولا امرا صغيرا الا ويخبرني به. ولماذا يخفي عني ابي هذا الأمر. ليس كذا. فحلف ايضا داود وقال ان اباك قد علم اني قد وجدت نعمة في عينيك فقال لا يعلم يوناثان هذا لئلا يغتمّ. ولكن حيّ هو الرب وحية هي نفسك انه كخطوة بيني وبين الموت. فقال يوناثان لداود مهما تقل نفسك افعله لك. فقال داود ليوناثان هوذا الشهر غدا حينما اجلس مع الملك للأكل. ولكن ارسلني فاختبئ في الحقل الى مساء اليوم الثالث. واذا افتقدني ابوك فقل قد طلب داود مني طلبة ان يركض الى بيت لحم مدينته لان هناك ذبيحة سنوية لكل العشيرة. فان قال هكذا. حسنا. كان سلام لعبدك. ولكن ان اغتاظ غيظا فاعلم انه قد أعدّ الشر عنده. فتعمل معروفا مع عبدك لانك بعهد الرب ادخلت عبدك معك. وان كان فيّ اثم فاقتلني انت ولماذا تأتي بي الى ابيك. فقال يوناثان حاشا لك. لانه لو علمت ان الشر قد أعدّ عند ابي لياتي عليك أفما كنت اخبرك به. فقال داود ليوناثان من يخبرني ان جاوبك ابوك شيئا قاسيا. فقال يوناثان لداود تعال نخرج الى الحقل. فخرجا كلاهما الى الحقل
وقال يوناثان لداود يا رب اله اسرائيل متى اختبرت ابي مثل الآن غدا او بعد غد فان كان خير لداود ولم ارسل حينئذ فاخبره فهكذا يفعل الرب ليوناثان وهكذا يزيد. وان استحسن ابي الشر نحوك فاني اخبرك واطلقك فتذهب بسلام. وليكن الرب معك كما كان مع ابي. ولا وانا حيّ بعد تصنع معي احسان الرب حتى لا اموت بل لا تقطع معروفك عن بيتي الى الابد ولا حين يقطع الرب اعداء داود جميعا عن وجه الارض. فعاهد يوناثان بيت داود وقال ليطلب الرب من يد اعداء داود. ثم عاد يوناثان واستحلف داود بمحبته له لانه احبه محبة نفسه
وقال له يوناثان غدا الشهر فتفتقد لان موضعك يكون خاليا. وفي اليوم الثالث تنزل سريعا وتاتي الى الموضع الذي اختبأت فيه يوم العمل وتجلس بجانب حجر الافتراق. وانا ارمي ثلاثة سهام الى جانبه كأني ارمي غرضا. وحينئذ ارسل الغلام قائلا اذهب التقط السهام. فان قلت للغلام هوذا السهام دونك فجائيا. خذها. فتعال لان لك سلاما. لا يوجد شيء. حيّ هو الرب. ولكن ان قلت هكذا للغلام. هوذا السهام دونك فصاعدا. فاذهب لان الرب قد اطلقك. واما الكلام الذي تكلمنا به انا وانت فهوذا الرب بيني وبينك الى الابد
فاختبأ داود في الحقل. وكان الشهر فجلس الملك على الطعام لياكل. فجلس الملك في موضعه حسب كل مرة على مجلس عند الحائط وقام يوناثان وجلس ابنير الى جانب شاول وخلا موضع داود. ولم يقل شاول شيئا في ذلك اليوم لانه قال لعله عارض غير. طاهر هو. انه ليس طاهرا. وكان في الغد الثاني من الشهر ان موضع داود خلا فقال شاول ليوناثان ابنه لماذا لم يات ابن يسّى الى الطعام لا امس ولا اليوم. فاجاب يوناثان شاول ان داود طلب مني ان يذهب الى بيت لحم وقال اطلقني لان عندنا ذبيحة عشيرة في المدينة وقد اوصاني اخي بذلك والآن ان وجدت نعمة في عينيك فدعني افلت وأرى اخوتي. لذلك لم يأت الى مائدة الملك. فحمي غضب شاول على يوناثان وقال له يا ابن المتعوّجة المتمردة أما علمت انك قد اخترت ابن يسّى لخزيك وخزي عورة امك. لانه ما دام ابن يسّى حيّا على الارض لا تثبت انت ولا مملكتك. والآن ارسل وائت به اليّ لانه ابن الموت هو. فاجاب يوناثان شاول اباه وقال له لماذا يقتل. ماذا عمل. فصابى شاول الرمح نحوه ليطعنه فعلم يوناثان ان اباه قد عزم على قتل داود. فقام يوناثان عن المائدة بحمو غضب ولم يأكل خبزا في اليوم الثاني من الشهر لانه اغتمّ على داود لان اباه قد اخزاه
وكان في الصباح ان يوناثان خرج الى الحقل الى ميعاد داود وغلام صغير معه. وقال لغلامه اركض التقط السهام التي انا راميها وبينما الغلام راكض رمى السهم حتى جاوزه. ولما جاء الغلام الى موضع السهم الذي رماه يوناثان نادى يوناثان وراء الغلام وقال أليس السهم دونك فصاعدا. ونادى يوناثان وراء الغلام قائلا اعجل. اسرع. لا تقف. فالتقط غلام يوناثان السهم وجاء الى سيده. والغلام لم يكن يعلم شيئا واما يوناثان وداود فكانا يعلمان الامر. فاعطى يوناثان سلاحه للغلام الذي له قال له اذهب. ادخل به الى المدينة. الغلام ذهب وداود قام من جانب الجنوب وسقط على وجهه الى الارض وسجد ثلاث مرات. وقبّل كل منهما صاحبه وبكى كل منهما مع صاحبه حتى زاد داود. فقال يوناثان لداود اذهب بسلام لاننا كلينا قد حلفنا باسم الرب قائلين الرب يكون بيني وبينك وبين نسلي ونسلك الى الابد. فقام وذهب واما يوناثان فجاء الى المدينة
فجاء داود الى نوب الى اخيمالك الكاهن. فاضطرب اخيمالك عند لقاء داود وقال له لماذا انت وحدك وليس معك احد. فقال داود لاخيمالك الكاهن ان الملك امرني بشيء وقال لي لا يعلم احد شيئا من الأمر الذي ارسلتك فيه وأمرتك به. واما الغلمان فقد عينت لهم الموضع الفلاني والفلاني. والآن فماذا يوجد تحت يدك. اعط خمس خبزات في يدي او الموجود. فاجاب الكاهن داود وقال لا يوجد خبز محلّل تحت يدي ولكن يوجد خبز مقدس اذا كان الغلمان قد حفظوا انفسهم لا سيّما من النساء. فاجاب داود الكاهن وقال له ان النساء قد منعت عنا منذ امس وما قبله عند خروجي وامتعة الغلمان مقدسة وهو على نوع محلّل واليوم ايضا يتقدس بالآنية. فاعطاه الكاهن المقدس لانه لم يكن هناك خبز الا خبز الوجوه المرفوع من امام الرب لكي يوضع خبز سخن في يوم اخذه. وكان هناك رجل من عبيد شاول في ذلك اليوم محصورا امام الرب اسمه دواغ الادومي رئيس رعاة شاول. وقال داود لاخيمالك أفما يوجد هنا تحت يدك رمح او سيف لاني لم آخذ بيدي سيفي ولا سلاحي لان امر الملك كان معجلا. فقال الكاهن ان سيف جليات الفلسطيني الذي قتلته في وادي البطم ها هو ملفوف في ثوب خلف الافود فان شئت ان تأخذه فخذه لانه ليس آخر سواه هنا. فقال داود لا يوجد مثله اعطني اياه
وقام داود وهرب في ذلك اليوم من امام شاول وجاء الى اخيش ملك جتّ. فقال عبيد اخيش له أليس هذا داود ملك الارض. أليس لهذا كنّ يغنين في الرقص قائلات ضرب شاول الوفه وداود ربواته. فوضع داود هذا الكلام في قلبه وخاف جدا من اخيش ملك جتّ. فغيّر عقله في اعينهم وتظاهر بالجنون بين ايديهم واخذ يخربش على مصاريع الباب ويسيل ريقه على لحيته. فقال اخيش لعبيده هوذا ترون الرجل مجنونا فلماذا تأتون به اليّ. ألعلي محتاج الى مجانين حتى أتيتم بهذا ليتجنّن عليّ. أهذا يدخل بيتي
فذهب داود من هناك ونجا الى مغارة عدلام. فلما سمع اخوته وجميع بيت ابيه نزلوا اليه الى هناك. واجتمع اليه كل رجل متضايق وكل من كان عليه دين وكل رجل مرّ النفس فكان عليهم رئيسا وكان معه نحو اربع مئة رجل. وذهب داود من هناك الى مصفاة موآب وقال لملك موآب ليخرج ابي وامي اليكم حتى اعلم ماذا يصنع لي الله. فودعهما عند ملك موآب فاقاما عنده كل ايام اقامة داود في الحصن. فقال جاد النبي لداود لا تقم في الحصن. اذهب وادخل ارض يهوذا. فذهب داود وجاء الى وعر حارث
وسمع شاول انه قد اشتهر داود والرجال الذين معه. وكان شاول مقيما في جبعة تحت الأثلة في الرامة ورمحه بيده وجميع عبيده وقوفا لديه. فقال شاول لعبيده الواقفين لديه اسمعوا يا بنيامينيون. هل يعطيكم جميعكم ابن يسّى حقولا وكروما وهل يجعلكم جميعكم رؤساء الوف ورؤساء مئات حتى فتنتم كلكم عليّ وليس من يخبرني بعهد ابني مع ابن يسّى وليس منكم من يحزن عليّ او يخبرني بان ابني قد اقام عبدي عليّ كمينا كهذا اليوم. فاجاب دواغ الادومي الذي كان موكّلا على عبيد شاول وقال قد رأيت ابن يسّى آتيا الى نوب الى اخيمالك بن اخيطوب. فسأل له من الرب واعطاه زادا وسيف جليات الفلسطيني اعطاه اياه. فارسل الملك واستدعى اخيمالك بن اخيطوب الكاهن وجميع بيت ابيه الكهنة الذين في نوب فجاءوا كلهم الى الملك. فقال شاول اسمع يا ابن اخيطوب. فقال هانذا يا سيدي. فقال له شاول لماذا فتنتم عليّ انت وابن يسّى باعطائك اياه خبزا وسيفا وسألت له من الله ليقوم عليّ كامنا كهذا اليوم. فاجاب اخيمالك الملك وقال ومن من جميع عبيدك مثل داود امين وصهر الملك وصاحب سرّك ومكرم في بيتك. فهل اليوم ابتدأت اسأل له من الله. حاشا لي. لا ينسب الملك شيئا لعبده ولا لجميع بيت ابي لان عبدك لم يعلم شيئا من كل هذا صغيرا او كبيرا. فقال الملك موتا تموت يا اخيمالك انت وكل بيت ابيك. وقال الملك للسعاة الواقفين لديه دوروا واقتلوا كهنة الرب لان يدهم ايضا مع داود ولانهم علموا انه هارب ولم يخبروني. فلم يرض عبيد الملك ان يمدوا ايديهم ليقعوا بكهنة الرب. فقال الملك لدواغ در انت وقع بالكهنة. فدار دواغ الادومي ووقع هو بالكهنة وقتل في ذلك اليوم خمسة وثمانين رجلا لابسي افود كتان. وضرب نوب مدينة الكهنة بحد السيف. الرجال والنساء والاطفال والرضعان والثيران والحمير والغنم بحد السيف. فنجا ولد واحد لاخيمالك بن اخيطوب اسمه ابياثار وهرب الى داود. واخبر ابياثار داود بان شاول قد قتل كهنة الرب. فقال داود لابياثار علمت في ذلك اليوم الذي فيه كان دواغ الادومي هناك انه يخبر شاول. انا سبّبت لجميع انفس بيت ابيك. أقم معي. لا تخف. لان الذي يطلب نفسي يطلب نفسك ولكنك عندي محفوظ
فاخبروا داود قائلين هوذا الفلسطينيون يحاربون قعيلة وينهبون البيادر. فسأل داود من الرب قائلا أأذهب واضرب هؤلاء الفلسطينيين. فقال الرب لداود اذهب واضرب الفلسطينيين وخلص قعيلة. فقال رجال داود له ها نحن ههنا في يهوذا خائفون فكم بالحري اذا ذهبنا الى قعيلة ضد صفوف الفلسطينيين. فعاد ايضا داود وسأل من الرب فاجابه الرب وقال قم انزل الى قعيلة فاني ادفع الفلسطينيين ليدك. فذهب داود ورجاله الى قعيلة وحارب الفلسطينيين وساق مواشيهم وضربهم ضربة عظيمة وخلّص داود سكان قعيلة. وكان لما هرب ابياثار بن اخيمالك الى داود الى قعيلة نزل وبيده افود. فأخبر شاول بان داود قد جاء الى قعيلة. فقال شاول قد نبذه الله الى يدي لانه قد أغلق عليه بالدخول الى مدينة لها ابواب وعوارض. ودعا شاول جميع الشعب للحرب للنزول الى قعيلة لمحاصرة داود ورجاله. فلما عرف داود ان شاول منشئ عليه الشر قال لابياثار الكاهن قدم الافود. ثم قال داود يا رب اله اسرائيل ان عبدك قد سمع بان شاول يحاول ان يأتي الى قعيلة لكي يخرب المدينة بسببي. فهل يسلمني اهل قعيلة ليده. هل ينزل شاول كما سمع عبدك. يا رب اله اسرائيل اخبر عبدك. فقال الرب ينزل. فقال داود هل يسلمني اهل قعيلة مع رجالي ليد شاول. فقال الرب يسلمون. فقام داود ورجاله نحو ست مئة رجل وخرجوا من قعيلة وذهبوا حيثما ذهبوا. فأخبر شاول بان داود قد افلت من قعيلة فعدل عن الخروج. واقام داود في البرية في الحصون ومكث في الجبل في برية زيف. وكان شاول يطلبه كل الايام ولكن لم يدفعه الله ليده
فرأى داود ان شاول قد خرج يطلب نفسه. وكان داود في برية زيف في الغاب. فقام يوناثان بن شاول وذهب الى داود الى الغاب وشدد يده بالله. وقال له لا تخف لان يد شاول ابي لا تجدك وانت تملك على اسرائيل وانا اكون لك ثانيا وشاول ابي ايضا يعلم ذلك. فقطعا كلاهما عهدا امام الرب. واقام داود في الغاب واما يوناثان فمضى الى بيته
فصعد الزيفيون الى شاول الى جبعة قائلين أليس داود مختبئا عندنا في حصون في الغاب في تل حخيلة التي الى يمين القفر. فالآن حسب كل شهوة نفسك ايها الملك في النزول انزل وعلينا ان نسلمه ليد الملك. فقال شاول مباركون انتم من الرب لانكم قد اشفقتم عليّ. فاذهبوا اكّدوا ايضا واعلموا وانظروا مكانه حيث تكون رجله ومن رآه هناك. لانه قيل لي انه مكرا يمكر. فانظروا واعلموا جميع المختبآت التي يختبئ فيها ثم ارجعوا اليّ على تأكيد فاسير معكم ويكون اذا وجد في الارض اني افتش عليه بجميع الوف يهوذا. فقاموا وذهبوا الى زيف قدام شاول. وكان داود ورجاله في برية معون في السهل عن يمين القفر. وذهب شاول ورجاله للتفتيش فاخبروا داود فنزل الى الصخر واقام في برية معون. فلما سمع شاول تبع داود الى برية معون. فذهب شاول عن جانب الجبل من هنا وداود ورجاله عن جانب الجبل من هناك وكان داود يفر في الذهاب من امام شاول وكان شاول ورجاله يحاوطون داود ورجاله لكي ياخذوهم. فجاء رسول الى شاول يقول اسرع واذهب لان الفلسطينيين قد اقتحموا الارض. فرجع شاول عن اتباع داود وذهب للقاء الفلسطينيين. لذلك دعي ذلك الموضع صخرة الزّلقات
وصعد داود من هناك واقام في حصون عين جدي
ولما رجع شاول من وراء الفلسطينيين اخبروه قائلين هوذا داود في برية عين جدي. فاخذ شاول ثلاثة آلاف رجل منتخبين من جميع اسرائيل وذهب يطلب داود ورجاله على صخور الوعول. وجاء الى صير الغنم التي في الطريق وكان هناك كهف فدخل شاول لكي يغطي رجليه وداود ورجاله كانوا جلوسا في مغابن الكهف. فقال رجال داود له هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هانذا ادفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك. فقام داود وقطع طرف جبّة شاول سرّا. وكان بعد ذلك ان قلب داود ضربه على قطعه طرف جبة شاول. فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب ان اعمل هذا الامر بسيدي بمسيح الرب فامدّ يدي اليه لانه مسيح الرب هو. فوبّخ داود رجاله بالكلام ولم يدعهم يقومون على شاول. واما شاول فقام من الكهف وذهب في طريقه. ثم قام داود بعد ذلك وخرج من الكهف ونادى وراء شاول قائلا يا سيدي الملك. ولما التفت شاول الى ورائه خرّ داود على وجهه الى الارض وسجد. وقال داود لشاول لماذا تسمع كلام الناس القائلين هوذا داود يطلب اذيتك. هوذا قد رأت عيناك اليوم هذا كيف دفعك الرب اليوم ليدي في الكهف وقيل لي ان اقتلك ولكنني اشفقت عليك وقلت لا امد يدي الى سيدي لانه مسيح الرب هو. فانظر يا ابي انظر ايضا طرف جبّتك بيدي. فمن قطعي طرف جبّتك وعدم قتلي اياك اعلم وانظر انه ليس في يدي شر ولا جرم ولم اخطئ اليك وانت تصيد نفسي لتاخذها. يقضي الرب بيني وبينك وينتقم لي الرب منك ولكن يدي لا تكون عليك. كما يقول مثل القدماء من الاشرار يخرج شر ولكن يدي لا تكون عليك. وراء من خرج ملك اسرائيل. وراء من انت مطارد. وراء كلب ميت. وراء برغوث واحد. فيكون الرب الديان ويقضي بيني وبينك ويرى ويحاكم محاكمتي وينقذني من يدك
فلما فرغ داود من التكلم بهذا الكلام الى شاول قال شاول أهذا صوتك يا ابني داود. ورفع شاول صوته وبكى. ثم قال لداود انت ابرّ مني لانك جازيتني خيرا وانا جازيتك شرا. وقد اظهرت اليوم انك عملت بي خيرا لان الرب قد دفعني بيدك ولم تقتلني. فاذا وجد رجل عدّوه فهل يطلقه في طريق خير. فالرب يجازيك خيرا عما فعلته لي اليوم هذا. والآن فاني علمت انك تكون ملكا وتثبت بيدك مملكة اسرائيل. فاحلف لي الآن بالرب انك لا تقطع نسلي من بعدي ولا تبيد اسمي من بيت ابي. فحلف داود لشاول. ثم ذهب شاول الى بيته واما داود ورجاله فصعدوا الى الحصن
ومات صموئيل فاجتمع جميع اسرائيل وندبوه ودفنوه في بيته في الرامة. وقام داود ونزل الى برية فاران
وكان رجل في معون واملاكه في الكرمل وكان الرجل عظيما جدا وله ثلاثة آلاف من الغنم والف من المعز وكان يجزّ غنمه في الكرمل. واسم الرجل نابال واسم امرأته ابيجايل. وكانت المرأة جيدة الفهم وجميلة الصورة. واما الرجل فكان قاسيا وردي الاعمال. وهو كالبي. فسمع داود في البرية ان نابال يجزّ غنمه. فارسل داود عشرة غلمان وقال داود للغلمان اصعدوا الى الكرمل وادخلوا الى نابال واسألوا باسمي عن سلامته وقولوا هكذا. حييت وانت سالم وبيتك سالم وكل ما لك سالم. والآن قد سمعت ان عندك جزّازين. حين كان رعاتك معنا لم نؤذهم ولم يفقد لهم شيء كل الايام التي كانوا فيها في الكرمل. اسأل غلمانك فيخبروك. فليجد الغلمان نعمة في عينيك لاننا قد جئنا في يوم طيب. فاعط ما وجدته يدك لعبيدك ولابنك داود. فجاء الغلمان وكلموا نابال حسب كل هذا الكلام باسم داود وكفّوا. فاجاب نابال عبيد داود وقال من هو داود ومن هو ابن يسّى. قد كثر اليوم العبيد الذين يقحصون كل واحد من امام سيده. أآخذ خبزي ومائي وذبيحي الذي ذبحت لجازّي واعطيه لقوم لا اعلم من اين هم. فتحول غلمان داود الى طريقهم ورجعوا وجاءوا واخبروه حسب كل هذا الكلام. فقال داود لرجاله ليتقلد كل واحد منكم سيفه. فتقلد كل واحد سيفه. وتقلد داود ايضا سيفه. وصعد وراء داود نحو اربع مئة رجل ومكث مئتان مع الامتعة. فاخبر ابيجايل امرأة نابال غلام من الغلمان قائلا هوذا داود ارسل رسلا من البرية ليباركوا سيدنا فثار عليهم. والرجال محسنون الينا جدا فلم نؤذ ولا فقد منا شيء كل ايام ترددنا معهم ونحن في الحقل. كانوا سورا لنا ليلا ونهارا كل الايام التي كنا فيها معهم نرعى الغنم. والآن اعلمي وانظري ماذا تعملين لان الشر قد اعد على سيدنا وعلى بيته وهو ابن لئيم لا يمكن الكلام معه
فبادرت ابيجايل واخذت مئتي رغيف خبز وزقّي خمر وخمسة خرفان مهيّأة وخمس كيلات من الفريك ومئتي عنقود من الزبيب ومئتي قرص من التين ووضعتها على الحمير وقالت لغلمانها اعبروا قدامي هانذا جائية وراءكم. ولم تخبر رجلها نابال. وفيما هي راكبة على الحمار ونازلة في سترة الجبل اذا بداود ورجاله منحدرون لاستقبالها فصادفتهم. وقال داود انما باطلا حفظت كل ما لهذا في البرية فلم يفقد من كل ما له شيء فكافاني شرا بدل خير. هكذا يصنع الله لاعداء داود وهكذا يزيد ان ابقيت من كل ما له الى ضوء الصباح بائلا بحائط. ولما رأت ابيجايل داود اسرعت ونزلت عن الحمار وسقطت امام داود على وجهها وسجدت الى الارض وسقطت على رجليه وقالت عليّ انا يا سيدي هذا الذنب ودع امتك تتكلم في اذنيك واسمع كلام امتك. لا يضعنّ سيدي قلبه على الرجل اللئيم هذا على نابال لان كاسمه هكذا هو. نابال اسمه والحماقة عنده. وانا امتك لم أر غلمان سيدي الذين ارسلتهم. والآن يا سيدي حيّ هو الرب وحية هي نفسك ان الرب قد منعك عن أتيان الدماء وانتقام يدك لنفسك. والآن فليكن كنابال اعداؤك والذين يطلبون الشر لسيدي. والآن هذه البركة التي أتت بها جاريتك الى سيدي فلتعط للغلمان السائرين وراء سيدي. واصفح عن ذنب امتك لان الرب يصنع لسيدي بيتا امينا لان سيدي يحارب حروب الرب ولم يوجد فيك شر كل ايامك. وقد قام رجل ليطاردك ويطلب نفسك ولكن نفس سيدي لتكن محزومة في حزمة الحياة مع الرب الهك واما انفس اعدائك فليرم بها كما من وسط كفّة المقلاع. ويكون عندما يصنع الرب لسيدي حسب كل ما تكلم به من الخير من اجلك ويقيمك رئيسا على اسرائيل انه لا تكون لك هذه مصدمة ومعثرة قلب لسيدي انك قد سفكت دما عفوا او ان سيدي قد انتقم لنفسه. واذا احسن الرب الى سيدي فاذكر امتك
فقال داود لابيجايل. مبارك الرب اله اسرائيل الذي ارسلك هذا اليوم لاستقبالي ومبارك عقلك ومباركة انت لانك منعتني اليوم من أتيان الدماء وانتقام يدي لنفسي. ولكن حيّ هو الرب اله اسرائيل الذي منعني عن اذيتك انك لو لم تبادري وتأتي لاستقبالي لما ابقي لنابال الى ضوء الصباح بائل بحائط. فاخذ داود من يدها ما اتت به اليه وقال لها اصعدي بسلام الى بيتك. انظري. قد سمعت لصوتك ورفعت وجهك
فجاءت ابيجايل الى نابال واذا وليمة عنده في بيته كوليمة ملك. وكان نابال قد طاب قلبه وكان سكران جدا. فلم تخبره بشيء صغير او كبير الى ضوء الصباح. وفي الصباح عند خروج الخمر من نابال اخبرته امرأته بهذا الكلام فمات قلبه داخله وصار كحجر. وبعد نحو عشرة ايام ضرب الرب نابال فمات. فلما سمع داود ان نابال قد مات قال. مبارك الرب الذي انتقم نقمة تعييري من يد نابال وامسك عبده عن الشر ورد الرب شر نابال على راسه. وارسل داود وتكلم مع ابيجايل ليتخذها له امرأة. فجاء عبيد داود الى ابيجايل الى الكرمل وكلموها قائلين ان داود قد ارسلنا اليك لكي نتخذك له امرأة. فقامت وسجدت على وجهها الى الارض وقالت هوذا امتك جارية لغسل ارجل عبيد سيدي. ثم بادرت وقامت ابيجايل وركبت الحمار مع خمس فتيات لها ذاهبات وراءها وسارت وراء رسل داود وصارت له امرأة. ثم اخذ داود اخينوعم من يزرعيل فكانتا له كلتاهما امرأتين. فاعطى شاول ميكال ابنته امرأة داود لفلطي بن لايش الذي من جلّيم
ثم جاء الزيفيون الى شاول الى جبعة قائلين أليس داود مختفيا في تل حخيلة الذي مقابل القفر. فقام شاول ونزل الى برية زيف ومعه ثلاثة آلاف رجل منتخبي اسرائيل لكي يفتش على داود في برية زيف. ونزل شاول في تل حخيلة الذي مقابل القفر على الطريق. وكان داود مقيما في البرية. فلما رأى ان شاول قد جاء وراءه الى البرية ارسل داود جواسيس وعلم باليقين ان شاول قد جاء. فقام داود وجاء الى المكان الذي نزل فيه شاول ونظر داود المكان الذي اضطجع فيه شاول وابنير بن نير رئيس جيشه. وكان شاول مضطجعا عند المتراس والشعب نزول حواليه. فاجاب داود وكلم اخيمالك الحثي وابيشاي ابن صروية اخا يوآب قائلا من ينزل معي الى شاول الى المحلّة. فقال ابيشاي انا انزل معك. فجاء داود وابيشاي الى الشعب ليلا واذا بشاول مضطجع نائم عند المتراس ورمحه مركوز في الارض عند راسه وابنير والشعب مضطجعون حواليه. فقال ابيشاي لداود قد حبس الله اليوم عدوك في يدك. فدعني الآن اضربه بالرمح الى الارض دفعة واحدة ولا اثني عليه. فقال داود لابيشاي لا تهلكه فمن الذي يمد يده الى مسيح الرب ويتبرّأ. وقال داود حيّ هو الرب ان الرب سوف يضربه او يأتي يومه فيموت او ينزل الى الحرب ويهلك. حاشا لي من قبل الرب ان امد يدي الى مسيح الرب. والآن فخذ الرمح الذي عند راسه وكوز الماء وهلم. فاخذ داود الرمح وكوز الماء من عند راس شاول وذهبا ولم ير ولا علم ولا انتبه احد لانهم جميعا كانوا نياما لان سبات الرب وقع عليهم
وعبر داود الى العبر ووقف على راس الجبل عن بعد والمسافة بينهم كبيرة ونادى داود الشعب وابنير بن نير قائلا أما تجيب يا ابنير. فاجاب ابنير وقال من انت الذي ينادي الملك. فقال داود لابنير أما انت رجل ومن مثلك في اسرائيل. فلماذا لم تحرس سيدك الملك. لانه قد جاء واحد من الشعب لكي يهلك الملك سيدك. ليس حسنا هذا الأمر الذي عملت. حيّ هو الرب انكم ابناء الموت انتم لانكم لم تحافظوا على سيدكم على مسيح الرب. فانظر الآن اين هو رمح الملك وكوز الماء الذي كان عند راسه
وعرف شاول صوت داود فقال أهذا هو صوتك يا ابني داود. فقال داود انه صوتي يا سيدي الملك. ثم قال لماذا سيدي يسعى وراء عبده لاني ماذا عملت واي شر بيدي. والآن فليسمع سيدي الملك كلام عبده. فان كان الرب قد اهاجك ضدي فليشتمّ تقدمة. وان كان بنو الناس فليكونوا ملعونين امام الرب لانهم قد طردوني اليوم من الانضمام الى نصيب الرب قائلين اذهب اعبد آلهة اخرى. والآن لا يسقط دمي الى الارض امام وجه الرب. لان ملك اسرائيل قد خرج ليفتش على برغوث واحد. كما يتبع الحجل في الجبال
فقال شاول قد اخطأت. ارجع يا ابني داود لاني لا اسيء اليك بعد من اجل ان نفسي كانت كريمة في عينيك اليوم. هوذا قد حمقت وضللت كثيرا جدا. فاجاب داود وقال هوذا رمح الملك فليعبر واحد من الغلمان وياخذه. والرب يرد على كل واحد بره وامانته لانه قد دفعك الرب اليوم ليدي ولم اشأ ان امد يدي الى مسيح الرب. وهوذا كما كانت نفسك عظيمة اليوم في عينيّ كذلك لتعظم نفسي في عيني الرب فينقذني من كل ضيق. فقال شاول لداود مبارك انت يا ابني داود فانك تفعل وتقدر. ثم ذهب داود في طريقه ورجع شاول الى مكانه
وقال داود في قلبه اني ساهلك يوما بيد شاول فلا شيء خير لي من ان افلت الى ارض الفلسطينيين فييأس شاول مني فلا يفتش عليّ بعد في جميع تخوم اسرائيل فانجو من يده. فقام داود وعبر هو والست مئة الرجل الذين معه الى اخيش بن معوك ملك جتّ واقام داود عند اخيش في جتّ هو ورجاله كل واحد وبيته داود وامرأتاه اخينوعم اليزرعيلية وابيجايل امرأة نابال الكرملية. فأخبر شاول ان داود قد هرب الى جتّ فلم يعد ايضا يفتش عليه
فقال داود لاخيش ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فليعطوني مكانا في احدى قرى الحقل فاسكن هناك. ولماذا يسكن عبدك في مدينة المملكة معك. فاعطاه اخيش في ذلك اليوم صقلغ. لذلك صارت صقلغ لملوك يهوذا الى هذا اليوم. وكان عدد الايام التي سكن فيها داود في بلاد الفلسطينيين سنة واربعة اشهر. وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريين والجرزيين والعمالقة لان هؤلاء من قديم سكان الارض من عند شور الى ارض مصر. وضرب داود الارض ولم يستبق رجلا ولا امرأة واخذ غنما وبقرا وحميرا وجمالا وثيابا ورجع وجاء الى اخيش. فقال اخيش اذا لم تغزوا اليوم. فقال داود بلى. على جنوبي يهوذا وجنوبي اليرحمئيليين وجنوبي القينيين. فلم يستبق داود رجلا ولا امرأة حتى يأتي الى جتّ اذ قال لئلا يخبروا عنا قائلين هكذا فعل داود. وهكذا عادته كل ايام اقامته في بلاد الفلسطينيين. فصدّق اخيش داود قائلا قد صار مكروها لدى شعبه اسرائيل فيكون لي عبدا الى الابد
وكان في تلك الايام ان الفلسطينيين جمعوا جيوشهم لكي يحاربوا اسرائيل. فقال اخيش لداود اعلم يقينا انك ستخرج معي في الجيش انت ورجالك. فقال داود لاخيش لذلك انت ستعلم ما يفعل عبدك. فقال اخيش لداود لذلك اجعلك حارسا لراسي كل الايام
ومات صموئيل وندبه كل اسرائيل ودفنوه في الرامة في مدينته. وكان شاول قد نفى اصحاب الجان والتوابع من الارض. فاجتمع الفلسطينيون وجاءوا ونزلوا في شونم وجمع شاول جميع اسرائيل ونزل في جلبوع. ولما رأى شاول جيش الفلسطينيين خاف واضطرب قلبه جدا. فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالاحلام ولا بالاوريم ولا بالانبياء. فقال شاول لعبيده فتشوا لي على امرأة صاحبة جان فاذهب اليها واسألها. فقال له عبيده هوذا امرأة صاحبة جان في عين دور. فتنكّر شاول ولبس ثيابا اخرى وذهب هو ورجلان معه وجاءوا الى المرأة ليلا وقال اعرفي لي بالجان واصعدي لي من اقول لك. فقالت له المرأة هوذا انت تعلم ما فعل شاول كيف قطع اصحاب الجان والتوابع من الارض. فلماذا تضع شركا لنفسي لتميتها. فحلف لها شاول بالرب قائلا حيّ هو الرب انه لا يلحقك اثم في هذا الامر. فقالت المرأة من اصعد لك. فقال اصعدي لي صموئيل. فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم وكلمت المرأة شاول قائلة لماذا خدعتني وانت شاول. فقال لها الملك لا تخافي. فماذا رأيت. فقالت المرأة لشاول رأيت آلهة يصعدون من الارض. فقال لها ما هي صورته. فقالت رجل شيخ صاعد وهو مغطي بجبّة. فعلم شاول انه صموئيل فخرّ على وجهه الى الارض وسجد. فقال صموئيل لشاول لماذا اقلقتني باصعادك اياي. فقال شاول قد ضاق بي الأمر جدا. الفلسطينيون يحاربونني والرب فارقني ولم يعد يجيبني لا بالانبياء ولا بالاحلام فدعوتك لكي تعلمني ماذا اصنع. فقال صموئيل ولماذا تسألني والرب قد فارقك وصار عدوك. وقد فعل الرب لنفسه كما تكلم عن يدي وقد شق الرب المملكة من يدك واعطاها لقريبك داود. لانك لم تسمع لصوت الرب ولم تفعل حمو غضبه في عماليق لذلك قد فعل الرب بك هذا الامر اليوم. ويدفع الرب اسرائيل ايضا معك ليد الفلسطينيين وغدا انت وبنوك تكونون معي ويدفع الرب جيش اسرائيل ايضا ليد الفلسطينيين. فاسرع شاول وسقط على طوله الى الارض وخاف جدا من كلام صموئيل وايضا لم تكن فيه قوة لانه لم ياكل طعاما النهار كله والليل
ثم جاءت المرأة الى شاول ورأت انه مرتاع جدا فقالت له هوذا قد سمعت جاريتك لصوتك فوضعت نفسي في كفّي وسمعت لكلامك الذي كلمتني به. والآن اسمع انت ايضا لصوت جاريتك فاضع قدامك كسرة خبز وكل فتكون فيك قوة اذ تسير في الطريق. فأبى وقال لا آكل. فالحّ عليه عبداه والمرأة ايضا فسمع لصوتهم وقام عن الارض وجلس على السرير. وكان للمرأة عجل مسمّن في البيت فاسرعت وذبحته واخذت دقيقا وعجنته وخبزت فطيرا ثم قدمته امام شاول وامامعبديه فأكلوا. وقاموا وذهبوا في تلك الليلة
وجمع الفلسطينيون جميع جيوشهم الى افيق. وكان الاسرائيليون نازلين على العين التي في يزرعيل. وعبر اقطاب الفلسطينيين مئات والوفا وعبر داود ورجاله في الساقة مع اخيش. فقال رؤساء الفلسطينيين ما هؤلاء العبرانيون. فقال اخيش لرؤساء الفلسطينيين أليس هذا داود عبد شاول ملك اسرائيل الذي كان معي هذه الايام او هذه السنين ولم اجد فيه شيئا من يوم نزوله الى هذا اليوم. وسخط عليه رؤساء الفلسطينيين وقال له رؤساء الفلسطينيين ارجع الرجل فيرجع الى موضعه الذي عيّنت له ولا ينزل معنا الى الحرب ولا يكون لنا عدوا في الحرب. فبماذا يرضي هذا سيده. أليس برؤوس اولئك الرجال. أليس هذا هو داود الذي غنّين له بالرقص قائلات ضرب شاول الوفه وداود ربواته
فدعا اخيش داود وقال له حيّ هو الرب انك انت مستقيم وخروجك ودخولك معي في الجيش صالح في عينيّ لاني لم اجد فيك شرا من يوم جئت اليّ الى اليوم واما في اعين الاقطاب فلست بصالح. فالآن ارجع واذهب بسلام ولا تفعل سوءا في اعين اقطاب الفلسطينيين
فقال داود لاخيش فماذا عملت وماذا وجدت في عبدك من يوم صرت امامك الى اليوم حتى لا آتي واحارب اعداء سيدي الملك. فاجاب اخيش وقال لداود علمت انك صالح في عينيّ كملاك الله. الا ان رؤساء الفلسطينيين قالوا لا يصعد معنا الى الحرب. والآن فبكر صباحا مع عبيد سيدك الذين جاءوا معك واذا بكرتم صباحا واضاء لكم فاذهبوا. فبكر داود هو ورجاله لكي يذهبوا صباحا ويرجعوا الى ارض الفلسطينيين. واما الفلسطينيون فصعدوا الى يزرعيل
ولما جاء داود ورجاله الى صقلغ في اليوم الثالث كان العمالقة قد غزوا الجنوب وصقلغ وضربوا صقلغ واحرقوها بالنار وسبوا النساء اللواتي فيها. لم يقتلوا احدا لا صغيرا ولا كبيرا بل ساقوهم ومضوا في طريقهم. فدخل داود ورجاله المدينة واذا هي محرقة بالنار ونساؤهم وبنوهم وبناتهم قد سبوا. فرفع داود والشعب الذين معه اصواتهم وبكوا حتى لم تبق لهم قوة للبكاء. وسبيت امرأتا داود اخينوعم اليزرعيلية وابيجايل امرأة نابال الكرملي. فتضايق داود جدا لان الشعب قالوا برجمه لان انفس جميع الشعب كانت مرّة كل واحد على بنيه وبناته. واما داود فتشدد بالرب الهه
ثم قال داود لابياثار الكاهن ابن اخيمالك قدم اليّ الافود. فقدّم ابياثار الافود الى داود. فسأل داود من الرب قائلا. اذا لحقت هؤلاء الغزاة فهل ادركهم. فقال له الحقهم فانك تدرك وتنقذ. فذهب داود هو والست مئة الرجل الذين معه وجاءوا الى وادي البسور والمتخلفون وقفوا. واما داود فلحق هو واربع مئة رجل ووقف مئتا رجل لانهم اعيوا عن ان يعبروا وادي البسور. فصادفوا رجلا مصريا في الحقل فاخذوه الى داود واعطوه خبزا فاكل وسقوه ماء واعطوه قرصا من التين وعنقودين من الزبيب فاكل ورجعت روحه اليه لانه لم ياكل خبزا ولا شرب ماء في ثلاثة ايام وثلاث ليال. فقال له داود لمن انت ومن اين انت. فقال انا غلام مصري عبد لرجل عماليقي وقد تركني سيدي لاني مرضت منذ ثلاثة ايام. فاننا قد غزونا على جنوبي الكريتيين وعلى ما ليهوذا وعلى جنوبي كالب واحرقنا صقلغ بالنار. فقال له داود هل تنزل بي الى هؤلاء الغزاة. فقال احلف لي بالله انك لا تقتلني ولا تسلمني ليد سيدي فانزل بك الى هؤلاء الغزاة. فنزل به واذ بهم منتشرون على وجه كل الارض يأكلون ويشربون ويرقصون بسبب جميع الغنيمة العظيمة التي اخذوا من ارض الفلسطينيين ومن ارض يهوذا. فضربهم داود من العتمة الى مساء غدهم ولم ينج منهم رجل الا اربع مئة غلام الذين ركبوا جمالا وهربوا. واستخلص داود كل ما اخذه عماليق وانقذ داود امرأتيه. ولم يفقد لهم شيء لا صغير ولا كبير ولا بنون ولا بنات ولا غنيمة ولا شيء من جميع ما اخذوا لهم بل رد داود الجميع. واخذ داود الغنم والبقر. ساقوها امام تلك الماشية وقالوا هذه غنيمة داود
وجاء داود الى مئتي الرجل الذين اعيوا عن الذهاب وراء داود فأرجعهم في وادي البسور فخرجوا للقاء داود ولقاء الشعب الذين معه. فتقدم داود الى القوم وسأل عن سلامتهم. فاجاب كل رجل شرير ولئيم من الرجال الذين ساروا مع داود وقالوا لاجل انهم لم يذهبوا معنا لا نعطيهم من الغنيمة التي استخلصناها بل لكل رجل امرأته وبنيه فليقتادوهم وينطلقوا. فقال داود لا تفعلوا هكذا يا اخوتي لان الرب قد اعطانا وحفظنا ودفع ليدنا الغزاة الذين جاءوا علينا. ومن يسمع لكم في هذا الامر. لانه كنصيب النازل الى الحرب نصيب الذي يقيم عند الامتعة فانهم يقتسمون بالسوية. وكان من ذلك اليوم فصاعدا انه جعلها فريضة وقضاء لاسرائيل الى هذا اليوم ولما جاء داود الى صقلغ ارسل من الغنيمة الى شيوخ يهوذا الى اصحابه قائلا هذه لكم بركة من غنيمة اعداء الرب. الى الذين في بيت ايل والذين في راموت الجنوب والذين في يتّير والى الذين في عروعير والذين في سفموث والذين في اشتموع والى الذين في راخال والذين في مدن اليرحمئيليين والذين في مدن القينيين والى الذين في حرمة والذين في كور عاشان والذين في عتاك والى الذين في حبرون والى جميع الاماكن التي تردد فيها داود ورجاله
للمزيد من سيرة النبي داود اقرأ الكتاب المقدس ويمكنك سحب سفر المزامير من صفحة اسفار من الكتاب المقدس او تحميك الكتاب المقدس بكامله على جهازك مجاناً في برنامج اونلاين من صفحة النعمة.
مزامير النبي داود
مازال كتاب المزامير يحظى حتى اليوم بنفس الشهرة التي حظي بها في العهود القديمة. فهو يشتمل بين طيات صفحاته على أساليب مختلفة استخدمها المؤمنون عبر العصور للتقرب إلى الله في الصلاة والتضرع. وفيه عبرت المشاعر البشرية عن ذاتها في حالاتها المتباينة من حزن وفرح، وغضب وصبر، وشك وإيمان، وتوبة وتسبيح. وفيه أيضا تصوير رائع لذكريات الماضي، وأزمات الصراع في الوجود الحاضر، وأمجاد رؤى المستقبل. كما انعكست بين سطوره لوحات نبوية للمسيا، يسوع المسيح، في آلامه وعظمته.
يعلم كتاب المزامير، بصورة رئيسية، أن الله يهتم اهتماما شخصيا بالمؤمنين، وأنه يطلب إلينا أن نُقبل إليه، كما نحن، لا بعد أن نجد حلولاً لمشكلاتنا. إننا نَمْثُلُ في حضرة الله ثقة منا أن نجد لديه الحلول لمشكلاتنا الروحية والدنيوية، وقد أعرب الله عن محبته لنا واستعداده الكامل لمساعدتنا، أينما كنا، وكيفما شعرنا، ومهما فعلنا شريطة أن نسلم إليه أنفسنا ونتوب عن خطيئتنا، فيمنحنا آنئذ قوة لنحيا من جديد. إن الله هو المتسلط على الكون وهو قادر على إسعافنا إن استجرنا به طلبا لخلاصنا.
من مزامير داود
طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. لكن في ناموس الرب مسرّته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا. فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. التي تعطي ثمرها في اوانه. وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح
ليس كذلك الاشرار لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح. لذلك لا تقوم الاشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الابرار. لان الرب يعلم طريق الابرار. اما طريق الاشرار فتهلك (مزامير 1: 1-6
لداود. الرب نوري وخلاصي ممن اخاف. الرب حصن حياتي ممن ارتعب. عندما اقترب اليّ الاشرار ليأكلوا لحمي مضايقيّ واعدائي عثروا وسقطوا. ان نزل عليّ جيش لا يخاف قلبي. ان قامت عليّ حرب ففي ذلك انا مطمئن. واحدة سألت من الرب واياها التمس. ان اسكن في بيت الرب كل ايام حياتي لكي انظر الى جمال الرب واتفرس في هيكله. لانه يخبئني في مظلته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته. على صخرة يرفعني. والآن يرتفع راسي على اعدائي حولي فاذبح في خيمته ذبائح الهتاف. اغني وارنم للرب
استمع يا رب. بصوتي ادعو فارحمني واستجب لي. لك قال قلبي قلت اطلبوا وجهي. وجهك يا رب اطلب. لا تحجب وجهك عني. لا تخيب بسخط عبدك. قد كنت عوني. فلا ترفضني ولا تتركني يا اله خلاصي. ان ابي وامي قد تركاني والرب يضمّني. علمني يا رب طريقك. واهدني في سبيل مستقيم بسبب اعدائي. لا تسلمني الى مرام مضايقيّ. لانه قد قام عليّ شهود زور ونافث ظلم. لولا انني آمنت بان ارى جود الرب في ارض الاحياء. انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب (مزامير 27: 1-14
لامام المغنين. مزمور لداود عندما جاء اليه ناثان النبي بعد ما دخل الى بثشبع.
ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصيّ. اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيتي طهرني. لاني عارف بمعاصيّ وخطيتي امامي دائما. اليك وحدك اخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك. هانذا بالاثم صوّرت وبالخطية حبلت بي امي
ها قد سررت بالحق في الباطن ففي السريرة تعرّفني حكمة. طهّرني بالزوفا فاطهر. اغسلني فابيضّ اكثر من الثلج. اسمعني سرورا وفرحا. فتبتهج عظام سحقتها. استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي
قلبا نقيا اخلق فيّ يا الله وروحا مستقيما جدّد في داخلي. لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني. رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة اعضدني. فاعلم الاثمة طرقك والخطاة اليك يرجعون
نجني من الدماء يا الله اله خلاصي. فيسبح لساني برك. يا رب افتح شفتيّ فيخبر فمي بتسبيحك. لانك لا تسرّ بذبيحة والا فكنت اقدمها. بمحرقة لا ترضى. ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره
مزامير 51: 1-17
الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت اقول للرب ملجإي وحصني الهي فاتكل عليه. لانه ينجيك من فخ الصياد ومن الوبإ الخطر. بخوافيه يظللك وتحت اجنحته تحتمي. ترس ومجن حقه. لا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار. ولا من وبإ يسلك في الدجى ولا من هلاك يفسد في الظهيرة. يسقط عن جانبك الف وربوات عن يمينك. اليك لا يقرب. انما بعينيك تنظر وترى مجازاة الاشرار لانك قلت انت يا رب ملجإي. جعلت العلي مسكنك. لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك. لانه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الايدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك. على الاسد والصل تطأ. الشبل والثعبان تدوس. لانه تعلق بي انجيه. ارفعه لانه عرف اسمي. يدعوني فاستجيب له. معه انا في الضيق. انقذه وامجده. من طول الايام اشبعه واريه خلاصي
مقدمة راعوث قصة جميلة قال عنها جوتة شاعر الألمان: إنها أبدع أنشودة جاءتنا من الشرق القديم. سئل أحد الشعراء العظام، وقد نظم قصائد متعددة عن شخصيات الكتاب لم يلمس قصة راعوث؟ فأجاب: «خشيت أن أشوه جمالها وعذوبتها». قرأها مرة بنيامين فرانكلين حين كان سفير الولايات المتحدة بباريس على جماعة درجت على أعمال كتاب الله فصاحوا مدهوشين «إنها قصة رائعة! من أين جئت بها». فأجابهم: «إنها في كتاب قديم اسمه الكتاب المقدس». الحق أقول إنني أحسست وأنا أتأمل سفر راعوث بالحزن والخجل معا من نفسي، إذ كشف لي ضعفي بكيفية بارزة ظاهرة: لقد تعلمت من السفر مدى تأثيرنا في الآخرين.. كيف انتقلت راعوث من الوثنية إلى إله إسرائيل؟ أغلب الظن أنها لم تقرأ كتبًا عن يهوه قبل نعمى، كانت نعمى أستاذها وكتابها الخالد الذي أنار لها الطريق.. وكم أحس بتفاهة إيماني، وأنا أرى هذه الفتاة الموأبية تناضل بإيمانها الظلام والجوع والفقر والتعاسة والشقاء! كما أقف ازاءها لتأمل مكافأة الله العجيبة للنفس التي تمسك به بشجاعة وإخلاص وقوة.. كان عصر القضاة عصر شريرًا، عصرًا يتضح بالأثم والشر والرذيلة والأوجاع، فيه استراحت الطرق وعابرو السبل ساروا في مسالك معوجة، كل واحد عمل ما حسن في عينيه. في ذلك العصر بدت راعوث في اشراقها البارع، والناس يتحسسون الظلام، نجمة متألقة تضيء الظلمة الساخنة العميقة، وعلمتنا أن الزهر النضير قد ينبت في الوحل، وأن الإيمان الباسق قد يترعرع في أرض الجحود والألحاد، وأن شهود الله الأمناء سيعترفون به ويحفظون الشهادة له في أتعس الظروف وأمرها، ولا يقرون ما ذهب إليه المثل القديم: إذا كنت في روما فاعمل عمل الرومان...
والآن أريد أن نتأمل راعوث من نواح ثلاث: الفتاة وأمها الروحية: الفتاة الجسورة الإيمان: الفتاة التي نالت مكافأة عظيمة.
الفتاة وأمها الروحية
راعوث فتاة موآبية يظهر أنها كانت على حظ وفير من الجمال الذي يتيح لها فرصا متعددة للزواج، فنعمى كانت تعتقد أنها ستجد في موآب زوجًا آخر بعد وفاة زوجها محلون، وبوعز كان يؤمن أن حظها من الجمال سيتيح لها أن تجد بين شباب بيت لحم، الفقراء أو الأغنياء زوجاً، وهي فتاة على حظ وافر من الأخلاق، شهد أهل بيت لحم جميعًا لحلاوة سيرتها وتقاوتها، كما أنها شجاعة نادر المثال في شجاعتها، ألم تترك وطنها لتسير إلى أرض غريبة؟ وهناك تخلع عنها ثوب الراحة، فتناضل وتكافح لتجد لقمتها ولقمة حماتها، وهي أيضًا وديعة تنحني بكل تواضع أمام رقة بوعز وحنانه، كما ينبغي ألا ننسى أنها فتاة مخلصة ودود محبة، سنذكرها أبدا بتلك الصورة الخالدة التي أبدعتها أنامل فنان من أكبر فناني الغرب، والصورة تنطق بحب عميق هائل حزين نراه في عناقها لنعمى، لم تسمع راعوث عن أنتيجونا اليونانية، الفتاة التي تابعت أخاها حتى القبر، وظلت إلى جوار جثته حتى ماتت، ولم تقرأ عن بنلوب التي ظلت عشرين عاماً تحدق في الفضاء البعيد، تنتظر مجيء زوجها وسفنه الضائعة، ولكنها قرأت في أعماق نفسها قصة الحب الذي لا تغمره السيول، الحب الذي يتحدى الصعاب، ويقهر الأهل والبعد والموت. «حيثما ذهبت أذهب، وحيثما بت أبيت، شعبك شعبي وإلهك إلهي، حيثما مت أموت، وهناك أدفن».. من هذه الفتاة العجيبة التي خلفت وراءها أرض مولدها وأباها وأمها، وسارت وراء إله إسرائيل، إلى شعب غريب لم تعرفه من قبل، وفعلت كل ذلك في وداعة واشراق ونور وجلال؟ أهي من صنع موآب! إن موآب يصنع الوثنية، وكموش آلهته تصنع القسوة والرذيلة، إذن من صنع راعوث؟ من أكسبها هذه الحلاوة؟ من أعطاها هذا الأشراق؟ أنها نعمى بحنانها ومحبتها وتضحيتها وإشفاقها وإيثارها، نعمى هي الكتاب الخالد الذي قرأت فيه راعوث الفصول القدسية الرائعة! هل تريد أن أقرأ عليك بعض سطوره الرائعة المبدعة العجيبة.. إذن سأقف بك بضع دقائق من الأم الأرملة الثكلى في ساعة مرارتها الكبرى، وهي تيمم وجهها شطر الوطن.. في تلك الساعة لم تكن نعمى إنسانًا يتمشى على الأرض، بل ملاكًا يسير بين الناس، لماذا أنت حزينة يا نعمى؟ أللمصائب الدافقة التي أنصبت عليك؟ التعاسة الهائلة التي وصلت إليها وبلغتيها؟ وإذا بالملاك يجيب: حقاً أن هذا فظيع ومخيف ومريع، ولكنني متألمة على ما هو أكثر من هذا وأشد وأنكى، أني حزينة لأن النار التي لدعتني لمست كنتي، كنت أود أن أجرع الكأس وحدي لا يشاطرني فيها مخلوق «لا يابنتي فاني مغمومة جدًا من أجلكما».. يا نعمي أننا نعطي وجوهنا في حضرتك، ونستحي أن نرفع أبصارنا إلى وجهك الرائع الرائق.. لقد أبصرنا أكثر منك محبته الهائلة على الصليب، ولكننا ما نزال نحبو إلى جانب خطواتك الواسعة القوية... من يقول إن هذا كلام حماة لكنتها! وقد تستأثر بمن تعده ملكًا خالصًا لها، الحماة التي احتضنت ولدها وربته وعاشت له، كيف تفرط فيه لشخص جديد يغزوه، وهذه الكنة تريد زوجها وقلبه وحبه وحياته، وهيهات أن تقر لأحد بنصيب فيه.. وهكذا نشأت تلك العداوة العميقة المريعة التي تركت أبشع الآثار في النفوس والعائلات ولكن نعمى ارتفعت فوق هذه الغريزة وعلت وسمت، فغنمت واكتسبت كل شيء.. اكتسبت راعوث بكل ما فيها، واكتسبتها لا لنفسها فحسب بل لله وللمجد وللخلود.
ما أكثر ما نفعل لأجل الله بحياتنا، وما أعمق الآثار التي نتركها في الآخرين بتصرفنا ومعاملتنا،.. ذهب استانلي يبحث عن ليفنجستون في أدغال القارة الأفريقية، وهناك وجده وبقي معه سبعة شهور، لم يحدثه فيها ليفنجستون عن الأمور الروحية، ولكن حياته العظيمة، حياة الصبر والاحتمال الفائق الحد، حياة المحبة التي لا تموت للشعوب التعسة، تركت فيه أعمق الآثار، رأى ستانلي شخصًا يحترق من أجل المسيح فقال: «لقد ولدت من أبوين مسيحيين وعشت في وطن مسيحي، وكنت أستنشق كل يوم نسمات التعاليم المسيحية، ولكني لم أعرف المسيح في إنجلترا، بل عرفته هناك في تلك القارة المظلمة إلى جانب الرجل الذي عاش ومات للمسيح»... صاح الولد الصغير الذي أحب هويتفيلد: «يا إله هويتفيلد إنني أحبك!» إن المسيحي هو الإنجيل الذي تستطيع أن تفتحه كل يوم بابتسامتك وحبك وعطفك وحنانك، يحزننا أننا كثيرًا ما ننفر الآخرين بتصرفنا، إنهم يروننا شيئًا آخر خلاف عقيدتنا. ألم يقل غاندي : لولا المسيحيون لصرت مسيحيًا.
الفتاة الجسورة الإيمان
إنه فصل رائع من فصول الإيمان، فصل مجيد ذلك الذي كافح الظلام واليأس والفقر والتعاسة وانتصر، لو كان طريق راعوث مفروشًا بالورود لما دون الكتاب شيئًا عن إيمانها لكنه كان:
الإيمان الذي انتصر رغم موت زوجها
هي فتاة وثنية أخذ الله زوجها، وأخذه في ميعة الصبا وريعان الشباب، وتركها أرملة لم تهنأ بالحياة، فهل يستطيع الإيمان الصحيح أن يثبت؟ كاد إيمان جون برايت الخطيب الإنجليزي العظيم أن يضيع، وهو جالس إلى جانب زوجته المحتضرة، إذ عاد بذكراه إلى الأيام القصيرة الهانئة التي قضياها، وكيف أن الله سيحرمه من أجل سعادة تمتع بها،.. تينسون الشاعر الكبير، حين مات صديقه العزيز هتف به صوت محزن يدعوه إلى ترك الإيمان، لأنه يكاد يراها قسوة كبيرة من المولى أن يفقد صديقه... وكثيرون ضاع إيمانهم لأن يد القدير اشتدت عليهم وقصفت أعواد آمالهم من أبناء أو آباء أو أزواج، لكن راعوث فقدت زوجها، وفقدته شابًا، وعلاقتهما على ما يظهر من لغة الكتاب كانت صافية قوية حلوة. ومع ذلك لم ينحن إيمانها ولم يترنح أو يتبدد، ولعلها بذلك تنادي المحزونين جميعًا من أبناء الله وبناته ألا يفرطوا في أحزانهم بالكيفية التي تقلل من شركتهم مع الله.
الإيمان الذي انتصر رغم الغربة
إنها تترك أباها وأمها ووطنها، وتترك الصحاب الذين ألفتهم، تترك أرض موآب الغنية، وهل تظنون هذا سهلاً ميسورًا؟ أن ترك الوطن من أدق ما تضطرب له النفوس، وهل تنسون ذلك المرض الذي يدعي مرض الحنين إلى الوطن والذي يصاب به من يتركون بلادهم. هناك من يظلم عرفة كثيرًا، هناك من يحمل عليها دون ترو، هناك من ينظر إليها نظرة الارتداد القاسية العنيفة، لئن بدا في هذا بعض الحق، فلا ينبغي أن ننسى أنها كانت فتاة ودودا لطيفة المعشر، تألمت لحماتها، وبكتا ساعة الوداع، لكنها لم تستطع تحمل الغربة، فرجعت إلى أهلها... جلس بنو إسرائيل على أنهار بابل، وعلقوا أعوادهم على الصفصاف، وبكوا عند ذكر الوطن العزيز، وحين طلب منهم أن يرنموا أجابوا: «كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة، أن نسيتك يا أورشليم تنسي يميني، ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك، إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي»... حين طرد دانتي من فلورنسا وحرم عليه أن يراها حتى الموت، عد ذلك شوكته التي تضارع شوكة بولس، وكان الشاعر الشريد وهو يجوب في أرض الغربة يتمثل في الخيال شوارعها وأحياءها وبيته القديم... كان ألم الحنين إلى الوطن أقسى ما ذاق من عذابات.. والتاريخ يذخر بالكثيرين من الأبطال الذين خاضعوا معارك متعددة، دون أن تلين قناتهم أو ينثني عودهم أو تتطرق الهزيمة إلى قلوبهم، ولكنهم انهزموا في معركة الحنين إلى الوطن.. لكن راعوث انتصر إيمانها وهي تدلف في عزم وقوة مع حماتها نحو أرض إسرائيل.
الإيمان الذي انتصر على الفقر
ماذا ستلاقي في أرض إسرائيل، وهل ستجد لقمتها ميسورة؟ قد يهون علينا أن نترك الوطن والأهل والصحاب، متى أمكننا الاعتقاد أن نجد في أرض الغربة العيش الهنيء والسعة المريحة... لكن راعوث تعلم أنها ستواجه هناك الفقر والمغبة والجوع، فحماتها لا تملك حطام الدنيا شيئاً مذكورًا، وعليها هي أن تناضل من أجل الحياة نضالاً يشق على الرجل ويصعب.. في الواقع ليس هناك ما يزعزع الإيمان ويبعث الاضطراب في النفس ويعثر الشركة مع الله كما يفعل الجوع، وما أصدق أجور بن متقية مسا وأعظمه دراية بالنفس البشرية حين صاح: «لا تعطني فقرًا ولا غنى أطعمني خبز فريضتي لئلا أشبع وأكفر وأقول من هو الرب أو أفتقر وأسرق واتخذ اسم إلهي باطلاً» إن قصة البؤساء لفيكتور هوجو تدور حول أثر الفقر في إذلال النفس وإسقاطها والجنوح بها تجاه الفساد والجريمة والشر.. لكن راعوث رغم شبح الجوع المخيف خطت بشجاعة إلى أرض إسرائيل.
الإيمان الذي انتصر على حياة الترمل
إن أقوى دوافع المرأة جميعًا الحياة الزوجية، فهل فكرت راعوث أنها ستجد بعد وفاة زوجها رجلاً آخر في أرض إسرائيل؟ أغلب الظن أنها لم تفكر في ذلك، ونعمى في حديثها معها ومع عرفة، ساعة الوداع، أوصدت الباب بقوة أمام كلتيهما من هذا القبيل، لكن الفتاة كافحت هذا الدافع القوي، وآثرت حياة الترمل مع حماتها على الحياة الزوجية بين الأهل والأقارب والعشيرة.
أظن أن هذه الفتاة وهي تسير في أرض الظلال والألم والظلام تكافح مالا يستطيعه إلا العتاه والجبابرة والأبطال صاحت من أعماق قلبها: «أيها الإله الذي جئت أحتمي تحت جناحيه: إن المستقبل مظلم قاس حالك أشد قتامًا من فحمة الليل، لا نجمة فيه أو نور أو رجاء... وأنت ملكي وإلهي وسيدي فلا تتركني! احفظني فأنا خائفة تعسة مشردة، لا أعرف في الدنيا سوى امرأة محطمة.. وإله إسرائيل العظيم الممجد.
المرأة التي نالت مكافأة عظيمة
تبدو أرض الإيمان أمام القدم التي تطأها حديثًا كأنما لا خضرة فيها أو ظل أو ماء، لكن ما أن يسير المرء فيها حتى يلمس الراحة والهدوء والغني والمجد... كانت الطريق في خطواتها الأولى أمام راعوث قفرا، ولكن ما أن بلغت بعضها حتى أحست كل شيء يتغير ويتبدل، وما أن انتهى بها المطاف إلى آخر الشوط حتى وقفت مشدوهة مذهولة.. إن راعوث اليوم في السماء تعرف عظم مكافأتها ومجدها.. وأظن هذه المكافأة ثلاثية:
مكافأة الخلاص
سارت عرفة شوطًا في طريق الخلاص ولكنها لم تتمه، إذ عادت إلى شعبها وإلهتها، تابعت النور مدى يسيرًا ثم عادت تغرق في الظلام والوثنية، ولعلها أقرب الكل إلى ذلك الشاب الغني الذي وقف على أبواب الملكوت ثم ارتد عنه حزينًا.. غير أن راعوث أتمت خلاصها، وركضت في السباق حتى بلغت جعالتها العليا.. وهل هو قليل أن ينتقل المرء من كوش إلى الإلة العلي، من الشيطان إلى المخلص.. من الحياة الباطلة الحقيرة إلى حياة النور والمجد والخلود.
مكافأة الزوج
تزوجت راعوث من بوعز، وبوعز فيما نعلم شخصية عظيمة جليلة، فهو رجل من أسياد قومه ينعته الكتاب بأجل النعوت وأبدعها.. فهو جبار بأس، ذو ثراء عريض، تقي، كريم، وديع النفس، واسع الحيلة... هذا الرجل ارتضى أن يقترن بالموآبية ليقيم نسلاً لقريبه الميت، ولاشك أن حياتها معه كانت نعيمًا مريحًا باذخا عريضًا.. ويكفي أن زواجهما أخذ منه الوعاظ مادة خصبة لاقتران المسيح بالكنيسة.
مكافأة النسل
ولدت راعوث عوبيد، وكان عوبيد جدًا للملك داود، ولسلسلة الملوك التي جاءت عنه، ولكن مكافأة راعوث لم تقف عند هذا الشأن فحسب بل تعدته إلى مدى سرمدي بعيد، إذ جاء من نسلها المسيح مخلص العالم.
هذه هي الفتاة التي أدارت ظهرها لموآب، وسارت وراء إله إسرائيل، فكتب اسمها في سجل الخالدين، وهي الأممية الوحيدة التي أخذ سفرها مكانًا بين صفحات الكتاب... إنها تعلمنا أن أقل ما نقدم يصبح ثروة طائلة متى تسلمته يد الله، قال بطرس: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا، فقال لهم يسوع الحق أقول لكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضًا على إثنى عشر كرسيًا تدينون اسباط إسرائيل الأثنى عشر، وكل من ترك بيوتًا أو إخوة أو أخوات أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً من أجل إسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية».
سيرة يوسف ابن (يعقوب) إسرائيل الذي استخدمه الله بتخليص ذويه ومصر من المجاعة سكن يعقوب في ارض غربة ابيه في ارض كنعان. هذه مواليد يعقوب. يوسف اذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي ابيه. واتى يوسف بنميمتهم الرديئة الى ابيهم. واما اسرائيل فاحب يوسف اكثر من سائر بنيه لانه ابن شيخوخته. فصنع له قميصا ملوّنا. فلما رأى اخوته ان اباهم احبه اكثر من جميع اخوته ابغضوه ولم يستطيعوا ان يكلموه بسلام وحلم يوسف حلما واخبر اخوته. فازدادوا ايضا بغضا له. فقال لهم اسمعوا هذا الحلم الذي حلمت. فها نحن حازمون حزما في الحقل. واذا حزمتي قامت وانتصبت فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي. فقال له اخوته ألعلك تملك علينا ملكا ام تتسلط علينا تسلّطا. وازدادوا ايضا بغضا له من اجل احلامه ومن اجل كلامه. ثم حلم ايضا حلما آخر وقصّه على اخوته. فقال اني قد حلمت حلما ايضا واذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبا ساجدة لي. وقصّه على ابيه وعلى اخوته. فانتهره ابوه وقال له ما هذا الحلم الذي حلمت. هل نأتي انا وامك واخوتك لنسجد لك الى الارض. فحسده اخوته. واما ابوه فحفظ الامر ومضى اخوته ليرعوا غنم ابيهم عند شكيم. فقال اسرائيل ليوسف أليس اخوتك يرعون عند شكيم. تعال فارسلك اليهم. فقال له هانذا. فقال له اذهب انظر سلامة اخوتك وسلامة الغنم وردّ لي خبرا. فارسله من وطاء حبرون فاتى الى شكيم. فوجده رجل واذا هو ضال في الحقل. فساله الرجل قائلا ماذا تطلب. فقال انا طالب اخوتي. اخبرني اين يرعون. فقال الرجل قد ارتحلوا من هنا. لاني سمعتهم يقولون لنذهب الى دوثان. فذهب يوسف وراء اخوته فوجدهم في دوثان فلما ابصروه من بعيد قبلما اقترب اليهم احتالوا له ليميتوه. فقال بعضهم لبعض هوذا هذا صاحب الاحلام قادم. فالآن هلم نقتله ونطرحه في احدى الآبار ونقول وحش رديء اكله. فنرى ماذا تكون احلامه. فسمع رأوبين وانقذه من ايديهم. وقال لا نقتله. وقال لهم رأوبين لا تسفكوا دما. اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا اليه يدا. لكي ينقذه من ايديهم ليرده الى ابيه. فكان لما جاء يوسف الى اخوته انهم خلعوا عن يوسف قميصه القميص الملوّن الذي عليه. واخذوه وطرحوه في البئر. واما البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء ثم جلسوا ليأكلوا طعاما. فرفعوا عيونهم ونظروا واذا قافلة اسمعيليين مقبلة من جلعاد وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانا ولاذنا ذاهبين لينزلوا بها الى مصر. فقال يهوذا لاخوته ما الفائدة ان نقتل اخانا ونخفي دمه. تعالوا فنبيعه للاسمعيليين ولا تكن ايدينا عليه لانه اخونا ولحمنا. فسمع له اخوته. واجتاز رجال مديانيون تجار. فسحبوا يوسف واصعدوه من البئر وباعوا يوسف للاسمعيليين بعشرين من الفضة. فأتوا بيوسف الى مصر. ورجع رأوبين الى البئر واذا يوسف ليس في البئر. فمزّق ثيابه. ثم رجع الى اخوته وقال الولد ليس موجودا. وانا الى اين اذهب فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم. وارسلوا القميص الملّون واحضروه الى ابيهم. وقالوا وجدنا هذا. حقق أقميص ابنك هو ام لا. فتحققه وقال قميص ابني. وحش رديء اكله. افترس يوسف افتراسا. فمزّق يعقوب ثيابه ووضع مسحا على حقويه وناح على ابنه اياما كثيرة. فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه. فابى ان يتعزى وقال اني انزل الى ابني نائحا الى الهاوية. وبكى عليه ابوه واما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون رئيس الشّرط تكوين 37: 1-36
واما يوسف فانزل الى مصر واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط رجل مصري من يد الاسمعيليين الذين انزلوه الى هناك. وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا. وكان في بيت سيده المصري ورأى سيده ان الرب معه وان كل ما يصنع كان الرب ينحجه بيده. فوجد يوسف نعمة في عينيه وخدمه. فوكله على بيته ودفع الى يده كل ما كان له. وكان من حين وكله على بيته وعلى كل ما كان له ان الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف. وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل. فترك كل ما كان له في يد يوسف. ولم يكن معه يعرف شيئا الا الخبز الذي يأكل. وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر وحدث بعد هذه الامور ان امرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي. فأبى وقال لامرأة سيده هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ما له قد دفعه الى يدي. ليس هو في هذا البيت اعظم مني. ولم يمسك عني شيئا غيرك لانك امرأته. فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله. وكان اذ كلّمت يوسف يوما فيوما انه لم يسمع لها ان يضطجع بجانبها ليكون معها ثم حدث نحو هذا الوقت انه دخل البيت ليعمل عمله ولم يكن انسان من اهل البيت هناك في البيت. فامسكته بثوبه قائلة اضطجع معي. فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج الى خارج. وكان لما رأت انه ترك ثوبه في يدها وهرب الى خارج انها نادت اهل بيتها وكلمتهم قائلة انظروا. قد جاء الينا برجل عبراني ليداعبنا. دخل اليّ ليضطجع معي فصرخت بصوت عظيم. وكان لما سمع اني رفعت صوتي وصرخت انه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج الى خارج فوضعت ثوبه بجانبها حتى جاء سيده الى بيته. فكلمته بمثل هذا الكلام قائلة دخل اليّ العبد العبراني الذي جئت به الينا ليداعبني. وكان لما رفعت صوتي وصرخت انه ترك ثوبه بجانبي وهرب الى خارج فكان لما سمع سيده كلام امرأته الذي كلمته به قائلة بحسب هذا الكلام صنع بي عبدك ان غضبه حمي. فأخذ يوسف سيده ووضعه في بيت السجن المكان الذي كان اسرى الملك محبوسين فيه. وكان هناك في بيت السجن ولكن الرب كان مع يوسف وبسط اليه لطفا وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن. فدفع رئيس بيت السجن الى يد يوسف جميع الاسرى الذين في بيت السجن. وكل ما كانوا يعملون هناك كان هو العامل. ولم يكن رئيس بيت السجن ينظر شيئا البتة مّما في يده. لان الرب كان معه ومهما صنع كان الرب ينجحه وحدث بعد هذه الامور ان ساقي ملك مصر والخباز اذنبا الى سيدهما ملك مصر. فسخط فرعون على خصيّيه رئيس السقاة ورئيس الخبازين. فوضعهما في حبس بيت رئيس الشرط في بيت السجن المكان الذي كان يوسف محبوسا فيه. فاقام رئيس الشرط يوسف عندهما فخدمهما. وكانا اياما في الحبس وحلما كلاهما حلما في ليلة واحدة كل واحد حلمه كل واحد بحسب تعبير حلمه. ساقي ملك مصر وخبازه المحبوسان في بيت السجن. فدخل يوسف اليهما في الصباح ونظرهما واذا هما مغتمّان. فسأل خصيّي فرعون اللذين معه في حبس بيت سيده قائلا لماذا وجهاكما مكمّدان اليوم. فقالا له حلمنا حلما وليس من يعبره. فقال لهما يوسف أليست لله التعابير. قصا عليّ فقصّ رئيس السقاة حلمه على يوسف وقال له كنت في حلمي واذا كرمة امامي. وفي الكرمة ثلاثة قضبان. وهي اذ أفرخت طلع زهرها وانضجت عناقيدها عنبا. وكانت كاس فرعون في يدي. فاخذت العنب وعصرته في كاس فرعون واعطيت الكاس في يد فرعون. فقال له يوسف هذا تعبيره. الثلاثة القضبان هي ثلاثة ايام. في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك ويردك الى مقامك. فتعطي كاس فرعون في يده كالعادة الاولى حين كنت ساقيه. وانما اذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خير تصنع اليّ احسانا وتذكرني لفرعون وتخرجني من هذا البيت. لاني قد سرقت من ارض العبرانيين. وهنا ايضا لم افعل شيئا حتى وضعوني في السجن فلما رأى رئيس الخبازين انه عبّر جيدا قال ليوسف كنت انا ايضا في حلمي واذا ثلاثة سلال حوّارى على راسي. وفي السل الاعلى من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز. والطيور تاكله من السل عن راسي. فاجاب يوسف وقال هذا تعبيره. الثلاثة السلال هي ثلاثة ايام. في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك عنك ويعلقك على خشبة وتأكل الطيور لحمك عنك فحدث في اليوم الثالث يوم ميلاد فرعون انه صنع وليمة لجميع عبيده ورفع راس رئيس السقاة وراس رئيس الخبازين بين عبيده. ورد رئيس السقاة الى سقيه. فأعطى الكاس في يد فرعون. واما رئيس الخبازين فعلقه كما عبّر لهما يوسف. ولكن لم يذكر رئيس السقاة يوسف بل نسيه وحدث من بعد سنتين من الزمان ان فرعون رأى حلما. واذا هو واقف عند النهر. وهوذا سبع بقرات طالعة من النهر حسنة المنظر وسمينة اللحم. فارتعت في روضة. ثم هوذا سبع بقرات اخرى طالعة وراءها من النهر قبيحة المنظر ورقيقة اللحم. فوقفت بجانب البقرات الاولى على شاطئ النهر. فاكلت البقرات القبيحة المنظر والرقيقة اللحم البقرات السبع الحسنة المنظر والسمينة. واستيقظ فرعون ثم نام فحلم ثانية. وهوذا سبع سنابل طالعة في ساق واحد سمينة وحسنة. ثم هوذا سبع سنابل رقيقة وملفوحة بالريح الشرقية نابتة وراءها. فابتلعت السنابل الرقيقة السنابل السبع السمينة الممتلئة. واستيقظ فرعون واذا هو حلم. وكان في الصباح ان نفسه انزعجت. فارسل ودعا جميع سحرة مصر وجميع حكمائها وقصّ عليهم فرعون حلمه. فلم يكن من يعبّره لفرعون ثم كلم رئيس السقاة فرعون قائلا انا اتذكر اليوم خطاياي. فرعون سخط على عبديه فجعلني في حبس بيت رئيس الشرّط انا ورئيس الخبازين. فحلمنا حلما في ليلة واحدة انا وهو. حلمنا كل واحد بحسب تعبير حلمه. وكان هناك معنا غلام عبراني عبد لرئيس الشرط فقصصنا عليه. فعبّر لنا حلمينا. عبّر لكل واحد بحسب حلمه. وكما عبّر لنا هكذا حدث. ردّني انا الى مقامي واما هو فعلّقه فارسل فرعون ودعا يوسف. فاسرعوا به من السجن. فحلق وابدل ثيابه ودخل على فرعون. فقال فرعون ليوسف حلمت حلما وليس من يعبّره. وانا سمعت عنك قولا انك تسمع احلاما لتعبّرها. فاجاب يوسف فرعون قائلا ليس لي. الله يجيب بسلامة فرعون فقال فرعون ليوسف اني كنت في حلمي واقفا على شاطئ النهر. وهوذا سبع بقرات طالعة من النهر سمينة اللحم وحسنة الصورة. فارتعت في روضة. ثم هوذا سبع بقرات اخرى طالعة وراءها مهزولة وقبيحة الصورة جدا ورقيقة اللحم. لم انظر في كل ارض مصر مثلها في القباحة. فأكلت البقرات الرقيقة والقبيحة البقرات السبع الاولى السمينة. فدخلت اجوافها ولم يعلم انها دخلت في اجوافها. فكان منظرها قبيحا كما في الاول. واستيقظت. ثم رأيت في حلمي وهوذا سبع سنابل طالعة في ساق واحد ممتلئة وحسنة. ثم هوذا سبع سنابل يابسة رقيقة ملفوحة بالريح الشرقية نابتة وراءها. فابتلعت السنابل الرقيقة السنابل السبع الحسنة. فقلت للسحرة ولم يكن من يخبرني فقال يوسف لفرعون حلم فرعون واحد. قد اخبر الله فرعون بما هو صانع. البقرات السبع الحسنة هي سبع سنين. والسنابل السبع الحسنة هي سبع سنين. هو حلم واحد. والبقرات السبع الرقيقة القبيحة التي طلعت وراءها هي سبع سنين. والسنابل السبع الفارغة الملفوحة بالريح الشرقية تكون سبع سنين جوعا. هو الامر الذي كلمت به فرعون. قد اظهر الله لفرعون ما هو صانع. هوذا سبع سنين قادمة شبعا عظيما في كل ارض مصر. ثم تقوم بعدها سبع سنين جوعا. فينسى كل الشبع في ارض مصر ويتلف الجوع الارض. ولا يعرف الشبع في الارض من اجل ذلك الجوع بعده. لانه يكون شديدا جدا. واما عن تكرار الحلم على فرعون مرّتين فلأن الامر مقرّر من قبل الله والله مسرع ليصنعه فالآن لينظر فرعون رجلا بصيرا وحكيما ويجعله على ارض مصر. يفعل فرعون فيوكّل نظّارا على الارض وياخذ خمس غلّة ارض مصر في سبع سني الشبع. فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيّدة القادمة ويخزنون قمحا تحت يد فرعون طعاما في المدن ويحفظونه. فيكون الطعام ذخيرة للارض لسبع سني الجوع التي تكون في ارض مصر. فلا تنقرض الارض بالجوع فحسن الكلام في عيني فرعون وفي عيون جميع عبيده. فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله. ثم قال فرعون ليوسف بعدما اعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك. انت تكون على بيتي وعلى فمك يقبّل جميع شعبي. الا ان الكرسي اكون فيه اعظم منك. ثم قال فرعون ليوسف انظر. قد جعلتك على كل ارض مصر. وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف. والبسه ثياب بوص ووضع طوق ذهب في عنقه. واركبه في مركبته الثانية ونادوا امامه اركعوا. وجعله على كل ارض مصر. وقال فرعون ليوسف انا فرعون. فبدونك لا يرفع انسان يده ولا رجله في كل ارض مصر ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح. واعطاه أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون زوجة. فخرج يوسف على ارض مصر. وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام فرعون ملك مصر. فخرج يوسف من لدن فرعون واجتاز في كل ارض مصر واثمرت الارض في سبع سني الشبع بحزم. فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في ارض مصر وجعل طعاما في المدن. طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها. وخزن يوسف قمحا كرمل البحر كثيرا جدا حتى ترك العدد اذ لم يكن له عدد وولد ليوسف ابنان قبل ان تأتي سنة الجوع. ولدتهما له اسنات بنت فوطي فارع كاهن أون. ودعا يوسف اسم البكر منسّى قائلا لان الله انساني كل تعبي وكل بيت ابي. ودعا اسم الثاني افرايم قائلا لان الله جعلني مثمرا في ارض مذلّتي ثم كملت سبع سني الشبع الذي كان في ارض مصر. وابتدأت سبع سني الجوع تأتي كما قال يوسف. فكان جوع في جميع البلدان. واما جميع ارض مصر فكان فيها خبز. ولما جاعت جميع ارض مصر وصرخ الشعب الى فرعون لاجل الخبز قال فرعون لكل المصريين اذهبوا الى يوسف. والذي يقول لكم افعلوا. وكان الجوع على كل وجه الارض. وفتح يوسف جميع ما فيه طعام وباع للمصريين. واشتّد الجوع في ارض مصر. وجاءت كل الارض الى مصر الى يوسف لتشتري قمحا. لان الجوع كان شديدا في كل الارض فلما رأى يعقوب انه يوجد قمح في مصر قال يعقوب لبنيه لماذا تنظرون بعضكم الى بعض. وقال اني قد سمعت انه يوجد قمح في مصر. انزلوا الى هناك واشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت. فنزل عشرة من اخوة يوسف ليشتروا قمحا من مصر. واما بنيامين اخو يوسف فلم يرسله يعقوب مع اخوته. لانه قال لعلّه تصيبه اذيّة فاتى بنو اسرائيل ليشتروا بين الذين اتوا. لان الجوع كان في ارض كنعان. وكان يوسف هو المسلّط على الارض وهو البائع لكل شعب الارض. فأتى اخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم الى الارض. ولما نظر يوسف اخوته عرفهم. فتنكّر لهم وتكلم معهم بجفاء وقال لهم من اين جئتم. فقالوا من ارض كنعان لنشتري طعاما. وعرف يوسف اخوته. واما هم فلم يعرفوه فتذكر يوسف الاحلام التي حلم عنهم وقال لهم جواسيس انتم. لتروا عورة الارض جئتم. فقالوا له لا يا سيدي. بل عبيدك جاءوا ليشتروا طعاما. نحن جميعنا بنو رجل واحد. نحن أمناء. ليس عبيدك جواسيس. فقال لهم كلا بل لتروا عورة الارض جئتم. فقالوا عبيدك اثنا عشر اخا. نحن بنو رجل واحد في ارض كنعان. وهوذا الصغير عند ابينا اليوم والواحد مفقود. فقال لهم يوسف ذلك ما كلمتكم به قائلا جواسيس انتم. بهذا تمتحنون. وحياة فرعون لا تخرجون من هنا الا بمجيء اخيكم الصغير الى هنا. ارسلوا منكم واحدا ليجيء باخيكم وانتم تحبسون. فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق. وإلا فوحياة فرعون انكم لجواسيس. فجمعهم الى حبس ثلاثة ايام ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث افعلوا هذا واحيوا. انا خائف الله. ان كنتم أمناء فليحبس اخ واحد منكم في بيت حبسكم وانطلقوا انتم وخذوا قمحا لمجاعة بيوتكم. واحضروا اخاكم الصغير اليّ. فيتحقّق كلامكم ولا تموتوا. ففعلوا هكذا. وقالوا بعضهم لبعض حقّا اننا مذنبون الى اخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع. لذلك جاءت علينا هذه الضيقة. فاجابهم رأوبين قائلا ألم اكلمكم قائلا لا تأثموا بالولد وانتم لم تسمعوا. فهوذا دمه يطلب. وهم لم يعلموا ان يوسف فاهم. لان الترجمان كان بينهم. فتحول عنهم وبكى. ثم رجع اليهم وكلمهم. واخذ منهم شمعون وقيّده امام عيونهم ثم امر يوسف ان تملأ اوعيتهم قمحا وتردّ فضة كل واحد الى عدله وان يعطوا زادا للطريق. ففعل لهم هكذا. فحملوا قمحهم على حميرهم ومضوا من هناك. فلما فتح احدهم عدله ليعطي عليقا لحماره في المنزل رأى فضته واذا هي في فم عدله. فقال لاخوته ردّت فضتي وها هي في عدلي. فطارت قلوبهم وارتعدوا بعضهم في بعض قائلين ما هذا الذي صنعه الله بنا فجاءوا الى يعقوب ابيهم الى ارض كنعان واخبروه بكل ما اصابهم قائلين. تكلم معنا الرجل سيد الارض بجفاء وحسبنا جواسيس الارض. فقلنا له نحن أمناء. لسنا جواسيس. نحن اثنا عشر اخا بنو ابينا. الواحد مفقود والصغير اليوم عند ابينا في ارض كنعان. فقال لنا الرجل سيد الارض بهذا اعرف انكم أمناء. دعوا اخا واحدا منكم عندي وخذوا لمجاعة بيوتكم وانطلقوا. واحضروا اخاكم الصغير اليّ. فاعرف انكم لستم جواسيس بل انكم أمناء. فاعطيكم اخاكم وتتجرون في الارض. واذ كانوا يفرغون عدالهم اذا صرّة فضة كل واحد في عدله. فلما رأوا صرر فضتهم هم وابوهم خافوا فقال لهم يعقوب اعدمتموني الاولاد. يوسف مفقود وشمعون مفقود وبنيامين تأخذونه. صار كل هذا عليّ. وكلّم رأوبين اباه قائلا اقتل ابنيّ ان لم اجيء به اليك. سلّمه بيدي وانا ارده اليك. فقال لا ينزل ابني معكم. لان اخاه قد مات وهو وحده باق. فان اصابته اذيّة في الطريق التي تذهبون فيها تنزلون شيبتي بحزن الى الهاوية وكان الجوع شديدا في الارض. وحدث لما فرغوا من اكل القمح الذي جاءوا به من مصر ان اباهم قال لهم ارجعوا اشتروا لنا قليلا من الطعام. فكلمه يهوذا قائلا ان الرجل قد اشهد علينا قائلا لا ترون وجهي بدون ان يكون اخوكم معكم. ان كنت ترسل اخانا معنا ننزل ونشتري لك طعاما. ولكن ان كنت لا ترسله لا ننزل. لان الرجل قال لنا لا ترون وجهي بدون ان يكون اخوكم معكم فقال اسرائيل لماذا اسأتم اليّ حتى اخبرتم الرجل ان لكم اخا ايضا. فقالوا ان الرجل قد سأل عنا وعن عشيرتنا قائلا هل ابوكم حيّ بعد. هل لكم اخ. فاخبرناه بحسب هذا الكلام. هل كنا نعلم انه يقول انزلوا باخيكم وقال يهوذا لاسرائيل ابيه ارسل الغلام معي لنقوم ونذهب ونحيا ولا نموت نحن وانت واولادنا جميعا. انا اضمنه. من يدي تطلبه. ان لم اجئ به اليك واوقفه قدامك أصر مذنبا اليك كل الايام. لاننا لو لم نتوان لكنا قد رجعنا الآن مرتين فقال لهم اسرائيل ابوهم ان كان هكذا فافعوا هذا. خذوا من افخر جنى الارض في اوعيتكم وأنزلوا للرجل هدية. قليلا من البلسان وقليلا من العسل وكثيراء ولاذنا وفستقا ولوزا. وخذوا فضة اخرى في اياديكم. والفضة المردودة في افواه عدالكم ردوها في اياديكم. لعله كان سهوا. وخذوا اخاكم وقوموا ارجعوا الى الرجل. والله القدير يعطيكم رحمة امام الرجل حتى يطلق لكم اخاكم الآخر وبنيامين. وانا اذا عدمت الاولاد عدمتهم فاخذ الرجال هذه الهدية واخذوا ضعف الفضة في اياديهم وبنيامين وقاموا ونزلوا الى مصر ووقفوا امام يوسف. فلما رأى يوسف بنيامين معهم قال للذي على بيته أدخل الرجال الى البيت واذبح ذبيحة وهيئ. لان الرجال ياكلون معي عند الظهر. ففعل الرجل كما قال يوسف. وادخل الرجل الرجال الى بيت يوسف فخاف الرجال اذ أدخلوا الى بيت يوسف. وقالوا لسبب الفضة التي رجعت اولا في عدالنا نحن قد ادخلنا ليهجم علينا ويقع بنا ويأخذنا عبيدا وحميرنا. فتقدموا الى الرجل الذي على بيت يوسف وكلموه في باب البيت. وقالوا استمع يا سيدي. اننا قد نزلنا اولا لنشتري طعاما. وكان لما أتينا الى المنزل اننا فتحنا عدالنا واذا فضة كل واحد في فم عدله فضتنا بوزنها. فقد رددناها في ايادينا. وانزلنا فضة اخرى في ايادينا لنشتري طعاما. لا نعلم من وضع فضتنا في عدالنا فقال سلام لكم. لا تخافوا. الهكم واله ابيكم اعطاكم كنزا في عدالكم. فضتكم وصلت اليّ. ثم اخرج اليهم شمعون. وادخل الرجل الرجال الى بيت يوسف واعطاهم ماء ليغسلوا ارجلهم واعطى عليقا لحميرهم. وهيّأوا الهدية الى ان يجيء يوسف عند الظهر لانهم سمعوا انهم هناك ياكلون طعاما فلما جاء يوسف الى البيت احضروا اليه الهدية التي في اياديهم الى البيت وسجدوا له الى الارض. فسأل عن سلامتهم وقال أسالم ابوكم الشيخ الذي قلتم عنه. أحيّ هو بعد. فقالوا عبدك ابونا سالم. هو حيّ بعد. وخروا وسجدوا فرفع عينيه ونظر بنيامين اخاه ابن امه وقال أهذا اخوكم الصغير الذي قلتم لي عنه. ثم قال الله ينعم عليك يا ابني. واستعجل يوسف لان احشاءه حنّت الى اخيه وطلب مكانا ليبكي. فدخل المخدع وبكى هناك ثم غسل وجهه وخرج وتجلد. وقال قدموا طعاما. فقدموا له وحده ولهم وحدهم وللمصريين الآكلين عنده وحدهم. لان المصريين لا يقدرون ان يأكلوا طعاما مع العبرانيين لانه رجس عند المصريين. فجلسوا قدامه البكر بحسب بكوريته والصغير بحسب صغره. فبهت الرجال بعضهم الى بعض. ورفع حصصا من قدامه اليهم. فكانت حصة بنيامين اكثر من حصص جميعهم خمسة اضعاف. وشربوا ورووا معه ثم امر الذي على بيته قائلا املأ عدال الرجال طعاما حسب ما يطيقون حمله وضع فضة كل واحد في فم عدله. وطاسي طاس الفضة تضع في فم عدل الصغير وثمن قمحه. ففعل بحسب كلام يوسف الذي تكلّم به. فلما اضاء الصبح انصرف الرجال هم وحميرهم. ولما كانوا قد خرجوا من المدينة ولم يبتعدوا قال يوسف للذي على بيته قم اسع وراء الرجال ومتى ادركتهم فقل لهم لماذا جازيتم شرا عوضا عن خير. أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه. وهو يتفاءل به. اسأتم في ما صنعتم فادركهم وقال لهم هذا الكلام. فقالوا له لماذا يتكلم سيدي مثل هذا الكلام. حاشا لعبيدك ان يفعلوا مثل هذا الامر. هوذا الفضة التي وجدنا في افواه عدالنا رددناها اليك من ارض كنعان. فكيف نسرق من بيت سيدك فضة او ذهبا. الذي يوجد معه من عبيدك يموت. ونحن ايضا نكون عبيدا لسيدي. فقال نعم الآن بحسب كلامكم هكذا يكون. الذي يوجد معه يكون لي عبدا. واما انتم فتكونون ابرياء. فاستعجلوا وانزلوا كل واحد عدله الى الارض وفتحوا كل واحد عدله. ففتش مبتدأ من الكبير حتى انتهى الى الصغير. فوجد الطاس في عدل بنيامين. فمزقوا ثيابهم وحمّل كل واحد على حماره ورجعوا الى المدينة فدخل يهوذا واخوته الى بيت يوسف وهو بعد هناك. ووقعوا امامه على الارض. فقال لهم يوسف ما هذا الفعل الذي فعلتم ألم تعلموا ان رجلا مثلي يتفاءل. فقال يهوذا ماذا نقول لسيدي. ماذا نتكلم وبماذا نتبرر. الله قد وجد اثم عبيدك. ها نحن عبيد لسيدي نحن والذي وجد الطاس في يده جميعا. فقال حاشا لي ان افعل هذا. الرجل الذي وجد الطاس في يده هو يكون لي عبدا. واما انتم فاصعدوا بسلام الى ابيكم ثم تقدم اليه يهوذا وقال استمع يا سيدي. ليتكلم عبدك كلمة في أذني سيدي. ولا يحم غضبك على عبدك. لانك مثل فرعون. سيدي سأل عبيده قائلا هل لكم اب او اخ. فقلنا لسيدي لنا اب شيخ وابن شيخوخة صغير مات اخوه وبقي هو وحده لامه وابوه يحبه. فقلت لعبيدك انزلوا به اليّ فاجعل نظري عليه. فقلنا لسيدي لا يقدر الغلام ان يترك اباه. وان ترك اباه يموت. فقلت لعبيدك ان لم ينزل اخوكم الصغير معكم لا تعودوا تنظرون وجهي. فكان لما صعدنا الى عبدك ابي اننا اخبرناه بكلام سيدي. ثم قال ابونا ارجعوا اشتروا لنا قليلا من الطعام. فقلنا لا نقدر ان ننزل. وانما اذا كان اخونا الصغير معنا ننزل. لاننا لا نقدر ان ننظر وجه الرجل واخونا الصغير ليس معنا. فقال لنا عبدك ابي انتم تعلمون ان امرأتي ولدت لي اثنين. فخرج الواحد من عندي وقلت انما هو قد افترس افتراسا. ولم انظره الى الآن. فاذا اخذتم هذا ايضا من امام وجهي واصابته اذيّة تنزلون شيبتي بشر الى الهاوية. فالآن متى جئت الى عبدك ابي والغلام ليس معنا ونفسه مرتبطة بنفسه يكون متى رأى ان الغلام مفقود انه يموت. فينزل عبيدك شيبة عبدك ابينا بحزن الى الهاوية. لان عبدك ضمن الغلام لابي قائلا ان لم اجئ به اليك أصر مذنبا الى ابي كل الايام. فالآن ليمكث عبدك عوضا عن الغلام عبدا لسيدي ويصعد الغلام مع اخوته. لاني كيف اصعد الى ابي والغلام ليس معي. لئلا انظر الشر الذي يصيب ابي فلم يستطع يوسف ان يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ أخرجوا كل انسان عني. فلم يقف احد عنده حين عرّف يوسف اخوته بنفسه. فاطلق صوته بالبكاء. فسمع المصريون وسمع بيت فرعون. وقال يوسف لاخوته انا يوسف. أحيّ ابي بعد. فلم يستطع اخوته ان يجيبوه لانهم ارتاعوا منه فقال يوسف لاخوته تقدموا اليّ. فتقدموا. فقال انا يوسف اخوكم الذي بعتموه الى مصر. والآن لا تتأسّفوا ولا تغتاظوا لانكم بعتموني الى هنا. لانه لاستبقاء حياة ارسلني الله قدّامكم. لان للجوع في الارض الآن سنتين. وخمس سنين ايضا لا تكون فيها فلاحة ولا حصاد. فقد ارسلني الله قدامكم ليجعل لكم بقية في الارض وليستبقي لكم نجاة عظيمة. فالآن ليس انتم ارسلتموني الى هنا بل الله. وهو قد جعلني ابا لفرعون وسيّدا لكل بيته ومتسلطا على كل ارض مصر. اسرعوا واصعدوا الى ابي وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف. قد جعلني الله سيدا لكل مصر. انزل اليّ. لا تقف. فتسكن في ارض جاسان وتكون قريبا مني انت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وكل مالك. واعولك هناك لانه يكون ايضا خمس سنين جوعا. لئلا تفتقر انت وبيتك وكل مالك. وهوذا عيونكم ترى وعينا اخي بنيامين ان فمي هو الذي يكلمكم. وتخبرون ابي بكل مجدي في مصر وبكل ما رأيتم وتستعجلون وتنزلون بابي الى هنا ثم وقع على عنق بنيامين اخيه وبكى. وبكى بنيامين على عنقه. وقبّل جميع اخوته وبكى عليهم. وبعد ذلك تكلم اخوته معه وسمع الخبر في بيت فرعون وقيل جاء اخوة يوسف. فحسن في عيني فرعون وفي عيون عبيده. فقال فرعون ليوسف قل لاخوتك افعلوا هذا. حمّلوا دوابكم وانطلقوا اذهبوا الى ارض كنعان. وخذوا اباكم وبيوتكم وتعالوا اليّ. فاعطيكم خيرات ارض مصر وتاكلوا دسم الارض. فانت قد أمرت. افعلوا هذا. خذوا لكم من ارض مصر عجلات لاولادكم ونسائكم واحملوا اباكم وتعالوا. ولا تحزن عيونكم على اثاثكم. لان خيرات جميع ارض مصر لكم ففعل بنو اسرائيل هكذا. واعطاهم يوسف عجلات بحسب امر فرعون. واعطاهم زادا للطريق. واعطى كل واحد منهم حلل ثياب. واما بنيامين فاعطاه ثلاث مئة من الفضة وخمس حلل ثياب. وارسل لابيه هكذا. عشرة حمير حاملة من خيرات مصر وعشر أتن حاملة حنطة وخبزا وطعاما لابيه لاجل الطريق. ثم صرف اخوته فانطلقوا وقال لهم لا تتغاضبوا في الطريق فصعدوا من مصر وجاءوا الى ارض كنعان الى يعقوب ابيهم. واخبروه قائلين يوسف حيّ بعد. وهو متسلط على كل ارض مصر. فجمد قلبه لانه لم يصدقهم. ثم كلموه بكل كلام يوسف الذي كلمهم به. وابصر العجلات التي ارسلها يوسف لتحمله. فعاشت روح يعقوب ابيهم. فقال اسرائيل كفى. يوسف ابني حيّ بعد. أذهب واراه قبل ان اموت فارتحل اسرائيل وكل ما كان له وأتى الى بئر سبع. وذبح ذبائح لاله ابيه اسحق. فكلم الله اسرائيل في رؤى الليل وقال يعقوب يعقوب. فقال هانذا. فقال انا الله اله ابيك. لا تخف من النزول الى مصر. لاني اجعلك امة عظيمة هناك. انا انزل معك الى مصر وانا اصعدك ايضا. ويضع يوسف يده على عينيك فقام يعقوب من بئر سبع. وحمل بنو اسرائيل يعقوب اباهم واولادهم ونساءهم في العجلات التي ارسل فرعون لحمله. واخذوا مواشيهم ومقتناهم الذي اقتنوا في ارض كنعان وجاءوا الى مصر. يعقوب وكل نسله معه. بنوه وبنو بنيه معه وبناته وبنات بنيه وكل نسله جاء بهم معه الى مصر وهذه اسماء بني اسرائيل الذين جاءوا الى مصر. يعقوب وبنوه. بكر يعقوب رأوبين. وبنو رأوبين حنوك وفلّو وحصرون وكرمي. وبنو شمعون يموئيل ويامين وأوهد وياكين وصوحر وشأول ابن الكنعانية. وبنو لاوي جرشون وقهات ومراري. وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح. واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان. وكان ابنا فارص حصرون وحامول. وبنو يساكر تولاع وفوّة ويوب وشمرون. وبنو زبولون سارد وإيلون وياحلئيل. هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدّان ارام مع دينة ابنته. جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون وبنو جاد صفيون وحجي وشوني واصبون وعيري وارودي وأرئيلي. وبنو اشير يمنة ويشوة ويشوي وبريعة وسارح هي اختهم. وابنا بريعة حابر وملكيئيل. هؤلاء بنو زلفة التي اعطاها لابان لليئة ابنته. فولدت هؤلاء ليعقوب ست عشرة نفسا ابنا راحيل امرأة يعقوب يوسف وبنيامين. وولد ليوسف في ارض مصر منسّى وافرايم اللذان ولدتهما له اسنات بنت فوطي فارع كاهن أون. وبنو بنيامين بالع وباكر وأشبيل وجيرا ونعمان وإيحي وروش ومفّيم وحفّيم وأرد. هؤلاء بنو راحيل الذين ولدوا ليعقوب. جميع النفوس اربع عشرة وابن دان حوشيم. وبنو نفتالي ياحصئيل وجوني ويصر وشلّيم. هؤلاء بنو بلهة التي اعطاها لابان لراحيل ابنته. فولدت هؤلاء ليعقوب جميع الانفس سبع جميع النفوس ليعقوب التي اتت الى مصر الخارجة من صلبه ما عدا نساء بني يعقوب جميع النفوس ست وستون نفسا. وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت الى مصر سبعون فارسل يهوذا امامه الى يوسف ليري الطريق امامه الى جاسان. ثم جاءوا الى ارض جاسان. فشدّ يوسف مركبته وصعد لاستقبال اسرائيل ابيه الى جاسان. ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى على عنقه زمانا. فقال اسرائيل ليوسف اموت الآن بعدما رأيت وجهك انك حيّ بعد ثم قال يوسف لاخوته ولبيت ابيه أصعد وأخبر فرعون واقول له اخوتي وبيت ابي الذين في ارض كنعان جاءوا اليّ. والرجال رعاة غنم. فانهم كانوا اهل مواش وقد جاءوا بغنمهم وبقرهم وكل ما لهم. فيكون اذا دعاكم فرعون وقال ما صناعتكم ان تقولوا عبيدك اهل مواش منذ صبانا الى الآن نحن وآباؤنا جميعا. لكي تسكنوا في ارض جاسان. لان كل راعي غنم رجس للمصريين فاتى يوسف واخبر فرعون وقال ابي واخوتي وغنمهم وبقرهم وكل ما لهم جاءوا من ارض كنعان. وهوذا هم في ارض جاسان. واخذ من جملة اخوته خمسة رجال واوقفهم امام فرعون. فقال فرعون لاخوته ما صناعتكم. فقالوا لفرعون عبيدك رعاة غنم نحن وآباؤنا جميعا. وقالوا لفرعون جئنا لنتغرب في الارض. اذ ليس لغنم عبيدك مرعى. لان الجوع شديد في ارض كنعان. فالآن ليسكن عبيدك في ارض جاسان فكلم فرعون يوسف قائلا ابوك واخوتك جاءوا اليك. ارض مصر قدامك. في افضل الارض اسكن اباك واخوتك. ليسكنوا في ارض جاسان. وان علمت انه يوجد بينهم ذوو قدرة فاجعلهم رؤساء مواش على التي لي ثم ادخل يوسف يعقوب اباه واوقفه امام فرعون. وبارك يعقوب فرعون. فقال فرعون ليعقوب كم هي ايام سني حياتك. فقال يعقوب لفرعون ايام سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة وردية كانت ايام سني حياتي ولم تبلغ الى ايام سني حياة آبائي في ايام غربتهم. وبارك يعقوب فرعون وخرج من لدن فرعون فاسكن يوسف اباه واخوته واعطاهم ملكا في ارض مصر في افضل الارض في ارض رعمسيس كما امر فرعون. وعال يوسف اباه واخوته وكل بيت ابيه بطعام على حسب الاولاد ولم يكن خبز في كل الارض. لان الجوع كان شديدا جدا. فخوّرت ارض مصر وارض كنعان من اجل الجوع. فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في ارض مصر وفي ارض كنعان بالقمح الذي اشتروا. وجاء يوسف بالفضة الى بيت فرعون. فلما فرغت الفضة من ارض مصر ومن ارض كنعان أتى جميع المصريين الى يوسف قائلين أعطنا خبزا. فلماذا نموت قدامك. لان ليس فضة ايضا. فقال يوسف هاتوا مواشيكم فاعطيكم بمواشيكم ان لم يكن فضة ايضا. فجاءوا بمواشيهم الى يوسف. فاعطاهم يوسف خبزا بالخيل وبمواشي الغنم والبقر وبالحمير. فقاتهم بالخبز تلك السنة بدل جميع مواشيهم ولما تمت تلك السنة اتوا اليه في السنة الثانية وقالوا له لا نخفي عن سيدي انه اذ قد فرغت الفضة ومواشي البهائم عند سيدي لم يبق قدام سيدي الا اجسادنا وارضنا. لماذا نموت امام عينيك نحن وارضنا جميعا. اشترنا وارضنا بالخبز فنصير نحن وارضنا عبيدا لفرعون. واعط بذارا لنحيا ولا نموت ولا تصير ارضنا قفرا فاشترى يوسف كل ارض مصر لفرعون. اذ باع المصريون كل واحد حقله. لان الجوع اشتد عليهم. فصارت الارض لفرعون. واما الشعب فنقلهم الى المدن من اقصى حد مصر الى اقصاه. الا ان ارض الكهنة لم يشترها. اذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون. فاكلوا فريضتهم التي اعطاهم فرعون. لذلك لم يبيعوا ارضهم فقال يوسف للشعب اني قد اشتريتكم اليوم وارضكم لفرعون. هوذا لكم بذار فتزرعون الارض. ويكون عند الغلّة انكم تعطون خمسا لفرعون. والاربعة الاجزاء تكون لكم بذارا للحقل وطعاما لكم ولمن في بيوتكم وطعاما لاولادكم. فقالوا احييتنا. ليتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيدا لفرعون. فجعلها يوسف فرضا على ارض مصر الى هذا اليوم لفرعون الخمس. الا ان ارض الكهنة وحدهم لم تصر لفرعون وسكن اسرائيل في ارض مصر في ارض جاسان. وتملكوا فيها واثمروا وكثروا جدا. وعاش يعقوب في ارض مصر سبع عشرة سنة. فكانت ايام يعقوب سنو حياته مئة وسبعا واربعين سنة. ولما قربت ايام اسرائيل ان يموت دعا ابنه يوسف وقال له ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي واصنع معي معروفا وامانة. لا تدفني في مصر. بل أضطجع مع آبائي. فتحملني من مصر وتدفنني في مقبرتهم. فقال انا افعل بحسب قولك. فقال احلف لي. فحلف له. فسجد اسرائيل على راس السرير وحدث بعد هذه الامور انه قيل ليوسف هوذا ابوك مريض. فأخذ معه ابنيه منسّى وافرايم. فاخبر يعقوب وقيل له هوذا ابنك يوسف قادم اليك. فتشدد اسرائيل وجلس على السرير وقال يعقوب ليوسف الله القادر على كل شيء ظهر لي في لوز في ارض كنعان وباركني. وقال لي ها انا اجعلك مثمرا واكثرك واجعلك جمهورا من الامم واعطي نسلك هذه الارض من بعدك ملكا ابديا. والآن ابناك المولودان لك في ارض مصر قبلما أتيت اليك الى مصر هما لي. افرايم ومنسّى كرأوبين وشمعون يكونان لي. واما اولادك الذين تلد بعدهما فيكونون لك. على اسم اخويهم يسمون في نصيبهم. وانا حين جئت من فدّان ماتت عندي راحيل في ارض كنعان في الطريق اذ بقيت مسافة من الارض حتى آتي الى افراتة. فدفنتها هناك في طريق افراتة التي هي بيت لحم ورأى اسرائيل ابني يوسف فقال من هذان. فقال يوسف لابيه هما ابناي اللذان اعطاني الله ههنا. فقال قدمهما اليّ لاباركهما. واما عينا اسرائيل فكانتا قد ثقلتا من الشيخوخة لا يقدر ان يبصر. فقربهما اليه فقبّلهما واحتضنهما. وقال اسرائيل ليوسف لم اكن اظن اني ارى وجهك وهوذا الله قد اراني نسلك ايضا. ثم اخرجهما يوسف من بين ركبتيه وسجد امام وجهه الى الارض واخذ يوسف الاثنين افرايم بيمينه عن يسار اسرائيل ومنسّى بيساره عن يمين اسرائيل وقربهما اليه. فمدّ اسرائيل يمينه ووضعها على راس افرايم وهو الصغير ويساره على راس منسّى. وضع يديه بفطنة فان منسّى كان البكر. وبارك يوسف وقال الله الذي سار امامه ابواي ابراهيم واسحق. الله الذي رعاني منذ وجودي الى هذا اليوم. الملاك الذي خلصني من كل شر يبارك الغلامين. وليدع عليهما اسمي واسم ابوي ابراهيم واسحق. وليكثرا كثيرا في الارض فلما رأى يوسف ان اباه وضع يده اليمنى على راس افرايم ساء ذلك في عينيه. فامسك بيد ابيه لينقلها عن راس افرايم الى راس منسّى. وقال يوسف لابيه ليس هكذا يا ابي لان هذا هو البكر. ضع يمينك على راسه. فابى ابوه وقال علمت يا ابني علمت. هو ايضا يكون شعبا وهو ايضا يصير كبيرا. ولكن اخاه الصغير يكون اكبر منه ونسله يكون جمهورا من الامم. وباركهما في ذلك اليوم قائلا بك يبارك اسرائيل قائلا يجعلك الله كافرايم وكمنسّى. فقدّم افرايم على منسّى وقال اسرائيل ليوسف ها انا اموت ولكن الله سيكون معكم ويردكم الى ارض آبائكم. وانا قد وهبت لك سهما واحدا فوق اخوتك اخذته من يد الاموريين بسيفي وقوسي ودعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في آخر الايام اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب. واصغوا الى اسرائيل ابيكم. رأوبين انت بكري قوتي واول قدرتي فضل الرفعة وفضل العزّ. فائرا كالماء لا تتفضل. لانك صعدت على مضجع ابيك. حينئذ دنسته. على فراشي صعد. شمعون ولاوي أخوان. آلات ظلم سيوفهما. في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي لانهما في غضبهما قتلا انسانا وفي رضاهما عرقبا ثورا. ملعون غضبهما فانه شديد وسخطهما فانه قاس. اقسمهما في يعقوب وافرقهما في اسرائيل. يهوذا اياك يحمد اخوتك. يدك على قفا اعدائك يسجد لك بنو ابيك. يهوذا جرو اسد. من فريسة صعدت يا ابني. جثا وربض كاسد وكلبوة. من ينهضه. لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب. رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن اتانه غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه. مسود العينين من الخمر ومبيض الاسنان من اللبن. زبولون عند ساحل البحر يسكن وهو عند ساحل السفن وجانبه عند صيدون. يساكر حمار جسيم رابض بين الحظائر. فرأى المحلّ انه حسن والارض انها نزهة. فاحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبدا. دان يدين شعبه كاحد اسباط اسرائيل. يكون دان حية على الطريق افعوانا على السبيل يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه الى الوراء. لخلاصك انتظرت يا رب جاد يزحمه جيش. ولكنه يزحم مؤخره. اشير خبزه سمين وهو يعطي لذّات ملوك. نفتالي ايّلة مسيّبة يعطي اقوالا حسنة. يوسف غصن شجرة مثمرة غصن شجرة مثمرة على عين. اغصان قد ارتفعت فوق حائط. فمرّرته ورمته واضطهدته ارباب السهام. ولكن ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه. من يدي عزيز يعقوب من هناك من الراعي صخر اسرائيل من اله ابيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تاتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت. بركات الثديين والرحم. بركات ابيك فاقت على بركات ابويّ. الى منية الآكام الدهرية تكون على راس يوسف وعلى قمة نذير اخوته. بنيامين ذئب يفترس. في الصباح يأكل غنيمة وعند المساء يقسم نهبا جميع هؤلاء هم اسباط اسرائيل الاثنا عشر. وهذا ما كلمهم به ابوهم وباركهم. كل واحد بحسب بركته باركهم. واوصاهم وقال لهم انا انضم الى قومي. ادفنوني عند آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي. في المغارة التي في حقل المكفيلة التي امام ممرا في ارض كنعان التي اشتراها ابراهيم مع الحقل من عفرون الحثي ملك قبر. هناك دفنوا ابراهيم وسارة امرأته. هناك دفنوا اسحق ورفقة امرأته. وهناك دفنت ليئة. شراء الحقل والمغارة التي فيه كان من بني حثّ. ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضم رجليه الى السرير واسلم الروح وانضمّ الى قومه فوقع يوسف على وجه ابيه وبكى عليه وقبّله. وامر يوسف عبيده الاطباء ان يحنطوا اباه. فحنط الاطباء اسرائيل. وكمل له اربعون يوما. لانه هكذا تكمل ايام المحنطين وبكى عليه المصريون سبعين يوما. وبعدما مضت ايام بكائه كلم يوسف بيت فرعون قائلا ان كنت قد وجدت نعمة في عيونكم فتكلموا في مسامع فرعون قائلين. ابي استحلفني قائلا ها انا اموت. في قبري الذي حفرت لنفسي في ارض كنعان هناك تدفنني. فالآن أصعد لادفن ابي وارجع. فقال فرعون اصعد وادفن اباك كما استحلفك فصعد يوسف ليدفن اباه. وصعد معه جميع عبيد فرعون شيوخ بيته وجميع شيوخ ارض مصر وكل بيت يوسف واخوته وبيت ابيه. غير انهم تركوا اولادهم وغنمهم وبقرهم في ارض جاسان. وصعد معه مركبات وفرسان. فكان الجيش كثيرا جدا. فأتوا الى بيدر أطاد الذي في عبر الاردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا. وصنع لابيه مناحة سبعة ايام. فلما رأى اهل البلاد الكنعانيون المناحة في بيدر أطاد قالوا هذه مناحة ثقيلة للمصريين. لذلك دعي اسمه آبل مصرايم. الذي في عبر الاردن. وفعل له بنوه هكذا كما اوصاهم. حمله بنوه الى ارض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة التي اشتراها ابراهيم مع الحقل ملك قبر من عفرون الحثي امام ممرا ثم رجع يوسف الى مصر هو واخوته وجميع الذين صعدوا معه لدفن ابيه بعدما دفن اباه. ولما رأى اخوة يوسف ان اباهم قد مات قالوا لعل يوسف يضطهدنا ويرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به. فاوصوا الى يوسف قائلين ابوك اوصى قبل موته قائلا. هكذا تقولون ليوسف آه اصفح عن ذنب اخوتك وخطيتهم فانهم صنعوا بك شرا. فالآن اصفح عن ذنب عبيد اله ابيك. فبكى يوسف حين كلموه. وأتى اخوته ايضا ووقعوا امامه وقالوا ها نحن عبيدك. فقال لهم يوسف لا تخافوا. لانه هل انا مكان الله. انتم قصدتم لي شرا. اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم. ليحيي شعبا كثيرا. فالآن لا تخافوا. انا اعولكم واولادكم. فعزّاهم وطيب قلوبهم وسكن يوسف في مصرهو وبيت ابيه. وعاش يوسف مئة وعشر سنين. ورأى يوسف لافرايم اولاد الجيل الثالث. واولاد ماكير بن منسّى ايضا ولدوا على ركبتيّ يوسف. وقال يوسف لاخوته انا اموت. ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض الى الارض التي حلف لابراهيم واسحق ويعقوب. واستحلف يوسف بني اسرائيل قائلا الله سيفتقدكم. فتصعدون عظامي من هنا. ثم مات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنين. فحنطوه ووضع في تابوت في مصر تكوين 39: 1-50: 26
بعض المواضع التي ذُكر فيها يوسف في الكتاب المقدس
اعمال 7: 9 ورؤساء الآباء حسدوا يوسف وباعوه الى مصر وكان الله معه
اعمال 7: 13 وفي المرة الثانية استعرف يوسف الى اخوته واستعلنت عشيرة يوسف لفرعون
اعمال 7: 14 فارسل يوسف واستدعى اباه يعقوب وجميع عشيرته خمسة وسبعين نفسا
اعمال 7: 18 الى ان قام ملك آخر لم يكن يعرف يوسف
عبرانيين 11: 21 بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف وسجد على راس عصاه
عبرانيين 11: 22 بالايمان يوسف عند موته ذكر خروج بني اسرائيل واوصى من جهة عظامه
رؤيا 7: 8 من سبط زبولون اثنا عشر الف مختوم. من سبط يوسف اثنا عشر الف مختوم. من سبط بنيامين اثنا عشر الف مختوم
مزامير 80: 1 لامام المغنين. على السوسن. شهادة. لآساف. مزمور. يا راعي اسرائيل اصغ يا قائد يوسف كالضأن يا جالسا على الكروبيم اشرق
مزامير 81: 5 جعله شهادة في يوسف عند خروجه على ارض مصر. سمعت لسانا لم اعرفه
مزامير 105: 17 ارسل امامهم رجلا. بيع يوسف .عبدا
تكوين 45: 5 والآن لا تتأسّفوا ولا تغتاظوا لانكم بعتموني الى هنا. لانه لاستبقاء حياة ارسلني الله قدّامكم
تكوين 45 :7 فقد ارسلني الله قدامكم ليجعل لكم بقية في الارض وليستبقي لكم نجاة عظيمة
تكوين 45 :8 فالآن ليس انتم ارسلتموني الى هنا بل الله. وهو قد جعلني ابا لفرعون وسيّدا لكل بيته ومتسلطا على كل ارض مصر
تكوين 50 :20 انتم قصدتم لي شرا. اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم. ليحيي شعبا كثيرا
تكوين 37: 27 تعالوا فنبيعه للاسمعيليين ولا تكن ايدينا عليه لانه اخونا ولحمنا. فسمع له اخوته
تكوين 37: 28 واجتاز رجال مديانيون تجار. فسحبوا يوسف واصعدوه من البئر وباعوا يوسف للاسمعيليين بعشرين من الفضة. فأتوا بيوسف الى مصر
تكوين 37: 36 واما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون رئيس الشّرط
تكوين 39: 1 واما يوسف فانزل الى مصر واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط رجل مصري من يد الاسمعيليين الذين انزلوه الى هناك
تكوين 45: 4 فقال يوسف لاخوته تقدموا اليّ. فتقدموا. فقال انا يوسف اخوكم الذي بعتموه الى مصر
اعمال 7: 9 ورؤساء الآباء حسدوا يوسف وباعوه الى مصر وكان الله معه
كان ميخا يقطن في بلدة صغيرة تقع إلى الجنوب من أورشليم،
ولكنه وجه رسالته إلى عاصمتي المملكتين: أُورشليم والسامرة.
لقد أدان ظلمهما وشرهما وكبرياءهما وجشعهما وفسادهما وتقواهما الزائفة وغطرستهما.
كان على هاتين المدينتين كأهم مدينتين في المملكتين أن تكونا مثالا يحتذى في البر والصلاح وليس في ارتكاب المعاصي والفجور، لهذا أصبحتا في نظر القدوس البار مسئولتين عن شر أفعالهما.
إن محور هذا الكتاب
هو بر الله ومطالبة الله جميع الناس بممارسة البر.
يطالب الرب بسيادة العدل والتواضع والمحبة بين المؤمنين به،
فلا تكون تقواهم تقوى المظاهر الخادعة (6:8).
أما الذين يثابرون على التمرد واقتراف المظالم والكبرياء
فإن الله
حتما يدينهم.
كذلك يتنبأُ ميخا
بمجيء المسيح
كما يذكر المكان الذي سيولد فيه،
وقد اقتبس مستشارو هيرودس هذه النبوءة عندما جاء المجوس يبحثون عن الطفل يسوع(متى 2: 4*6).
ما أكثر الحقائق الثمينة التي أعلنها الرب لشاول في هذه العبارة القصيرة: "أنا يسوع الذي أنت تضطهده". فرب المجد صاحب البهاء والسلطان أعلن ذاته أنه يسوع الذي يضطهده شاول، وأن التلاميذ متحدون به اتحاداً كاملاً، وأن اليهود يقاومون علانية الرب نفسه، فنظم عبادتهم التي ما زالوا يمارسونها، والفرائض التي أُعطيت لهم من الله لم تُستخدم جميعها إلا في محاربة الرب. وشاول ذاته، وقد تسلح بسلطانهم هذا، وجد نفسه مشتركاً في محاولة مُلاشاة اسم الرب وإبادة شعبه. ولكن قوة غريبة أذابت روحه واكتسحت أمامها كل المبادئ المُضادة التي في نفسه، فتبين أن الغيرة اليهودية غيرة ضد الحق وأنها مقاومة للرب ذاته. وإذ تولد فيه هذا الشعور، تأكد أن يسوع الذي رفضوه، هو الرب، وأن الشهادة التي يحاولون إيقافها شهادة له.
ولم يقف عمل الرب فيه عند هذا الحد، فقد كانت حياته مبنية على أساس ناموسي وغيرة يهودية، ولكن إذ قد رأى وسمع صوته تبين أن كل ما كان يعتزم عمله مُضاد لله، وحسب نفاية ما كان موضوع فخره واعتزازه (في3)، وها هو الآن يقف أمام الله كإنسان منزوع الإرادة قائلاً "ماذا تريد يارب أن أفعل".
ليس هذا كل ماتحويه العبارة "أنا يسوع الذي أنت تضطهده" من حقائق. فشاول لم يعرف يسوع على الأرض كمن هو الرب، ولكن إذ قد ظهر له بمجده مُعلناً له ذاته، وعرفه كالرب الممجد لذلك كان إنجيله هو "إنجيل المجد". ويقول إنه إن كان قد عرف المسيح حسب الجسد فالآن لا يعرفه بعد (حسب الجسد - 2كو5: 16).
وهناك حقيقة أخرى في غاية الأهمية وهى أن رب المجد له أعضاؤه على الأرض. لقد كان يسوع نفسه هو الذي يضطهده شاول لأن التلاميذ الذين كان الاضطهاد واقعاً عليهم هم عظم من عظمه، ولحم من لحمه، وقد علم شاول هذه الحقائق فنادى بوحدة القديسين مع الرب يسوع رأسهم الممجد في السماء.
بقيت حقيقة أخرى يمكن استنباطها من قوله في أعمال26: 17 "مُنقذاً إياك (وفي الأصل مُفرزاً أو فاصلاً) من الشعب (أي اليهود) ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم". فالرب قد فصله عن اليهود، ولكن لا ليصير أممياً بل مسيحياً متحداً بالمسيح الممجد في السماء.
وعاش متوشالح مئة وسبعا وثمانين سنة وولد لامك. وعاش متوشالح بعدما ولد لامك سبع مئة واثنتين وثمانين سنة وولد بنين وبنات. فكانت كل ايام متوشالح تسع مئة وتسعا وستين سنة ومات
عاش لامك مئة واثنتين وثمانين سنة وولد ابنا. ودعا اسمه نوحا. قائلا هذا يعزّينا عن عملنا وتعب ايدينا من قبل الارض التي لعنها الرب. وعاش لامك بعدما ولد نوحا خمس مئة وخمسا وتسعين سنة وولد بنين وبنات. فكانت كل ايام لامك سبع مئة وسبعا وسبعين سنة ومات
وكان نوح ابن خمس مئة سنة وولد نوح ساما وحاما ويافث
وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الارض وولد لهم بنات ان ابناء الله رأوا بنات الناس انهنّ حسنات. فاتّخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا. فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد. لزيغانه هو بشر وتكون ايامه مئة وعشرين سنة. كان في الارض طغاة في تلك الايام. وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا. هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم
ورأى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض. وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم. فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض. وتأسف في قلبه. فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته. الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لاني حزنت اني عملتهم. واما نوح فوجد نعمة في عيني الرب
هذه مواليد نوح. كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله. وسار نوح مع الله. وولد نوح ثلاثة بنين ساما وحاما ويافث. وفسدت الارض امام الله وامتلأت الارض ظلما. ورأى الله الارض فاذا هي قد فسدت. اذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الارض
فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت امامي. لان الارض امتلأت ظلما منهم. فها انا مهلكهم مع الارض. اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر. تجعل الفلك مساكن. وتطليه من داخل ومن خارج بالقار. وهكذا تصنعه. ثلث مئة ذراع يكون طول الفلك وخمسين ذراعا عرضه وثلثين ذراعا ارتفاعه. وتصنع كوا للفلك وتكمله الى حد ذراع من فوق. وتضع باب الفلك في جانبه. مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية تجعله. فها انا آت بطوفان الماء على الارض لاهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما في الارض يموت. ولكن اقيم عهدي معك. فتدخل الفلك انت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك. ومن كل حيّ من كل ذي جسد اثنين من كلّ تدخل الى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرا وانثى. من الطيور كاجناسها ومن البهائم كاجناسها ومن كل دبابات الارض كاجناسها. اثنين من كلّ تدخل اليك لاستبقائها. وانت فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك. فيكون لك ولها طعاما. ففعل نوح حسب كل ما امره به الله. هكذا فعل
وقال الرب لنوح ادخل انت وجميع بيتك الى الفلك. لاني اياك رأيت بارا لديّ في هذا الجيل. من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا وانثى. ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا وانثى. ومن طيور السماء ايضا سبعة سبعة ذكرا وانثى. لاستبقاء نسل على وجه كل الارض. لاني بعد سبعة ايام ايضا امطر على الارض اربعين يوما واربعين ليلة. وامحو عن وجه الارض كل قائم عملته. ففعل نوح حسب كل ما امره به الرب
ولما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الارض. فدخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه الى الفلك من وجه مياه الطوفان. ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدبّ على الارض دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك ذكرا وانثى. كما امر الله نوحا
وحدث بعد السبعة الايام ان مياه الطوفان صارت على الارض. في سنة ست مئة من حياة نوح في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء. وكان المطر على الارض اربعين يوما واربعين ليلة. في ذلك اليوم عينه دخل نوح وسام وحام ويافث بنو نوح وامرأة نوح وثلث نساء بنيه معهم الى الفلك. هم وكل الوحوش كاجناسها وكل البهائم كاجناسها وكل الدبابات التي تدب على الارض كاجناسها وكل الطيور كاجناسها كل عصفور كل ذي جناح. ودخلت الى نوح الى الفلك اثنين اثنين من كل جسد فيه روح حياة. والداخلات دخلت ذكرا وانثى من كل ذي جسد كما امره الله. واغلق الرب عليه
وكان الطوفان اربعين يوما على الارض. وتكاثرت المياه ورفعت الفلك. فارتفع عن الارض. وتعاظمت المياه وتكاثرت جدا على الارض. فكان الفلك يسير على وجه المياه. وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الارض. فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء. خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه. فتغطت الجبال. فمات كل ذي جسد كان يدبّ على الارض. من الطيور والبهائم والوحوش وكل الزحّافات التي كانت تزحف على الارض وجميع الناس. كل ما في انفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات. فمحا الله كل قائم كان على وجه الارض. الناس والبهائم والدبّابات وطيور السماء. فانمحت من الارض. وتبقّى نوح والذين معه في الفلك فقط. وتعاظمت المياه على الارض مئة وخمسين يوما
ثم ذكر الله نوحا وكل الوحوش وكل البهائم التي معه في الفلك. واجاز الله ريحا على الارض فهدأت المياه. وانسدّت ينابيع الغمر وطاقات السماء. فامتنع المطر من السماء. ورجعت المياه عن الارض رجوعا متواليا. وبعد مئة وخمسين يوما نقصت المياه. واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال اراراط. وكانت المياه تنقص نقصا متواليا الى الشهر العاشر. وفي العاشر في اول الشهر ظهرت رؤوس الجبال
وحدث من بعد اربعين يوما ان نوحا فتح طاقة الفلك التي كان قد عملها وارسل الغراب. فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الارض. ثم ارسل الحمامة من عنده ليرى هل قلّت المياه عن وجه الارض. فلم تجد الحمامة مقرا لرجلها. فرجعت اليه الى الفلك. لان مياها كانت على وجه كل الارض. فمدّ يده واخذها وادخلها عنده الى الفلك. فلبث ايضا سبعة ايام أخر وعاد فارسل الحمامة من الفلك. فأتت اليه الحمامة عند المساء واذا ورقة زيتون خضراء في فمها. فعلم نوح ان المياه قد قلّت عن الارض. فلبث ايضا سبعة ايام أخر وارسل الحمامة فلم تعد ترجع اليه ايضا
وكان في السنة الواحدة والست مئة في الشهر الاول في اوّل الشهر ان المياه نشفت عن الارض. فكشف نوح الغطاء عن الفلك ونظر فاذا وجه الارض قد نشف. وفي الشهر الثاني في اليوم السابع والعشرين من الشهر جفّت الارض
وكلم الله نوحا قائلا. اخرج من الفلك انت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك معك. وكل الحيوانات التي معك من كل ذي جسد الطيور والبهائم وكل الدبابات التي تدب على الارض اخرجها معك. ولتتوالد في الارض وتثمر وتكثر على الارض. فخرج نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه. وكل الحيوانات كل الدبابات وكل الطيور كل ما يدبّ على الارض كانواعها خرجت من الفلك
وبنى نوح مذبحا للرب. واخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة واصعد محرقات على المذبح. فتنسم الرب رائحة الرضا. وقال الرب في قلبه لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان لان تصوّر قلب الانسان شرير منذ حداثته. ولا اعود ايضا أميت كل حيّ كما فعلت. مدة كل ايام الارض زرع وحصاد وبرد وحرّ وصيف وشتاء ونهار وليل لا تزال
وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض. ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الارض وكل طيور السماء. مع كل ما يدبّ على الارض وكل اسماك البحر قد دفعت الى ايديكم. كل دابة حية تكون لكم طعاما. كالعشب الاخضر دفعت اليكم الجميع. غير ان لحما بحياته دمه لا تاكلوه. واطلب انا دمكم لانفسكم فقط. من يد كل حيوان اطلبه. ومن يد الانسان اطلب نفس الانسان. من يد الانسان اخيه. سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه. لان الله على صورته عمل الانسان. فاثمروا انتم واكثروا وتوالدوا في الارض وتكاثروا فيها
وكلم الله نوحا وبنيه معه قائلا. وها انا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم. ومع كل ذوات الانفس الحيّة التي معكم. الطيور والبهائم وكل وحوش الارض التي معكم من جميع الخارجين من الفلك حتى كل حيوان الارض. اقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد ايضا بمياه الطوفان. ولا يكون ايضا طوفان ليخرب الارض. وقال الله هذه علامة الميثاق الذي انا واضعه بيني وبينكم وبين كل ذوات الانفس الحيّة التي معكم الى اجيال الدهر. وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الارض. فيكون متى انشر سحابا على الارض وتظهر القوس في السحاب اني اذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حيّة في كل جسد. فلا تكون ايضا المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد. فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لاذكر ميثاقا ابديا بين الله وبين كل نفس حيّة في كل جسد على الارض. وقال الله لنوح هذه علامة الميثاق الذي انا اقمته بيني وبين كل ذي جسد على الارض وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساما وحاما ويافث. وحام هو ابو كنعان. هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح. ومن هؤلاء تشعبت كل الارض
تكوين 5: 25-9: 19
وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما. وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه. فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه واخبر اخويه خارجا. فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على اكتافهما ومشيا الى الوراء وسترا عورة ابيهما ووجهاهما الى الوراء. فلم يبصرا عورة ابيهما. فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير. فقال ملعون كنعان. عبد العبيد يكون لاخوته. وقال مبارك الرب اله سام. وليكن كنعان عبدا لهم. ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام. وليكن كنعان عبدا لهم
وعاش نوح بعد الطوفان ثلث مئة وخمسين سنة. فكانت كل ايام نوح تسع مئة وخمسين سنة ومات
يوسف الرامى
ذكره الإنجيليون الأربعة، وعلمنا منهم أنه كان تلميذًا للسيد المسيح ولكن سرًا، وذلك خوفًا من اليهود. كان يوسف رجلاً بارًا وعادلاً، فإذ كان عضوًا في مجلس السنهدرين لم يقبل أن يشترك في إصدار الحكم على السيد المسيح، لأنه كان يبحث عن ملكوت اللَّه، ويبدو أن المناظر التي عاينها وهو بجوار الصليب أعطته الشجاعة فذهب إلى بيلاطس وطلب جسد المسيح، وعندما أخذ الموافقة على ذلك اشترى كتانًا نقيًا ولف به جسد المسيح، ودفنه في قبر منحوت في الصخر لم يُدفَن فيه أحد من قبل. تذكر عنه بعض الروايات الغير مؤكدة أنه بينما كان فيلبس الرسول يكرز بالإنجيل في بلاد الغال كان معه القديس يوسف الرامي يصاحبه كتلميذ مخلص له، وأرسل فيلبس إلى إنجلترا 12 من الإكليروس ليكرزوا هناك تحت رعاية يوسف الرامي. لم يؤمن ملك إنجلترا بكرازتهم بالمسيحية، لكنه وهبهم جزيرة ينيسويترين والتي سميت فيما بعد جلاستونبري ، وقد بنيت كنيسة هناك حيث دفن فيها القديس يوسف الرامي فيما بعد. العيد يوم مارس 17.
إنه حزقيال النبيّ، أو "الله قويّ" او "الله يقوّي". كان كاهنًا من سبط لاوي. دُعي للنبوءة، وامتدّت نبوءته فترة لا تقل عن اثنين وعشرين عامًا. عاصر إرميا، وكان على معرفة واسعة بنبوءته، وهو أحد الذين سُبوا مع الملك يهوياكين، ملك يهوذا، فترة حكم نبوخذنصّر.
عاش مع المسبيّين على نهر خابور، وحمل شعبه وخدم بين البؤساء والمعذّبين. كتاب نبوءته شطران أساسيان يتسم أولهما بالتهديد والوعيد. ويمتد حتى الإصحاح الرابع والعشرين تفوّه به حزقيال قبل خراب أورشليم والهيكل وقبل سبي جديد لليهود الى بابل. والشطر الثاني الى آخر النبوة، فيه وعد ورجاء أنّ الله مفتقد شعبه متى حان إنصافه واكتمل سبيه الذي سوف يمتد، بحسب إرميا، سبعين عاما.
الرؤيا الاولى كانت لحزقيال بين المسبيّين عند نهر خابور، رؤيا الحيوانات، رؤيا البكرات. رؤيا مجد الرب. ووجوه الحيوانات الأربعة كانت شبه وجه إنسان وأسد وثور ونسر. وعند العديد من أبائنا كإيرانيوس وأثناسيوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتيّ وامبروسيوس ميلان أنّ هذه الوجوه هي للمسيح المتجسّد كما يصوّر في الأناجيل الأربعة: الإنسان إشارة لمتى والأسد لمرقص والثور للوقا والنّسر ليوحنّا. وقيل أيضًا إنّما الإشارة بوجه الإنسان هي إلى الحك مة و الأسد الى القوّة والثور الى الاحتمال والنّسر الى السمّو .
يد الربّ على حزقيال كانت شديدة، فقد جعله رقيبًا على إسرائيل، وحياته رهن لخدمته. وكان على حزقيال أن يمثل بالرسم حصار أورشليم وكسر قوام الخبز فيها. ثمّ تأتي آية حلق النبيّ لرأسه ولحيته، ثلث شعره يحرقه بالنّار إشارة للذين سيُحرقون او يموتون بالمجاعة والوباء داخل المدينة ... وفي الإصحاح التاسع يوسم كلّ الذين يعبدون الله ويبقون ويهلك الباقون.
"الابن لا يحمل من إثم الآب والآب لا يحمل من إثم الابن. برّ البار عليه يكون، وشرّ الشرير عليه يكون"
(18:20)
واذا كان الويل عنوان الإصحاحات الأربعة والعشرين الاولى، فالرجاء هو عنوان الإصحاحات المتبقية. ففي الإصحاح الرابع والثلاثين، ويلٌ لرعاة إسرائيل الذين يرعون أنفسهم دون الغنم، لكن مصحوبًا بوعدٍ من الله بالسؤال عن غنمه وافتقادها. ومن ثمّ يأتي الإصحاح السابع والثلاثون برؤيا القيامة، بيت إسرائيل، بشريا، مغلق عليه كما في قبر لكنّ الله يقيمه. وفي الإصحاحين الأربعين والثامن والأربعين، يستبين الهيكل الجديد الذي يقيم فيه مجد الله وكذلك الحياة المقدّسة التي "تخرج من عتبة البيت نحو الشرق وتذهب الى البحر فتشفي المياه". البيت إنّما جسد الرب يسوع الذي قال لليهود أن ينقضوا الهيكل وهو يقيمه في ثلاثة أيام. أمّا المياه المقدّسة التي تشفي العالمين فهي التي جرت من جنب السيّد وتملأ الدنيا ضياء وتحيل الأمم، إسرائيل جديدا.
كان دانيآل أحد الذين سبوا إلى بابل ولم يكن بعد قد بلغ سن الرجولة، ومع أنه كان أسيراً إلا أنه تلقى أفضل العلوم بعد أن تم اختياره مع بعض رفقائه ليكونوا في خدمة الملك، وقد استطاع دانيآل بفضل نعمة الرب عليه وأمانته في عبادته أن يتبوأ أرفع المراكز في الدولتين البابلية والفارسية. غير أن أمانته للرب عرضته لاضطهادات قاسية سامه إِياها أعداؤُه الحاقدون عليه حتى إنه طرح في جب أُسود جائعة ضارية، كما أُلقي ثلاثة من رفاقه إلى أتون نار، إلا أنهم نجوا من الموت بفضل قوة الله. إن كتاب دانيآل يعود بتاريخه إلى القرن السادس ق.م، وقد وضعه النبي دانيآل بإرشاد من الروح القدس لاشتماله على طائفة من الأحداث التاريخية التي عاصرها دانيآل، كما أنه يتضمن مجموعة من النبوءات تتعلق بالمستقبل. فقد شاهد دانيآل، بعين الرؤْيا امبراطوريات العالم التي لابد أن تقوم في القرون التالية، وهذا ما تحقق فعلاً في سياق التاريخ. ولكن هذه النبوءات لم تكن كل شيء، لأنه رأى أيضاً قوة الله والمسيا، يسوع المسيح الذي تنبأ عن مجيئه ليضع حداً للشر، وليؤسس في آخر الأيام مملكة البِرِّ التي لا نهاية لها.
إن موضوع كتاب دانيآل الأساسي هو سيادة الله. إن الله يهيمن على شؤُون العالم، ويوجه مجرى التاريخ نحو النهايات التي قررها له، مستخدماً لتحقيق ذلك ما يصدر عن الناس من أعمال. إن ممالك الناس تزدهر وتزول ولكن الله خالد إلى الأبد. لا يطرأُ عليه تغيير أبداً، ولا يعتري تصميم الله على خلاص الجنس البشري أي وهن. لقد تنبأ دانيآل بمجيء المسيح المخلص. وفي الزمن المعين تحققت النبوءة، وتجسد المسيح ليفتدي الإنسان. وسيأْتي وقت يندحر فيه الشر وتنتصر إرادة الخير لأن الله قد شاء ذلك.
سيرة
القديس تيموثاوس الرسول
( تلميذ معلمنا بولس الرسول )
نشأته
تيموثاوس اسم يوناني معناه مكرم من الله أو عزيز عند الله :
ـ أحد الذين آمنوا على يد بولس : لقد كان تيموثاوس أحد رفقاء بولس والعاملين معه، ومن الواضح انه أحد الذين تجددوا على يد بولس نفسه، حيث يصفه الرسول بأسوار ابنه الحبيب والأمين في الرب ( اكو 4 : 17 ). كما يكتب إلى تيموثاوس : الابن الصريح في الإيمان ( 1 تي 1 : 2 )، ويخاطبه بالقول : الابن الحبيب ( 2 تي 1 : 2 ).
ـ من مواطني لسترة : لقد كان يقيم في لسترة، ويبدو انه كان فعلا مواطنا من لستره أو دربة، وكلتاهما من المدن التي زارها الرسول بولس وبشر فيها في أول رحلة تبشيرية له في أسوار الصغري ( أع 14 : 6 ). والإرادة أمينا لسترة كانت هي موطن تيموثاوس. فمثلا نجد بين أسلوب رفقاء بولس الرسول اسما غايوس الدربي وتيموثاوس ( أع 20 : 4 ) وفي هذا الدليل على أميناً تيموثاوس لم يكن من مواطني دربة.
كما أمينا الاخوة الذي شهدوا لتيموثاوس كانوا في لسترة وايقونية، دون أن يذكر الاخوة الذين من دربة ( أع 16 : 3 ). لذلك يصبح من المؤكد أمينا لسترة كانت هي موطن تيموثاوس.
تجديده في لسترة
يذكر الرسول بولس أميناًتيموثاوس قد عرف تماما الاضطهادات والآلام التي أصابته في إنذار وايقونية ولسترة ( 2 تي 3 : 10 و 11 ) وقد حدثت هذه الاضطهادات في أثناء أول زيارة قام بها بولس لهذه المدن.
ويبدو أمينا تيموثاوس كان واحدا من الذين تجددوا في ذلك الوقت حيث نجد في زيارة بولس الثانية للسترة ودربة، أمينا تيموثاوس كان فعلا واحدا من التلاميذ هناك حيث نقرا : ثم وصل إلى دربة ولسترة وإدراك تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ( أع 16 : 1 ). واختار بولس تيموثاوس ليكون أحد رفقائه. وكان هذا فتأكلون وقت مبكر من خدمة الرسول. ومن المفرح أمينا نعلم أمينا تيموثاوس ظل أمي مخلصا له حتى نهاية حياة الرسول على الأرض.
أبوه وأمه
كان أبوه يونانيا وثنيا وقد ذكرت هذه الحقيقة للتأكيد عليها ( أع 16 : 1 و 3 )، وكانت أمه يهودية، ولم يكن قد ختن في طفولته، والأرجح أن ذلك حدث لاعتراض أبيه. وكانت أم تيموثاوس تدعى افنيكي وجدته لوئيس وقد ذكرهما الرسول بالاسم ( 2 تي 1 : 5 ) حيث تحدث عن الإيمان عديم الرياء الذي فيك الذي سكن أولا في جدتك لوئيس وأمك افنيكى وهذا دليل على أن افنيكى قد آمنت بالمسيح في أول زيارة تبشيرية قام بها الرسول إلى دربة ولسترة لأنه في زيارته التالية للمنطقة، نقرا أنها كانت : امرأة يهودية مؤمنة ( أع 16 : 1 ).
يصبح رفيقا لبولس في الخدمة
في الزيارة الثانية لدربة ولسترة، اعجب بولس بتيموثاوس إعجابا كبيرا لإيمانه عديم الرياء ولأنه منذ الطفولية يعرف الكتب المقدسة ( 2 تي 3 : 15 ) ولأنه رأي أخلاقة وتصرفاته المسيحية الكريمة، وصلاحيته للعمل في الخدمة، فاختار أن يخرج هذا معه ( أع 16 : 3 ) واستجاب تيموثاوس لرغبة بولس.
ختانه
وتوطئة لعمله معه كمبشر مسيحي لكل من اليهود والأمم، قام الرسول بخطوتين، أولاهما هي انه ـ تجنبا لما قد يثيره اليهود من متاعب قد تضعف من موقف تيموثاوس ـ أخذه وختنه ( أع 16 : 3 ). وقد قام بولس بذلك على أساس أن أم تيموثاوس كانت يهودية، فكان الأمر مختلفا عنده في حالة تيطس الذي رفض بولس أن يسمح بإجراء الختان له ( أع 15 : 2، غل 2 : 3 )، وذلك لان تيطس كان أممياًبالمولد.
تعيينه للخدمة
كانت الخطوة الثانية، قبل أن يبدأ تيموثاوس خدمته مع الرسول بولس، هي تعيينه بوضع أيدي الشيوخ ( في دربة ولسترة )، فبناء على ما جاء في سفر الأعمال ( 14 : 23 ) كان قد تم انتخاب شيوخ في كل كنيسة في تلك المنطقة. وقد أولى بولس هذا الأمر أهمية فيشير إليه في رسالته إلى تيموثاوس التي كتبها له بعد ذلك بعدة سنوات : لا تهمل الموهبة التي فيك، المغطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة ( 1 تي 4 : 14 ) ولقد اشترك بولس بنفسه في ذلك، لأنه كتب يقول : فلهذا السبب أذكرك أن تضرم أيضاًموهبة الله التي فيك بوضع يدي (2تي 1 : 6 ).
سيرة موسى رجل الله ذهب رجل من بيت لاوي واخذ بنت لاوي. فحبلت المرأة وولدت ابنا. ولما رأته انه حسن خبأته ثلاثة اشهر. ولما لم يمكنها ان تخبئه بعد اخذت له سفطا من البردي وطلته بالحمر والزفت ووضعت الولد فيه ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر. ووقفت اخته من بعيد لتعرف ماذا يفعل به فنزلت ابنة فرعون الى النهر لتغتسل وكانت جواريها ماشيات على جانب النهر. فرأت السفط بين الحلفاء فارسلت أمتها واخذته. ولما فتحته رأت الولد واذا هو صبي يبكي. فرقّت له وقالت هذا من اولاد العبرانيين. فقالت اخته لابنة فرعون هل اذهب وادعو لك امرأة مرضعة من العبرانيات لترضع لك الولد. فقالت لها ابنة فرعون اذهبي. فذهبت الفتاة ودعت ام الولد. فقالت لها ابنة فرعون اذهبي بهذا الولد وارضعيه لي وانا اعطي اجرتك. فاخذت المرأة الولد وارضعته. ولما كبر الولد جاءت به الى ابنة فرعون فصار لها ابنا. ودعت اسمه موسى وقالت اني انتشلته من الماء وحدث في تلك الايام لما كبر موسى انه خرج الى اخوته لينظر في اثقالهم. فرأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من اخوته. فالتفت الى هنا وهناك ورأى ان ليس احد فقتل المصري وطمره في الرمل. ثم خرج في اليوم الثاني واذا رجلان عبرانيان يتخاصمان. فقال للمذنب لماذا تضرب صاحبك. فقال من جعلك رئيسا وقاضيا علينا. أمفتكر انت بقتلي كما قتلت المصري. فخاف موسى وقال حقا قد عرف الامر. فسمع فرعون هذا الامر فطلب ان يقتل موسى. فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في ارض مديان وجلس عند البئر وكان لكاهن مديان سبع بنات. فاتين واستقين وملأن الاجران ليسقين غنم ابيهنّ. فاتى الرعاة وطردوهنّ فنهض موسى وانجدهنّ وسقى غنمهنّ. فلما اتين الى رعوئيل ابيهنّ قال ما بالكنّ اسرعتنّ في المجيء اليوم. فقلن رجل مصري انقذنا من ايدي الرعاة وانه استقى لنا ايضا وسقى الغنم. فقال لبناته واين هو. لماذا تركتنّ الرجل. ادعونه لياكل طعاما. فارتضى موسى ان يسكن مع الرجل. فاعطى موسى صفورة ابنته. فولدت ابنا فدعا اسمه جرشوم. لانه قال كنت نزيلا في ارض غريبة وحدث في تلك الايام الكثيرة ان ملك مصر مات. وتنهّد بنو اسرائيل من العبودية وصرخوا. فصعد صراخهم الى الله من اجل العبودية. فسمع الله انينهم فتذّكر الله ميثاقه مع ابراهيم واسحق ويعقوب. ونظر الله بني اسرائيل وعلم الله واما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان. فساق الغنم الى وراء البرية وجاء الى جبل الله حوريب. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليّقة. فنظر واذ العليقة تتوقّد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. فقال موسى اميل الآن لانظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة. فلما رأى الرب انه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى. فقال هانذا. فقال لا تقترب الى ههنا. اخلع حذائك من رجليك. لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة ثم قال انا اله ابيك اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. فغطى موسى وجهه لانه خاف ان ينظر الى الله. فقال الرب اني قد رأيت مذلّة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من اجل مسخّريهم. اني علمت اوجاعهم. فنزلت لانقذهم من ايدي المصريين واصعدهم من تلك الارض الى ارض جيدة وواسعة الى ارض تفيض لبنا وعسلا. الى مكان الكنعانيين والحثّيين والاموريين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين. والآن هوذا صراخ بني اسرائيل قد اتى اليّ ورأيت ايضا الضيقة التي يضايقهم بها المصريون. فالآن هلم فارسلك الى فرعون وتخرج شعبي بني اسرائيل من مصر فقال موسى للّه من انا حتى اذهب الى فرعون وحتى اخرج بني اسرائيل من مصر فقال اني اكون معك وهذه تكون لك العلامة اني ارسلتك. حينما تخرج الشعب من مصر تعبدون الله على هذا الجبل. فقال موسى لله ها انا آتي الى بني اسرائيل واقول لهم اله آبائكم ارسلني اليكم. فاذا قالوا لي ما اسمه فماذا اقول لهم. فقال الله لموسى أهيه الذي أهيه. وقال هكذا تقول لبني اسرائيل أهيه ارسلني اليكم وقال الله ايضا لموسى هكذا تقول لبني اسرائيل يهوه اله آبائكم اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب ارسلني اليكم. هذا اسمي الى الابد وهذا ذكري الى دور فدور. اذهب واجمع شيوخ اسرائيل وقل لهم الرب اله آبائكم اله ابراهيم واسحق ويعقوب ظهر لي قائلا اني قد افتقدتكم وما صنع بكم في مصر. فقلت اصعدكم من مذلّة مصر الى ارض الكنعانيين والحثّيين والاموريين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين الى ارض تفيض لبنا وعسلا فاذا سمعوا لقولك تدخل انت وشيوخ بني اسرائيل الى ملك مصر وتقولون له الرب اله العبرانيين التقانا. فالآن نمضي سفر ثلاثة ايام في البرية ونذبح للرب الهنا. ولكني اعلم ان ملك مصر لا يدعكم تمضون ولا بيد قوية. فامدّ يدي واضرب مصر بكل عجائبي التي اصنع فيها. وبعد ذلك يطلقكم. واعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين. فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين. بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم. فتسلبون المصريين فاجاب موسى وقال ولكن ها هم لا يصدقونني ولا يسمعون لقولي. بل يقولون لم يظهر لك الرب. فقال له الرب ما هذه في يدك. فقال عصا. فقال اطرحها الى الارض. فطرحها الى الارض. فصارت حية. فهرب موسى منها. ثم قال الرب لموسى مدّ يدك وامسك بذنبها. فمدّ يده وامسك به. فصارت عصا في يده. لكي يصدقوا انه قد ظهر لك الرب اله آبائهم اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب ثم قال له الرب ايضا ادخل يدك في عبك. فادخل يده في عبّه. ثم اخرجها واذا يده برصاء مثل الثلج. ثم قال له رد يدك الى عبك. فرد يده الى عبّه. ثم اخرجها من عبّه واذا هي قد عادت مثل جسده. فيكون اذا لم يصدقوك ولم يسمعوا لصوت الآية الاولى انهم يصدقون صوت الآية الاخيرة. ويكون اذا لم يصدقوا هاتين الآيتين ولم يسمعوا لقولك انك تأخذ من ماء النهر وتسكب على اليابسة فيصير الماء الذي تأخذه من النهر دما على اليابسة فقال موسى للرب استمع ايها السيد. لست انا صاحب كلام منذ امس ولا اول من امس ولا من حين كلمت عبدك. بل انا ثقيل الفم واللسان. فقال له الرب من صنع للانسان فما او من يصنع اخرس او اصمّ او بصيرا او اعمى. أما هو انا الرب. فالآن اذهب وانا اكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به. فقال استمع ايها السيد. ارسل بيد من ترسل. فحمي غضب الرب على موسى وقال أليس هرون اللاوي اخاك. انا اعلم انه هو يتكلم. وايضا ها هو خارج لاستقبالك. فحينما يراك يفرح بقلبه. فتكلمه وتضع الكلمات في فمه. وانا اكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان. وهو يكلم الشعب عنك. وهو يكون لك فما وانت تكون له الها. وتاخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات فمضى موسى ورجع الى يثرون حميه وقال له انا اذهب وارجع الى اخوتي الذين في مصر لأرى هل هم بعد احياء. فقال يثرون لموسى اذهب بسلام وقال الرب لموسى في مديان اذهب ارجع الى مصر. لانه قد مات جميع القوم الذين كانوا يطلبون نفسك. فأخذ موسى امرأته وبنيه واركبهم على الحمير ورجع الى ارض مصر. واخذ موسى عصا الله في يده وقال الرب لموسى عندما تذهب لترجع الى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون. ولكني اشدد قلبه حتى لا يطلق الشعب. فتقول لفرعون هكذا يقول الرب. اسرائيل ابني البكر. فقلت لك اطلق ابني ليعبدني فأبيت ان تطلقه ها انا اقتل ابنك البكر وحدث في الطريق في المنزل ان الرب التقاه وطلب ان يقتله. فاخذت صفّورة صوّانة وقطعت غرلة ابنها ومسّت رجليه. فقالت انك عريس دم لي. فانفكّ عنه. حينئذ قالت عريس دم من اجل الختان وقال الرب لهرون اذهب الى البرية لاستقبال موسى. فذهب والتقاه في جبل الله وقبّله. فاخبر موسى هرون بجميع كلام الرب الذي ارسله وبكل الآيات التي اوصاه بها. ثم مضى موسى وهرون وجمعا جميع شيوخ بني اسرائيل. فتكلم هرون بجميع الكلام الذي كلم الرب موسى به وصنع الآيات امام عيون الشعب. فآمن الشعب. ولما سمعوا ان الرب افتقد بني اسرائيل وانه نظر مذلّتهم خرّوا وسجدوا وبعد ذلك دخل موسى وهرون وقالا لفرعون هكذا يقول الرب اله اسرائيل اطلق شعبي ليعيّدوا لي في البرية. فقال فرعون من هو الرب حتى اسمع لقوله فأطلق اسرائيل. لا اعرف الرب واسرائيل لا اطلقه. فقالا اله العبرانيين قد التقانا. فنذهب سفر ثلاثة ايام في البرية ونذبح للرب الهنا. لئلا يصيبنا بالوبإ او بالسيف. فقال لهما ملك مصر لماذا يا موسى وهرون تبطلان الشعب من اعماله. اذهبا الى اثقالكما. وقال فرعون هوذا الآن شعب الارض كثير وانتما تريحانهم من اثقالهم فامر فرعون في ذلك اليوم مسخّري الشعب ومدبّريه قائلا لا تعودوا تعطون الشعب تبنا لصنع اللبن كامس واول من امس. ليذهبوا هم ويجمعوا تبنا لانفسهم. ومقدار اللبن الذي كانوا يصنعونه امس واول من امس تجعلون عليهم. لا تنقصوا منه. فانهم متكاسلون لذلك يصرخون قائلين نذهب ونذبح لالهنا. ليثقل العمل على القوم حتى يشتغلوا به ولا يلتفتوا الى كلام الكذب. فخرج مسخّرو الشعب ومدبّروه وكلموا الشعب قائلين هكذا يقول فرعون لست اعطيكم تبنا. اذهبوا انتم وخذوا لانفسكم تبنا من حيث تجدون. انه لا ينقص من عملكم شيء فتفرّق الشعب في كل ارض مصر ليجمعوا قشا عوضا عن التبن. وكان المسخّرون يعجّلونهم قائلين كمّلوا اعمالكم امر كل يوم بيومه كما كان حينما كان التبن. فضرب مدبرو بني اسرائيل الذين اقامهم عليهم مسخّرو فرعون وقيل لهم لماذا لم تكملوا فريضتكم من صنع اللبن امس واليوم كالامس واول من امس. فأتى مدبرو بنو اسرائيل وصرخوا الى فرعون قائلين لماذا تفعل هكذا بعبيدك. التبن ليس يعطى لعبيدك واللبن يقولون لنا اصنعوه. وهوذا عبيدك مضروبون. وقد اخطأ شعبك. فقال متكاسلون انتم متكاسلون. لذلك تقولون نذهب ونذبح للرب. فالآن اذهبوا اعملوا. وتبن لا يعطى لكم ومقدار اللبن تقدمونه فرأى مدبّرو بني اسرائيل انفسهم في بليّة اذ قيل لهم لا تنقصوا من لبنكم امر كل يوم بيومه. وصادفوا موسى وهرون واقفين للقائهم حين خرجوا من لدن فرعون. فقالوا لهما ينظر الرب اليكما ويقضي. لانكما انتنتما رائحتنا في عيني فرعون وفي عيون عبيده حتى تعطيا سيفا في ايديهم ليقتلونا. فرجع موسى الى الرب وقال يا سيد لماذا اسأت الى هذا الشعب. لماذا ارسلتني. فانه منذ دخلت الى فرعون لاتكلم باسمك اساء الى هذا الشعب. وانت لم تخلّص شعبك فقال الرب لموسى الآن تنظر ما انا افعل بفرعون. فانه بيد قوية يطلقهم وبيد قوية يطردهم من ارضه ثم كلم الله موسى وقال له انا الرب. وانا ظهرت لابراهيم واسحق ويعقوب باني الاله القادر على كل شيء. واما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم. وايضا اقمت معهم عهدي ان اعطيهم ارض كنعان ارض غربتهم التي تغربوا فيها. وانا ايضا قد سمعت أنين بني اسرائيل الذين يستعبدهم المصريون وتذكرت عهدي. لذلك قل لبني اسرائيل انا الرب. وانا اخرجكم من تحت اثقال المصريين وانقذكم من عبوديتهم واخلصكم بذراع ممدودة وباحكام عظيمة. واتخذكم لي شعبا واكون لكم الها. فتعلمون اني انا الرب الهكم الذي يخرجكم من تحت اثقال المصريين. وادخلكم الى الارض التي رفعت يدي ان اعطيها لابراهيم واسحق ويعقوب. واعطيكم اياها ميراثا. انا الرب. فكلم موسى هكذا بني اسرئيل. ولكن لم يسمعوا لموسى من صغر النفس ومن العبودية القاسية ثم كلم الرب موسى قائلا. ادخل قل لفرعون ملك مصر ان يطلق بني اسرائيل من ارضه. فتكلم موسى امام الرب قائلا هوذا بنو اسرائيل لم يسمعوا لي. فكيف يسمعني فرعون وانا اغلف الشفتين. فكلم الرب موسى وهرون واوصى معهما الى بني اسرائيل والى فرعون ملك مصر في اخراج بني اسرائيل من ارض مصر هؤلاء رؤساء بيوت آبائهم. بنو رأوبين بكر اسرائيل حنوك وفلو وحصرون وكرمي. هذه عشائر رأوبين. وبنو شمعون يموئيل ويامين وأوهد وياكين وصوحر وشأول ابن الكنعانية. هذه عشائر شمعون. وهذه اسماء بني لاوي بحسب مواليدهم. جرشون وقهات ومراري. وكانت سنو حياة لاوي مئة وسبعا وثلاثين سنة. ابنا جرشون لبني وشمعي بحسب عشائرهما. وبنو قهات عمرام ويصهار وحبرون وعزّيئيل. وكانت سنو حياة قهات مئة وثلاثا وثلاثين سنة. وابنا مراري محلي وموشي. هذه عشائر اللاويين بحسب مواليدهم. واخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له. فولدت له هرون وموسى. وكانت سنو حياة عمرام مئة وسبعا وثلاثين سنة. وبنو يصهار قورح ونافج وذكري. وبنو عزّيئيل ميشائيل وألصافان وسنري. واخذ هرون أليشابع بنت عمّيناداب اخت نحشون زوجة له. فولدت له ناداب وابيهو والعازار وإيثامار. وبنو قورح أسّير وألقانة وابيأساف. هذه عشائر القورحيين. والعازار ابن هرون اخذ لنفسه من بنات فوطيئيل زوجة. فولدت له فينحاس. هؤلاء هم رؤساء آباء اللاويين بحسب عشائرهم هذان هما هرون وموسى اللذان قال الرب لهما أخرجا بني اسرائيل من ارض مصر بحسب اجنادهم. هما اللذان كلما فرعون ملك مصر في اخراج بني اسرائيل من مصر هذان هما موسى وهرون وكان يوم كلم الرب موسى في ارض مصر ان الرب كلمه قائلا انا الرب. كلم فرعون ملك مصر بكل ما انا اكلمك به. فقال موسى امام الرب ها انا اغلف الشفتين. فكيف يسمع لي فرعون فقال الرب لموسى انظر. انا جعلتك الها لفرعون. وهرون اخوك يكون نبيّك. انت تتكلم بكل ما آمرك. وهرون اخوك يكلم فرعون ليطلق بني اسرائيل من ارضه. ولكني اقسّي قلب فرعون واكثّر آياتي وعجائبي في ارض مصر. ولا يسمع لكما فرعون حتى اجعل يدي على مصر فاخرج اجنادي شعبي بني اسرائيل من ارض مصر باحكام عظيمة. فيعرف المصريون اني انا الرب حينما امد يدي على مصر واخرج بني اسرائيل من بينهم. ففعل موسى وهرون كما امرهما الرب. هكذا فعلا. وكان موسى ابن ثمانين سنة وهرون ابن ثلاث وثمانين سنة حين كلما فرعون وكلم الرب موسى وهرون قائلا. اذا كلمكما فرعون قائلا هاتيا عجيبة تقول لهرون خذ عصاك واطرحها امام فرعون فتصير ثعبانا. فدخل موسى وهرون الى فرعون وفعلا هكذا كما امر الرب. طرح هرون عصاه امام فرعون وامام عبيده فصارت ثعبانا. فدعا فرعون ايضا الحكماء والسحرة. ففعل عرّافو مصر ايضا بسحرهم كذلك. طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين. ولكن عصا هرون ابتلعت عصيهم. فاشتدّ قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب ثم قال الرب لموسى قلب فرعون غليظ. قد أبى ان يطلق الشعب. اذهب الى فرعون في الصباح. انه يخرج الى الماء. وقف للقائه على حافة النهر. والعصا التي تحولت حية تاخذها في يدك. وتقول له الرب اله العبرانيين ارسلني اليك قائلا اطلق شعبي ليعبدوني في البرية. وهوذا حتى الآن لم تسمع. هكذا يقول الرب بهذا تعرف اني انا الرب. ها انا اضرب بالعصا التي في يدي على الماء الذي في النهر فيتحول دما. ويموت السمك الذي في النهر وينتن النهر. فيعاف المصريون ان يشربوا ماء من النهر ثم قال الرب لموسى قل لهرون خذ عصاك ومد يدك على مياه المصريين على انهارهم وعلى سواقيهم وعلى آجامهم وعلى كل مجتمعات مياههم لتصير دما. فيكون دم في كل ارض مصر في الاخشاب وفي الاحجار. ففعل هكذا موسى وهرون كما امر الرب. رفع العصا وضرب الماء الذي في النهر امام عيني فرعون وامام عيون عبيده. فتحول كل الماء الذي في النهر دما. ومات السمك الذي في النهر وأنتن النهر. فلم يقدر المصريون ان يشربوا ماء من النهر وكان الدم في كل ارض مصر. وفعل عرّافو مصر كذلك بسحرهم. فاشتدّ قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب ثم انصرف فرعون ودخل بيته ولم يوجّه قلبه الى هذا ايضا. وحفر جميع المصريين حوالي النهر لاجل ماء ليشربوا. لانهم لم يقدروا ان يشربوا من ماء النهر ولما كملت سبعة ايام بعدما ضرب الرب النهر قال الرب لموسى ادخل الى فرعون وقل له هكذا يقول الرب اطلق شعبي ليعبدوني. وان كنت تأبى ان تطلقهم فها انا اضرب جميع تخومك بالضفادع. فيفيض النهر ضفادع. فتصعد وتدخل الى بيتك والى مخدع فراشك وعلى سريرك والى بيوت عبيدك وعلى شعبك والى تنانيرك والى معاجنك. عليك وعلى شعبك وعبيدك تصعد الضفادع فقال الرب لموسى قل لهرون مدّ يدك بعصاك على الانهار والسواقي والآجام واصعد الضفادع على ارض مصر. فمدّ هرون يده على مياه مصر. فصعدت الضفادع وغطت ارض مصر. وفعل كذلك العرافون بسحرهم واصعدوا الضفادع على ارض مصر فدعا فرعون موسى وهرون وقال صليا الى الرب ليرفع الضفادع عني وعن شعبي فأطلق الشعب ليذبحوا للرب. فقال موسى لفرعون عيّن لي متى اصلي لاجلك ولاجل عبيدك وشعبك لقطع الضفادع عنك وعن بيوتك. ولكنها تبقى في النهر. فقال غدا. فقال كقولك. لكي تعرف ان ليس مثل الرب الهنا. فترتفع الضفادع عنك وعن بيوتك وعبيدك وشعبك. ولكنها تبقى في النهر ثم خرج موسى وهرون من لدن فرعون وصرخ موسى الى الرب من اجل الضفادع التي جعلها على فرعون. ففعل الرب كقول موسى. فماتت الضفادع من البيوت والدور والحقول. وجمعوها كوما كثيرة حتى أنتنت الارض. فلما رأى فرعون انه قد حصل الفرج اغلظ قلبه ولم يسمع لهما كما تكلم الرب ثم قال الرب لموسى قل لهرون مدّ عصاك واضرب تراب الارض ليصير بعوضا في جميع ارض مصر. ففعلا كذلك. مدّ هرون يده بعصاه وضرب تراب الارض. فصار البعوض على الناس وعلى البهائم. كل تراب الارض صار بعوضا في جميع ارض مصر. وفعل كذلك العرافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا. وكان البعوض على الناس وعلى البهائم. فقال العرافون لفرعون هذا اصبع الله. ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب ثم قال الرب لموسى بكّر في الصباح وقف امام فرعون. انه يخرج الى الماء. وقل له هكذا يقول الرب اطلق شعبي ليعبدوني. فانه ان كنت لا تطلق شعبي ها انا ارسل عليك وعلى عبيدك وعلى شعبك وعلى بيوتك الذبّان. فتمتلئ بيوت المصريين ذبّانا. وايضا الارض التي هم عليها. ولكن أميّز في ذلك اليوم ارض جاسان حيث شعبي مقيم حتى لا يكون هناك ذبّان. لكي تعلم اني انا الرب في الارض. واجعل فرقا بين شعبي وشعبك. غدا تكون هذه الآية. ففعل الرب هكذا. فدخلت ذبان كثيرة الى بيت فرعون وبيوت عبيده وفي كل ارض مصر خربت الارض من الذبّان فدعا فرعون موسى وهرون وقال اذهبوا اذبحوا لالهكم في هذه الارض. فقال موسى لا يصلح ان نفعل هكذا. لاننا انما نذبح رجس المصريين للرب الهنا. ان ذبحنا رجس المصريين امام عيونهم أفلا يرجموننا. نذهب سفر ثلاثة ايام في البرية ونذبح للرب الهنا كما يقول لنا. فقال فرعون انا اطلقكم لتذبحوا للرب الهكم في البرية ولكن لا تذهبوا بعيدا. صلّيا لاجلي. فقال موسى ها انا اخرج من لدنك واصلي الى الرب. فترتفع الذبان عن فرعون وعبيده وشعبه غدا. ولكن لا يعد فرعون يخاتل حتى لا يطلق الشعب ليذبح للرب فخرج موسى من لدن فرعون وصلى الى الرب. ففعل الرب كقول موسى. فارتفع الذبان عن فرعون وعبيده وشعبه. لم تبق واحدة. ولكن اغلظ فرعون قلبه هذه المرة ايضا فلم يطلق الشعب ثم قال الرب لموسى ادخل الى فرعون وقل له هكذا يقول الرب اله العبرانيين اطلق شعبي ليعبدوني. فانه ان كنت تأبى ان تطلقهم وكنت تمسكهم بعد فها يد الرب تكون على مواشيك التي في الحقل على الخيل والحمير والجمال والبقر والغنم وبأ ثقيلا جدا. ويميّز الرب بين مواشي اسرائيل ومواشي المصريين. فلا يموت من كل ما لبني اسرائيل شيء. وعيّن الرب وقتا قائلا غدا يفعل الرب هذا الامر في الارض. ففعل الرب هذا الامر في الغد. فماتت جميع مواشي المصريين. واما مواشي بني اسرائيل فلم يمت منها واحد. وارسل فرعون واذا مواشي اسرائيل لم يمت منها ولا واحد. ولكن غلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب ثم قال الرب لموسى وهرون خذا ملء ايديكما من رماد الأتون. وليذرّه موسى نحو السماء امام عيني فرعون. ليصير غبارا على كل ارض مصر. فيصير على الناس وعلى البهائم دمامل طالعة ببثور في كل ارض مصر. فأخذا رماد الأتون ووقفا امام فرعون وذراه موسى نحو السماء. فصار دمامل بثور طالعة في الناس وفي البهائم. ولم يستطع العرافون ان يقفوا امام موسى من اجل الدمامل. لان الدمامل كانت في العرافين وفي كل المصريين. ولكن شدّد الرب قلب فرعون فلم يسمع لهما كما كلم الرب موسى ثم قال الرب لموسى بكر في الصباح وقف امام فرعون وقل له هكذا يقول الرب اله العبرانيين أطلق شعبي ليعبدوني. لاني هذه المرة ارسل جميع ضرباتي الى قلبك وعلى عبيدك وشعبك لكي تعرف ان ليس مثلي في كل الارض. فانه الآن لو كنت امد يدي واضربك وشعبك بالوبإ لكنت تباد من الارض. ولكن لاجل هذا اقمتك لكي اريك قوّتي ولكي يخبر باسمي في كل الارض. انت معاند بعد لشعبي حتى لا تطلقه. ها انا غدا مثل الآن امطر بردا عظيما جدا لم يكن مثله في مصر منذ يوم تاسيسها الى الآن. فالآن أرسل احم مواشيك وكل ما لك في الحقل. جميع الناس والبهائم الذين يوجدون في الحقل ولا يجمعون الى البيوت ينزل عليهم البرد فيموتون. فالذي خاف كلمة الرب من عبيد فرعون هرب بعبيده ومواشيه الى البيوت. واما الذي لم يوجّه قلبه الى كلمة الرب فترك عبيده ومواشيه في الحقل ثم قال الرب لموسى مدّ يدك نحو السماء ليكون برد في كل ارض مصر على الناس وعلى البهائم وعلى كل عشب الحقل في ارض مصر. فمدّ موسى عصاه نحو السماء. فاعطى الرب رعودا وبردا وجرت نار على الارض وامطر الرب بردا على ارض مصر. فكان برد ونار متواصلة في وسط البرد. شيء عظيم جدا لم يكن مثله في كل ارض مصر منذ صارت امة. فضرب البرد في كل ارض مصر جميع ما في الحقل من الناس والبهائم. وضرب البرد جميع عشب الحقل وكسر جميع شجر الحقل. الا ارض جاسان حيث كان بنو اسرائيل فلم يكن فيها برد فارسل فرعون ودعا موسى وهرون وقال لهما اخطأت هذه المرّة. الرب هو البار وانا وشعبي الاشرار. صليّا الى الرب وكفى حدوث رعود الله والبرد فاطلقكم ولا تعودوا تلبثون. فقال له موسى عند خروجي من المدينة ابسط يديّ الى الرب فتنقطع الرعود ولا يكون البرد ايضا لكي تعرف ان للرب الارض. واما انت وعبيدك فانا اعلم انكم لم تخشوا بعد من الرب الاله. فالكتان والشعير ضربا. لان الشعير كان مسبلا والكتان مبزرا. واما الحنطة والقطاني فلم تضرب لانها كانت متأخرة فخرج موسى من المدينة من لدن فرعون وبسط يديه الى الرب. فانقطعت الرعود والبرد ولم ينصبّ المطر على الارض. ولكن فرعون لما رأى ان المطر والبرد والرعود انقطعت عاد يخطئ واغلظ قلبه هو وعبيده. فاشتدّ قلب فرعون فلم يطلق بني اسرائيل كما تكلم الرب عن يد موسى ثم قال الرب لموسى ادخل الى فرعون. فاني اغلظت قلبه وقلوب عبيده لكي اصنع آياتي هذه بينهم. ولكي تخبر في مسامع ابنك وابن ابنك بما فعلته في مصر وبآياتي التي صنعتها بينهم. فتعلمون اني انا الرب فدخل موسى وهرون الى فرعون وقالا له هكذا يقول الرب اله العبرانيين الى متى تأبى ان تخضع لي. اطلق شعبي ليعبدوني. فانه ان كنت تأبى ان تطلق شعبي ها انا اجيء غدا بجراد على تخومك. فيغطي وجه الارض حتى لا يستطاع نظر الارض. ويأكل الفضلة السالمة الباقية لكم من البرد. ويأكل جميع الشجر النابت لكم من الحقل. ويملأ بيوتك وبيوت جميع عبيدك وبيوت جميع المصريين. الامر الذي لم يره آباؤك ولا آباء آبائك منذ يوم وجدوا على الارض الى هذا اليوم. ثم تحوّل وخرج من لدن فرعون فقال عبيد فرعون له الى متى يكون هذا لنا فخّا. اطلق الرجال ليعبدوا الرب الههم. ألم تعلم بعد ان مصر قد خربت. فرد موسى وهرون الى فرعون. فقال لهما اذهبوا اعبدوا الرب الهكم ولكن من ومن هم الذين يذهبون. فقال موسى نذهب بفتياننا وشيوخنا. نذهب ببنينا وبناتنا بغنمنا وبقرنا. لان لنا عيدا للرب. فقال لهما يكون الرب معكم هكذا كما أطلقكم واولادكم. انظروا. ان قدام وجوهكم شرا. ليس هكذا. اذهبوا انتم الرجال واعبدوا الرب. لانكم لهذا طالبون. فطردا من لدن فرعون ثم قال الرب لموسى مدّ يدك على ارض مصر لاجل الجراد. ليصعد على ارض مصر وياكل كل عشب الارض كل ما تركه البرد. فمدّ موسى عصاه على ارض مصر. فجلب الرب على الارض ريحا شرقية كل ذلك النهار وكل الليل. ولما كان الصباح حملت الريح الشرقية الجراد. فصعد الجراد على كل ارض مصر وحلّ في جميع تخوم مصر. شيء ثقيل جدا لم يكن قبله جراد هكذا مثله ولا يكون بعده كذلك. وغطى وجه كل الارض حتى اظلمت الارض. واكل جميع عشب الارض وجميع ثمر الشجر الذي تركه البرد. حتى لم يبق شيء اخضر في الشجر ولا في عشب الحقل في كل ارض مصر فدعا فرعون موسى وهرون مسرعا وقال اخطأت الى الرب الهكما واليكما. والآن اصفحا عن خطيتي هذه المرّة فقط. وصليّا الى الرب الهكما ليرفع عني هذا الموت فقط. فخرج موسى من لدن فرعون وصلى الى الرب. فرد الرب ريحا غربية شديدة جدا. فحملت الجراد وطرحته الى بحر سوف. لم تبق جرادة واحدة في كل تخوم مصر. ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يطلق بني اسرائيل ثم قال الرب لموسى مدّ يدك نحو السماء ليكون ظلام على ارض مصر. حتى يلمس الظلام. فمدّ موسى يده نحو السماء فكان ظلام دامس في كل ارض مصر ثلاثة ايام. لم يبصر احد اخاه ولا قام احد من مكانه ثلاثة ايام. ولكن جميع بني اسرائيل كان لهم نور في مساكنهم فدعا فرعون موسى وقال اذهبوا اعبدوا الرب. غير ان غنمكم وبقركم تبقى. اولادكم ايضا تذهب معكم. فقال موسى انت تعطي ايضا في ايدينا ذبائح ومحرقات لنصنعها للرب الهنا. فتذهب مواشينا ايضا معنا. لا يبقى ظلف. لاننا منها نأخذ لعبادة الرب الهنا. ونحن لا نعرف بماذا نعبد الرب حتى نأتي الى هناك. ولكن شدّد الرب قلب فرعون فلم يشأ ان يطلقهم. وقال له فرعون اذهب عني. احترز. لا تر وجهي ايضا. انك يوم ترى وجهي تموت. فقال موسى نعما قلت. انا لا اعود ارى وجهك ايضا (خروج 2: 1-10: 29
ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة ايضا اجلب على فرعون وعلى مصر. بعد ذلك يطلقكم من هنا. وعندما يطلقكم يطردكم طردا من هنا بالتمام. تكلم في مسامع الشعب ان يطلب كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها امتعة فضة وامتعة ذهب. واعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين. وايضا الرجل موسى كان عظيما جدا في ارض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب وقال موسى هكذا يقول الرب اني نحو نصف الليل اخرج في وسط مصر. فيموت كل بكر في ارض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه الى بكر الجارية التي خلف الرحى وكل بكر بهيمة. ويكون صراخ عظيم في كل ارض مصر لم يكن مثله ولا يكون مثله ايضا. ولكن جميع بني اسرائيل لا يسنن كلب لسانه اليهم لا الى الناس ولا الى البهائم. لكي تعلموا ان الرب يميّز بين المصريين واسرائيل. فينزل اليّ جميع عبيدك هؤلاء ويسجدون لي قائلين اخرج انت وجميع الشعب الذين في اثرك. وبعد ذلك اخرج. ثم خرج من لدن فرعون في حموّ الغضب وقال الرب لموسى لا يسمع لكما فرعون لكي تكثر عجائبي في ارض مصر. وكان موسى وهرون يفعلان كل هذه العجائب امام فرعون. ولكن شدّد الرب قلب فرعون فلم يطلق بني اسرائيل من ارضه وكلم الرب موسى وهرون في ارض مصر قائلا. هذا الشهر يكون لكم راس الشهور. هو لكم اول شهور السنة. كلّما كل جماعة اسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت. وان كان البيت صغيرا عن ان يكون كفوا لشاة يأخذ هو وجاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس. كل واحد على حسب اكله تحسبون للشاة. تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة. تأخذونه من الخرفان او من المواعز. ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية. ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها. ويأكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير. على اعشاب مرّة ياكلونه. لا تأكلوا منه نيئا او طبيخا مطبوخا بالماء بل مشويا بالنار. راسه مع اكارعه وجوفه. ولا تبقوا منه الى الصباح. والباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار. وهكذا تأكلونه احقاؤكم مشدودة واحذيتكم في ارجلكم وعصيّكم في ايديكم. وتاكلونه بعجلة. هو فصح للرب. فاني اجتاز في ارض مصر هذه الليلة واضرب كل بكر في ارض مصر من الناس والبهائم. واصنع احكاما بكل آلهة المصريين. انا الرب. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها. فأرى الدم واعبر عنكم. فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر. ويكون لكم هذا اليوم تذكارا فتعيّدونه عيدا للرب. في اجيالكم تعيّدونه فريضة ابدية سبعة ايام تأكلون فطيرا. اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم. فان كل من اكل خميرا من اليوم الاول الى اليوم السابع تقطع تلك النفس من اسرائيل. ويكون لكم في اليوم الاول محفل مقدس وفي اليوم السابع محفل مقدس. لا يعمل فيهما عمل ما الا ما تاكله كل نفس فذلك وحده يعمل منكم. وتحفظون الفطير لاني في هذا اليوم عينه اخرجت اجنادكم من ارض مصر. فتحفظون هذا اليوم في اجيالكم فريضة ابدية. في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء تاكلون فطيرا الى اليوم الحادي والعشرين من الشهر مساء. سبعة ايام لا يوجد خمير في بيوتكم. فان كل من اكل مختمرا تقطع تلك النفس من جماعة اسرائيل الغريب مع مولود الارض. لا تأكلوا شيئا مختمرا في جميع مساكنكم تأكلون فطيرا فدعا موسى جميع شيوخ اسرائيل وقال لهم اسحبوا وخذوا لكم غنما بحسب عشائركم واذبحوا الفصح. وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسّوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست. وانتم لا يخرج احد منكم من باب بيته حتى الصباح. فان الرب يجتاز ليضرب المصريين. فحين يرى الدم على العتبة العليا والقائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب. فتحفظون هذا الامر فريضة لك ولاولادك الى الابد. ويكون حين تدخلون الارض التي يعطيكم الرب كما تكلم انكم تحفظون هذه الخدمة. ويكون حين يقول لكم اولادكم ما هذه الخدمة لكم انكم تقولون هي ذبيحة فصح للرب الذي عبر عن بيوت بني اسرائيل في مصر لما ضرب المصريين وخلّص بيوتنا. فخرّ الشعب وسجدوا. ومضى بنو اسرائيل وفعلوا كما امر الرب موسى وهرون. هكذا فعلوا فحدث في نصف الليل ان الرب ضرب كل بكر في ارض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه الى بكر الاسير الذي في السجن وكل بكر بهيمة. فقام فرعون ليلا هو وكل عبيده وجميع المصريين. وكان صراخ عظيم في مصر. لانه لم يكن بيت ليس فيه ميت. فدعا موسى وهرون ليلا وقال قوموا اخرجوا من بين شعبي انتما وبنو اسرائيل جميعا. واذهبوا اعبدوا الرب كما تكلمتم. خذوا غنمكم ايضا وبقركم كما تكلمتم واذهبوا. وباركوني ايضا. والحّ المصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلا من الارض. لانهم قالوا جميعنا اموات فحمل الشعب عجينهم قبل ان يختمر ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على اكتافهم. وفعل بنو اسرائيل بحسب قول موسى. طلبوا من المصريين امتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا. واعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى اعاروهم. فسلبوا المصريين فارتحل بنو اسرائيل من رعمسيس الى سكوت نحو ست مئة الف ماش من الرجال عدا الاولاد. وصعد معهم لفيف كثير ايضا مع غنم وبقر مواش وافرة جدا. وخبزوا العجين الذي اخرجوه من مصر خبز ملة فطيرا اذ كان لم يختمر. لانهم طردوا من مصر ولم يقدروا ان يتأخروا. فلم يصنعوا لانفسهم زادا واما اقامة بني اسرائيل التي اقاموها في مصر فكانت اربع مئة وثلاثين سنة. وكان عند نهاية اربع مئة وثلاثين سنة في ذلك اليوم عينه ان جميع اجناد الرب خرجت من ارض مصر. هي ليلة تحفظ للرب لاخراجه اياهم من ارض مصر. هذه الليلة هي للرب. تحفظ من جميع بني اسرائيل في اجيالهم وقال الرب لموسى وهرون هذه فريضة الفصح. كل ابن غريب لا يأكل منه. ولكن كل عبد رجل مبتاع بفضة تختنه ثم يأكل منه. النزيل والاجير لا ياكلان منه. في بيت واحد يؤكل. لا تخرج من اللحم من البيت الى خارج. وعظما لا تكسروا منه. كل جماعة اسرائيل يصنعونه. واذا نزل عندك نزيل وصنع فصحا للرب فليختن منه كل ذكر ثم يتقدم ليصنعه. فيكون كمولود الارض. واما كل اغلف فلا ياكل منه. تكون شريعة واحدة لمولود الارض وللنزيل النازل بينكم. ففعل جميع بني اسرائيل كما امر الرب موسى وهرون. هكذا فعلوا وكان في ذلك اليوم عينه ان الرب اخرج بني اسرائيل من ارض مصر بحسب اجنادهم وكلم الرب موسى قائلا. قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني اسرائيل من الناس ومن البهائم. انه لي. وقال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية. فانه بيد قوية اخرجكم الرب من هنا. ولا يؤكل خمير. اليوم انتم خارجون في شهر ابيب. ويكون متى ادخلك الرب ارض الكنعانيين والحثّيين والاموريين والحوّيين واليبوسيين التي حلف لآبائك ان يعطيك ارضا تفيض لبنا وعسلا انك تصنع هذه الخدمة في هذا الشهر. سبعة ايام تأكل فطيرا وفي اليوم السابع عيد للرب. فطيرا يؤكل السبعة الايام ولا يرى عندك مختمر ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك وتخبر ابنك في ذلك اليوم قائلا من اجل ما صنع اليّ الرب حين اخرجني من مصر. ويكون لك علامة على يدك وتذكارا بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمك. لانه بيد قوية اخرجك الرب من مصر. فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنة الى سنة ويكون متى ادخلك الرب ارض الكنعانيين كما حلف لك ولآبائك واعطاك اياها انك تقدم للرب كل فاتح رحم وكل بكر من نتاج البهائم التي تكون لك. الذكور للرب. ولكن كل بكر حمار تفديه بشاة. وان لم تفده فتكسر عنقه. وكل بكر انسان من اولادك تفديه ويكون متى سألك ابنك غدا قائلا ما هذا تقول له بيد قوية اخرجنا الرب من مصر من بيت العبودية. وكان لما تقسى فرعون عن اطلاقنا ان الرب قتل كل بكر في ارض مصر من بكر الناس الى بكر البهائم. لذلك انا اذبح للرب الذكور من كل فاتح رحم وافدي كل بكر من اولادي. فيكون علامة على يدك وعصابة بين عينيك. لانه بيد قوية اخرجنا الرب من مصر وكان لما اطلق فرعون الشعب ان الله لم يهدهم في طريق ارض الفلسطينيين مع انها قريبة. لان الله قال لئلا يندم الشعب اذا رأوا حربا ويرجعوا الى مصر. فادار الله الشعب في طريق برية بحر سوف. وصعد بنو اسرائيل متجهزين من ارض مصر. واخذ موسى عظام يوسف معه. لانه كان قد استحلف بني اسرائيل بحلف قائلا ان الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا معكم وارتحلوا من سكوت ونزلوا في إيثام في طرف البرية. وكان الرب يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلا في عمود نار ليضيء لهم. لكي يمشوا نهارا وليلا. لم يبرح عمود السحاب نهارا وعمود النار ليلا من امام الشعب وكلم الرب موسى قائلا. كلم بني اسرائيل ان يرجعوا وينزلوا امام فم الحيروث بين مجدل والبحر امام بعل صفون. مقابله تنزلون عند البحر. فيقول فرعون عن بني اسرائيل هم مرتبكون في الارض. قد استغلق عليهم القفر. واشدّد قلب فرعون حتى يسعى وراءهم. فاتمجد بفرعون وبجميع جيشه. ويعرف المصريون اني انا الرب. ففعلوا هكذا فلما أخبر ملك مصر ان الشعب قد هرب تغيّر قلب فرعون وعبيده على الشعب. فقالوا ماذا فعلنا حتى اطلقنا اسرائيل من خدمتنا. فشدّ مركبته واخذ قومه معه. واخذ ست مئة مركبة منتخبة وسائر مركبات مصر وجنودا مركبيّة على جميعها. وشدّد الرب قلب فرعون ملك مصر حتى سعى وراء بني اسرائيل وبنو اسرائيل خارجون بيد رفيعة. فسعى المصريون وراءهم وادركوهم. جميع خيل مركبات فرعون وفرسانه وجيشه وهم نازلون عند البحر عند فم الحيروث امام بعل صفون فلما اقترب فرعون رفع بنو اسرائيل عيونهم واذ المصريون راحلون وراءهم. ففزعوا جدا وصرخ بنو اسرائيل الى الرب. وقالوا لموسى هل لانه ليست قبور في مصر اخذتنا لنموت في البرية. ماذا صنعت بنا حتى اخرجتنا من مصر. أليس هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين كف عنا فنخدم المصريين. لانه خير لنا ان نخدم المصريين من ان نموت في البرية. فقال موسى للشعب لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم. فانه كما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم ايضا الى الابد. الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون فقال الرب لموسى مالك تصرخ اليّ. قل لبني اسرائيل ان يرحلوا. وارفع انت عصاك ومدّ يدك على البحر وشقّه. فيدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على اليابسة. وها انا اشدد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم. فاتمجد بفرعون وكل جيشه بمركباته وفرسانه. فيعرف المصريون اني انا الرب حين اتمجد بفرعون ومركباته وفرسانه. فانتقل ملاك الله السائر امام عسكر اسرائيل وسار وراءهم. وانتقل عمود السحاب من امامهم ووقف وراءهم. فدخل بين عسكر المصريين وعسكر اسرائيل وصار السحاب والظلام واضاء الليل. فلم يقترب هذا الى ذاك كل الليل ومدّ موسى يده على البحر. فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل وجعل البحر يابسة وانشقّ الماء. فدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم. وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم. جميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه الى وسط البحر. وكان في هزيع الصبح ان الرب اشرف على عسكر المصريين في عمود النار والسحاب وأزعج عسكر المصريين. وخلع بكر مركباتهم حتى ساقوها بثقلة. فقال المصريون نهرب من اسرائيل. لان الرب يقاتل المصريين عنهم فقال الرب لموسى مدّ يدك على البحر ليرجع الماء على المصريين على مركباتهم وفرسانهم. فمدّ موسى يده على البحر فرجع البحر عند اقبال الصبح الى حاله الدائمة والمصريون هاربون الى لقائه. فدفع الرب المصريين في وسط البحر. فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل ورائهم في البحر. لم يبق منهم ولا واحد. واما بنو اسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم فخلّص الرب في ذلك اليوم اسرائيل من يد المصريين. ونظر اسرائيل المصريين امواتا على شاطئ البحر. ورأى اسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين. فخاف الشعب الرب وآمنوا بالرب وبعبده موسى حينئذ رنم موسى وبنو اسرائيل هذه التسبيحة للرب وقالوا. ارنم للرب فانه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر. الرب قوّتي ونشيدي. وقد صار خلاصي. هذا الهي فامجّده. اله ابي فارفعه. الرب رجل الحرب. الرب اسمه. مركبات فرعون وجيشه القاهما في البحر. فغرق افضل جنوده المركبيّة في بحر سوف. تغطيهم اللجج. قد هبطوا في الاعماق كحجر. يمينك يا رب معتزّة بالقدرة. يمينك يا رب تحطم العدو. وبكثرة عظمتك تهدم مقاوميك. ترسل سخطك فياكلهم كالقش. وبريح انفك تراكمت المياه. انتصبت المجاري كرابية. تجمّدت اللجج في قلب البحر. قال العدو اتبع ادرك اقسم غنيمة. تمتلئ منهم نفسي. اجردّ سيفي. تفنيهم يدي. نفخت بريحك فغطاهم البحر. غاصوا كالرصاص في مياه غامرة. من مثلك بين الآلهة يا رب. من مثلك معتزّا في القداسة. مخوفا بالتسابيح. صانعا عجائب. تمد يمينك فتبتلعهم الارض. ترشد برأفتك الشعب الذي فديته تهديه بقوتك الى مسكن قدسك. يسمع الشعوب فيرتعدون. تاخذ الرعدة سكان فلسطين. حينئذ يندهش امراء ادوم. اقوياء موآب تأخذهم الرجفة. يذوب جميع سكان كنعان. تقع عليهم الهيبة والرّعب. بعظمة ذراعك يصمتون كالحجر. حتى يعبر شعبك يا رب. حتى يعبر الشعب الذي اقتنيته. تجيء بهم وتغرسهم في جبل ميراثك المكان الذي صنعته يا رب لسكنك. المقدس الذي هيّأته يداك يا رب. الرب يملك الى الدهر والابد. فان خيل فرعون دخلت بمركباته وفرسانه الى البحر. وردّ الرب عليهم ماء البحر. واما بنو اسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر فاخذت مريم النبية اخت هرون الدف بيدها. وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص. واجابتهم مريم رنموا للرب فانه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر ثم ارتحل موسى باسرائيل من بحر سوف وخرجوا الى برية شور. فساروا ثلاثة ايام في البرية ولم يجدوا ماء. فجاءوا الى مارّة. ولم يقدروا ان يشربوا ماء من مارّة لانه مرّ. لذلك دعي اسمها مارّة. فتذمر الشعب على موسى قائلين ماذا نشرب. فصرخ الى الرب. فاراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا. هناك وضع له فريضة وحكما وهناك امتحنه. فقال ان كنت تسمع لصوت الرب الهك وتصنع الحق في عينيه وتصغي الى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا اضع عليك. فاني انا الرب شافيك ثم جاءوا الى ايليم وهناك اثنتا عشرة عين ماء وسبعون نخلة. فنزلوا هناك عند الماء ثم ارتحلوا من ايليم واتى كل جماعة بني اسرائيل الى برية سين التي بين ايليم وسيناء في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني بعد خروجهم من ارض مصر. فتذمر كل جماعة بني اسرائيل على موسى وهرون في البرية. وقال لهما بنو اسرائيل ليتنا متنا بيد الرب في ارض مصر اذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزا للشبع. فانكما اخرجتمانا الى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع فقال الرب لموسى ها انا امطر لكم خبزا من السماء. فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها. لكي امتحنهم أيسلكون في ناموسي ام لا. ويكون في اليوم السادس انهم يهيئون ما يجيئون به فيكون ضعف ما يلتقطونه يوما فيوما. فقال موسى وهرون لجميع بني اسرائيل في المساء تعلمون ان الرب اخرجكم من ارض مصر. وفي الصباح ترون مجد الرب لاستماعه تذمّركم على الرب. واما نحن فماذا حتى تتذمروا علينا. وقال موسى. ذلك بان الرب يعطيكم في المساء لحما لتاكلوا وفي الصباح خبزا لتشبعوا لاستماع الرب تذمّركم الذي تتذمرون عليه. واما نحن فماذا. ليس علينا تذمّركم بل على الرب. وقال موسى لهرون قل لكل جماعة بني اسرائيل اقتربوا الى امام الرب لانه قد سمع تذمّركم. فحدث اذ كان هرون يكلم كل جماعة بني اسرائيل انهم التفتوا نحو البرية. واذا مجد الرب قد ظهر في السحاب. فكلم الرب موسى قائلا. سمعت تذمر بني اسرائيل. كلمهم قائلا في العشية تاكلون لحما وفي الصباح تشبعون خبزا. وتعلمون اني انا الرب الهكم فكان في المساء ان السلوى صعدت وغطت المحلّة. وفي الصباح كان سقيط الندى حوالي المحلّة. ولما ارتفع سقيط الندى اذا على وجه البرية شيء دقيق مثل قشور. دقيق كالجليد على الارض. فلما رأى بنو اسرائيل قالوا بعضهم لبعض من هو. لانهم لم يعرفوا ما هو. فقال لهم موسى هو الخبز الذي اعطاكم الرب لتاكلوا. هذا هو الشيء الذي امر به الرب التقطوا منه كل واحد على حسب اكله عمرا للراس على عدد نفوسكم تاخذون كل واحد للذين في خيمته ففعل بنو اسرائيل هكذا والتقطوا بين مكثّر ومقلّل. ولما كالوا بالعمر لم يفضل المكثر والمقلل لم ينقص. كانوا قد التقطوا كل واحد على حسب اكله. وقال لهم موسى لا يبقي احد منه الى الصباح. لكنهم لم يسمعوا لموسى بل ابقى منه اناس الى الصباح. فتولّد فيه دود وانتن. فسخط عليهم موسى. وكانوا يلتقطونه صباحا فصباحا كل واحد على حسب اكله. واذا حميت الشمس كان يذوب ثم كان في اليوم السادس انهم التقطوا خبزا مضاعفا عمرين للواحد. فجاء كل رؤساء الجماعة واخبروا موسى. فقال لهم هذا ما قال الرب غدا عطلة سبت مقدس للرب. اخبزوا ما تخبزون واطبخوا ما تطبخون. وكل ما فضل ضعوه عندكم ليحفظ الى الغد. فوضعوه الى الغد كما امر موسى. فلم ينتن ولا صار فيه دود. فقال موسى كلوه اليوم لان للرب اليوم سبتا. اليوم لا تجدونه في الحقل. ستة ايام تلتقطونه. واما اليوم السابع ففيه سبت. لا يوجد فيه وحدث في اليوم السابع ان بعض الشعب خرجوا ليلتقطوا فلم يجدوا. فقال الرب لموسى الى متى تأبون ان تحفظوا وصاياي وشرائعي. انظروا. ان الرب اعطاكم السبت لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين. اجلسوا كل واحد في مكانه. لا يخرج احد من مكانه في اليوم السابع. فاستراح الشعب في اليوم السابع. ودعا بيت اسرائيل اسمه منّا. وهو كبزر الكزبرة ابيض وطعمه كرقاق بعسل وقال موسى هذا هو الشيء الذي امر به الرب. ملء العمر منه يكون للحفظ في اجيالكم. لكي يروا الخبز الذي اطعمتكم في البرية حين اخرجتكم من ارض مصر. وقال موسى لهرون خذ قسطا واحدا واجعل فيه ملء العمر منّا وضعه امام الرب للحفظ في اجيالكم. كما امر الرب موسى وضعه هرون امام الشهادة للحفظ. واكل بنو اسرائيل المنّ اربعين سنة حتى جاءوا الى ارض عامرة. اكلوا المنّ حتى جاءوا الى طرف ارض كنعان. واما العمر فهو عشر الإيفة ثم ارتحل كل جماعة بني اسرائيل من برية سين بحسب مراحلهم على موجب امر الرب ونزلوا في رفيديم. ولم يكن ماء ليشرب الشعب. فخاصم الشعب موسى وقالوا اعطونا ماء لنشرب. فقال لهم موسى لماذا تخاصمونني. لماذا تجربون الرب. وعطش هناك الشعب الى الماء. وتذمّر الشعب على موسى وقالوا لماذا اصعدتنا من مصر لتميتنا واولادنا ومواشينا بالعطش. فصرخ موسى الى الرب قائلا ماذا افعل بهذا الشعب. بعد قليل يرجمونني. فقال الرب لموسى مرّ قدّام الشعب وخذ معك من شيوخ اسرائيل. وعصاك التي ضربت بها النهر خذها في يدك واذهب. ها انا اقف امامك هناك على الصخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب. ففعل موسى هكذا امام عيون شيوخ اسرائيل. ودعا اسم الموضع مسّة ومريبة من اجل مخاصمة بني اسرائيل ومن اجل تجربتهم للرب قائلين أفي وسطنا الرب ام لا وأتى عماليق وحارب اسرائيل في رفيديم. فقال موسى ليشوع انتخب لنا رجالا واخرج حارب عماليق. وغدا اقف انا على راس التلّة وعصا الله في يدي. ففعل يشوع كما قال له موسى ليحارب عماليق. واما موسى وهرون وحور فصعدوا على راس التلّة. وكان اذا رفع موسى يده ان اسرائيل يغلب واذا خفض يده ان عماليق يغلب. فلما صارت يدا موسى ثقيلتين اخذا حجرا ووضعاه تحته فجلس عليه. ودعم هرون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتتين الى غروب الشمس. فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف فقال الرب لموسى اكتب هذا تذكارا في الكتاب وضعه في مسامع يشوع. فاني سوف امحو ذكر عماليق من تحت السماء. فبنى موسى مذبحا ودعا اسمه يهوه نسّي. وقال ان اليد على كرسي الرب. للرب حرب مع عماليق من دور الى دور فسمع يثرون كاهن مديان حمو موسى كل ما صنع الله الى موسى والى اسرائيل شعبه. ان الرب اخرج اسرائيل من مصر. فأخذ يثرون حمو موسى صفّورة امرأة موسى بعد صرفها وابنيها اللذين اسم احدهما جرشوم لانه قال كنت نزيلا في ارض غريبة واسم الآخر أليعازر لانه قال اله ابي كان عوني وانقذني من سيف فرعون. وأتى يثرون حمو موسى وابناه وامرأته الى موسى الى البرية حيث كان نازلا عند جبل الله. فقال لموسى انا حموك يثرون آت اليك وامرأتك وابناها معها. فخرج موسى لاستقبال حميه وسجد وقبّله. وسأل كل واحد صاحبه عن سلامته. ثم دخلا الى الخيمة فقصّ موسى على حميه كل ما صنع الرب بفرعون والمصريين من اجل اسرائيل وكل المشقة التي اصابتهم في الطريق فخلصهم الرب. ففرح يثرون بجميع الخير الذي صنعه الى اسرائيل الرب الذي انقذه من ايدي المصريين. وقال يثرون مبارك الرب الذي انقذكم من ايدي المصريين ومن يد فرعون. الذي انقذ الشعب من تحت ايدي المصريين. الآن علمت ان الرب اعظم من جميع الآلهة لانه في الشيء الذي بغوا به كان عليهم. فأخذ يثرون حمو موسى محرقة وذبائح لله. وجاء هرون وجميع شيوخ اسرائيل ليأكلوا طعاما مع حمي موسى امام الله وحدث في الغد ان موسى جلس ليقضي للشعب. فوقف الشعب عند موسى من الصباح الى المساء. فلما رأى حمو موسى كل ما هو صانع للشعب قال ما هذا الامر الذي انت صانع للشعب. ما بالك جالسا وحدك وجميع الشعب واقف عندك من الصباح الى المساء. فقال موسى لحميه ان الشعب يأتي اليّ ليسأل الله. اذا كان لهم دعوى ياتون اليّ فاقضي بين الرجل وصاحبه واعرّفهم فرائض الله وشرائعه فقال حمو موسى له ليس جيدا الامر الذي انت صانع. انك تكلّ انت وهذا الشعب الذي معك جميعا. لان الامر اعظم منك. لا تستطيع ان تصنعه وحدك. الآن اسمع لصوتي فانصحك. فليكن الله معك. كن انت للشعب امام الله. وقدم انت الدعاوي الى الله. وعلّمهم الفرائض والشرائع وعرّفهم الطريق الذي يسلكونه والعمل الذي يعملونه. وانت تنظر من جميع الشعب ذوي قدرة خائفين الله امناء مبغضين الرشوة وتقيمهم عليهم رؤساء الوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات فيقضون للشعب كل حين. ويكون ان كل الدعاوي الكبيرة يجيئون بها اليك وكل الدعاوي الصغيرة يقضون هم فيها. وخفف عن نفسك فهم يحملون معك. ان فعلت هذا الامر واوصاك الله تستطيع القيام. وكل هذا الشعب ايضا يأتي الى مكانه بالسلام فسمع موسى لصوت حميه وفعل كل ما قال. واختار موسى ذوي قدرة من جميع اسرائيل وجعلهم رؤوسا على الشعب رؤساء الوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات. فكانوا يقضون للشعب كل حين. الدعاوي العسرة يجيئون بها الى موسى وكل الدعاوي الصغيرة يقضون هم فيها. ثم صرف موسى حماه فمضى الى ارضه في الشهر الثالث بعد خروج بني اسرائيل من ارض مصر في ذلك اليوم جاءوا الى برية سيناء. ارتحلوا من رفيديم وجاءوا الى برية سيناء فنزلوا في البرية. هناك نزل اسرائيل مقابل الجبل واما موسى فصعد الى الله. فناداه الرب من الجبل قائلا هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني اسرائيل. انتم رأيتم ما صنعت بالمصريين. وانا حملتكم على اجنحة النسور وجئت بكم اليّ. فالآن ان سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب. فان لي كل الارض. وانتم تكونون لي مملكة كهنة وامة مقدسة. هذه هي الكلمات التي تكلّم بها بني اسرائيل فجاء موسى ودعا شيوخ الشعب ووضع قدامهم كل هذه الكلمات التي اوصاه بها الرب. فاجاب جميع الشعب معا وقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل. فرد موسى كلام الشعب الى الرب. فقال الرب لموسى ها انا آت اليك في ظلام السحاب لكي يسمع الشعب حينما اتكلم معك فيؤمنوا بك ايضا الى الابد. واخبر موسى الرب بكلام الشعب. فقال الرب لموسى اذهب الى الشعب وقدسهم اليوم وغدا. وليغسلوا ثيابهم. ويكونوا مستعدين لليوم الثالث. لانه في اليوم الثالث ينزل الرب امام عيون جميع الشعب على جبل سيناء. وتقيم للشعب حدودا من كل ناحية قائلا احترزوا من ان تصعدوا الى الجبل او تمسوا طرفه. كل من يمسّ الجبل يقتل قتلا. لا تمسه يد بل يرجم رجما او يرمى رميا. بهيمة كان ام انسانا لا يعيش. اما عند صوت البوق فهم يصعدون الى الجبل فانحدر موسى من الجبل الى الشعب وقدّس الشعب وغسلوا ثيابهم. وقال للشعب كونوا مستعدين لليوم الثالث. لا تقربوا امرأة. وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح انه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدا. فارتعد كل الشعب الذي في المحلّة. واخرج موسى الشعب من المحلّة لملاقاة الله. فوقفوا في اسفل الجبل. وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل ان الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جدا. فكان صوت البوق يزداد اشتدادا جدا وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت ونزل الرب على جبل سيناء الى راس الجبل. ودعا الله موسى الى راس الجبل. فصعد موسى. فقال الرب لموسى انحدر حذّر الشعب لئلا يقتحموا الى الرب لينظروا فيسقط منهم كثيرون. وليتقدس ايضا الكهنة الذين يقتربون الى الرب لئلا يبطش بهم الرب. فقال موسى للرب لا يقدر الشعب ان يصعد الى جبل سيناء. لانك انت حذرتنا قائلا أقم حدودا للجبل وقدسه. فقال له الرب اذهب انحدر ثم اصعد انت وهرون معك. واما الكهنة والشعب فلا يقتحموا ليصعدوا الى الرب لئلا يبطش بهم. فانحدر موسى الى الشعب وقال لهم ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات قائلا. انا الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة اخرى امامي. لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مّما في السماء من فوق وما في الارض من تحت وما في الماء من تحت الارض. لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ. لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الابناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ. واصنع احسانا الى الوف من محبيّ وحافظي وصاياي. لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا. اذكر يوم السبت لتقدسه. ستة ايام تعمل وتصنع جميع عملك. واما اليوم السابع ففيه سبت للرب الهك. لا تصنع عملا ما انت وابنك وابنتك وعبدك وامتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل ابوابك. لان في ستة ايام صنع الرب السماء والارض والبحر وكل ما فيها. واستراح في اليوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدّسه. اكرم اباك وامك لكي تطول ايامك على الارض التي يعطيك الرب الهك. لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد على قريبك شهادة زور. لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا امته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك وكان جميع الشعب يرون الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخّن. ولما رأى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد. وقالوا لموسى تكلم انت معنا فنسمع. ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت. فقال موسى للشعب لا تخافوا. لان الله انما جاء لكي يمتحنكم ولكي تكون مخافته امام وجوهكم حتى لا تخطئوا. فوقف الشعب من بعيد واما موسى فاقترب الى الضباب حيث كان الله فقال الرب لموسى هكذا تقول لبني اسرائيل. انتم رأيتم انني من السماء تكلمت معكم. لا تصنعوا معي آلهة فضة ولا تصنعوا لكم آلهة ذهب. مذبحا من تراب تصنع لي وتذبح عليه محرقاتك وذبائح سلامتك غنمك وبقرك. في كل الاماكن التي فيها اصنع لاسمي ذكرا آتي اليك واباركك. وان صنعت لي مذبحا من حجارة فلا تبنه منها منحوتة. اذا رفعت عليها ازميلك تدنّسها. ولا تصعد بدرج الى مذبحي لكيلا تنكشف عورتك عليه خروج 11: 1-20: 26
سيرة يوسف الصدّيق
سيرة يوسف ابن (يعقوب) إسرائيل الذي استخدمه الله بتخليص ذويه ومصر من المجاعة
سكن يعقوب في ارض غربة ابيه في ارض كنعان. هذه مواليد يعقوب. يوسف اذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي ابيه. واتى يوسف بنميمتهم الرديئة الى ابيهم. واما اسرائيل فاحب يوسف اكثر من سائر بنيه لانه ابن شيخوخته. فصنع له قميصا ملوّنا. فلما رأى اخوته ان اباهم احبه اكثر من جميع اخوته ابغضوه ولم يستطيعوا ان يكلموه بسلام
وحلم يوسف حلما واخبر اخوته. فازدادوا ايضا بغضا له. فقال لهم اسمعوا هذا الحلم الذي حلمت. فها نحن حازمون حزما في الحقل. واذا حزمتي قامت وانتصبت فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي. فقال له اخوته ألعلك تملك علينا ملكا ام تتسلط علينا تسلّطا. وازدادوا ايضا بغضا له من اجل احلامه ومن اجل كلامه. ثم حلم ايضا حلما آخر وقصّه على اخوته. فقال اني قد حلمت حلما ايضا واذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبا ساجدة لي. وقصّه على ابيه وعلى اخوته. فانتهره ابوه وقال له ما هذا الحلم الذي حلمت. هل نأتي انا وامك واخوتك لنسجد لك الى الارض. فحسده اخوته. واما ابوه فحفظ الامر
ومضى اخوته ليرعوا غنم ابيهم عند شكيم. فقال اسرائيل ليوسف أليس اخوتك يرعون عند شكيم. تعال فارسلك اليهم. فقال له هانذا. فقال له اذهب انظر سلامة اخوتك وسلامة الغنم وردّ لي خبرا. فارسله من وطاء حبرون فاتى الى شكيم. فوجده رجل واذا هو ضال في الحقل. فساله الرجل قائلا ماذا تطلب. فقال انا طالب اخوتي. اخبرني اين يرعون. فقال الرجل قد ارتحلوا من هنا. لاني سمعتهم يقولون لنذهب الى دوثان. فذهب يوسف وراء اخوته فوجدهم في دوثان
فلما ابصروه من بعيد قبلما اقترب اليهم احتالوا له ليميتوه. فقال بعضهم لبعض هوذا هذا صاحب الاحلام قادم. فالآن هلم نقتله ونطرحه في احدى الآبار ونقول وحش رديء اكله. فنرى ماذا تكون احلامه. فسمع رأوبين وانقذه من ايديهم. وقال لا نقتله. وقال لهم رأوبين لا تسفكوا دما. اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا اليه يدا. لكي ينقذه من ايديهم ليرده الى ابيه. فكان لما جاء يوسف الى اخوته انهم خلعوا عن يوسف قميصه القميص الملوّن الذي عليه. واخذوه وطرحوه في البئر. واما البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء
ثم جلسوا ليأكلوا طعاما. فرفعوا عيونهم ونظروا واذا قافلة اسمعيليين مقبلة من جلعاد وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانا ولاذنا ذاهبين لينزلوا بها الى مصر. فقال يهوذا لاخوته ما الفائدة ان نقتل اخانا ونخفي دمه. تعالوا فنبيعه للاسمعيليين ولا تكن ايدينا عليه لانه اخونا ولحمنا. فسمع له اخوته. واجتاز رجال مديانيون تجار. فسحبوا يوسف واصعدوه من البئر وباعوا يوسف للاسمعيليين بعشرين من الفضة. فأتوا بيوسف الى مصر. ورجع رأوبين الى البئر واذا يوسف ليس في البئر. فمزّق ثيابه. ثم رجع الى اخوته وقال الولد ليس موجودا. وانا الى اين اذهب
فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم. وارسلوا القميص الملّون واحضروه الى ابيهم. وقالوا وجدنا هذا. حقق أقميص ابنك هو ام لا. فتحققه وقال قميص ابني. وحش رديء اكله. افترس يوسف افتراسا. فمزّق يعقوب ثيابه ووضع مسحا على حقويه وناح على ابنه اياما كثيرة. فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه. فابى ان يتعزى وقال اني انزل الى ابني نائحا الى الهاوية. وبكى عليه ابوه
واما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون رئيس الشّرط
تكوين 37: 1-36
واما يوسف فانزل الى مصر واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط رجل مصري من يد
الاسمعيليين الذين انزلوه الى هناك. وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا. وكان في بيت سيده المصري
ورأى سيده ان الرب معه وان كل ما يصنع كان الرب ينحجه بيده. فوجد يوسف نعمة في عينيه وخدمه. فوكله على بيته ودفع الى يده كل ما كان له. وكان من حين وكله على بيته وعلى كل ما كان له ان الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف. وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل. فترك كل ما كان له في يد يوسف. ولم يكن معه يعرف شيئا الا الخبز الذي يأكل. وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر
وحدث بعد هذه الامور ان امرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي. فأبى وقال لامرأة سيده هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ما له قد دفعه الى يدي. ليس هو في هذا البيت اعظم مني. ولم يمسك عني شيئا غيرك لانك امرأته. فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله. وكان اذ كلّمت يوسف يوما فيوما انه لم يسمع لها ان يضطجع بجانبها ليكون معها
ثم حدث نحو هذا الوقت انه دخل البيت ليعمل عمله ولم يكن انسان من اهل البيت هناك في البيت. فامسكته بثوبه قائلة اضطجع معي. فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج الى خارج. وكان لما رأت انه ترك ثوبه في يدها وهرب الى خارج انها نادت اهل بيتها وكلمتهم قائلة انظروا. قد جاء الينا برجل عبراني ليداعبنا. دخل اليّ ليضطجع معي فصرخت بصوت عظيم. وكان لما سمع اني رفعت صوتي وصرخت انه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج الى خارج
فوضعت ثوبه بجانبها حتى جاء سيده الى بيته. فكلمته بمثل هذا الكلام قائلة دخل اليّ العبد العبراني الذي جئت به الينا ليداعبني. وكان لما رفعت صوتي وصرخت انه ترك ثوبه بجانبي وهرب الى خارج
فكان لما سمع سيده كلام امرأته الذي كلمته به قائلة بحسب هذا الكلام صنع بي عبدك ان غضبه حمي. فأخذ يوسف سيده ووضعه في بيت السجن المكان الذي كان اسرى الملك محبوسين فيه. وكان هناك في بيت السجن
ولكن الرب كان مع يوسف وبسط اليه لطفا وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن. فدفع رئيس بيت السجن الى يد يوسف جميع الاسرى الذين في بيت السجن. وكل ما كانوا يعملون هناك كان هو العامل. ولم يكن رئيس بيت السجن ينظر شيئا البتة مّما في يده. لان الرب كان معه ومهما صنع كان الرب ينجحه
وحدث بعد هذه الامور ان ساقي ملك مصر والخباز اذنبا الى سيدهما ملك مصر. فسخط فرعون على خصيّيه رئيس السقاة ورئيس الخبازين. فوضعهما في حبس بيت رئيس الشرط في بيت السجن المكان الذي كان يوسف محبوسا فيه. فاقام رئيس الشرط يوسف عندهما فخدمهما. وكانا اياما في الحبس
وحلما كلاهما حلما في ليلة واحدة كل واحد حلمه كل واحد بحسب تعبير حلمه. ساقي ملك مصر وخبازه المحبوسان في بيت السجن. فدخل يوسف اليهما في الصباح ونظرهما واذا هما مغتمّان. فسأل خصيّي فرعون اللذين معه في حبس بيت سيده قائلا لماذا وجهاكما مكمّدان اليوم. فقالا له حلمنا حلما وليس من يعبره. فقال لهما يوسف أليست لله التعابير. قصا عليّ
فقصّ رئيس السقاة حلمه على يوسف وقال له كنت في حلمي واذا كرمة امامي. وفي الكرمة ثلاثة قضبان. وهي اذ أفرخت طلع زهرها وانضجت عناقيدها عنبا. وكانت كاس فرعون في يدي. فاخذت العنب وعصرته في كاس فرعون واعطيت الكاس في يد فرعون. فقال له يوسف هذا تعبيره. الثلاثة القضبان هي ثلاثة ايام. في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك ويردك الى مقامك. فتعطي كاس فرعون في يده كالعادة الاولى حين كنت ساقيه. وانما اذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خير تصنع اليّ احسانا وتذكرني لفرعون وتخرجني من هذا البيت. لاني قد سرقت من ارض العبرانيين. وهنا ايضا لم افعل شيئا حتى وضعوني في السجن
فلما رأى رئيس الخبازين انه عبّر جيدا قال ليوسف كنت انا ايضا في حلمي واذا ثلاثة سلال حوّارى على راسي. وفي السل الاعلى من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز. والطيور تاكله من السل عن راسي. فاجاب يوسف وقال هذا تعبيره. الثلاثة السلال هي ثلاثة ايام. في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك عنك ويعلقك على خشبة وتأكل الطيور لحمك عنك
فحدث في اليوم الثالث يوم ميلاد فرعون انه صنع وليمة لجميع عبيده ورفع راس رئيس السقاة وراس رئيس الخبازين بين عبيده. ورد رئيس السقاة الى سقيه. فأعطى الكاس في يد فرعون. واما رئيس الخبازين فعلقه كما عبّر لهما يوسف. ولكن لم يذكر رئيس السقاة يوسف بل نسيه
وحدث من بعد سنتين من الزمان ان فرعون رأى حلما. واذا هو واقف عند النهر. وهوذا سبع بقرات طالعة من النهر حسنة المنظر وسمينة اللحم. فارتعت في روضة. ثم هوذا سبع بقرات اخرى طالعة وراءها من النهر قبيحة المنظر ورقيقة اللحم. فوقفت بجانب البقرات الاولى على شاطئ النهر. فاكلت البقرات القبيحة المنظر والرقيقة اللحم البقرات السبع الحسنة المنظر والسمينة. واستيقظ فرعون
ثم نام فحلم ثانية. وهوذا سبع سنابل طالعة في ساق واحد سمينة وحسنة. ثم هوذا سبع سنابل رقيقة وملفوحة بالريح الشرقية نابتة وراءها. فابتلعت السنابل الرقيقة السنابل السبع السمينة الممتلئة. واستيقظ فرعون واذا هو حلم. وكان في الصباح ان نفسه انزعجت. فارسل ودعا جميع سحرة مصر وجميع حكمائها وقصّ عليهم فرعون حلمه. فلم يكن من يعبّره لفرعون
ثم كلم رئيس السقاة فرعون قائلا انا اتذكر اليوم خطاياي. فرعون سخط على عبديه فجعلني في حبس بيت رئيس الشرّط انا ورئيس الخبازين. فحلمنا حلما في ليلة واحدة انا وهو. حلمنا كل واحد بحسب تعبير حلمه. وكان هناك معنا غلام عبراني عبد لرئيس الشرط فقصصنا عليه. فعبّر لنا حلمينا. عبّر لكل واحد بحسب حلمه. وكما عبّر لنا هكذا حدث. ردّني انا الى مقامي واما هو فعلّقه
فارسل فرعون ودعا يوسف. فاسرعوا به من السجن. فحلق وابدل ثيابه ودخل على فرعون. فقال فرعون ليوسف حلمت حلما وليس من يعبّره. وانا سمعت عنك قولا انك تسمع احلاما لتعبّرها. فاجاب يوسف فرعون قائلا ليس لي. الله يجيب بسلامة فرعون
فقال فرعون ليوسف اني كنت في حلمي واقفا على شاطئ النهر. وهوذا سبع بقرات طالعة من النهر سمينة اللحم وحسنة الصورة. فارتعت في روضة. ثم هوذا سبع بقرات اخرى طالعة وراءها مهزولة وقبيحة الصورة جدا ورقيقة اللحم. لم انظر في كل ارض مصر مثلها في القباحة. فأكلت البقرات الرقيقة والقبيحة البقرات السبع الاولى السمينة. فدخلت اجوافها ولم يعلم انها دخلت في اجوافها. فكان منظرها قبيحا كما في الاول. واستيقظت. ثم رأيت في حلمي وهوذا سبع سنابل طالعة في ساق واحد ممتلئة وحسنة. ثم هوذا سبع سنابل يابسة رقيقة ملفوحة بالريح الشرقية نابتة وراءها. فابتلعت السنابل الرقيقة السنابل السبع الحسنة. فقلت للسحرة ولم يكن من يخبرني
فقال يوسف لفرعون حلم فرعون واحد. قد اخبر الله فرعون بما هو صانع. البقرات السبع الحسنة هي سبع سنين. والسنابل السبع الحسنة هي سبع سنين. هو حلم واحد. والبقرات السبع الرقيقة القبيحة التي طلعت وراءها هي سبع سنين. والسنابل السبع الفارغة الملفوحة بالريح الشرقية تكون سبع سنين جوعا. هو الامر الذي كلمت به فرعون. قد اظهر الله لفرعون ما هو صانع. هوذا سبع سنين قادمة شبعا عظيما في كل ارض مصر. ثم تقوم بعدها سبع سنين جوعا. فينسى كل الشبع في ارض مصر ويتلف الجوع الارض. ولا يعرف الشبع في الارض من اجل ذلك الجوع بعده. لانه يكون شديدا جدا. واما عن تكرار الحلم على فرعون مرّتين فلأن الامر مقرّر من قبل الله والله مسرع ليصنعه
فالآن لينظر فرعون رجلا بصيرا وحكيما ويجعله على ارض مصر. يفعل فرعون فيوكّل نظّارا على الارض وياخذ خمس غلّة ارض مصر في سبع سني الشبع. فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيّدة القادمة ويخزنون قمحا تحت يد فرعون طعاما في المدن ويحفظونه. فيكون الطعام ذخيرة للارض لسبع سني الجوع التي تكون في ارض مصر. فلا تنقرض الارض بالجوع
فحسن الكلام في عيني فرعون وفي عيون جميع عبيده. فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله. ثم قال فرعون ليوسف بعدما اعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك. انت تكون على بيتي وعلى فمك يقبّل جميع شعبي. الا ان الكرسي اكون فيه اعظم منك. ثم قال فرعون ليوسف انظر. قد جعلتك على كل ارض مصر. وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف. والبسه ثياب بوص ووضع طوق ذهب في عنقه. واركبه في مركبته الثانية ونادوا امامه اركعوا. وجعله على كل ارض مصر. وقال فرعون ليوسف انا فرعون. فبدونك لا يرفع انسان يده ولا رجله في كل ارض مصر
ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح. واعطاه أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون زوجة. فخرج يوسف على ارض مصر. وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام فرعون ملك مصر. فخرج يوسف من لدن فرعون واجتاز في كل ارض مصر
واثمرت الارض في سبع سني الشبع بحزم. فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في ارض مصر وجعل طعاما في المدن. طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها. وخزن يوسف قمحا كرمل البحر كثيرا جدا حتى ترك العدد اذ لم يكن له عدد
وولد ليوسف ابنان قبل ان تأتي سنة الجوع. ولدتهما له اسنات بنت فوطي فارع كاهن أون. ودعا يوسف اسم البكر منسّى قائلا لان الله انساني كل تعبي وكل بيت ابي. ودعا اسم الثاني افرايم قائلا لان الله جعلني مثمرا في ارض مذلّتي
ثم كملت سبع سني الشبع الذي كان في ارض مصر. وابتدأت سبع سني الجوع تأتي كما قال يوسف. فكان جوع في جميع البلدان. واما جميع ارض مصر فكان فيها خبز. ولما جاعت جميع ارض مصر وصرخ الشعب الى فرعون لاجل الخبز قال فرعون لكل المصريين اذهبوا الى يوسف. والذي يقول لكم افعلوا. وكان الجوع على كل وجه الارض. وفتح يوسف جميع ما فيه طعام وباع للمصريين. واشتّد الجوع في ارض مصر. وجاءت كل الارض الى مصر الى يوسف لتشتري قمحا. لان الجوع كان شديدا في كل الارض
فلما رأى يعقوب انه يوجد قمح في مصر قال يعقوب لبنيه لماذا تنظرون بعضكم الى بعض. وقال اني قد سمعت انه يوجد قمح في مصر. انزلوا الى هناك واشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت. فنزل عشرة من اخوة يوسف ليشتروا قمحا من مصر. واما بنيامين اخو يوسف فلم يرسله يعقوب مع اخوته. لانه قال لعلّه تصيبه اذيّة
فاتى بنو اسرائيل ليشتروا بين الذين اتوا. لان الجوع كان في ارض كنعان. وكان يوسف هو المسلّط على الارض وهو البائع لكل شعب الارض. فأتى اخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم الى الارض. ولما نظر يوسف اخوته عرفهم. فتنكّر لهم وتكلم معهم بجفاء وقال لهم من اين جئتم. فقالوا من ارض كنعان لنشتري طعاما. وعرف يوسف اخوته. واما هم فلم يعرفوه
فتذكر يوسف الاحلام التي حلم عنهم وقال لهم جواسيس انتم. لتروا عورة الارض جئتم. فقالوا له لا يا سيدي. بل عبيدك جاءوا ليشتروا طعاما. نحن جميعنا بنو رجل واحد. نحن أمناء. ليس عبيدك جواسيس. فقال لهم كلا بل لتروا عورة الارض جئتم. فقالوا عبيدك اثنا عشر اخا. نحن بنو رجل واحد في ارض كنعان. وهوذا الصغير عند ابينا اليوم والواحد مفقود. فقال لهم يوسف ذلك ما كلمتكم به قائلا جواسيس انتم. بهذا تمتحنون. وحياة فرعون لا تخرجون من هنا الا بمجيء اخيكم الصغير الى هنا. ارسلوا منكم واحدا ليجيء باخيكم وانتم تحبسون. فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق. وإلا فوحياة فرعون انكم لجواسيس. فجمعهم الى حبس ثلاثة ايام
ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث افعلوا هذا واحيوا. انا خائف الله. ان كنتم أمناء فليحبس اخ واحد منكم في بيت حبسكم وانطلقوا انتم وخذوا قمحا لمجاعة بيوتكم. واحضروا اخاكم الصغير اليّ. فيتحقّق كلامكم ولا تموتوا. ففعلوا هكذا. وقالوا بعضهم لبعض حقّا اننا مذنبون الى اخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع. لذلك جاءت علينا هذه الضيقة. فاجابهم رأوبين قائلا ألم اكلمكم قائلا لا تأثموا بالولد وانتم لم تسمعوا. فهوذا دمه يطلب. وهم لم يعلموا ان يوسف فاهم. لان الترجمان كان بينهم. فتحول عنهم وبكى. ثم رجع اليهم وكلمهم. واخذ منهم شمعون وقيّده امام عيونهم
ثم امر يوسف ان تملأ اوعيتهم قمحا وتردّ فضة كل واحد الى عدله وان يعطوا زادا للطريق. ففعل لهم هكذا. فحملوا قمحهم على حميرهم ومضوا من هناك. فلما فتح احدهم عدله ليعطي عليقا لحماره في المنزل رأى فضته واذا هي في فم عدله. فقال لاخوته ردّت فضتي وها هي في عدلي. فطارت قلوبهم وارتعدوا بعضهم في بعض قائلين ما هذا الذي صنعه الله بنا
فجاءوا الى يعقوب ابيهم الى ارض كنعان واخبروه بكل ما اصابهم قائلين. تكلم معنا الرجل سيد الارض بجفاء وحسبنا جواسيس الارض. فقلنا له نحن أمناء. لسنا جواسيس. نحن اثنا عشر اخا بنو ابينا. الواحد مفقود والصغير اليوم عند ابينا في ارض كنعان. فقال لنا الرجل سيد الارض بهذا اعرف انكم أمناء. دعوا اخا واحدا منكم عندي وخذوا لمجاعة بيوتكم وانطلقوا. واحضروا اخاكم الصغير اليّ. فاعرف انكم لستم جواسيس بل انكم أمناء. فاعطيكم اخاكم وتتجرون في الارض. واذ كانوا يفرغون عدالهم اذا صرّة فضة كل واحد في عدله. فلما رأوا صرر فضتهم هم وابوهم خافوا
فقال لهم يعقوب اعدمتموني الاولاد. يوسف مفقود وشمعون مفقود وبنيامين تأخذونه. صار كل هذا عليّ. وكلّم رأوبين اباه قائلا اقتل ابنيّ ان لم اجيء به اليك. سلّمه بيدي وانا ارده اليك. فقال لا ينزل ابني معكم. لان اخاه قد مات وهو وحده باق. فان اصابته اذيّة في الطريق التي تذهبون فيها تنزلون شيبتي بحزن الى الهاوية
وكان الجوع شديدا في الارض. وحدث لما فرغوا من اكل القمح الذي جاءوا به من مصر ان اباهم قال لهم ارجعوا اشتروا لنا قليلا من الطعام. فكلمه يهوذا قائلا ان الرجل قد اشهد علينا قائلا لا ترون وجهي بدون ان يكون اخوكم معكم. ان كنت ترسل اخانا معنا ننزل ونشتري لك طعاما. ولكن ان كنت لا ترسله لا ننزل. لان الرجل قال لنا لا ترون وجهي بدون ان يكون اخوكم معكم
فقال اسرائيل لماذا اسأتم اليّ حتى اخبرتم الرجل ان لكم اخا ايضا. فقالوا ان الرجل قد سأل عنا وعن عشيرتنا قائلا هل ابوكم حيّ بعد. هل لكم اخ. فاخبرناه بحسب هذا الكلام. هل كنا نعلم انه يقول انزلوا باخيكم
وقال يهوذا لاسرائيل ابيه ارسل الغلام معي لنقوم ونذهب ونحيا ولا نموت نحن وانت واولادنا جميعا. انا اضمنه. من يدي تطلبه. ان لم اجئ به اليك واوقفه قدامك أصر مذنبا اليك كل الايام. لاننا لو لم نتوان لكنا قد رجعنا الآن مرتين
فقال لهم اسرائيل ابوهم ان كان هكذا فافعوا هذا. خذوا من افخر جنى الارض في اوعيتكم وأنزلوا للرجل هدية. قليلا من البلسان وقليلا من العسل وكثيراء ولاذنا وفستقا ولوزا. وخذوا فضة اخرى في اياديكم. والفضة المردودة في افواه عدالكم ردوها في اياديكم. لعله كان سهوا. وخذوا اخاكم وقوموا ارجعوا الى الرجل. والله القدير يعطيكم رحمة امام الرجل حتى يطلق لكم اخاكم الآخر وبنيامين. وانا اذا عدمت الاولاد عدمتهم
فاخذ الرجال هذه الهدية واخذوا ضعف الفضة في اياديهم وبنيامين وقاموا ونزلوا الى مصر ووقفوا امام يوسف. فلما رأى يوسف بنيامين معهم قال للذي على بيته أدخل الرجال الى البيت واذبح ذبيحة وهيئ. لان الرجال ياكلون معي عند الظهر. ففعل الرجل كما قال يوسف. وادخل الرجل الرجال الى بيت يوسف
فخاف الرجال اذ أدخلوا الى بيت يوسف. وقالوا لسبب الفضة التي رجعت اولا في عدالنا نحن قد ادخلنا ليهجم علينا ويقع بنا ويأخذنا عبيدا وحميرنا. فتقدموا الى الرجل الذي على بيت يوسف وكلموه في باب البيت. وقالوا استمع يا سيدي. اننا قد نزلنا اولا لنشتري طعاما. وكان لما أتينا الى المنزل اننا فتحنا عدالنا واذا فضة كل واحد في فم عدله فضتنا بوزنها. فقد رددناها في ايادينا. وانزلنا فضة اخرى في ايادينا لنشتري طعاما. لا نعلم من وضع فضتنا في عدالنا
فقال سلام لكم. لا تخافوا. الهكم واله ابيكم اعطاكم كنزا في عدالكم. فضتكم وصلت اليّ. ثم اخرج اليهم شمعون. وادخل الرجل الرجال الى بيت يوسف واعطاهم ماء ليغسلوا ارجلهم واعطى عليقا لحميرهم. وهيّأوا الهدية الى ان يجيء يوسف عند الظهر لانهم سمعوا انهم هناك ياكلون طعاما
فلما جاء يوسف الى البيت احضروا اليه الهدية التي في اياديهم الى البيت وسجدوا له الى الارض. فسأل عن سلامتهم وقال أسالم ابوكم الشيخ الذي قلتم عنه. أحيّ هو بعد. فقالوا عبدك ابونا سالم. هو حيّ بعد. وخروا وسجدوا
فرفع عينيه ونظر بنيامين اخاه ابن امه وقال أهذا اخوكم الصغير الذي قلتم لي عنه. ثم قال الله ينعم عليك يا ابني. واستعجل يوسف لان احشاءه حنّت الى اخيه وطلب مكانا ليبكي. فدخل المخدع وبكى هناك
ثم غسل وجهه وخرج وتجلد. وقال قدموا طعاما. فقدموا له وحده ولهم وحدهم وللمصريين الآكلين عنده وحدهم. لان المصريين لا يقدرون ان يأكلوا طعاما مع العبرانيين لانه رجس عند المصريين. فجلسوا قدامه البكر بحسب بكوريته والصغير بحسب صغره. فبهت الرجال بعضهم الى بعض. ورفع حصصا من قدامه اليهم. فكانت حصة بنيامين اكثر من حصص جميعهم خمسة اضعاف. وشربوا ورووا معه
ثم امر الذي على بيته قائلا املأ عدال الرجال طعاما حسب ما يطيقون حمله وضع فضة كل واحد في فم عدله. وطاسي طاس الفضة تضع في فم عدل الصغير وثمن قمحه. ففعل بحسب كلام يوسف الذي تكلّم به. فلما اضاء الصبح انصرف الرجال هم وحميرهم. ولما كانوا قد خرجوا من المدينة ولم يبتعدوا قال يوسف للذي على بيته قم اسع وراء الرجال ومتى ادركتهم فقل لهم لماذا جازيتم شرا عوضا عن خير. أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه. وهو يتفاءل به. اسأتم في ما صنعتم
فادركهم وقال لهم هذا الكلام. فقالوا له لماذا يتكلم سيدي مثل هذا الكلام. حاشا لعبيدك ان يفعلوا مثل هذا الامر. هوذا الفضة التي وجدنا في افواه عدالنا رددناها اليك من ارض كنعان. فكيف نسرق من بيت سيدك فضة او ذهبا. الذي يوجد معه من عبيدك يموت. ونحن ايضا نكون عبيدا لسيدي. فقال نعم الآن بحسب كلامكم هكذا يكون. الذي يوجد معه يكون لي عبدا. واما انتم فتكونون ابرياء. فاستعجلوا وانزلوا كل واحد عدله الى الارض وفتحوا كل واحد عدله. ففتش مبتدأ من الكبير حتى انتهى الى الصغير. فوجد الطاس في عدل بنيامين. فمزقوا ثيابهم وحمّل كل واحد على حماره ورجعوا الى المدينة
فدخل يهوذا واخوته الى بيت يوسف وهو بعد هناك. ووقعوا امامه على الارض. فقال لهم يوسف ما هذا الفعل الذي فعلتم ألم تعلموا ان رجلا مثلي يتفاءل. فقال يهوذا ماذا نقول لسيدي. ماذا نتكلم وبماذا نتبرر. الله قد وجد اثم عبيدك. ها نحن عبيد لسيدي نحن والذي وجد الطاس في يده جميعا. فقال حاشا لي ان افعل هذا. الرجل الذي وجد الطاس في يده هو يكون لي عبدا. واما انتم فاصعدوا بسلام الى ابيكم
ثم تقدم اليه يهوذا وقال استمع يا سيدي. ليتكلم عبدك كلمة في أذني سيدي. ولا يحم غضبك على عبدك. لانك مثل فرعون. سيدي سأل عبيده قائلا هل لكم اب او اخ. فقلنا لسيدي لنا اب شيخ وابن شيخوخة صغير مات اخوه وبقي هو وحده لامه وابوه يحبه. فقلت لعبيدك انزلوا به اليّ فاجعل نظري عليه. فقلنا لسيدي لا يقدر الغلام ان يترك اباه. وان ترك اباه يموت. فقلت لعبيدك ان لم ينزل اخوكم الصغير معكم لا تعودوا تنظرون وجهي. فكان لما صعدنا الى عبدك ابي اننا اخبرناه بكلام سيدي. ثم قال ابونا ارجعوا اشتروا لنا قليلا من الطعام. فقلنا لا نقدر ان ننزل. وانما اذا كان اخونا الصغير معنا ننزل. لاننا لا نقدر ان ننظر وجه الرجل واخونا الصغير ليس معنا. فقال لنا عبدك ابي انتم تعلمون ان امرأتي ولدت لي اثنين. فخرج الواحد من عندي وقلت انما هو قد افترس افتراسا. ولم انظره الى الآن. فاذا اخذتم هذا ايضا من امام وجهي واصابته اذيّة تنزلون شيبتي بشر الى الهاوية. فالآن متى جئت الى عبدك ابي والغلام ليس معنا ونفسه مرتبطة بنفسه يكون متى رأى ان الغلام مفقود انه يموت. فينزل عبيدك شيبة عبدك ابينا بحزن الى الهاوية. لان عبدك ضمن الغلام لابي قائلا ان لم اجئ به اليك أصر مذنبا الى ابي كل الايام. فالآن ليمكث عبدك عوضا عن الغلام عبدا لسيدي ويصعد الغلام مع اخوته. لاني كيف اصعد الى ابي والغلام ليس معي. لئلا انظر الشر الذي يصيب ابي
فلم يستطع يوسف ان يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ أخرجوا كل انسان عني. فلم يقف احد عنده حين عرّف يوسف اخوته بنفسه. فاطلق صوته بالبكاء. فسمع المصريون وسمع بيت فرعون. وقال يوسف لاخوته انا يوسف. أحيّ ابي بعد. فلم يستطع اخوته ان يجيبوه لانهم ارتاعوا منه
فقال يوسف لاخوته تقدموا اليّ. فتقدموا. فقال انا يوسف اخوكم الذي بعتموه الى مصر. والآن لا تتأسّفوا ولا تغتاظوا لانكم بعتموني الى هنا. لانه لاستبقاء حياة ارسلني الله قدّامكم. لان للجوع في الارض الآن سنتين. وخمس سنين ايضا لا تكون فيها فلاحة ولا حصاد. فقد ارسلني الله قدامكم ليجعل لكم بقية في الارض وليستبقي لكم نجاة عظيمة. فالآن ليس انتم ارسلتموني الى هنا بل الله. وهو قد جعلني ابا لفرعون وسيّدا لكل بيته ومتسلطا على كل ارض مصر. اسرعوا واصعدوا الى ابي وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف. قد جعلني الله سيدا لكل مصر. انزل اليّ. لا تقف. فتسكن في ارض جاسان وتكون قريبا مني انت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وكل مالك. واعولك هناك لانه يكون ايضا خمس سنين جوعا. لئلا تفتقر انت وبيتك وكل مالك. وهوذا عيونكم ترى وعينا اخي بنيامين ان فمي هو الذي يكلمكم. وتخبرون ابي بكل مجدي في مصر وبكل ما رأيتم وتستعجلون وتنزلون بابي الى هنا
ثم وقع على عنق بنيامين اخيه وبكى. وبكى بنيامين على عنقه. وقبّل جميع اخوته وبكى عليهم. وبعد ذلك تكلم اخوته معه
وسمع الخبر في بيت فرعون وقيل جاء اخوة يوسف. فحسن في عيني فرعون وفي عيون عبيده. فقال فرعون ليوسف قل لاخوتك افعلوا هذا. حمّلوا دوابكم وانطلقوا اذهبوا الى ارض كنعان. وخذوا اباكم وبيوتكم وتعالوا اليّ. فاعطيكم خيرات ارض مصر وتاكلوا دسم الارض. فانت قد أمرت. افعلوا هذا. خذوا لكم من ارض مصر عجلات لاولادكم ونسائكم واحملوا اباكم وتعالوا. ولا تحزن عيونكم على اثاثكم. لان خيرات جميع ارض مصر لكم
ففعل بنو اسرائيل هكذا. واعطاهم يوسف عجلات بحسب امر فرعون. واعطاهم زادا للطريق. واعطى كل واحد منهم حلل ثياب. واما بنيامين فاعطاه ثلاث مئة من الفضة وخمس حلل ثياب. وارسل لابيه هكذا. عشرة حمير حاملة من خيرات مصر وعشر أتن حاملة حنطة وخبزا وطعاما لابيه لاجل الطريق. ثم صرف اخوته فانطلقوا وقال لهم لا تتغاضبوا في الطريق
فصعدوا من مصر وجاءوا الى ارض كنعان الى يعقوب ابيهم. واخبروه قائلين يوسف حيّ بعد. وهو متسلط على كل ارض مصر. فجمد قلبه لانه لم يصدقهم. ثم كلموه بكل كلام يوسف الذي كلمهم به. وابصر العجلات التي ارسلها يوسف لتحمله. فعاشت روح يعقوب ابيهم. فقال اسرائيل كفى. يوسف ابني حيّ بعد. أذهب واراه قبل ان اموت
فارتحل اسرائيل وكل ما كان له وأتى الى بئر سبع. وذبح ذبائح لاله ابيه اسحق. فكلم الله اسرائيل في رؤى الليل وقال يعقوب يعقوب. فقال هانذا. فقال انا الله اله ابيك. لا تخف من النزول الى مصر. لاني اجعلك امة عظيمة هناك. انا انزل معك الى مصر وانا اصعدك ايضا. ويضع يوسف يده على عينيك
فقام يعقوب من بئر سبع. وحمل بنو اسرائيل يعقوب اباهم واولادهم ونساءهم في العجلات التي ارسل فرعون لحمله. واخذوا مواشيهم ومقتناهم الذي اقتنوا في ارض كنعان وجاءوا الى مصر. يعقوب وكل نسله معه. بنوه وبنو بنيه معه وبناته وبنات بنيه وكل نسله جاء بهم معه الى مصر
وهذه اسماء بني اسرائيل الذين جاءوا الى مصر. يعقوب وبنوه. بكر يعقوب رأوبين. وبنو رأوبين حنوك وفلّو وحصرون وكرمي. وبنو شمعون يموئيل ويامين وأوهد وياكين وصوحر وشأول ابن الكنعانية. وبنو لاوي جرشون وقهات ومراري. وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح. واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان. وكان ابنا فارص حصرون وحامول. وبنو يساكر تولاع وفوّة ويوب وشمرون. وبنو زبولون سارد وإيلون وياحلئيل. هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدّان ارام مع دينة ابنته. جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون
وبنو جاد صفيون وحجي وشوني واصبون وعيري وارودي وأرئيلي. وبنو اشير يمنة ويشوة ويشوي وبريعة وسارح هي اختهم. وابنا بريعة حابر وملكيئيل. هؤلاء بنو زلفة التي اعطاها لابان لليئة ابنته. فولدت هؤلاء ليعقوب ست عشرة نفسا
ابنا راحيل امرأة يعقوب يوسف وبنيامين. وولد ليوسف في ارض مصر منسّى وافرايم اللذان ولدتهما له اسنات بنت فوطي فارع كاهن أون. وبنو بنيامين بالع وباكر وأشبيل وجيرا ونعمان وإيحي وروش ومفّيم وحفّيم وأرد. هؤلاء بنو راحيل الذين ولدوا ليعقوب. جميع النفوس اربع عشرة
وابن دان حوشيم. وبنو نفتالي ياحصئيل وجوني ويصر وشلّيم. هؤلاء بنو بلهة التي اعطاها لابان لراحيل ابنته. فولدت هؤلاء ليعقوب جميع الانفس سبع
جميع النفوس ليعقوب التي اتت الى مصر الخارجة من صلبه ما عدا نساء بني يعقوب جميع النفوس ست وستون نفسا. وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت الى مصر سبعون
فارسل يهوذا امامه الى يوسف ليري الطريق امامه الى جاسان. ثم جاءوا الى ارض جاسان. فشدّ يوسف مركبته وصعد لاستقبال اسرائيل ابيه الى جاسان. ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى على عنقه زمانا. فقال اسرائيل ليوسف اموت الآن بعدما رأيت وجهك انك حيّ بعد
ثم قال يوسف لاخوته ولبيت ابيه أصعد وأخبر فرعون واقول له اخوتي وبيت ابي الذين في ارض كنعان جاءوا اليّ. والرجال رعاة غنم. فانهم كانوا اهل مواش وقد جاءوا بغنمهم وبقرهم وكل ما لهم. فيكون اذا دعاكم فرعون وقال ما صناعتكم ان تقولوا عبيدك اهل مواش منذ صبانا الى الآن نحن وآباؤنا جميعا. لكي تسكنوا في ارض جاسان. لان كل راعي غنم رجس للمصريين
فاتى يوسف واخبر فرعون وقال ابي واخوتي وغنمهم وبقرهم وكل ما لهم جاءوا من ارض كنعان. وهوذا هم في ارض جاسان. واخذ من جملة اخوته خمسة رجال واوقفهم امام فرعون. فقال فرعون لاخوته ما صناعتكم. فقالوا لفرعون عبيدك رعاة غنم نحن وآباؤنا جميعا. وقالوا لفرعون جئنا لنتغرب في الارض. اذ ليس لغنم عبيدك مرعى. لان الجوع شديد في ارض كنعان. فالآن ليسكن عبيدك في ارض جاسان
فكلم فرعون يوسف قائلا ابوك واخوتك جاءوا اليك. ارض مصر قدامك. في افضل الارض اسكن اباك واخوتك. ليسكنوا في ارض جاسان. وان علمت انه يوجد بينهم ذوو قدرة فاجعلهم رؤساء مواش على التي لي
ثم ادخل يوسف يعقوب اباه واوقفه امام فرعون. وبارك يعقوب فرعون. فقال فرعون ليعقوب كم هي ايام سني حياتك. فقال يعقوب لفرعون ايام سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة وردية كانت ايام سني حياتي ولم تبلغ الى ايام سني حياة آبائي في ايام غربتهم. وبارك يعقوب فرعون وخرج من لدن فرعون
فاسكن يوسف اباه واخوته واعطاهم ملكا في ارض مصر في افضل الارض في ارض رعمسيس كما امر فرعون. وعال يوسف اباه واخوته وكل بيت ابيه بطعام على حسب الاولاد
ولم يكن خبز في كل الارض. لان الجوع كان شديدا جدا. فخوّرت ارض مصر وارض كنعان من اجل الجوع. فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في ارض مصر وفي ارض كنعان بالقمح الذي اشتروا. وجاء يوسف بالفضة الى بيت فرعون. فلما فرغت الفضة من ارض مصر ومن ارض كنعان أتى جميع المصريين الى يوسف قائلين أعطنا خبزا. فلماذا نموت قدامك. لان ليس فضة ايضا. فقال يوسف هاتوا مواشيكم فاعطيكم بمواشيكم ان لم يكن فضة ايضا. فجاءوا بمواشيهم الى يوسف. فاعطاهم يوسف خبزا بالخيل وبمواشي الغنم والبقر وبالحمير. فقاتهم بالخبز تلك السنة بدل جميع مواشيهم
ولما تمت تلك السنة اتوا اليه في السنة الثانية وقالوا له لا نخفي عن سيدي انه اذ قد فرغت الفضة ومواشي البهائم عند سيدي لم يبق قدام سيدي الا اجسادنا وارضنا. لماذا نموت امام عينيك نحن وارضنا جميعا. اشترنا وارضنا بالخبز فنصير نحن وارضنا عبيدا لفرعون. واعط بذارا لنحيا ولا نموت ولا تصير ارضنا قفرا
فاشترى يوسف كل ارض مصر لفرعون. اذ باع المصريون كل واحد حقله. لان الجوع اشتد عليهم. فصارت الارض لفرعون. واما الشعب فنقلهم الى المدن من اقصى حد مصر الى اقصاه. الا ان ارض الكهنة لم يشترها. اذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون. فاكلوا فريضتهم التي اعطاهم فرعون. لذلك لم يبيعوا ارضهم
فقال يوسف للشعب اني قد اشتريتكم اليوم وارضكم لفرعون. هوذا لكم بذار فتزرعون الارض. ويكون عند الغلّة انكم تعطون خمسا لفرعون. والاربعة الاجزاء تكون لكم بذارا للحقل وطعاما لكم ولمن في بيوتكم وطعاما لاولادكم. فقالوا احييتنا. ليتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيدا لفرعون. فجعلها يوسف فرضا على ارض مصر الى هذا اليوم لفرعون الخمس. الا ان ارض الكهنة وحدهم لم تصر لفرعون
وسكن اسرائيل في ارض مصر في ارض جاسان. وتملكوا فيها واثمروا وكثروا جدا. وعاش يعقوب في ارض مصر سبع عشرة سنة. فكانت ايام يعقوب سنو حياته مئة وسبعا واربعين سنة. ولما قربت ايام اسرائيل ان يموت دعا ابنه يوسف وقال له ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي واصنع معي معروفا وامانة. لا تدفني في مصر. بل أضطجع مع آبائي. فتحملني من مصر وتدفنني في مقبرتهم. فقال انا افعل بحسب قولك. فقال احلف لي. فحلف له. فسجد اسرائيل على راس السرير
وحدث بعد هذه الامور انه قيل ليوسف هوذا ابوك مريض. فأخذ معه ابنيه منسّى وافرايم. فاخبر يعقوب وقيل له هوذا ابنك يوسف قادم اليك. فتشدد اسرائيل وجلس على السرير
وقال يعقوب ليوسف الله القادر على كل شيء ظهر لي في لوز في ارض كنعان وباركني. وقال لي ها انا اجعلك مثمرا واكثرك واجعلك جمهورا من الامم واعطي نسلك هذه الارض من بعدك ملكا ابديا. والآن ابناك المولودان لك في ارض مصر قبلما أتيت اليك الى مصر هما لي. افرايم ومنسّى كرأوبين وشمعون يكونان لي. واما اولادك الذين تلد بعدهما فيكونون لك. على اسم اخويهم يسمون في نصيبهم. وانا حين جئت من فدّان ماتت عندي راحيل في ارض كنعان في الطريق اذ بقيت مسافة من الارض حتى آتي الى افراتة. فدفنتها هناك في طريق افراتة التي هي بيت لحم
ورأى اسرائيل ابني يوسف فقال من هذان. فقال يوسف لابيه هما ابناي اللذان اعطاني الله ههنا. فقال قدمهما اليّ لاباركهما. واما عينا اسرائيل فكانتا قد ثقلتا من الشيخوخة لا يقدر ان يبصر. فقربهما اليه فقبّلهما واحتضنهما. وقال اسرائيل ليوسف لم اكن اظن اني ارى وجهك وهوذا الله قد اراني نسلك ايضا. ثم اخرجهما يوسف من بين ركبتيه وسجد امام وجهه الى الارض
واخذ يوسف الاثنين افرايم بيمينه عن يسار اسرائيل ومنسّى بيساره عن يمين اسرائيل وقربهما اليه. فمدّ اسرائيل يمينه ووضعها على راس افرايم وهو الصغير ويساره على راس منسّى. وضع يديه بفطنة فان منسّى كان البكر. وبارك يوسف وقال الله الذي سار امامه ابواي ابراهيم واسحق. الله الذي رعاني منذ وجودي الى هذا اليوم. الملاك الذي خلصني من كل شر يبارك الغلامين. وليدع عليهما اسمي واسم ابوي ابراهيم واسحق. وليكثرا كثيرا في الارض
فلما رأى يوسف ان اباه وضع يده اليمنى على راس افرايم ساء ذلك في عينيه. فامسك بيد ابيه لينقلها عن راس افرايم الى راس منسّى. وقال يوسف لابيه ليس هكذا يا ابي لان هذا هو البكر. ضع يمينك على راسه. فابى ابوه وقال علمت يا ابني علمت. هو ايضا يكون شعبا وهو ايضا يصير كبيرا. ولكن اخاه الصغير يكون اكبر منه ونسله يكون جمهورا من الامم. وباركهما في ذلك اليوم قائلا بك يبارك اسرائيل قائلا يجعلك الله كافرايم وكمنسّى. فقدّم افرايم على منسّى
وقال اسرائيل ليوسف ها انا اموت ولكن الله سيكون معكم ويردكم الى ارض آبائكم. وانا قد وهبت لك سهما واحدا فوق اخوتك اخذته من يد الاموريين بسيفي وقوسي
ودعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في آخر الايام اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب. واصغوا الى اسرائيل ابيكم. رأوبين انت بكري قوتي واول قدرتي فضل الرفعة وفضل العزّ. فائرا كالماء لا تتفضل. لانك صعدت على مضجع ابيك. حينئذ دنسته. على فراشي صعد. شمعون ولاوي أخوان. آلات ظلم سيوفهما. في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي لانهما في غضبهما قتلا انسانا وفي رضاهما عرقبا ثورا. ملعون غضبهما فانه شديد وسخطهما فانه قاس. اقسمهما في يعقوب وافرقهما في اسرائيل. يهوذا اياك يحمد اخوتك. يدك على قفا اعدائك يسجد لك بنو ابيك. يهوذا جرو اسد. من فريسة صعدت يا ابني. جثا وربض كاسد وكلبوة. من ينهضه. لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب. رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن اتانه غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه. مسود العينين من الخمر ومبيض الاسنان من اللبن. زبولون عند ساحل البحر يسكن وهو عند ساحل السفن وجانبه عند صيدون. يساكر حمار جسيم رابض بين الحظائر. فرأى المحلّ انه حسن والارض انها نزهة. فاحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبدا. دان يدين شعبه كاحد اسباط اسرائيل. يكون دان حية على الطريق افعوانا على السبيل يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه الى الوراء. لخلاصك انتظرت يا رب
جاد يزحمه جيش. ولكنه يزحم مؤخره. اشير خبزه سمين وهو يعطي لذّات ملوك. نفتالي ايّلة مسيّبة يعطي اقوالا حسنة. يوسف غصن شجرة مثمرة غصن شجرة مثمرة على عين. اغصان قد ارتفعت فوق حائط. فمرّرته ورمته واضطهدته ارباب السهام. ولكن ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه. من يدي عزيز يعقوب من هناك من الراعي صخر اسرائيل من اله ابيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تاتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت. بركات الثديين والرحم. بركات ابيك فاقت على بركات ابويّ. الى منية الآكام الدهرية تكون على راس يوسف وعلى قمة نذير اخوته. بنيامين ذئب يفترس. في الصباح يأكل غنيمة وعند المساء يقسم نهبا
جميع هؤلاء هم اسباط اسرائيل الاثنا عشر. وهذا ما كلمهم به ابوهم وباركهم. كل واحد بحسب بركته باركهم. واوصاهم وقال لهم انا انضم الى قومي. ادفنوني عند آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي. في المغارة التي في حقل المكفيلة التي امام ممرا في ارض كنعان التي اشتراها ابراهيم مع الحقل من عفرون الحثي ملك قبر. هناك دفنوا ابراهيم وسارة امرأته. هناك دفنوا اسحق ورفقة امرأته. وهناك دفنت ليئة. شراء الحقل والمغارة التي فيه كان من بني حثّ. ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضم رجليه الى السرير واسلم الروح وانضمّ الى قومه
فوقع يوسف على وجه ابيه وبكى عليه وقبّله. وامر يوسف عبيده الاطباء ان يحنطوا اباه. فحنط الاطباء اسرائيل. وكمل له اربعون يوما. لانه هكذا تكمل ايام المحنطين وبكى عليه المصريون سبعين يوما. وبعدما مضت ايام بكائه كلم يوسف بيت فرعون قائلا ان كنت قد وجدت نعمة في عيونكم فتكلموا في مسامع فرعون قائلين. ابي استحلفني قائلا ها انا اموت. في قبري الذي حفرت لنفسي في ارض كنعان هناك تدفنني. فالآن أصعد لادفن ابي وارجع. فقال فرعون اصعد وادفن اباك كما استحلفك
فصعد يوسف ليدفن اباه. وصعد معه جميع عبيد فرعون شيوخ بيته وجميع شيوخ ارض مصر وكل بيت يوسف واخوته وبيت ابيه. غير انهم تركوا اولادهم وغنمهم وبقرهم في ارض جاسان. وصعد معه مركبات وفرسان. فكان الجيش كثيرا جدا. فأتوا الى بيدر أطاد الذي في عبر الاردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا. وصنع لابيه مناحة سبعة ايام. فلما رأى اهل البلاد الكنعانيون المناحة في بيدر أطاد قالوا هذه مناحة ثقيلة للمصريين. لذلك دعي اسمه آبل مصرايم. الذي في عبر الاردن. وفعل له بنوه هكذا كما اوصاهم. حمله بنوه الى ارض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة التي اشتراها ابراهيم مع الحقل ملك قبر من عفرون الحثي امام ممرا
ثم رجع يوسف الى مصر هو واخوته وجميع الذين صعدوا معه لدفن ابيه بعدما دفن اباه. ولما رأى اخوة يوسف ان اباهم قد مات قالوا لعل يوسف يضطهدنا ويرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به. فاوصوا الى يوسف قائلين ابوك اوصى قبل موته قائلا. هكذا تقولون ليوسف آه اصفح عن ذنب اخوتك وخطيتهم فانهم صنعوا بك شرا. فالآن اصفح عن ذنب عبيد اله ابيك. فبكى يوسف حين كلموه. وأتى اخوته ايضا ووقعوا امامه وقالوا ها نحن عبيدك. فقال لهم يوسف لا تخافوا. لانه هل انا مكان الله. انتم قصدتم لي شرا. اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم. ليحيي شعبا كثيرا. فالآن لا تخافوا. انا اعولكم واولادكم. فعزّاهم وطيب قلوبهم
وسكن يوسف في مصرهو وبيت ابيه. وعاش يوسف مئة وعشر سنين. ورأى يوسف لافرايم اولاد الجيل الثالث. واولاد ماكير بن منسّى ايضا ولدوا على ركبتيّ يوسف. وقال يوسف لاخوته انا اموت. ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض الى الارض التي حلف لابراهيم واسحق ويعقوب. واستحلف يوسف بني اسرائيل قائلا الله سيفتقدكم. فتصعدون عظامي من هنا. ثم مات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنين. فحنطوه ووضع في تابوت في مصر
تكوين 39: 1-50: 26
قال ايليا التشبي من مستوطني جلعاد لاخآب حيّ هو الرب اله اسرائيل الذي وقفت امامه انه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين الا عند قولي وكان كلام الرب له قائلا انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الاردن فتشرب من النهر وقد أمرت الغربان ان تعولك هناك. فانطلق وعمل حسب كلام الرب وذهب فاقام عند نهر كريث الذي هو مقابل الاردن. وكانت الغربان تاتي اليه بخبز ولحم صباحا وبخبز ولحم مساء وكان يشرب من النهر. وكان بعد مدة من الزمان ان النهر يبس لانه لم يكن مطر في الارض
وكان له كلام الرب قائلا قم اذهب الى صرفة التي لصيدون واقم هناك. هوذا قد امرت هناك امرأة ارملة ان تعولك. فقام وذهب الى صرفة. وجاء الى باب المدينة واذا بامرأة ارملة هناك تقش عيدانا فناداها وقال هاتي لي قليل ماء في اناء فاشرب. وفيما هي ذاهبة لتأتي به ناداها وقال هاتي لي كسرة خبز في يدك. فقالت حيّ هو الرب الهك انه ليست عندي كعكة ولكن ملء كف من الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الكوز وهانذا اقش عودين لآتي واعمله لي ولابني لناكله ثم نموت. فقال لها ايليا لا تخافي ادخلي واعملي كقولك ولكن اعملي لي منها كعكة صغيرة اولا واخرجي بها اليّ ثم اعملي لك ولابنك اخيرا. لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل ان كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص الى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا على وجه الارض. فذهبت وفعلت حسب قول ايليا واكلت هي وهو وبيتها اياما. كوار الدقيق لم يفرغ وكوز الزيت لم ينقص حسب قول الرب الذي تكلم به عن يد ايليا
وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتدّ مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة. فقالت لايليا ما لي ولك يا رجل الله. هل جئت اليّ لتذكير اثمي واماتة ابني. فقال لها اعطيني ابنك. واخذه من حضنها وصعد به الى العلية التي كان مقيما بها واضجعه على سريره وصرخ الى الرب وقال ايها الرب الهي أايضا الى الارملة التي انا نازل عندها قد اسأت باماتتك ابنها. فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد الى جوفه. فسمع الرب لصوت ايليا فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش. فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت ودفعه لامه. وقال ايليا انظري. ابنك حيّ. فقالت المرأة لايليا هذا الوقت علمت انك رجل الله وان كلام الرب في فمك حق
وبعد ايام كثيرة كان كلام الرب الى ايليا في السنة الثالثة قائلا اذهب وتراءى لاخآب فاعطي مطرا على وجه الارض. فذهب ايليا ليتراءى لاخآب. وكان الجوع شديدا في السامرة فدعا اخآب عوبديا الذي على البيت. وكان عوبديا يخشى الرب جدا. وكان حينما قطعت ايزابل انبياء الرب ان عوبديا اخذ مئة نبي وخبأهم خمسين رجلا في مغارة وعالهم بخبز وماء. وقال اخآب لعوبديا اذهب في الارض الى جميع عيون الماء والى جميع الاودية لعلنا نجد عشبا فنحيي الخيل والبغال ولا نعدم البهائم كلها. فقسما بينهما الارض ليعبرا بها. فذهب اخآب في طريق واحد وحده وذهب عوبديا في طريق آخر وحده. وفيما كان عوبديا في الطريق واذا بايليا قد لقيه. فعرفه وخرّ على وجهه وقال أأنت هو سيدي ايليا. فقال له انا هو. اذهب وقل لسيدك هوذا ايليا. فقال ما هي خطيتي حتى انك تدفع عبدك ليد اخآب ليميتني. حيّ هو الرب الهك انه لا توجد امة ولا مملكة لم يرسل سيدي اليها ليفتش عليك وكانوا يقولون انه لا يوجد وكان يستحلف المملكة والامة انهم لم يجدوك. والآن انت تقول اذهب قل لسيدك هوذا ايليا. ويكون اذا انطلقت من عندك ان روح الرب يحملك الى حيث لا اعلم فاذا أتيت واخبرت اخآب ولم يجدك فانه يقتلني. وانا عبدك اخشى الرب منذ صباي. ألم يخبر سيدي بما فعلت حين قتلت ايزابل انبياء الرب اذ خبأت من انبياء الرب مئة رجل خمسين خمسين رجلا في مغارة وعلتهم بخبز وماء. وانت الآن تقول اذهب قل لسيدك هوذا ايليا. فيقتلني. فقال ايليا حيّ هو رب الجنود الذي انا واقف امامه اني اليوم اتراءى له. فذهب عوبديا للقاء اخآب واخبره فسار اخآب للقاء ايليا
ولما رأى اخآب ايليا قال له اخآب أانت هو مكدر اسرائيل. فقال لم اكدر اسرائيل بل انت وبيت ابيك بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم. فالآن ارسل واجمع اليّ كل اسرائيل الى جبل الكرمل وانبياء البعل اربع المئة والخمسين وانبياء السواري اربع المئة الذين يأكلون على مائدة ايزابل. فارسل اخآب الى جميع بني اسرائيل وجمع الانبياء الى جبل الكرمل. فتقدم ايليا الى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين. ان كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه. فلم يجبه الشعب بكلمة. ثم قال ايليا للشعب انا بقيت نبيا للرب وحدي وانبياء البعل اربع مئة وخمسون رجلا. فليعطونا ثورين فيختاروا لانفسهم ثورا واحدا ويقطعوه ويضعوه على الحطب ولكن لا يضعوا نارا وانا اقرب الثور الآخر واجعله على الحطب ولكن لا اضع نارا. ثم تدعون باسم آلهتكم وانا ادعو باسم الرب. والاله الذي يجيب بنار فهو الله. فاجاب جميع الشعب وقالوا الكلام حسن. فقال ايليا لانبياء البعل اختاروا لانفسكم ثورا واحد وقرّبوا اولا لانكم انتم الاكثر وادعوا باسم آلهتكم ولكن لا تضعوا نارا فاخذوا الثور الذي اعطي لهم وقربوه ودعوا باسم البعل من الصباح الى الظهر قائلين يا بعل اجبنا. فلم يكن صوت ولا مجيب. وكانوا يرقصون حول المذبح الذي عمل. وعند الظهر سخر بهم ايليا وقال ادعوا بصوت عال لانه اله. لعله مستغرق او في خلوة او في سفر او لعله نائم فيتنبّه. فصرخوا بصوت عال وتقطّعوا حسب عادتهم بالسيوف والرماح حتى سال منهم الدم. ولما جاز الظهر وتنبأوا الى حين اصعاد التقدمة ولم يكن صوت ولا مجيب ولا مصغ قال ايليا لجميع الشعب تقدّموا اليّ. فتقدم جميع الشعب اليه. فرمم مذبح الرب المنهدم. ثم اخذ ايليا اثني عشر حجرا بعدد اسباط بني يعقوب الذي كان كلام الرب اليه قائلا اسرائيل يكون اسمك. وبنى الحجارة مذبحا باسم الرب وعمل قناة حول المذبح تسع كيلتين من البزر. ثم رتب الحطب وقطع الثور ووضعه على الحطب وقال املأوا اربع جرات ماء وصبوا على المحرقة وعلى الحطب. ثم قال ثنوا فثنوا وقال ثلثوا فثلثوا. فجرى الماء حول المذبح وامتلأت القناة ايضا ماء. وكان عند اصعاد التقدمة ان ايليا النبي تقدم وقال ايها الرب اله ابراهيم واسحق واسرائيل ليعلم اليوم انك انت الله في اسرائيل واني انا عبدك وبامرك قد فعلت كل هذه الامور. استجبني يا رب استجبني ليعلم هذا الشعب انك انت الرب الاله وانك انت حولت قلوبهم رجوعا. فسقطت نار الرب واكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة. فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا الرب هو الله الرب هو الله. فقال لهم ايليا امسكوا انبياء البعل ولا يفلت منهم رجل. فامسكوهم فنزل بهم ايليا الى نهر قيشون وذبحهم هناك
وقال ايليا لاخآب اصعد كل واشرب لانه حس دوي مطر. فصعد اخآب لياكل ويشرب واما ايليا فصعد الى راس الكرمل وخرّ الى الارض وجعل وجهه بين ركبتيه. وقال لغلامه اصعد تطلع نحو البحر. فصعد وتطلع وقال ليس شيء. فقال ارجع سبع مرات. وفي المرة السابعة قال هوذا غيمة صغيرة قدر كف انسان صاعدة من البحر. فقال اصعد قل لاخآب اشدد وانزل لئلا يمنعك المطر. وكان من هنا الى هنا ان السماء اسودت من الغيم والريح وكان مطر عظيم. فركب اخآب ومضى الى يزرعيل. وكانت يد الرب على ايليا فشدّ حقويه وركض امام اخآب حتى تجيء الى يزرعيل
واخبر اخآب ايزابل بكل ما عمل ايليا وكيف انه قتل جميع الانبياء بالسيف. فارسلت ايزابل رسولا الى ايليا تقول هكذا تفعل الآلهة وهكذا تزيد ان لم اجعل نفسك كنفس واحد منهم في نحو هذا الوقت غدا. فلما رأى ذلك قام ومضى لاجل نفسه وأتى الى بئر سبع التي ليهوذا وترك غلامه هناك. ثم سار في البرية مسيرة يوم حتى أتى وجلس تحت رتمة وطلب الموت لنفسه وقال قد كفى الآن يا رب خذ نفسي لانني لست خيرا من آبائي. واضطجع ونام تحت الرتمة واذا بملاك قد مسّه وقال قم وكل. فتطلع واذا كعكة رضف وكوز ماء عند راسه فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع. ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسّه وقال قم وكل لان المسافة كثيرة عليك. فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة اربعين نهارا واربعين ليلة الى جبل الله حوريب ودخل هناك المغارة وبات فيها
وكان كلام الرب اليه يقول ما لك ههنا يا ايليا. فقال قد غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني اسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف فبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها. فقال اخرج وقف على الجبل امام الرب. واذا بالرب عابر وريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال وكسرت الصخور امام الرب ولم يكن الرب في الريح. وبعد الريح زلزلة ولم يكن الرب في الزلزلة وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب في النار. وبعد النار صوت منخفض خفيف. فلما سمع ايليا لف وجهه بردائه وخرج ووقف في باب المغارة. واذا بصوت اليه يقول ما لك ههنا يا ايليا. فقال غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني اسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف فبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها. فقال له الرب اذهب راجعا في طريقك الى برية دمشق وادخل وامسح حزائيل ملكا على ارام وامسح ياهو بن نمشي ملكا على اسرائيل وامسح اليشع بن شافاط من آبل محولة نبيا عوضا عنك. فالذي ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو والذي ينجو من سيف ياهو يقتله اليشع. وقد ابقيت في اسرائيل سبعة آلاف كل الركب التي لم تجث للبعل وكل فم لم يقبّله
فذهب من هناك ووجد اليشع بن شافاط يحرث واثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثاني عشر فمرّ ايليا به وطرح رداءه عليه. فترك البقر وركض وراء ايليا وقال دعني اقبل ابي وامي واسير وراءك. فقال له اذهب راجعا لاني ماذا فعلت لك. فرجع من ورائه واخذ فدان بقر وذبحهما وسلق اللحم بأدوات البقر واعطى الشعب فأكلوا. ثم قام ومضى وراء ايليا وكان يخدمه
وجمع بنهدد ملك ارام كل جيشه واثنين وثلاثين ملكا معه وخيلا ومركبات وصعد وحاصر السامرة وحاربها. وارسل رسلا الى اخآب ملك اسرائيل الى المدينة وقال له هكذا يقول بنهدد. لي فضتك وذهبك ولي نساؤك وبنوك الحسان. فاجاب ملك اسرائيل وقال حسب قولك يا سيدي الملك انا وجميع مالي لك. فرجع الرسل وقالوا هكذا تكلم بن هدد قائلا اني قد ارسلت اليك قائلا ان فضتك وذهبك ونساءك وبنيك تعطيني اياهم فاني في نحو هذا الوقت غدا ارسل عبيدي اليك فيفتشون بيتك وبيوت عبيدك وكل ما هو شهي في عينيك يضعونه في ايديهم وياخذونه. فدعا ملك اسرائيل جميع شيوخ الارض وقال اعلموا وانظروا ان هذا يطلب الشر لانه ارسل اليّ بطلب نسائي وبنيّ وفضتي وذهبي ولم امنعها عنه. فقال له كل الشيوخ وكل الشعب لا تسمع له ولا تقبل. فقال لرسل بنهدد قولوا لسيدي الملك ان كل ما ارسلت فيه الى عبدك اولا افعله. واما هذا الامر فلا استطيع ان افعله. فرجع الرسل وردّوا عليه الجواب. فارسل اليه بنهدد وقال هكذا تفعل بي الآلهة وهكذا تزيدني ان كان تراب السامرة يكفي قبضات لكل الشعب الذي يتبعني. فاجاب ملك اسرائيل وقال قولوا لا يفتخرنّ من يشد كمن يحل. فلما سمع هذا الكلام وهو يشرب مع الملوك في الخيام قال لعبيده اصطفوا فاصطفوا على المدينة
واذا بنبي تقدم الى اخآب ملك اسرائيل وقال هكذا قال الرب هل رايت كل هذا الجمهور العظيم. هانذا ادفعه ليدك اليوم فتعلم اني انا الرب. فقال اخآب بمن فقال هكذا قال الرب بغلمان رؤساء المقاطعات. فقال من يبتدئ بالحرب. فقال انت. فعدّ غلمان رؤساء المقاطعات فبلغوا مئتين واثنين وثلاثين. وعدّ بعدهم كل الشعب كل بني اسرائيل سبعة آلاف. وخرجوا عند الظهر وبنهدد يشرب ويسكر في الخيام هو والملوك الاثنان والثلاثون الذين ساعدوه. فخرج غلمان رؤساء المقاطعات اولا. وارسل بنهدد فاخبروه قائلين قد خرج رجال من السامرة. فقال ان كانوا قد خرجوا للسلام فامسكوهم احياء وان كانوا قد خرجوا للقتال فامسكوهم احياء. فخرج غلمان رؤساء المقاطعات هؤلاء من المدينة هم والجيش الذي وراءهم. وضرب كل رجل رجله فهرب الاراميون وطاردهم اسرائيل ونجا بنهدد ملك ارام على فرس مع الفرسان. وخرج ملك اسرائيل فضرب الخيل والمركبات وضرب ارام ضربة عظيمة
فتقدم النبي الى ملك اسرائيل وقال له اذهب تشدد واعلم وانظر ما تفعل لانه عند تمام السنة يصعد عليك ملك ارام. واما عبيد ملك ارام فقالوا له ان آلهتهم آلهة جبال لذلك قووا علينا. ولكن اذا حاربناهم في السهل فاننا نقوى عليهم. وافعل هذا الامر. اعزل الملوك كل واحد من مكانه وضع قوادا مكانهم. واحص لنفسك جيشا كالجيش الذي سقط منك فرسا بفرس ومركبة بمركبة فنحاربهم في السهل ونقوى عليهم. فسمع لقولهم وفعل كذلك. وعند تمام السنة عدّ بنهدد الاراميين وصعد الى افيق ليحارب اسرائيل. واحصي بنو اسرائيل وتزوّدوا وساروا للقائهم فنزل بنو اسرائيل مقابلهم نظير قطيعين صغيرين من المعزى. واما الاراميون فملأوا الارض
فتقدم رجل الله وكلم ملك اسرائيل وقال هكذا قال الرب من اجل ان الاراميين قالوا ان الرب انما هو اله جبال وليس هو اله اودية ادفع كل هذا الجمهور العظيم ليدك فتعلمون اني انا الرب. فنزل هؤلاء مقابل اولئك سبعة ايام. وفي اليوم السابع اشتبكت الحرب فضرب بنو اسرائيل من الاراميين مئة الف راجل في يوم واحد. وهرب الباقون الى افيق الى المدينة وسقط السور على السبعة والعشرين الف رجل الباقين. وهرب بنهدد ودخل المدينة من مخدع الى مخدع. فقال له عبيده اننا قد سمعنا ان ملوك بيت اسرائيل هم ملوك حليمون فلنضع مسوحا على احقائنا وحبالا على رؤوسنا ونخرج الى ملك اسرائيل لعله يحيي نفسك. فشدّوا مسوحا على احقائهم وحبالا على رؤوسهم واتوا الى ملك اسرائيل وقالوا يقول عبدك بنهدد لتحي نفسي. فقال أهو حيّ بعد. هو اخي. فتفاءل الرجال واسرعوا ولجّوا هل هو منه. وقالوا اخوك بنهدد. فقال ادخلوا خذوه فخرج اليه بنهدد فاصعده الى المركبة. وقال له اني ارد المدن التي اخذها ابي من ابيك وتجعل لنفسك اسواقا في دمشق كما جعل ابي في السامرة. فقال وانا اطلقك بهذا العهد. فقطع له عهدا واطلقه
وان رجلا من بني الانبياء قال لصاحبه. عن امر الرب اضربني. فابى الرجل ان يضربه. فقال له من اجل انك لم تسمع لقول الرب فحينما تذهب من عندي يقتلك اسد. ولما ذهب من عنده لقيه اسد. وقتله. ثم صادف رجلا آخر فقال اضربني. فضربه الرجل ضربة فجرحه. فذهب النبي وانتظر الملك على الطريق وتنكر بعصابة على عينيه. ولما عبر الملك نادى الملك وقال خرج عبدك الى وسط القتال واذا برجل مال واتى اليّ برجل وقال احفظ هذا الرجل. وان فقد تكون نفسك بدل نفسه او تدفع وزنة من الفضة. وفيما عبدك مشتغل هنا وهناك اذ هو مفقود. فقال له ملك اسرائيل هكذا حكمك. انت قضيت. فبادر ورفع العصابة عن عينيه فعرفه ملك اسرائيل انه من الانبياء. فقال له هكذا قال الرب لانك افلت من يدك رجلا قد حرمته تكون نفسك بدل نفسه وشعبك بدل شعبه. فمضى ملك اسرائيل الى بيته مكتئبا مغموما وجاء الى السامرة
وحدث بعد هذه الامور انه كان لنابوت اليزرعيلي كرم في يزرعيل بجانب قصر اخآب ملك السامرة. فكلم اخآب نابوت قائلا اعطني كرمك فيكون لي بستان بقول لانه قريب بجانب بيتي فاعطيك عوضه كرما احسن منه او اذا حسن في عينيك اعطيتك ثمنه فضة. فقال نابوت لاخآب حاشا لي من قبل الرب ان اعطيك ميراث آبائي. فدخل اخآب بيته مكتئبا مغموما من اجل الكلام الذي كلمه به نابوت اليزرعيلي قائلا لا اعطيك ميراث آبائي. واضطجع على سريره وحوّل وجهه ولم ياكل خبزا. فدخلت اليه ايزابل امرأته وقالت له لماذا روحك مكتئبة ولا تأكل خبزا. فقال لها لاني كلمت نابوت اليزرعيلي وقلت له اعطيني كرمك بفضة واذا شئت اعطيتك كرما عوضه فقال لا اعطيك كرمي. فقالت له ايزابل أأنت الآن تحكم على اسرائيل. قم كل خبزا وليطب قلبك. انا اعطيك كرم نابوت اليزرعيلي. ثم كتبت رسائل باسم اخآب وختمتها بخاتمه وارسلت الرسائل الى الشيوخ والاشراف الذين في مدينته الساكنين مع نابوت. وكتبت في الرسائل تقول. نادوا بصوم واجلسوا نابوت في راس الشعب. واجلسوا رجلين من بني بليعال تجاهه ليشهدا قائلين قد جدّفت على الله وعلى الملك. ثم اخرجوه وارجموه فيموت. ففعل رجال مدينته الشيوخ والاشراف الساكنون في مدينته كما ارسلت اليهم ايزابل كما هو مكتوب في الرسائل التي ارسلتها اليهم. فنادوا بصوم واجلسوا نابوت في راس الشعب. وأتى رجلان من بني بليعال وجلسا تجاهه وشهد رجلا بليعال على نابوت امام الشعب قائلين قد جدف نابوت على الله وعلى الملك. فاخرجوه خارج المدينة ورجموه بحجارة فمات. وارسلوا الى ايزابل يقولون قد رجم نابوت ومات. ولما سمعت ايزابل ان نابوت قد رجم ومات قالت ايزابل لاخآب قم رث كرم نابوت اليزرعيلي الذي ابى ان يعطيك اياه بفضة لان نابوت ليس حيّا بل هو ميت. ولما سمع اخآب ان نابوت قد مات قام اخآب لينزل الى كرم نابوت اليزرعيلي ليرثه
فكان كلام الرب الى ايليا التشبي قائلا قم انزل للقاء اخآب ملك اسرائيل الذي في السامرة. هوذا هو في كرم نابوت الذي نزل اليه ليرثه. وكلمه قائلا هكذا قال الرب هل قتلت وورثت ايضا. ثم كلمه قائلا هكذا قال الرب. في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك انت ايضا. فقال اخآب لايليا هل وجدتني يا عدوي. فقال قد وجدتك لانك قد بعت نفسك لعمل الشر في عيني الرب. هانذا اجلب عليك شرا وابيد نسلك واقطع لاخآب كل بائل بحائط ومحجوز ومطلق في اسرائيل. واجعل بيتك كبيت يربعام بن نباط وكبيت بعشا بن اخيا لاجل الاغاظة التي اغظتني ولجعلك اسرائيل يخطئ. وتكلم الرب عن ايزابل ايضا قائلا ان الكلاب تاكل ايزابل عند مترسة يزرعيل. من مات لاخآب في المدينة تاكله الكلاب ومن مات في الحقل تاكله طيور السماء. ولم يكن كاخآب الذي باع نفسه لعمل الشر في عيني الرب الذي اغوته ايزابل امرأته. ورجس جدا بذهابه وراء الاصنام حسب كل ما فعل الاموريون الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل. ولما سمع اخآب هذا الكلام شقّ ثيابه وجعل مسحا على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت. فكان كلام الرب الى ايليا التشبي قائلا هل رأيت كيف اتضع اخآب امامي. فمن اجل انه قد اتضع امامي لا اجلب الشر في ايامه بل في ايام ابنه اجلب الشر على بيته
1ملوك 17: 1-21: 29
وعصى موآب على اسرائيل بعد وفاة اخآب
وسقط اخزيا من الكوّة التي في علّيته التي في السامرة فمرض وارسل رسلا وقال لهم اذهبوا اسألوا بعل زبوب اله عقرون ان كنت ابرأ من هذا المرض. فقال ملاك الرب لايليا التشبي قم اصعد للقاء رسل ملك السامرة وقل لهم أليس لانه لا يوجد في اسرائيل اله تذهبون لتسألوا بعل زبوب اله عقرون. فلذلك هكذا قال الرب ان السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت فانطلق ايليا. ورجع الرسل اليه فقال لهم لماذا رجعتم. فقالوا له صعد رجل للقائنا وقال لنا اذهبوا راجعين الى الملك الذي ارسلكم وقولوا له هكذا قال الرب اليس لانه لا يوجد في اسرائيل اله ارسلت لتسال بعل زبوب اله عقرون. لذلك السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت. فقال لهم ما هي هيئة الرجل الذي صعد للقائكم وكلمكم بهذا الكلام. فقالوا له انه رجل اشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه. فقال هو ايليا التشبي. فارسل اليه رئيس خمسين مع الخمسين الذين له فصعد اليه واذا هو جالس على راس الجبل. فقال له يا رجل الله الملك يقول انزل. فاجاب ايليا وقال لرئيس الخمسين ان كنت انا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك انت والخمسين الذين لك. فنزلت نار من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له. ثم عاد وارسل اليه رئيس خمسين آخر والخمسين الذين له. فاجاب وقال له يا رجل الله هكذا يقول الملك اسرع وانزل. فاجاب ايليا وقال لهم ان كنت انا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك انت والخمسين الذين لك. فنزلت نار الله من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له. ثم عاد فارسل رئيس خمسين ثالثا والخمسين الذين له. فصعد رئيس الخمسين الثالث وجاء وجثا على ركبتيه امامايليا وتضرع اليه وقال له. يا رجل الله لتكرم نفسي وانفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك. هوذا قد نزلت نار من السماء وأكلت رئيسي الخمسينين الاولين وخمسينيهما والآن فلتكرم نفسي في عينيك
فقال ملاك الرب لايليا انزل معه. لا تخف منه. فقام ونزل معه الى الملك. وقال له هكذا قال الرب. من اجل انك ارسلت رسلا لتسأل بعل زبوب اله عقرون أليس لانه لا يوجد في اسرائيل اله لتسأل عن كلامه. لذلك السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت. فمات حسب كلام الرب الذي تكلم به ايليا. وملك يهورام عوضا عنه في السنة الثانية ليهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا لانه لم يكن له ابن. وبقية أمور اخزيا التي عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل
وكان عند اصعاد الرب ايليا في العاصفة الى السماء ان ايليا واليشع ذهبا من الجلجال. فقال ايليا لاليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى بيت ايل. فقال اليشع حيّ هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك ونزلا الى بيت ايل. فخرج بنو الانبياء الذين في بيت ايل الى اليشع وقالوا له أتعلم انه اليوم يأخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا. ثم قال له ايليا يا اليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى اريحا. فقال حيّ هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك. وأتيا الى اريحا. فتقدم بنو الانبياء الذين في اريحا الى اليشع وقالوا له أتعلم انه اليوم يأخذ الرب سيدك من على راسك. فقال نعم اني اعلم فاصمتوا. ثم قال له ايليا امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى الاردن. فقال حيّ هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك. وانطلقا كلاهما. فذهب خمسون رجلا من بني الانبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد. ووقف كلاهما بجانب الاردن. واخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما في اليبس. ولما عبرا قال ايليا لاليشع اطلب ماذا افعل لك قبل ان أوخذ منك. فقال اليشع ليكن نصيب اثنين من روحك عليّ. فقال صعّبت السؤال. فان رايتني أوخذ منك يكون لك كذلك والا فلا يكون. وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء. وكان اليشع يرى وهو يصرخ يا ابي يا ابي مركبة اسرائيل وفرسانها. ولم يره بعد. فامسك ثيابه ومزّقها قطعتين. ورفع رداء ايليا الذي سقط عنه ورجع ووقف على شاطئ الاردن. فأخذ رداء ايليا الذي سقط عنه وضرب الماء وقال اين هو الرب اله ايليا ثم ضرب الماء ايضا فانفلق الى هنا وهناك فعبر اليشع. ولما رآه بنو الانبياء الذين في اريحا قبالته قالوا قد استقرت روح ايليا على اليشع. فجاءوا للقائه وسجدوا له الى الارض. وقالوا له هوذا مع عبيدك خمسون رجلا ذوو بأس فدعهم يذهبون ويفتشون على سيدك لئلا يكون قد حمله روح الرب وطرحه على احد الجبال او في احد الاودية. فقال لا ترسلوا. فالحّوا عليه حتى خجل وقال ارسلوا. فارسلوا خمسين رجلا ففتشوا ثلاثة ايام ولم يجدوه. ولما رجعوا اليه وهو ماكث في اريحا قال لهم أما قلت لكم لا تذهبوا
البشير لوقا اوحي الروح القدس الىالبشير لوقا الطبيب الحبيب ليكتب انجيل لوقا وسفر اعمال الرسل وهو من رفقاء الرسول بولس الملازمين له في رحلاته التبشيرية
ويتابع الطبيب لوقا في هذا الكتاب ما كان قد دوَّنه في الإِنجيل الذي يحمل اسمه، منطلقاً من ظهور المسيح لتلاميذه آخر مرة قبل ارتفاعه إلى السماء. ففي «أعمال الرسل» يمكننا أن نتتبَّع آثار أعمال المسيح وهو في سماء المجد بواسطة الرسل، بعدما نالوا القوة بانسكاب الروح القدس عليهم إتماماً لوعد المسيح بإرسال المعزّي «المُعِين» الذي ينوب عنه في قيادتهم وتشجيعهم. ويمكن اعتبار هذا الكتاب سجلا تاريخيّاً لنشأة الكنيسة وامتدادها، نتيجة لتنفيذ الرسل وصية الرب بنشر بشارة الإِنجيل «في أورشليم ومنطقة اليهودية كلها، وفي السامرة، وإلى أقاصي الأرض». فقدِ استمرَّتِ الكنيسة في نشاطها ونموها رغم الاضطهاد الشديد الذي كان يهدف إلى خنق المسيحية في مهدها؛ حتى إننا نرى بولس الذي كان من أكثر المُضطهِدين حماسة، يتحول إلى رسول للأُمم يحمل الإِنجيل في أرجاء الإِمبراطورية الرومانية. وهكذا، خرجت المسيحية من النطاق اليهودي، فشملت الكنيسة المُهتدين إلى المسيح من بين اليهود وغير اليهود على السواء.
هذا مطلع من سفر اعمال الرسل يمكنك قراءته بالكامل من صفحة اسفار من الكتاب المقدس
الكلام الاول انشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلّم به الى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. الذين اراهم ايضا نفسه حيّا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم اربعين يوما ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله. وفيما هو مجتمع معهم اوصاهم ان لا يبرحوا من اورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني. لان يوحنا عمد بالماء واما انتم فستتعمّدون بالروح القدس ليس بعد هذه الايام بكثير. اما هم المجتمعون فسألوه قائلين يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك الى اسرائيل. فقال لهم ليس لكم ان تعرفوا الازمنة والاوقات التي جعلها الآب في سلطانه. لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. واخذته سحابة عن اعينهم. وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء. ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء. حينئذ رجعوا الى اورشليم من الجبل الذي يدعى جبل الزيتون الذي هو بالقرب من اورشليم على سفر سبت. ولما دخلوا صعدوا الى العليّة التي كانوا يقيمون فيها بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا اخو يعقوب. هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم ام يسوع ومع اخوته وفي تلك الايام قام بطرس في وسط التلاميذ. وكان عدّة اسماء معا نحو مئة وعشرين. فقال ايها الرجال الاخوة كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع. اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها. وصار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما اي حقل دم. لانه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر. فينبغي ان الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل الينا الرب يسوع وخرج منذ معمودية يوحنا الى اليوم الذي ارتفع فيه عنا يصير واحدا منهم شاهدا معنا بقيامته. فاقاموا اثنين يوسف الذي يدعى برسابا الملقب يوستس ومتياس. وصلّوا قائلين ايها الرب العارف قلوب الجميع عيّن انت من هذين الاثنين ايا اخترته. ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب الى مكانه. ثم ألقوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الاحد عشر رسولا ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا وكان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في اورشليم. فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيّروا لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته. فبهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض أترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين. فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها. فرتيون وماديون وعيلاميون والساكنون ما بين النهرين واليهودية وكبدوكية وبنتس واسيا وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القيروان والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله. فتحيّر الجميع وارتابوا قائلين بعضهم لبعض ما عسى ان يكون هذا. وكان آخرون يستهزئون قائلين انهم قد امتلأوا سلافة فوقف بطرس مع الاحد عشر ورفع صوته وقال لهم ايها الرجال اليهود والساكنون في اورشليم اجمعون ليكن هذا معلوما عندكم واصغوا الى كلامي. لان هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون. لانها الساعة الثالثة من النهار. بل هذا ما قيل بيوئيل النبي. يقول الله ويكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما. وعلى عبيدي ايضا واماءي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنبأون. واعطي عجائب في السماء من فوق وآيات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان. تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم الشهير. ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون. هذا اخذتموه مسلّما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه. الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه. لان داود يقول فيه كنت ارى الرب امامي في كل حين انه عن يميني لكي لا اتزعزع. لذلك سرّ قلبي وتهلل لساني حتى جسدي ايضا سيسكن على رجاء. لانك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا. عرفتني سبل الحياة وستملأني سرورا مع وجهك. ايها الرجال الاخوة يسوغ ان يقال لكم جهارا عن رئيس الآباء داود انه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم. فاذ كان نبيا وعلم ان الله حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح انه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادا. فيسوع هذا اقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك. واذ ارتفع بيمين الله واخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي انتم الآن تبصرونه وتسمعونه. لان داود لم يصعد الى السموات. وهو نفسه يقول قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا ومسيحا فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة. فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس. لان الموعد هو لكم ولاولادكم ولكل الذين على بعد كل من يدعوه الرب الهنا. وباقوال أخر كثيرة كان يشهد لهم ويعظهم قائلا اخلصوا من هذا الجيل الملتوي. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضمّ في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات. وصار خوف في كل نفس. وكانت عجائب وآيات كثيرة تجرى على ايدي الرسل. وجميع الذين آمنوا كانوا معا وكان عندهم كل شيء مشتركا. والاملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج. وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة. واذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب. وكان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون
وصعد بطرس ويوحنا معا الى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة. وكان رجل اعرج من بطن امه يحمل. كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل ليسأل صدقة من الذين يدخلون الهيكل. فهذا لما رأى بطرس ويوحنا مزمعين ان يدخلا الهيكل سأل ليأخذ صدقة. فتفرس فيه بطرس مع يوحنا وقال انظر الينا. فلاحظهما منتظرا ان يأخذ منهما شيئا. فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فاياه اعطيك. باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش. وامسكه بيده اليمنى واقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما الى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله. وابصره جميع الشعب وهو يمشي ويسبح الله. وعرفوه انه هو الذي كان يجلس لاجل الصدقة على باب الهيكل الجميل فامتلأوا دهشة وحيرة مما حدث له وبينما كان الرجل الاعرج الذي شفي متمسكا ببطرس ويوحنا تراكض اليهم جميع الشعب الى الرواق الذي يقال له رواق سليمان وهم مندهشون. فلما رأى بطرس ذلك اجاب الشعب ايها الرجال الاسرائيليون ما بالكم تتعجبون من هذا ولماذا تشخصون الينا كاننا بقوتنا او تقوانا قد جعلنا هذا يمشي. ان اله ابراهيم واسحق ويعقوب اله آبائنا مجد فتاه يسوع الذي اسلمتموه انتم وانكرتموه امام وجه بيلاطس وهو حاكم باطلاقه. ولكن انتم انكرتم القدوس البار وطلبتم ان يوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه الذي اقامه الله من الاموات ونحن شهود لذلك. وبالايمان باسمه شدد اسمه هذا الذي تنظرونه وتعرفونه والايمان الذي بواسطته اعطاه هذه الصحة امام جميعكم والآن ايها الاخوة انا اعلم انكم بجهالة عملتم كما رؤساؤكم ايضا. واما الله فما سبق وانبأ به بافواه جميع انبيائه ان يتألم المسيح قد تممه هكذا. فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي اوقات الفرج من وجه الرب. ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل. الذي ينبغي ان السماء تقبله الى ازمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر. فان موسى قال للآباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به. ويكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب. وجميع الانبياء ايضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وانبأوا بهذه الايام. انتم ابناء الانبياء والعهد الذي عاهد به الله آباءنا قائلا لابراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الارض. اليكم اولا اذ اقام الله فتاه يسوع ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره وبينما هما يخاطبان الشعب اقبل عليهما الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيون متضجرين من تعليمهما الشعب وندائهما في يسوع بالقيامة من الاموات. فالقوا عليهما الايادي ووضعوهما في حبس الى الغد لانه كان قد صار المساء. وكثيرون من الذين سمعوا الكلمة آمنوا وصار عدد الرجال نحو خمسة آلاف وحدث في الغد ان رؤساءهم وشيوخهم وكتبتهم اجتمعوا الى اورشليم مع حنان رئيس الكهنة وقيافا ويوحنا والاسكندر وجميع الذين كانوا من عشيرة رؤساء الكهنة. ولما اقاموهما في الوسط جعلوا يسألونهما باية قوة وباي اسم صنعتما انتما هذا. حينئذ امتلأ بطرس من الروح القدس وقال لهم يا رؤساء الشعب وشيوخ اسرائيل ان كنا نفحص اليوم عن احسان الى انسان سقيم بماذا شفي هذا فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب اسرائيل انه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه انتم الذي اقامه الله من الاموات. بذاك وقف هذا امامكم صحيحا. هذا هو الحجر الذي احتقرتموه ايها البناؤون الذي صار راس الزاوية. وليس باحد غيره الخلاص. لان ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا ووجدوا انهما انسانان عديما العلم وعاميّان تعجبوا. فعرفوهما انهما كانا مع يسوع. ولكن اذ نظروا الانسان الذي شفي واقفا معهما لم يكن لهم شيء يناقضون به. فامروهما ان يخرجا الى خارج المجمع وتآمروا فيما بينهم قائلين. ماذا نفعل بهذين الرجلين. لانه ظاهر لجميع سكان اورشليم ان آية معلومة قد جرت بايديهما ولا نقدر ان ننكر. ولكن لئلا تشيع اكثر في الشعب لنهددهما تهديدا ان لا يكلما احدا من الناس فيما بعد بهذا الاسم. فدعوهما واوصوهما ان لا ينطقا البتة ولا يعلّما باسم يسوع فاجابهم بطرس ويوحنا وقالا ان كان حقا امام الله ان نسمع لكم اكثر من الله فاحكموا. لاننا نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما رأينا وسمعنا. وبعدما هددوهما ايضا اطلقوهما اذ لم يجدوا البتة كيف يعاقبونهما بسبب الشعب. لان الجميع كانوا يمجدون الله على ما جرى. لان الانسان الذي صارت فيه آية الشفاء هذه كان له اكثر من اربعين سنة ولما اطلقا أتيا الى رفقائهما واخبراهم بكل ما قاله لهما رؤساء الكهنة والشيوخ. فلما سمعوا رفعوا بنفس واحدة صوتا الى الله وقالوا ايها السيد انت هو الاله الصانع السماء والارض والبحر وكل ما فيها. القائل بفم داود فتاك لماذا ارتجّت الامم وتفكر الشعوب بالباطل. قامت ملوك الارض واجتمع الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه. لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس الذي مسحته هيرودس وبيلاطس البنطي مع امم وشعوب اسرائيل ليفعلوا كل ما سبقت فعيّنت يدك ومشورتك ان يكون. والآن يا رب انظر الى تهديداتهم وامنح عبيدك ان يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة بمد يدك للشفاء ولتجر آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع. ولما صلّوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه. وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة. ولم يكن احد يقول ان شيئا من امواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركا. وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم. اذ لم يكن فيهم احد محتاجا لان كل الذين كانوا اصحاب حقول او بيوت كانوا يبيعونها ويأتون باثمان المبيعات ويضعونها عند ارجل الرسل فكان يوزع على كل واحد كما يكون له احتياج. ويوسف الذي دعي من الرسل برنابا الذي يترجم ابن الوعظ وهو لاوي قبرسي الجنس اذ كان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عند ارجل الرسل
وكان رجل من صرعة من عشيرة الدانيين اسمه منوح وامرأته عاقر لم تلد. فتراءى ملاك الرب للمرأة وقال لها. ها انت عاقر لم تلدي. ولكنك تحبلين وتلدين ابنا. والآن فاحذري ولا تشربي خمرا ولا مسكرا ولا تأكلي شيئا نجسا. فها انك تحبلين وتلدين ابنا ولا يعل موسى رأسه لان الصبي يكون نذيرا لله من البطن وهو يبدأ يخلص اسرائيل من يد الفلسطينيين. فدخلت المرأة وكلمت رجلها قائلة. جاء اليّ رجل الله ومنظره كمنظر ملاك الله مرهب جدا. ولم اسأله من اين هو ولا هو اخبرني عن اسمه. وقال لي ها انت تحبلين وتلدين ابنا. والآن فلا تشربي خمرا ولا مسكرا ولا تأكلي شيئا نجسا. لان الصبي يكون نذيرا للّه من البطن الى يوم موته
فصلّى منوح الى الرب وقال اسألك يا سيدي ان يأتي ايضا الينا رجل الله الذي ارسلته ويعلمنا ماذا نعمل للصبي الذي يولد. فسمع الله لصوت منوح فجاء ملاك الله ايضا الى المرأة وهي جالسة في الحقل ومنوح رجلها ليس معها. فاسرعت المرأة وركضت واخبرت رجلها وقالت له هوذا قد تراءى لي الرجل الذي جاء اليّ ذلك اليوم. فقام منوح وسار وراء امرأته وجاء الى الرجل وقال له أانت الرجل الذي تكلم مع المرأة. فقال انا هو. فقال منوح. عند مجيء كلامك ماذا يكون حكم الصبي ومعاملته. فقال ملاك الرب لمنوح. من كل ما قلت للمرأة فلتحتفظ. من كل ما يخرج من جفنة الخمر لا تأكل وخمرا ومسكرا لا تشرب وكل نجس لا تأكل. لتحذر من كل ما اوصيتها فقال منوح لملاك الرب دعنا نعوقك ونعمل لك جدي معزى. فقال ملاك الرب لمنوح ولو عوقتني لا آكل من خبزك وان عملت محرقة فللرب اصعدها. لان منوح لم يعلم انه ملاك الرب. فقال منوح لملاك الرب ما اسمك حتى اذا جاء كلامك نكرمك. فقال له ملاك الرب لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب. فاخذ منوح جدي المعزى والتقدمة واصعدهما على الصخرة للرب. فعمل عملا عجيبا ومنوح وامرأته ينظران. فكان عند صعود اللهيب عن المذبح نحو السماء ان ملاك الرب صعد في لهيب المذبح ومنوح وامرأته ينظران فسقطا على وجهيهما الى الارض. ولم يعد ملاك الرب يتراءى لمنوح وامرأته. حينئذ عرف منوح انه ملاك الرب. فقال منوح لامرأته نموت موتا لاننا قد رأينا الله. فقالت له امرأته لو اراد الرب ان يميتنا لما اخذ من يدنا محرقة وتقدمة ولما ارانا كل هذه ولما كان في مثل هذا الوقت اسمعنا مثل هذه. فولدت المرأة ابنا ودعت اسمه شمشون. فكبر الصبي وباركه الرب. وابتدأ روح الرب يحركه في محلّة دان بين صرعة واشتأول
ونزل شمشون الى تمنة ورأى امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين. فصعد واخبر اباه وامه وقال قد رأيت امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين فالآن خذاها لي امرأة. فقال له ابوه وامه أليس في بنات اخوتك وفي كل شعبي امرأة حتى انك ذاهب لتأخذ امرأة من الفلسطينيين الغلف. فقال شمشون لابيه اياها خذ لي لانها حسنت في عينيّ. ولم يعلم ابوه وامه ان ذلك من الرب لانه كان يطلب علّة على الفلسطينيين. وفي ذلك الوقت كان الفلسطينيون متسلطين على اسرائيل
فنزل شمشون وابوه وامه الى تمنة وأتوا الى كروم تمنة. واذا بشبل اسد يزمجر للقائه. فحلّ عليه روح الرب فشقه كشق الجدي وليس في يده شيء. ولم يخبر اباه وامه بما فعل. فنزل وكلم المرأة فحسنت في عيني شمشون. ولما رجع بعد ايام لكي ياخذها مال لكي يرى رمّة الاسد واذا دبر من النحل في جوف الاسد مع عسل. فاشتار منه على كفيه وكان يمشي وياكل وذهب الى ابيه وامه واعطاهما فأكلا ولم يخبرهما انه من جوف الاسد اشتار العسل
ونزل ابوه الى المرأة فعمل هناك شمشون وليمة لانه هكذا كان يفعل الفتيان. فلما رأوه احضروا ثلاثين من الاصحاب فكانوا معه. فقال لهم شمشون لأحاجينكم أحجية. فاذا حللتموها لي في سبعة ايام الوليمة واصبتموها اعطيكم ثلاثين قميصا وثلاثين حلّة ثياب. وان لم تقدروا ان تحلّوها لي تعطوني انتم ثلاثين قميصا وثلاثين حلّة ثياب. فقالوا له حاج أحجيتك فنسمعها. فقال لهم من الآكل خرج أكل ومن الجافي خرجت حلاوة. فلم يستطيعوا ان يحلّوا الاحجية في ثلاثة ايام. وكان في اليوم السابع انهم قالوا لامرأة شمشون تملقي رجلك لكي يظهر لنا الاحجية لئلا نحرقك وبيت ابيك بنار. ألتسلبونا دعوتمونا ام لا. فبكت امرأة شمشون لديه وقالت انما كرهتني ولا تحبني. قد حاجيت بني شعبي احجية واياي لم تخبر. فقال لها هوذا ابي وامي لم اخبرهما فهل اياك اخبر. فبكت لديه السبعة الايام التي فيها كانت لهم الوليمة وكان في اليوم السابع انه اخبرها لانها ضايقته فاظهرت الاحجية لبني شعبها. فقال له رجال المدينة في اليوم السابع قبل غروب الشمس اي شيء احلى من العسل وما اجفى من الاسد. فقال لهم لو لم تحرثوا على عجلتي لما وجدتم أحجيتي. وحلّ عليه روح الرب فنزل الى اشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلا واخذ سلبهم واعطى الحلل لمظهري الاحجية. وحمي غضبه وصعد الى بيت ابيه. فصارت امرأة شمشون لصاحبه الذي كان يصاحبه
وكان بعد مدّة في ايام حصاد الحنطة ان شمشون افتقد امرأته بجدي معزى. وقال ادخل الى امرأتي الى حجرتها. ولكن اباها لم يدعه ان يدخل. وقال ابوها اني قلت انك قد كرهتها فاعطيتها لصاحبك. أليست اختها الصغيرة احسن منها. فلتكن لك عوضا عنها. فقال لهم شمشون اني بريء الآن من الفلسطينيين اذا عملت بهم شرا. وذهب شمشون وامسك ثلاث مئة ابن آوى واخذ مشاعل وجعل ذنبا الى ذنب ووضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط. ثم اضرم المشاعل نارا واطلقها بين زروع الفلسطينيين فاحرق الاكداس والزرع وكروم الزيتون. فقال الفلسطينيون من فعل هذا. فقالوا شمشون صهر التمنّي لانه اخذ امرأته واعطاها لصاحبه. فصعد الفلسطينيون واحرقوها واباها بالنار. فقال لهم شمشون ولو فعلتم هذا فاني انتقم منكم وبعد اكفّ. وضربهم ساقا على فخذ ضربا عظيما. ثم نزل واقام في شق صخر عيطم
وصعد الفلسطينيون ونزلوا في يهوذا وتفرّقوا في لحي. فقال رجال يهوذا لماذا صعدتم علينا. فقالوا صعدنا لكي نوثق شمشون لنفعل به كما فعل بنا. فنزل ثلاثة آلاف رجل من يهوذا الى شقّ صخر عيطم وقالوا لشمشون أما علمت ان الفلسطينيين متسلطون علينا. فماذا فعلت بنا. فقال لهم كما فعلوا بي هكذا فعلت بهم. فقالوا له نزلنا لكي نوثقك ونسلمك الى يد الفلسطينيين. فقال لهم شمشون احلفوا لي انكم انتم لا تقعون عليّ. فكلموه قائلين كلا. ولكننا نوثقك ونسلمك الى يدهم وقتلا لا نقتلك. فاوثقوه بحبلين جديدين واصعدوه من الصخرة. ولما جاء الى لحي صاح الفلسطينيين للقائه. فحلّ عليه روح الرب فكان الحبلان اللذان على ذراعيه ككتان احرق بالنار فانحلّ الوثاق عن يديه. ووجد لحي حمار طريّا فمدّ يده واخذه وضرب به الف رجل. فقال شمشون بلحي حمار كومة كومتين. بلحي حمار قتلت الف رجل. ولما فرغ من الكلام رمى اللحي من يده ودعا ذلك المكان رمت لحي
ثم عطش جدا فدعا الرب وقال انك قد جعلت بيد عبدك هذا الخلاص العظيم والآن اموت من العطش واسقط بيد الغلف. فشقّ الله الكفّة التي في لحي فخرج منها ماء فشرب ورجعت روحه فانتعش. لذلك دعا اسمه عين هقّوري التي في لحي الى هذا اليوم. وقضى لاسرائيل في ايام الفلسطينيين عشرين سنة
ثم ذهب شمشون الى غزّة ورأى هناك امرأة زانية فدخل اليها. فقيل للغزّيين قد اتى شمشون الى هنا. فاحاطوا به وكمنوا له الليل كله عند باب المدينة فهدأوا الليل كله قائلين عند ضوء الصباح نقتله. فاضطجع شمشون الى نصف الليل ثم قام في نصف الليل واخذ مصراعي باب المدينة والقائمتين وقلعهما مع العارضة ووضعها على كتفيه وصعد بها الى راس الجبل الذي مقابل حبرون
وكان بعد ذلك انه احب امرأة في وادي سورق اسمها دليلة. فصعد اليها اقطاب الفلسطينيين وقالوا لها تملقيه وانظري بماذا قوته العظيمة وبماذا نتمكن منه لكي نوثقه لاذلاله فنعطيك كل واحد الفا ومئة شاقل فضة. فقالت دليلة لشمشون اخبرني بماذا قوتك العظيمة وبماذا توثق لاذلالك. فقال لها شمشون اذا اوثقوني بسبعة اوتار طرية لم تجف اضعف واصير كواحد من الناس. فاصعد لها اقطاب الفلسطينيين سبعة اوتار طرية لم تجف فاوثقته بها والكمين لابث عندها في الحجرة. فقالت له الفلسطينيون عليك يا شمشون. فقطع الاوتار كما يقطع فتيل المشاقة اذ شمّ النار ولم تعلم قوته. فقالت دليلة لشمشون ها قد ختلتني وكلمتني بالكذب. فاخبرني الآن بماذا توثق. فقال لها اذا اوثقوني بحبال جديدة لم تستعمل اضعف واصير كواحد من الناس. فأخذت دليلة حبالا جديدة واوثقته بها وقالت له الفلسطينيون عليك يا شمشون. والكمين لابث في الحجرة. فقطعها عن ذراعيه كخيط. فقالت دليلة لشمشون حتى الآن ختلتني وكلمتني بالكذب. فاخبرني بماذا توثق. فقال لها اذا ضفرت سبع خصل راسي مع السدى. فمكنتها بالوتد وقالت له الفلسطينيون عليك يا شمشون. فانتبه من نومه وقلع وتد النسيج والسدى. فقالت له كيف تقول احبك وقلبك ليس معي. هوذا ثلاث مرات قد ختلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة. ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم والحّت عليه ضاقت نفسه الى الموت فكشف لها كل قلبه وقال لها لم يعل موسى راسي لاني نذير الله من بطن امي. فان حلقت تفارقني قوتي واضعف واصير كاحد الناس. ولما رأت دليلة انه قد اخبرها بكل ما بقلبه ارسلت فدعت اقطاب الفلسطينيين وقالت اصعدوا هذه المرة فانه قد كشف لي كل قلبه. فصعد اليها اقطاب الفلسطينيين واصعدوا الفضة بيدهم. وانامته على ركبتيها ودعت رجلا وحلقت سبع خصل رأسه وابتدأت باذلاله وفارقته قوته. وقالت الفلسطينيون عليك يا شمشون. فانتبه من نومه وقال اخرج حسب كل مرة وانتفض. ولم يعلم ان الرب قد فارقه. فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه ونزلوا به الى غزّة واوثقوه بسلاسل نحاس وكان يطحن في بيت السجن. وابتدأ شعر راسه ينبت بعد ان حلق
واما اقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون الههم ويفرحوا وقالوا قد دفع الهنا ليدنا شمشون عدونا. ولما رآه الشعب مجدوا الههم لانهم قالواقد دفع الهنا ليدنا عدونا الذي خرب ارضنا وكثر قتلانا. وكان لما طابت قلوبهم انهم قالوا ادعوا شمشون ليلعب لنا. فدعوا شمشون من بيت السجن فلعب امامهم واوقفوه بين الاعمدة. فقال شمشون للغلام الماسك بيده دعني المس الاعمدة التي البيت قائم عليها لاستند عليها. وكان البيت مملوءا رجالا ونساء وكان هناك جميع اقطاب الفلسطينيين وعلى السطح نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة ينظرون لعب شمشون. فدعا شمشون الرب وقال يا سيدي الرب اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط فانتقم نقمة واحدة عن عينيّ من الفلسطينيين. وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائما عليهما واستند عليهما الواحد بيمينه والآخر بيساره. وقال شمشون لتمت نفسي مع الفلسطينيين. وانحنى بقوة فسقط البيت على الاقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه فكان الموتى الذين اماتهم في موته اكثر من الذين اماتهم في حياته. فنزل اخوته وكل بيت ابيه وحملوه وصعدوا به ودفنوه بين واشتأول في قبر منوح ابيه. وهو قضى لاسرائيل عشرين سنة .
مريم أم يسوع مريم العذراء المُطوبة أم ربنا ومُخلصنا يسوع المسيح في الجسد التي وجدت نعمة عند الله في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها. الرب معك مباركة انت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله. وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك وقال لها. الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله. وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا. لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله. فقالت مريم هوذا انا أمة الرب. ليكن لي كقولك. فمضى من عندها الملاك فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها. وامتلأت اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن اين لي هذا ان تأتي ام ربي اليّ. فهوذا حين صار صوت سلامك في اذنيّ ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. فطوبى للتي آمنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي. لانه نظر الى اتضاع امته. فهوذا منذ الآن جميع الاجيال تطوبني. لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه. شتّت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين. اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين. عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم آباءنا. لابراهيم ونسله الى الابد. فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة اشهر ثم رجعت الى بيتها واما اليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا. وسمع جيرانها واقرباؤها ان الرب عظّم رحمته لها ففرحوا معها. وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي وسموه باسم ابيه زكريا. فاجابت امه وقالت لا بل يسمى يوحنا. فقالوا لها ليس احد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم. ثم اومأوا الى ابيه ماذا يريد ان يسمى. فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا. فتعجب الجميع. وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله. فوقع خوف على كل جيرانهم. وتحدّث بهذه الأمور جميعها في كل جبال اليهودية. فاودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين اترى ماذا يكون هذا الصبي. وكانت يد الرب معه وامتلأ زكريا ابوه من الروح القدس وتنبأ قائلا مبارك الرب اله اسرائيل لانه افتقد وصنع فداء لشعبه. واقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه. كما تكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذي حلف لابراهيم ابينا ان يعطينا اننا بلا خوف منقذين من ايدي اعدائنا نعبده بقداسة وبر قدامه جميع ايام حياتنا. وانت ايها الصبي نبي العلي تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعدّ طرقه. لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم باحشاء رحمة الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء. ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام. اما الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح وكان في البراري الى يوم ظهوره لاسرائيل وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية. فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى. وبينما هما هناك تمّت ايامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة ولما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الآن الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب. فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. فلما رأوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي. وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها. ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب. كما هو مكتوب في ناموس الرب ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب. ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان. وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب. فأتى بالروح الى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لان عينيّ قد ابصرتا خلاصك الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور اعلان للامم ومجدا لشعبك اسرائيل. وكان يوسف وامه يتعجبان مما قيل فيه. وباركهما سمعان وقال لمريم امه ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم. وانت ايضا يجوز في نفسك سيف. لتعلن افكار من قلوب كثيرة وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير. وهي متقدمة في ايام كثيرة. قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. وهي ارملة نحو اربعة وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة باصوام وطلبات ليلا ونهارا. فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم ولما اكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة. وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه وكان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح. ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد. وبعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم ويوسف وامه لم يعلما. واذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الاقرباء والمعارف. ولما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه. وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته. فلما ابصراه اندهشا. وقالت له امه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا. هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين. فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لأبي. فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما. ثم نزل معهما وجاء الى الناصرة وكان خاضعا لهما. وكانت امه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها. واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس .
النبي هوشع
عمد النبي هوشع في القرن الثامن ق.م. إلى تدوين هذا السفر بإرشاد من الله. وهو يشتمل على جزأين غير متساويين. يعالج الجزء الأَول حياة هوشع (الفصول 13)؛ ويدور الجزء الثاني حول رسالته التي حملها إلى سكان المملكة الشمالية (الفصول 414)
. كان هوشع نبي المملكة الشمالية لبني إسرائيل، وعاش قبل انهيارها في عام 722 ق.م. واستغرقت خدمته طوال 40 سنة، فكان بذلك معاصرا للأنبياء عاموس وإشعياء وميخا. لقد رمزت حياة هوشع العائلية التعسة إلى وضع المملكة المزري، فكما هجرته زوجته لتمارس الدعارة هكذا نبذ بني إسرائيل الله وسعوا لعبادة أوثان الأُمم. ولكن كما ظل هوشع على حبه لزوجته الخائنة ثم ردها أخيرا إلى منزله فإن الله ثابر أيضا على حبه لبني إسرائيل ووعد أن يستردهم إلى عبادته وتقواه في يوم ما.
نقع في هذا الكتاب على أمرين متناقضين هما أمانة الله ومحبته، وضلال إسرائيل وخيانتها. إن الصورة التي يرسمها النبي لله هي صورة حية للأمانة والعناية والغفران والمحبة والرأْفة. فمحبة الله المستمرة هي موضوع هذا الكتاب. أما صورة إسرائيل فهي صورة الزوجة الخائنة الخاطئة المتمردة الخليعة، التي تتسم بالجهل والحماقة لرفضها ما يطلبه الله منها وعدم رغبتها في مرضاته. ولكن كما انتصر حب هوشع في نهاية الأمر فإن محبة الله قادرة أن تجري تغييرا معجزيا في حياة كل من يقبل إليه تائبا..
كان رجل في ارض عوص اسمه ايوب. وكان هذا الرجل كاملا ومستقيما يتقي الله ويحيد عن الشر. وولد له سبعة بنين وثلاث بنات. وكانت مواشيه سبعة آلاف من الغنم وثلاثة آلاف جمل وخمس مئة فدان بقر وخمس مئة اتان وخدمه كثيرين جدا. فكان هذا الرجل اعظم كل بني المشرق. وكان بنوه يذهبون ويعملون وليمة في بيت كل واحد منهم في يومه ويرسلون ويستدعون اخواتهم الثلاث ليأكلن ويشربن معهم. وكان لما دارت ايام الوليمة ان ايوب ارسل فقدسهم وبكّر في الغد واصعد محرقات على عددهم كلهم. لان ايوب قال ربما اخطأ بنيّ وجدفوا على الله في قلوبهم. هكذا كان ايوب يفعل كل الايام
وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان ايضا في وسطهم. فقال الرب للشيطان من اين جئت. فاجاب الشيطان الرب وقال من الجولان في الارض ومن التمشي فيها. فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب. لانه ليس مثله في الارض. رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر. فاجاب الشيطان الرب وقال هل مجانا يتقي ايوب الله. أليس انك سيّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية. باركت اعمال يديه فانتشرت مواشيه في الارض. ولكن ابسط يدك الآن ومس كل ما له فانه في وجهك يجدف عليك. فقال الرب للشيطان هوذا كل ما له في يدك. وانما اليه لا تمد يدك. ثم خرج الشيطان من امام وجه الرب
وكان ذات يوم وابناؤه وبناته ياكلون ويشربون خمرا في بيت اخيهم الاكبر ان رسولا جاء الى ايوب وقال. البقر كانت تحرث والاتن ترعى بجانبها فسقط عليها السبئيون واخذوها وضربوا الغلمان بحد السيف ونجوت انا وحدي لاخبرك. وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر وقال. نار الله سقطت من السماء فاحرقت الغنم والغلمان وأكلتهم ونجوت انا وحدي لاخبرك. وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر وقال. الكلدانيون عيّنوا ثلاث فرق فهجموا على الجمال واخذوها وضربوا الغلمان بحد السيف ونجوت انا وحدي لاخبرك. وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر وقال. بنوك وبناتك كانوا ياكلون ويشربون خمرا في بيت اخيهم الاكبر واذا ريح شديدة جاءت من عبر القفر وصدمت زوايا البيت الاربع فسقط على الغلمان فماتوا ونجوت انا وحدي لاخبرك. فقام ايوب ومزّق جبّته وجزّ شعر راسه وخرّ على الارض وسجد وقال عريانا خرجت من بطن امي وعريانا اعود الى هناك. الرب اعطى والرب اخذ فليكن اسم الرب مباركا. في كل هذا لم يخطئ ايوب ولم ينسب لله جهالة
وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان ايضا في وسطهم ليمثل امام الرب. فقال الرب للشيطان من اين جئت. فاجاب الشيطان الرب وقال من الجولان في الارض ومن التمشي فيها. فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب. لانه ليس مثله في الارض. رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر. والى الآن هو متمسك بكماله وقد هيّجتني عليه لابتلعه بلا سبب. فاجاب الشيطان الرب وقال. جلد بجلد وكل ما للانسان يعطيه لاجل نفسه. ولكن ابسط الآن يدك ومس عظمه ولحمه فانه في وجهك يجدّف عليك. فقال الرب للشيطان ها هو في يدك ولكن احفظ نفسه
فخرج الشيطان من حضرة الرب وضرب ايوب بقرح رديء من باطن قدمه الى هامته. فاخذ لنفسه شقفة ليحتك بها وهو جالس في وسط الرماد. فقالت له امرأته انت متمسك بعد بكمالك. بارك الله ومت. فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات. أالخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل . في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه
فلما سمع اصحاب ايوب الثلاثة بكل الشر الذي أتى عليه جاءوا كل واحد من مكانه. اليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وتواعدوا ان يأتوا ليرثوا له ويعّزوه. ورفعوا اعينهم من بعيد ولم يعرفوه فرفعوا اصواتهم وبكوا ومزّق كل واحد جبّته وذروا ترابا فوق رؤوسهم نحو السماء. وقعدوا معه على الارض سبعة ايام وسبع ليال ولم يكلمه احد بكلمة لانهم رأوا ان كآبته كانت عظيمة جدا
بعد هذا فتح ايوب فاه وسبّ يومه واخذ ايوب يتكلم فقال
ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه والليل الذي قال قد حبل برجل. ليكن ذلك اليوم ظلاما. لا يعتن به الله من فوق ولا يشرق عليه نهار. ليملكه الظلام وظل الموت. ليحل عليه سحاب. لترعبه كاسفات النهار. اما ذلك الليل فليمسكه الدجى ولا يفرح بين ايام السنة ولا يدخلنّ في عدد الشهور. هوذا ذلك الليل ليكن عاقرا. لا يسمع فيه هتاف. ليلعنه لاعنو اليوم المستعدون لايقاظ التنين. لتظلم نجوم عشائه. لينتظر النور ولا يكن ولا ير هدب الصبح. لانه لم يغلق ابواب بطن امي ولم يستر الشقاوة عن عينيّ. لم لم امت من الرحم. عندما خرجت من البطن لم لم اسلم الروح. لماذا اعانتني الركب ولم الثدي حتى ارضع. لاني قد كنت الآن مضطجعا ساكنا. حينئذ كنت نمت مستريحا مع ملوك ومشيري الارض الذين بنوا اهراما لانفسهم او مع رؤساء لهم ذهب المالئين بيوتهم فضة او كسقط مطمور فلم اكن. كأجنّة لم يروا نورا. هناك يكف المنافقون عن الشغب وهناك يستريح المتعبون. الاسرى يطمئنون جميعا. لا يسمعون صوت المسخّر الصغير كما الكبير هناك العبد حر من سيده
لم يعطى لشقي نور وحياة لمري النفس الذين ينتظرون الموت وليس هو ويحفرون عليه اكثر من الكنوز المسرورين الى ان يبتهجوا الفرحين عندما يجدون قبرا. لرجل قد خفي عليه طريقه وقد سيج الله حوله. لانه مثل خبزي ياتي انيني ومثل المياه تنسكب زفرتي لاني ارتعابا ارتعبت فأتاني والذي فزعت منه جاء عليّ. لم اطمئن ولم اسكن ولم استرح وقد جاء الرجز
ايوب 1: 1-3: 26
فاجاب الرب ايوب من العاصفة وقال من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة. اشدد الآن حقويك كرجل. فاني اسألك فتعلمني. اين كنت حين اسست الارض. أخبر ان كان عندك فهم. من وضع قياسها. لانك تعلم. او من مدّ عليها مطمارا. على اي شيء قرّت قواعدها او من وضع حجر زاويتها عندما ترنمت كواكب الصبح معا وهتف جميع بني الله
ومن حجز البحر بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم. اذ جعلت السحاب لباسه الضباب قماطه وجزمت عليه حدّي واقمت له مغاليق ومصاريع وقلت الى هنا تاتي ولا تتعدى وهنا تتخم كبرياء لججك
هل في ايامك امرت الصبح. هل عرّفت الفجر موضعه ليمسك باكناف الارض فينفض الاشرار منها. تتحول كطين الخاتم وتقف كانها لابسة. ويمنع عن الاشرار نورهم وتنكسر الذراع المرتفعة
هل انتهيت الى ينابيع البحر او في مقصورة الغمر تمشّيت. هل انكشفت لك ابواب الموت او عاينت ابواب ظل الموت. هل ادركت عرض الارض. اخبر ان عرفته كله
اين الطريق الى حيث يسكن النور. والظلمة اين مقامها حتى تاخذها الى تخومها وتعرف سبل بيتها. تعلم لانك حينئذ كنت قد ولدت وعدد ايامك كثير
أدخلت الى خزائن الثلج ام ابصرت مخازن البرد التي ابقيتها لوقت الضر ليوم القتال والحرب. في اي طريق يتوزع النور وتتفرق الشرقية على الارض. من فرّع قنوات للهطل وطريقا للصواعق ليمطر على ارض حيث لا انسان. على قفر لا احد فيه. ليروي البلقع والخلاء وينبت مخرج العشب
هل للمطر اب ومن ولد مآجل الطل. من بطن من خرج الجمد. صقيع السماء من ولده. كحجر صارت المياه. أختبأت. وتلكد وجه الغمر
هل تربط انت عقد الثريا او تفك ربط الجبّار. أتخرج المنازل في اوقاتها وتهدي النعش مع بناته هل عرفت سنن السموات او جعلت تسلطها على الارض. أترفع صوتك الى السحب فيغطيك فيض المياه. اترسل البروق فتذهب وتقول لك ها نحن. من وضع في الطخاء حكمة او من اظهر في الشّهب فطنة. من يحصي الغيوم بالحكمة ومن يسكب ازقاق السموات اذ ينسبك التراب سبكا ويتلاصق المدر
اتصطاد للّبوة فريسة ام تشبع نفس الاشبال حين تجرمز في عريّسها وتجلس في عيصها للكمون. من يهيئ للغراب صيده اذ تنعب فراخه الى الله وتتردد لعدم القوت
أتعرف وقت ولادة وعول الصخور او تلاحظ مخاض الايائل. أتحسب الشهور التي تكملها او تعلم ميقات ولادتهنّ. يبركن ويضعن اولادهنّ. يدفعن اوجاعهنّ. تبلغ اولادهنّ. تربو في البرية. تخرج ولا تعود اليهنّ
من سرّح الفراء حرّا ومن فكّ ربط حمار الوحش. الذي جعلت البرية بيته والسباخ مسكنه. يضحك على جمهور القرية. لا يسمع زجر السائق. دائرة الجبال مرعاه وعلى كل خضرة يفتش
أيرضى الثور الوحشي ان يخدمك ام يبيت عند معلفك. أتربط الثور الوحشي برباطه في التلم ام يمهد الاودية وراءك. أتثق به لان قوته عظيمة او تترك له تعبك. أتأتمنه انه يأتي بزرعك ويجمع الى بيدرك
جناح النعامة يرفرف. أفهو منكب رأوف ام ريش. لانها تترك بيضها وتحميه في التراب وتنسى ان الرّجل تضغطه او حيوان البر يدوسه. تقسو على اولادها كانها ليست لها. باطل تعبها بلا اسف. لان الله قد انساها الحكمة ولم يقسم لها فهما. عندما تحوذ نفسها الى العلاء تضحك على الفرس وعلى راكبه
هل انت تعطي الفرس قوته وتكسو عنقه عرفا أتوثبه كجرادة. نفخ منخره مرعب. يبحث في الوادي وينفز ببأس. يخرج للقاء الاسلحة. يضحك على الخوف ولا يرتاع ولا يرجع عن السيف. عليه تصل السهام وسنان الرمح والمزراق. في وثبه ورجزه يلتهم الارض ولا يؤمن انه صوت البوق. عند نفخ البوق يقول هه ومن بعيد يستروح القتال صياح القواد والهتاف
أمن فهمك يستقل العقاب وينشر جناحيه نحو الجنوب. او بأمرك يحلّق النسر ويعلّي وكره. يسكن الصخر ويبيت على سن الصخر والمعقل. من هناك يتحسس قوته. تبصره عيناه من بعيد. فراخه تحسو الدم وحيثما تكن القتلى فهناك هو
فاجاب الرب ايوب فقال هل يخاصم القدير موبّخه ام المحاجّ الله يجاوبه فاجاب ايوب الرب وقال ها انا حقير فماذا اجاوبك. وضعت يدي على فمي. مرة تكلمت فلا اجيب ومرتين فلا ازيد
فاجاب الرب ايوب من العاصفة فقال الآن شدّ حقويك كرجل. اسألك فتعلمني. لعلك تناقض حكمي. تستذنبني لكي تتبرر انت. هل لك ذراع كما لله وبصوت مثل صوته ترعد. تزيّن الآن بالجلال والعزّ والبس المجد والبهاء. فرّق فيض غضبك وانظر كل متعظم واخفضه. انظر الى كل متعظم وذلّله ودس الاشرار في مكانهم. اطمرهم في التراب معا واحبس وجوههم في الظلام. فانا ايضا احمدكلان يمينك تخلصك
هوذا بهيموث الذي صنعته معك. ياكل العشب مثل البقر. ها هي قوته في متنيه وشدته في عضل بطنه. يخفض ذنبه كارزة. عروق فخذيه مضفورة. عظامه انابيب نحاس. جرمها حديد ممطول. هو اول اعمال الله. الذي صنعه اعطاه سيفه. لان الجبال تخرج له مرعى وجميع وحوش البر تلعب هناك. تحت السدرات يضطجع في ستر القصب والغمقة. تظلله السدرات بظلها. يحيط به صفصاف السواقي. هوذا النهر يفيض فلا يفر هو. يطمئن ولو اندفق الاردن في فمه. هل يؤخذ من امامه. هل يثقب انفه بخزامة
أتصطاد لوياثان بشص او تضغط لسانه بحبل. أتضع أسلة في خطمه ام تثقب فكّه بخزامة. أيكثر التضرعات اليك ام يتكلم معك باللين. هل يقطع معك عهدا فتتخذه عبدا مؤبدا. أتلعب معه كالعصفور او تربطه لاجل فتياتك. هل تحفر جماعة الصيادين لاجله حفرة او يقسمونه بين الكنعانيين. أتملأ جلده حرابا وراسه بإلال السمك. ضع يدك عليه. لا تعد تذكر القتال. هوذا الرجاء به كاذب. ألا يكبّ ايضا برؤيته. ليس من شجاع يوقظه فمن يقف اذا بوجهي. من تقدمني فاوفيه. ما تحت كل السموات هو لي
لا اسكت عن اعضائه وخبر قوته وبهجة عدّته. من يكشف وجه لبسه ومن يدنو من مثنى لجمته. من يفتح مصراعي فمه. دائرة اسنانه مرعبة. فخره مجان مانعة محكّمة مضغوطة بخاتم الواحد يمسّ الآخر فالريح لا تدخل بينها. كل منها ملتصق بصاحبه متلكّدة لا تنفصل. عطاسه يبعث نورا وعيناه كهدب الصبح. من فيه تخرج مصابيح. شرار نار تتطاير منه. من منخريه يخرج دخان كانه من قدر منفوخ او من مرجل. نفسه يشعل جمرا ولهيب يخرج من فيه. في عنقه تبيت القوة وامامه يدوس الهول. مطاوي لحمه متلاصقة مسبوكة عليه لا تتحرك. قلبه صلب كالحجر وقاس كالرحى. عند نهوضه تفزع الاقوياء. من المخاوف يتيهون سيف الذي يلحقه لا يقوم ولا رمح ولا مزراق ولا درع. يحسب الحديد كالتبن والنحاس كالعود النخر. لا يستفزّه نبل القوس. حجارة المقلاع ترجع عنه كالقش. يحسب المقمعة كقش ويضحك على اهتزاز الرمح. تحته قطع خزف حادة. يمدد نورجا على الطين. يجعل العمق يغلي كالقدر ويجعل البحر كقدر عطارة. يضيء السبيل وراءه فيحسب اللج اشيب. ليس له في الارض نظير. صنع لعدم الخوف. يشرف على كل متعال. هو ملك على كل بني الكبرياء
فاجاب ايوب الرب فقال قد علمت انك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر. فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة. ولكني قد نطقت بما لم افهم. بعجائب فوقي لم اعرفها. اسمع الآن وانا اتكلم. اسألك فتعلمني. بسمع الاذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني. لذلك ارفض واندم في التراب والرماد
وكان بعدما تكلم الرب مع ايوب بهذا الكلام ان الرب قال لأليفاز التيماني قد احتمى غضبي عليك وعلى كلا صاحبيك لانكم لم تقولوا فيّ الصواب كعبدي ايوب. والآن فخذوا لانفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا الى عبدي ايوب واصعدوا محرقة لاجل انفسكم وعبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا فيّ الصواب كعبدي ايوب. فذهب اليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وفعلوا كما قال الرب لهم ورفع الرب وجه ايوب. ورد الرب سبي ايوب لما صلى لاجل اصحابه وزاد الرب على كل ما كان لايوب ضعفا. فجاء اليه كل اخوته وكل اخواته وكل معارفه من قبل وأكلوا معه خبزا في بيته ورثوا له وعزّوه عن كل الشر الذي جلبه الرب عليه واعطاه كل منهم قسيطة واحدة وكل واحد قرطا من ذهب. وبارك الرب آخرة ايوب اكثر من اولاه وكان له اربعة عشر الفا من الغنم وستة آلاف من الابل والف فدان من البقر والف اتان. وكان له سبعة بنين وثلاث بنات. وسمّى اسم الاولى يميمة واسم الثانية قصيعة واسم الثالثة قرن هفّوك. ولم توجد نساء جميلات كبنات ايوب في كل الارض واعطاهنّ ابوهنّ ميراثا بين اخوتهنّ. وعاش ايوب بعد هذا مئة واربعين سنة ورأى بنيه وبني بنيه الى اربعة اجيال. ثم مات ايوب شيخا وشبعان الايام
كان زكريا النبي معاصراً لحجي النبي وقد سجل لنا هذا السفر بإرشاد من روح الله في مستهل سنة 520 ق.م. إذ ارسله الله للمسبيين العائدين من المنفى ليشجعهم على عبادة الله من غير خوف . يبدأ السفر بسلسلة من ثماني رؤى تصف بلغة تصويرية حيّة قوة الله ، وتحكّمه في شؤون الناس ، وأهمية القوة الروحية ، ودينونة الله للخطية ، والوعد بأمور مستقبلية . وأعقب هذه الرؤى بسلسلة من الرسائل غير مؤرخة تشتمل على حض عام وعلى ذكر الدينونة الآتية . ان أهم جزء من هذه الرسائل هي النبوءات المتعلقة بمجيء المسيح . ان النقطة الأساسية التي يدور حولها هذا السفر هي اهتمام الله بتدبير وسد حاجات شعبه يغدق الله حمايته وخيراته وقوة نعمته على شعبه أي الذين يؤمنون به . ان حاجاتهم العظمى ، هي معرفة الله بصورة أفضل، ستتحقق بإرسال المسيا ، الرب يسوع المسيح .
سفر زكريا
في الشهر الثامن في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب الى زكريا بن برخيا بن عدّو النبي قائلا قد غضب الرب غضبا على آبائكم. فقل لهم. هكذا قال رب الجنود. ارجعوا اليّ يقول رب الجنود فارجع اليكم يقول رب الجنود. لا تكونوا كآبائكم الذين ناداهم الانبياء الاولون قائلين هكذا قال رب الجنود ارجعوا عن طرقكم الشريرة وعن اعمالكم الشريرة. فلم يسمعوا ولم يصغوا اليّ يقول رب الجنود. آباؤكم اين هم. والانبياء هل ابدا يحيون. ولكن كلامي وفرائضي التي اوصيت بها عبيدي الانبياء أفلم تدرك آباءكم. فرجعوا وقالوا كما قصد رب الجنود ان يصنع بنا كطرقنا وكاعمالنا كذلك فعل بنا
في اليوم الرابع والعشرين من الشهر الحادي عشر. هو شهر شباط. في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب الى زكريا بن برخيا بن عدّو النبي قائلا رأيت في الليل واذا برجل راكب على فرس احمر وهو واقف بين الآس الذي في الظل وخلفه خيل حمر وشقر وشهب. فقلت يا سيدي ما هؤلاء. فقال لي الملاك الذي كلمني انا أريك ما هؤلاء. فاجاب الرجل الواقف بين الآس وقال هؤلاء هم الذين ارسلهم الرب للجولان في الارض. فاجابوا ملاك الرب الواقف بين الآس وقالوا قد جلنا في الارض واذا الارض كلها مستريحة وساكنة
فاجاب ملاك الرب وقال. يا رب الجنود الى متى انت لا ترحم اورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة. فاجاب الرب الملاك الذي كلمني بكلام طيب وكلام تعزية. فقال لي الملاك الذي كلمني ناد قائلا. هكذا قال رب الجنود. غرت على اورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة. وانا مغضب بغضب عظيم على الامم المطمئنين. لاني غضبت قليلا وهم اعانوا الشر. لذلك هكذا قال الرب. قد رجعت الى اورشليم بالمراحم فبيتي يبنى فيها يقول رب الجنود ويمد المطمار على اورشليم. ناد ايضا وقل. هكذا قال رب الجنود. ان مدني تفيض بعد خيرا والرب يعزّي صهيون بعد ويختار بعد اورشليم
فرفعت عينيّ ونظرت واذا باربعة قرون. فقلت للملاك الذي كلمني. ما هذه. فقال لي هذه هي القرون التي بددت يهوذا واسرائيل واورشليم. فاراني الرب اربعة صنّاع. فقلت جاء هؤلاء ماذا يفعلون. فتكلم قائلا هذه هي القرون التي بددت يهوذا حتى لم يرفع انسان راسه. وقد جاء هؤلاء ليرعبوهم وليطردوا قرون الامم الرافعين قرنا على ارض يهوذا لتبديدها
فرفعت عينيّ ونظرت واذا رجل وبيده حبل قياس. فقلت الى اين انت ذاهب. فقال لي لاقيس اورشليم لارى كم عرضها وكم طولها. واذا بالملاك الذي كلمني قد خرج وخرج ملاك آخر للقائه. فقال له اجر وكلم هذا الغلام قائلا. كالاعراء تسكن اورشليم من كثرة الناس والبهائم فيها. وانا يقول الرب اكون لها سور نار من حولها واكون مجدا في وسطها
يا يا اهربوا من ارض الشمال يقول الرب. فاني قد فرقتكم كرياح السماء الاربع يقول الرب. تنجّي يا صهيون الساكنة في بنت بابل. لانه هكذا قال رب الجنود. بعد المجد ارسلني الى الامم الذين سلبوكم لانه من يمسكم يمسّ حدقة عينه. لاني هانذا احرّك يدي عليهم فيكونون سلبا لعبيدهم. فتعلمون ان رب الجنود قد ارسلني
ترنمي وافرحي يا بنت صهيون لاني هانذا آتي واسكن في وسطك يقول الرب. فيتصل امم كثيرة بالرب في ذلك اليوم ويكونون لي شعبا فاسكن في وسطك فتعلمين ان رب الجنود قد ارسلني اليك. والرب يرث يهوذا نصيبه في الارض المقدسه ويختار اورشليم بعد. اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لانه قد استيقظ من مسكن قدسه
وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائما قدام ملاك الرب والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه. فقال الرب للشيطان لينتهرك الرب يا شيطان. لينتهرك الرب الذي اختار اورشليم. أفليس هذا شعلة منتشلة من النار
وكان يهوشع لابسا ثيابا قذرة وواقفا قدام الملاك. فاجاب وكلم الواقفين قدامه قائلا انزعوا عنه الثياب القذرة. وقال له انظر. قد اذهبت عنك اثمك والبسك ثيابا مزخرفة. فقلت ليضعوا على راسه عمامة طاهرة. فوضعوا على راسه العمامة الطاهرة والبسوه ثيابا وملاك الرب واقف. فاشهد ملاك الرب على يهوشع قائلا هكذا قال رب الجنود ان سلكت في طرقي وان حفظت شعائري فانت ايضا تدين بيتي وتحافظ ايضا على دياري واعطيك مسالك بين هؤلاء الواقفين. فاسمع يا يهوشع الكاهن العظيم انت ورفقاؤك الجالسون امامك. لانهم رجال آية. لاني هانذا آتي بعبدي الغصن. فهوذا الحجر الذي وضعته قدام يهوشع على حجر واحد سبع اعين. هانذا ناقش نقشه يقول رب الجنود وازيل اثم تلك الارض في يوم واحد. في ذلك اليوم يقول رب الجنود ينادي كل انسان قريبه تحت الكرمة وتحت التينة
فرجع الملاك الذي كلمني وايقظني كرجل أوقظ من نومه. وقال لي ماذا ترى. فقلت قد نظرت واذا بمنارة كلها ذهب وكوزها على راسها وسبعة سرج عليها وسبع انابيب للسرج التي على راسها. وعندها زيتونتان احداهما عن يمين الكوز والاخرى عن يساره. فاجبت وقلت للملاك الذي كلمني قائلا ما هذه يا سيدي. فاجاب الملاك الذي كلمني وقال لي أما تعلم ما هذه. فقلت لا يا سيدي. فاجاب وكلمني قائلا هذه كلمة الرب الى زربابل قائلا لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود. من انت ايها الجبل العظيم. امام زربابل تصير سهلا. فيخرج حجر الزاوية بين الهاتفين كرامة كرامة له
وكانت اليّ كلمة الرب قائلا ان يدي زربابل قد اسستها هذا البيت فيداه تتمّمانه فتعلم ان رب الجنود ارسلني اليكم. لانه من ازدرى بيوم الأمور الصغيرة. فتفرح اولئك السبع ويرون الزيج بيد زربابل. انما هي اعين الرب الجائلة في الارض كلها. فاجبت وقلت له ما هاتان الزيتونتان عن يمين المنارة وعن يسارها. واجبت ثانية وقلت له ما فرعا الزيتون اللذان بجانب الانابيب من ذهب المفرغان من انفسهما الذهبيّ. فاجابني قائلا اما تعلم ما هاتان. فقلت لا يا سيدي. فقال هاتان هما ابنا الزيت الواقفان عند سيد الارض كلها
فعدت ورفعت عينيّ ونظرت واذا بدرج طائر. فقال لي ماذا ترى. فقلت اني ارى درجا طائرا طوله عشرون ذراعا وعرضه عشر اذرع. فقال لي هذه هي اللعنة الخارجة على وجه كل الارض. لان كل سارق يباد من هنا بحسبها وكل حالف يباد من هناك بحسبها. اني اخرجها يقول رب الجنود فتدخل بيت السارق وبيت الحالف باسمي زورا وتبيت في وسط بيته وتفنيه مع خشبه وحجارته
ثم خرج الملاك الذي كلمني وقال لي. ارفع عينيك وانظر ما هذا الخارج. فقلت ما هو. فقال هذه هي الايفة الخارجة. وقال هذه عينهم في كل الارض. واذا بوزنة رصاص رفعت. وكانت امرأة جالسة في وسط الايفة. فقال هذه هي الشر. فطرحها الى وسط الايفة وطرح ثقل الرصاص على فمها. ورفعت عينيّ ونظرت واذا بامرأتين خرجتا والريح في اجنحتهما. ولهما اجنحة كاجنحة اللقلق فرفعتا الايفة بين الارض والسماء. فقلت للملاك الذي كلمني الى اين هما ذاهبتان بالايفة. فقال لي لتبنيا لها بيتا في ارض شنعار. واذا تهيّأ تقرّ هناك على قاعدتها
فعدت ورفعت عينيّ ونظرت واذا باربع مركبات خارجات من بين جبلين والجبلان جبلا نحاس. في المركبة الاولى خيل حمر وفي المركبة الثانية خيل دهم وفي المركبة الثالثة خيل شهب وفي المركبة الرابعة خيل منمّرة شقر.
فاجبت وقلت للملاك الذي كلمني ما هذه يا سيدي. فاجاب الملاك وقال لي هذه هي ارواح السماء الاربع خارجة من الوقوف لدى سيد الارض كلها. التي فيها الخيل الدهم تخرج الى ارض الشمال والشّهب خارجة وراءها والمنمّرة تخرج نحو ارض الجنوب. اما الشقر فخرجت والتمست ان تذهب لتتمشى في الارض فقال اذهبي وتمشّي في الارض. فتمشت في الارض. فصرخ عليّ وكلمني قائلا. هوذا الخارجون الى ارض الشمال قد سكّنوا روحي في ارض الشمال
وكان اليّ كلام الرب قائلا. خذ من اهل السبي من حلداي ومن طوبيا ومن يدعيا الذين جاءوا من بابل وتعال انت في ذلك اليوم وادخل الى بيت يوشيا بن صفنيا. ثم خذ فضة وذهبا واعمل تيجانا وضعها على راس يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم. وكلمه قائلا. هكذا قال رب الجنود قائلا. هوذا الرجل الغصن اسمه ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب. فهو يبني هيكل الرب وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على كرسيه ويكون كاهنا على كرسيه وتكون مشورة السلام بينهما كليهما. وتكون التيجان لحالم ولطوبيا وليدعيا ولحين بن صفنيا تذكارا في هيكل الرب. والبعيدون يأتون ويبنون في هيكل الرب فتعلمون ان رب الجنود ارسلني اليكم. ويكون اذا سمعتم سمعا صوت الرب الهكم ****
وكان في السنة الرابعة لداريوس الملك ان كلام الرب صار الى زكريا في الرابع من الشهر التاسع في كسلو لما ارسل اهل بيت ايل شراصر ورجم ملك ورجالهم ليصلّوا قدام الرب وليكلموا الكهنة الذين في بيت رب الجنود والانبياء قائلين أأبكي في الشهر الخامس منفصلا كما فعلت كم من السنين هذه
ثم صار اليّ كلام رب الجنود قائلا قل لجميع شعب الارض وللكهنة قائلا. لما صمتم ونحتم في الشهر الخامس والشهر السابع وذلك هذه السبعين سنة فهل صمتم صوما لي انا. ولما اكلتم ولما شربتم أفما كنتم انتم الآكلين وانتم الشاربين. أليس هذا هو الكلام الذي نادى به الرب عن يد الانبياء الاولين حين كانت اورشليم معمورة ومستريحة ومدنها حولها والجنوب والسهل معمورين
وكان كلام الرب الى زكريا قائلا. هكذا قال رب الجنود قائلا. اقضوا قضاء الحق واعملوا احسانا ورحمة كل انسان مع اخيه. ولا تظلموا الارملة ولا اليتيم ولا الغريب ولا الفقير ولا يفكر احد منكم شرا على اخيه في قلبكم. فابوا ان يصغوا واعطوا كتفا معاندة وثقّلوا آذانهم عن السمع. بل جعلوا قلبهم ماسا لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي ارسله رب الجنود بروحه عن يد الانبياء الاولين فجاء غضب عظيم من عند رب الجنود. فكان كما نادى هو فلم يسمعوا كذلك ينادون هم فلا اسمع قال رب الجنود. واعصفهم الى كل الامم الذين لم يعرفوهم. فخربت الارض وراءهم لا ذاهب ولا آئب فجعلوا الارض البهجة خرابا
وكان كلام رب الجنود قائلا هكذا قال رب الجنود. غرت على صهيون غيرة عظيمة وبسخط عظيم غرت عليها. هكذا قال الرب قد رجعت الى صهيون واسكن في وسط اورشليم فتدعى اورشليم مدينة الحق وجبل رب الجنود الجبل المقدس
هكذا قال رب الجنود. سيجلس بعد الشيوخ والشيخات في اسواق اورشليم كل انسان منهم عصاه بيده من كثرة الايام. وتمتلئ اسواق المدينة من الصبيان والبنات لاعبين في اسواقها.
هكذا قال رب الجنود ان يكن ذلك عجيبا في اعين بقية هذا الشعب في هذه الايام أفيكون ايضا عجيبا في عينيّ يقول رب الجنود
هكذا قال رب الجنود. هانذا اخلّص شعبي من ارض المشرق ومن ارض مغرب الشمس. وآتي بهم فيسكنون في وسط اورشليم ويكونون لي شعبا وانا اكون لهم الها بالحق والبرّ
هكذا قال رب الجنود لتتشدد ايديكم ايها السامعون في هذه الايام هذا الكلام من افواه الانبياء الذي كان يوم أسس بيت رب الجنود لبناء الهيكل. لانه قبل هذه الايام لم تكن للانسان اجرة ولا للبهيمة اجرة ولا سلام لمن خرج او دخل من قبل الضيق واطلقت كل انسان الرجل على قريبه. اما الآن فلا اكون انا لبقية هذا الشعب كما في الايام الاولى يقول رب الجنود. بل زرع السلام الكرم يعطي ثمره والارض تعطي غلتها والسموات تعطي نداها واملّك بقية هذا الشعب هذه كلها. ويكون كما انكم كنتم لعنة بين الامم يا بيت يهوذا ويا بيت اسرائيل كذلك اخلصكم فتكونون بركة فلا تخافوا. لتتشدد ايديكم. لانه هكذا قال رب الجنود كما اني فكرت في ان اسيء اليكم حين اغضبني آباؤكم قال رب الجنود ولم اندم هكذا عدت وفكرت في هذه الايام في ان احسن الى اورشليم وبيت يهوذا. لا تخافوا. هذه هي الأمور التي تفعلونها. ليكلم كل انسان قريبه بالحق. اقضوا بالحق وقضاء السلام في ابوابكم. ولا يفكرنّ احد في السوء على قريبه في قلوبكم. ولا تحبوا يمين الزور. لان هذه جميعها اكرهها يقول الرب
حجى النبى
تم تدوين هذا السفر بإرشاد الروح القدس في نحو 520 ق.م. وكان حجي معاصر للنبي زكريا ، وقد ارسلهما الله لتشجيع المسبيين العائدين من الأسر لاستكمال مشروع بناء الهيكل ، كانت رسائلهما موجهة لقائدي الشعب زربابل ويشوع الكاهن. يشتمل السفر على خمس نبوءات تستهدف تشجيع الشعب على الإسراع في اتمام العمل . فكان لهذه الرسائل التأثير المطلوب؛ وتم إعادة تدشين الهيكل في سنة 516 ق.م. يعكس لنا هذا السفر مدى اهتمام الله بشؤون شعبه ورغبته العميقة في نموهم الروحي . لقد توقف الشعب عن العمل في بناء الهيكل وانهمكوا في شؤونهم الخاصة ، غير ان الله اراد منهم ان يتمموا بناء الهيكل ليكون مكان عبادة من أجل صالح الأمة بأسرها . لقد وضع الله حداً لشكوى الشعب من أن الهيكل الجديد لن يكون في عظمة الهيكل القديم حين وعد ان يملأ المكان بمجده. سفر حجّي النبي في السنة الثانية لداريوس الملك في الشهر السادس في اول يوم من الشهر كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي الى زربابل بن شألتيئيل والي يهوذا والى يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم قائلا هكذا قال رب الجنود قائلا. هذا الشعب قال ان الوقت لم يبلغ وقت بناء بيت الرب فكانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا هل الوقت لكم انتم ان تسكنوا في بيوتكم المغشّاة وهذا البيت خراب. والآن فهكذا قال رب الجنود. اجعلوا قلبكم على طرقكم. زرعتم كثيرا ودخلتم قليلا. تأكلون وليس الى الشبع. تشربون ولا تروون. تكتسون ولا تدفأون. والآخذ اجرة يأخذ اجرة لكيس منقوب هكذا قال رب الجنود. اجعلوا قلبكم على طرقكم. اصعدوا الى الجبل واتوا بخشب وابنوا البيت فارضى عليه واتمجد قال الرب. انتظرتم كثيرا واذا هو قليل ولما ادخلتموه البيت نفخت عليه. لماذا يقول رب الجنود. لاجل بيتي الذي هو خراب وانتم راكضون كل انسان الى بيته. لذلك منعت السموات من فوقكم الندى ومنعت الارض غلتها. ودعوت بالحرّ على الارض وعلى الجبال وعلى الحنطة وعلى المسطار وعلى الزيت وعلى ما تنبته الارض وعلى الناس وعلى البهائم وعلى كل اتعاب اليدين حينئذ سمع زربابل بن شألتيئيل ويهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وكل بقية الشعب صوت الرب الههم وكلام حجي النبي كما ارسله الرب الههم وخاف الشعب امام وجه الرب. فقال حجي رسول الرب برسالة الرب لجميع الشعب قائلا انا معكم يقول الرب. ونبّه الرب روح زربابل بن شألتيئيل والي يهوذا وروح يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وروح كل بقية الشعب فجاءوا وعملوا الشغل في بيت رب الجنود الههم في اليوم الرابع والعشرين من الشهر السادس في السنة الثانية لداريوس الملك في الشهر السابع في الحادي والعشرين من الشهر كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا كلم زربابل بن شألتيئيل والي يهوذا ويهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وبقية الشعب قائلا من الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الاول. وكيف تنظرونه الآن. أما هو في اعينكم كلا شيء. فالآن تشدد يا زربابل يقول الرب وتشدد يا يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وتشددوا يا جميع شعب الارض يقول الرب واعملوا فاني معكم يقول رب الجنود حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر وروحي قائم في وسطكم. لا تخافوا. لانه هكذا قال رب الجنود. هي مرّة بعد قليل فازلزل السموات والارض والبحر واليابسة. وازلزل كل الامم وياتي مشتهى كل الامم فاملأ هذا البيت مجدا قال رب الجنود. لي الفضة ولي الذهب يقول رب الجنود. مجد هذا البيت الاخير يكون اعظم من مجد الاول قال رب الجنود وفي هذا المكان اعطي السلام يقول رب الجنود في الرابع والعشرين من الشهر التاسع في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا هكذا قال رب الجنود. اسأل الكهنة عن الشريعة قائلا ان حمل انسان لحما مقدسا في طرف ثوبه ومس بطرفه خبزا او طبيخا او خمرا او زيتا او طعاما ما فهل يتقدس. فاجاب الكهنة وقالوا لا. فقال حجي ان كان المنجس بميت يمسّ شيئا من هذه فهل يتنجس. فاجاب الكهنة وقالوا يتنجس. فاجاب حجي وقال. هكذا هذا الشعب وهكذا هذه الامة قدامي يقول الرب وهكذا كل عمل ايديهم وما يقربونه هناك هو نجس. والآن فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فراجعا قبل وضع حجر على حجر في هيكل الرب. مذ تلك الايام كان احدكم يأتي الى عرمة عشرين فكانت عشرة. أتى الى حوض المعصرة ليغرف خمسين فورة فكانت عشرين. قد ضربتكم باللفح وباليرقان وبالبرد في كل عمل ايديكم وما رجعتم اليّ يقول الرب. فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فصاعدا من اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع من اليوم الذي فيه تأسّس هيكل الرب اجعلوا قلبكم. هل البذر في الاهراء بعد. والكرم والتين والرمان والزيتون لم يحمل بعد. فمن هذا اليوم ابارك وصارت كلمة الرب ثانية الى حجي في الرابع والعشرين من الشهر قائلا كلم زربابل والي يهوذا قائلا. اني ازلزل السموات والارض واقلب كرسي الممالك وابيد قوّة ممالك الامم واقلب المركبات والراكبين فيها وينحطّ الخيل وراكبوها كل منها بسيف اخيه. في ذلك اليوم يقول رب الجنود آخذك يا زربابل عبدي ابن شألتيئيل يقول الرب واجعلك كخاتم لاني قد اخترتك يقول رب الجنود